أخر الاخبار

رواية العزباء الفصل الثاني بقلم سيد داود المطعني

 

رواية العزباء الفصل الثاني بقلم سيد داود المطعني 



قصة (العزباء) للكاتب سيد داود المطعني .. الحلقة الثانية
_____________________
رانيا وهشام في بوفيه الشركة، قاعدين على طاولة صغيرة مستديرة، جاي عليهم عامل بوفيه شاب معاه فنجانين قهوة، وبيحطها قدامهم..
عامل البوفيه التاني جاسوس أبوها واقف بيراقب من بعيد..
رانيا متوترة ومش بتحكي، وهشام هو اللي بيتكلم:
_ عندي إحساس إن وقت البريك هيخلص من غير ما نتكلم في حاجة..
_ أصل أنا .. أنا كنت عايز اقولك .. كنت عايزة أطلب يعني منك ... أو أوضح لك حاجة كده ..
(وشها بدأ يميل للاحمرار والكسوف، واللخبطة، وهشام ملاحظ كده)
_ انتي محتاجة فلوس يا رانيا؟
_ لالالاالا فلوس ايه
_ عندك مشكلة مع مستر عمر؟
_ لالالا خالص
_ أومال مالك؟
(رانيا وقفت متترفذة، وبتزعق له)
_ أنا مسمحلكش تكلمني كده ... فاهم؟ انت ازاي تكلمني كده انت؟
( رانيا بتاخد شنطة ايدها الصغيرة، وبتمشي متضايقة)
هشام ساكت، بيبص بعينه، مستغرب، مش عارف ايه اللي بيحصل ده، وهي مالها اتضايقت كده ليه..
(عامل البوفيه بيراقب وهو متضايق)
_ اتكلمي الله يخرب بيتك .. أبوكي هيقطع رقبتي بسببك..
______________________________
في صف رانيا وزميلاتها، رانيا داخلة عليهم متوترة، وبتنفخ من الغضب
_ مالك يا رانيا، حصل ايه؟
_ ده طلع انسان متخلف
_ أوووبس .. شتمك لما طلبتي ايده؟
_ لا
_ ساب لك المكان ومشي من غير ما يرد عليكي؟
_ لا
_ أومال عمل ايه؟
_ كنت متوترة، ومش عارفة أكلمه، وهو بيسألني عايزة فلوس، عندك مشاكل، وانا بقول له لا .. وفي الاخر سألني اومال مالك، قمت انفجرت فيه؟
_ انفجرتي فيه ليه؟
_ علشان سألني أومال مالك؟
(قامت ياسمين تزعق لها)
_ نعم يا رانيا ... انفجرتي فيه علشان سألك اومال مالك؟ وبتقولي أنه متخلف، انتي بتستهبلي يا رانيا، بتستهبلي؟
_ ايه يا ياسمين .. أهدي شوية مش كده
_ اهدا ايه يا رانيا ... نعمل لك ايه تاني علشان تتكلمي؟ ها؟ نعمل لك ايه؟ بتضيعي فرصة زي دي من ايدك بمنتهى العبط كده ليه؟ حرام عليكي يا شيخة .. أنا زهقت منك .. زهقت..
(ياسمين بتلم حاجاتها، وتقفل اللاب توب بتاعها، وتسيب لها المكان)
(البنات مستغربين, هي منفعلة بالشكل ده ليه، ورانيا بتسأل بتعجب)
_ ايه؟ مالها البنت دي؟ هي بتكلمني كده ليه؟
(زينب بتبص بابتسامة لرانيا)
_ سيبك منها يا رنوش، وركزي في شغلك يا حبيبتي..
(زميلتهم التالتة بتبرر موقف ياسمين)
_ هي زعلانة عشانك يا رانيا، كان نفسها انك تكلمي هشام علشان تخطبيه وتخلصي من سجن أبوكي..
(زينب بتحاول تخفف الموقف عن رانيا)
_ سيبك من كلامها ده يا رانيا .. اللي انتي عملتيه ده الصح، ده ناتج عن تربيتك، وشخصيتك، وكرامتك..
اسمعي كلامي يا رانيا، البنت مننا كرامة, ولو تنازلت عن كرامتها مرة، هتتنازل عنها مدى الحياة ... اياك تسمعي كلام ياسمين تاني ... سجن أبوكي ده جنة انتي مش حاسة بيها .. ولو أبوكي صعب زي ما بتحكي عنه، صعوبته أحسن كتير من زوج عايزة تقدمي له كرامتك تحت الحساب..
(زميلتهم التالتة بتتدخل)
_ زينب بتقول شعارات قديمة، وكأنها مش متابعة أخبار جمعية العزباء ... الجمعية اللي بتغير كل الأعراف والتقاليد، ونشرت دعوات كتير للبنات أنها تتقدم للي حاسة إنه مناسب ليها, ما دامت هتقدر تساعده ماليا..
(رانيا تايهة في النص، وعيونها بتدمع، ومحتارة)
سرحت بخيالها، وكأنها بتهمس لنفسها بكلام مش عايزة حد يسمعه:
_ بابا مش زي أي أب في الدنيا، حاسة إنه بيكرهني، بيستخدم معايا أشد ألوان التعذيب اللي في الدنيا، ومن ناحية تانية شايفة أن هشام ده حد مناسب أوي، ومستحيل يبص لي كأني من غير كرامة .. بس أنا جبانة .. جبانة .. جبانة..
_________________________________________
هشام واقف على باب شقة، بيضرب الجرس، بتفتح له ست في منتصف الثلاثينات، بيدخل ويقفل الباب وراه..
أطفال صغيرين بيجروا ناحيته، وينزل على ركبته في الأرض وبيحضنهم..
_ حبايبي .. وحشتوني أوي
(بيرفعهم من على الأرض ويمشي بيهم ناحية الأنتريه البسيط الموجود في الصالة، وبيقعد، ويقعد الأطفال على رجله)
الست بتمشي ناحيته وتقعد قصاده..
_ ربنا يخليك لينا يا هشام ولا يحرمنا منك أبدا
_ يارب يا ميسو .. ولا يحرمني منكم أبدا
(هشام بيطلع فلوس من جيبه للأطفال، بياخدوها منه وبيخرجوا جري ع السوبر ماركت)
(وبيطلع مبلغ كبير، وبيقدمه لميسو)
_ خدي خلي دول معاكي
_ لا يا هشام، كده كتير .. حاول توفر مصاريف لنفسك يا حبيبي، احنا مش محتاجين حاجة والله.
_ اسمعي الكلام يا ميسو .. خلي الفلوس معاكي، العيال محتاجين مصاريف..
_ ربنا يخليك يا اخويا، ولا يحرمنا عطفك أبدا
_ بس يا بنت بلاش عبط، عطف إيه وبتاع ايه؟ انتوا روحي..
(هشام بيميل ناحيتها، وبيطبق لها الفلوس في أيدها)
ميسو بتاخد الفلوس وتبص له:
_ هشام هو المحامي قال لك ايه؟
_ اطمني يا ميسو .. جوزك موقفه قوي في القضية، وهيخرج بإذن الله..
_ سنة ونص في السجن والقضايا ولسة المحامي مصمم إن موقفه قوي؟
_ متخافيش يا ميسو .. هيخرج والله يا حبيبتي، بس انتي عارفة المحاكم، جنايات واستئناف ونقض، وعك، ثم أنا جنبك أهو..
_ انت الخير كله يا هشام، لولا وجودك كان زماني بشحت أنا وعيالي.
_ ده أنا بيع نفسي ولا انك تشحتي يا مايسة..
__________________
سايح قاعد في بيته في وش الباب، وماسك كوباية الشاي ومراته قاعدة قصاده، بتبص له، وبتراقب الشر في عينه.
_ البنت ليها ساعة من لحظة ما خرجت من الشركة، بتعمل ايه كل ده في الطريق؟
_ تلاقي المواصلات زحمة يا سايح
_ البنت دي هتطلع عين اللي جابوني، وشكل نهايتها قربت
_ خليها تبطل شغل وريح نفسك يا خويا
_ تبطل شغل؟ وتقعد لي في البيت؟ تقول لي عايزة وعايزة وعايزة؟ لا ياختي خليها تشتغل، وانا مستفيد بالألفين جنيه اللي باخدهم منها كل شهر
_ يبقى خليها على راحتها
_ إلهي ريحة جثتك تطلع ما حد يشمها ولا يعرف مكانها
(الباب اتفتح، ودخلت رانيا، اتصدمت لما شافت أبوها قدامها)
_ بابا! مساء الخير يا بابا.
_ مالك اتخضيتي كده؟ شفتي عفريت ولا شفتي عفريت؟
_ لا يا بابا .. بس مرهقة من الشغل
_ مرهقة م الشغل بردو
_ اومال هكون مرهقة من ايه يا بابا؟
_ خدي يا بنت تعالي هنا
(رانيا خايفة منه، رايحة ناحيته، وهي بتترعش)
مد ايده وفتح شنطتها، وبدأ يفتشها، لقى فيها ١٠٠٠ جنيه، أخدهم..
_ ايه الفلوس دي يا بنت؟
_ ده كوميشن طلع لي من شغل خلصته
_ كوميشن ولا سحبتيها بالفيزا وانتي راجعة .
_ معنديش فيزا يا بابا، ما انت عارف..
_ قلبي بيقول لي انك عاملة حساب في البنك من ورايا، بس مسيري هعرف، وسنينك هتكون سودة..
(سايح بيشاور لها على سلك التلفزيون)
_ شايفة السلك العريان ده .. هخليه يتلف على رقبتك
(سايح بيحط الفلوس في جيبه، ويخرج، ورانيا تقعد تعيط)
أمها تيجي تطبطب عليها، تحاول تهديها، وهي منفجرة:
_ عايزة أعرف هو بيعاملني كده ليه؟ بيكرهني ليه؟ ده انا بنته الوحيدة، بنته الوحيدة ..
الأم مغلوبة على أمرها، بتطبطب عليها وتقول لها متعمليش في نفسك كده يا بنتي، يلا قومي اغسلي وشك، وانا هحضرلك الغدا..
________________________________
رانيا في أوضتها، بتفتح الشنطة، بتطلع الفون بتاعها، بترفع عنه الجراب، وبتطلع الفيزا كارد من بين الجراب والفون، وبتحمد ربنا عليها..
_ الحمد لله أنه ميعرفش أن عندي حساب في البنك، وإلا كان زمانه خلص لي عليه كله..
(قعدت سرحانة تندب حظها)
_ لحد امتى هعيش في الهم ده، لازم آخد لنفسي موقف في حياتي، لازم استغل أول فرصة تنتشلني من هنا..
ياريتني كلمت هشام، ياريتني كلمته .
بس خلاص، مفيش حل تاني، أنا هتقدم لهشام، وهقول له بمنتهى الصراحة، أنا عايزة اتجوزك يا هشام .
هيحصل ايه يعني؟ هيضربني مثلا؟ ولا هيفضحني قدام الناس؟ ده حتى محترم وبيعزني خالص..
بس كده، هو قرار نهائي ومش هرجع فيه, والبنت ياسمين عندها حق، أنا غبية وضيعت الفرصة من إيدي..
_______________________________
ياسمين وزميلتها قاعدين في كافيه برة، بيتكلموا عن رانيا
_ انتي كنتي قاسية عليها أوي يا ياسو
_ دي بنت غبية أوي، ضيعت الفرصة من أيدينا
_ وانتي زعلانة أنها ضيعت فرصة على نفسها، ولا علشان ضيعت الفرصة عليكي انتي..
_ وانا هزعل عليها ليه؟ انا زعلانة على نفسي ... الحيوانة رانيا لو اتقدمت لهشام، هنعلن في مؤتمر جمعية العزباء إن أول بنت تتقدم لشاب هي رانيا، والخبر هينتشر، ساعتها هقدر اتقدم لرامي وش، ومن غير مقدمات، والموضوع كده هيبقى عادي..
_ بس رامي عنده فلوس، غير هشام يعني..
_ انا ميهمنيش غير الفكرة .. عايزة أتقدم له من غير ما يشوفني واحدة معندهاش كرامة .. بالعكس، أتقدم له والموضوع بقى عادي
_ وعايزة رانيا المسكينة تكون ضحية للفكرة
_ ما اهي هتكون قيادية في جمعية العزباء
_ دماغك دي سم يا ياسو
_ هنعمل ايه طيب .. ما سي روميو مش حاسس بيا خالص، وانا هموت عليه..
(ضحك ساخر)
___________________________
في مدخل الشركة، رانيا واقفة كأنها بتتكلم في الفون، وبتبص على الموظفين أثناء دخولهم الشركة..
هشام جاي من بعيد..
رانيا بتهندم نفسها، وخلاص هتحكي له..
_ هشام..
_ صباح الخير يا رانيا
_ ممكن نقعد في البوفيه خمس دقايق قبل الشغل؟
_ طبعا يا رانيا بكل سرور .. اتفضلي
دخلوا ناحية البوفيه، وعيون العامل متابعاهم..
الحلقة التانية خلصت
انتظروني غدا مع الحلقة التالتة أو تجدونها في الرابط اللي في آخر البوست
قصة العزباء
تأليف/ سيد داود المطعني

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close