اخر الروايات

رواية مهرة والامبراطور البارت الخامس 5 بقلم مي مالك

 

رواية مهرة والامبراطور البارت الخامس 5 بقلم مي مالك 

(الفصل الخامس)

"خير يا عمي هو في حاجة ولا أيه"

ربت هاشم على فخذه وهو يقول بنبرة غريبة :
"خير يا حبيبي أن شاء الله "

صمت قليلاً ثم قال وهو يحاول الحفاظ بقدر الأمكان على نبرته الهادئة :
"أيه يا مازن موضوع أنك أتجوزت ده"

عرف مازن فحوى الزيارة الكريمة ، نظر له قليلاً ثم قال بهدوء :
"ماله يعني يا عمي ، أيه المشكلة هو أنا عملت حاجة غلط"

هبطت ليان وهذا ما كانت تنتظره عمها هاشم ، هو كبير مازن والقادر على أقناعه برأيها والذي من الواضح أن عمها يؤيدها فيه

"يعني أنت بذمتك مش شايف أن إلى أنت عملته غلط"

نهض مازن معترضاً على الحديث وهو يقول بحدة :
"غلط ليه ، هما حرموا الجواز ولا أيه يا جماعة !!"

قالت ليان بغضب :
"هيا المشكلة ف أنك أتجوزت وبس يا مازن ، أومال لو شوفت يا عمي متجوز مين ، ده متجوز واحدة مفيهاش حاجة غير لسان ، لسة كانت بتردح للجيران لا وأيه مازن ماشي وراها ومطاوعها ودافع عنها كمان"

"عشان يستاهل ولو مكانتش هيا كانت ضرباه وردت عليه كنت أنا كسحته أنا محدش يضايق حرمة بيتي وأسكت له ، سواء أنتي أو هيا أو ملك"

ليقول هاشم بصدمة :
"مراتك ضربت الراجل"

لتجيب ليان بحنق :
"أه يا عمي مشوفتش ، ده كسرت له دراعه"

نظر هاشم لمازن وهو يقول بصدمة :
"متجوز بلطجية يابني أيه إلى أنت متجوزها دي يا مازن ، أنا لما ليان كلمتني وقالتلي أنها مش كويسة مصدقتش إلى قالته ، خصوصاً لما عرفت حجتك أنها عشان تربي بنتك زي ما بتقول ، هيا دي إلى عايزها تربي بنتك ، كمان سنتين وتجبها من الأحداث"

جلس مازن وهو يقول بضيق :
"أعمل أيه يعني هيا دي إلى أطمنت لملك معاها ، وبعدين ملك بتحبها"

ليقول هاشم بضيق :
"أطمنت لها أيه يا بني ، وبعدين هو أي يعني مراتك ماتت ، مش هتعرف أنت تربي ملك لوحدك ، ولا تجيب لها دادة ، مش تروح تتجوز وأنت مراتك لسة مكملتش الأربعين ، وبعدين حتي لو أنت بس ربيتها أيه المشكلة مش فاهم ، ما أنت أهو والدك ووالدتك الله يرحمهم ، لا أتشردت ولا مستقبلك ضاع"

ليقول مازن بحدة :
"وأنا عمري ما هسمح لملك تتربى زي ولا تشوف إلى أنا شوفته ، على جثتي بنتي تطلع زي ، ده مستحيل يحصل ، ومش هسمح لأي حد مهما كان ....مهما كان يا ليان أنه يدخل نفسه في حياتي ويقولي أعمل أيه ومعملش أيه ، أنا إلى شوفته صح ليا ولبنتي عملته"

"صح أيه يا مازن ، أعقل يابني عيب عليك"

قال مازن بأنكار لطريقتهم الغريبة :
"أعقل أيه أنتم شايفني أتجننت ، بقولكم أيه أنا أرتاحت لها وأتجوزتها والموضوع خلص"

ضربت ليان الأرض بقدمها وهي تقول بعصبية :
"لا بقى دي مش تصرفات واحد عاقل عنده 36 سنة ، وبعدين أرتحتلها أمتى لما خدت بنتك قودام عينك ومشيت وبكل بجاحة بعد ما عملت فيك كدة راجع بيها وهيا مراتك ، بدل ما تروح وتديها قلمين عشان تعرف حدودها"

"هيا مين دي إلى يديها قلمين"
جاء ذلك الصوت من الأعلى ، حيث نقف مهرة أعلى السلم وهي تنظر لليان بشر ، هبطت إلى الأسفل ليتبادلوا النظرات بتحدي ، لتقول ليان بوقاحة :
"أنتي إلى المفروض يديكي قلمين ويعرفك حدودك"

ليقول هاشم هذه المرة :
"ليان عيب عليكي يا بنتي دي مرات أخوكي"

نظرت ليان لمهرة وهي تقول بغضب :
"لا مراته ولا نيلة ، دي المفروض لو عندها دم تحس على دمها وتلم هدومها وتمشي من مكان ما جت"

هزت مهرة رأسها بالامبلاة وهي تقول :
"أنا معنديش دم ، ومش همشي لأن أنا من وجه نظري أن ملك عايزاني ، وأنا مش هخلي البنت تفضل متعلقة شوية حد يهتم بيها وشوية لا ، وبعدين أنا مش هرد عليكي وهسيب أخوكي يرد ، لأنه قالي أقوله وهو هيجيب لي حقي ، ولو مجبش حقي أنا هجيبه بمعرفتي"

وتركتها تأكل في نفسها ونظرت لهاشم وتحول 180° حيث أبتسمت بترحيب وهي تحيه بأحترام ثم عرفت عن نفسها ، ليبتسم هاشم بمجامله وهو يقول :
"تشرفنا يا بنتي"

"تشرب قهوة شكلك من الناس إلى بتحب القهوة ، تاخدها أيه"

"مظبوطة"

تحركت مهرة إلى المطبخ وهي تقول :
"هعملهالك بأيدي"

وما أن أختفت مهرة في المطبخ ، نظر هاشم لليان قليلاً ثم قال بهدوء :
"مش عارف يا ليان ، بس شكلك ظلماها"

نظرت ليان لعمها بصدمة وهي تقول :
"ظلماها أومال لو مكنتش شوفت هيا بتعاملني أزاي"

"هيا بتعاملك زي ما بتعمليها ، أنما بتتعامل بذوق معايا ومع مازن زي ما بنعاملها"

لتقول ليان بصدمة :
"يعني أنت شايف ياعمي أني أعمالها كويس"

ليجيب مازن تلك المرة :
"ياستي متتعامليش معاها خالص ، هو أنا قولتلك أتعاملي معاها ، أنتي بس تلمي لسانك عنها"

"أنا أروح ألم هدومي وأرجع بيتي أحسن بدل وجع الدماغ ده"

أشاح بيده وهو يقول بعنف :
"يبقى أحسن"

نظرت له ليان بغضب ، ثم تحركت إلى غرفتها لتذهب من ذلك المنزل ، بينما جاءت مهرة وهي تحمل فنجال القهوة لهاشم الذي أبتسم لها بذوق على حسن ضيافتها ، في حين مازن كان يضيق عيونه وهو ينظر لها بخبث لم تكن أبداً من الناس الودودين ....لماذا أذا تتعامل هكذا مع عمه !!
ذهبت مهرة وظل مازن يتحدث مع هاشم قليلاً في أمور عديدة تخص حفل خطوبة أبنة عمه المحدد موعده بعد أسبوعين من الآن ، بالطبع وعده مازن بالقدوم مبكراً ومعه مهرة ويامن أن تمكن من أقناعه بالمجئ ، وليان فهي أساسية في الحفل بسبب قرابتها الخاصة بأبناء عمومتها عموما نرمين وليلي ويونس

___________

جلست مهرة تتحدث في الهاتف مع صديقتها الوحيدة وطبيبتها النفسية جينا ، فقد جمعتهم صداقة قوية أثناء سفر مهرة لأول مرة إلى لندن ومكثوا سوياً في منزل واحد ، وبقيت هذه الصداقة برغم من سفر مهرة وبعدها عن لندن

"كما قلت لكي جينا الأمر لم يتغير"

ليصلها صوت جينا الصارخ بفرحة :
"بالطبع لا ماذا تقولين يا فتاة ، كونك تتزوجين مرة أخرى بعد ما حدث يعد معجزة"

"أمممم لا الأمر فقط من أجل ملك ، لولها لكان الأمر كما هو"

"أنا أعرفك جيداً يا مهرة ، الأمر ليس متعلق بالصغيرة فقط ، الأمر متعلق بمازن أيضاً وأنك وجدتي فيه شيئاً غير موجود في أحد غيره"

صمتت قليلاً تفكر في كلام صديقتها ، ثم تنهدت وقالت بهدوء غريب :
"هل تعلمين أنتِ صادقة ، مازن مختلف عن جميع ما رأيتهم هو الوحيد القادر على أغاظتي وجعلي أثور برغم من برودي"

وختمت جملتها بضحكه جميلة ، تذكرت جينا شيئا هاماً لتقول بجدية :
"هل تأخذين أدويتك بمعادها"

تنهدت مهرة وهي تتذكر ما بها ، ثم قالت بضيق :
"لا لقد نسيتهم في إيطاليا ، ولا أعرف أسمائهم"

قالت جينا بضيق :
"مهرة أعمل أنك لا تحبي الألتزام بشئ ما ، لكن هذه الأدوية هامة ، أنتي تحتاجينها"

"أعلم جينا ، لا تقلقي سوف أفعل التحليل اللازمة ثم أبحث عن طبيب يشخص تطورات حالتي"

"متي أيتها الكسولة ، عندما تذهبين بغيبوبة ربما ، مهرة أهتمي قليلاً ولا تستهوني بمرضك"

"لا تقلقي سوف أفعل ما يجب على فعله"

____________

مرت الأيام على وتيرة هادئة مريحة بالنسبة للجميع ، بعد ذهاب ليان المزعجة كما أسمتها مهرة ، واليوم هو أول يوم لمهرة في عملها بعدما أرسلت أليها بالأمس رسالة بأن تم تحويل أوراقها إلى شركة المنصوري للبرمجيات ، ويمكنها رسمياً بدأ العمل من الغد ، وها هي تتجهز أمام المرآة للذهاب إلى الشركة
تأملت نفسها مرة أخيرة بالبذلة النسائية السوداء خاصتها ، وهي تعدل بياقة قميصها الأبيض ، أمسكت حقيبتها السوداء الكبيرة نسبياً وتحركت إلى الأسفل وشعرها يطير وراءها في وضع أهوج
نظرت إلى السفرة لتجد يامن وملك جالسين بملل وفي رواية أخرى _منتظرين الفرج_ ، ومازن لم يهبط حتى الآن ، حيتهم والنشاط بادي على لهجتها ، ثم جلست بجانب ملك كالعادة ، ليقول يامن بمشاكسة :
"شوفو يا جماعة مهرة البلطجية في ثوبها الجديد"

أبتسمت له مهرة بتكلف ثم قالت بخبث :
"ميغركش اللبس أنا لسة زي ما أنا بلطجية"

"الطبع يا أختاه ، الطبع بيغلب اللبس حتى لو كان أخر شياكة زي ما أنتي لابسة كدة"

هبط مازن بهيبته الدائمة ، وقبل ملك بحنان ثم جلس على مقعده وبدأت العاملة خلال ثوان رص أطباق الأفطار على السفرة

نظر مازن إلى ملابس مهرة وهو يقول :
"أول يوم شغل أنهاردة"

هزت مهرة رأسها بهدوء وهي تمضغ الطعام ، ليبارك لها مازن بهدوء ، لتقول ملك بأبتسامة :
"شوفت يا بابي مهرة هتوديني المدرسة أنهاردة"

لوي فمه من فرحة ملك الغريبة بذهاب مهرة معاها ، وقابل هذه الفرحة بوجه متهكم وهو يقول :
"ما بلاش يا لوكة ، مش بابا مش بيوصلك كل يوم ، سيبي مهرة عشان تروح شغلها بدري"

لتقول مهرة ببساطة :
"لا عادي أنا كدة كدة معادي هناك 9 والساعة لسة 7 ونص يعني مش هتأخر"

زفر بحدة واضحة ثم قال لملك مرة أخيرة :
"يعني مش هتيجي معايا يا ملك"

"لا أنا هروح مع مهرة أنهاردة"

"براحتكم"
أنهي كلمته وهو يشيح بيده وذهب دون أن يكمل طعامه ، تابعته مهرة بعيناها وهي تقول بحنق :
"أتجنن ده ولا أيه !!"

ضحك يامن وهو يقول :
"لا متجننش ده بيغير يا عين أمه"

رفعت حاجبها بدهشة وهي تقول بأستنكار :
"يغير ، يغير على أيه ، ومن مين أصلاً"

قال يامن بمرح :
"بيغير على ملك منك ، وشايف أنك هتخديها منه ، أنتي بس مستغربة الموضوع عشان جديدة ومتعرفيش مازن ، مجرد ما هتعرفيه هتتعودي على غيرته وعصبيته وجنانه في بعض الأحيان"

"يبقى كل واحد يتحمل جنان التاني ، ويستاهل إلى هعمله فيه"

نهض يامن ليعود إلى غرفته وهو يقول :
"ربنا يستر ومصحاش ألاقي البيت مولع من جنانكم"

____________

وصلت إلى عملها الجديد أخيراً ، تنهدت بحماس ودلفت إلى الشركة ، وذهبت إلى الأستقبال معرفة عن نفسها ، أتصلت موظفة الأستقبال بأحدهم ، وثوان وجاء شاب في أوائل الثلاثينات ....طويل القامة ....ذو جسد نحيف ....وبشرة برونزوية ....عيناه واسعة ....ذو شعر كستنائي طويل
أبتسم لها وهو يقول بتكلف :
"أهلا وسهلا ، أنا خالد المنصوري"

أبتعدت عنه قليلاً بقلق وهي تقول :
"أهلا"

أشار لها بالتحرك وهو يقول :
"أتفضلي معايا"

تحركت مهرة معه ، ثوان قليلة وقال بهدوء :
"صراحة من ساعت ما عرفنا أنك هتتعيني هنا وأحنا أنبسطنا جداً"

"ليه"

"زي ما أنتي شايفة أحنا في قسم البرمجة عندنا شباب كتير ، مشكلتنا كانت أن العمال ناقصهم الخبرة ، وده الجزء الناقص في القسم ده ، فـ فكرة أن حد يتنقل عندنا وهو معاه شهادة خبرة وبيتشغل في فروع شركاتنا بقاله 3 سنين زي حضرتك ، ده غير التوصيات وملف الأعمال إلى صراحة مدير الشركة أنبهر بيه جدا ، فالموضوع مفرح ، والمرة دي حضرتك مش هتكوني عامل من العمال في قسم البرمجة ، حضرتك هتكوني المشرفة عليه ، المشرفين الأول كانوا من فروع الشركة برة مصر ، وده كان مسبب حساسية بين العمال والمشرفين بسبب اللغة ولأن المشرفين جد زيادة عن اللزوم ، وأحنا صراحة بنتدلع حتي في وقت الجد _الاعتراف بالحق فضيلة_"

هزت مهرة رأسها بجدية ، أوصلها خالد إلى مكتبها الخاص ، بعدما أراها قسم البرمجة الخاص بالشركة ، وقبل أن يذهب سألته بفضول :
"هو حضرتك صاحب الشركة"

ضحك بمرح وهو يقول :
"كان نفسي بس للأسف لا ، أنا أبن صاحب الشركة ، وبتربي في قسم الحسابات ، والدي بيربيني عشان أنا فاشل وجبت مجموع زبالة ، دخلني تجارة ومن ساعت ما أتخرجت وهو بيربيني من أول وجديد"

"ياعيني ده أنت حالتك صعبة خالص"

ضحك خالد ثم قال :
"هسيبك أنا بقى دلوقتي ، نتقابل في Break"

وذهب وأغلق الباب وراءه ، نظرت مهرة حولها وهي تكتشف المكتب الجديد ، ثم نظرت للوحة الصغيرة المكتوبة بأسمها على المكتب وهي ترقص فرحاً كالمجانين معبرة عن مدى فرحتها بالمنصب الجديد

___________

(بعد عدة ساعات)

كانت مهرة منهمكة مع العمال وتضع تعديلاتها من جانب ومن الأخر تتلقى الأستفسارات ، رن هاتفها معلنً أتصال من مازن ، فتحت الخط ووضعت السماعة على أذنها وهي تجيب :
"أيوة يا مازن"

ليصلها صوت مازن المشغول :
"يلا يا مهرة معاد ملك لتكوني نسيتي"

"لا منستش بس أنا مش هروح ، أنت إلى هتجيبها أنهاردة"

ليستفسر مازن بتهكم واضح :
"ليه أن شاء الله مش أنتي إلى بتجبيها على طول"

"أه ده لما أنت إلى كنت بتوديها المدرسة ، أنما أنا إلى وديتها أنهاردة ، يبقى أنت إلى تجيبها ، سوري يا ميزو القانون قانون"

ليقول مازن بنبرة مغتاظة :
"ميزو ، والقانون قانون ، ده أسمه ده أن شاء الله ، أنتي بتعملي قوانين في بيتي من ورايا"

وصله صوت مهرة البارد :
"لا أنا كنت هقولك ، أنما أنت إلى مشيت بسرعة الصبح ، مش مهم إلى حصل حصل ، أتفضل روح هات ملك ووصلها البيت أو خدها معاك الشركة متفرقش ، إلى يفرق معايا تقفل ومتتصلش بيا تاني"

قال مازن في غضب :
"ماشي يا مهرة هقفل وحسابك معايا بعدين"

وأغلق الخط بوجهها لتسبه مهرة في سرها ، ثم تعود للعمل من جديد

_________

"بجد أنا كان هيجيلي شلل"
قالتها ليان بغيظ لخالتها التي أجابت عليها في حدة :
"مش فاهمه مازن أتجنن على كبر ولا أيه ، هو عشان فاكر نفسه الكبير محدش هيقف له"

"ياريت يا خالتو متجوز واحدة عدله ، أنما دي ....دي شبه العروسة ، أنا لولا أني عارفة أن ملك هتبوظ معاها ولله كنت سبتها ، أنما على ملك إلى يا حبيبتي أبوها جبلها مرات أب وأمها لسة مكملتش شهر ماتت"

مصمصت نورا شفتيها وهي تقول بحسرة :
"كان مستخبلنا ده كله فين ياربي"

"لا وإلى يشل بقى أن مازن بيسمع كلامها ، وبيدافع عنها قصادي ، ده مكنش بيعمل كدة مع مريم"

"مريم هو كان في زي مريم ، دي هيا إلى كانت تتصل بينا كل يومين تلاته تتطمن على أحوالنا ، وكانت معتبرنا أهلها بالظبط ، يلا الله يرحمها"

"أنا أهو قولتلك على كل إلى عملته مهرة عشان متجيش قودامها وتقولي شكلها كويسة ، زي ما عمل عمي"

"لا متقلقيش ، أنا بليل كدة هروح أنا وأنتي لمازن ونعقله"

قالت ليان بسرعة :
"لالالا بلاش بليل ، يعني أنا بقول نخليها بعد خطوبة نرمين ، بدل ما يرفض أننا نروح خالص ، وأنتي عارفه نرمين وعمي هيزعلوا"

هزت نورا رأسها بتفهم ، لكنها أجزمت أنها لن تصمت بشأن زواج مازن ، وأن كان هاشم لا يجيد التصرف مع مازن فهي تجيد

___________

الساعة 4 ونصف

وأخيراً وصلت للمنزل بعد أول يوم عمل ، ركضت ملك بفرحة بأتجاه مهرة ، التي حاولت أن تكون طبيعية وهي تهبط لمستوى ملك تحتضنها بأشتياق ، قالت ملك بخفوت :
"وحشتيني أوي يا مهرة ، أتأخرتي كدة ليه دا أنا جيا من بدررري"

ربتت مهرة على شعر الصغيرة وهي تقول بحب :
"معلش يا حبيبتي ، المهم عملتي ال Home Work بتاعك"

لتقول ملك بحماس :
"أيوة وخلصته كله ، وخلصت واجب الأنجليزي كله ، عشان بعد الغدا نتفرج على الكارتون"

لتقول مهرة بتعب :
"معلش يا لوكة ، أنهاردة مش هينفع ، عشان أنا جيا تعبانة من الشغل وهنام ، حتي مش هتغدى معاكم"

لم تتكلم ملك ، لكن معالم خيبة الأمل على وجهها واضحة كالشمس ، لتنظر لها مهرة بحزن ثم تقول :
"معلش يا حبيبتي متزعليش ، وبكرة هقعد معاكي أول ما أجي من الشغل لحد ما تنامي ، ماشي"

هزت ملك رأسها بإيجاب ، لتتركها مهرة وتصعد إلى غرفتها

__________

بعد قليل

هبط مازن من غرفته ليجد ملك تجلس على الأريكة وتشاهد التلفاز ، سألها عن مهرة ، لتجيب أنها جاءت وبغرفتها ، صعد لها وهو يتواعد بالكثير لتلك العنيده التي تضع له قوانين في منزله
دلف إلى غرفتها ليجدها مازالت بملابس الصباح جالسة على الأريكة وتفرك رأسها بتعب ، نظر لها مازن قليلاً ثم قال بغيظ :
"أهلا يا حلوة"

رفعت رأسها له وهي تقول بكسل :
"مازن لو جي تتخانق ، يبقى أمشي أحسن أنا تعبانة ومش حمل خناق ، ممكن نأجل الخناقة لبكرة"

"لا يا حلوة هيا مش خناقة ، أنا بس جي أعرفك حاجة ده بيتي أنا ، يعني القوانين إلى أنتي بتقولي عليها دي مش موجوده ، وعشان كلامك إلى قولتيه في التليفون ده ، أنتي إلى هتودي ملك وتجيبها"

لتقول مهرة في نفسها :
"ياربي هو أنا مش مكتوب لي أعرف راجل واحد عنده دم في حياتي السوده دي"
ثم قالت لمازن بتعب :
"مازن حركات العصبية والصوت العالي مش هتجيب معايا نتيجة ، فريح نفسك وريحني ، ومش عشان تعبانه هسكتلك ده في أحلامك ، فخد بعضك وأتكل على الله من هنا"

صرخ بها مازن بحدة :
"أنتي فاكرة نفسك مين عشان تتكلمي معايا كدة ، فوقي لنفسك أنتي موجوده هنا عشان ملك وبس ، ولو لقيت أن أنتي مأثره معاها ، سوري يبقى أنتي كدة ملكيش لازمة ولازم أعترض"

نهضت قائلة بغضب عارم :
"أنت جبتني هنا عشان مش عارف تتصرف في حاجة ، تعرف أنت أيه عن ملك ، أنت أب بالأسم وبس

وخطت خطوة للأمام ، لكن لم تحملها قدمها وسقطت أرضاً وهي تشعر بتعبها بزيد أكثر ورأسها يكاد ينفجر ، أقترب منها مازن ورفعها لتنهض مجدداً وهي تتأوه من رأسها وجسدها ، قال مازن وهو يرى هيئتها الشاحبة :
"مالك يا مهرة ، أنتي شكلك تعبان أوي"

تحرك بها وأجلسها على الفراش لتحاول إستعادة تركيزها ، ليقول مازن وهو يلمس جبهتها بقلق :
"أنتي كويسة حسة بأيه"

أخذت مهرة نفسها بصعوبة وأزدادت نبضات قلبها بشكل غير مسبوق وغير مبرر ، لتقول بتعب :
"عايزة أنام ، سبني أنام يا مازن"

عدلها على الفراش جيداً وهو يقول :
"طيب نامي وأنا هشغلك التكييف وأطفي النور"

"لالا متطفيش النور ، أنا مش بحب الضلمة"

هز رأسه ولم يعقب على كلامها ، وشغل المكييف الهوائي ، وتحرك ليخرج لكنه توقف وهو يقول :
"أنتي هتنامي بالبدلة دي"

لم تتحدث مهرة ، أو ذهبت في النوم ، ليقول مازن مرة أخرى :
"هبعتلك مرفت تغيرلك هدومك"

وخرج من الغرفة وترك مهرة تنام قليلاً وعندما تستيقظ في المساء سوف يتحدث معاها

___________

(في الصباح)

جلست مهرة على السفرة ومن الواضح أن الجميع مازال نائم ، فكانت وحيدة على السفرة ، ظلت تعبث بهاتفها قليلاً حتي خرج مازن من غرفته ، عقدت مهرة ما بين حاجبيها بدهشة فمازن من العادة أن يخرج أخرهم ....من الواضح أن النشاط تلبسه اليوم ....أو أنه يريد أن يكمل مشكلة الأمس التي لم تسنح له الفرصة ليكملها
هبط إليها وهو يطالعها بأبتسامه صغيرة ، وما أن أقترب منها قال بهدوء :
"عاملة أيه دلوقتي ، أحسن"

برغم من أندهشها بسؤاله لكنها هزت رأسها بإيجاب ، ليحمحم مازن قائلة بتوتر :
"طيب بالنسبة لموضوع أمبارح ، كملي"

هزت رأسها بعدم فهم ، ليقول هو :
"كملي إلى كنتي هتقوليه أمبارح ، قولتي أني معرفش حاجة عن ملك ، كملي"

نظرت له مهرة بأحراج وهي تقول :
"سوري يا مازن أنا مكنتش أقصد ، أنا كنت تعبانة فبقول أي كلام وخلاص عشان تمشي"

ليقول مازن بأصرار :
"مظنش ، أنا فكرت في كلامك لقيتك صح ، أنا معرفش حاجات كتير عن ملك ، وكل إلى أعرفه عنها بيبقى من تعاملها مع والدتها الله يرحمها ، أنا فكرت في كلامك كتير وأستنيتك تصحي عشان تكملي كلامك بس شكلك كنتي تعبانة ، ف أنا أهو قودامك وبقولك كملي كلامك ، أنا محتاج أسمعك"

نظرت له كثيراً هل هو صادق ....لكنها وجدت ملامحه هادئة ولينه مما يدل أنه يريد أستقبال النصيحة دون غضب أو تهكم
لكن جاء يامن كعادته الناعسة ينتظر الأفطار على أحر من جمر ليكمل نومه ، وهبط ملك هي الأخرى ، ليقول مازن وهو يلمس يد مهرة الموضوعة على السفرة :
"طيب أيه رأيك أوصلك للشغل ونتكلم في الطريق"

سحبت يدها وهي تقول بضيق :
"أه ماشي مفيش مشكلة"

نظر لهم يامن بخبث بسبب طريقة قربهم لبعض ، ليقول بمشاكسة :
"صباح الخير يا عصافير الحب"

عدل مازن نفسه وهو يقول بجدية :
"صباح الخير يا يامن"

"أيه الأسرار الجامدة إلى بتتناقشوا فيها على الصبح"

نظر له مازن ثم قال بجدية :
"صحيح يا يامن مين البنت إلى وصلتك أمبارح لحد البيت"

حمحم يامن بحرج وهو يقول :
"بنت !! ، أصل العربية بتاعتي عطلت ، فصحبتي عرضت عليا أنها توصلني"

"متأكد أنها صاحبتك ولا حاجة تاني !!"

صمت يامن يخجل ، ليقول مازن بحدة :
"الله ، ما شاء الله يا أستاذ يامن ، ماشي ماشي ، أنا هسكت عشان معانا بنات على السفرة ، لكن حسابك معايا لما أرجع من الشغل ....هتتهبب تروح خطوبة نرمين بنت عمك ولالا"

هز يامن رأسه بالسلب وتحرك يصعد إلى غرفته مجدداً ، ليقول مازن بصوت هامس :
"في ستين داهية"

ثم قال لمهرة بعصبية :
"وأنتي أجهزي عشان عندنا خطوبة بنت عمي أخر الأسبوع"

"وأنت بتتعصب عليا أنا كمان ليه أنا مالي ، هو أنا إلى كنت جايبة بنات البيت"

زفر بحنق وهو يقول :
"بقولك أيه مش ناقصك أنتي كمان ، أنا ماشي"

أمسكت بيده وأجلسته وهي تقول :
"لا أستنى ، قبل ما تمشي أنا عايزة أروح أعمل شوبينج أنا وملك ونشتري لبس للخطوبة"

"لوحدكم"

أومأت برأسها ، ليقول مازن بضيق :
"لا متروحوش لوحدكم ، هاجي معاكم"

لتقول بأستنكار من أفعاله :
"تيجي معانا فين يا مازن ، بقولك نشتري لبس"

ليقول منهياً الحوار :
"بقولك أيه هاجي معاكي يا أما متخديش ملك ، وبعدين أنا كمان عايز أشتري بدلة للخطوبة"

ونهض وتركها وحدها على السفرة هي وملك ، وهي تكاد تجزم أن ذلك الرجل على حافة الجنون

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close