اخر الروايات

رواية العزباء الفصل الرابع 4 بقلم سيد داود المطعني

 

رواية العزباء الفصل الرابع 4 بقلم سيد داود المطعني 


أبو رانيا داخل البيت، بيزعق وينادي عليها، مع سيل من الشتايم
_ انت يا بنت يا رانيا، انتي يا زفتة الطين يا اللي اسمك رانيا
(خرجت رانيا، خايفة ومتوترة)
_ نعم يا بابا
(سايح بيفك حزام البنطلون، ويلف جزء منه على يده، وينزل فيها ضرب بالحزام)
_ ايه اللي عملتيه ده يا حيوانة، هتفضحيني يا بنت الكلب..
(رانيا بتصرخ، وتجري منه)
_ عملت ايه يا بابا؟ معملتش حاجة أنا..
(سايح نازل فيها ضرب في كل حتة في جسمها، وهي واقعة على كنبة الأنتريه وبتصرخ)
_ فضحتيني يا بنت الكلب .. فضحتيني
_ حرام يا بابا .. حرام يا بابا
(الأم جات تمسك فيه، تحاول تمنعه يضربها، جوزها بيدفعها بعيد وبتوقع على الأرض)
_ ده أنا أولع فيكم النار يا ولاد الكلب قبل ما تفضحوني..
_ عملت ايه يا بابا، لكل ده
_ انتي بتشربي قهوة مع زميلك في البوفيه، عايزة تفضحيني
_ ده في المكتب يا بابا والله
(سايح بيتكلم ولسة نازل ضرب)
_ لا مكتب ولا شارع, ولا أي مكان .. فاهمة ولا مش فاهمة؟
_ فاهمة يا بابا فاهمة..
(سايح تعب من كتر الضرب، قعد ياخد نفسه، بيبص عليها)
_ هاتي ألف جنيه
_ مش معايا يا بابا والله
_ مش معاكي ازاي؟ هو انتي مش بتعملي كوميشن ألف جنيه في اليوم
_ لا والله يا بابا .. الكوميشن ده في كل وثيقة
_ ماشي يا رانيا، انا هعرف الكلام ده بنفسي
(سايح بيربط الحزام، والأم بتقوم ناحية بنتها)
سايح بيحط إيده في جيبها وبيطلع علبة هدايا صغيرة، وبيروح ناحية رانيا يقدمها لها..
_ خدي ..
_ ايه دي؟
_ دي هدية عيد ميلادك ..
(رانيا مستغربة، وبتخبط بإيدها فوق دماغها)
_ أوووووه .. ده أنا نفسي ناسية
_ انتي تنسي، بس انا منساش .. كل سنة وانتي طيبة
(رانيا هتتجنن .. هو بيعمل كده ليه؟ هو بيحبها ولا بيكرهها؟ هو طيب ولا شرير؟)
قامت رانيا حضنته، ودمعت في حضنه..
_ الهدية أقل من قيمتك كتير .. بس على أد فلوسي
_ يا حبيبي يا بابا ... دي أحلى حاجة حصلت لي..
(سايح فك الحضن، وسابها وخرج)
وصل عند الباب، ورجع بص عليها يكلمها:
_ الواد سحلية هيجيب تورتة وشمع، وبنات عمك وبنات العمارة عندهم خبر بعيد ميلادك، يبقى احتفلوا مع بعض، وياريت تخلصوا هيصة قبل الساعة ١٢ بالليل، يدوب أكون رجعت من الفرح..
(رانيا مش مستحملة جو الحنان ده كله، بتجري ناحيته تحضنه وتبكي)
_ بحبك أوي يا بابا..
_ يعني مش زعلانة مني؟
_ تؤتؤ
_ أنا بحبك أوي، وعارفة زعلانة، بس كلها أيام وهتعذريني وتسامحيني..
(سايح بيسيبها ويخرج)
رانيا مستغربة، بتبص لأمها، مفيش حد فاهم حاجة، هو بيعمل كده ليه؟ ايه التصرفات الغريبة دي؟
__________________________________________
تسعة الصبح في الشركة، على مكتب هشام، رانيا عنده، بعيد من الزملاء، رافضة تدخل معاه البوفيه..
_ فكرت؟
_ ممكن أتكلم بصراحة يا رانيا؟
_ اه طبعا من حقك، قول
_ ايه اللي يجبرك تطلبي ايد شاب، مع انها حركة غريبة؟
_ ممكن أعرف ايه الأسباب اللي جات في بالك؟
_ بلاش أحسن، قولي أسبابك
_ لالا .. قول اللي في دماغك
_ ملوش لزوم يا رانيا
_ بليز يا هشام، قول اللي جه في بالك، وانا مش هزعل، ع الأقل هعرفه وادافع عنه..
_ اللي جه في دماغي انك بتهربي من مصيبة، متزعليش مني
_ هو انا فعلا هربانة من مصايب مش مصيبة واحدة، لكن مش مصيبة زي اللي في دماغك
_ ايه اللي في دماغي؟
_ انت فاهم وانا فاهمة يا هشام .. بس انا هربانة من عذاب في بيت أهلي، هربانة من كام جارة حلوفة بتسألني في الرايحة والجاية مفيش عريس قريب؟
_ بس مش أسباب تخليكي تخالفي الأعراف والتقاليد وتطلبي ايد شاب..
_ انت انسان محترم جدا يا هشام، وانا عن نفسي بعزك جدا، وبتمنى أكون زوجة ليك..
(هشام بيحط عينه في الأرض، خجل من مدحها فيه)
_ سواء هتقبل أو ترفض يا هشام، أتمنى تكون مصدقني، وفاهم موقفي
_ عارفة يا رانيا؟
_ ايه؟
_ يمكن انتي الوحيدة اللي بعزها ع المستوى الشخصي في تيم الشركة كلها، ولو ظروفي متصلحة شويتين، كنت اتقدمت لك، بس للأسف الشديد أنا لا أصلح للجواز أساسا..
_ ليه بتقول كده؟
_ أنا ظروفي أصعب مما تتخيلي، عندي أختي جوزها محبوس، وانا مسؤول عنها وعن عيالها، وعندي أمي تعبانة، وانا مسؤول عنها وعن علاجها .. حتى الفلوس اللي كنت حوشتها زمان، بصرف منها، لأن حرفيا الدخل الشهري كله رايح على الالتزامات دي، لا عندي فلوس آخد شقة، ولا افرش شقة جاهزة، ولا أقدر أفتح بيت تالت أصرف عليه .. ورضيت بحالي كده، واتأقلمت، واعتبرت دوري في الحياة أختي وولادها، وأمي ومرضها..
_ دي حاجة ترفع منك في نظري أوي يا هشام
_ تسلمي رانيا .. بس دي ظروفي، و زي ما انتي شايفة صعوبتها، وبعتذر اني أرفض طلبك
_ هشام
(هشام بيبص لها)
_ أنا لما كلمتك .. كنت مؤمنة من جوايا انك حد محترم وراح يفهمني، ومش هيقلل مني، وتبريرك لرفضك دلوقتي يخليني مصممة على رأيي
(هشام بيقاطعها)
_ رانيا
_ لو سمحت خليني أكمل
_ اتفضلي
_ يمكن انت عارف العملاء اللي انا عملت لهم وثائق تأمين هنا في الشركة وزنهم ايه
_ اه طبعا .. انتي تعاقدتي مع الشريحة الافضل
_ بالظبط كده، وانا في أقل من تلات سنين بقى عندي رصيد محترم جدا في البنك نقدر نبدأ بيه حياتنا، وانا واثقة فيك جدا
_ ومين قال لك اني هقبل ب كده؟
_ لازم تقبل
_ مستحيل يحصل .. مستحيل اقبل حاجة زي كده
_ انت مش طلبت مني حاجة زي كده .. ده أنا اللي بعرض عليك كده يا هشام
_ لو انتي عارفة أخلاقي زي ما بتقولي يا رانيا .. كنتي عرفتي اني لا يمكن أوافق على عرض زي ده
(الزملاء بدأوا يتوافدوا ع المكتب، ورانيا قامت وهي بتهمس لهشام)
_ لازم نكمل كلامنا يا هشام في البريك
(هشام بيهز دماغه بالموافقة)
___________________________________
رانيا راحت عند زميلاتها، ياسمين وآيلة وزينب، وكانت فرحانة أوي
_ سيدي يا سيدي ع الابتسامة الحلوة .. أكيد عندك خبر حلو يا رنوش
_ مش بالظبط
_ هشام وافق؟
_ لا
_ رفض؟
_ لا
_ أومال ايه؟
_ بدأ يحكي في تبريرات تخليه يرفض. الجواز .. زي الظروف والمسؤوليات وكده
_ ايه ده؟ يعني مغلطش فيكي؟ ولا قال لك انت ازاي تسمحي لنفسك تخطبيه؟
_ يا بنتي هشام ده راجل بمعنى الكلام، مستحيل يجرح بنت مهما عملت
_ يعني تفهم موقفك؟
_ جدددا .. واحترمه كمان
_ وااااو .. ده أكبر نجاح لفكرة جمعية العزباء
(رانيا تسرح بخيالها، ثواني من الصمت)
_ ولا يهمني فكرة جمعية العزباء بتاعتكم دي، أهم حاجة عندي دلوقتي الارتباط بهشام
(ياسمين غاضبة)
_ انتي بتستهبلي صح؟
_ لا أبدا .. انا بتكلم جد
_ يعني مش هتحضري اجتماع النهاردة؟
_ تؤ .. مش هحضر
_ رانيا .. انتي كده بتبوظي تخطيط الجمعية
_ وانا مالي .. ما يبوظ
(ياسمين تنظر لها نظرات غل .. وفجأة ظهر مستر عمر مدير الشركة في وسط المكاتب بيكلم الجميع)
_ صباح الفل يا حضرات
_ صباح الورد مستر عمر
_ أحب أبلغكم إن مجلس الإدارة زعلان جدا من الأداء الشهر ده، ياريت نشد حيلنا شوية عن كده..
(الموظفين بيبصوا في بعض، وواحد منهم بيقاطع المستر)
_ يعني هنعمل ايه أكتر من كده يا أستاذ عمر)
_ أكيد عند كل واحد فينا طاقة لأكتر من كده .. والدليل شغل الآنسة رانيا، واللي مجلس الادارة بيمنحها شهادة الموظف المثالي للشهر التاسع على التوالي..
(عمر بيسقف لرانيا، وكل الموظفين بيسقفوا ما عدا ياسمين)
رانيا بتبص ناحية هشام. .. كان مبتسم وفرحان وبيسقف بحماس شديد ليها..
حماسة هشام كانت أكتر حاجة اتسببت في فرحة رانيا بشهادة الموظف المثالي..
_______________________
اجتماع جمعية العزباء، بحضور عشر عضوات فقط من بينهم ياسمين وآيلة، وفي غياب رانيا..
وقفت الآنسة هناء تعلن للجميع إنها اتقدمت لابن خالها، ووافق جدا، وبتعزمهم على كتب الكتاب بعد أسبوع .
تصفيق حار من الحاضرات، وتهنئات بنجاح الفكرة ..
بدأت هناء تتكلم:
_ كان نفسي أساعدكم في الترويج لفكرة جمعية العزباء، وإني أعلن الخبر اللي انتوا عايزينه، لكن للأسف الشديد خطيبي رافض يخلي الناس تعرف إني اتقدمت له، وساعدته .
(ياسمين وقفت تزعق)
_ يعني ايه؟ الجمعية بتضيع؟ كل واحدة تنجح في تنفيذ الفكرة، هتنكر فضل الجمعية..
_ معلش يا بنات سامحوني .. مش بإيدي
(ياسمين ترمي عليها قلم جاف)
_ في ستين داهية انتي وخطيبك .. في ستين داهية كلكم .
(خرجت ياسمين غاضبة جدا)
_______________________________________
في مكتب المهندس رامي..
ياسمين تدخل عليها مندفعة زي المجنونة، وبيتضايق لما يشوفها..
_ ازيك يا رامي
_ أووووف ... أهلا ياسمين
_ بص .. هقولك كلمتين
_ تأمين تاني؟
_ لا مش تأمين
_ أومال ايه؟
_ في جمعية اسمها العزباء .. عملت عرف جديد، ان البنت تتقدم للشاب اللي بتحبه
_ هاهاهاهاها .. وانا مال أمي أنا.
_ بنات كتير صاحباتنا اتقدموا للي بيحبوهم وتمت الجوازة
_ مبروك
_ رامي ... أنا بحبك. . وعايزة اتجوزك
(رامي اتفاجئ .. انفعل .. وبصوت عالي)
_ انتي اتجننتي يا ياسمين؟ انتي بتخطبيني
_ مش عيب .. قلت ايه؟
_ قلت امشي اطلعي برة يا متخلفة
_ رامي .. لو سمحت
(رامي يقوم من مكانه يطردها)
_ اطلعي برة .. بررررة
(رامي بيزعق وبيدفعها برة الباب ويقفل وراها بقوة)
_______________________________
ياسمين ماشية زي المجنونة ...
بتكلم نفسها .. جسمها مش على بعضه ..
_ أنا يتعمل فيا كده؟ أنا انطرد؟ ده انا اللي أسست جمعية العزباء؟ انا صاحبة الفكرة
هناء تنفذها وتنجح .. ورانيا تنفذها وتنجح .. وانا في الاخر يطردني رامي بالشكل ده ..
ماشي يا رانيا .. انتي السبب ...
بس وحياتك لأخلي أبوكي يعرف كل حاجة عنك
___________________________
ياسمين تسأل كل اللي تعرفهم عن ورشة والد رانيا .. وتقرر تروح تقول له انها اتقدمت لهشام زميلها وطلبت إيدها

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close