رواية مكيدة زواج الفصل الثاني 2 بقلم سلمي محمد
اقتربت منهم بخطى بطيئة مترددة وبخفة ربتت برقة على كتفه
روكا بصوت خافت : لو سمحت
التفت ليها وبصوت بارد : نعممم
روكا أول ما لف أتسمرت فى مكانها ولسانها انعقد عن الكلام... وقلبها أخذ يدق بعنف
قاسم بضيق : هو فى أيه على المسا عايزه أيه يا
وقبل مايشتم... يوسف خبط براحة على رجله: بشويش ياقاسم
قاسم : نعممم يأنسه
وهى مازالت واقفه فى مكانها متسمرة ...ودقات قلبها تكاد تقفز من مكانها .. عينيها عليه لا تقدر على ابعادها
قاسم بصوت عالى : ماتنطقى وقولى عايزه أيه
حاولت روكا الخروج من صدمتها ...حاولت تنطق... صوتها طلع واطى ومبحوح وكلامها متقطع وغير مفهوم
أنااا أناااا
يوسف أتدخل لما رأى نظرات قاسم النارية ...
نعمم يأنسه عايزه حاجة
لم تقدر على أبعاد عينيها عن قاسم.... ولما سمعت صوت شخص آخر بيكلمها ...الصوت الثاني خرجها من حالة الذهول وبصت ليوسف
...وضعت أيدها على قلبها تحاول تهدئة ضرباته المتتالية وبصوت تحاول جعله ثابت
أنا روكا
يوسف : وأنا يوسف... مد أيده يسلم عليها وهى مدت أيدها وسلمت عليه
أتشرفت بمعرفتك يأنسه روكا
روكا : وأنا أتشرفت بمعرفتك أستاذ يوسف
قاسم أخذ يزفر بضيق وغضب
يوسف ببتسامة : هو روكا أسمك الحقيقى
روكا : لا أسم الدلع
قاسم قاطع كلامهم وبصوت ساخر: مقولتيش عايزه أيه ياأنسه
يوسف : أهدى ياقاسم ومسك الكرسى الموجود خلفه وقال لروكا أتفضلى أقعدى معانا مش معقولة هتفضلى واقفه
روكا : شكرا وقبل جلوسها
قاسم بسخرية: أتفضلى أقعدى كمان أنا هبعت ليكم الجرسون باتنين عصير عشان تكمل القعدة وتبقى قعدة رومانسية وبالمرة هحجز لكم أوضة عشان تكملو السهرة فيها
روكا وجههاأحمر من كلامه الجارح
يوسف : عيب عليك يايوسف ونظر لروكا معلش قاسم ميقصدش
قاسم بصوت بارد : لأ أقصد وهى عجباك وعشان عجباك هحجزلك أوضة على حسابى وقام من على كرسيه ومشى
روكا الدموع لمعت فى عينيها ... مصدومة من كلامه الجارح ...
يوسف لما رأى انهيارها قام وقف ومسك أيدها وهى فى حالة صدمة : اقعدي الأول... متزعليش ياروكا ..قاسم ميقصدش بس أنتى جيتى فى وقت هو متضايق ومتعصب أنا بعتذرلك بالنيابة عن صحبى
روكا بصوت تحاول جعله ثابت : متعتذرش أنا اللى غلطانة أنى جيت وحاولت أتكلم معاه... أتكلم مع شخص معرفهوش
يوسف : لآ مش غلطانه بس أنتى جيتى فى وقت غير مناسب
روكا تحاول الكلام كأن شئ لم يحدث ...وبابتسامة باهتة: باين أنى جيت فى وقت غير مناسب وصحبك باين عليه خلقه ضيق أوى
يوسف : هو صعب أوى فى الطبيعى تخيلى بقى وهو متضايق
روكا : أنا شوفت مش محتاجة أتخيل
يوسف : مقولتيش كنتى عايزاه فى أيه
روكا بنبرة حزن : رهان تافه حطيت نفسى فيه
يوسف باستغراب : رهان أيه
روكا: صحابى اترهنو اللى تقدر ترقص معاه هتاخد أزازة برفان وبصت له وضحكت مع أن قلبها بيتقطع وينزف من معاملته القاسية...قامت من مكانها ووجهت ليوسف نظرة أمتنان : همشى بقى .. وشكرا لموقفك معايا
يوسف : علي أيه بس .. صحبى وعارفه كويس عامل زى القطر دبش في كلامه ..بس قلبه طيب أوى ...بس وقت ظهورك مكنش مناسب ... أنا بعتذر ليكي بالنيابة عنه
روكا :خلاص انا نسيت وشكرا ليك مرة تانية وسابته ورجعت عند شلة البنات
شاهي بشماته : باين علي شكلك انك خسرتي واخدتى تهزيق معتبر
روكا بحزن : أنا همشى ... كان نفسى أقعد معاكم أكتر من كده... بس ماما نبهت عليا ارجع بدرى
احمد : هوصلك
روكا : ميرسى ياحمادة خليك مع الشلة ... ميصحش تسيب عيد ميلاد شاهي...أنا زى ماجيت هرجع ...
ذهب قاسم إلي غرفته وجلس علي الفراش وملامح الحزن ترتسم على وجهه... جاء رغم عنه إلي بلد فر منها هاربا ..مازالت نار الغضب بداخله لم تنطفئ...يريد الثأر ممن ظلمه ولكن كيف والظالم من لحمه ودمه... غصب عنه جاءت ذكريات ماضيه..كشريط سينمائي يمر أمام عينيه
سهى سكتت شوية : أنا عندى فكرة حلوة ممكن أِشوفك فيها من غير ماأكذب على أهلى وأشوفك وتشوفنى من غير مانتقابل من وراهم
قاسم : أزاى بقى ياذكية هنتقابل وهما هيكونو عارفين وهيسكتو كمان
سهى بابتسامة: الحكاية سهلة اوى..
قاسم: سهلة ازاي بقى ... ماتتكلمي علطول
سهي: هتكلم اهو ...مش انتو عايزين محاسب في المصنع... انا بقى هكون المحاسب الجديد
قاسم بصدمة : تشتغلي فين ؟ عايزه تشتغلي عند بابا في المصنع
سهى: مالك وشك اتغير لما قولت اشتغل في المصنع
قاسم: عشان مينفعش ياسهى
سهى بضيق: مينفعش ليه بقى
قاسم : عشان حاجات كتير ..أولها انك لسه بتدرسي
سهى قاطعت كلامه : فاضلي سنه واخلص
استمر قاسم في كلامه : وثانيا بابا مش بيشغل بنات عنده في المصنع كل الموجودين من العمال رجالة
سهى بضيق: وليه بقي مش بيشغل بنات
قاسم : عشان المصنع كله عمال رجالة وكل كلامهم بيبقى بلغة السوق... مرة بابا جاب له سكرتيرة مع انها مكنتش حلوة بس كل شوية تلاقي حد من العمال عندها... وفي الاخر بدل مايمشيها ويقطع رزقها شغلها عنده في معرض من معارضنا... لو عايزه تشتغلى... ايه رأيك تشتغلي في المعرض
سهى : ومين قالك اني عايزه اشتغل... انا بقول كده عشان نتقابل كل يوم... انا مقدرش ابعد عنك يوم من غير ماشوفك... لو بتحبني ومتقدرش متشفونيش كل يوم يبقى تحاول تقنع باباك بأي طريقه أني اشتغل في المصنع وانا هشتغل محاسبة وعلى كلامك ان مفيش غير محاسب واحد اللي كان ماسك الشغل وكان ليه مكتب لوحده... وهو ماشي وانا لما امسك مكانه هيكون ليا مكتب لوحدي وهبقى بعيدة عن العمال... وتنظر لها ببراءة.... عشان خاطري حاول
شعر قاسم بالضعف عندما أهدته تلك النظرة : هقوله وأمري لله...قومي يلا عشان اوصلك
سهى : اوعدني الأول انك هتحاول تقنع باباك اشتغل
قاسم بضيق : انا كده هزعل منك... انتي عارفة ان كلمتي واحدة وانا قولت هقول يعني هقول
سهى : وانا مقدرش على زعلك ياحبيبي
قاسم لم يصدق أذنه : أنتى قولتي ايه؟؟
سهى بخجل: مقولتش حاجة
قاسم:قولتي
سهى : بلاش تحرجني
قاسم : يعني بتعترفي انك قولتي حبيبي
تهز رأسها بالإيجاب
قاسم ببتسامة : اخيرا الجبل نطق وقالي حبيبي
سهى بخجل: جبل... هو انتي شايفني جبل
قاسم بابتسامة : احلى جبل عيني شافته... قوليها تاني حبيبي
سهى : بطل بقى بلاش تحرجني... انا مش عارفة قولتها أزاى...
قاسم بنبرة سعيدة : المهم عندي انك قولتيها... ده انا اتحايلت عليكي كتير اسمع منك كلمة بحبك واخيرااا قولتيها... أحمدك يارب وقام برفع يديه وكرر... أحمدك يارب... تعرفي انا عايز ايه دلوقتي
سهى بنبرة خجولة: قول
قاسم :نفسي اخدك في حضني واقول بعلو صوتي بحبك... بحبك وينظر لها بعيون تلمع بنجوم الحب
سهى : ميصحش اللي بتقوله ده... مش عشان قلت ليك مقدرش يعدي يوم من غير ماشوفك... تقولي اخدك بالحضن
قاسم : خلاص هخلي الحضن بعدين
سهى : قاااسم
قاسم : ياعيون قاسم
سهى : عيب كده
قاسم : عيب ليه... بعدين لما نكتب الكتاب هخدك في حضني وكمان هااا اكمل
سهى : هسيبك وهمشي لو فضلت تتكلم كده انا بتكلم بجد
قاسم : هههه انتي علطول فاهماني غلط.. هخدك في حضني وهغنيلك نامي ياقمري وانا ادبحلك جوزين حمام
سهى :بطل رخامة... ويلا عشان عايزه اروح
قاسم : مانا كنت هروحك... بس دلوقتي انا مبسوط اوي ومش عايز اسيبك خالص
سهى : يبقى تحاول تقنع باباك
قاسم : هحاول معاه.. ويركب قاسم سيارته وبجانبه سهى.. وهما في الطريق.. قاسم بين اللحظة والأخرى ينظر ل سهى بحب
سهى : وقف كفايه لحد هنا...
قاسم : طب أنزلك كمان شارعين
سهى : لا مينفعش... مش عايزه حد يشوفنا... هكمل باقى الطريق مشي
قاسم :أمتى تبقى خطيبتي... و اوصلك لحد البيت من غير مااخاف حد يشوفك معايا
سهى : كان زمانا مخطوبين دلوقتى لو كنت سمعت كلامي وطلبت باباك يساعدك
قاسم : لو ينفع كنت اتكلمت
سهى : عارفة... عااارفة ومقدره بس غصب عني... وفتحت باب السيارة ... سلام... وابتعدت بخطى سريعة
قاسم بخفوت : سلام ياروحي.. بعد أن ابتعدت تماما عن مجال رؤيته انطلق بالسيارة مسرعا
وصلت سهى إلى بيتها وقبل أن تخطو لداخل غرفتها..
ام سهى بزعيق: وبعدين معاكي يابنت بطني
سهى : في ايه ياماما بس
عزة : في انك اتاخرتي برا.. ومحاضراتك في الكلية خلصت من بدري..
سهى بلجلجله : اصل ياماااما... اصل كنت
عزة : من غير ماتتكلمي انا عارفة كنتي فين... هو مش احنا اتكلمنا في الموضوع ده بدل المرة مية وقولتلك بلاش
سهى تدعي عدم الفهم: ايه اللي بلاش انا مش فاهمة حاجة.. هدخل اغير هدومي وقبل أن تتحرك من مكانها
عزة بنبرة حادة : بت انتي مبروم على مبروم ميرولش... انتي كنتي مع قاسم ولا لأ مش عايزه كذب
سهى بلجلجله : أيوه
عزة :وأنا قولتلك ايه... هااا فاكرة ولا افكرك
سهى : فاكرة ياماما... فااااكرة... بس انا بحبه ياماما ومقدرش ابعد عنه واسمع الكلام اللي بتقوليلي عليه
عزك بغضب: حبك برص... مفيش حاجة اسمها حب... مانا قصادك اهو اللي مايتسمى الحب عاملي ايه غير البهدلة والمرمطة.... اتحديت اهلي وطفشت منهم مع ابوكي... وبعد كل اللي عملته معاه هااا عمل ايه طفش وسابنا وهج ومنعرفش ليه طريق... و مقدرتش ارجع لأهلي بعد ماجرستهم واعتبروني ميته... مقدرش على المسئولية ... سابك وانتي لسه مكملتيش سنه لسه حتة لحمه حمرا...وربيتك لحد مابقيتي عروسة وفي الاخر متسمعيش كلامي...عزة بحزن مفتعل... ياخسارة تعبي... ياخسااارة شبابي اللي ضيعته عليكي
سهى بضيق : خلاص انا تعبت من الموشح اللي بسمعه منك كل يوم... انا كنت صريحة معاكي وقولت ليكي على قاسم
عزة بغضب : وأنا قلتلك اتقلي عليه وبلاش تشوفيه... انتي كده بدلقتك عليه هتطيريه من أيدك
الراجل مش بيحب البنت السهلة
سهى بسخرية :سهلة ولا نهلة انا بحبه وهو بيحبني ومقدرش مشفهوش...
عزة بسخرية : ومادام كده ياحيلتها مجاش يخطبك ليه لحد دلوقتي
سهى :عشان باباه هيرفض... لازم يخلص كليته ويشتغل... وكمان قاسم عايز يعتمد على نفسه
عزة تلطم :يالهوووي يشتغل ويعتمد على نفسه... ده انا قلت طاقة القدر اتفتحت لينا لما عرفت ان ابوه مليونير
سهى : اهو انتي اللي قولتي ابوه مش هو
عزة : وهو وابوه ايه مش واحد
سهى : لا اتنين مش واحد...
عزه بحزن : يالهوووي على ميلة بختي في بنتي
سهي : متقوليش كده انا مش عبيطة وعارفة مصلحتي... انا حاولت اقنع قاسم أن يطلب المساعدة من ابوه... بس ابوه باين عليه بخيل وقاسم رافض أن يطلب منه حاجة وانا عشان بحب قاسم هصبر... ياماما افهميني كويس فلوس ابو قاسم هتروح لمين في الاخر...هتروح لقاسم... انا هصبر دلوقتي واتعب مع قاسم شوية وبعد ماابوه يموت كل الملايين دي هتبقى بتاعتي انا وقاسم
عزة بغضب : تاني بحبه... طب وحكاية انك مفهماه انك بتخرجي من ورايا... كده هتقلي في نظره
سهى : ماخلاص مش هخرج من وراكي
عزه : اه يانفوخي اومال انا كنت بقول ايه من الصبح
سهى : انا مفهمه قاسم اني بخرج من وراكي... عشان كده اقنعته اشتغل في المصنع بتاع فريد ويبقى كده هنشوف بعض كل يوم وكمان الأهم اني افهم الشغل ماشي ازاي... ماهو المصنع هيكون بتاع جوزي في المستقبل... اطمن على ورث جوزي
عزة بابتسامة: ده انتي طلعتي مش سهلة.... أومال حرقتي دمي ليه
سهى : تربيتك... انا مش هبلة انا بحب قاسم ومش بحب الفقر
قاسم بعد عدة محاولات اقنع والده بمقابلة سهى
وفي يوم اللقاء وبداخل مكتب فريد بيه
سهى : السلام عليكم
فريد : وعليكم السلام... هتفضلي واقفة ويشير لها بالجلوس
بعد جلوس سهى... فريد بنبرة صارمة... قاسم قالي انك لسه بتدرسي
سهى : بدرس في آخر سنه وفاضل كام شهر واتخرج... و بتخرج كل سنه بامتياز
فريد : وعايزه تشتغلي ليه مش تهتمي بدارستك أولى
سهي: عشان اساعد نفسي والشغل عند حضرتك فرصة بالنسبة ليا
فريد يتكلم وعيناه لا تحيد عنها ويقوم بتأمل ملامح وجهها الرقيقة ... وعرفتي ازاي بموضوع الوظيفة
سهى : انا وقاسم زمايل في جامعة القاهرة... و بالصدفة سمعته انك محتاج محاسب شاطر... وطلبت وهو انا مش طلبت بصراحة انا اتحايلت عليه عشان محتاجة الشغل اوي
فريد: بس انا محتاج محاسب... مش طالبة لسه بتدرس
سهى برجاء : انا شاطرة وعندي خبرة.. انا من اول سنه في الكلية وانا بشتغل في مكاتب محاسبة يعني عندي خبرة احسن من أي خريج وقامت باعطائه ملف.... الملف ده حضرتك فيه توصيات من كل مكتب اشتغلت فيه بيثبت خبرتي وكفاءتي وتأكد حضرتك لو اشتغلت هنا اني هكون كفء وعلى قد المسئولية
فريد كان بيتصفح الأوراق واندهش من التوصيات واجتيازها العديد من الدورات بالرغم من صغر سنها
وبعد لحظات من التفكير قرر تعيينها وإعطائها اسبوع لكي تثبت كفاءتها
فريد بنبرة حازمة: عندك اسبوع لو اثبتى كفاءتك هعينك...انا رافض اشغل اي جنس لطيف في المصنع بس هعمل استثناء المرة دي وياريت ظني ميخبش فيكي
سهى بنبرة سعيدة : أن شاء الله هكون عند حسن ظنك
يقوم فريد برن جرس.. ويدخل عم يحيي
عم يحيي : نعم يافريد بيه
فريد: ودي الانسه سهى في مكتب المحاسب.. هتبقى المحاسبة بتاعتنا
عم يحيي بذهول : نعممم
فريد بلهجة صارمة: الانسه المحاسبة الجديدة وريها مكتبها وأقفل بؤك شوية
عم يحيي مازال مصدوم... فريد بنبرة عاليه... يحيي اتحرك
عم يحيي :حاااضر... وخرج ومعاه سهى
بعد خروج سهى مباشرة شرد مع أفكاره والابتسامة زينت ملامح وجهه عندما تذكر ابتسامتها وملامح وجهها الرقيقة وثغرها الممتلئ... هز رأسه بعنف عندما وصلت أفكاره لمنحنى آخر ليس له علاقة بالعمل