رواية دمية في يد غجري البارت الواحد والعشرون 21 بقلم سمسم
البارت الحادى والعشرين
استيقظ من نومه قام من مكانه ذهب الى الحمام توضأ وخرج بدأ صلاته بخشوع بعد الانتهاء جلس مكانه يدعو الله ان يرد اليه زوجته فسمع صوت يهتف به
:"حرما"
ثائر:"جمعا ان شاء الله"
ثم نظر الى من يحدثه باستغراب شديد لم يصدق ما يراه فمن تفوه له بهذه الكلمة هى "وتين" ظل يغمض عينيه ويفتحها لعل يتأكد ان ما يراه حقيقة وليس حلماً مثلما اعتاد ان يحلم بها فى تلك الآونة الأخيرة رأها تبتسم له تلك الإبتسامة التى تجعل قلبه يدق بقوة بين ضلوعه
وتين بصوت منخفض:"مالك يا حبيبى بتبصلى ليه كده وحشتنى يا ثائر"
ثائر بعدم تصديق:"وتين انتى صحيتى بجد ولا انا بحلم زى عوايدى يعنى انتى بتكلمينى دلوقتى فى الواقع ولا بحلم وهصحى من حلمى"
وتين بابتسامة خفيفة:"تعال قرب منى وشوف انت بتحلم ولا لاء تعال يا ثائر"
قام من مكانه سريعاً اقترب منها بلهفة لايصدق انها استيقظت من تلك الغيبوبة ترقرقت عيناه بدموع الفرح وعدم التصديق لايعرف ماذا يقول؟ او ماذا يفعل؟ فكأن الكلام هرب منه حاول تهدئة نفسه من كثرة انفعاله
ثائر:"حبيبتى انتى صحيتى فوقتى يا وتينى رجعتيلى يا وتين"
وتين:"هو انا بقالى كتير نايمة ولا ايه يا ثائر بقالى قد ايه هنا"
ثائر:"بقالك اسبوعين يا عشق ثائر وعمر ثائر وقلب ثائر يا وتينى يا حياتى كلها ودنيتى"
ظل يقبل وجهها بفرحة وشوق بقلب كاد يخرج من بين ضلوعه من شدة فرحته بعودتها له ثانية وعندما اقترب من شفتيها ظل يعانقها بقوة غير مراعياً انها مازالت فى حالة ضعف ووهن فهو كأنه مغيب غير مسيطر على افعاله ولكن بسبب ذلك شعر بسكون جسدها بين يديه مرة اخرى تملكه الفزع والخوف فماذا حدث لها ؟
ثائر بخوف:"وتين "وتين" حبيبتى فى ايه وتين فوقى وتينى حصل ايه يا قلبى وتين وتين"
ولكنها لا تستجيب لمحاولته لافاقتها شعر بالخوف وجد نفسه يخرج سريعاً من الغرفة يبحث عن الدكتور وجده اقبل عليه بخوف شديد
ثائر:"الحقنى يا دكتور مراتى فاقت وبعد كده مردتش عليا زى ما تكون رجعت للغيبوبة تانى"
الدكتور:"مدام وتين فاقت"
ثائر:"ايوة كلمتنى وبعد كده سكتت خالص ومبتنطقش ولا بترد عليا"
ذهب الدكتور سريعا الى الغرفة قام بفحصها جيدا كان "ثائر" ينتظر كأنه يسير على جمر يريد ان يعرف ما اصابها ثانية؟
ثائر:"خير يا دكتور فى ايه مراتى حصلها ايه تانى ايه اللى جرالها"
الدكتور:"متقلقش مدام" وتين" فاقت من الغيبوبة بس هى مغمى عليها جايز علشان بقالها كام يوم راقدة فى السىير فمستحملتش واغمى عليها علشان هى ضعيفة وكانت عايشة على المحاليل طول الفترة اللى فاتت"
ثائر:"طب وهيحصل ايه يا دكتور دلوقتى هتصحى يعنى ولا ايه"
الدكتور:"انا هديها حقنة وان شاء الله هتفوق وحتى هننقلها اوضة تانية غير اوضة العناية المركزة حضرتك متقلقش وحمد الله على سلامتها"
ثائر:"متشكر جدا يا دكتور"
حقنها الدكتور بابرة محقن حتى تستعيد وعيها مرة اخرى وبالفعل بعد عدة دقائق فاقت "وتين' مرة أخرى لعن غباءه لانه السبب فى اغماءها فهو بعدم سيطرته على مشاعره وبسبب عناقه لها ادى الى اغماءها
ثائر بلهفة:"حمد الله على السلامة ياوتين"
وتين:"الله يسلمك يا حبيبى"
الدكتور:" حمد الله على سلامتك يا مدام "وتين" انتى حاسة بايه دلوقتى"
وتين:" حاسة بضعف جامد كأن مش هقدر اقوم حتى حاسة بوجع فى كتفى من ورا"
الدكتور:" الوجع اللى فى كتفك علشان الرصاصة انت اخدتيها فى ضهرك وكويس انها ما صابتش العمود الفقرى والا كان بعد الشر ممكن يحصلك شلل"
ثائر:" بعد الشر عليها الحمد لله عدت على خير"
الدكتور:" الحمد لله انا دلوقتى هبعت ممرضة علشان تنقلى اوضة تانية وحمد الله على سلامتها"
ثائر :" الله يسلمك يا دكتور وشكرا على تعبك"
الدكتور:" متقولش كده ده دكتور "فريد" موصى عليكم جامد"
ثائر:" انا هبقى اشكره بنفسى"
الدكتور:" عن اذنكم"
ثائر:" اتفضل يا دكتور"
خرج الدكتور من الغرفة جلس "ثائر" بجوار "وتين" على السرير اخذ يدها يقبلها بحب ولهفة وفرحة عارمة
ثائر:"كده تنامى ده كله وتسبينى يا" وتينى" كده هنت عليكى تحرمينى من عينيكى الحلوة دى اسبوعين بحالهم واتحرم من ان اسمع صوتك وانك تناديلى باسمى وتبتسميلى"
وتين بابتسامة:'معلش يا حبيبى غصب عنى المهم انت كويس يا ثائر"
ثائر:"انا كويس طالما انتى كويسة يا نور عيون ثائر"
وتين بحنين:"وحشتنى اوى اوى يا ثائر"
ثائر:"مش اكتر منى انا كنت حاسس ان انا بموت بالبطئ الايام اللى فاتت دى"
وتين:"بعد الشر عليك يا حبيبى قولى "مريم"عاملة ايه دلوقتى"
ثائر:" الحمد لله كويسة"
اثناء حديثهم سمعوا طرق على باب الغرفة نظر "ثائر" وجد احدى الممرضات اتت لنقل "وتين "الى غرفة اخرى من غرف المستشفى
الممرضة:'استاذ ثائر احنا هننقل مدام "وتين" فى اوضة تانية دلوقتى"
ثائر:"ماشى تمام"
تقدمت الممرضة بسرير المشفى لنقل "وتين" عليه الى الغرفة الاخرى ولكن رفض" ثائر "واصر ان يحملها هو الى الغرفة الاخرى
ثائر:'انا هشيلها هوديها الاوضة ملوش لازمة السرير ده بس قوليلى اى اوضة هى هتقعد فيها"
الممرضة:"متتعبش نفسك احنا هننقلها على السرير"
ثائر برفض قاطع:"لاء انا اللى هشيلها"
وبالفعل حملها "ثائر" بعد ان قامت الممرضة بفصل تلك الاسلاك التى كانت متصلة بجسدها وذهب الى الغرفة التى اشارت اليها الممرضة كانت "وتين" واضعة رأسها على كتفه ويدها حول عنقه متمسكة به بقوة فهى قد اشتاقت اليه كثيرا كأنها تريد ان يظل هكذا يحملها بين ذراعيه ولا يتركها تريد ان تنعم باحساس قربها منه وايضا تملأ رئتيها من رائحته التى تعشقها وصل الى الغرفة انزلها ببطئ الى السرير سحبت يدها من حول عنقه ولكنها لا تريده ان يبتعد فهو ايضا لايريد تركها ولكن بسبب وجود الممرضة اضطر الى الابتعاد عن السرير قامت الممرضة بتوصيل بعض المحاليل المغذية ل"وتين" حتى تستعيد عافيتها سريعاً خرجت الممرضة اقترب منها وجدها تمد يدها له اخذها بين يديه يقبل باطن يدها
ثائر:"حمد الله على السلامة يا عمرى"
وتين:"الله يسلمك يا حبيبى بس باين عليك الارهاق يا "ثائر" انت مكنتش بتنام "
ثائر:"لما كنت بنام كنت بحلم بكوابيس يا "وتين"
وتين:"طب ناملك شوية كده مش هينفع لازم ترتاح يا حبيبى"
ثائر:"يعنى انام واتحرم من شوفتك كام ساعة دا لا كان النوم ولا كانت الراحة"
وتين:"علشان خاطرى انا يا ثائر أرتاح"
ثائر بابتسامة:"بتمسكينى من ايدى اللى بتوجعنى يا "وتين"
وتين:"يلا بقى نام شوية علشان تقوم فايق علشان محتاجة اتكلم معاك"
ثائر:"فى حاجة يا حبيبتى ولا ايه"
وتين:'لاء يا حبيبى بس وحشنى الكلام معاك ووحشنى قربك منى بس مش عايزة تضغط على نفسك وترهق نفسك فنام ولما تقوم نتكلم"
رضخ لمشيئتها فهو لا يستطيع ان يرفض لها طلب ذهب الى سرير اخر موجود بالغرفة تمدد عليه ظل ينظر اليها بابتسامة وهو لا يزال حتى الان لم يصدق انها عادت اليه
ولكن بسبب ارهاقه وتعبه طوال تلك الايام الفائتة غلبه النوم ظلت تنظر اليه بتلك النظرة العاشقة التى لم ولن تنظر بها لاحد غيره شارف المحلول المغذي على الانتهاء دخلت الممرضة قامت بفصله ابتسمت ل"وتين"
الممرضة بابتسامة:"حمد الله على السلامة يا مدام "وتين"
وتين:"الله يسلمك"
الممرضة:"كويس ان جوزك نام الايام اللى فاتت مكنش بينام الا وقت قصير اوى ويفضل قاعد جمبك الظاهر عليه انه بيحبك اوى ربنا يسعدكم دا حتى هو اللى اتبرعلك بالدم كمان"
وتين:"تسلمى يارب بس انا هفضل هنا فى المستشفى لحد امتى"
الممرضة:"كام يوم نطمن على صحتك وان شاء الله تخرجى بخير"
وتين:"تسلمى يا رب على ذوقك"
الممرضة:" متقوليش كده لو عوزتى اى حاجة فى جرس جمب السرير رنى عليه هجليك على طول "
وتين:"ماشى وتسلمى على تعبك"
الممرضة:"تسلمى ربنا يشفيكى ويعافيكى يارب عن اذنك"
وتين:"اتفضلى"
الممرضة:" اه كنت هنسى حضرتك الظرف ده كان فى الاوضة التانية الظاهر عليه يخص جوزك ونسيه هناك"
وتين:" ظرف! ماشى هاتيه ولما يصحى هديهوله"
الممرضة:" اتفضلى"
خرجت الممرضة من الغرفة عادت "وتين" الى تأمل ملامح زوجها النائم فلو كان بإمكانها الآن كانت ذهبت ونامت باحضانه التى اشتاقت الى دفئها واشتاقت أيضا الى شعورها بالسكون بين ذراعيه وضعت الظرف بجانبها واغلقت عينيها لتنعم بنوم هادئ حتى يفيق زوجها من نومه...وصلت "نورين" المستشفى ذهبت الى الغرفة الاى كانت ترقد بها "وتين" ولكنها وجدتها فارغة استوقفت احدى الممرضات لسؤالها عن أين ذهبت تلك المريضة التى كانت ترقد في هذه الغرفة
نورين:" لو سمحتى ثانية بس"
الممرضة:" ايوة يا آنسة نورين خير فى حاجة"
نورين:" هى المريضة اللى كانت فى الاوضة دى راحت فين"
الممرضة:" قصدك مدام" وتين"
نورين:" انا معرفش اسمها بس جوزها كان دايما قاعد معاها"
الممرضة:" ايوة استاذ ثائر العمرى"
نورين بلهفة:" ايوة هو ده هم راحوا فين مش مراته كانت فى غيبوبة"
الممرضة:" الحمد لله فاقت النهاردة ونقلناها اوضة تانية"
نورين:" آه فين الاوضة دى"
الممرضة:" اخر الطرقة دى يمين"
نورين:" اه ماشى شكرا بابى فى مكتبه"
الممرضة:" لاء دكتور فريد فى اوضة العمليات دلوقتى بس حضرتك بتسألى على مدام وتين وجوزها ليه"
نورين:" مش شغلك روحى شوفى شغلك"
الممرضة:" عن اذنك يا آنسة نورين"
ظلت "نورين" تفكر فى أى سبب تستطيع به دخول الغرفة ورأيته ورؤية زوجته بعد ان فاقت من غيبوبتها ولكن قررت تأجيل الموضوع ودخلت إلى غرفة مكتب والدها
***
"فى منزل سمير"..ارتدت "اميرة" ملابس خرجت من غرفتها قامت باغلاقها بالمفتاح الخاص بها ووضعته فى حقيبتها لمحتها والدة زوجها فلم تمرر الموضوع مرور الكرام
عايدة:"والله عال وكمان بتقفلى الاوضة بالمفتاح ايه هنسرقك ولا ايه يا ست أميرة"
أميرة:"والله الاوضة اوضتى وفيها حاجتى ومبحبش حد يطلع على حاجة تخصنى فعن اذنك يا حماتى"
عايدة:"على فين العزم ان شاء الله ياهانم"
أميرة:"راحة عند بابا عايزة اشوفه فيها حاجة دى كمان"
عايدة:"انتى قولتى لجوزك على الكلام ده"
أميرة:"ايوة قولتله قبل ما يمشى على الشغل عن اذنك بقى"
قامت بفتح باب الشقة خرجت وأغلقت الباب خلفها
عايدة:"راحة بلا راجعة يا بنت سالم فى ستين داهية"
خرجت "هيام" من غرفتها لا تريد رؤيتها حتى لا تتشاجر معها فربما هذه المرة ستقوم بكسر ذراعها حقا فهى اصبحت تخشى مواجهتها فهى لم تنسى أيضا يوم ان قامت" وتين" بضربها فى زفاف اخيها فبعد ذهاب "وتين" دخلت "هيام" الحمام نظرت إلى نفسها فى المرآة وجدت نفسها فى حالة مزرية وظلت تبكى حتى انها لم تستطيع اكمال حضور زفاف أخيها فظلت امها تبحث عنها وعندما وجدتها صعقت من منظرها ولكن" هيام" أخبرتها ان اثناء خروجها كان هناك سيارة ستصدمها
هيام:"مالك يا ماما بتكلمى نفسك ليه كده فى ايه"
عايدة:"الحلوة مرات اخوكى قال بتقفل اوضتها بالمفتاح وبتاخده معاها"
هيام:"هى راحة فين كده بسلامتها واحنا لسه فى اول اليوم"
عايدة:"غارت راحت عند ابوها تروح ما ترجع البعيدة ان شاء الله"
هيام:"البيت بقى خنقة انا هخرج اروح عند واحدة صاحبتى اقعد معاها شوية"
عايدة:"صاحبتك مين دى كمان يا هيام"
هيام:"كانت صاحبتى فى الكلية انتى متعرفهاش يا ماما"
عايدة:"هتتأخرى ولا هترجعى هدومك متبهدلة زى يوم فرح اخوكى وتقولى العربية كانت هتخبطنى"
هيام بغيظ:" انتى بتفكرينى ليه يا ماما ها انا ما صدقت نسيت"
عايدة:" اصل مش بالعة حكاية ان العربية كانت هتخبطك دى يا هيام شكلك كنتى مضروبة من حد بس استنى كده انا شوفتك خارجة من القاعة مع "وتين" وجوزها هو جوزها هو اللى ضربك"
هيام باندفاع:" لاء دى "وتين" هى اللى ضربتنى كاتها ضربة فى قلبها دى بقت جامدة ومحدش يقدر عليها"
عايدة:"وانتى سبتيها تضربك يا هيام"
هيام:" هو انا قدرت عليها دى زى ما تكون بقت واحدة تانية مقدرتش عليها ساعتها ثم خلاص بقى مش عايزة افتكر اليوم ده انا خارجة"
عايدة:" ولو اتأخرتى يا هيام اعمل فيكى ايه لما ترجعى"
هيام:"لاء مش هتأخر شوية وهاجى"
عايدة:"ماشى فى شوية طلبات ابقى هاتيها معاكى للبيت وانتى راجعة"
هيام:"يووووووه انا محبش انا اشترى خضار وحاجات من دى مليش انا فى الحوارات دى"
عايدة:"ليه يا اختى امال لما تتجوزى مين هيشتريلك الحاجة دى ان شاء الله"
هيام بابتسامة:'هو هيجبلى اللى يخدمونى يا ماما عيبقى عندى شغالين ويخدمونى واعيش فى فيلا ومستوى تانى خالص"
عايدة:"لا يا شيخة وهو مين ده بقى ان شاء الله اللى هيعملك كل ده"
هيام:"صاحب النصيب يلا بقى سلام يا ماما"
خرجت "هيام "سريعا من المنزل قبل ان تلح عليها أمها فى شراء تلك الاغراض فهى لا تريد التأخر عن موعدها
***
نادت عليه والدته للخروج للترحيب بخالته وابنتها القادمين إليهم فى زيارة عائلية فمنذ زمن لم يرى خالته او ابنتها بسبب سفرهم الدائم خارج مصر فزوج خالته يعمل باحدى الدول العربية لذلك يراهم فقط خلال عطلتهم فى مصر
نادية:"حبيبى تعال خالتك" أمينة" وبنتها "دينا" جم برا سلم عليهم"
اسامة باستغراب:"هم نزلوا مصر امتى دول بقالهم فترة كبيرة منزلوش مصر"
نادية:"بقالهم يومين فجم علشان يزرونا فيلا تعال سلم عليهم بقى"
خرج من غرفته وجد خالته وابنتها جالسين مع امه وقع نظره على تلك الفتاة فلم يصدق عينيه هل هذه هى" دينا" تلك الفتاة الصغيرة التى كان دائما ما يتشاجر معها بسبب انها كانت عندما تأتى الى منزلهم تعبث باشياءه الخاصة فمتى نضجت بهذا الشكل؟ فكم مضى من السنوات لم يراها ؟
أسامة:"حمد الله على السلامة يا خالتو عاملة ايه"
أمينة:"الله يسلمك يا حبيبى الحمد لله انت اخبارك ايه؟
أسامة:"الحمد لله ازيك يا "دينا" انا مصدقتش نفسى لما شوفتك انتى كبرتى كده امتى؟
دينا بخجل:"الحمد لله هو فى حد بيفضل على حاله هو انا كنت هفضل طول عمرى صغيرة"
أسامة:'نورتوا مصر يا خالتو امال عمى مدحت منزلش معاكم ولا ايه المرة دى"
أمينة:"هو معرفش ينزل علشان شغله فنزلت انا و"دينا" وجيت علشان اشوفكم انتوا وحشتونى اوى"
نادية:"تسلمى يا حبيبتى مش اكتر منى يا "أمينة" انتى وحشانى اوى يعنى اختى الوحيدة واشوفك كل فين وفين"
أمينة:"معلش يا "نادية" انتى عارفة ان "مدحت" مبيرضاش يخلينا نقعد هنا لوحدنا وانا والله زهقت من الغربة ونفسى اقعد فى اسكندرية مسافرش مفيش احسن من بلد الواحد برضه تغور الغربة وقرفها"
نادية:"ربنا يعينه يا حبيبتى تعالى بقى نحضر الغدا ونرغى مع بعض عايزة اتكلم معاكى كتير وحشانى اوى"
أمينة:"يلا بينا وحشنى الاكل من ايدك اوى يا "نادية"
نادية:" دا انا هعملك اكل يخليكى تقعدى فى اسكندرية ومتسافريش تانى ههههه"
أمينة:" بتقولى فيها ياريت نرجع نقعد هنا تانى"
ذهبت" نادية" و"أمينة" الى المطبخ وجدت "دينا" نفسها جالسة بمفردها معه لم ترفع عينيها من الأرض بالرغم من انها تريد ان ترى كيف اصبح بعد كل تلك السنوات فهى لم تنسى لحظة واحدة عندما كانت تضايقه كانت تشعر بمتعة عندما كانت تخرجه عن طوره احيانا بتصرفاتها
لايعلم لماذا ينظر اليها بهذا الشكل؟ وكأنه اول مرة يراها فيها
أسامة:'منورة يادينا نورتى مصر"
دينا:"دا نورك انت يا أسامة"
اسامة:"خلصتى دراسة ولا لسه بتدريسى"
دينا:"ايوة خلصت السنة دى الحمد لله حتى اشتغلت مع بابا فى الشركة اللى بيشتغل فيها"
اسامة:"بسم الله ماشاء الله مبروك انتى ناوية تكملى حياتك هناك"
دينا:"لسه مش عارفة هل هكمل هناك هل هستقر هنا لسه مش عارفة مع ان الحياة هناك ليها مغرياتها برضه"
أسامة:"ربنا يوفقك ان شاء الله"
دينا:" شكراً بس انت يعنى لسه متجوزتش لحد دلوقتى ليه"
أسامة:"كنت خاطب بس محصلش نصيب وزى ما انتى شايفة اهو قاعد لخالتك ههههه"
دينا:" هههه ليه كده حصل حاجة ولا ايه"
أسامة:"ربنا مش رايد نكمل مع بعض دى مشيئته هو ويمكن هى مش نصيبى"
دينا:"ربنا يرزقك باللى احسن منها ان شاء الله"
اسامة بدون وعى:''ان شاء الله يا دينا ربنا هيرزقنى باللى احسن منها"
لا يصدق انه تخلى سريعاً عن قراراه الذى اخذه انه لن يتزوج وسيظل بدون زواج حتى انه هو بنفسه اصابه التعجب من تفكيره
***
وصلت إلى المكان المعهود المفترض ان تقابل به هذا الشاب التى تتحدث معه منذ فترة على احدى وسائل السويشيال ميديا سمعت رنين هاتفها فتحت الهاتف سمعت صوته على الطرف الآخر
هيام:"ايوة يا يحيى انا وصلت انت فين اه اه خلاص شوفتك انا جاية أهو"
اقتربت من احدى الطاولات التى يجلس عليها ذلك الشاب المدعو يحيى
يحيى بابتسامة:"ازيك يا هيام اتفضلى"
هيام:"شكراً ازيك انت يا يحيى اخبارك ايه"
يحيى:'تمام لما شوفتك يا"هيام" بس انتى طلعتى احلى من الصور بتاعتك اللى انا شوفتها"
هيام بكسوف:''شكرا يا يحيى كلك ذوق"
يحيى:"تحبى تشربى ايه يا قمر"
هيام:"اى حاجة على ذوقك انت يا يحيى"
يحيى:"هطلب عصير مانجا يا مانجة انتى"
هيام بابتسامة:"ماشى اوك"
بعد الانتهاء من شرب المشروبات اقترح عليها "يحيى" ان يذهبوا فى نزهة بسيارته الخاصة
يحيى:"ما تيجى نتمشى شوية بالعربية الجو حلو أوى النهاردة"
هيام بفرحة:"ماشى يلا بينا"
كانت تظن انها عثرت على الشاب المناسب الذى تطمح اليه فهى تريد شاب من عائلة ثرية حتى تعيش فى نفس المستوى التى تحيى به "وتين" الآن فهى مازالت تفكر بتلك الطريقة وتشعر منها بالغيرة.ظلوا يتجولون بالسيارة فى عدة أماكن قام بركن السيارة فى مكان هادئ نوع ما عندما اراد الاقتراب منها ابتعدت عنه
يحيى:"مالك يا "هيام" انتى مش بتحبينى ولا ايه"
هيام:"بحبك بس المفروض ده ميحصلش بينا الا لما نتجوز الأول يا يحيى"
يحيى:"خلاص اعتبرى نفسك مراتى من دلوقتى يا هيام"
هيام:"مش بالكلام يا "يحيى" بالفعل يعنى تيجى تطلبنى من ماما ومن اخويا "
يحيى:"اخوكى ومامتك! اه طبعا هاجى واقابلهم واخطبك ونتجوز وهخليكى تقضى احلى شهر عسل في الدنيا وهخليكى ملكة"
هيام بفرحة:"بجد يا يحيى"
يحيى:"طبعا يا عيون يا يحيى بس لما ادور على الفيلا اللى هنعيش فيها انا وانتى يا حبيبتى علشان تليق بيكى يا هيام"
هيام:"فيلا! فيلا بحالها يا يحيى"
يحيى:"ايوة طبعا امال هقعدك فى حتة اى كلام دا انا هعيشك ملكة انتى ناسية انا ابقى ابن مين دا انا ابن زاهر صفوان يا هيام عارفة يعنى ايه ابن زاهر صفوان"
سمعت تلك الكلمة باتت ترسم فى مخيلتها تلك الأحلام وتتخيل نفسها تعيش فى تلك الفيلا مع هذا الشاب ولديها من الثراء والنعيم ما يكفيها.
***
تمطى بكسل على السرير لا يصدق انه نام كل تلك المدة فهو كأنه كان محروم من النوم منذ سنوات ولكنه اعتدل سريعا فى جلسته نظر الى سرير زوجته وجدها هى الاخرى تنعم بنوم هادئ اقترب منها بابتسامة عريضة طابعاً قبلة على وجنتها استفاقت على إثرها ابتسمت له تلك الابتسامة الكفيلة بجعل قلبه تتراقص دقاته ويدق بتلك السرعة الجنونية
وتين:"صح النوم يا حبيبى نمت كويس يا ثائر"
ثائر بابتسامة:"ايوة يا قلبى نمت كويس انتى عاملة ايه دلوقتى يا وتينى''
وتين:"الحمد لله يا حبيبى هى "مريم" مجتش لدلوقتى ليه نفسى اشوفها وحشتنى وعايزة اطمن عليها"
ثائر:"زمانها جاية دلوقتى هى و"رمزى" دى هتفرح اوى لما تعرف انك فوقتى ثم "مريم"بس هى اللى وحشتك"
وتين بابتسامة:" تؤ تؤ مش هى بس اللى وحشتنى هى وعمها"
ثائر بحب:" انتى نور عيون عمها وقلبه كمان"
وتين:"وهى عاملة ايه دلوقتى هى كمان علشان كانت منهارة يوم ما اتخطفنا"
ثائر:"الحمد لله هى كويسة يا حبيبتى ورمزى معاها وانتى عارفة" رمزى" بيحبها قد ايه وهى كمان بتحبه"
وتين بتنهيدة:"اااه اليوم اللى اتخطفنا فيه كان يوم له العجب احنا اتبهدلنا انا ومريم والله يا ثائر"
ثائر:"انسى يا قلبى المهم انكم بخير دلوقتى ده اهم حاجة عندى ان انتى رجعتيلى تانى يا وتينى"
وتين:"انا اللى فرحانة انك كويس وبخير يا حبيبى ومفيش حاجة صابتك لان لو كان جرالك حاجة انا كنت هموت يا ثائر"
ثائر:"تقومى تضحى بنفسك علشانى يا وتين"
وتين:"وانا لو مضحتش بنفسى علشانك انت هضحى بنفسى علشان مين تبقى دنيتى ايه لزمتها من غير وجودك جمبى فيها يا "ثائر" انا اهم حاجة عندى وجدك انت جمبى يا "ثائر" مش اى حاجة تانية"
ثائر...وانا حياتى كانت هتبقى ايه من غيرك يا "وتينى" مكنتش هقدر اعيش من غيرك مش بعد ما خلاص لقيتك تضيعى منى وارجع اعيش فى وجع وعذاب وكوابيس"
وتين:"الحمد لله يا حبيبى عدت على خير"
ثائر:"الحمد لله يا حبيبتى"
وتين بحب:"انتى اللى اتبرعتلى بالدم يا "ثائر" مش كده"
ثائر:"انتى عرفتى ازاى الموضوع ده مين اللى قالك"
وتين:"الممرضة هى اللى قالتلى يعنى انا دلوقتى دمك بيمشى فى عرقى زى عشقى ليك يا حبيبى"
ثائر بابتسامة:"كفاية كلام حلو انا والله العظيم مستحمل بالعافية يا وتين بعدك عنى علشان انتى تعبانة بس"
ابتسمت "وتين" على كلامه فقام بتقبيل جبينها قبلة طويلة سمع طرق على باب الغرفة فتح "ثائر" الباب وجد "مريم" و"رمزى"
مريم بلهفة:"عمو وتين فاقت بجد احنا رحنا الاوضة التانية قالولنا انها فاقت وجت الاوضة دى"
ثائر بابتسامة:"ايوة يا حبيبتى تعالى هى اهى "
دخلت" مريم' اقتربت من "وتين" تحتضنها بقوة فهى سعيدة جدا ان الله قد استجاب لدعاءهم واعادها اليهم مرة أخرى
مريم بسعادة:"حمد الله على السلامة يا حبيبتى حمد الله على السلامة يا وتين"
وتين:"الله يسلمك يا "مريم" انتى عاملة ايه كمان"
مريم...انا الحمد لله نحمد ربنا المهم انك انتى قومتلنا بالسلامة يا وتين"
رمزى:"حمد الله على السلامة يا وتين"
وتين:'"الله يسلمك يا رمزى"
رمزى:"حمد الله على سلامتها يا ثائر"
ثائر:"الله يسلمك يا رمزى"
مريم:"الدكتور قال هتخرج امتى بقى البيت ضلمة من غيرك مش عارفة اعيش فيه"
ثائر:"قال لسه كام يوم يطمنوا عليها وتخرج على طول"
رمزى:"تخرج بالسلامة ان شاء الله ايوة كده خفى بسرعة يا "وتين' عايز اتجوز بقى انا قربت احمض من الركنة ههههه"
ثائر بمزاح:" ههههه ايه السرعة اللى انت فيها دى اصبر على رزقك انت هتطير يعنى ما انت مرمى اهو على ما نعوزك"
رمزى:" مرمى ! ماشى يا غجرى منه لله "بدر" كان زمانى بقضى شهر العسل دلوقتى هدملى كل احلامي البعيد"
وتين:"هو حصله ايه صحيح"
مريم:"مات غار فى داهية منه لله"
رمزى:" دا زمانه فى جهنم مع ابو لهب دلوقتى بيتشوا فى نار جهنم"
سمعوا ذلك ضحكوا جميعا بصوت عالى حتى شعرت "وتين" بالتعب من كثرة الضحك حتى انها سعلت بشدة
وتين:"الله يسامحك يا" رمزى" مش قادرة اضحك اكتر من كده"
مريم:"اضحكى يا حبيبتى دا الايام اللى فاتت كانت استغفر الله العظيم الحمد لله على كل حال"
وتين:"الحمد لله عدت على خير بس يا خسارة يا "مريم" فستان الفرح ضاع واحنا لفينا كتير على ما لقينا الفستان اللى يعجبك"
ثائر:"فداكم مليون فستان نجيب غيره ومش هيبقى فستان واحد هيبقوا اتنين"
وتين باستغراب:"اتنين ليه هو مين اللى هيتجوز تانى"
ثائر:"علشان احنا كمان هنتجوز معاهم اشمعنا هم يعنى يعملوا فرح واحنا لاء"
رمزى:"دا احنا كده هنولع الفرح يا ثائر لازم نطلب المطافى تجهز نفسها يوم الفرح"
مريم:" ههههه بس بقى يا رمزى"
وتين:"بس احنا عملنا فرح يوم ما اتجوزنا فى اسكندرية"
ثائر:'دا كان حاجة وفرحنا المرة دى حاجة تانية خالص يا وتين"
مريم بفرحة:"دا هيبقى احلى فرح فى الدنيا دى كلها يا عمو"
ثائر:"ان شاء الله يا حبيبتى"
هو يريد ان يبدأ معها من جديد يريد ان يقيم لها حفل زفاف يريد ان يشعر بلذة العرس من جديد مع من يحب وان يذهب بها بعيدا لقضاء شهر عسل ينسيهم تلك الايام الصعبة التى مروا بها
*"*"*
تتصفح احدى المجلات فى غرفة مكتب والدها ولكنها أحياناً تتركها من يدها وتفكر فى سبب مجيئها إلى هنا فهى حتى الآن لم تجد المبرر المناسب الذى تذهب به الى الغرفة ورؤيته أحيانا تفكر كيف وصل بها الأمر الى الاعجاب برجل مرتبط وله زوجة ولكنها تعود وتقنع نفسها بأن ما تشعر به ليس خطأ وان ليس لديها يد فى شعور قلبها ناحيته .اثناء استغراقها فى التفكير دلف والدها الى المكتب رأها استغرب وجودها هنا فى المستشفى فى هذا الوقت
فريد:" نورين غريبة انتى بتعملى ايه هنا دلوقتى فى حاجة ولا ايه"
نورين:" لاء يا بابى مفيش حاجة بس ملقتش حاجة اعملها فجيت اشوفك"
فريد:" مش عوايدك تيجى المستشفى كتير امتى كنتى نادر اوى لما تجيلى هنا بس بقالك فترة بتيجى تقريبا كل يوم فى ايه يا نورين"
نورين:" ايه يا بابى مش عايزنى اجى يعنى اقوم امشى"
فريد:" مش قصدى كده بس انا مستغرب الصراحة انتى يا اما تكونى فى ورشة الرسم بتاعتك يا اما فى معرض من معارض الرسم"
نورين:" قولت اغير شوية من الروتين بتاعى"
فريد بعدم اقتناع:" ماشى براحتك يا حبيبتى"
نورين:" هو صحيح يا بابى المريضة اللى كانت فى غيبوبة صحيت"
فريد:" قصدك على وتين مرات ثائر العمرى"
نورين:" اه هى دى هى فاقت بجد"
فريد:" ايوة بس ايه سر اهتمامك بيها يعنى دا انتى حتى اول مرة تشوفى جوزها شتمتيه وقولتيله يا اعمى"
نورين:" ما انا اعتذرتله يا بابى ساعتها يعنى هو بيسكت يعنى ما بيرد هو كمان"
فريد:" طب احمدى ربنا انه هو رد بالكلام بس معملش رد فعل تانى لانه فى الوقت ده مكنش مستحمل اى حد يعصبه و"ثائر" عصبى جدا على فكرة انا أعرفه من زمان عصبى ونرفوز جدا وخلقه ضيق"
نورين:" هو انت تعرفه من زمان اوى يا بابى"
فريد:" ايوة اعرفه علشان انا واخوه رؤوف كنا اصحاب جدا من ايام الدراسة بس رؤوف دخل شرطة وانا دخلت طب بس فضلنا اصحاب لحد الله يرحمه رؤوف ما مات"
نورين:" وثائر ده بيشتغل ايه"
فريد:" على ما اظن انه بيدير الشركة بتاعة ابوه شركة استيراد وتصدير"
نورين باعجاب:" اه بيزنس مان يعنى"
فريد:" وشاطر اوى على فكرة كل اللى يعرفه يشهدله بالذكاء فى الشغل بس ايه الحكاية بتسألى عليه كتير كده"
نورين بتوتر:" ها ولا حاجة فضول مش اكتر يا بابى علشان شيفاك مهتم بيه يعنى بس مش اكتر من كده"
حاولت ان تنهى حوارها مع والدها الى هذا الحد تخشى ان يعرف ماذا يدور بذهنها حول "ثائر"
***
لاحظ والدها شرودها اراد سؤالها عن تلك الحالة التى اصبحت عليها فهذه ليست ابنته التى اعتاد ان يراها تبتسم دائما
سالم:"مالك يا اميرة فى ايه"
أميرة:"سلامتك يا بابا مفيش حاجة"
سالم:"لاء بجد فى ايه مالك حاسس انك متغيرة او فى حاجة تعباكى قوليلى يا حبيبتى فى ايه"
أميرة بتنهيدة:"حماتى يا بابا مش ساكتة لا هى ولا بنتها"
سالم:"ليه بيعملوا معاكى ايه"
أميرة:"طول النهار بيحاولوا يضايقونى ويزهقونى مش عارفة ليه او عايزين ايه منى "
سالم:"انتى مش بتساعديهم فى شغل البيت"
اميرة:"بساعدهم! انا يا بابا اللى بعمل كل شغل البيت محدش فيهم بيساعد فى حاجة بس انا خلاص فاض بيا من عمايلهم"
سالم:"وجوزك رأيه ايه فى الكلام ده"
أميرة:"سمير مش عايز يزعلنى وفى نفس الوقت مش عايز يزعل أمه"
سالم:"حقه يا بنتى دى أمه فى الاول والاخر"
أميرة:"انا مقولتش حاجة يا بابا والله العظيم كنت بخدمها بما يرضى الله واقول اهى زى امى بس هى اتمادت اوى فى تصرفاتها مش عارفة عايزة منى ايه مش عيزانى اقعد خالص عيزانى طول النهار زى النحلة فى الشقة مع ان تنضيف الشقة وتجهيز الاكل ما بيخدش وقت وبخلصه بسرعه بس هى برضه مش راحمة حتى فكرت ان" سمير" يشوفلنا شقة برا بعيد عن امه واخته"
سالم:'وهو قالك ايه"
أميرة:"مش راضى يا بابا بيقول مش هيسيب امه واخته لوحدهم وهم ملهمش غيره"
سالم:"عنده حق دول ولايا برضه يا بنتى"
أميرة:"وانا بنى ادمة يا بابا وليا طاقة على التحمل"
سالم:"ادعيلهم ربنا يهديهم يا بنتى"
أميرة:"ربنا يهديهم ويهدينا ويهدى الناس اجمعين انا يا حبيبى عملتلك اكل يكفيك يومين على ما ابقى اجيلك تانى"
سالم:" مكنش ليه لزوم تتعبى نفسك انتى عارفة انا بطبخ ولا احسن شيف"
أميرة:" عارفة يا بابا بس متتعبش نفسك كتير انت مش حمل تعب انا هقوم اروح عايز منى حاجة"
سالم:" سلامتك يا حبيبتى وربنا يصلحلك الحال يا رب"
أميرة:" ابوة ادعيلى دعواتك الحلوة دى سلام عليكم"
سالم:" وعليكم السلام"
خرجت من منزل والدها فى طريقها إلى منزل زوجها تحاول ان تتسلح بالبرود فهى تخشى ان يأتى اليوم ولن تبقى على شئ
***
"فى المستشفى".. بعد ان انتهى وقت الزيارة اراد" رمزى" و"مريم'' الانصراف
رمزى:"احنا هنمشى دلوقتى وهنيجى بكرة ان شاء الله وحمد الله على السلامة مرة تانية يا وتين"
وتين:"الله يسلمك يا رمزى"
مريم:"حبيبتى عايزة حاجة قبل ما نمشى"
وتين:"عايزة سلامتك يا مريم"
مريم:"عايز منى حاجة يا عمو"
ثائر:"سلامتك يا حبيبة عمو بقولك ايه يا" رمزى" خد ''مريم" عشيها برا النهارده وفسحها"
رمزى بمزاح:"بس كده من عنيا الجوز ومناخيرى اللوز دا التصريح ده مستنيه من زمان ياااااه"
ثائر بابتسامة:"يلا ياض غور من هنا وحسك عينك تضايقها بكلامك اللى زى الدبش"
رمزى:"ماشى يا غجرى ماشى يلا يا مريومتى تحبى تروحى الملاهى نتمرجح شوية ياروحى ولا ايه الاخبار"
مريم:"هههههه الملاهى ميضرش برضه يلا بينا"
وتين بضحك:"تروحى الملاهى من غيرى ايه الخيانة دى بقى"
ثائر بحب:"قومى بالسلامة انتى بس وانا اجبلك الملاهى ذات نفسها لحد عندك"
وتين:"تسلميلى يا حبيبى"
رمزى:"احم احم يلا بينا يا "مريم" احسن كمان شوية شكلنا هيبقى وحش"
ثائر:"بحبك وانت بتفهم والله ياض يا رمزى بتبقى عسل"
رمزى:"شوفت ازاى بقى طول عمرى لماح والقطها وهى طايرة كده"
مريم:'يلا بينا بقى الله"
رمزى:"يالهوتينى على الجميل لما يتنرفز يا ناس"
لمح نظرة" ثائر "له فرفع احدى حاجبيه استغرابا من تصرفه
رمزى:"مالك بتبصلى كده ليا مراتى وانا حر اقول اللى اقوله ليك فيه"
ثائر:'ماشى يا حيوان بس لما افوقلك"
رمزى:" مبتتهددش يا حبيبى وانت عارف يلا بينا بقى"
ولكن قبل خروج "رمزى" من الغرفة اقترب من" ثائر" يهمس له
رمزى بهمس:" بقولك ايه يا "ثائر" اتلم احسن يتصلوا عليه اجيبك من القسم بتهمة فعل فاضح فى المستشفى"
ثائر:" يلا من هنا يا جزمة يا ابو تفكير قذر"
رمزى:" تفكيرى انا اللى قذر ماشى يا مؤدب سلام"
ثائر بمزاح:" يلا فى داهية تاخد بس بعد الشر على بنت اخويا"
رمزى:" غجرى هقول ايه يعنى يلا منه له منه له"
ثائر:" غور بقى احسن ما ارجع فى كلامى واخليك تروحها البيت"
رمزى:" خلاص ماشى يا عم متزقش الله"
مريم:" انتوا بتتكلموا على ايه بصوت واطى كده"
رمزى:" لاء يا حبيبتى انا بشوف عمك محتاج حاجة ولا لاء وبقوله ان بكرة مش فاضى اروح القسم هههه"
وتين:" قسم ! قسم ايه ليه فى حاجة"
رمزى:" لاء متشغلوش بالكم يلا يا مريومة''
ذهب بها "رمزى"الى احدى المطاعم لتناول العشاء قبل الذهاب الى مدينة الألعاب
رمزى:" تأكلى ايه يا حبيبتى اطلبك ايه تاكليه"
مريم:"اللى انت عايز تاكله انا كمان هاكل منه"
رمزى:'ان كان على اللى عايز اكله فعايز اكلك انتى يابنت العمرى"
مريم بكسوف:"الله ايه قلة ادبك دى يا "رمزى" احترم نفسك"
رمزى:"احترم نفسى ! حد قالك ان انا زميلك فى المدرسة يا اختى دا انا جوزك وهبقى ابو العيال ان شاء الله يعنى"
مريم:"ان شاء الله بس احنا لسه معملناش الفرح فاحترم نفسك لحد ما نعمل الفرح"
رمزى:"انتى هتجبيه من برا عمك مين يعنى"
مريم:"وماله بقى عمى مش عاجبك ولا ايه"
رمزى:"انا قولت كده دا انا بحب عمك وبموت فى بنت اخوه وبعشقها من اول يوم اتولدت فيه وجت فيه الدنيا دى"
مريم:"بتحبنى اوى كده يا رمزى"
رمزى بتنهيدة:"يااااه يا مريم هو انا بحبك بس دا انا بعشقك عشق"
مريم بابتسامة:"رمزى"
رمزى:"عيون رمزى"
مريم:"انا جعانة اوى يا رمزى"
رمزى:"لا والنبى ايه الحوار اللى مش ماشى مع بعضه ده"
مريم:"بجد جعانة بقى وفرحة ان وتين فاقت جوعتنى اكتر"
رمزى بحب:"احلى اكل لاحلى مريم لاحلى حب فى حياتى"
بعد الانتهاء من تناول الطعام ذهبوا لاكمال تلك الفسحة عندما يرى ابتسامتها التى اضاءت وجهها يجد نفسه يبتسم لها بعشق متزايد صار يصرخ به قلبه
***
عادت الى المنزل بأحلام وردية بأنها اصبحت على وشك تحقيق حلمها من الزواج بشاب ثرى لم تنتبه لكلام أمها دخلت الى غرفتها ارتمت على السرير تطلق تنهيدات متفرقة لم تفيق من حالتها الا عندما انفتح الباب ودخلت امها صارخة بها
عايدة:"انتى يا زفتة"
هيام:"ايوة يا ماما فى ايه بتزعقى كده ليه ايه اللى حصل"
عايدة:"بتسألى على اللى حصل ايه اللى اخرك برا ده كله يا هيام"
هيام:"الوقت سرقنا واحنا قاعدين ما اخدتش بالى"
عايدة:"احمدى ربنا انك جيتى قبل ما اخوكى يرجع من شغله والا كانت زمانه طربق البيت على دماغك"
هيام:"ليه بقى ان شاء الله يطربق البيت على دماغى هو انا عملت ايه يعنى ده كله علشان كنت عند صاحبتى"
عايدة:"انتى قولتى مش هتتأخرى وحضرتك خرجتى من الصبح ولسه راجعة دلوقتى"
هيام بتأفف:"يوووه يا ماما خلاص بقى"
عايدة:"هو ايه اللى خلاص يا بت انتى انتى مش هتخرجى من البيت تانى"
هيام:"ليه بقى ان شاء الله هتحبسونى هنا ولا ايه"
عايدة:"اه هحبسك يا" هيام" لحد ما ييجى نصيبك وتتجوزى واخلص من همك"
هيام:"لاء كده كتير وحرام الجامعة وخلصت كمان عايزين تحرموني اخرج من البيت كمان"
عايدة:"علشان تبقى تحترمى نفسك وترجعى من مشوارك بسرعة مش تقعدى كل ده برا"
بعد ان انتهت امها من اسماعها ما تريد خرجت" عايدة" من الغرفة اخذت "هيام" كلام امها من اذن واخرجته من الأخرى فهى لا تاخذ كلامها بعين الاعتبار فلا أحد يستطيع منعها من مقابلة فارس أحلامها
***
"فى المستشفى"... استمرت زيارة" مريم "و"رمزى" ل"وتين" فى المستشفى فهى قد مر على افاقتها من الغيبوبة اربعة ايام وغدا ستعود إلى المنزل بعد انصراف "رمزى'' و"مريم" كان زوجها يجلس خلفها يتملكها بين أحضانه واضعه رأسها على صدره تسمع صوت نبضات قلبه التى تقفز فرحاً الآن من انها عادت الى أحضانه مرة أخرى
ثائر بهمس:"وتينى"
وتين:"نعم يا حبيبى"
ثائر:"انتى نمتى ولا ايه يا قلبى"
وتين:"لاء صاحية منمتش فى حاجة"
ثائر:" هروح بس اجيب كوباية قهوة دماغى صدعت من "رمزى" ورغيه ههههه"
وتين بابتسامة:" ماشى يا حبيبى بس متتأخرش عليا علشان هتوحشنى الشوية دول"
ثائر بابتسامة جذابة:" ثوانى وجاى عايزة حاجة اجبهالك معايا وانا راجع "
وتين:" لاء عيزاك انت بس ترجع بسرعة"
ثائر:" بسرعة وهكون راجعلك يا عمرى"
خرج من الغرفة نظرت وجدت الظرف فهى غفلت عن اخبار "ثائر" به ولكنها فتحت الظرف اخرجت ما به وجدت رسمة لزوجها وأيضاً وجدت الإهداء عليها فعقدت حاجبيها من أرسل هذه الرسمة لزوجها؟ وماذا يقصد بتلك الكلمات؟ التى كتبت على الصورة رفعت بصرها وجدت فتاة تقف على باب الغرفة ولم تكن سوى" نورين" فهى منذ علمت بأن زوجته استعادت وعيها وهى تفكر فى طريقة تستطيع بها التقرب منهم
وتين:" ايوة فى حاجة حضرتك"
نورين:" لا ابدا مفيش حاجة بس افتكرت بابا موجود هنا"
وتين:" شكلك غلطانة فى الاوضة"
نورين:" مظنش ان انا غلطانة انا ابقى بنت صاحب المستشفى وهو قالى ان جاى هنا يشوف مرات ثائر العمرى"
وتين:" ايوة انا مرات "ثائر" بس باباكى مجاش هنا"
نورين:" اه حمد الله على السلامة انا سمعت انك كنتى فى غيبوبة"
وتين:" ايوة كنت فى غيبوبة ولسه فايقة منها من كام يوم"
نورين:" انا ابقى نورين فريد وانتى"
وتين بابتسامة:" انا اسمى وتين"
نورين باستعباط:" تشرفنا بس هو انتى قاعدة لوحدك هنا فى المستشفى"
وتين:" لاء جوزى معايا وزمانه جاى دلوقتى"
نورين:" اه حمد الله على سلامتك"
وتين:" الله يسلمك يا انسة نورين ولا حضرتك مدام"
نورين:" لاء آنسة "
اثناء حديثهم دخل "ثائر" الغرفة بابتسامة ولكنه لم ينتبه ان هناك احد مع زوجته فى الغرفة
ثائر:" وتينى انا جيت بسرعة اهو ولا كده اتأخرت وهدفع ضريبة تأخير انا مستعد ادفعها"
وتين:" لا يا حبيبي متأخرتش ولا حاجة"
ثائر باعتذار:" سورى ما اخدتش بالى ان فى حد معاكى هنا فى الاوضة"
نورين بابتسامة:" ولا يهمك يا استاذ ثائر"
ثائر بتفكير:" انا شوفتك قبل كده مش انتى بنت دكتور فريد"
نورين:" ايوة انا بنت الدكتور فريد"
ثائر:" اه سورى بس الاسم الصراحة مش فاكره"
نورين:" اسمى "نورين'' دا حتى عرفت ان اسم مراتك "وتين" يعنى احنا الاتنين نفس القافية"
ثائر :" آه اصل انا الصراحة ودنى مبتسمعش غير اسم مراتى بس ومش شايف اى اسم يوازيه حتى لو كان بنفس القافيه"
بالرغم من امتعاض "نورين" من لهجة السخرية فى كلماته الا انها وجدت نفسها يزداد إعجابها بتلك الشخصية التى يتمتع بها هذا الرجل الذى منذ ان رأته لم تنسى زرقة عيناه العاصفتين
نورين:" جميل اوى حبك لمراتك بس ياترى الراجل بيفضل دايما وفى لمراته ولا ممكن ييجى عليه وقت ويزهق ويحب يغير نمط حياته"
ثائر باستغراب:" والله انا مقدرش افيدك فى الموضوع ده بس بالنسبة ليا انا قلبى ملك لمراتى وبس"
نورين:" ربنا يسعدكم عن اذنكم"
خرجت من الغرفة بابتسامة من عناد هذا الرجل وتلك الروح الثائرة التى يملكها والذى يبدو عليه انه لا يخضع بسهولة لأى انثى فازدادت رغبتها فى الوصول اليه
وتين:" هى مالها الانسة دى كمان وبتتكلم كده ليه"
ثائر:" دى تلاقيها بس عايزة تضايقنى علشان اول مرة اشوفها فيها شتمتنى وانا رديت عليها"
وتين:" ايه الرسمة دى يا ثائر"
ثائر:" مش عارف مين اللى بعتها دا انا نسيتها اصلا اقولك هاتيها"
اخذها من يدها وقام بتمزيقها والقى بها فى سلة المهملات
وتين:" ليه دى كانت رسمة حلوة وشكلك حلو فيها"
ثائر بمزاح:" يا ستى سيبك رسمة ايه قدامك الاصل اهو صوت وصورة ثرى دى"
قام باغلاف الباب ثم عاد للجلوس خلفها مرة أخرى سحب حجابها من على رأسها ظل يمسد على شعرها بحنان حتى سمع صوت انتظام انفاسها
ثائر:" وتينى انتى نمتى"
وتين:" امم لسه شوية بس شكلى هنام"
ثائر:" خلاص لو هتنامى اقوم من على السرير علشان تعرفى تنامى براحتك"
وتين بهمس ناعم:"حتى لو نمت متقومش خلينى نايمة فى حضنك يا "ثائر" حضنك واحشنى اوى يا حبيبى"
عدل من وضعية جلوسه تمدد بجوارها اخذها في احضانه دفنت وجهها فى عنقه ظلت يدها تعبث على صدره تزيد لهيب الشوق اكثر فى قلبه ومما زاد فى حنينه اليها تلك القبلة التى طبعتها على عنقه التى بعثرت مالديه من قوة تحمل وقدرة على الصمود أمامها
ثائر بشوق:"وتين كفاية كده يا حبيبتى"
وتين باستغراب:"فى ايه يا حبيبى كفاية ايه"
ثائر:"كفاية اللى بتعمليه ده"
وتين: هو انا عملت إيه طيب"
هى لاتعلم انها تفتنه بتلك اللمسات التى تفعلها بجهل وبدون قصد منها فهى تريد فقط ان تكون قريبة منه اراد النهوض من مكانه وجدها تتمسك بكتفيه
وتين:"انت رايح فين يا ثائر"
ثائر:'هنام على السرير التانى ده"
وتين:"ليه يا حبيبى فى ايه"
ثائر:"مفيش نامى يا قلبى تصبحى على خير"
وتين:" وانت من اهله"
بالفعل قام من مكانه وذهب الى السرير الاخر كانت متعجبة من تصرفه فهى لم تفعل شئ له حتى يقوم ويتركها فلماذا فعل ذلك؟ ظل يأخذ انفاسه بقوة ويزفرها ببطئ ليتخلص من توتره تعمد عدم النظر اليها حتى لايعود اليها مرة اخرى .تمنى انتهاء ذلك اليوم وان يحل الصباح سريعاً حتى يعود بها الى منزلهم فغداً موعد خروجها من المستشفى
''فى الصباح"... قام الدكتور بالكشف عليها مرة اخيرة قبل خروجها وكتابة الدواء الازم لها
الدكتور:"لا عال النهاردة الحمد لله انتى كويسة يا مدام وتين"
ثائر:"الحمد لله يعنى خلاص هى بقت كويسة يا دكتور ونقدر نمشى من هنا"
الدكتور:"ان شاء الله فى شوية ادوية لازم تاخدها لحد أن شاء الله ما تبقى تمام ودى الروشتة اللى فيها الأدوية"
ثائر بامتنان:"متشكرين يا دكتور"
الدكتور:"الشكر لله وحمد الله على سلامتها عن اذنكم"
ثائر:'اتفضل يا دكتور"
رمزى:'هات الروشتة هجيب الدوا على ما تلموا حاجتكم انتوا ماشى"
مريم:'ايوة يلا بقى دا البيت وحش ومضلم من غيركم خالص"
ساعدت "مريم'' "وتين" فى ارتداء ملابسها ولمت الاغراض الخاصة بعمها وب'وتين" لاحظ "ثائر" سكوتها على غير عادتها ولا يعرف ماذا أصابها جعلها بهذا الشكل؟احضر "رمزى" الدواء خرجوا من المستشفى وصلوا الى السيارة الخاصة ب"رمزى" وكل هذا و"وتين" لم تنطق بكلمة واحدة جلست "مريم" بجوار "رمزى" وجلست" وتين" و"ثائر" فى الخلف لاحظ شرودها وانها لا تنظر اليه وصلوا الى المنزل قام بحملها للذهاب إلى غرفتهم اراد سؤالها عن سبب تلك الحالة التى اصبحت عليها فهو يخشى ان تكون تشعر بالالم ولم تخبره وضعها على الفراش وجلس بجوارها
ثائر بخوف:''مالك يا "وتين" فى ايه ساكتة ومبتتكلميش فى حاجة حصلت فى حاجة بتوجعك طيب مالك يا حبيبتى"
وتين بحزن :"اسأل نفسك يا "ثائر" وانت هتعرف ايه اللى حصل"