رواية ليته ظل اعمي البارت الحادي عشر 11
فصل الحادى عشر
...................
حركه كثيره وأصوات مرتفعه والأساس ينقل من مكانه ويرتب بشكل آخر يبدو أنهم يعدون لاحتفال
لم تقام إحتفالات فى الفيلا منذ زواج آيه ومعتز
فقد كانت سوزان معتاده على إقامة حفلات كثيره بمناسبه وبدون مناسبه لكن بعد قدوم ايه لم تقم حفلا واحدا يكفيها احراجا لهم فى شركتهم انهم يعرفوا
بأن تلك المشوهه هى زوجة ابنها
لذلك كانت تبتعد عن أى احتكاك بها حتى لا تعتاد ايه عليها وتتحدث معها أمام أحد
وكانت ايه تعلم ذلك فابتعدت عنها هى الأخرى
لكن معتز قد وعدها بفيلا أخرى لهما معا يا الله كم طالت غيبته
سألت آيه أحد الخدم سبب ما يفعلون قال لها معتز بيه راجع هو والبيه الكبير
لم تصدق آيه أنها أخيرا ستراه لكن لماذا لم يخبرها لذلك لم يكن يرد على اتصالاتها كان يريد أن يفاجئها
لكن هى من ستفاجئه وتذهب لتستقبله
سألت عن إياد اخبروها انه ذهب لاستقبالهم فى المطار منذ قليل
إذن هو الآن فى الطريق لاداعى أن تنتظر أكثر من ذلك
صعدت وارتدت ملابسها وأخذت سائق بسياره أخرى وذهبت
وصلت إلى المطار فى الوقت المناسب كانت الطائره قد هبطت للتو
هى ترى إياد هناك كانت تحاول أن تصل إليه لكن الازدحام شديد وعندما رأت سوزان بجواره فضلت أن تقف بعيد حتى يأتى هو
ها هو قادم هو ووالده ما هذا انه يسير بمفرده ويحتضن إياد ثم والدته ثم هناك أخرى ألقت نفسها بين احضانه وهو لم يبعدها عنه بل طال العناق بينهم ياله من خائن انها ياسمين اخبرها بموعد عودته فاتت لتستقبله
شعرت بسكاكين تمزق قلبها إقتربت منهم أكثر لكنهم بدأوا في الانصراف
لم تجروء على أن تناديه لينتظرها كانت تعلم فى قلبها أن هناك شيئا حدث هى لا تعلمه
عادت إلى الفيلا وقد كانت خلفهم مباشرة ورأت ياسمين وهى تدخل بجواره وهو يحيط خصرها بيده
طعنات تتوالى بلا رحمه دموع تحرق مقلتيها تريد أن تجرى سيولا لكنها احكمت قيدها وابت أن تظهر أمامهم ضعيفه مغلوبة على أمرها
دخلت خلفهم واقتربت من زوجها وهو لايزال على وضعه بجوار ياسمين فقالت له :تمام كده أفهم ان لحد هنا وانتهى دورى
ظل معتز ينظر لها وهو لا يصدق انه تزوج من هذه كان يظن وهو هناك انه سيتقبلها فى حياته فهى لها مكان فى قلبه مهما فعلت
لكن الآن لايعرف كيف سينظر لها كل يوم هنا وفى الشركه ربما انتهى دورها حقا هنا وهناك
لقد كانت عينه وهو الآن أصبح يرى فلم يعد بحاجه لها وكانت تأخذ أجرها حتى بعد زواجها إذن ما يبقى هو تعويض على فترة زواجه منها سيعطيها مبلغ كبير مقابل طلاقها هو لن يستطيع البقاء معها
قال لها : اتفضلى معايا فى المكتب لو سمحتى نتفاهم
قالت وهى تبتسم :على إيه ما تتعبش نفسك الجواب باين من عنوانه اسمحلى بس اطلع اخد حاجتى وامشى وأبقى ابعتلى ورقتى على بيت بابا
ثم صعدت إلى جناحها وعادت بعد قليل بحقيبه صغيره لا يوجد بها إلا الملابس التى كانت اشترتها للعمل قبل زواجها واوراقها المهمه ورحلت دون كلمة أخرى دون دمعة واحده
خرج إياد خلفها ونادى عليها :آيه استنى انتى ازاى تخرجى كده انا كنت فاكرك هتحاربى ماما وياسمين وترجعى جوزك ليكى
قالت له :احارب ليه علشان واحد باعنى صدقنى ما يستاهلش دمعه واحده منى
قال لها : لو كنتى حبيته بجد كنتى قاومتى
قالت له : غباء منى لو فضلت ثانيه واحد بعد اللى شوفته واللى وصلنى من نظرات اخوك ليا
قال لها : انتى ليه خبيتى عليه أن مالكيش عمليه
قالت له : يعنى هو دا السبب اللى خلاه يتخلى عنى بالسهولة دى بدل ما يقف جانبى وياخدنى للعلاج بره
انا ما خبر عليه الكلام اللى الدكتور قاله انا اول مره كنت اسمعه
انا قلتله على كلام الدكتور اللى قالهولى بعد العمليه وقال هنسافر سوا ويعملهالى أما لاقيت فرصه انه يرجع يشوف تانى طلبت منه يتعالج الأول علشان يبقى جانبى وده كان آخر حاجه بينا قبل ما يسافر
انا من يوم ما كنت مع والدتك وسابتنى لوحدى وقعدت مع ياسمين وانا قلبى مش مطمن اتصلت باخوك يومها كنت عاوزه أحس بيه جانبى فى محنتى لكن ما ردش قلقت عليه ونسيت نفسى وفضلت اتصل اكتر من عشرين مره ما فيش اى رد
قال لها : بس دا مش معناه انك تمشى استنى وفهميه روحى لدكاتره تانيين سافرى بره وشوفى يمكن تلاقى حل لكن ما تمشيش
صدقنى لو كان عاوزنى كنت فضلت معاه قدام الدنيا كلها لكن انا قريت فى عنيه هو شايفنى إزاى
استنى بقى لياسمين تتفنن في كسرتى وزلى كل لحظه
ولا لنظام الاحتكار اللى فى عين والدتك ولا لنظرات القرف والاشمئزاز من اخوك
لا يا إياد : انا خلاص لحد هنا وانتهى الأمر وزى ما دخلنا بالمعروف نخرج بالمعروف
قال لها : طيب هتروحى فين انتى ناسيه آخر مره كنتى هناك ايه حصل مع مرات ابوكى
ضحكت وقالت له : برغم لسانها الطويل إلا أنها ارحم من القاعده عندكم معاك رقمى هستنى منك تجيبيلى
ورقتى سلام
قال لها : طيب استنى اوصلك
لكنها سارت دون أن تلتفت له وذهبت فى طريقها
وهناك وجدت أن زوجة أبيها باعت منزلها ورحلت بعد وفاة زوجها فذهبت لجارتهم والدة غاده وطرقت الباب وما ان فتحت لها حتى فقدت ايه وعيها أمام قدمها على الأرض
ظلت المرأه تصرخ على زوجها ليأتي ويرفع معها ايه
لكنها وجدتها غارقه فى دمائها فاحضروا لها الإسعاف نقلها إلى المشفى أخبرهم الطبيب أنها تعرضت بصدمه شديده أدت إلى إجهاضها فى شهرها الثانى
ظلت آيه فى المشفى يومان وعادت إلى بيت غاده وهناك وجدت ورقة طلاقها وشيك بمبلغ كبير أعطاهم لها والد غاده لم تتكلم مع أحد فى ما حدث لكنهم عرفوا من الورقه التى احضرها إياد لقد أتى إلى منزل والدها ولم يجدها فاتصل بها فرد عليه والد غاده وأخبره بما حدث
حزن إياد كثيرا على ايه وابن أخيه الذى ذهب قبل أن يرى النور
فقال له : قولها انى مش قادر اقابلها من كتر ما أنا مكسوف من اللى عمله اخويا وأنها أختى وغاليه عندى لو احتاجت لأى شىء انا تحت أمرها فى أى وقت
وكان قد أحضر لها ملابسها التى كان معتز اشتراها لها وقال له :قولها إياد بيقولك دى حاجتك مش من حق حد غيرك انسيه وعيشى حياتك واستمتعى بالفلوس لأقصى درجه
حاولا الرجل وزوجته أن يخرجاها من ذلك الصمت
لكنهم فشلوا
كانت غاده قد علمت من أمها ما حدث فقدمت طلب أجازه هى وأحلام حتى يكونوا بجوارها وبالفعل
استيقظت ايه على صوت غاده وأحلام وهم بجوارها
قالت غاده:يويو حبيبتى عامله فى نفسك كده ليه
دانتى اللى بتقوينا دايما
قالت آيه : ولأول مره تتحدث من أيام :كسرنى يا غاده
دبحنى ووقف يتفرج عليان وانا بموت
قالت أحلام وهى تكز على أسنانها بغيظ وتضم قبضة يدها أمام وجهها وتقول:لايمينى عليه وانا اقرقشه بسنانى الواطى ده اه يا نارى
ابتسمت آيه وقالت : لسه ما اتغيرتيش زى مانتى
ضحكت غاده وقالت لا يا بت اتغيرت قومى اغسلى وشك وتعالى وانا احكيلك على غرامياتها ست جولييت
قالت أحلام لغاده والله لو ما اتلميتى يا غاده لآخرج اقول لابوكى كل حاجه
امتقع وجهها وقالت :انا بهزر يا لومه دا انتى حبيبتى
تزكرت آيه أيامهم معا وهم يدرسون كانت أيام رائعه
دخلت عليهم والدة غادة بصنيه مملوءه بطعم شهى
وقالت لهم:ايوه كده ربنا ما يحرمكم من لمتكم الحلوه دى اكلوها بقى احسن الخايبه قهرا نفسها وما بتاكلش حاجه خالص
أخذت أحلام الطعام وجلست وهى تقول أنسى طالما بقينا سوا أنسى اى حاجه ولا ايه يا يويو
قالت آيه : ربنا يخليكم ليا ونفضل سوا على طول
تناولوا طعامهم وقصت عليهم ايه ما حدث وعانوا كثيرا فى تهدئة أحلام التى قررت تحطيم أنف هذه العائله
قالت غادة اعملى حسابك هتيجى معانا على القريه تشتغلى وتعيشى معانا هتتبسطى اوى
قالت آيه تفتكرى يرضوا يشغلوا واحده زيى
قالت غاده انتى ما تعرفيش اختك ولا ايه هحلها ما تقلقيش
قالت آيه هاجى ياغاده معاكم هفضل هنا ليه ولمين خلاص ماليش حد.....
لا فاضت أحزانى ولا زاد همى
ولا انشويت من الفراق وتحرقت
لا مت من صدك ولا فار دمى
لأن الحكاية مضيعة للوقت
جلست غاده معى والديها واخبرتهم ما نوت عليه أنها ستتزوج سعد حتى مع رفضهم وأنها كانت تتمنى موافقتهم وسوف ترسل لهم المال مثل كل شهر لن ينقص مليم
غضب والدها قليلا لكن ايه هدأته وقالت
يا عمى هما متمسكين ببعض وهو شاريها
قالت أمها :بايه يا حسره دا لا وراه ولا قدامه
قالت غاده : وأنا موافقه وعاوزاه وراضيه بظروفه
قال والدها بحزن :اتجوزيه بس ما تستنيش منى اجهزك كفايه عليا اخواتك أجيب منين
قامت غاده واحتضنته وقالت انا مش عاوزه حاجه غير رضاك
قالت أمها :وان قالك احنا محتاجين الفلوس ما تبعتيش حاجه لاهلك
هنا نهضت أحلام وقالت :يقدر هو اتفاق عيال ولا ايه
ضحكت آيه وقالت : الله يرحمك يا سعد كان طيب والله
مر الموقف بسلام وأتى سعد وعقد قرانه واقاموا لهم احتفال بسيط جدا فى بيتهم للإشهار فقط
وسافروا جميعا للقرية التى يعملون بها
أعقلى يا نفس واعقل يا خفوق
وارقدى يا عين وترحل يا هوى
بنصحك يا قلب لا يطويك شوق
روحته مع جيته عندى سوى
من يحطك تحت لا تعليه فوق
ومن يحطك فوق يبشر لانوى
الكرامه ما يوطيها مخلوق
والنجم لو طاح قالوله هوى
كانت قريه سياحيه فى البحر الأحمر رائعه الجمال
تركوها وذهبوا للإدارة حتى يثبتوا حضورهم ووقفت هى تشاهد ما حولها
شعرت آيه براحة نفسيه شديده
المناظر البديعه والطبيعة الخلابة
والبحر وامواجه وصوته الساحر ورائحته المنعشه
ما هذا هناك انه أحد فى الماء يقاوم الغرق هى لا تعرف العوم اتستدعى أحد لاكن لايوجد أحد وكأنها على جزيرة خاليه
أم تلقى بنفسها وتساعده
ترى من يكون الغريق
وماذا ستفعل معه