رواية طريق القلوب كاملة بقلم منة محمد
لفصل الاول:
في احدي محافظات مصر وتحديدا عروس البحر المتوسط وفي احدى الاحياء الهادئة التي تتميز بفخامة الفيلات والقصور بها .. كانت تقبع فيلا المهدي ذات الثلاث طوابق .. وفي احدي غرفها كان عدي يجلس يتفحص بعض الاوراق الهامه وقد اخذه الوقت الى ساعه متاخره من الليل حتى انتبه على طرقات على باب الغرفه .... فأذن للطارق بالدخول قائلا دون ان يحيد بنظره عن تلك الاوراق الموضوعه امامه:ادخل
مرت دقيقه ولم يستمع لصوت احد رغم ان الطارق واقف امامه ولكنه لم يتحدث لذا رفع نظره حيث يقف الطارق ليجدها والدته تنظر له بحنان وحزن يعلم مصدره جيدا
نهض بهدوء متوجهه حيث تقف وامسك يديها وقبلهم بحب مردفا: ايه ياست الكل محتاجه حاجه
نظرت له الام بحنان مردفه وهي تمسد بيديها علي ظهره :عايزه سلامتك ياحبيبي انا بس حبيت اطمن عليك واسألك لسه معرفتش حاجه عن اخوك ياابني
تنهد عدي بحزن مدردفا بهدوء محاولا طمئنتها: لسه ياماما بس ان شاء الله هلاقيه
عندما استمعت لتلك الكلمات انهمرت الدموع من مقلتيها مردفه بكسره فطرت قلبه عليها: هتلاقيه فين بقي مخلاص هو اللي راح بيرجع تاني ربنا يتولاه برحمته
احاط بيديه كتفيها مردفا بقوه وهو يزيل الدموع من علي وجنتيها : وعد مني ياماما هرجعولك بس اديني وقت الموضوع مش بالسهوله دي احنا منعرفش اي حاجه خالص عن مكانه او عن اللي حصل
قالت رجاء بهدوء ظاهري رغم وجعها: حاضر ربنا معاك ياحبيبي انا هروح اصلي
قبل رأسها بحنان وبأبتسامته الجميله قال: تقبل الله ياست الكل
ابتسمت له قائله بحنان: منا ومنكم ياحبيبي يارب
غادرت الام فتنهد هو بحزن فالوضع صعب ولكنه وعدها ان يعثر علي اخيه والملك لا يخلف وعده مهما كانت صعوبة ذلك الوعد
ذهب لغرفة شهد اخته وطرق الباب حتي سمع صوتها وهي تأذن للطارق بالدخول فدلف قائلا بمرح: بتعملي ايه ياست الرسامه
ابتسمت له قائله بمشاكسه: خليك في حالك ياعم
نظر لها بصدمه مصطنعه مردفا: عم هي وصلت لعم كمان بقي كده ياعم مصليحي
عندما استمعت لذلك الاسم اسرعت نحوهه وظلت تلكمه بيديها وهي تقول بغيظ: بطل رخامه بقي وبطل الاسم ده بكرهه
قهقهه علي طفولة اخته فهو رغم دفعها له الا انه لم يتحرك قيد نمله فتذمرت هي بطفوله محببه لقلبه مردفه: بقي كده بتضحك عليا مهو انت اللي كبير الله
قال عدي بضحك: بس ياطفله
نظرت له شهد بغيظ قائله: انا مش طفله انت كبير ورخم
نظر لها نظرة جعلتها تركض من امامه في محاوله منها للهرب فهي تعلم معني تلك النظره جيدة لذا ظلت تصرخ بقوه قائله:الحقوووووني وحش ذئب مفترس عايز يفترسني
ركض عدي خلفها ليمسك بها وعندما امسك بها رفعها علي يده قائلا: بقي انا وحش ذئب مفترس طيب صبرك عليا يابت حسين المنياوي
ركض للحديقه والقاها في المسبح ثم القي نفسه وراءها وظل يضربها وتضربه بمرح في الماء ويغرقوا بعضهم بالماء وضحكاتهم تتعالي لتملئ الاجواء
بعد قليل من الوقت توجهت شهد لغرفتها لتبادل ملابسها وتوجهه عدي لغرفته ليبدل ملابسه ويرتدي ملابس اخري مكونه من بنطال اسود بيتي و تيشرت اسود ايضا عليه بعض الكلمات بالانجليزي باللون الفضي ثم توجهه للحديقه وجلس بهدوء ومعه الكثير من الاوراق وظل يتابع عمله ويصمم التصاميم الرائعه لمده دقائق حتي قاطعه تلك المره ذلك الصوت الذي قال بمرح : وحشتني قولت اجي ارخم عليك
نظر له عدي بسخريه قائلا: ده علي اساس اني مكنتش معاك الصبح يعني
اجاب سيف بضحك: خلاص بقي الله لقتني فاضي فقولت اجيلك ارخم عليك
قال عدي بتجاهل وهو ينظر للاوراق ويتابع عمله: طيب
نظر له سيف بغيظ مردفا: انا جاي اقعد معاك علفكره خلي عندك ذوق بقي
قال عدي بسخريه واستهزاء: ده علي اساس انك ذوق اوي صح
قال سيف بغرور مصطنع: طبعا هو انا في زي
عدي بمشاكسه:احمد ربنا ان مفيش زيك تاني كانت الدنيا خربت
اردفت سيف بغلب مصطنع: انت ظالمني علفكره انا غلبان
رد عدي بعدم تصديق: اه منا عارف انت هتقولي
قال سيف بجديه: المهم بقي عايز اقولك حاجه مهمه
نظر له عدي بأهتمام قائلا: ها قول
قال سيف بجديه: بص دلوقتي انت عارف ان يسري التهامي هيبني قريه سياحيه كبيره وعايز شركتنا هي اللي تمسك الموضوع ده
انصت له عدي بأهتمام فأكمل سيف حديثه :بس فيه مشكله ان شركة النجار عايزه هي اللي تمسك القريه دي وشركة النجار محدش بيقف قدامهم ده غير اني مش مرتاح ليسري التهامي اصلا فأنا بقول نتنازل عن القريه دي خصوصا ياعدي ان النجار ده مش تمام وبيشتغل في كل حاجه شمال يعني لو مسكنا القريه دي هو اكيد مش هيسكت يعني مش بعيد يأذيك او يدبسك في اي حاجه من شغله الشمال ده
نظر له عدي بصدمه من حديثه قائلا بقوه الملك: سيف شكلك اتجننت ولا ايه من امتي والملك بيهمه حد ولا بيتنازل عن اي شغل بيجيله علشان اي حد مهما كان مين يعمل اللي يعمله واحنا اللي هنمسك القريه دي ياصاحبي شكلك بقيت بتخاف
قال سيف مبررا : انت عارف كويس ياعدي اني مبخفش ومعاك علي الحلوه والوحشه بس النجار بيلعب من تحت التربيزه وانا خايف عليك
عدي بهدوء: متخفش ربنا الحافظ واحنا اللي هنمسك القريه دي
تنهد سيف بقلق مردفا: ماشي هروح انا بقي
ابتسم عدي قائلا بهدوء: ماشي
غادر سيف لمنزله وجلس عدي يتابع عمله بمهاره عاليه فهو ملك سوق المعمار والبناء
...........................................................................................
كانت تجلس رهف علي مكتبها شارده في هذه القضيه الغامضه حتي دخل عليها اخيها الرائد ادهم الذي قال بمرح: بتفكري في ايه يااسد
نظرت له بأبتسامه مردفه بغموض: وبفكر في قضيه كده
رد ادهم برهبه مصطنعه: انا مش مطمنلك
قهقهت رهف مردفه: وانت من امتي بتطمنلي يعني
رد ادهم بابتسامه: علي رأيك والله
اردفت رهف بجديه : المهم بقي عايزاك تجمعلي الفريق كله بكره الساعه 3 العصر
رد ادهم بجديه مماثله: تمام بكره هنكون كلنا موجودين في المعاد بس ليه
شردت قليلا ولم تنتبه لسؤال اخيها وتكراره للسؤال مره اخري مناديا اياها لمرات كثيره فأستغرب عندما وجدها لا ترد عليه فأقترب منها ووضع يديه علي كتفها فنظرت له بتساؤل فقال لها: سرحتي وفضلت انادي عليكي مردتيش
اماءت رهف بهدوء مردفه: ماشي يلا نروح بقي علشان بكره اليوم طويل
قال ادهم وهو يشعر بقلق عليها مما هو قادم: ماشي يلا بينا
اتجهت رهف برفقة اخيها لمنزلهم وهي تعلم ان القادم سيحدث فيه الكثير والكثير فهي ستذهب لمنزل الملك بقدميها وهذا يكفي ليجعل الجميع يقلق ولكن هي الاسد الذي لا يهاب احد مهما كان حتي ولو كان الملك
...........................................................................................
كانت تجلس نوران علي الاريكه وتضم اطفالها إلي حضنها وهي تفكر في حديث والدها وغضبه منها فهو يريدها ان تتزوج رجلا اخر وهي ترفض كل الرفض فهي ليست بمجنونه حتي تأتي بزوج اب لأطفالها
قاطع شرودها رنين هاتفها فأجابت قائله:الوو
الطرف الاخر:الو
ايه مالك
تنهدت نوران بحزن قائله: نفس الموضوع يارهف بابا مش عايز يسبني براحتي ومصمم اني اتجوز
رهف بزهق:انا زهقت منك ومن باباكي بصراحه وبعدين انا قولتلك قبل كده ان باباكي خايف عليكي يانوري
نوران: عارفه يابنتي والله بس بجد مش هقدر اكون لراجل تاني غير حازم
رهف بهدوء: ياحبيبتي لو مش علشان نفسك علي الاقل علشان عيالك هما محتاجين اب في حياتهم مهما عملتي مش هتعرفي تعوضيهم عن حنان بابهم يانوري
نوران بخنقه: مش عارفه بقي مبقتش عارفه افكر
رهف بأبتسامه:خدي وقتك وفكري براحتك
المهم قوليلي بقي حبايب قلبي فين وحشوني اووي
ابتسمت نوران بحب مردفه: لسه سألين عليكي من شويه
وجهت نظرها لطفليها الجالسين في حضنها يتابعو حديثهم بطفوله وبراءه تخطف قلبها دائما فقالت بابتسامه: خدو كلمو خالتو رهف
اسرع احمد بإمساك الهاتف مردفا بطفوله: خالتووووو
قالت رهف بحنان وضحك: قلب خالتو ياناااس وحشتني ياميدو
اردفت احمد بمشاكسه: انتي وحشتيني اكتر بكتير ياقمر انتي
ردت رهف بمرح: ايه ده ايه ده انا بتعاكس ولا ايه
اردف احمد بضحك: ايووون ياخالتو
مش هتيجي بقي
اردفت رهف بحب: هاجي ياقلبي اول ما افضي هاجي اتغدي معاكم
رد احمد بابتسامه طفوليه: ماشي هستناكي وسلميلي علي عمو ادهم
اردفت رهف بحنان: من عيوني ياحبيبي اديني ليليان اسلم عليها
امسكت الصغيره بالهاتف مردفه بحماس: خالتووو خالتووووو الميس في الحضانه قالتلي اني شطوره
ابتسمت رهف علي حماس الصغيره مردفه بتشجيع: شطوره ياقلب خالتو انتي
احلي ليلو دي ولا ايه
ظلت رهف تشاكسهم قليلا ثم اغلقت الهاتف فوجهت نوران حديثها لطفليها قائله: يلا بينا بقي ننام
ردوا الطفلين برغبه في النوم فهذا المعاد هو معاد نومهم: ماشي يلا بينا
دلفوا جميعا لغرفة الاطفال فجلست بجانيهم تقص عليهم قصة قبل النوم وعندما انتهت كانو ذهبو في ثبات عميق فقبلتهم بهدوء وحب وتوجهت لغرفتها لتغفي هي ايضا
...........................................................................................
كان يجلس يتحدث مع والدته السيده صفاء حتي فاجئته هي مردفه: زين انت لازم تتجوز يابني انا كبرت ومبقتش قادره اهتم بريان زي الاول ولا عارفه اتعامل معاه كمان
رد زين بهدوء: عايزاني اجبله مرات اب ياماما ده اذا كانت امه نفسها رمته ومش عايزاه وكانت بتعامله اسوأ معامله امه نفسها كانت بتسيبه يعيط بالساعات وترميه للخدامات امه نفسها اللي رفضت ترضعه علشان جسمها ميبوظش عايزاني بعد كل ده اجبله مرات اب كمان علشان تعرفه العذاب اللي بجد انا معنديش اغلي منه ياامي ومعنديش استعداد اني اخسره كفايه نفسيته اللي ادمرت بدري بدري
اردفت الام صفاء بحنان: ياابني كده انت هتخسره فعلا انت مش بتشوف ابنك حالته عامله ازاي ده ياقلبي عليه بيعيط طول ماانت مش موجود وبيرفض الاكل واي حد بيجي يكلمه بيضربه حتي انا وكله كوم ولما يكون فيه اطفال كوم تاني بيرفض نهائي يلعب معاهم وبيضربهم ياحبيبي ابنك محتاج ام محتاج يحس بالأمان اللي بجد وبحنان الام اللي مجربهوش خالص
تنهد زين بيأس قائلا برفض لتلك الفكره: ولو جبتله مرات اب مش هتخليه يحس بالأمان يأامي ولا هتبقي حنينه عليه ده هي اللي هتعذبه وهدمره اكتر مهو مدمر
الام صفاء: ياحبيبي الرك علي الشخصيه اختار انت واحده كويسه وطيبه تراعي ربنا فيك وفي ابنك
زين بهدوء: حاضر سبيها بظروفها بس ياامي
قاطع حديثهم بكاء طفله فركض زين لغرفة الصغير وضمه لحضنه فوجده يتشبث به ببكاء يفطر القلب فظل يمسد علي ظهره ليحاول تهدئته فهو يعلم انه يبكي كل هذا البكاء لانه عندما استيقظ لم يجده بجانبه فهو متعلق به تعلق غير طبيعي فطفله يبحث عن الحنان والامان ولكنه لا يجده الا في حضنه هو فقط ولكن حتي هو لا يستطيع ان يشعره بذلك الامان الكامل الذي يشعر به الاطفال الذين هم في مثل عمره هو بحاجه لأم تشعره بالأمان وتحنو عليه هدأه زين بحنان وحب وهو ينظر له بحزن وحيره وظل يمسد علي ظهره حتي هدأ الصغير فوضعه زين علي الفراش وتمدد بجانبه وجذبه لحضنه وظل يدندن له بعض المقاطع الطفوليه حتي ذهب الصغير في ثبات عميق مره اخري وترك والده شاردا في امر زواجه حتي ذهب في ثبات عميق من كثرة التفكير