أخر الاخبار

رواية انا والحلوة جارتي كاملة بقلم سما نور الدين

 

 رواية انا والحلوة جارتي كاملة بقلم سما نور الدين 

لمشهد 1
..فتح عينيه بنعاس ..مد ذراعه للامام وهو يتجبد بكامل جسده ..اول شيء جال بخاطره ...جارته الجديدة التي انتقلت للسكن بالشقة المجاورة لشقته ..نفض عن عقله تلك الافكار..انب نفسه هامسا .."..لماذا افكر بها ..؟؟!."....
..فقد راها لاول مرة عندما خرج من المصعد في طريقه لشقته ..كان يمسك بيديه هاتفه ..ولم ينتبه للصندوق الصغير القابع ارضا امامه ..ارتطمت قدمه به ..رفع راسه عن شاشة هاتفه..ليجد امامه مجموعة كثيرة من الصناديق الصغيرة والكبيرة يمتلا بها الممر المؤدي لشقته..نظر يمينا وشمالا بحثا عن صاحب تلك الصناديق ..ولكنه فوجيء بفتاة تخرج من الشقة المجاورة لشقته ..اتسعت عيناه وتسمر مكانه لا يتحرك ..لهذه الفتاة صاحبة العيون الواسعة ..تتافف بصوت عال وتنفض بكلتا كفيها من الاتربة المتعلقة بهما ..تميل بجذعها برشاقة واضحة لتحمل صندوقا من الارض وباريحية ...ارتفع حاجباه تعجبا لقدرتها على حمله ...وقفت بثبات حاملة صندوقها ..انتبهت لهذا الذي يقف امامها ينظر لها بترقب ..التقت اعينهما ..شعر برجفة تتراقص داخل قلبه ..لحظات قليلة ....وبتجاهل واضح .. التفتت واتجهت ناحية شقتها لتختفي داخلها..ظل ينظر لباب شقتها لبرهة من الوقت حتى انتبه لنفسه ...اخذ يمشي يمينا وشمالا بجانب الصناديق حتى وصل لباب شقته ..دلف اليها ..دون ان يلتفت للوراء ..مع ان قلبه كان يلح عليه بشدة ان يلتفت ولكنه تجاهل هذا النداء...
.قام من فراشه ..وبعد ان استحم وارتدى ملابسه ..استعدادا للذهاب الى عمله ...دلف للمطبخ ليعد لنفسه فنجان من القهوة ..داعبت انفه تلك الرائحة الذكية ..اغمض عينيه ليستمتع اكثر برائحة القهوة الاتية من المطبخ التابع للشقة المجاورة ..اتجه بخطوات بطيئة منتشيا من هذه الرائحة ..فتح عينيه وهو ينظر من نافذة المطبخ للنافذة المقابلة...هاهي جارته ..ودون ان يدري ..ارتسمت على شفاه ابتسامة ..يرى امامه فتاة ترتدى بدلة رياضية بيضاء تضاهي بياض بشرتها ...شعرها مرفوع لاعلى بربطة على شكل فراشة..البدلة ملتصقة بجسمها النحيل الجذاب يرسم جسدها كلوحة مصممة باحترافية ..وصل إلى أذنيه صوت اغنية جميلة .. كانت ترقص بحركات خفيفة ناعمة تلائم نعومة الأغنية.. جسدها يتحرك بخفة مع الكلمات والالحان ..شعر انه يرى امامه الموسيقى بشكل حي على ذاك الجسد المتمايل...اغمض عينيه ..والتفت براسه للناحية الاخرى..يهمس مؤنبا لنفسه ...
."..عيب امجد ماذا تفعل ...منذ متى وانت تتلصص مثل اللصوص على الجيران .."..
.ولكن كان نداء قلبه اقوى ..فعاود النظر مرة اخرى..ولكنه فوجيء بتلك العينان التي تنظر له بغضب ...نظرات قاتلة تكاد ان تفتك بعينيه ..وبحركة عصبية اغلقت ستائر نافذتها واختفت..
زفر بضيق ..يلوم نفسه هامسا .."..اللعنة ..لقد راتني وانا اتلصص عليها ..ماذا ستظن بي الان ..؟.. ياللهي راسي ستنفجر .."
اتجه ناحية الموقد ليبدا في صنع قهوته كالمعتاد كل صباح ..واثناء صنعها ..سرح بخياله مرة اخرى ..ها هي جارته الفاتنة تحتل افكاره ..ولكنه يبدو سعيدا بتلك الافكار ..افاق على صوت فوران قهوته على الموقد ..
..تافف قائلا بصوت عال..
.."..ما هذا الصباح ..؟؟...اتمنى ان يمر هذا اليوم على خير ..."..
اغلق الموقد وترك قهوته المنسابة ..اتجه ناحية باب شقته ليخرج ..ومان ان اغلق بابه ..ومشى ناحية المصعد ..حتى سمع وقع خطوات ورائه ..صوت كعب حذائها يدب الارض دبا ..ولكنها تبدو كاانغام الموسيقى باذنه ..تعمد ابطاء خطواته ..ولكنها تخطته دون ان تلتفت اليه ..اسكرته عبير عطرها ..تنفس بعمق حتي تتغلغل الرائحة بصدره ..رفع حاجبيه عاليا اعجابا مما يرى ..فاتنة بحق ..ترتدي تنورة ضيقة سوداء تكاد تصل الى ركبتيها ..ومعطف اسود قصير يصل الى خصرها ..كاد ان يصدر صفيرا عاليا اعجابا بتلك الانوثة ..ولكنه جاهد حتى يظل ثابتا ..وقفت امام المصعد تنتظر فتح ابوابه ..وقف بجانبها ..واضعا كلتا كفيه بجيوب بنطاله ..تعمد بصعوبة بالغة ان لايلتفت اليها ..ولكن خارت مقاومته لها ..التفت اليها والقى عليها تحية الصباح ..التفتت اليه رافعة نظارتها السوداء عاليا فوق جبهتها ..تنظر اليه من اسفل الى اعلى ..ثم التفتت ناحية المصعد ..بعد ان عاودت وضع نظارتها ثانيا كما كانت ..دون ان ترد عليه تحيته ..كز على اسنانه غيظا من غرورها الواضح على هيئتها ورفع انفها الى اعلى ..فتحت ابواب المصعد..دلفت اليه بخطوات ثابتة ..دلف هو الاخر ..تحرك المصعد لاسفل ..وماهي سوى لحظات حتى توقف المصعد فجاة وبقوة اهتزت له جدرانه...شهقت بصوت عال واستندت بكلتا يديها على جانبي المصعد ..صاحت وهي تصرخ قائلة..
.."..ماذا فعلت ايها الاحمق .."..
ضاقت عيناه وقطب جبينه ..قائلا بتعجب مما تفوهت به من كلمات غريبة ..."..هل تتحدثين معي انا ..؟؟!.."
صرخت بوجهه .."..وهل يوجد غيرك هنا ايها الغبي ..ماذا فعلت بالمصعد لكي يقف هكذا .."
ظهر الغضب على وجهه وكز على اسنانه ..واتجه ناحيتها بخطوات بطيئة ورفع سبابته بوجهها ..التصق ظهرها بجدار المصعد وظهر على وجهها بعض الخوف ..متشبثة بحقيبتها الصغيرة تحتضنها بصدرها..اقترب وجهه من وجهها قائلا بصوت حاد اجش .."..اذا لم تصوني لسانك الغير مهذب هذا ..ساقتلعه وارميه ارضا امامك وسادهسه بحذائي هذا .."
ثم صرخ بوجهها مستطردا بقوله .."..هل تفهمين ..؟.."
وقبل ان تجيبه ..تحرك المصعد فجاة وبسرعة جنونية ليعاود نزوله لاسفل ..صرخت بجزع وخوف..فارتمت بصدره وعانقته بشدة ..وهي مغمضة العينين..تشبث بها هو ايضا بهلع مما يحدث من المصعد ومن قوة عناقها...

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close