رواية طريق القدر الفصل الثامن 8
حلقة الثامنه
رائحه ذكيه تملأ المكان.. وابخره تتدافع من القدور.. واصوات العاملين فى المطبخ لا تهدأ ..اما هى فالامر بالنسبه لها اشبه بسنفونيه تُعزف وهى المايسترو التى تحرك العازفين فى تناغم وانسجام لا يعكر صفو يومها اليوم سوى ذلك الموقف البغيض التى اوقعت نفسها به
فلاااش باك
عماد :" على فكره يا استاذه مليكه انا بفهم عربى كوويس "
شعرت مليكه بالصدمه كيف له ان يفهم اشارتها
عماد :" وعلى فكره دى تعتبر غيبه .."وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً " يا استاذه مليكه "
احمر وجهها من الحرج وقد شعرت بالندم وان كان شعور الصدمه مازال مسيطر عليها
عماد بنظره ثاقبه :" مستغربيش اووى كدا .. فى فتره فى حياتى كنت بستعمل لغه الاشاره مع صاحب ليا كان اصم .."
اخذت مليكه نفس عميق ثم اعتذرت و اشارت له انها تريد الذهاب
افسح لها الطريق لتخرج وهو يتابعها غاضبا الى ان اختفت
....
افاقت مليكه من شوردها على صوت النادل وهو يخبرهم طلبات الزبائن لتسقف هى عاليا فينتبه الجميع وتعطى الورق لعلياء حتى تخبرهم بصوت عالى الاطباق المطلوبه
*******************
على الجانب الاخر
فى شركه عماد الغيطانى
كان يجلس فى مكتبه يفكر فيما حدث في المطعم ..دخل عليه "على" فوجده شارداً
على :" ايه مالك يا عماد مكشر كده ليه "
عماد وقد انتبه لوجده :" هه ..لا مفيش "
على :" مفيش ازااى ده انت فى عالم تانى ...قولى عملت ايه فى اجتماع المطعم "
عماد :" اتعرفت على العاملين وقولتهم رؤيتى للمكان وشوفت كمان الشيف اللى حكالنا عنها الشربينى مش عارف ليه حاسس انى شوفتها فى حته قبل كدا ..بس طلعت قليله الادب "
على :" قليله الادب ازاى يعنى لبسها مش محترم يعنى "
عماد :" لا لبسها كان محترم جدا لابسه خمار اصلا بس لسانها طويل "
على ضاحكا :" لسانها طويل ازاى وهى مبتتكلمش "
حكى له عماد عن الموقف الذى حدث منها
فقال على :" يا عم انت بردو مستفز يعنى انت كملت كلامك ولا كأنها بتتكلم ومش عايزها تتغاظ منك ..وبعدين الشربينى موصيك عليها يعنى لازم تعمل اعتبار لرأيها بردو "
عماد غاضبا :" اعتبار ايه اللى عمله ليها ..هى فاكره نفسها صاحبه المكان "
على :" طيب اهدى بس البنت شكلها غلبانه اقدر ظروفها بردو "
عماد :" هههههه غلبانه ..والله انت اللى غلباان يا بنى مفيش ست غلبانه كلهم بيمثلو دور البراءه والطيبه وبعدين يظهروا على حقيقتهم فى الوقت المناسب "
على :" يا بنى الستات كلها مش مروه ..مش علشان واحده طلعت كدا يبقى كلهم كدا "
عماد "طيب قفل على الحوار ده بقى وتعالى نشوف الشغل "
********************
على الجانب الاخر
يجلس سيف فى مطعم "لو كلاسيك" منتظرا قدوم نور وبعد فتره جاءت كانت ترتدى فستان نبيتى عليه حجابها الطويل الانيق كانت تبدو كالملكه بحق ..نظر اليها لا يستطيع ابعاد عينيه عن وجهها ..اقتربت وجلست امامه وهو يزال ينظر لها اُحرجت من نظراته وقالت له :" سلام عليكم يا مستر سيف "
سيف بابتسامه وهو ينظر لعينها :" وعليكم السلام ..أتأخرتى ليه "
نور :" بس انا متأخرتش ولا حاجه انا جايه فى ميعادى الساعه 9 بالضبط ..هو الناس اللى هنعمل معاهم الصفقه فين ؟؟"
ابتسم سيف بداخله فى الواقع لم يكن هناك عشاء عمل ..هو فقط كان يريد ان يتناول عشائه الليله معاها ولم يجد حجه اخرى
سيف :" لسه مجوش قالوا احتمال يـتأخروا لان الطريق واقف "
*********************************
على الجانب الاخر
خرج "على " من الشركه بعد ان انتهى من عمله واتجه ليركب سيارته ..لاحظ امنيه وهى تقف منتظره تاكسى ..اراد ان يعرض عليها توصيلها كالايام الخوالى ولكنه تراجع ..لاحظ وقوف سياره امامها وهى تحاول ان تبتعد عنها.. يبدو ان السائق يعاكسها ..انفجر الدم فى عرووقه وتقدم من السياره بخطوات سريعه كان السائق شاب فى العشرينات يبدو عليه التفاهه
على غاضبا موجها كلامه للشاب :" ايه يا كابتن فيه حاجه "
الشاب :" وانت مالك انت حد كلمك "
اخرجه على من السياره وهو يمسكه من ياقه قيمصه و يشده ناحيته قائلا والشرر يتطاير من عينيه :" اقسم بالله لو متحركش من وشى دلوقتى لخلى وشك شوارع "
ثم تركه على دافعا ايه ..ركب الشاب سيارته خائفا وانطلق مسرعا
اما امنيه كانت تشاهد ما يحدث خائفة ان يتهور على ويضربه ويوقع نفسه فى مشكله ..حمدت ربها ان مر الموقف بسلام
اقترب على منها قائلا :" تعالى معايا اوصلك "
امنيه بابتسامه مقتضبه :" لا شكرا انا هروح لوحدى "
على وهو يجز على اسنانه :" ما انا مش هسيبك لما حد تانى يعكسك ..اتفضلى يلا قدامى "..اقترب منها يشدها من يدها
لتنزع هى يدها بالقوه قائله :" على متنساش نفسك انا مش مراتك علشان كل شويه تمسكنى من ايدى اللى بتعمله ده حرام "
على وقد شعر ببعض الندم ثم قال بغضب مكابرا :" مبقتيش مراتى ولا خايفه الباشا خطيبك يشوفنا "
امنيه مندفعه :" على فكره انا متخطبتش ولا حاجه ..ثم رفعت يديها فى وجهه قائله :" ودى مش دبله ده خاتم عادى "
ثم جرت تجاه تاكسى كان واقفا بعد ان انزل احد الركاب وركبته وانطلقت ..ندمت انها تسرعت فى اخباره كان يجب عليها ان تتركه يتحسر عليها اكثر ولكنها فى النهايه ايقنت ان عليها ان تضع حدا للشائعه التى سرت فى الشركه بعد ارتدائها لذلك الخاتم الذى اهدته اياها اختها ..اما هو فمشاعر متضاربه سيطرت عليه وهو يرى التاكسى ينطلق بعيدا ..تنهد وركب سيارته وقد شعر براحه تسرى فى اوصال جسده بعد ان علم انها لم تخطب لاحد غيره بعد وشعر ان الامور بينهما قد تتحسن فى الفتره القادمه او هكذا كان يتمنى .
******************
على الجانب الاخر
مرت اكثرمن ساعه وهى تجلس وحدها مع سيف منتظره قدوم العملاء الذين سيعقدون معهم الصفقه ..كانت تنظر كل دقيقه تقريبا الى الساعه وهى غاضبه من هؤلاء الحمقى الذين تأخروا ليتروكها وحدها مع هذا المسمى سيف ..اما هو فكان البرود مسيطرعلى قسمات وجهه وابتسامته السخيفه المعتاده تعلو وجهه وهو ينظر اليها مستمتعا بعلامات الغضب التى تظهر على وجهها
وبدون مقدمات هبت واقفه قائله لسيف :" كدا كتير اوى يا مستر سيف انا مش هقدر استنى اكتر من كدا فى انتظارهم دى قله ذوق "
سيف وقفا هو الاخر :" اهدى بس يا نور زمانهم جايين ..الصفقه دى مهمه بالنسبه للشركه علشان كدا لازم نستحملهم"
اخذت حقيبتها قائله :" حضرتك ممكن تستنى براحتك لكن انا مش هستنى اكتر من كدا "ثم انطلقت مسرعه
جرى خلفها ولكنه وجدها قد ركبت سيارتها وانطلقت
زفر بغضب قائلا فى نفسه :" ماشى يا ست نور انا صبرت عليكى كتير بس مش هصبر اكتر من كدا "
ثم اخد هاتفه ليطلب احد الارقام
**************
على الجانب الاخر
يستيقط علاء سلطان من نومه وهو يتذكر الخلاف الحاد الذى حدث بالامس بينه وبين احد النواب فى جلسه البرلمان قائلا فى نفسه :" يعنى انا هلاقيها منين ولا منين مشاكل الشركه ولا مشاكل المجلس..الله المستعان "
هز رأسه عله ينسى ذلك الشجار ثم توضأ وصلى ركعتى الضحى
..انتهى من صلاته ثم ذهب امام باب منزله ليأخذ الجرائد الذى يتركها له بائع الجرائد فى صندوق البريد كالعاده ..لاحظ وجود ظرف ضمن الجرائد
فتحه وقرأ الرساله التى به لتجحظ عيناه وهو يمر على سطور الرساله ثم يسحقها بين يديه بغضب بعد ان انهى قرائتها وهو يقول :" هى حصلت بيهددونى ببنتى نور "