رواية طريق القدر الفصل السابع 7
لحلقه السابعه تمر الايام ويمضى عماد العقد مع محمود الشربينى صاحب مطعم " لو كلاسيك " ليصبح هو المالك الرسمى له ..وقد كانت احدى شروط العقد الغريبه تنص على الا يتم الاستغناء بأى حال من الاحوال عن الشيف الرئيسى فى المطعم الا فى حال ان طلب ذلك ..واذا اراد المالك تغييره عليه دفع غرامه قدرها 100 الف جنيه له ..تعجب كثيرا عماد من ذلك الشرط ولكنه وافق لأن المطعم ليس من اولوياته فى الاصل وينوى ان يعيده الى مالكه الاصلى عندما تتحسن احواله الماديه ولكن ذلك لم يمنع فضوله ان يسأل محمود الشربينى عن سر ذلك الشرط الغريب ..فحكى له الشربينى عن ظروف تلك الفتاه و انها فقدت النطق بعد وفاه زوجها فى حادث وكيف انه يعتبرها كأبنته ولكنه اكد على مهاراتها وكفائتها فى العمل مما يؤهلها للاستمرار فيه
تفهم عماد الامر ووعده الا يفصلها من وظيفتها بأى حال من الاحوال
انتهى لقائهما وذهب محمود الشربينى لمطعمه ليودع موظفنيه ومطعمه الوادع الاخير ويخبرهم باجتماع المالك الجديد بهم فى صباح اليوم التالى
**************
على الجانب الاخر
فى منزل علاء سلطان يجلس علاء على مائده السفره يحتسى قدحاً من الشاى وهى يتصفح جريدة اليوم ..تأتى اليه نور لتجلس بجانبه
نظر لها قائلا :" ايه ده يا نور انتى لسه مجهزتيش كدا هتتأخرى على اول يوم فى الشغل ليكى "
حدثت نفسها قائله " ها قد بدأ من جديد "
نظرت له وقالت :" يا بابى ما احنا اتكلمنا امبارح فى الموضوع ده .. انا مش عايزه اشتغل فى الشركه بتاعتك انا عايزه اشق طريقى لوحدى عايزه ابدأ من الصفر"
فرد عليها :" اولا هى مش الشركه بتاعتى ولا حاجه انا بس ليا فيها 20 فى الميه من الاسهم ..ثانيا مين قالك انك كدا مش بتشقى طريقك لوحدك انت الcv بتاعك ما شاء الله رائع يؤهلك انك تشتغلى فى شركه كبيره زى شركه الدسوقى وبعدين رئيس مجلس الادره هو اللى طالب انك تشتغلى معانا بنفسه "
قالت بضيق :" قصدك سيف ..اهو علشان ده بذات انا مش عايزه اشتغل فى الشركه "
علاء :" ليه ماله سيف الراجل رغم صغر سنه الا انه من احسن المديرين اللى اتعملت معاهم وقدر يوقف الشركه على رجليها بعد ما كانت هتقع وبعدين سيبك من الكلام ده انا لو مت الاسهم بتاعتى هتروح لمين غيرك لازم تعرفى كل كبيره وصغيره فى الشركه علشان ابقى مطمن عليكى بعد ما اموت "
نور :" يا بابى بعد الشر عليك متقولش كدا لوسمحت "
علاء :" يا بنتى انا خلاص كبرت ومش هعيش اكتر من اللى عشته لو عايزانى ارضى عنك وتريحنى اشتغلى معايا فى الشركه "
قالت نور مستسلمه :" خلاص يا بابى زى ما تحب "
******************
على الجانب الاخر
يذهب "على" الى شركه عماد الغيطانى لاول مره منذ ان جاء من لندن ..
فى الحقيقه منذ ان علم بخطوبه امنيه وهو يتجنب الذهاب للشركه حتى لا يراها ..خائف هو من تلك المواجهه يخاف ان يراها فتتهاوى جميع حصونه ولا يستطيع ان يكبح جماح نفسه ليس له حق ان يفكر فيها الان بعد ان ارتبط بغيره ..بعد انا فضلت غيره عليه
وصل اخيرا الى الشركه يدخل بخطوات متردده ويذهب مباشره الى مكتبه بعد ان رحب به الكثير من العاملين بعد رجوعه من لندن ..لم يرها بعد
يجلس متوترا على المكتب ثم يهب واقفا قائلا :" لا بقى مبدهاش انا مش هستحمل اكتر من كدا "
ذهب بخطوات سريعه الى مكتبها وفتحه دون استئذان كعادته
قامت فزعه من مجلسه بعد ان وجدت الباب يُفتح ..تسمرت فى مكانها انه هو ..متى عاد ..لم يخبرها احد انه عاد ..تبادلت عيناهما النظرات لفتره والصمت هو سيد الموقف .. ولكن العينان تحكى الكثير نظرات شوق مخلوطه بعتاب ولوم ..نقل بصره ليديها ليجد دبله تزينها ..
اقترب منها وامسك تلك اليد بقوه قائلا "اتخطبتى امتى "
نظرت له لا تفهم ما يعنيه نظرت ليديها التى يضغط عليها لتفهم ما يقصد ..انه يظن ان ذاك الخاتم هو خاتم خطوبتها ..
اعجبتها اللعبه فشدت يدها من يده قائله :" وانت مالك يخصك ايه انت مش سبتنى من خمس سنين جاى دلوقتى عايز ليه "
نظر لها قائلا :" مش انا اللى سبتك انتى اللى سبتنى ومع ذلك قعدى طول الفتره اللى فاتت ترفضى الناس اللى بتتقدملك اشمعنى دلوقتى وافقتى اشمعنى بعد ما انا خلاص رجعت "
نظرت له بحيره كيف له ان يعرف انها رفضت الزواج من غيره ايعقل انه كان يتابع اخبارها من لندن
نظرت له بقوه وقالت :" وانت فاكر انك هطلقنى وتسبنى خمس سنين وترجع تلاقينى مستنياك لييه انت فاكر انى معنديش كرامه "
قال لها بصرامه :" انتى عارفه كويس احنا سبنا بعض ليه وانه مكنش ذنبى وان ابوكى السبب .." ثم شد الدبله من يدها ورمها بعيدا قائلا :" اوعى تفتكرى انى هسيبك تضيعى منى تانى انتى بتاعتى انا فاهمه "
ثم تركها وذهب الى مكتبه وصفق الباب خلفه ..وهى يركل الكرسى الذى امامه بقوه ..يندم على ما فعله كيف يفرض نفسه عليها بهذه الطريقه قد تكون كفت عن حبه ؟ ولكن لا نظرات عينيها تقول غير ذلك ..
اما هى فرسمت جملته الاخيره بسمه واسعه على شفتيها انه يحبها مازال يحبها ويتمسك بها ولكنها لن تسامحه بسهوله على ما فعله سوف تثير جنونه لفتره اولا قبل ان تستأمنه على نفسها مره اخرى
***********************
على الجانب الاخر
فى شركه الدسوقى
تدخل سكريتره سيف عليه المكتب لتخبره بقدوم الانسه نور لمقابله العمل كما كان محدد لها ...ورغم انه يشتاق اليها حد السماء الا انه لن يكف عن تلك العاده التى لديه فى ان يثير غيظها ..طلب من سكريترته ان تجلعها تنتظر نصف ساعه قبل ان تدخلها
جلست نور نصف ساعه بالخارج وهى تأفف داخليا من ذلك الاحمق الذى لا يحترم المواعيد ويجعلها تنتظر هكذا
طلبت منها السكريتره ان تدخل ..طرقت الباب ثم دخلت ..كان ينظر فى اوراق العمل ..فى الواقع كان ينوى الا ينظر اليها ويتجاهلها بضع دقائق حتى يثير حنقها اكثر ولكن قلب عصاه ..رفع وجهه فى اللحظه التى دخلت فيها تعلقت عيناه بوجهها بينما هى عيناها تنظر ارضا ..جلست امامه
غضب من نفسه لما يدق قلبه بهذه السرعه اخذ نفساً ليتمالك نفسه ثم قال لها :" اهلا انسه نور بعتذر لو اتاخرت عليكى بس كان معايا ورق لازم يخلص "
رفعت نظرها لاول مره تجاهه قائله :" لا مش مشكله حصل خير "
شعرت بوخزه فى قلبها عندما رأت عينيه تخترقها
قال لها وهو مازال يخترقها بنظراته :" انا شوفت الcv بتاعك متخرجه بامتيار ومحضره ماجيستر فى المانيا لا بجد Cv كويس جدا ..ابتسم ابتسامه خبيثه ثم قال :" بس ده لا يمنع ان امتحنك زى ما قولتلك قبل كدا انا مبشغلش حد واسطه "
تذكرت ذلك اليوم وكيف اثار اعصابها فيه احمر وجهها وقالت :" ولا انا كمان بحب الواسطه ومستعده لاى اختبار "
قال بابتسامه واسعه وقد حقق مراده :" طيب حلو جهزى نفسك النهارده ..عندنا عشاء عمل ..هنتقابل فى مطعم "لو كلاسيك " الساعه 9 "
قالت بعدم فهم :" عشاء عمل ..هو حضرتك مش قلت هتمتحنى الاول "
قال بابتسامه واسعه :" ما هو ده الامتحان .. النهارده هنتفق على صفقه كبيره للشركه وعايز اخدها بافضل deal ممكن ..ورينى شطرتك بقى "
قالت بتحدى :" تمام وانا جاهزه هحتاج بس الملف الخاص بصفقه دى "
ناولها الملف قائلا :" اتفضلى "
اخذته وذهبت لمنزلها حتى تستعد جيدا لتلك الليله وهى لا تعلم ما يخبئه لها ذلك العشاء
*************************
على الجانب الاخر
ذهب عماد الى المطعم ليجتمع بالعاملين فى اول يوم له بصفته المالك الجديد للمطعم
جلس فى غرفه الخاصه بالاجتماعات منتظرا قدوم جميع العاملين .. جاء العاملين جميعهم رحبوا بالمالك الجديد ورحب بهم
ثم بدأ يشرح رؤيته للمطعم والتعديلات التى يريد اضافتها على المكان
قطع حديثه قدوم شخصان قد تأخرا فى الوصول فى الواقع كان ذاك الشخصان هما مليكه وصديقتها علياء التى تعمل معها فى المطبخ والتى ايضا تترجم حركاتها لهؤلاء الذين لا يفهمون لغه الصم والبكم .. فى الواقع مليكه ملتزمه جدا فى مواعيدها ولكنها تأخرت بسبب علياء ..سمح لهما بالدخول وهو ينظر لمليكه بشكل خاص محدثا نفسه :" متهيالى انا شفتها فى حته قبل كدا "
تتدراك نفسه ثم بدأ يستكمل حديثه عن التعديلات التى سيجريها فى الشكل الخارجى للمكان وعلى المطبخ من الداخل ,,عندما بدأ الحديث عن المطبخ هنا تنبهت مليكه ..ما هذا الاحمق الذي يريد ان يُخرب مملكتى.. اخذت تنقر بقلمها على الطاوله كعادتها فى الاجتماعات عندما تريد ان ينتبه عليها مديرها ..نظر لها عماد وهو لا يستوعب ما تفعله ودهش عندما وجدها تكلم صديقتها بلغه الاشاره ..عرف انها تلك الفتاه التى حدثه بها محمود الشربينى ..تلك الفتاه هى الشيف الرئيسى هنا ...تملكته الدهشه ..استأذنت منه علياء لتتحدث فأذن لها ..قالت لها :" حضرتك يا افندم الشيف مليكه هى الشيف الرئيسى هنا وبتبلغ حضرتك انها شايفه ان المطبخ مش محتاج اى تعديلات فى شكله لانه مش ظاهر للناس والطاقم اللى بيشتغل فيه مرتاح بوضع المطبخ الحالى فمفيش داعى لتعديلات "
نظرا لها وهو يرفع حاجبيه ولسان حاله يقول من تظن نفسها هذه
ثم قال :" التجديد هيشمل المطعم باكمله من جوا ومن برا ده هيساعدنا اننا نزود الارباح والمطبخ بالذات علشان نرفع مستوى الجوده بتاعنا "
ثم استكمل شرحه للتعديلات التى يراها
اشارت مليكه لصديقتها قائله :" مبيفهمش عربى ده ولا ايه "
انهى عماد الاجتماع وسمح للجميع بالانصراف..لكنه طلب من مليكه الانتظار قليلا وبعد ان خرج الجميع قال لها :" على فكره يا استاذه مليكه انا بفهم عربى كوويس "
جحظت عيناها من المفاجأه .. كيف له ان يفهم اشارتها
يُتبع ..
الفصل الثامن من هنا
الفصل الثامن من هنا