رواية هذا حقي الجزء السادس 6 بقلم اية العربي
الجزء السادس من رواية هذا حقى
بقلم /آية العربي
طرق سيف الباب فسمحت له والدته بالدخول بعدما كفكفت دموعها قائلة _ ادخل
فتح الباب نظر للين الغارقة فى دموعها نظرة شفقة قائلا _ خير يا لين........ انتى كنتى بتعطي
نظرت له بارتباك وحاولت مسح دموعها ولم تتكلم بينما تكلمت والدته قائلة _ عادى يا سيف .....انا ولين كنا بنتكلم شوية ....وكانت بتحكيلي عن باباها
لم يعلق ...بل لم يريد ان يزيد همها فتكلم قائلا _ تمام يا ماما .......شذى تحت ....كانت جاية تقعد هنا يومين
استغرب والدته قائلة _ شذى .... ودى هتعد عندنا ليه يا سيف ....مش هى ليها بيتها .
نظرت للين بحب قائلة _ متفهمنيش غلط يا حبيبتى ....انا قصدى ان شذى دى مدلعة اوى مش زيك خالص وليها بيت باباها وليها قرايب كتير ..
اومأت لها بتفهم بينما تكلم سيف قائلا _ معلش يا ماما هنتحملها لحد ما اتكلم مع باباها فى موضوع كدة .....وبعدين هتروح .
اومأت الام بتفهم قائلة _ ماشي يا حبيبي اللى تشوفه ...
نظرت للين قائلة _ عن اذنك يا لين هنزل ارحب بيها علشان ميصحش ..
نزل مع سيف تستقبل هذه المتكبرة قائلة _ اهلا يا شذى ...نورتى .
تكلمت الاخرى بود زائف _ اهلا يا طنط ازيك ....
سلموا على بعض بفتور وجلست شذى واضعة قدم على الاخرى وسط غضب سيف واستغراب سناء .
تكلمت سناء تنادى على الخادمة قائلة _ يا سوسن ..
جاءت سوسن مسرعة تقول _ اؤمريني يا ست سناء
قالت سناء لشذى _ تشربي ايه يا شذى .
نظرت الاخرى بتعالى وتكبر قائلة لسوسن _ هاتيلي عصير اورنج ويكون فريش .
استغربت سوسن من طريقتها بينما غمزت لها سناء بالانصراف .
نزلت ريم التى تفاجأت من وجود النعامة كما تلقبها فتأفأفت قائلة بصوت خافض سمعه سيف وكتم ضكته عليه _ اهلا ....وانا اقول الجو بقى خنيق ليه ....اتاريه النعامة ساحبة الاوكسجين .
نظرت لها شذى بخبث قائلة _ ازيك يا ريما ... اخبارك ايه .
نظرت لها ريم بضيق فهى تكره ان يناديها احد بهذا الاسم قائلة _ انا كويسة يا شوذى ....كويسة جدااا
غضبت شذى من الاسم قائلة _ ايه شوذى دى .....انتى تقوليلي يا شذى من غير دلع واعرفى انى اكبر منك .
تكلمت ريم تحاول اغاظتها _ اه فعلا اسفة ....انا المفروض اقولك يا طنط شذى ...
غضبت شذى ولكنها ادعت الضحك قائلة _ هههه اكيد بتهزرى .... طنط ايه يا حبيبتى ...انا اكبر منك ب3 سنين بس .
نظر لها سيف باستنكار بينما قالت ريم بصدمة _ نععععععم .
تكلمت سناء بعتاب _ ريم ....ميصحش كدة ....شذى ضيفة عندنا ....وانتى يا شذى يا بنتى معلش ريم بتهزر معاكى ....تعالى اوصلك لاوضتك علشان تستريحى ..
قامت شذى مع سناء بغيظ متجه الى غرفة الضيوف التى بالاسفل .
بينما سيف الذي انفجر ضاحكا قائلا لاخته _ يخرب عقلك يا ريم ....دانتى جننتيها ..
نظرت له ريم بتوعد قائلة _ ولسة ....بس قولى ....النعامة دى جاية عندنا ليه ....اوعى تقول انها هتعد هنا .....انا وهى لا نصلح فى نفس ذات المكان .
قرصها سيف من انفها بمرح قائلة _ معلش يومين بس علشان خاطر سيفوا حبيبك ....وبعدين ابعدى عنها خالص .....خليكى جمب لين .....حاولى تقربي منها وتصاحبيها ..
نظرت له غامزة قائلة _ عنيا .....ايوة البت لين طيبة ومننا وعلينا ....مش زى شوذى .
تكلم بصدمة قائلة _ بت .....انتى لحقتى .
رفعت حاجبها بغرور قائلة _ متقلقش عليا ....اوعدك فى خلال يومين هنكون اعز اصحاب ونضرب بعض بالمخدات كمان ...
عند لين التى كانت شاردة فى افكارها ....هل واخيرا استجاب الله لها ...هل هذه فرصتها للعيش بسلام ....ولكنها هنا لفترة قصيرة ....ماذا بعد ذلك ...
خرجت من افكارها على طرق الباب فسمحت بالدخول ..
دخلت ريم بمرج وجسلت بجانبها على الفراش قائلة _ ها يا لينو .....مرتاحة عندنا .
تكلمت لين بابتسامه صغيرة قائلة _ اه مرتاحة يا ريم ....شكرا على ضيافتكم ليا ..
قالت لين _ يا ستى سيبك من الرسمية وقومى نعد شوية فى الجنينة ....دى هواها يرد الروح ..
اومأت لين وبالفعل قامت معها واتجه الفتاتان الى الحديقة يجلسون على العشب .
قالت ريم متساءلة _ ها يا ستى قوليلي بقا انتى خريجة ايه ولا لسة بتدرسي .
نظرت لها لين بحزن قائلة باحراج _ لاء .....انا مكملتش علامى .
اتسعت عين ريم وتكلمت بشفقة قائلة _ انا اسفة يا لين .... بس يعنى ليه ..
قالت لين رافعة عنها الاحراج _ هو طلعنى من المدرسة ....ومكملتش تعليمى ....بس انا بعرف اقرأ واكتب ....انا سبت المدرسة من سنة خامسة .
نظرت لها ريم باستفهام قائلة _ انتى قصدك مين بهو ....قصدك بباكى .
قالت لين بكره _ انا مبحبش اقول عنه ابويا ..
قالت ريم محاولة تهدأتها _ خلاص يا حبيبتى ... انا اسفة ...سيبك من كل ده ....ايه رايك انا ممكن اعلمك شوية حاجات واجبلك كتب تقرأيها ...بس معلش سؤال يعنى .... هو انتى مش محجبة .
قالت لين بخجل _ لاء ...انا كنت منقبة بس قلعته .
حاول ريم التفاهم معها قائلة _ طيب زى ما تحبي ... انا ياستى محجبة ....ولبساه عن اقتناع تام .....لانى حسيت انى مادام حافظة جسمى ومخبياه هكون فى امان ....وربنا هيقف معايا دايما .....وكمان لازم اصون نفسي من الفتن ....علشان محدش يبصلى نظرة تخيل لحاجات وحشة فى دماغه .
نظرت لها لين بخزى ليتها كانت تسطتيع التفكير مثلها ولكن والدها هو السبب ....هو من كرهها فى الدين ومتطلباته .. ليتها كانت تحظى بحياة مثل ريم ...لكانت الان واثقة فى نفسها وتحظى بحياة طبيعية مثلها..
نظرت الى ريم متسائلة _ ريم ...هو انا ممكن اسأل سؤال ....بس تسمعينى للاخر ..
قالت ريم بلهفة _ اه طبعا اسألى يالا
قالت لين بتوجس _ هو ...يعنى ....احنا ....كبنات ....لينا حقوق ف الدين ولا احنا ربنا خلقنا علشان بس نعمل اللى هما عايزينه ....اقصد الرجالة ..
تكلمت ريم بهدوء تشرح لها قائلة _ بصي يا لين ....واضح ان بباكى زرع جواكى افكار غلط تماما .... احنا لينا حقوق زينا زيهم ....وده مش كلامى ....ده كلام ربنا وسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ...يمكن الفضل لاهلى انى احب دينى كدة واتعلق بيه لانهم فهمونى كل حاجة بالحب والعقل والمنطق ....بابا الله يرحمه برغم ان كان ليه ورث كبير من جدى الا انه كان ملتزم وحريص على انه يعلمنا ابسط حاجة عن ديننا ...كان دايما بياخد سيف معاه المسجد ....وبيعمله بهدوء ولو سيف غلط مش بيعاقبه بالضرب او اهانة ....لاء بالعكس كان متفهم وكان دايما بشرح لسيف ابسط الامور بهدوء .....وسيف عمل معايا كدة .....وعلمنى كل حاجة فى ديني بالضبط .....وبرغم ان ناس كتير بتهاجم الاسلام ....الا انى شيفاه اجمل دين لانه بيأمر بالسلام والامان وحقوق المرأة قبل الراجل ....ماما كمان كان ليها دور كبير فى حياتنا ....وليها فضل كبير عليا فى اللى وصلتله .....انا اللى اعرفه عن ديننا يا لين انه منع العنف تماما ....وحرم القتل والاجرام ...واتبرء من اللى بيفسد فى الارض .....وانه كرم المراة بانه جعلها الام والزوجه والابنه .....صحيح فى الميراث لينا النصف وده لسبب هقولك عليه بعدين .....بس ربنا كرم الام جدااا لما قال الجنة تحت اقدام الامهات مش الاباء ......كرم الزوجه لما قال وجعل بينكم مودة ورحمة ....كرمنا لما ذكرت سورة فى القرأن باسم السيدة مريم العذراء ....وكرمنا لما نزلت سورة النساء .....وحتى الرسول صلى الله عليه وسلم وصى الرجال علينا وقال (استوصوا بالنساء خيرا ) .. و(رفقا بالقوارير ) ...كل حاجة فى الاسلام بتدى للست حقوقها ....بس فيه بعض اشباه الرجال اسهلهم انهم يستخدموا العنف والضرب علشان يثبتوا لنفسهم انهم قوامون على النساء ....وطبعا غلط ومش ده اللى ربنا قال عليه ابدااا .....صدقينى يالين انتى عيشتى حياتك فاهمة الدين غلط وده مش ذنبك ....بس الصح ان الاسلام كرم المرأة جدااا ...
نظرت لها لين بندم فحديث ريم اثر فيها كثيرا قالت وهى تبكى _ انا عارفة انى ضعت ....عارفة انى تفكيري مشتت ....انا لانى كنت دايما بدعى ربنا ينجيني منهم ومن قسوتهم .....وكان عذابي بيذيد .....فكنت بقول انه مش سامعنى ....وان كلام الراجل ده هو اللى صح ....... خليكى جمبي يا ريم .....ورجعينى واشرحيلي كل حاجة واحدة واحدة من الاول .....انا عارفة انى هتعبك معايا .....بس انا عايزة اكون اقوى من كدة ....واثق فى نفسي واقف على رجلى ....علشان اقدر اقف فى وش مجدى محفوظ هو وابنه .....انا عايزة اتعلم يا ريم ......انا هعملك اى حاجة تطلبيها بس خليكى جمبي .....انا فى القسم طلبت من ربنا اشارة ....وانتوا الاشارة دى يا لين .....ربنا كان سامعنى من الاول بس كان عايزنى اصبر ....كان بيختبر قوة ايمانى وللاسف انا ضعفت .....انا لازم ارجع يا ريم .....لازم اطلب منه يسامحنى واتمسك بدينى
قالت ريم بفرحة وامل _ انا معاكى يا لين ....وهفضل جمبك لحد ما توصلى للى انتى عيزاه .....وماما كمان مش هتتأخر عنك فى حاجة ....وممكن هى تتكفل بتعليمك ....وسيف كمان هيساعدك تقفى على رجليكى من جديد ....صدقينى انتى ربنا بيحبك وهيعوضك عن سنين عذابك ..
قامت لين من مكانها تحتضن ريم بفرحة وحب وشكر قائلة _ شكرا يا ريم .....شكرااا اوى بجد ..... تعالى بقا نتوضى ونصلى ..
اومأت لها ريم وبالفعل انطلقا للداخل يصلين وسط فرحة لين بانها عادت لها الحياة من جديد ...
انتهت الفتيات ونزلت ريم الى والدتها لتخبرها بحديثها مع لين وتطلب منها دعمها ومساعدتها ..
بينما لين فتحت المصحف الشريف التى لم تفتحه منذ زمن وبدأت تقرأ بدموع حزن وتوبة وندم وتستغفر ربها وتطلب منه ان يسامحها على عدم ثقتها به...
فى المساء نزلت لين للاسفل بخطى بطيئة فهى كانت محرجة واثناء نزولها وجدت واحدة لم تتعرف عليها تنادى قائلة _ انتى ..... تعالى هنا .
نظرت لها لين باستفهام قائلة _ انتى بتناديلي .
تكلمت شذى بغضب وكبر قائلة _ ايوة يا غبية هو فيه غيرك هنا ..
اتجهت لها لين بضعف فهى معتادة على مثل هذه المعاملة .
تكلمت الاخرى قائلة بغرور _ امشي اعمليلي قهوة سادة .
تكلمت لين بادب قائلة _ ايوة بس حضرتك انا معرفش حاجة هنا .
نظرت لها الاخرى بغضب قائلة _ انتى هتنقشينى ....يالا اخلصي .. غورى .
نظرت لها لين بحزن واتجهت تبحث على المطبخ ولكن اوقفها صوت سيف الذي كان ينزل الدرج وسمع الحوار قائلا بغضب _ استنى يا لين .
نظرت له لين باستفهام فوقف امامها يتكلم بحنان قائلا _ اعدى يا لين ... او لو حابة تروحى لماما فى اوضتها هى من الجهة دى تقدرى تروحى ..
اومأت له بنظرة شكر واتجهت مسرعة الى غرفة سناء ..
بينما نظر سيف بغضب لشذى قائلا _ لاخر مرة تتصرفى كدة مع حد هنا ...حتى لو كانو من الخدم ....هنا احنا بنتصرف بأدب ...ودى مش خدامة ...دى ضيفة هنا يعنى زيك زيها .....سمعتى يا شذى .
انتفضت من صوته قائلة محاولة تصحيح موقفها _ انا متأسفة يا سيف ....انا مكنتش اعرف ....هى اللى عصبتنى ....وانت مقولتليش ان فيه هنا ضيوف .
نظر لها قائلا _ كلامى مش هكرره .... لين هنا ضيفة وتتعاملى معاها باحترام .
تركها وغادر بينما هى كانت تستشيط غضبا وتفكر من هذه لين التى ظهرت كعقبة لها ..