اخر الروايات

رواية انا والحلوة جارتي الفصل الثالث 3 بقلم سما نور الدين

 

 رواية انا والحلوة جارتي الفصل الثالث 3 بقلم سما نور الدين 



لمشهد 3
قائلة بلهفة وصوت خافت.."يبدو انهما قادمان الى هنا ..اسرع ..افعل شيئا .."..
..رفع اكتافه باستهتار واضح وهدوء مستفز.. واستند على الحائط ..قائلا بهدوء..
.."..الامر بيدك .."..
التفتت ناحية السلم ..لتعاود النزول مسرعة ..ولكنه اسرع وامسك مرفقها بقوة ..واشار لها براسه يمينا وشمالا
تاففت قائلة بخفوت وهى تلوح بيدها امام وجهه والغضب يملا عينيها ويرتسم على ملامح وجهها ..
.."..حسنا ..لقد قبلت بشرطك .."..
..ترك مرفقها وابتسامة الانتصار ترتسم على وجهه ..مال بجذعه ومد يده ياخذ حذائه الملقى ارضا ..واسرع بخطواته ناحية مدخل الممر ...كاد ان يصطدم بهذا الرجل الذي وقف فجاة قبل ان يصطدم به ..تنحنح امجد بصوت عال ..ومال ليرتدي حذائه ..وسط صمت تام ..ونظرات التعجب لهذا الذي يرتدي حذائه...وقف امجد وهو يهندم ملابسه ثم صاح بصوت عال "..مرحبا .."
نظر كلا الرجلين لبعضهما ثم اعادا النظر لامجد قائلين في نفس الوقت .."..مرحبا.."
نقل امجد نظره بين ذلك الرجل وبين ذلك الشاب ..قائلا بثقة ..
.."..ماذا ..هل تبحثان عن احد ..انا اسكن بتلك الشقة التي هناك ..انا امجد صابر .."..
مد يده داخل جيبه ليخرج بحافظته ..ونزع منها بطاقة تعريف خاصة به مطبوع عليها اسمه واسم شركته..
نظر الرجل للبطاقة الصغيرة ورفع حاجبه منبهرا بما قراه عن طبيعة عمل امجد .وقال
بصوت هادئ.."..لقد جئنا لزيارة ابنة اختي ..ولكن يبدو انها لم ترجع بعد ...شكرا لك .."
وقبل ان يتجه الرجل ومن معه الى الناحية الاخرى ..صاح امجد بصوت قوي ..ورسم على وجهه علامات التعجب ..قائلا .."..غريبة ..تقول ابنة اختك ..ولكن من يسكن بتلك الشقة امراة عجوز وليست شابة ..تسكن مع ابنها الطالب بالجامعة"
نظرا كل من الرجل والشاب لبعضهما بتعجب ..ثم قال الرجل ..
.."..لكن انا متاكد من ان اميرة تسكن هنا ..لقد بحثت عنها واخيرا عثرت على مكانها ..هل انت متاكد ..يبدو اننا اخطئنا بالشقة .."
اجابه امجد بثقة واضحة .."..انا متاكد مما قلته لك..انا وجارتى العجوز من نسكن فقط في هذا الدور ..لا يوجد احد غيرنا ..ويجب ان تكون واثق مما اقوله ..خصوصا بعد ان قرات عن طبيعة عملي بالبطاقة التي بيدك.."
اوما الرجل براسه وارتسم على وجهه انه يفكر بكلام امجد..ومد يده ليصافحه قائلا ..
.."..تشرفت بمعرفتك سيد امجد..يبدو اننا سنلتقي قريبا فى مجال العمل بالتاكيد .."
اجابه امجد وهو يصافحه بقوة .."..يشرفني ..ولكني لم اتشرف بمعرفتك بعد .."..
.ضحك الرجل قائلا .."..اسف جدا ..انا مختار الناجي ..رجل اعمال ..وهذا ابني شريف مدير شركاتي ..ورئيسها فى المستقبل .."..
نظر امجد ناحية شريف الذي يقف بوجه ممتعض وملامح جامدة..اماء له براسه قائلا .."..اهلا .."...رد عليه الاخر فقط بايماءة من راسه..
واثناء كل هذا كانت اميرة تلتصق بالجدار ..تتمنى ولو انها تنغمس داخل الحائط لتختبئ وتحتمى بالجدران..سمعت بالحديث كله وهي تقرض اظافرها توترا وقلقا مما قد يحدث ...
تنهدت وزفرت باريحية وكسى وجهها الاسترخاء.. عندما سمعت نهاية مايجري من وراء الجدار..وسمعت وقع خطواتهم تبتعد عنها ..وضعت يدها على صدرها ..الذي انزاح من عليه ثقل كبير بانصراف هذان البغيضان..
بعد ان اغلقت ابواب المصعد ..مد امجد يده ليخرج هاتفه من جيب سترته ..ليسرع بمهاتفة البواب ..واول ما سمع كلمة مرحبا سيد امجد ...قال امجد بصوت اجش قوي ..
.."..سيخرج الان من المصعد رجلان ...اذا سالوك عن من تسكن بالشقة المقابلة لشقتي ..قل لهما انها تخص سيدة عجوز ولها ابن بالجامعة ...هل تفهم .."..
..اجابه البواب .."..امرك سيد امجد .."
اغلق امجد هاتفه والتفت ناحية مدخل الممر ..فوجد من تقف وتنظر له بغضب وضيق ..ابتسم لها ..واتجه ناحيتها ..وصاح بصوت قوي .."..لقد تمت المهمة بنجاح ..الن تشكريني ..انسة اميرة .."
مشت ناحيته بخطوات تدب الارض من تحتها ..وحاولت ان تتخطاه دون ان ترد عليه او تنظر له ..ولكنها شهقت عندما وجدت من يقبض على ذراعها بيده القوية وجذبها ناحيته فاقترب وجهه من وجهها قائلا بصوت حاد..
.."..يبدو انك لن تشكريني على انقاذي لكي للمرة الثالثة على التوالي هذا اليوم..لا يهم ..ولكن يوجد بيننا شرط ..وعليكي بتنفيذه.."
اتسعت عيناها من جراته عليها ..حاولت ان تنفض ذراعها من يده ..ولكنها لم تستطع ..احتقن وجهها وهي تقول له بصوت حاد .."..اترك ذراعي ..انك تؤلمني .."..
ظل ينظر اليها متمعنا بوجهها ولا يحيد بنظره عن عيناها..ثم ترك ذراعها دون ان يبتعد عتها ..تحركت هي خطوتين للوراء وهي تتافف وتمسد ذراعها بيدها الاخري ووجهها ترتسم عليه ملامح الالم ..ثم اعتدلت فى وقفتها ..وشبكت ذراعيها امام صدرها..قائلة بصوت واضح..
.."..ما هو شرطك ..ماذا تريد .."
اجابها مسرعا .."..اريدك .."..
..شهقت بصوت عال ونزلت بذراعيها بجانبها ..وتقدمت ناحيته ورفعت يدها لتصفعه ..ولكنه قبض على يدها بيده وانزلها ..فصاحت بوجهه غاضبة .."..ايها اللعين كيف تجرؤ .."
صاح بوجهها قائلا .."..اسمعيني للنهاية دون بذاءة لسانك هذا ..اريدك ان تاتي معي الليلة...انا مدعو الى حفل كبير بفندق شهير ومعروف.."
رفعت حاجبيها متستغربه مما قاله ..وقالت ببلاهة .."..ماذا .."
اجابها .."..مثلما سمعتي ..ستاتين معي الليلة ..سنحضر معا حفل كبير ..كوني جاهزة..سانتظرك امام البناية الساعة السابعة ..لا تتاخرين ..فانا اكره الانتظار .."
ترك يدها ..والتفت للناحية الاخرى ..ومشى باتجاه شقته ..فتح الباب ودلف للداخل واغلق الباب دون ان ينظر اليها ..ظلت اميرة متسمرة مكانها ..تنظر الى الباب المغلق بصمت وذهول ..استعادت رباطة جاشها..واتجهت ناحية شقتها ..دلفت اليها بهدوء ..
..وكان هناك من يستند على الباب بظهره ..ينظر للفراغ ..شعر بالراحة عندما سمع صوت باب شقتها يغلق..
فرك جبينه بشدة ..وهمس لنفسه بصوت قوي حاد .."..ما بك امجد ..ماذا فعلت بك تلك الفتاة لتكون على غير طبيعتك هكذا ..يااللهي انها تجذبني اليها كالمغناطيس ..دون اي مقاومة ..بل بالعكس ..انا سعيد بذلك الانجذاب الذي لا اعلم ماسببه ...هل هو جمالها ..ام الغموض الذي يحيط بها .."
زفر بضيق ..وخلع عنه ملابسه واتجه للحمام ..ليقف تحت المياه الباردة لعله يهدا قليلا وتخف حرارة جسمه العالية ..ولكن ماذا عن السنة اللهب التي تشتعل بين جدران قلبه ..
فور ان دلفت الى شقتها ...اغمضت عينيها بشدة..تزفر بضيق وتحدث نفسها ..."..ما هذا الذي يحدث...يجب ان اهرب ثانيا...ولكن ..ولكن ..الى اين ..لقد عثروا علي هنا ...ويبدو انه من السهل ان يعثروا علي مجددا ..ياللهي ماذا افعل "
رمت حقيبتها ارضا بقوة ..وصاحت وهي تلتف حول نفسها .."وهذا اللعين ..الذي ظهر امامي من حيث لا اعلم .."
استندت بظهرها على الارض ..تنهدت ببطئ وهى تجلس ارضا..."..لقد انقذني بالفعل ...ااحتمي به ..ام ماذا ..؟؟.."
ظلت هكذا لبضعة من الوقت ..ثم قامت لتستعد لما هو قادم والذي لا تعلم عنه شيئا ..وهمست بداخلها ..
.."..سافكر فيما بعد ..انا متعبة وكفى مالاقيته اليوم .."
ارتدى امجد سترته وهو ينظر الى المراة ..وضع عطره المفضل ..وقال لنفسه .."..بانتهاء سهرة اليوم ..سينتهي كل شىء..ومن الغد كل من احدنا لحاله ..ليس لي شان بها بعد اليوم ..هذا هو مايجب ان يحدث ..وسيحدث.."
فتح باب شقته ..وقبل ان يخرج ..سمع بابها ايضا ..رفع راسه فوجد فاتنة تخرج من الباب ..ترتدي فستان اسود طويل مرسوم بحرفية على انحناءات جسدها الغض ..عارية الكتفين ..اما وجهها فكان يشع جمالا وزينته البسيطة التي وضعتها زادته روعة وفتنة ..وشعرها منسدل على كتفيها يتارجح بحرية ..كانت فاتنة..
تسمر مكانه دون ان ينطق.. شعر بسخونة تسري بجسده .. اتسعت عيناه وفرغ فاهه ..نظر الى عينيها ..فوجدها تنظر له بوجه جامد ..تزفر بضيق ..تخصرت وصاحت به كي يفيق من غفوته التي ترتسم على وجهه ..
.."..ماذا ..هيا ..كي نرحل من هنا ..اتمني ان تنتهي هذه الليلة بفارغ الصبر.."
اغلق باب شقته بقوة وبصوت افزعها ..قطبت جبينها ..اقترب منها وهو يشير باصبعه من اسفل لاعلى ناحية جسدها قائلا بغضب ..
.."..ما هذا الذي ترتدينه ..نحن ذاهبان الى حفل بفندق شهير ومحترم ..وليس ملهى ليلي ..ادخلي وانزعي هذا الفستان ..وارتدي شىء يليق ومحتشم.."
صاحت بوجهه بغضب ..
.."..لااااا..لقد طفح الكيل منك..ماذا تظن نفسك...ماذا ..من انت حتى تامرني بما ارتدي .."
اقترب منها ..بخطوات قوية..ووجه غاضب من كلماتها..فتراجعت دون ارادتها حتى اصطدمت بباب شقتها..نزل بوجهه ليقترب منها اكثر واكثر قائلا بصوت حاد اجش..
.."..ستدخلين شقتك الان وترتدين شئ محتشم ..وسانتظرك بسيارتي..لا اريد ان اسمع منك اي كلمة فارغة..يبدو انك لا تعلمين من هو امجد صابر..والافضل لكي ان تلتزمي الصمت ..لاني انا ايضا اريد الانتهاء من هذه الليلة اللعينة.."
ردت بصوت خافت .."..واذا كنت تريد الانتهاء منها ..فلما لا تدعني وشاني وتذهب لحالك .."
..اجابها بامتعاض.."..ليس من شانك ..انا اريد ذلك ..هيا ..حتى لا نتاخر اكثر من ذلك ..امامك خمسة دقائق فقط ..هيااااا"
انتفضت امامه من صراخه ..نظرت يمينا وشمالا ..تبحث عن ما ينقذها من هذا المجنون ..ولكنها لم تجد احد ..من سوء حظها ان الدور فعلا لا يسكنه غيرهما ..اماءت براسها بالموافقة ..ابتعد عنها ..التفتت ناحية الباب واعطته ظهرها لتفتح باب شقتها ..سكرته رائحة عطرها ..واغمض عيناه عندما لامست شعرها وجنتاه ..وكان خيوط حريرية تمسد على وجنته بنعومة ..تجعل الرجفة تتراقص بين اضلاعه..دلفت لشقتها بسرعة .
وضعت يدها على صدرها ..ترتجف وملامح الرعب تملا وجهها ..همست لنفسها .
."..يااللهي انه مجنون بالفعل ..ماذا افعل معه .."وقبل ان تستطرد حديثها ..سمعته من وراء الباب بصوته العال يصدح قائلا .."..اسرعي .."...
جرت ناحية غرفتها ..نزعت فستانها بسرعة ..وارتدت بدلا منه ..فستان بلون البحر ..يصل حتى ركبيتها..ولكنه محتشم من الصدر ويصل الى مرفقها..اخذت حقيبتها وجرت بسرعة دون ان تنظر للمراة..فتحت الباب ..وجدته يستند على على جانب الجدار مشبك ذراعيه امام صدره ...نظر اليها ..لعن بداخله .."..اللعنة انها اجمل من ذي قبل .."..رسم على وجهه الجمود واشار لها بيده ..كزت على اسنانها من الغيظ وقالت .."..الم تقل انك ستنتظرني بالسيارة .."..
لم يجبها ومشى امامها بكل ثقة ..واتجه ناحية المصعد الاخر فى اخر الممر..تسمرت مكانها ..التفت ورائه ..وقال لها متعجبا .."..لماذا وقفتي .."
اشارت براسها يمينا وشمالا واشارت باصبعها علامة على الرفض بان تدخل الى المصعد ..زفر بضيق وصاح قائلا .."..لا تكوني مثل الجبناء ..هيا ..لا تقلقي .."
ترددت وتلكات بخطواتها امامه ..مد يده وامسك بمرفقها ..وجرها بجانبه ..دلفا الى المصعد ..اغمضت عينيها ..وعندما تحرك المصعد لاسفل..وبدون ان تدرى ..امسكت بذراعه بقوة ..وكانها تحتمي به مرة اخرى..شعر امجد بالفرح دون ان يدري ..يريد ان يبتسم لتلك المشاعر التى تتسلل لداخله بدون قصد ..كان يريد ان يضمها لصدره ..لتكون على يقين بانها لا تجد امانها الا بين اضلاعه وانه لن يجرؤ اى انسان من ان يقترب منها..افاق من تلك الافكار التي تتصارع بعقله ..عندما فتح الباب ..ووجد امامه تلك العجوز مرة اخرى ..وهى تذم شفتاها وتقول ساخرة .."..ماذا ..هل تعطل هذا المصعد هو الاخر ..كفاكما وقاحة .."..
فتحت اميرة عيناها ..ونفضت عن يدها ذراع امجد الذي نظر للسيدة بغضب واضح على ملامحه ..لم يقم بالاجابة على كلامها ..ومسك يد اميرة ..وخرجا من المصعد ..خرجا من البناية واميرة تتافف ناطقة بصوت خافت .
."..اترك يدي ..ساقع على وجهي ..وانت تجرني وراءك هكذا .."..
.لم يتركها حتى وصل الى سيارته على جانب الطريق ..نفضت يدها بقوة ..لم يعرها اي انتباه ..فتح باب السيارة وجلس بها ثم قام بفتح مزلاج بابها لتركب هي الاخرى ..وقفت للحظات وهي تتمتم ببعض كلمات السباب الغير مسموعة ..حتى اعتدلت على كرسيها دون ان تنظر له ..قاد امجد سيارته بهدوء..والتفتت اميرة تراقب الطريق من خلال نافذتها الزجاجية..حتى وصلا امام بوابة فندق كبير ..يبدو ان زائريه من نوع رجال الاعمال الكبار والمسئولين بالدولة فقط ...خرج امجد من سيارته واعطى مفتاح سيارته للعامل التابع للفندق ..وانتظر خروج اميرة من السيارة ...خرجت وهي تتنهد بضيق ..وتنظر له بغيظ وضيق ..مد ذراعه لكي تتابطه ..ولكنها تجاهلته ومشت بجانبه وصعدت السلم دون الالتفات اليه ..احتقن وجهه غضبا لفعلتها ولكنه مشى بجانبها حتى وصلا الى باب القاعة التي تقام بها الحفلة ..مسك يدها بكفه عنوة ..ودلف بها داخل القاعة ..كانت تتملص بيدها ليتركها ولكن بدون فائدة ..تركت يدها فى احضان كفه باستسلام..ونظرت حولها ..رات جموع غفيرة من الاشخاص المتانقين ...وبعض من الشخصيات اللامعة وكذلك بعض من نجوم السينما ..ابتسمت واتسعت عيناها ..عندما رات نجمها المفضل ..تحوم حوله بعض الفتيات ..يتسابقون للتصوير معه واخذ صورة تذكارية بجانبه ..سخرت من نفسها عندما تمنت ان تكون من ضمن هذه الفتيات ..شهقت بصوت عال عندما تفاجئت بالنجم السينمائي يغمز لها ويبتسم..التفت ادم ناحيتها عندما سمع شهقتها ..فوجدها تضع يدها على فمها والابتسامة تكاد ان تملا كامل وجهها ..نظر الى ماتنظر اليه ..فوجده هذا الممثل المغرور بالتفاف الفتيات حوله ...قبض بقوة على يدها المندسه بكفه ..شعرت بالالم ..فالتفتت اليه غاضبة ..صاحت به قائلة
.."..اترك يدي .."
لم يعرها انتباهه وقال بصوت حاد .
.. "..انتظري حتى نصل الى الطاولة المخصصة لنا .."
..وماهي الا لحظات حتى وجدت نفسها تجلس امامه على الكرسي المقابل لكرسيه حول الطاولة الخاصة بهما ...تتنهد بضيق ..وتتافف بصوت عال دون ان تنظر له ..حتى وصل لاذانها صوته سائلا اياها ..
.."..هيا قولي لي ..لما تختبئين من خالك..وارتعبتي عندما وجدتيه امام شقتك .."
اجابته ببرود قاتل .."..ليس من شانك ..انا هنا لاني قد قبلت بشرطك ..مع انه يقع تحت مسمى الابتزاز ..وسينتهي هذا الابتزاز ...اقصد الشرط ..بنهاية تلك الحفلة .."
ضحك ساخرا .."..من قال لكي هذا ..انا فقط من يقرر ..خصوصا وقد عرفت من هو خالك ..انه رجل اعمال شهير ..ومن الممكن جدا ان تجديه هنا .."
انتفضت واخذت تلتفت يمينا وشمالا ..خوفا من ان يكون كلامه صحيحا..سمعت صوت ضحكته العالية تصدح بالمكان ..وقال لها بصوت هادىء بعد توقف عن ضحكاته الساخرة منها ..
.."..لا تخافي هو ليس هنا ....حتى وان كان هنا ..فسوف احميكي منه .كما فعلت بالمرة السابقة ..ولكن ساعتها سيكون ليس شرطا واحدا ..".
..سكت ثم غمز لها وهو ينظر الى شفتاها..واستطرد قائلا .."..دعيها لوقتها .."
كادت ان تحرقه بنظراتها الغاضبة ..ولكنها اغمضت عينيها وهمست لنفسها لتعد من واحد لعشرة حتى تهدا ..وتعرف كيف تكون بمجابهته ..هدات قليلا ثم قالت وهي تنظر له بقوة ..
.."..ولما لا تعرفني عن نفسك انت اولا ..اريد ان اعرف اكثر عن تلك الشخصية التي اقتحمت حياتي بدون داعي ..بل والادهى من ذلك تقوم بابتزازي بكل وقاحة .."
ضحك ساخرا ..ومال بجذعه على المنضدة التي امامه واضعا ذراعيه عليها ..ليقترب اكثر منها ..نظر اليها ثم قال ..
"..حسنا لكي هذا ...انا امجد صابر ..ضابط شرطة سابق ..والان املك وادير شركة حراسة خاصة ..وكذلك اقوم باقتفاء اثر الهاربين او المفقودين.."
رفعت حاجبيها اعجابا بما قاله ..ولكنها تساءلت ..
"..يبدو من طبيعة عملك ..انك مازلت مرتبط بالعمل البوليسى ..فلما تركت اذا عملك الذي تحبه .."
جاوبها بكل هدوء وثقة وهو يرجع بظهره يستند على كرسيه ..
.."..لاني اريد اقتل شخصا ما ..ولن استطيع ان اقتله وانا ضابط بالزي الرسمي..يجب ان اكون حرا ..لكي اتمكن من قتله.."
اتسعت عيناها وفمها معا ..ثم ردت ببلاهة واضحة...
."..ماذا تقول ..تقتل ..تقتل من ؟؟!.."

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close