رواية طريق القدر الفصل الحادي عشر 11
لحلقه الحاديه عشر
اضواء متداخله واصوات موسيقى صاخبه تصم الآذان..الكل حوله يلهو ويرقص ..اما هو فيجلس فى ذلك الملهى الليلى ومعه اربع فتيات يتناوبون على تسليته ..يضحك معاهم وهو يشرب الخمر ضحكاات صاخبه بوجهه وصوته اما قلبه فلا يضحك ..قلبه معها هى تُرى ستقبل به ..يعلم انها اصبحت نقطه ضعفه ..وسيف الدسوقى لا يجب ان يكون له نقطه ضعف لذا سيغرق نفسه اكثر فى هذا المستنقع , يعتقد انه بهذه الطريقه قد يخف عشقها فى قلبه ,نعم يريدها فى بيته سيتزوجها ولكنه لا يريد ان تملك قلبه بهذه الطريقه ..لكن ما لم يستوعبه بعد ان قلبه ليس بيده ..
********************
على الجانب الاخر
تجلس نور امام غرفه ابيها فى المشفى وهى تنتظر خروج الطبيب من عنده ..كانت تبكى بكاء شديدا وهو تتذكر كيف وقع والدها ارضا من غضبه منها ..تلوم نفسها كثيرا فهى السبب فى غضب والدها هكذا
يخرج الطبيب وتجرى هو ناحيته وتقول وسط دموعها :" طمنى يا دكتور بابى عامل ايه "
الدكتور :" اهدى يا انسه ..هو جاتله ازمه قلبيه بس الحمد لله قدرنا نسيطر عليها وان شاء الله يبقى كويس بس اهم حاجه يرتاح الفتره الجايه ويبعد عن اى ضغط عصبى "
نور وهى مازالت تبكى :" طب ينفع ادخل اشوفه يا دكتور "
الدكتور :" لا الزيارات دلوقتى ممنوعه لازم تسبيه يستريح "
نور :" 10 دقايق بس يا دكتور ومش هتعبه صدقنى "
الدكتور :" لمصلحه المريض مينفعش دلوقتى علشان يبقى كويس ان شاء الله بكره هتقدرى تدخلى "
تركها وذهب ..وقفت امام زجاج الغرفه وهى تراقب ابيها باكيه ..تشعر بالعجز ولا تستطيع ان تتصل بأحد اقاربها ليكون معها فجميعهم يعيشون بالاسكندريه ..وجدت هاتفها يرن لتجد ان ايمان صديقتها هى المتصله حمدت ربها ..دائما ما تشعر بها ايمان وتجدها بجانبها فى المواقف الصعبه ..ردت عليها وهى تبكى :" الحقينى يا ايمان بابا تعبان اوى "
******************
على الجانب الاخر
يذهب عماد يوميا الى المطعم ليطمئن على احواله قبل الذهاب الى الشركه ..او ربما فقط ليراها ..يراقبها كل يوم لمده لا تزيد عن دقيقتين قبل ان يذهب ..يعجبه اسلوبها فى الكتابه ,يقرا كل يوم خاطره لها لا تزيد عن سطرين تقريبا ثم يغلق الدفتر سريعا وهو يشعر ببعض الندم ولكن نهمه لان يقرأ كلامها يمنعه ان يعيد الدفتر لصاحبته ..كأنها تحكى فى سطورها عنه هو لا يدرى ما سر ذلك التشابه الكبير فى مشاعرهم وكأنها تخوض نفس الصراع الذى يخوضه هو وان اختلفت الاحداث ولكن الاحساس واحد ..
ينفض افكاره ثم يخرج من المطبخ ليذهب الى عمله فى الشركه
علياء تغمز لمليكه قائله بلهجه خبيثه :" مش ملاحظه حاجه يا ملوكتى "
مليكه تشير لها :" ايه "
علياء :" الناس اللى بتراقبك كل يوم قبل ما تمشى ..متقوليش انك مش واخده بالك ..اكيد الصناره غمزت يا جميل " وتغمز بعيناها مره اخرى
تنظر لها مليكه بغضب وتتجاهلها ..تعلم انه يراقبها يوميا ولكنها لا تعبأ به قلبها اُغلق على شخص واحد وليس لديها اى استعداد ان تفتحه مره اخرى لغيره ..زوجها مات لكى يفديها ولن تخونه ابدا بأخر ..
علياء تستكمل حديثها :" يا بت ده الوااااد عســـل..وعليه هيبه يا لهووووى ولا لما يشخط فى العمال كأنى بتفرج على رشدى اباظه يا اخوواتى "
نظرت لها مليكه شذراً فقالت علياء :" من غير ما تتعصبى ..عارفه هتقوليى المفروض اغض بصرى ..والله بنسى وربنا المعبود بنسى وبصى اهو " ووضعت يدها على عينيها وقالت :" هغمض عينى اهو وهمشى اخبط فى الناس فى الشارع علشان تستريحى "
ضحكت مليكه على اسلوب صديقتها واستكملت تحضيرات المطبخ حتى يُفتح المطعم
**************************
على الجانب الاخر
فى اجتماع مجلس الاداره الثلاثى بشركه الدسوقى
يجتمع عبد الحميد الشربينى الشريك الثالت فى شركه الدسوقى مع سيف الدسوقى
بينما يغيب علاء سلطان
عبد الحميد مشعلا سيجاره :" مستر علاء اتأخر ..وانا معنديش وقت عايز اشوف اشغالى "
سيف وقد فشلت محاولاته فى الاتصال به :" تليفونه مغلق مش عارف فيه ايه رغم انى مأكد عليه اجتماع النهارده "
عبد الحميد وهو ينفث الدخان من انفه :" طيب نبتدى احنا وكويس انه مجاش علشان نتكلم برحتنا "
سيف وقد فهم قصده :"ورق المناقصه جااهز هنقدمه اخر الاسبوع "
عبد الحميد :" طب وشركه عماد الغيطانى اللى داخله قصدنا "
سيف وهو يزفر :" انا ليا ناس عنده بقالى5 سنين واكتر زارعهم بس هو بيعرف يقفل كويس على ورقه "
عبد الحميد " مش كفايه انا عايز نراقب كل تحركاته اول بأول لازم نقدر نلاقى ليه نقطه ضعف توصلنا للى احنا عايزينه..الصفقه دى مهمه جدا للشركه وهدخلنا مليارات لو كسبناها ساعتها هنتنقل نقله تانيه خالص "
سيف وقد لمعت عيناه " من بكره هجيب ناس يراقبوا تحركاته "
عبد الحميد وهو يطفئ سيجارته :" بكره متأخر اووى ..من دلوقتى هبعت ناس تبعى تراقبه " ثم قام ليجرى بعض الاتصالات الهاتفيه
اما سيف فقام هو الاخر ليتصل باحدهم ..
**********************
على الجانب الاخر
يجلس "على" فى مكتبه وهو يهز قدمه بعصبيه واضحه ..ثم تلمع فجأه فى ذهنه فكره فيقوم لتنفيذها
يذهب الى منال سكريتره عماد ,,يعلم كم كانت تغار امنيه عليه منها عندما كانا مخطوبين ..فقد كان تظن ان منال معجبه به ..بالفعل هى كذلك ولكنه ابدا لم يلحظها
يدخل مكتبها قائلا بابتسامه مشرقه " صباح الخير يا منال "
تقف سعيده لرؤيته :" صباح الخير يا افندم "
على :" عماد وصل ولا لسه "
منال برقه مصتنعه :" لايا افندم لسه موصلش ..حضرتك تقدر تستناه هنا فى مكتبى "
جلس على الكنبه واضعا رجل على الاخرى وقال:" اه وماله استنااه "
قالت له :" تحب اجيب لك حاجه تشربها "
على :" لا شكرا ..انتى ممكن بس تروحى لامنيه تجيبى منها التصميمات بتاعه المناقصه الاخيره علشان اتفرج عليهم عقبال ما عماد يجى "
منال بابتسامه "من عنيا حاضر "
ذهبت منال لامنيه وقالت بلهجه جافه :" مستر على بيقولك عايز التصميمات بتاعه المناقصه الاخيره يراجعها "
رفعت امنيه حاجبيها قائله :" نعم عايزها دلوقتى ..لسه اجتماعى معاه هو مستر عماد بعد نص ساعه علشان التصميمات دى "
قالت لها منال بتأفف :" معرفش هو اللى قالى كدا "
امنيه :"طيب شكرا انتى اتفضلى وانا هروحله مكتبه "
منال بابتسامه مستفزه :" لا ما هو قاعد فى مكتبى انا عقبال ما مستر عماد يجى "
امنيه وهى تجز على اسنانها :" طب اتفضلى انتى وانا جايه وراكى "
ثم قامت وهى تقول فى نفسها :" ماشى ياسى على بتغظينى وربنا لاحرق دمك "
اتجهت الى غرفه منال ولم تحضر التصميمات معاها
دخلتها ووجدت على يسند باحد رجليه على مكتب منال ويضحكان سويا ,,اشتعلت الغيره فى قلبها ولكنها تماسكت كى لا تظهر غيرتها
اما على ابتسم بداخله وهو متأكد انه قد اثار غيرتها
وقال هو ينظراليها " امال فين التصميمات اللى طلبتها "
امنيه بابتسامه بارده " لما مستر عماد يجى هبقى اجبها متهيالى فاضل نص ساعه على الاجتماع ..ومتنساش حضرتك بس هتقعد معانا علشان تقول رايك لكن مستر عماد هو اللى حق الموافقه عليها او رفضها ..عن اذنك "
و تركته وهو يغلى من الغضب
*******************
على الجانب الاخر
تجلس نور مع صديقتها ايمان فى المشفى وهى تبكى
ايمان محاوله لتهدئتها :" ان شاء الله خير متقلقيش هيبقى كويس "
ثم مسحت دموعها بيدها قائلة بابتسامه " تفائلو بالخير تجدوا "
قالت نور :" يارب يااارب ان شاء الله ..بس انا حاسه بذنب اووى يا ايمان "
ايمان :" ده قدر ربنا يا نور انتى مالكيش ذنب "
نور بدموع:" بس انتى مشفوتنيش انا اتعصبت جامد اكيد هو زعلان منى "
ايمان :" طيب خلااص اهدى وبكره ان شاء الله لما يفوق تعتذري له وهيسامحك ان شاء الله "
نور :" يارب ياارب يفوق ..بس انا مش عارفه هيسامحنى ازاى ..انا مش هقدر اسمع كلامه مش هقدر اتجوز سيف يا ايماان "
ايمان :" طب انتى صلتى استخاره الاول "
نور :" لاء بصرااحه "
ايمان :" طيب اولا المفروض تصلى استخاره و لو باباكى فتحك فى الموضوع ده تانى اقوليله هصلى استخاره الاول و ابقى قولى لبابكى قرارك النهائى بعد ما يخف "
نور :" بس انا عارفه راى بعد ما هصلى الاستخاره بردو مش هتجوزه ..ده حياته كلها غلط فى غلط يا ايمان تخيلى اصلا بيشرب خمره ..انا ازاى اتجوز واحد زى كدا "
ايمان :"اعوذ بالله وانتى عرفتى منين "
نور :" مره كنا فى حفله وشوفته بيشرب "
ايمان :" طيب برضو يا نور صلى استخاره متعرفيش بكره فيه ايه مش ممكن يتغير "
نور بضحكه سخريه :" لا مظنش "
لتتفاجأ باحدهم خلفها يقول
" احم احم ,,انسه نور مستر علاء عامل ايه دلوقتى