رواية ملائكية فتاة كاملة بقلم شيماء عبدالحميد
-هتوافقي
-مش هوافق
-يعني اي؟
-موافقتي شرط لصحة الجواز وغير كدا يعتبر الجواز باطل
-مين اللي قال كدا ؟
-الدين بيقول كدا والقانون بيقول كدا ، اي جواز يتم بدون موافقة البنت يعتبر باطل واي شيء يتم بناء عليه وغصب عني هيكون اسمه اغتصاب ومن حقي ارفع عليكم قضيه وهكسبها بالتأكيد
-هتقفي قصاد أهلك يا وتين ، هتعارضي قرار أبوكي
-ولو حكمت هقف قدام الدنيا كلها ، ومش هسمحلكم تحددوا مصيري ولا تتحكموا فمستقبلي ، مفيش حد هيعيش المستقبل غيري ولا حد هيعيش مع الشخص ده غيري ،انا اللي من حقي اختاره لاني انا اللي هبقى مجبورة اتحمله سواء طلع كويس او العكس ، انا اللي هكمل حياتي معاه ولازم اكون متقبلاه
-الدين مقالش تعارضي اهلك والرسول وصى انك تسمعي كلامنا
-والرسول وصى بالقبول شرط لصحة الجواز وانا مش موافقة
-ابوكي لو سمع الكلام ده هيقتلك؟
-وانا الموت أهون عندي من اني أتجوز الشخص ده
-مش عايزة اسمع الكلام الفارغ ده ، جهزي نفسك المؤذون علي وصول
-لحد دلوقت بقدس العلاقة اللي مابينا ومش ناسيه انك امي ،بس متوصلنيش لدرجة الكره أرجوكي
-انا خارجه وهبعت بنات عمك يساعدوكي قبل المؤذون مايوصل
-انتي كدا بتحكمي عليا بالموت باقي عمري يا أمي
-لأنك لو فكرتي تخرجي وتقفي قدام ابوكي وتعارضي رأيه هتبقي بتحكمي علينا احنا الاتنين بالموت
سابتني وخرجت
"كبنت مش من حقي اعترض ،وكبنت مش من حقي اقول رأيي ،وكبنت مش من حقي اعيش حره ولا اختار الحياة اللي من حقي اختارها ولا الناس اللي المفروض يدخلوا حياتي او يخرجوا منها ،كبنت من حقي الموت وبس"
-وتين
دخلت بسمله وهي مبتسمه ، نسيت كل حاجه أول ماشوفتها ، لابسه فستان زهري طويل بلون عنيها وطرحه روز بتضيف لمعه هاديه لبياض بشرتها ، بنوته فعمر ١٦ سنه تشبه لعروسة لعبه بفستان العيد ، ابسط مايقال عنها ملائكيه متشبهش لملامح البشر في شيء واجمل مافيها انها في نفس طولي وده بيخليها بتقدر تحضني وتحتويني وبرتاح لأن ده المكان الوحيد المخصص لراحتي فالعالم حضن بسمله وبس
-تعالي فحضني يابنتي تعالي ما ده الملاذ الآمن بتاعك
-بتتريقي يابسمله؟
-لا وربنا بس مش عارفه اعمل اي ياوتين ؟
اترميت في حضنها وانا بعيط
-مش هوافق يابسمله
-ملكيش الحق انك تعترضي
-عشان كدا استسلمتي؟
-وعشان عبدالله إنسان كويس
-بتضحكي علي نفسك يابسمله ، انتي أصغر من انك توافقي علي واحد فالوقت ده او ترفضي ، واللي بيعملوه ده هدم لطفولتك وبراءتك ، انتي حتي ما فكرتيش تقفي قصادهم وتعارضي او تقولي مش عايزة اتخطب دلوقت ،بمجرد ماعمي قالك هتتخطبي لعبدالله قولتي سمعا وطاعه
-لأن بنات العيله دي مش من حقهم يعترضوا علي شيء ولأن بنات العيله دي مش من حقهم يفكروا ولأن بنات العيله دي مجبورين مش مخيرين ولأن بنات العيله دي يوم مابيفكروا يدوا اشارة لعقلهم يفكر بيتحكم عليهم بالموت ، اقول تاني ولا كفايه ياوتين
-يعني اي ، يعني المفروض اخرج دلوقت قدام المؤذون ويتكتب كتابي وانا ساكته ،واندفن باقي عمري فبيت واحد مبحبهوش ؟
-بالظبط كدا او يمكن مع الوقت تحبيه
- لأ يابسمله مش هعمل كدا ولا هكون نسخه من واحده فيكم ،أنا اتخلقت صورة واحده ، ربنا خلقلي عقل عشان افكر بيه مش ارميه علي جنب واقوله عذرا انت غير مهيء للأستخدام الآدمي لأن اهلنا مش شايفين اننا بني آدمين من الاساس ، مش هقبل اكون نسخه من حد ولا هسمح لحد يكون نسخه بديله عني ،فاهمه
-وهتعملي اي بقا ياوتين؟ هتهربي ولا هتشربي منوم ولا هتنتحري
-لأ يابسمله ،أنا هجهز وهخرج
اتفتح باب اوضتي ودخلت عهد
-المؤذون وصل ياوتين
-أنا هلبس اهو ياعهد
-يعني اي هتلبسي؟ يعني قبلتي بأوامرهم اهو
اتكلمت بسمله
-يبقى قبلتي تكوني نسخه تالته مننا ،مبارك عليكي الجواز يابنت عمي
-أو الموت يابسمله
لبست فستان الفرح وجهزت نفسها قدامهم وهما بيبصولها وبيعيطوا وكأن دموعهم بتعلن عن كل اللي هيحصل ،وقفت عشان تخرج فجريت عهد ووقفت قدامها
-لا ياوتين مش هسمحلك تعملي كدا
-اخدت قراري وهخرج ياعهد
-يبقا هتموتي ياوتين
-علي الاقل هيبقى افضل ما اعيش ميته
فتحت الباب واتفاجأت بيوسف قدامها
-تعالي معايا أنا ههربك
-مش ههرب يايوسف
-أنا مليش غيرك ياوتين بلاش تحكمي عليا بخسارتك واشوفك بتموتي قدامي
-وعشان انت اخويا اللي بحبه خليك بعيد يايوسف ومهما حصل متدخلش ارجوك
-ياوتين عشان خاط....
اتحركت من قدامه ومشيت