اخر الروايات

رواية عروسي المشوهة الفصل السابع 7 بقلم سارة علي

رواية عروسي المشوهة الفصل السابع 7 بقلم سارة علي


الفصل السابع 🌷🍒
ابتعد عنها فورا ما ان شعر بنفورها ناحية ما يقوم به و خرج من الغرفة باكملها تحت أنظارها المتوترة ...
جلست على السرير محتضنة جسدها بذراعيها ودموع الخوف تنهمر على وجنتيها بغزارة ...
كانت تشعر بموجة من الأحاسيس المختلفة بين الخوف والأسف والخجل ... هي صحيح عروس ومتزوجة منذ اكثر من شهر الا انها ما زالت تجهل اشياء كثيرة عن مفهوم العلاقة الجسدية التي يطلبها مازن منها وتشعر بالخوف الشديد والخجل في ان واحد ... هي ليست مستعدة ابدا لها ... وما يزيد توترها وقلقها أضعافا هو تلك التشوهات الموجوده على وجهها وفِي جسدها ... ترى ماذا سيكون رد فعله اذا علم ان جسدها مشوه ايضا !!!
ازدادت عبراتها انهمارا ومعها شهقاتها ... لقد خرج وهو غاضبا ... انه غاضب منها بالتأكيد ... لقد كانت سعيدة للغاية بالتغيير البسيط الذي حدث بينهما ... وتشعر باللهفة للتعرف عليه والاقتراب منه اكثر ومعرفته عن قرب ... لكن خجلها يمنعها من هذا ...
توقفت عن البكاء وهي تفكر فيما يفكر به الان وماذا يظن سبب رفضها له ... هل يظن انها تنفر منه ...؟!
انه لا يفهم ... هي تخجل بشدة ... وتخاف من موقفه بعد رؤية تشوهاتها ... تخاف ان ينفر منها ... هي ما زالت تتذكر نظرة النفور الواضحة في عينيه عندما رأها لاول مرة ... وبالرغم من ان نظرة النفور تلك اختفت الا انها ما زالت تخشى ان تراها مرة اخرى في عينيه ... هو بالذات لن تتحملها منه ابدا ... لا تعرف لما هو بالذات ... لكنها تخاف وبشدة ...
**************************************
في صباح اليوم التالي
دلف الى داخل الشاليه بعد سهرة طويلة قضاها في احد البارات الليلية ... اغلق الباب خلفه ودخل بخطوات مترنحة الى غرفة النوم ... كانت سالي نائمة على السرير وهي ترتدي بيجامتها الحمراء ومتدثرة بغطاء ثخين يغطي جسدها بالكامل ... خلع قميصه ورماه ارضا ثم رمى بجسده على السرير جانبها وغط في نوم عميق ...
استيقظت سالي بعد عدة ساعات لتتفاجئ به نائم بجانبها ... ارتبكت بشدة من وجوده بجانبها والتصاقه بها ... قفزت من فوق السرير بسرعة وظلت متجمدة في مكانها وهي تتطلع الى جسده النصف عاري من الاعلى ... كسا الاحمرار وجنتيها فخرجت بسرعة من غرفة النوم متجهة الى المطبخ ...
اما هو استيقظ بعد فترة قصيرة ليتفاجأ بالفراش خالي جانبه ... تثائب واضعا كف يده على فمه ثم نهض من الفراش وسار متقدما خارج الغرفة ... بحث بعينيه عنها في صالة الجلوس الا انه لم يجدها ... دلف الى المطبخ ليجدها هناك ويبدو انها تجهز الطعام ... شعرت بوجوده فالتفتت نحوه لتسارع بأشاحة وجهها بعيد عنه بعدما رأته بهذا الشكل دون ان يرتدي قميصه ...
" صباح الخير ..."
قالها ببرود وهو يتجه ناحية الثلاجة ويفتحها ليتناول منها القليل من الماء ... اغلق الثلاجة وخرج من المطبخ دون ان ينتبه لإجابتها الخافتة ...
أنهت سالي تحضير الطعام اخيرا ... حملت الطعام وتوجهت به الى صالة الجلوس واضعة اياه على الطاولة ... ما ان جهزت الطاولة حتى تقدمت ناحية مازن الذي يجلس امام التلفاز لتهتف به :
" الغدا جاهز ..."
نهض من مكانه واتجه ناحية الطاولة ... بدئا يتناولان طعامهما وقد شعر مازن بالتعجب الشديد كون سالي تتقن الطبخ جاهلا انها تعلمت إعداد العديد من الأطعمة منذ ان كانت صغيره بمساعدة مربيتها علياء ...
أنهى مازن تناول طعامه ونهض من على الطاولة دون ان ينبس بكلمة واحدة حتى تاركا سالي تراقبه بعينين مدمعتين وقد تأكدت بانه انزعج من تصرفها معه ...
*************************************
في المساء ...
تقدمت سالي ناحية مازن بخطوات خجولة مترددة ... وقفت امامه لتهتف به :
" مازن ... ممكن نتكلم شويه ..."
سألها دون ان يتطلع اليها :
" خير ... عاوزة ايه ...؟"
اجابته بخجل ازداد أضعافا بسبب لهجته معها :
" اللي حصل امبارح ..."
قاطعا على الفور ناهرا اياها بعصبيه :
" من فضلك متفكرنيش باللي حصل امبارح ومتفتحيش الموضوع ده معايا ابدا ..."
" انا أسفه ..."
قالتها ثم انخرطت بنوبة بكاء مريرة وشهقات متتالية ... كانت الدموع تنهمر على وجنتيها بغزارة ... رق قلبه ناحيتها فنهض من مكانه واتجه نحوها ... احتضن جسدها بذراعيه وهو يسألها برقة :
" طب بتعيطي ليه دلوقتي ...؟"
اجابته من بين شهقاتها ودموعها بصوت متقطع :
" عشان انت زعلت مني وانا مش عارفة أخليك تسامحيني ازاي ..."
زفر نفسا عميقا ثم قال بنبرة لطيفة للغاية وهو يمسح دموعها بأنامله ويهدهدها كطفل صغير :
" انا سامحتك ... متعيطيش بقى..."
ابتسمت من بين دموعها قائلة بنبرة طفولية بحته :
"بجد ...!"
هز رأسه مؤكدا حديثه وقال بجدية :
" بجد ... وعشان أاكدلك كلامي ... انا عازمك النهاردة برة ... نتعشى بره ..."
ابتسمت بخجل لتظهر غمازاتها الاثنتين بوضوح ...
" انت عندك غمازة ..."
قالها وهو يشير ناحية خديها لتبتسم بخجل وهي تضع يده على مكانها بينما أردف هو بنبرة عابثة غامزا لها بعينه :
" بحبها اووي ...."
" هي ايه ...؟"
سألته بغباء ليجيبها بابتسامة حقيقية :
" الغمازة ..."
شعرت بخجل شديد فهربت ناحية غرفة النوم على الفور تاركة اياه يضحك بصخب على تصرفاتها الطفولية وخجلها المفرط ...
**************************************
بعد حوالي ساعتين ..
كان واقفا ينتظرها لتنتهي من ارتداء ملابسها كي يخرجا سويا ناحية السهرة التي جهزها لها ...
تجمد في مكانه وهو يراها تتقدم ناحيته بهذه الطلّة المذهلة … كانت ترتدي فستان احمر طويل يصل حتى كاحلها عاري الاكتاف يظهر جمال قدها النحيل … وشعرها البني منسدل الى الخلف بشكل رائع … وعيناها الزرقاوتان الكحيلتان تبرقان بلمعة مميزة كالعادة …
وقفت في مكانها على بعد مسافة قليلة منه مخفضة رأسها نحو الأسفل كالعاده … كانت تشعر بالخجل الشديد منه خصوصا بما ترتديه امامه فهي لم ترتد في حياتها فستان سهرة كونها لا تحضر السهرات من الاساس …
تقدم ناحيتها وما ان وصل اليها حتى رفع ذقنها بانامله لتقع عيناه اولا على عينيها ليغرق بهما كالمعتاد … هبط بانظاره ناحية شفتيها ليتطلع إليهما بنظرات راغبة أربكتها كثيرا …
استغرب نفسه كثيرا فهو لم يشعر بالنفور من شكلها كالعاده … بات يتصرف وكأنه معتاد على تشوهها هذا … مما فاجئه كثيرا …
تحدث اخيرا بصوت متحشرج :
" فستانك …"
سألته باستغراب :
" ماله …؟"
اجابها دون ان يبعد أنظاره عن شفتيها :
" جميل اوي …"
أردف قائلا بنبرة تفيض بالمشاعر :
" وعينيكِ تجنن …"
توترت بشده من كلامه وغزله الصريح بها بينما ابتسم هو في داخله بخبث ليخفض فمه ناحية فمها ويلتقط قبلته الاولى من شفتيها …
تسارعت انفاسهما سويا وكست العاطفة جسديهما ... في بادئ الامر كانت سالي لا تبادله قبلته خجلا واضطرابا ... الا انه كان يعاندها وهو يعمق من قبلتها ويكتسح فمها اكثر وأكثر مما جعلها تخضع له في نهاية الامر وتبادله قبلته بشوق ولهفة لم تدركها الا حينما شعرت بها ...
ابتعد عنها بعد فترة محاولا ان يأخذ انفاسه ... شعور غريب احتل كيانه وهو يقبلها ... شعور لا يجد له تفسير ... كل ما يعلمه انه يتمنى لو يكرر تلك القبلة مرارا وتكرارا دون ان يمل او يتعب ...
اما هي فكان تشعر بمزيج من المشاعر المختلفه ما بين خجل وسعادة ... من كان يصدق انها ستجرب شيء كهذا في يوم ما ... لطالما كانت منفرة للجميع ولا يحبذ احد على ان يقترب منها ... هذا التقارب وهذه المشاعر التي تجربها الان كانت محرمة عليها ... ولم تتأمل ان تحصل عليها في يوم ما ...
افاقت من افكارها تلك على يد مازن وهو يمسك كف يدها ويتقدم بها خارج الغرفة ...
خرجا من الشاليه واتجها الى احد المطاعم الراقيه على البحر ...حمدت سالي ربها ان المكان قليل الإضاءة وسوف تأخذ راحتها نوعا ما ...
جلسا على احدى الطاولات المطلة على البحر ... تقدم النادل منهم وسجل طلباتهم ...
كان مازن يتطلع الى سالي التي تراقب البحر بسعادة واضحة على ملامحها ... كان يتأملها بصمت وكثير من الأفكار تدور داخل رأسه ... وأهمها لما لم يشعر بالنفور ناحيتها ابدا حتى وهو يقبلها ...؟ كان يسأل نفسه هذا السؤال مرارا وتكرارا دون ان يجد اجابه مناسبة له ...؟
نادى عليها قائلا بصوته الرجولي :
" سالي ..."
التفتت ناحيته قائلة :
" نعم ...!"
" ريحانة فايه ...؟!"
سألها بابتسامة خفيفة لتجيبه بخفوت :
" سرحانة فالبحر .."
" هو انتِ مش بتملي منه ابدا ....؟!"
هزت رأسها نفيا وهي تقول بجدية :
" ابدا ..."
جلب النادل لهما الطعام فبدئا يتناولاه بهدوء تام قطعه مازن وهو يسألها :
" قوليلي يا سالي ... انتِ عندك اخ واحد واخت واحدة صح ...؟!"
اجابته وهي تهز رأسها :
" صح ... رزان وفادي ... بس فادي من ام تانية ..."
" بجد ..!"
" ايوه بابا كان متجوزها قبل امي وماتت ..."
" هو ابوك مات ازاي ...؟"
" عمل حادثة ومات ... كان عندي سبع سنين وقتها ...."
" ربنا يرحمه ..."
أردف متسائلا بفضول لمعرفة المزيد عنها :
" طب ووالدتك ..."
اجابته باقتضاب :
" ماتت ..."
هز رأسه بتفهم وأكمل تناول طعامه دون ان يسألها أسئلة اخرى ***
*************************************
مرت الايام جيده للغاية عليهما ... التقارب بينهما يزداد اكثر وأكثر ... مشاعر سالي تحركت ناحية مازن وباتت تشعر بانها بالفعل تحبه ...
كانت سالي تشعر بسعادة غريبة طوال مكوثها معه ...وكانت تحاول ان تكسبه بكل الطرق ... الا شيء واحد كان ينغض عليها سعادتها وقد قررت ان تضع حدا له ...
في تلك الليلة خرجت سالي من الحمام وهي ترتدي قميص اسود اللون يظهر بياض بشرتها الناصع ...كانت تضع كحل على عينيها واحمر شفاه فاتح اللون على شفتيها ...شعرها البني منسدل على كتفيها...
تفاجأ مازن بما ترتديه وقد ادرك غايتها على الفور خصوصا مع وجهها الاحمر وعينيها المركزة على ارضية الغرفة ...
ابتسم بخبث وهو يقترب منها دون ان تحيد عيناه عنها ... رفع ذقنها بأنامله وتأمل عينيها بشوق ولهفة ... طبع قبلة خفيفة على شفتيها ... تبعها بقبلة اخرى اكثر عمقا بادلته اياها بلهفة خجولة وهي تحاول قدر المستطاع الا تشعره باي نقص من ناحيتها ... تحاول ان تجعله يشعر بانها انثى كاملة لا ينقصها اي شيء ... انثى قادرة على ارضاء غريزته الرجولية ...
شعرت بأنفاسه الساخنه تلفح جانب وجهها فارتبكت بشدة وارتجف جسدها بالكامل ...
شعر بارتجاف جسدها بين يديه فسألها :
" مالك ..؟! خايفة بردوا ...؟!"
هزت رأسها نفيا وهي مغمضه عينيها ...
" افتحي عينيكي ..."
فتحت عينيها الزرقاوتين ليحملق بهما بلهفة شديد ... في بحور عينيها فقط يجد ضالته ... مرساه ... وهواه ...
هناك حيث ينتهي كل شيء وتختفي جميع الموانع ولا يتبقى سواه وسواها ...
وكأنها خلقت له وحده وخلق لها وحدها ...
" لما بشوف عينيكي بنسى اي حاجة تانية غيرهم ... عينيكي نقطة ضعفي اللي بتقويني ..."
" بتنسى كل حاجة ...! حتى وشي المشوه ..."
سألته بنبرة جادة وملامح متلهفة متعطشة لكلام الغزل والهيام فاجابها وهو لا يحيد أنظاره عن عينيها :
" بنسى الدنيا وما فيها ..."
مال على جانب فمها وقبله برقة ... فشعرت بانفاسها تزداد بشدة وصدرها يعلو ويهبط من فرط المشاعر التي اجتاحتها ...
" مازن ارجوك ..."
دفعته بعيد عنها وهي تتوسّله بعينيها ان يبتعد ...
سألها بتعجب :
" مالك ...؟"
لتجيبه بنبرة معتذرة ونفس مقطوع :
"مش هقدر ..."
ابتعد عنها وقد لاحظ دموعها التي بدأت تنهمر على وجنتيها …
" طب اهدي …… هبعد خلاص …"
تحدثت من بين دموعها :
" مازن … اسمعني …"
اجلسها على السرير وجلس مقابلا لها … تحدث بصوت حنون وقد شعر بالشفقة من اجلها :
" انا بسمعك أهو … بس اهدي …"
" انا …انا مشوهة يا مازن …"
كاد ان يخبرها بانه يعلم ذلك لكنه فضل الصمت بينما أردفت هي قائلة بصوت متحشرج :
" جسمي مشوه …"
" ايه …"
قالها بصدمة جعلتها تخفض رأسها نحو الأسفل محتضنة إياه بين كتفيها … اقترب منها ورفع رأسها بيده متسائلا بنبرة مبهمة :
" عشان كدة كنتِ خايفة اقرب منك …"
هزت رأسه بضعف بينما اقترب هو منها متسائلا :
" ليه مقولتيش من الاول …؟"
اجابته بصدق :
" كنت خايفة …"
تفهم موقفها و لم ينزعج منها فكل الحق معها … اقترب منها مرة اخرى محاولا ان يثبت لها بانه لا يهتم لهذه التشوهات … قبل وجنتيها بخفة ثم بدأ يقبل شفتيها برقة إذابتها وانستها جميع ما حولها …
امتدت يده ناحية قميص نومها … خلع الروب عنها تبعه بقميص نومها ليظهر جسدها العاري امامه ببطنها و صدرها المشوهن … لم يشعر مازن بالنفور من منظرهم وإنما تقدم بانامله وأخذ يتحرك بهما على مكان التشوه متمعنا به بتركيز شديد … انهمرت دموع سالي بغزارة من وجنتيها وابتعدت عنه بسرعة مغطية جسدها بالغطاء وهي تهتف به بشهقات متتالية :
" ارجوك …"
اقترب منها وأحاط وجهها بكفيه قائلا بتوسل :
" سالي أرجوكِ …"
" طفي النور …"
"بس…"
قاطعته بإصرار شديد :
" طفي النور ارجوك …"
أغلق مازن الضوء ثم تقدم ناحيتها مرة اخرى مقبلا إياها برقة إذابتها سويا وأخذتهما الى عالم اخر يدركانه لأول مرة …

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close