رواية الخطيئة الفصل الخامس 5 بقلم سلمي سمير
#الخطيئة
#حسم_الأمر
#البارت_الخامس
**__**__**__**__**&&
تأمل نور مايا الواقفة أمامه، هائمًا في جمالها الهادئ، الرقيق وعينيها البريئتين، وطلتها البهية، وشرد فيها بخياله، بأنه يراها بين ذراعيه، ويبثها حبه الذي يؤرقه ليل نهار، لاحتياجه لها لتبادله ذلك العشق المجنون، الذي لا يعلم إلى متى سيظل حبيس قلبه لا يستطيع أن يبوح به، حتى تبادله مشاعره الصادقة، ويتوجه بالزواج والاستقرار.
ظل نور شاردًا بها إلى أن سعلت مايا بحياء من تفرسه بها وقالت وهي تنظر إلى الأسفل بخجل
" ها اتفضل".
تنبه نور إلى نفسه وتشجع وسألها
" هو انتي مرتبطه؟".
رفعت مايا عينيها له وحدقت في وجهه بارتباك قائلة
"عن اذنك يا أسطى نور، إتأخرت على كليتي".
وتركته وذهبت من أمامه مسرعة.
ودخل ورشته ضاربا بيده على طاولته برعونة وعنف، و ظل على هذه الحالة فترة لائمًا على نفسه، موبخًا لها ويحدثها
"وبعدين، هو أنا مكتوب عليا الحرمان، لا يا مايا، أنا لازم أحدد موقفي معاكي، وأعرف حبي ليكي ليه آخر، وإلا أصرف النظر عنك، وانسى حلمي إنك تكوني ليا، وأدور على واحده غيرك تشاركني حياتي، وابني معاها مستقبلي"
وأغلق ورشته وذهب إلى بيت مايا وألقى بحجر تجاه الشرفة لتخرج سهيلة له، ناظرة له بتعجب و اندهاش، ويشير لها بأن تنزل، وينتظرها في مدخل البيت، وتنزل له وهي بملابسها المنزلية الخفيفة التي تظهر مفاتن جسدها الجميل،
نظر لها نور وهي تنزل ليصدم من مظهرها المثير، وأشاح بنظره عنها، بينما وقفت أمامه وهي تلهث من فرط السعادة وتسأله
" فيه إيه؟!".
وتقترب منه إلى الحد الذي تلفحها أنفاسه الحارة
"إيه وحشتك؟!، أخيرا حسيت بيا".
ارتبك نور، وفكر أن يهرب من أمامها، ويراجع نفسه في قرارها، لكنها تذكرعشقه لمايا واحتياجه لأخذ قرار،فا بتعد عنها وقال لها بتوتر
"عارفه بتاع العصير اللي على الناصيه، هستناكي هناك، متتأخريش عليا".
وخرج قبل أن ترد عليه بالرفض أو الإيجاب.
صعدت سهيلة إلى شقة عمها، وقلبها يكاد يخرج من ضلوعها لشدة السعادة، وبدلت ثيابها ونزلت مسرعة لكي تلحق بنور.
وأسرعت الخطا إلى المكان الذي أخبرها به، وتراه بانتظارها على الفيسبا و أشار لها بأن تركب خلفه، وانطلق إلى مكان بعيد عن الحارة، حتى لا يراهم أحد.
ووقف أمام إحدى الحدائق العامة، وأمسك يدها ودخل بها
وجلس على أحد المقاعد وأجلسها أمامه.
لتبدأ سهيلة الحديث
"انت جبتنا هنا ليه؟، وعايز مني إيه؟".
تطلع لها نور بارتباك ومد يده لجيبه و أخرج أشعارها
"بسبب دول، لأنك أخيرا وثقتي فيا، وبعتيهم ليا بخطك".
عضت على شفتيها بإغراء وطأطأت رأسها تمثل عليه الخجل
"أيوه، باثق فيك، وبرتاح ليك لأني .."
قاطعها نور بتوتر
"قبل ما تكملي كلامك، وتلزمي نفسك، اسمعيني ، أنا في بنت بحياتي و معنديش نيه أحب غيرها، أو أوعدك بحاجه، بس عندي سؤال ليكي، أرجوكي تجاوبيني عليه، لو اتقدم ليكي شاب مناسب أهلك هيوافقوا، بالذات إن بنت عمك أكبر منك وأكيد هيتمنوا إنها تتجوز قبلك".
صدمت سهيلة من حديث نور لها عن وجود حب في حياته واستجمعت شتات نفسها وردت عليه بحزن
"لا، موضوع جوازي الكل بيتمناه، وبالذات أخويا اللي عايز يخلص من مسؤوليتي، وبالنسبه لمايا كلها السنه الجاية و زميلها اللي بتحبه هيتقدم ليها لما هو يخلص كليته وبالذات إنه نفس مستواها التعليمي، ومرتاح ماديا وملتزم زيها ودي نفس المواصفات اللي عايزها عمي في زوجها، هي قالت كده ليا يوم فرح نجوى أختك، آه لو شفت عيونها كانت بتلمع ازاي وهي بتتكلم عنه، كنت عرفت إنها موعوده ليه واستحاله تتجوز غيره، يا بختها هتتجوز اللي بتحبه، مش زيي اللي بحبه بيحب غيري،( واقتربت من نور، تهمس له بكل جرأة) أنا بحبك يا نور و يا ريت تحس بيا، أنا فكرت أشعاري وبالذات الأخيرة إنها وضحت ليك عشقي، يمكن مش بعرف أعبر كويس، لكن دي مشاعري وإحساسي بيك
( وأمسكت يده فجأة ووضعتها على قلبها) اسمع قلبي بيدق باسمك انت، أنا حبيتك من أول ما عيني جت في عينك، سرقتني من نفسي، وعشقتك بكل إحساسي، وحسيت بالأمان بين إيديك، علشان كده ارتحت واستسلمت للنوم عل صدرك مع دقات قلبك، أرجوك فكر فيا وبحبي ليك،( وتقترب منه أكثر لتمتزج أنفاسها بأنفاسه، وشفتاها تهمس قرب شفتاه) بعشقك بجنون يا نور (لتلامس شفتاه بخفة).
ابتعد نور بسرعة وهو مندهش من جرأتها، وأشاح ببصره عنها و هو يحس بغصة في حلقه، وألم عنيف يجتاح صدره كأنه سيمزق نياط قلبه، ودموع عينيه تجري في مقلتيه تريد أن تتحرر لتغسل همه، ويأخذ نفسًا طويلًا ممزوجًا بوجع ليس له مثيل ويحدث نفسه
( مجنون اللي يحب ويعشق إنسان مش حاسس بيه، كسرتي قلبي يا مايا، لكني أنا السبب خدعت نفسي بنظراتك البريئة الخجولة، وظنتها حب)
واستدار لسهيلة " يلا بينا أروحك، زمان ولاد عمك رجعوا من مدراسهم، و بالنسبه لأشعارك وأحاسيسك، أنا حاسس بيهم، بس حبيت أكون صريح معاكِ، بس أوعدك هافكر بكلامك ".
ابتسمت له سهيلة واقتربت منه تريد أن تغمره، لكنها تذكرت هروبه منها منذ لحظات، وابتعدت عنه حتى لا يظن بها السوء ويشك في أخلاقها لجرأتها معه ولتبعد الشبهه عنها قالت
"أنا باقرب منك يمكن تحس بيا، يا ريت تعذر جرأتي معاك، لكنك أول حب بحياتي و مكنتش عارفه أعبر لك إزاي علشان تحس بيا، بس خلاص أنا صرحتلك بحبي، يا ريت الخطوه الجاية تكون منك".
وسبقته إلى الفيسبا، وركب نور وهي خلفه، وقاد وقلبه محطم، فاقد الاحساس حتى بيداها اللتان تطوقانه من خصره،
أنزلها حيث أخذها قائلا
"يلا روحي قبل ما حد يآخد باله منك، وباشكرك لتفهمك".
نظرت له سهيلة، وهمست بشفتيها
"بحبك".
وسارت إلى منزلها، تطلع لها نور وهي تدخل إلى الحارة ولكنه شارد فاقد للتركيز، ليضرب على كتفه شخص من الخلف انتبه ونظر له بحزن
"انت إيه اللي نيلته ده؟، أقولك كلم مايا تآخد سهيلة وتخرج، انت اتجننت يا نور، نفسي أفهم انت ليه مصر تضيع حلمك".
صاح به نور بعصبية ليخرج كل ما بداخله من غضب
"حلم إيه يا مراد، أنا كنت باوهم نفسي، مايا بتحب زميل ليها بالكليه مناسب لمستواها التعليمي ومرتاح ماديا، مش أنا الأسطى نور الفقير، أنا غبي، غبي، عيشت نفسي بحلم مستحيل يتحقق، آه، آه، آه يا مراد، قلبي موجوع أوي".
جذبه مراد لصدره، وغمره بحضن حنون يخفف به عن حزنه.
"بس ده ميخلكش تترمي بحضن بنت عمها، انت كده بتعذب نفسك، بلاش سهيلة يا نور، هتتعب كل ما تقرب من مايا بسبب ارتباطك ببنت عمها، بلاشها يا صاحبي، وشوف أي واحده تانيه".
تنهد نور بعمق" متقلقش، موعدتهاش بحاجه، رغم إنها بتحبني فعلا، وصادقه بمشاعرها، لكن خلاص قلبي اتكسر، لا قادر أفكر فيها و لا فغيرها، تعالى الورشه زمانها وصلت لبيت عمها".
وأخد صاحبه واتجه إلى ورشته، ليرى سهيلة وهي تبتسم له .
...................
وهناك في بيت فخري عادت مايا مع أختها ميار وأخيها مؤمن،
ودخلت من باب الشقة إل غرفتها مسرعة، وفتحت دفترها
وكتبت إلى أن نادتها ميار بصوت قلق و منزعج
"أبله مايا، سهيلة مش في الشقة، لفيت عليها ملقتهاش، ثم انت داخله تذاكري أول ما توصلي، هي المذاكره هتطير، سيبك من مذاكرتك ومحاضراتك وقومي شوفي بنت عمك راحت فين".
ارتبكت مايا وسألت " يعني إيه سهيلة مش في الشقة؟!، ثم أنا كنت بكتب ملحوظة صغيرة قبل ما أنساها، روحي سخني الأكل وأنا هاغير وأحصلك، وشوفيها يمكن في البلكونه".
أكملت مايا ما كانت تكتبه، وبدلت بعدها ثيابها، بينما خرجت ميار للشرفة ورأت سهيلة وهي قادمة وعلي محياها ملامح الفرحة، وتراها تنظر للخلف و تبتسم لنور، الذي يشير لها بأن تكمل طريقها، يتملك الغضب من ميار وتخرج من الشرفة إلى باب الشقة، وتفتحه وتقف أمامه بانتظارها.
صعدت سهيلة الدرج وهي تدندن بأغنية حالمة، لترى أمامها ميار وهي غاضبة وتصيح فيها
"انتِ كنتي فين؟، وإيه النظرات اللي بينك وبين الأسطى نور دي، اسمعي، أنا سكت عليكي مره، لكن المرادي لاء، و هاقول لمايا".
ودخلت مسرعة إلى أختها، وخلفها سهيلة تترجاها أن تصمت
وقفت مايا بوجه أختها وصاحت
"إيه فيه إيه؟، و سهيلة كانت فين؟".
زفرت ميار بضيق وتحدثت بغضب " الآنسه سهيلة عايزه تسوء سمعتنا، إسأليها كانت فين؟، ومع مين؟، وإيه اللي بينها وبين الأسطى نور العجلاتي؟".
نظرت مايا لسهيلة بذعر و حدقت فيها بدهشة
" الأسطى نور!!، هو انتِ في حاجه بينك وبينه؟، انطقي ويعني إيه كلام ميار؟، كنتي معاه فين؟، ردي عليا إيه اللي بينكم؟".
همت سهيلة بالحديث، ليدخل أخيها فوزي من باب الشقة الذي تركته مفتوحًا، كي تلحق بميار قبل أن تفضحها أمام مايا، وأمسكها من وسطها وضغط على فكها كي يخدرها
وصاحت مايا وميار ومؤمن كي يمنعوه عنها، لكنه دفعهم بعيدا وسحب أخته بقوة، كي يتمكن من تخديرها
لتصرخ مايا وميار، وتخرج ميار إلى الشرفة تستغيث بجيرانهم، ويراها كل من نور ومراد ويسمعان صوت صراخهم، فيسرعان إليهم و يصعدان إلى الشقة قبل أي أحد من الجيران، ويرى نور فوزي وهو يطوق سهيلة من وسطها ويحاول أن يخدرها، وهي تقاومه، ومايا تساعدها لتتخلص منه .
فيدخل عليهم نور ويضربه بقبضة يده في وجهه
يترنح فوزي ويترك أخته، وينظر بغضب لنور ويصيح فيه
"انت جاي تعمل قدامها سبع البرومبه، اسمع، أنا مش موافق عليك، وأختي أنا هاجوزها بكره للي يعرف قيمتها، واتفضل اطلع بره متدخلش بيني وبين أختي، مش علشان خطيبها هتحسب ليك فيها أكتر ما ليا، واعتبر خطوبتك لها لاغيه يا عريس الغفله، يلا اطلع بره".
صرخت سهيلة وأمسكت بيد نورتستنجد به
"أرجوك متسبنيش يا نور،هو بيحسبك خطيبي، فهمه الحقيقه، يمكن يهدى، بس متخلهوش يآخذني معاه، أرجوك".
ينظر نور لدموع سهيلة و رجاءها له، والحقد الذي يملأ عين أخيها، يرأف قلبه بها ويصيح في أخيها بحدة
"أنا مش خطيب سهيلة علشان تلغي خطوبتنا، بس ده مش هيخليك تاخدها من هنا، أو تروح معاك في أي حته".
دفعه فوزي بقوة إلى الباب كي يخرجه وهو يحدثه بعصبية
"يبقى كده ملكش مكان هنا، اتفضل اطلع بره مع السلامه".
أمسك نور يده، وأبعده عنه ووقف أمامه بتحدي قائلا
"بالعكس أنا ليا كل الحق، لأن سهيلة مراتي مش خطيبتي بس".
تجمد فوزي مصدوما وكذلك مراد ومايا وسهيلة
بينما أكمل نور موجها حديثه إلى فوزي
" أنا كتبت كتابي عليها من شهرين، وأول ما يرجع الباشمهندس من العمره هندخل، وكده انت ملكش أي حقوق عليها، اتفضل بكل ذوق واحترام لأنك أخو مراتي تطلع بره قبل ما اتصرف معاك تصرف تاني".
تطلع له فوزي وصاح بغضب عارم
"بقي انت بتحسب بجوازك منها هتقدروا تقفوا بوشي، لا أختي لسه قاصر، وأنا رافض الجوازه دي، و هاطلقها منك ودلوقتي".
ويمسك سهيلة من ذراعها، ويسحبها بقوة، فيأخد نور يد سهيلة ويحررها منه،
وينهال عليه بعدد من اللكمات تفقده وعيه ويخرجه خارج الشقة هو ومراد، وينزل به إلى ورشته ويجلسه فيها ويطلب من مراد مراقبته، ويذهب هو مرة أخرى إلى بيت الباشمهندس فخري ويدخل عليهم بعد أن انصرف الجيران وهم ما زالوا في صدمته مما حدث.
ويبدأ حديثه
"أنا آسف على اللي قولته أو عملته، بس كنت لازم أبعد شره عنكم، متقلقوش، تقدروا تهدوا ،وهو مش هيتعرض ليكم تاني، وده وعد".
اقتربت منه سهيلة تشكره لجميله معها وهي تبكي،
مد نور يده ومسح دموعها وابتسم لها
" متشكرنيش ده واجبي، انتو ولاد حتّتي وواجب عليا حمايتكم لحد ما يرجع الباشمهندس".
ونظر إلى مايا الواقفة تنظر له بذهول، وابتسم لها بحزن "قوليلها يا آنسه مايا إن ده واجب الجيرة".
ونزل وتركها لتغلق مايا وراءه الباب وتنظر لسهيلة
"ياه شكله بيحبك أوي، يا بختك بيه، اتمنيتي حد يتجوزك عن حب، وأهو جالك، اسمعي يا سهيلة مهما كانت علاقتك بنور البيت ده ليه أصول وأحكام لازم تطبقيها، لا هتقابلي نور ولا هتخرجي من البيت غير لما يبقى في بينكم ارتباط رسمي، غير كده أخوكي أولى بيكي ويتصرف معاكي، اتفقنا".
هزت سهيلة رأسها" طبعا موافقه، بس بجد يا مايا انتي شايفه إن نور بيحبني حقيقي".
تطلعت لها مايا بدهشة
"أكيد بيحبك، لولا كده مكنش دافع عنك قدام أخوكي، وألزم نفسه قدام الجيران لما قال إنه كتب كتابك، مش معقول هيسوء سمعتك علشان ينقذك، أكيد عمل كده من خوفه عليكي وحبه ليكي، ويلا قومي جهزي الأكل على ما نعدل الشقه اللي اتبهدلت دي، قبل ما مصطفي يجي محدش يقوله حاجه مش عايزينه يدخل في مشاكل هو مش قدها، ماشي يا مؤمن".
يومئ مؤمن برأسه" ماشي يا أبله مايا".
*****
عاد نور للورشة وجلس أمام فوزي الذي بدء يستعيد وعيه ويرى نور أمامه ويفزع صارخا
"أنا مش هارحمك، ومش هاهنيك على مليم من ميراث أختي أنا عارف إن دي خطه انت وعمي عاملينها علشان تسرقوني".
ضحك نور بسخرية
"أنا والمهندس فخري هنتآمر عليك، انت أكيد مجنون، اسمع أنا جيبتك هنا علشان مغلطش فيك قدام أختك، لكن حسك عينك تقرب ليها تاني، أو من بيت المهندس فخري محدش هيتصدرلك غيري، وأنا باحذرك لو فكرت تمس سهيلة هامحيك من على وش الدنيا، اتفضل غور وإوعي تفكر تجي هنا تاني".
قام فوزي من على مقعده ومسح الدم الذي كان يسيل من فمه، وخرج يجري كالفأر المذعور.
ونور يضحك عليه ويرى صديقه مراد يحدق فيه باستغراب
تطلع له نور بحيرة، وسأله
" مالك بتبصلي كده ليه؟".
صاح فيه مراد بغيظ
"انت إيه اللي عملته ده؟، إزاي تقول على سهيلة مراتك، أنا لسه بحذرك بلاش تتورط معاها، وابعد عن مايا تروح تدبس نفسك فيها أكتر، وقدام جيرانك، انت عارف عملت إيه؟".
تنهد نور بحزن "أيوه عارف عملت إيه، انقذت بنت من بطش وظلم أخوها، ده بالنسبالك غلط، اسمع كلامي الكل عارف إنه كان انقاذ للموقف، وأكيد محدش هيصدق إنها مراتي".
ضرب مراد كفا بكف "بيتهيالك وبكره تشوف لما عمها هيرجع، هتدبس فيها، وانت اللي جبته لنفسك".
ابتسم نور لصديقه وحضنه من كتفه" محدش بيهرب من قدره والمكتوب مفيش منه هروب".
...............
وتمر الأيام ويعود المهندس فخري من العمرة هو وزوجته
وتقص عليه مايا ما حدث، ليتملكه الغضب من ابن اخيه ويقرر أن يتصرف معه بقوة على عدم احترامه لبيت عمه في غيابه.
ويرسل ابنه مصطفى ليأتي بنور ليشكره، أوقفت زوجته أشجان ابنها مصطفى باستغراب
"عيب يا فخري، بقى نجيب الراجل علشان نشكره في بيتنا،
بكره الصبح عدي عليه في الورشه واشكره بنفسك، ده الواجب".
وقبل أن تنهي كلامها سمعوا صوت طرق على باب الشقة وذهب مصطفى ليفتحه ليجد نور أمامه.
ابتسم له نور بمودة " أنا عرفت إن بابا وصل بالسلامه، جيت أبارك ليه وأسلم عليه".
طلب منه مصطفى الدخول لغرفة الصالون حتى يبلغ أبيه بحضوره
وتراه ميار فتدخل إلى أختها و سهيلة وتقول لهم
"إلحقي عريسك بره يا سهيلة، شكله جاي يخطبك رسمي".
هبت سهيلة من مقعدها، وخرجت لتختلس النظر له بشوق لحرمانها من رؤياه منذ ذلك اليوم، يراها عمها فيعنفها
"انتي واقفه بتعملي إيه هنا؟، ادخلي اعملي حاجه للضيف". ويتركها ويدخل إلى نور الذي يراه فيهب واقفا ويحتضنه ويبارك له بفرحه،
يبتسم له فخري بمودة
" اقعد يا نور، أنا لسه كنت بافكر فيك، وكنت ناوي أعدي عليك أشكرك على اللي عملته مع البنات، بس انت كده ورطتني وحطتني في موقف لا أحسد عليه".
تطلع له نور بدهشة " خير يا باشمهندس؟!، موقف إيه؟، وتشكرني على إيه؟، ولادك دول إخواتي وولاد حتتي".
تنهد فخري وشبك أصابعه " موضوع إنك قلت لفوزي إن سهيلة مراتك، والكلام كان قدام الجيران، دي حاجه تسيئ لسمعة البنت، وكمان هتطلعني كذاب قدام أخوها".
أخد نور نفسًا عميقًا وقال " قولي إيه يرضيك وأنا هاعمله".
تهللت أسارير فخري" انت راجل شهم، كل اللي أنا عايزه انك توافقني على إنك خاطب سهيلة، شهرأو اتنين ،ونقول محصلش نصيب، وكده هتصون سمعتها في الحارة وبنفس الوقت متصغرنيش قدام ابن أخويا".
هب نورواقفا من على مقعده وجلس بجوار فخري وقال
" ولو قولتلك عندي حل أحسن ليا وليك، تقول إيه؟".
تطلع له فخري برجاء" هاقول إيه هو؟، إلحقني بيه".