أخر الاخبار

رواية الخطيئة الفصل الرابع 4 بقلم سلمي سمير

رواية الخطيئة الفصل الرابع 4 بقلم سلمي سمير 




#الخطيئة
#عشق_وحيرة
#البارت_الرابع
**__**__**___**_&&&&
هرولت سهيلة لفتح الباب لتتلاقى عينيها بعيني أخيها الغاضبة من مظهرها البعيد عن الحداد،
ليدخل من الباب ويمسكها من ذراعها ويسحبها وراءه إلى عمه المندهش من أفعاله ويحدثه قائلا
"ياه يا عمي للدرجة دي نسيت أخوك ونسيت حزنك عليه بسرعه كده، وكمان خليت أختي تلون وتتزين، بس الغلط غلطي أنا، لأني سبتها ليك"
و التفت لسهيلة
" يلا يا هانم اتفضلي ادخلي لمي هدومك، والله ما هتباتي ليله تاني فيها، مش خلاص خلصتي دراستك ونجحتي، كفاية كده عليكي، والبسي فستانك الأسود اللي قلعتيه على ابوكي بعد ست شهور بس، ويا عالم يمكن قلعتيه من تاني يوم".
ويدفعها بقوة لتتلقاها مايا بين ذراعيها قبل سقوطها على الأرض.
تطلع له فخري بغضب وصاح فيه بشدة لعدم احترامه له وتعديه على أخته في بيته
"بقى انت بتحلف على أختك في بيتي، خلاص مبقاش في احترام!!، فيه إيه يا فوزي كبرت ومحدش بقى مالي عينك وإلا إيه!!، اسمع مفيش كلمه هنا بتمشي غير كلمتي، وعايز تدخل بيت عمك ويترحب بيك يبقى تحترم نفسك وعمك الكبير، وسهيلة مش هتخرج من هنا غير علي بيت جوزها فاهم يا ابن اخويا وإلا تحب أفهمك بطريقه تانيه"
ابتلع فوزي لعابه بصعوبة وارتبك من غضب عمه عليه وحدثه بهدوء ليحاول أن يمتص غضبه قبل أن يطرده من بيته لسوء تصرفه وعدم اظهار احترامه له واهانته لأخته أمامه
"يا عمي يعني أختي تلبس ملون وأبوها لسه ميت من كام شهر، ينفع كده؟!، وكمان هي خلصت دراستها والواجب إنها تتجوز، خلاص وجودها هنا ما بقالوش لازمه، أنا هاخدها معايا للبلد وتقعد في دار أبوها لحد ما يجيلها صاحب نصيبها ونجوزها".
توجه فخري تجاهه ووقف أمامه وحدثه بتحدي وتصميم
"قولتهالك مره، وهقولها تاني، أختك مش هتخرج من هنا غير على بيت جوزها، وانت هتيجي هنا باحترامك أهلا وسهلا، غير كده مش عايز أشوف وشك، فيه حاجه تاني عايز تقولها علشان مش فاضيين ليك لأنك جيت في وقت غير مناسب".
ابتسم فوزي بغيظ وتطلع لهم بتمعن ليراهم جميعا في كامل زينتهم وأناقتهم، ويحدثه قلبه أنهم يريدون أن يتخلصوا منه، أيعقل أن تكون خطوبة أخته ولا يريدون إخباره حتى لا يعطلها
ويستغل الفرصة لكي يتخلص من هم أخته ويحدث عمه بخبث
"من الواضح يا عمي إنكم خارجين، أو في انتظار ضيوف وعلشان معطلكمش أنا عايزك في كلمتين وبعدها هاشيل إيدي من مسؤولية أختي خالص، ممكن يا عمي؟".
تطلع فخري لساعته وحك ذقنه بيده دليلا على الحيرة
"ماشي، تعالي يا فايز ادخل الصالون نتكلم و يا ريت تخلص بسرعه، أنا عندي ميعاد مش عايز أتأخر عليه".
ويسبقه إلى الصالون ويتبعه فايز وهو ينظر لأخته بغيظ وغل، ويغلق الباب خلفه ويجلس أمام عمه فخري الذي تأفف بنفاذ صبر
" ها قول اللي عندك، عايزإيه؟".
تنهد فوزي وأخد نفسًا عميقًا وقال له
"أنا هاجيب من الآخر يا عمي، إنت عارف إن سهيلة تورث معايا في الفدان اللي ورثته تمان قراريط ،وثلث البيت، وأختي لا ليها في زرع ولا قلع، وكمان هتعيش معاك وهتبقي مسؤول عنها، وعلشان ميكونش في بينا مشاكل وتقدر تجهزها، أنا هاشتري نصيبها في الورث يعني نصيبها في الأرض ١٦٠ الف والدار ٤٠ يبقي كل اللي ليها ٢٠٠ ألف هاكتبلك بيهم شيك، وخليها تتنازلي عن نصيبها في ورث أبوها وبعدها انت حر فيها ، إيه رأيك؟".
نهض فخري من على مقعده ضاحكا بسخرية، ونظر لابن اخيه باشمئزاز واستحقار، وحدثه بحدة
"بقى انت عايز تآخد نصيب أختك من ورث أبوها، ماشي، مفيش مشكله، لكن بالحق، القيراط ثمنه فوق ال٣٠ ألف عايز تآخده ب٢٠ ليه؟، وكمان نصيبها في الدار ميقلش عن ١٠٠ ألف عايز تسرق فيه ٦٠ ألف يا ضلالي، اسمع لو عايز نصيب اختك خده بحق ربنا، غير كده مش هاتتنازل، وأنا اللي هاقف ليك".
ازدرد فوزي لعابه وتطلع لعمه بحقد وصاح
"بقى انت عايز تبيع ليا أرض أبويا زيى زي الغريب!!، ومين قالك إن حق الدار ٣٠٠ ألف دي متحصلش ١٥٠ اللي قالولك كده ضحكوا عليك علشان يطمعوك فيا، وإلا انت اللي طمعان في ورثها".
كانت إجابة عمه على ذلك الاتهام صفعة قوية على وجنته لتخرسه ويصيح فيه عمه
"اخرس يا حقير، هو انت فاكر إن كل الناس طماعين والجشع مالي قلبهم زيك، اسمع حتى لو أختك قبلت تبيع، أنا مش هاتنازل عن مليم من حقها في الأرض والدار، حقها فيهم ٣٠٠ ألف غير كده مش هاقبل، وانت أخوها وأولى تدفع ليها، ولو فاكر إنك هتآخد عليها الوصايه علشان تسرقها، يبقى بتحلم، و بتتحداني، وأنا مش زي أبوك اللي موته بحسرته وهاقف ليك،
واتفضل مع السلامه، الكلام بينا انتهى، واللي عندي قولته".
نهض فوزي وتطلع لعمه بغضب وحدثه بحدة وعناد
"مال أختي مالي، وأنا مش هادفع فيه مليم غير اللي أنا عايزه، والأيام بينا يا عمي، وهنشوف مين هيضحك في الآخر".
وفتح الباب وخرج منه والغضب يحتل كيانه، وأمسك بذراع سهيلة وهزها بقوة ونهرها قائلا
"متحسبيش إنه هيصون ليكي حقك، أنا هآخد عليكي الوصايه ومش هيقدر يقف في وشي، عمك محيلتوش مليم يصرفه على القضايا، كل فلوسه راحه على تعليم ولادة ولزوم المنظره،
أنا عرضت عليه اللي يشرفك قدام جوزك ويجهزك، لكن مدام رفض أقسم برحمة أبوكي ما هتآخدي مني مليم والأيام بيننا يا بنت أبويا (ويتهكم بسخرية ) خليه ينفعك عمك المهندس".
بكت سهيلة بحرقة وخوف من حديث أخيها وتهديده ووعيده لها، وأسرع عمها نحوها يفك ذراعها من يده القابضة عليها وأمسك فوزي من ذراعه وفتح الباب ليطرده
ليجد نور أمامه ينظر لهم باستغراب وهو بكامل أناقته لحضور زفاف أخته الوحيدة
ارتبك نور وسأله باستفسار
"هو في إيه يا باشمهندس؟، ومين ده؟".
لينزع فوزي ذراعه من يد عمه بعصبية ويصيح بغضب
"أنا كده فهمت، وإحساسي كان في محله، عايز تغدر بيا وتجوزها،
هو ده عريس الغفله".
وأمسك نور يريد أن يضربه، ليتدخل فخري ويدفعه بعيدًا عنه ويصيح فيه
"انت الجشع والطمع عمى قلبك، اطلع بره بيتي قبل ما أطلبك البوليس، واللي تقدر تعمله اعمله وهنشوف مين اللي هيضحك في الآخر، ويلا غور في ستين داهيه، وبكره ربنا هينتقم منك للي عملته في أبوك وطمعك في أختك يا خسيس".
نزل فايز باقي الدرج وهو يتوعد عمه بالانتقام وينظر لنور
"أما انت فحسابك هيكون معايا بعدين، لو فكرت تتجوز أختي من ورايا، أنا هاكون الوصي عليها و المسؤول عنها والولي عليها، فاهم وإلا لاء، ولقد أعذر من أنذر" .
ليلتفت نورناظرًا للمهندس فخري بتعجب و يسأله
"هو فيه إيه؟، ومين ده؟، أنا أول مره أشوفه".
تنهد فخري بألم وأغمض عينيه بحزن وتأثر بالغ وزفر بضيق
"مفيش حاجه يا ابني، شوية مشاكل فارغه، معلش إتأخرت على كتب كتاب أختك، يلا بينا كلنا جاهزين ".
تطلع لهم نور ولاحظ وجومهم، ماعدا سهيلة التي تنظر له بحب
ابتسم لها ووجه نظره لمايا و أطال النظر لها ليطبع ملامحها الهادئة الجميلة المحببة له في مخيلته وتنهد بعمق
"علشان كده طلعت ليكم استعجلكم، كلنا في انتظارك وبالذات إن بابا مصر تكون شاهد من الاتنين الشهود على كتب الكتاب، إيه رأيك موافق؟".
ابتسم له فخري بمودة
"ده شرف ليا، نجوى دي بنتي، يلا ميصحش نخلي الناس في انتظارنا أكتر من كده، يلا يا ولاد".
ونزلوا جميعا لكتب الكتاب الذي يعقبه حفلة الزفاف.
ومر باقي اليوم بسلام، وبحفل الزفاف كان نور طيلة الوقت يختلس النظر لمايا، التي تشيح دائما بنظرها عنه في خجل، لكن سهيلة تستغل نظراته إليهما و تنظر له وتبادله النظرات بإصرار عجيب، ويلاحظ نور نظرات سهيلة المستمرة له ويبتسم لها بمودة.
وتنتهز سهيلة فرصة مغادرة نور للقاعة لتخرج وراءه
وتناديه بصوت متوتر ومهزوز
" نور، اسطى نوررر".
استدار لها نور وذهب إليها، ليسألها باستفسار
" راحه على فين؟".
اقتربت سهيلة منه بجرأة وتبسمت في دلال
"خرجت وراك علشان عايزه أكلمك، من يوم ما خصلت الدراسة وانشغلنا في تجهيزات فرح نجوى، وأنا مش عارفه أوصلك أشعاري وخواطري، رغم إنك عمرك ما قلت رأيك فيهم، بس مجرد إني أعرف إنك قريتهم ولمستهم بإيدك بارتاح".
تطلع لها نور بغموض، مرتبكا من جرأتها وابتلع ريقه بصعوبة، وابتسم لها على استحياء وحدثها قائلا
"أنا كمان مشتاق لأشعارك وخواطرك، و رأيي فيها إنها كلها مشاعرملموسه وحقيقيه بجد، لو موجه لشخص معين يا بخته بيكي".
اقتربت سهيلة منه أكثر لترى منبت شعيرات ذقنه، وتشم عبير عطره، وتسحب نفسًا بقوة من أنفاسه القريبة لها، وأغمضت عينيها بهيام وعشق، لتقول بصوت هامس ساحر
"بجد يا بخته!، عايز أقولك إن في شخص واحد يستحقها".
وفتحت حقيبة يدها وأخرجت له ورقتين قائلة
" خد دول وانت هتفهم، بس المره دي بانتظار رأيك، لازم تقوله ليا وش لوش".
وابتسمت له مع تنهيدة حارة، وعضت على شفتيها بإثارة، وتهادت في خطوتها لتدخل القاعة وعين نور وراءها، ويزفر ويرفع يده يحركها متلمسا للهواء على وجهه لإحساسه بحرارة تجتاح جسده كاملا، ويضغط على قبضة يده بقوة، ويحدث نفسه
" لا انتِ مش سهله خالص".
ويضع الورقتين في جيبه ويعود للقاعه بعد أن أنسته سهيلة لماذا خرج، ليقابله مراد ويسأله
"ها، كلمت عامل البوفيه علشان ينزل الجاتوه للمعازيم".
ضرب نور بيده على جبهته وضحك
"ياهووه، نسيت، ثواني هاروح دلوقتي أوصيه ينزل الجاتوهات".
ليمسكه مراد من يده ويشده ويسأله باستغراب
"اومال خرجت في إيه؟، ومالك شكلك مرتبك ومش على بعضك؟، إوعى تقولي إنك كلمت مايا أنا شايف عينها عليك طول الفرح".
ضحك نور بسخرية ورد عليه
"لا انت بتحلم، بعدين هاقولك، بس الأول أروح للبوفيه".
انتهى حفل الزفاف وأخذ حمدي زوجته منطلقًا إلى عش الزوجية، وعاد نور وأسرته إلى شقتهم الخالية من أختهم.
بينما عاد المهندس فخري بأسرته إلى منزله، لتدخل مايا غرفتها ومعها ميار أختها وسهيلة المرسوم على وجهها علامات الفرح.
وضمت مايا أختها لحضنها، التي ذهبت للنوم سريعا، فقامت مايا من جوارها باكية بحزن على فراق صديقة عمرها بزواجها.
وتذهب لها سهيلة تواسيها وتسألها بحيرة
"انتي مش فرحانه ليها وإلا إيه؟، نجوى اتجوزت اللي بتحبه ، واكيد انتي بتتمنى اليوم ده زيها وإلا هتقوليلي إنك محبتيش، لأني مش هاصدقك بسبب اللمعة اللي بعيونك ،اللي بتأكد إن في حب بحياتك".
مسحت مايا دموعها ونظرت لسهيلة بخجل وحياء
"انتي بتتكلمي كده ازاي!!، وطي صوتك هتفضحينا، الحب احساس جميل وراقي، استحاله القلب يعيش من غيره، والانسان اللي مجربش الحب بيكون زي الميت، بس مينفعش نتكلم عن الحب بدون خجل أو حياء، لازم الحب يكون في إطار شرعي وعلني عشان ما يبقاش نزوة أو علاقه عابرة، ومش كل واحد يستحق تحبيه، أنا بحب آه، لكن اللي يناسبني ويناسب عقليتي وتديني، وبنفس الوقت اللي يراعي ربنا فيا، وعمري ما هاعترف بحبي ليه غير لما يكون زوجي، علشان ميستغلش حبي ليه ويكون متحكم في حياتي، أو يرتبط بيا كنوع من الشفقه عليا خوفا من إنه يجرحني لما يكون لغيري".
نظرت لها سهيلة بذهول وحدقت بها بدهشة
"مش ممكن!!، أنا اتوقعت انك بتحبي، لكن عمري ما كنت أتصور إنك تعترفي بحبك ليا، قوليلي بسرعه مين؟ وحبتيه من امتى؟، وهو بيحبك وإلا لاء، وازاي عرفتي إنه بيحبك".
ابتسمت مايا ابتسامة رقيقة وخجولة، وشردت كأنها تتذكر
"هو اللي خلاني أحبه، من عيونه اللي كل ما تيجي في عيني بتنطق باسمي كلمات الحب والغرام، وصوته اللي كل حرف بينطقه بيهمس بعشقه ،(وتتنهد بحرقة) آه يا سهيلة لما عيونا بتتلاقى بحسه بيسرقنى من نفسي لعالمه وبغرق في بحر حبه،
أنا واثقه إني لما أخلص كليتي هيتقدم ليا، عيونه بتقول اللي مش قادر يصرح بيه، وبالذات إنه مناسب ليا تعليم وأخلاق وتدين، وكمان مرتاح ماديا، يعني مفيش أي مانع يمنع ارتباطنا".
قفزت سهيلة بمرح وغمرتها بحضن قوي
"لو تشوفي عيونك بتلمع ازاي وانتي بتتكلمي عنه، ياه أنا باحسده على حبك ليه، بس قوليلي تعرفيه منين".
ابتعدت مايا عن حضنها ورفعت وجهها لها وتبتسمت
"هاعرفه منين؟، من الكلية طبعا، انت شايفه في حد مناسب ليا في الحارة، هنا كلهم صنايعيه فضلوا المال على التعليم، وانتِ عارفه بابا حلمه يوصلنا لأعلى الدرجات العلميه، واستحاله يقبل بزوج ليا أو لأختي أو زوجه لأخويا أقل من مستوانا التعليمي والعلمي".
ضحكت سهيلة وذهبت إلى الشرفة وفتحتها ونظرت نحو بيت نور و أخذت نفسا عميقا كأنها تتشمم ريحه واستدارت لمايا قائلة
"أنا بقى اتعلمت وخلصت، وموافقه على أي عريس ينقذني من أخويا وتحكمه بيا، حتى لو كان صنايعي أوجاهل بيفك الخط".
تحتضنها مايا من الخلف وتقبل خدها بأخوة وحنان
"متقلقيش هيجيلك اللي يناسبك ويستحقك، وإذا كان على أخوكي متخافيش ،بابا قادر عليها انتي متعرفهوش ويلا ننام، ميار نامت أول ما دخلت، وانتي شكلك عايزه تسهري، لكني مش هاقدر أنا على قد فرحي لنجوى على قد حزني لفراقها، يلا تصبحي على خير وعقبالك يا سهيلة لما تتجوزي اللي بتحبيه".
وتقبلها وتذهب لتنام بحضن أختها
تستدير سهيلة عائدة إلى الشرفة وتنظر لشرفة نور وتتنهد، وترفع يدها إلى السماء تدعو الله أن يكون نور من نصيبها
*************
وصل فوزي إلى داره متأخرا وهو غاضب ومتعصب لتقابله زوجته وتسأله بقلق
"مالك فيك إيه ؟، وإيه رجعك متأخر؟، مش قلت هتبات".
أزاحها من طريقه ودخل وهو يزفر بضيق وعصبية ويصيح فيها بعنف لينفس عن غضبه
"عمي بيتحداني، وعايزني أشتري نصيب أختي زيي زي الغريب، شوفتي!!، أخرتها اشتري حقي بأرض أبويا من أختي الفاشله اللي كانت بتفضحنا بعمايلها، كل ده بسبب دلع أبويا فيها، لكني هآخد الوصاية عليها، وهاخليها تتنازل عن حقها، من غير ما أدفع ولا مليم وهاجوزها لعثمان بيه وهآخد مهرها فدان أرض".
ربتت زوجته هند على كتفه وابتسمت في خبث
"اهدى كده وبلاش تتحدى عمك، اسمع مني، لو طلبت الوصايه على أختك هيآخدها، بسبب إنه راجل متعلم ومراته زيه وهو الكبير، ده غير إن أختك هتطلبه هو، أنا عندي ليك حل هيريحك وهيخليك تعمل اللي انت عايزه وزيادة".
تطلع لها بدهشة وحيرة
"إلحقيني بالحل يا أم العريف، هاتي اللي عندك".
ضحكت هند لزوجها وغمرته بحض قوي وسألته
"طيب قولي هتديني إيه قصاد ما هاريح بالك وهاوفر مالك؟".
يحضنها ويبتسم
"اللي هتطلبيه، بس قوليلي إيه هو الحل؟".
أخذت نفس عميق وجلست على فخذيه بدلال
"اسمع يا سيدي، بقى عمك بعد شهرين طالع عمره هو ومراته، وهيسب ولاده لوحدهم وأكيد كلهم هيروحوا مدارسهم وهتفضل أختك لوحدها في البيت، انت بقى تخدرها وتجيبها، وتاني يوم تجوزها ولما يرجع عمك يبقي يروح يطلقها لو يقدر".
احتضنها بقوة وسألها
" وانتي عرفتي منين؟".
ابتسمت
"أختك لما اتصلت أسألها على نتيجتها من كام يوم بلغتني إن عمها هيجيبهالها بعد ما يخلص ورق العمره هو ومراته، و إنهم هيطلعوا بعد شهرين، ها، إيه رأيك في الحل ده واستحق عليه إيه".
ضحك فوزي ضحكة شيطانيه شريرة وخبيثة
"حل ممتاز، وانتي ليكي أحلى دستة غوايش يا زوجتي العزيزة".
************
وتمر الأيام ويسافر أهل نور إلى الصعيد ويظل هو وحيد، مشتاق لرؤية مايا، وأشعار سهيلة التي أصبحت رفيقته وصديقة لياليه الموحشة ويسأل نفسه
"يا ترى مشاعر سهيلة حقيقه، لأن من الواضح إنها ليا وبالذات الشعر الأخير اللي عبر عن شوقها ليا"
وكان في حيرة من أمره و من قلبه فكيف يحب مايا ويعشقها بجنون ويفكر بكلمات وأشعار سهيلة الغرامية المثيرة
ويسأل صديقه مراد لعله ينقذه من جنونه
ليضرب مراد يده كفا بكف و يمسك نور من كتفه يهزه بقوة
"اعقل يا نور متخليش وحدتك واحتياجك للحب يضعفك ويضيع كل اللي بنيته، لو أي واحده هاقولك جرب معاها، لكن سهيلة لاء، ارتباطك بيها كارثه وفيه نهاية حبك لمايا".
تنهد نور بحرقة وأعطاه آخر شعر لسهيلة وقال له
"كلامها بيخترقني، بيوصل لقلبي، تصدق إني ساعات بمني نفسي وأغمض عيني وأتخيل إن مايا هي اللي كتباه ليا، قلبي بيرقص من الفرح ساعتها، لكني تعبان ومحتاج لحد في حياتي يعوضني وحدتي، ومايا مفيش أي تجاوب منها وبتهرب من نظراتي ليها و دي الحاجه الوحيدة اللي بقدر أعملها، عكس سهيلة اللي كل نظره منها بتصرخ بحبي، قولي أعمل إيه وأنا شاب وليا احتياجاتي، خايف ارتبط بسهيلة حجه عشان أقرب لمايا ،وكده هابقي باظلم نفسي وباظلمها معايا، دبرني يا وزيري".
شبك مراد يداه في بعضهما وفكر بتأني واستدار قائلا
"اسمع، مفيش غير حل واحد، مش انت قلت إن أبوها وأمها هيسافروا بكره، وهي راجعه من الكليه وقفها وإسألها عليهم وصلوا بالسلامه وإلا لاء، وبعدها قولها إنك بتحبها وعايز ترتبط بيها، شوف رأيها إيه، لو رفضت يبقى خلاص فكر بسهيله مدام شايف إنها بتحبك وشغلت فكرك وتقدر تنسيك حبك لمايا".
نظر نور باتجاه منزل مايا وتنهد بشوق لرؤياها ونظر لصديقه وضحك بسخرية
"مش هينفع أقولها إني باحبها، لإني لو اتقدمت بعدها لسهيلة هتشك اني باتقرب ليها، الحل إني أسألها هي مرتبطه وإلا لاء".
ربت مراد على كتفه بتشجيع
"كده تمام، اتوكل على الله من بكره، و يا ريت تعرفها انك هتبقى مهندس كمان كام شهر، يعني زيك زي أبوها ومناسب ليها".
تطلع نور إلى يوم الغد على أحر من الجمر وظل طوال الليل بالشرفة حتى يرى المهندس وزوجته وهما مسافران، ويراهما وهما يودعان أولادهم، ويرى بكاء مايا التي بالتأكيد يوصيها أبيها بإخوتها ، وأن مصطفى رجلهم في غيابه، وينطلق بعدها، ويلاحظ نظرات سهيلة له ليدخل مسرعا إلى غرفته ويراقب مايا التي تبكي سفر أبيها وأمها وقلبه يتألم لحزنها.
وفي الصباح يذهب إلى ورشته بانتظار خروج مايا إلى كليتها كي يراها ويطمئن عليها ويرى ميار وأخيها مؤمن ومعهم مصطفى ذاهبون لمدارسهم، ويشاهد من وراءهم مايا والتي تعود إلى المنزل مرة أخرى ويراها تتحدث إلى سهيلة، ومن الواضح أنها توصيها وتتركها وتتقدم باتجاهه.
ويدق قلب نور بشدة وهي تتقدم نحوه، ويراها فرصة سانحة ليسألها وينادي عليها بصوت خافت "آنسه مايا، آنسه مايا".
تتطلع له مايا باستغراب وتطأطأ وجهها إلى الأسفل بخجل وتجيبه
" نعم".
بلل نور شفتاه اللتان جفتا من الارتباك والتوتر وسألها
"والدك ووالدتك سافروا بالسلامة".
ترد عليه مايا وهي تنظر إلى الأسفل بخجل وحياء شديد
"أيوه، ووصلوا الحمد لله، شكرا لسؤالك، عن إذنك".
ليناديها نور بارتباك وحماس مفرط
" ممكن سؤال قبل ما تمشي".
ترفع مايا وجهه لترى بعيونه شوق وحيرة وارتباك لا تفهمهم ،وتجيبه بصوت عذب ورقيق "اتفضل".
يقترب منها نور ويغرق في عينيها الساحرتين ويشرد وهو يمني نفسه بأن يحتضنها ليبثها حبه وعشقه لها، لتسعل مايا وتخفض نظرها إلى الأسفل بخجل وتسأله
"ها اتفضل".
ينتبه نور إلى نفسه ويتشجع ويسألها
" هو انتي مرتبطه؟".
ترفع مايا عينيها له وتحدق في وجهه وترتبك قائلة ......!!!

الفصل الخامس من هنا
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close