اخر الروايات

رواية قسوة الجبروت الفصل الرابع 4 بقلم هاجر احمد

رواية قسوة الجبروت الفصل الرابع 4 بقلم هاجر احمد






صل الرابع ...
ارتعدت اوصالها من كلماته الاخيرة.. خشيت ان تلك ستكون النهايه فعلاً.... ولكن ما تعانيه الان كان اشد قسوة من الموت ..قسوه قبضته على رسغيها وفكها... شعرت انها ستفقد وعيها... من شده الالم... انها تعلم جيدا اسلوبه في تعذيب من تتجرا على اقتحام حياته... ولو صدفه... تعلم اسلوبه جيدا الذي يستخدمه في علاقاته مع النساء لاشباع رغباته الحيوانيه الثائرة... ألصق جسده بها عمداً ليشعرها بالمهانه وانها ليست الا خادمه وضيعه ينال منها ما يشاء كيفما يشاء وليست صديقه الدرب فدائماً كان يعاملها كشقيقته وليست خادمه ولكن هي من جنت على حالها لتصلها زلات لسانها لتلك الحال... بالرغم من سلاطة لسانها لمن يقترب منها الا ان شفتيها كانت عاجزه على مجاراتها... عاجزه عن التصدي لاسلوبه الفظ الذي ولاول مره يتعامل به معها...
لتردف بغضب وتلعثم : ي.. يكفي... الي.. هنا ويكفي... لقد سئمت من اسلوبك وطريقتك هذه...
لينحني امام شفتيها ويردف بصوت اقرب لفحيح الافعى : انا لسه معملتش حاجة...
لترتسم ابتسامه وضيعه متشفيه على حالها ونظراته حاده قاسيه...
نظرت بأتجاه عيناه لتردف : هذا لا يخيفني ...بل يزيد من ضعفك الذي يظهر امامي....
ترك رسغيها ممسكاً بكتله من شعرها وجذبها بعنف صائحاً في وجهها بقسوه : انتي قدامك دقيقتين تختفي فيهم من قدامي لا اما وعزه وجلاله الله هدفنك هنا سامعه... ومتنسيش نفسك معايا
ليلقي بها علي الارض... لتتكوم علي نفسها محاوله تجميع شتات نفسها وضبط اعصابها وانفعالتها... حاولت النهوض من على الارضيه ولكن قدماها خانتها فسقطت مره اخرى... نظر لها بهدوء عكس ما بداخله من غضب يكاد يقتلها لولا صلتها به منذ الصغر فهي كانت الملجأ والملاذ من بطش والده واعمامه.... كانت تهدئ من روعه في اوقاته العصيبه التي مر بها... ضيق حاجبيه بضيق لرؤيتها ترتجف ثم انهارت باكيه من شده خوفها من بطشه انحنى امامها ليردف : وده جزاء اللي يعاديني ي روت... ده واحد من المليون من اللي ممكن اعمله فيكي او في اللي يعاديني...
لا يستطيع انكار انه شعر بالغرور والثقه في قدراته في بث الرعب في النفوس... شعور الانتشاء والقوى يزداد في كل مرة يستطيع ان يكسر فيها شوكة احد او رؤيته ذليلاً منكسراً.... شعور الطغيان والتجبر لا يليق الا به...
كانت تمتلك من عزه النفس ما يمنعها من البكاء امامه ولكن انهيارها خالف توقعاتها وضعت كفيها على وجهها ولكن صوت نحيبها وشهقاتها مازالت ترتفع...
اردف فارس بحده : برا يا روت.. اطلعي بره..
كانت دائماً بجانبه.... كان يعامل الجميع بطريقه فارس الشرقاوي الا هي كان يعاملها وكأنها شقيقه له... يخاف عليها لا يسمح لاحد بإيذائها بالقول او الفعل.. ولكن هي التي اوصلت الحال الي ذلك....
حاولت الوقوف على قدميها... ونجحت بصعوبه متجه الي باب الغرفه اما هو فمازال واقفاً وابتسامه سخريه ممزوجه بثقه مرتسمه على شفتيه... اتجه بعدها لغرفته لينعم بحمام دافئ قبل الذهاب لعمله... بعد ان انتهي من حمامه.. خرج وقد حاوط خصره بتلك المنشفه الكبيرة والاخرى يجفف بها شعره... ليجد من يطرق على باب الغرفه... يعلم جيداً ان لا احد من الخدم يجروء على الاقتراب من غرفته سوا هي ليسمح لها بالدخول وهو غاضب منها...
لتجده عارياً كعادته... فقط تلك المنشفة تحاوط خصره .. وجهت نظرها له...
روت : اريد ابلاغك ان الفتيات بالاسفل في انتظارك...
اردف بجمود دون النظر لها : طيب...
تقدمت بضع خطوات منه لتقف خلفه وهي منكسه الرأس في خزي لتردف في حزن واعتذار : انا اسفه... لقد اخطئت عندما تعديت حدودي معك...
نظراليها بطرف عيناه دون ان يلتفت لها ليستمع الي اعتذارها...
لتردف : اتفهم انك غاضب... ولكن هذا ليس مبررا لتجرح يدك...
لتقترب منه ممسكه بكفه المجروح لتقوم بلثمه بشفتيها الرقيقه... لم يندهش من فعلتها فهو يعلم انها تحبه بل وتخاف عليه الهوا... ولكن سحب يده بهدوء منها ليربكها ويشعرها بالخزي من فعلتها... ولكنها تتفهم انه مازال غاضبا منها لتقترب منه اكثر ناظره لكلتا عيناه البندقيه بهدوء ثم احتضنته بقوه وكأنها تنفس غضبها منه به....
ليجد نفسه يحتضنها ويربت على ظهرها بحنو بالغ... لتنهار باكيه بأحضانه... ليبعدها عنه يجد عيناها الزرقاء التي يعشقهما مليئه بالعبرات وكانها تشتكيه ما فعله بها ليحتضن خصرها وربت على راسها واضعاً راسها على صدره...
ليردف بصوت هادئ رخيم : انتي اختي...
لتتنهد بعمق مخرجه زفيراً طويلاً مردفه : وانت شقيقي....
ليردف بنفس هدوءه: ومفيش حد بيأذي اخواته... بس بلاش انا وانا متعصب يا روت علشان اللي حصل ميتكررش تاني سامعه..
لتردف بأنصياح : امرك...
صمتت ملياً قبل ان تردف بشئ تذكرته وابتسامه لعوب مرتسمه على شفتيها: اكنت تتعمد الالتصاق بجسدي لتهينني...
ليرد عليها بتسليه وابتسامه ثقة مرتسمه على محياه: مانا لو عايز ألزق في جسمك هلزق محدش يقدر يمنعني... ولو عايز اخد حاجه هخدها بمزاجك او غصب عنك يا روت...
لتردف بضيق : هذه وقاحة...
ليقترب منها معلناً ضيقه وغضبه من ردها.. ليقف قابلتها...
لتردف مصححة مفهومه الخاطئ : ليس انت وانما اسلوبك..
ليردف : وانا ايه واسلوبي ايه... مش واحد برضو ..
اقتربت منه لتضع يدها على خصره محتضنه اياه مردفه : لا ....انا احبك انت ولا احب اسلوبك...
ابتسم بثقه وسخريه على جرائتها التي اعتاد عليها...
ليردف : مش ورانا شغل برضو.
روت بتذكر : اووه.. يا إلهي لقد نسينا الفتيات...
ثم فرت هاربه من امامه في لمح البصر... ارتدي بدلته الرسميه الخاصه بالعمل ذات اللون الرمادي مما اضاف عليه اناقه ووسامه رجوليه واضعاً ساعه يده و برفانه ذو الرائحة الجذابه وهبط للاسفل... ليجد روت تقف امامه مقدمه اليه خمس فتيات ليختار منهن اثنتين... وقف امامه بهيبته وشموخه ارتعدت الفتيات من هيئه رب عملهم الجديد ومن شخصيته الغامضه و جفاءه وبروده وغروره الزائد وعنجهيته.. وطريقته القاسيه... ليشير بيده لفتاتين جميلتين ذو طابع هادئ وعينان بنيه تشبه الاطفال ورموش كثيفه وشفتين منتكزتين واحداهما قصيره القامه قليلاً اما الاخري متوسطه الطول....اشار لهما بيده وطلب من الاخريات الانصراف طلب من روت ان توضح لهم طبيعه العمل وقانونه في هذا القصر حتي لا يصدر اي ضوضاء منهم... ثم انصرف لعمله...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
في ذلك المطعم..
انتهت نور من عملها مبكراً لتعود لمنزلها قبل ان تاتي زوجه اخيها من منزلها ايضاً لتعكر مزاجها... وصلت الي تلك المنطقه الشعبيه قليلاً وذلك المبني شبه المتهالك الذي تقتن فيه لتصعد درجات السلم بأنهماك تام بدى على تقاسيم وجهها... لتدلف للداخل واتجهت لغرفتها ابدلت ملابسها واتجهت للمطبخ وقامت بطهو الطعام لها ولوالدتها... وما ان انتهت حتى وجدت شقيقها يفتح الباب بالمفتاح دالفاً هو وزوجته منه.. نظرت لهم بهدوء وانصرفت دون كلمه لتطعم والدتها وتهتم بتناول دوائها... وبعد انتهائها اتجهت لغرفتها للاستذكار ... مرت الساعات بطيئه وقد علمت ان شقيقها قد انصرف لعمله الثاني حتي شعرت بهدوء غريب لتتحرك للخارج ولكنها لم تجد احداً ولكن سمعت صوت همهمات تاتي من غرفه شقيقها... اتجهت نحو الباب وتلصصت على زوجه اخيها لتقطب حاجبيها بعنف وعلامات الضيق والغضب ترتسم على وجهها مما سمعته.............................................

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close