رواية الخطيئة الفصل الثالث 3 بقلم سلمي سمير
#القلب_وما_يعشق
#الفصل_الثالث
**__***__**_
بعد انصرف سهيلة فتح نور الظرف وقرأ أول سطر منه
ليعاود النظر لها بذهول ويشهق بقوة
" يا بنت الناصحه، لا شكلك مش سهله خالص".
وهو يحدث نفسه ويضحك.
ليتفاجأأ بمراد صديقه أمامه ، ينظر له باستغراب ويسأله
"مالك يا نور ؟، هي وصلت تكلم نفسك كمان، هو الحب بجنن كده، لا انت هتخليني أخاف أحب".
تبسم نور لاستغراب صديقه وضمه من كتفه قائلا
"لا متقلقش، مش الحب اللي خلاني اكلم نفسي دي من الصدمه والحيرة ازاي سهيله تبقى بنت عم مايا الملاك بصراحه فرق السما من الأرض بس هاقول إيه بيكونوا اخوات وبيختلفوا، يعني مثلا مايا بنت عاقله وخجوله ومحترمه وكلها على بعضها كده زي الملايكه صعب
تلاقي زيها اتنين كانها جوهره يقتنيها الرجل في بيته ويفخر بيها إنها ملكه ،أما بنت عمها شكلها جريئة وشقيه وناصحه زيادة عن اللزوم ويتخاف منها".
تطلع مراد لنور بتساؤل وحيرة وحدثه قائلا
"استنى هنا، مين سهيله دي كمان ؟،أول مره تجيب سيرتها، إيه يا أسطى نور هي البنات هتحلى بعينك وكل يوم هتحب واحدة، بس اسمع بعد مايا حبك الأول أي واحده هتعرفها بعدها هيبقي زوقك في النازل وهتبقى رمرمه يا مان".
ضربه نور في كتفه ضاحكا
"انت أهبل يا مراد، هو بعد ما القلب عشق مايا والعين شافتها متخيل إن حد يقدر يملى عيني أو قلبي بعدها، بقولك إيه تعالى معايا الورشه أخلص شغل الزباين اللي مستنين من بدري وبعدها نروح الكليه ، وبالطريق هاقولك مين هي سهيله وإيه حكايتها ،وتقولي رأيك في أفعالها بصراحه ، اتفقنا ".
ويضرب مراد كفه بكف نور اتفقنا . ويذهب معه للورشة.
***********
تصعد سهيلة لشقة عمها، بعد أن سلمت أشعارها لنور
لتقابلها الصغيرة ميار وعلى وجهها تكشيرة وعبوس
فتتطلع إليها سهيلة بحيرة وتسألها
"مالك يا ميار يا حبيبتي؟، وواقفه على السلم كده
ليه؟".
لتزيد ميار في عبوسها و تتحدث بصوت خافت لكنه حاد
"انتي إيه اللي عملتيه ده ؟!، أنا لو قولت لماما هتعاقبك ويمكن ترجعك البلد لأخوكي، اسمعي يا أبله سهيلة أنا بحبك، لكن بحب بابا وماما أكتر منك وبخاف على سمعتهم اللي بنتشرف بيها في الحارة، واللي انتي عملتيه كان غلط في حقنا كلنا، انت متعرفيش بابا بالنسبه لأهل الحارة إيه، دول بيضربوا بيه المثل وبينا في الأخلاق والتربية، وتيجي انتي بكل بساطه تضيعي السمعه الطيبه دي بوقفتك على ناصيه الشارع مع الاسطى نور ويشوفك كل أهل الحارة وهما عارفين انك بنت أخو المهندس فخري أنا مش هاسمح ليكي و لا لأي حد يغلط في حق بابا بسببك فاهمه ولا أعيد تاني".
ترتبك سهيلة وتبلع ريقها بصعوبة وتصعد الدرجة الفاصله بينها وبين ميار وتأخدها بحضنها لتحاول أن تمتص غضبها
"اسمعي يا ميار أنا قابلته بالصدفه وشكرته ومشيت بسرعه وأنا اكيد زيك يهمني سمعة عمي، أوعدك إنها مش هتتكرر ولو اتكررت اشتكيني لعمو ومامتك ومايا اتفقنا ".
تلين ملامح ميار وتتطلع لها بغموض وتقول
"ماشي يا أبله سهيلة اتفقنا، لكن لو اتكررت أنا مش هقولك بس هوري صورك دي لبابا انتي والاسطى نور ،(وتضحك) ما أنا صورتك علشان مش تكذبيني، وياعالم مين صورك غيري".
تتوتر سهيلة بشدة وتتلعثم بالكلام
"لا خلاص ، هي آخر مره ومش هتتكرر أوعدك". وتقبلها لتصالحها
وتحدث نفسها
" بقى أنا اللي باقول على نفسي ناصحه غلبتيني يا بنت عمي وطلعتي أنصح مني، آه منك ".
وتأخذها وتدخل، وما أن رأتها زوجة عمها حتى هدأ قلبها من القلق عليها فهذه أول مرة تذهب فيها للمدرسة و تعود بمفردها.
وبعد العصر تعود مايا من كليتها ويتجمعون سويا لتناول طعام الغداء بعد أن أصبحت سهيلة و كأنها فرد منهم .
وبعد أن فرغوا من تناول الغداء تدخل سهيلة غرفتها مع ميار ومايا وتبدأ في مراجعة دروسها كبنات عمها لتتفوق مثلهم.
ليطرق باب الشقة قبيل العشاء، فتطلب أشجان من ابنها مصطفى أن يرى من الطارق، ليجد جارتهم نجوى أمامه تبتسم له وتدفعه بخفة وتدخل وهي تمزح معه قائلة له
"وسع كده خليني ادخل، وانت بقيت عامل زي ضرفة الباب كده، قولي هما بيأكلوك وإلا بينفخوك".
وتنادي "يا مايا يا ميوووش ".
تخرج مايا على صوتها مسرعة وتغمرها بحضن قوة
ووراءها ميار وسهيلة التي تنظر لها باستغراب
تغمزها مايا في كتفها وتهمس لها
" بطلي تغلسي على مصطفى، بيضايق من تريقتك عليه وتعالي اعرفك على بنت عمي سهيلة".
تمد نجوى يدها إلى سهيلة وتتطلع لها بنظرة تشملها من تحت لفوق كأنها تتفحصها وتقيمها وتضحك لها بطيبه
"أموره أوي بنت عمك، وتهمس لها بس انت أجمل بمراحل".
تضحك مايا من عفوية وتلقائية نجوى وتحدث سهيلة
"أعرفك على نجوى بنت عم ياسين، أخت الأسطى
نور،فاكراه".
تملأ الابتسامة وجه سهيلة، وتشعر بالسعادة تغمر قلبها أن نور وفى بوعده لها وأرسل أخته لتتعرف عليها وتصبح صديقتها، تغمرها سهيلة بحضن قوي، يعبر عن فرحتها لصدق نور معها، تبتعد عنها نجوى باستغراب وتنظر لمصطفى العابس، تذهب له وتدفعه في كتفه برفق
"بجد انت بتزعل من هزاري معاك يا طفطف، دا انت اخويا الصغير، وباعتبرك زي فارس بالضبط ،ومتزعلش يا عم لو زعلتك، بكره تتمنى حد يهزر معاك زيي، كلها كام شهر واتجوز ومش هتشوفني تاني".
تخرج أشجان وتسمع كلام نجوى و تحضنها بحنان
"ربنا يتمملك على خير، كل بنت مسيرها تتجوز، بس مش عارفه انتي بنتهم الوحيدة مستعجلين على جوازك ليه".
تتنهد نجوى بألم لفراق أهلها وتقول بنفاذ صبر
"علشان بابا عايز يسافر الصعيد، ومش معقول هيسيبني هنا لوحدي، قال يجوزني ويخلص من همي ،بذمتك يا طنط أنا هم، بقى السكر والشربات المكرر ده هم ،بس نقول إيه مخ صعايدة".
يضحكون على كلام نجوى المرح وتسألها أشجان
"تعالي اقعدي وقوليلي ليه جايه في وقت متأخر كده مش عندك مدرسة بكره وإلا إيه؟".
تجلس نجوى بجوار أشجان وتضحك
"هو ده مربط الفرس، المدرسة، أنا لمحت سهيلة في المدرسة والشارع كذا مره ، وقلت يمكن سكان جداد ولما سألت نور قالي إنها بنت اخو الباشمهندس قولت يادي الهنا يادي الهنا أخيرا لقيت صاحبة محترمه بدل أصحابي العرر اللي أعرفهم، وعنها ولبست العباية وجيت جري أتعرف عليها ونبقى أصحاب الكام شهر اللي جايين، ونروح سوا ونرجع سوا بدل ما كل واحده منا تروح لوحدها، إيه رأيك يا خالتي أم مصطفى".
تضحك سهيلة وتنظر لمايا التي تنظر لها باستغراب وتسألها
"بس مين قالك إن سهيلة بتروح لوحدها، أنا بوديها ومصطفى بيجيبها والنهاردة بس كان أول يوم تروح لوحدها".
تطلعت لها أمها لتصمت وتربت على كتف نجوى
"ماشي يا نجوى وأنا مش هالاقي صاحبه أحسن منك لسهيلة، الصبح عدي عليها خديها معاكي في سكتك، بس اسمعي انتي هتكوني مسؤوله عنها قدامي، ماشي".
وتنظر لسهيلة
" وانتي ابقي جهزي نفسك من بكره علشان تروحي معاها وترجعي معاها كل يوم فاهمه".
تحضن سهيلة زوجة عمها بفرحة
"حاضر يا مرات عمي ".
تتطلع لهم مايا باستغراب وتسأل نجوى
" تحبي تشربي إيه؟".
تنهض نجوى من مقعدها وتحضن مايا وتقبلها بحب
"لا أنا اتأخرت ، اسبوع كده وآجي اقعد معاكي انتي وسهيلة، يلا سلام".
وتقرص مصطفى من خده وتقول له
"متزعلش يا طفطف انت حبيبي وربنا ( وتعبس في
تمثيل ) وانت كبرت كده وخدودك نشفت وبقت خشنه زي الرجاله( وتحدق له بقوة ) إيه ه هو انت هتبقى راجل بجد".
وتخرج تجري وهي تضحك ومصطفى يغلق خلفها الباب ويتطلع لأمه وأخته
"عارفه يا مايا نجوى هتوحش الواحد بجد بعد ما تتجوز".
تتنهد مايا بضيق وحزن
"فعلا نجوى هي صديقتي الوحيدة، والحمد لله ربنا هيعوضني بحرماني منها بسهيلة اختي وبنت عمي". وتحتضنها بقوة
لتلف ميار ساعديها أمام صدرها دليل على غضبها
"وأنا روحت فين يا أبله مايا وإلا شايفاني صغيرة منفعش صديقتك زي سهيلة".
تحتضنها مايا بحب وتقبلها
"انت العسوله والدلوعه بتاعتنا ،انتي الملكه يا آنسه ميار، يلا تعالي أنا هآخدك في حضني وهاسيب سريري لسهيلة تنام فيه لوحدها إيه رأيك؟".
تحضنها ميار بقوة وتصيح بفرحة
" موافقه طبعا ".
و تدخلن لغرفتهن، وتعود أشجان لغرفتها .
وتنظر مايا لسهيلة وتسألها
"إيه اللي حصل بره ده ؟،نجوى أنا عارفها كويس على قد ما هي فرفوشه ومرحه وعشريه لكن مش من طبعها إنها تتعرف على الناس بسهوله كده، ده غير إنها معرفتكيش غير لما قدمتك ليها، يعني كلامها عن إنها لمحتك وشكت إنك ساكنه جديدة كله كلام فارغ، ممكن بقي تفهميني إيه اللي حصل النهاردة وخلاها تيجي تطلب صداقتك وكمان ترافقك وانتي لسه رافضه حد يوديكي ويجيبك، ها انطقي".
ترتبك سهيلة وتحاول تأليف كذبه لتنقذها ميار
"انا هاقولك يا أبله، الصبح وأنا نازله شفت نجوى وسألتها هو انتي مش في مدرسة فني تجارة زي
سهيلة ، قالتلي آه قولتلها يعني انتي مع سهيلة
بالمدرسه قالتلي سهيلة مين ؟،قولتلها بنت عمي
قالتلي خلاص أنا هاجي عندكم النهاردة اتعرف عليها وأزور مايا وبالمره أقولها نروح سوا ".
تحدق مايا في وجه أختها وتتمعن فيه بقوة لتتحقق مما تقول وتتنهد بانزعاج وتكلم أختها بضيق
"هاصدقك لأننا متربناش على الكذب ، بس أنا حاسه ان في حاجه غلط ومش مظبوطه، يلا تعالي بحضني عندك مدرسة الصبح وانا عندي محاضرة بدري ، وانتي يا سهيله اتمني تكون علاقتك بنجوى كويسه لانها بنت ممتازة في أخلاقها".
تضحك سهيلة بمكر لا تفهمه مايا وتقول
"دا أنا علاقتي بيها هتكون أبديه، متقلقيش تصبحي
على خير".
ترفع مايا حاجبها في دهشة وتحدث نفسها
" يعني إيه أبدية؟".
وتنام بجوار ميار التي تغمز لسهيلة تعرفها بأن لها جميل عليها.
**************
تعود نجوى لبيتها وترى أخيها نور بانتظارها تنظر له باشمئزاز وتقول له بسخرية
"بقى هي دي اللي تصوم تصوم وتفطر عليها، عارف يا أبيه أنا بصراحه عمري ما اتمنيت ليك زوجه غير مايا، هي الوحيدة اللي تستاهل قلبك الأبيض وروحك السمحه، لكن سهيلة دي شكلها مكاره ومش سهله، وبصراحه مرتحتش ليها، بس علشان خاطرك روحت زي ما طلبت مني ونفذت كل أوامرك ، و هاكون صاحبتها وبس مفيش حاجه تاني اكار من كده فاهمني طبعا".
يحضنها نور ويقبل رأسها ويمازحها
"يا هبله سهيله مين اللي أفكر فيها، هي طلبت مني خدمه، وأنا اتكسفت منها، وقلت إن صداقتها ليكي أسلم طريقه، لكن انت عارفه عيني لا بتشوف ولا بتمنى غير مايا، بس معنديش أمل فيها، هي فين وأنا فين، مايا بالنسبالي حلم مستحيل، ممكن أحلم بية لكن مستحيل وصعب احققه".
تحضنه أخته وتربت على كتفه وتصيح فيه
"إيه انت ليه بتقلل من نفسك كده، أخلاقك الكل بيحلف بيها وكسيب وجدع وشهم، صحيح أبوها راجل متعلم وأمها وهي كمان، بس الراجل ما يعيبه الا جيبه وانت ماشاء الله بتكسب كويس، وكمان المهندس فخري بيحترمك ويقدرك ، وأنا واثقه لو اتقدمت ليه مش هيرفضك ، كل أب بيتمنى لبنته زوج زيك، ثم هما مش أغنيا علشان يتبطروا عليك، اصبر بس تخلص كليتها وانت تكون جهزت نفسك واتشجع واتقدم، وصدقني أنا واثقه إن مايا مش هتكون لغيرك وبكره تقول نجوي قالت".
يضحك نور لأخته بابتسامة حزينة
"يا رب يا نجوى، يلا ادخلي جهزي العشا، مع ماما محتاسه لوحدها في المطبخ وفارس مغلبها، وأنا هادخل استحمي وأغير لبسي".
وتدخل نجوى لأمها لتساعدها في إعداد العشاء، ويدخل نور غرفته ويفتح الظرف الذي أعطته له سهيلة و يعيد قراءة الشعر ،
مجنونه بيك وعاشقه ليك يا عمري
تمائم كلمات العشق لا تكفيني
يحي حبك داخلي نبضات قلبي
******
سابقي علي عهدي لك
أحبك دوما كما عاهدتني
عيون متلهفة للقاء
تعاني الشوق والشقاء
روح تتمزق من الوحدة
فراقك مؤلم كالموت
*****
لن أنسي عيناك وهي تلتمع عشقا
كفي.. الن تعود لي
*****
بعادك يمزق نياط قلبي
عيناي لن تكف عن البكاء
شئت أم أبيت ساشتاق
قاربت روحي أن تفارقني
ياقلب مزقه البعد والجفاء
****
يكفي ماأعانيه من لوعة
اشتياق فاق الحدود
**
حب عبر الدروب
بعادك ام هروبك الن تكتفي
**
عشقت لما العناد
مادام قلبك ينبص إغدقني
روحي تشتاق لضمة تحتويني
يا حبيبي عد لي ولا تفارقني
***
بحر أغوص فيه شوقا
حياة مليئة برغبة وتوقا
بعادك ينخر العظام الما
كابدت حتي تعود
*****
يوسفني أن أخبرك.. بانك قاسي القلب
أكتب اليك الان بدمع يملا العين
***
ناديتك واخبرتك بصدق مشاعري
وسالتك الم تاتي لتبادلني
روحي تتمزق شوقا وتريد مفارقتي
*****
سماء واحدة ومنزل يجمعنا
أحمل منك طفلا ثمرة عشقنا
حلمي أن تنطق شفتاك اسمي
بحب وتغدقني شوقا
كلمات يرددها عقلي أملا
****
حسبت يوما للقاء الن يحن بعدا
تاهت الحروف لتظل بحبك ارددها دوما.
ياحبيب وليت ظهرك وتركتني قسرا
***
اي قلب تملكه أخبرني علي احدث له أمرا.
ليتك التفت لتطالعني وارمقك بسهام الحب شوقا
مهما ابتعدت ساضلل قلبك حبا
مازلت ماهرا في الكذبا
أيها الحبيب الم يحن اللقاء بعدا
تالله لتاتي مهما طالت المدا
******
زار طيفك احلامي فعشقني
وابكاني لفراقنا الذي طال ايام وسنين
جمال عينيك يأسرني و ياخدني لعالمك يواريني
تهديني نظراتك وتبخل عليا باحضانك لارتوي من عشقك
كفي لم اعد احتمل بعدك عني فخذني إليك
***********
مادمت أثق في قلبي يا ملكا
احرام علي قلب أحب سنين عددا
يجتمع بعاشقه وليكن يوما
اشتاق وسانتظرك حتي يواريني التراب عمدا
********
__فلاش باك
ينزل نور ومراد من الأتوبيس أمام كلية الهندسة ويبادره مراد
"ها ياعم قولي بقى حكاية سهيلة، مين دي وتقرب لمايا إيه؟".
يتطلع له نور بحيرة ويفكر برهه هل يقول له أم لا،ويقرر أن يشرك صديقه في آخر الأمر بما حدث ويأخد رأيه
"بص يا سيدى، سهيلة دي بنت عم مايا ، فاكر لما قولتلك اني قابلت المهندس بليل وكان معاهم بنت تعبانه".
يقاطعه مراد
"آه فاكر ، بس انت قلت إنها كانت بتمثل وكانت سعيده و انت شايلها و ضاممها ليك".
يقاطعه نور ويسترسل في حديثه
"أيوه فعلا وأنا فهمتها إني عارف، النهاردة وأنا واقف
باخرط حته لتصليح عجله لقيتها واقفه على الناصية بتضحكلي،بصراحه استغربت وقفتها ،وخفت حد يعاكسها من غير ما يعرف هي تبع مين وهتبقى فضيحه، روحت ليها، لقيتها بتشكرني وطلبت مني أقرى أشعارها ، وأقولها رأيي، بصراحه أنا خدتهم منها وقلت ليها متكررش اللي عملته ولقيت ليها حل إنها تبقى صاحبة أختي وتوصل معاها اللي عايزه تبعته، المشكله كانت في طريقة دلعها معايا، حسيتها جريئة جدا ،و عندها خبره واشعارها اللي اكدت ده، خد شوف".
ويأخد مراد الظرف ويقرأ الأشعار ويعيدها له قائلا
"أشعار عادية ، كأنها خواطر أكتر منها شعر، بس غريبه دي مكتوبه على الاله الكاتبه وكمان كلها مشاعر ".
يسحب نور نفس عميق
"هو ده، حسيتها بنت ذكية، لا كاتباه بخطها ولا عليها اسمها كانها بتاخد احتياطها لأقول لعمها أو افضحها".
يمط مراد فمه بلا مبالاه ويقول له
"وايه يعني ؟، هي فعلا جراءه منها وبالذات إن بنت عمها ملتزمه جدا وعمها راجل سيرتة طيبه، بس كلامها عادي وحذرها طبيعي لواحد متعرفهوش، بس يمكن نقلاه من حد
،لكن طريقة دلعها عليك مرتين، مره لما نامت في حضنك ومره بأسلوب كلامها معاك وعرض اشعار رومانسيه عليك ده بيثبت إن البنت واقعه فيك، بس حاسب أي علاقه ليك معاها هتضيع منك مايا، وانت بتعشقها بجنون وبتكافح علشان تكون جدير بيها فأنا بحذرك وسيبك من الهبل اللي كتباه".
يفتح نور الظرف ويقرأ الأشعار مرة ثانية وينظر لمراد
"بس لو قولتلك إني حاسس ان الكلام ده صادق ودخل قلبي،وهزني ،وحاسس إن كل كلمه فيه ليا، لدرجة حاسي إن اسمي فيه، مش عارف حاسس ان الكلام ده مكتوب بحب حقيقي والمقصود بيه انا وبس".
يلتفت له مراد ويقف أمامه ويضربه على وجهه بخفه
"اصحى، فوق يا نور، دي بنت عم حبيبتك، مينفعش تفكر فيها، أنا حاسس إنك منجذب ليها علشان كلمتين كتبتهم".
ويهزه بقوة فوق يا نور فوق .....باك
يفيق نور من شروده على صوت أمه تدعوه للعشاء
********
وتمر الأيام وتزيد سهيلة من ارسال اشعارها لنور ،بدون انتظار أي رد منه أو رأيه فيها ، كل غرضها كان توصيل مشاعرها التي بدأ نور يشعر بها بقوة ، وتمكنت برسائلها ان تقنعه انه تكن له مشاعر حقيقيه ، واستطاعت ان تغير من نظرته لها بدون أن يشعر، فاصبح منجذب لها وفي شوق دائما لرسائلها.
وتنتهي السنة الدراسية بنجاح سهيلة ونجوى.
ويتحدد موعد زفاف نجوى، وكانت مايا وسهيلة أقرب من تعرفهم و كانتا تساعدانها في تجهيزها وشراء مستلزمات ليلة زفافها.
..................
ويوم الزفاف في شقة المهندس فخري والكل يتجهز لحضور عقد القرآن والزفاف يسمعون طرقا على الباب
لتذهب سهيلة لتفتح الباب بتسرع وهي تعدل من طرحتها .
فتحت الباب و وقفت مذهولة من الزائر الذي كان يحدق بها بقوة وتتلاقي عيونهما لترى فيهما سهيلة ما .......!!!!