اخر الروايات

رواية ذئب رحيم الفصل الثالث 3 بقلم اسماء الكاشف

رواية ذئب رحيم الفصل الثالث 3 بقلم اسماء الكاشف 





فى المساء
تقف سما امام النافذه وتنظر الى الحديقه الواسعه بقصره اللعين كما تصفه فذلك القصر رغم جماله واناقته الا انه كسجن او قفص يطبق روحها الهالكه هى سجينته وهو قد تفنن بدوره كجلاد لها وقد تناسى انها انسانه من لحم ودم يشعر ويكره اغمضت عينها عند هذه الكلمه وهى تردد بخفوت ....
".. ليه مش قادره اكرهك مع انى مجروحه منك بس ..!!"



ضربت راسها برفق بالنافذه وهى تشعر انها ستنفجر لما قلبها اللعين يعاندها هذه المره وهل كان القلب يوما يتبع العقل فالقلب سيد نفسه دائما



اخرجها من شرودها صوت طرقات على الباب تجاهلتها بالبدايه ولكن مع اصرار الطارق ردت بخفوت وهى تنظر من النافذه مواليه ظهرها للباب ...
".. ادخل ...!!"



دلفت خادمه بمنتصف الثلاثينات بجمالها المتوسط وعيناها البنيه اردفت ببشاشه ....
".. فارس بيه مستنى حضرتك على العشاء تحت ..!!"



التفتت اليها بنظرات حزينه فبدت عيناها كبحر هادئ خالى من الامواج التى تعطيه قوته حاولت الاعتراض لتهتف بهدوء خافت ..
"..بس ...!!"
لم تعطيها فرصه للكلام فقاطعتها مردفه ..
"... وبيقول لحضرتك من غير اعتراض والا انه هيطلع بنفسه ينزلك ....!!"
جحظت عيناها فهتفت بسرعه ..
". هاا لاء خلاص انا نازله وراكى على طول ....!!"



ابتسمت الخادمه على برائتها ثم انسحبت بهدوء تاركه سما فى حيره من امرها هى تخشى لقائه بعد لقائها الآخير ولكنها مضره ان تنفذ اوامره لفتره قصيره حتى تأتى ساره لانقاذها تنفست بعمق وخرجت من الغرفه تحركت بخطوات مرتبكه ومتردده تاخر قدما وتقدم اخرى حتى وصلت امام السفره وجدته يجلس على مقدمه السفره تقدمت منه بتوتر وهى تفرك يدها وقفت امامه مباشره فرمقها بنظرات متعجبه وهو يهتف ببرود ..
".. مالك واقفه كده اقعدى ...!!"



فركت يدها بتوتر كطالب لم يكتب الواجب المنزلى اذدرت ريقها وهتفت بنبره مهتزه خائفه ...
".. انا شبعانه ...!!!"
هتف بصوت مرتفع نسبيا ..
".. سما قلت اقعدى ...!!"



انتفضت من صوته المرتفع واخفضت راسها بقله حيله ثم جلست على كرسى بعيد عنه ونظرت امامها بتنهيده طويله حبستها بداخلها
تنهد بغضب وهتف بحده ..
".. ايه هو انا جربه اووى كده على شان قاعده بعيد عنى ....!!"
قضبت حاجبها بااستغراب ليهتف بحده وهو يشير الى الكرسى المجاور له ..
"... تعالى هنا ...!!!"



كطالب مطيع نهضت من كرسيها وتحركت ببطئ للكرسى المجاور له جلست باارتباك وخجل من قربه المهلك لها
فاابتسم على طاعتها له فهتف بسعاده ....
".. شطورة وبتسمعى الكلام وبعد كده ده مكانك ملقكيش قاعده على غيره ...!!"



غضبت بداخلها وتوعدت له بداخلها ولكن عليها اولا ان تطيعه فتره قليله وتحاول تجنب الاختلاط معه بقدر الامكان لذا امسكت معلقتها وبدءت تناول طعامها بسرعه مع رقتها المعتاده بعد دقائق قليله تركت المعلقه جانبا وهتفت بخفوت ..
"... شبعت منكن اطلع اوضى ...!!!"



نظر الى طبقها ثم تحدث ببرود مقصود ..
".. لاء مش ممكن ....مش هتطلعى قبل مااتخلصى طبقك كله ...........!!"
زفرت بضيق وهتفت بااعتراض ...
".... اووف بقولك انا شبعت ايه ده ....!!"



رمقها بحده مرعبه وهتف بغضب...
".. اتعدلى فى كلامك معايا على شان مااتعصبش عليكى فاهمه ...!!!"
صمتت فهتف بحده افزعتها
"... مفهوم ردى مابكلمش خارصه...!!"



ترقرت الدموع بعينها من تهديداته الامتناهيه واسلوبه الفظ معها فهى كانت تعامل كملكه والماسه نادره الجميع يتحسس بكلامه معها وينتقو افضل الكلام ويخافون عليها دائما بينما هو يتعامل معها بقسوه ترعبها لم تعهدها منه قبلا اغمضت عينها لمنع هبوط سيل من الالئ خاصتها ابتلعت جملته القاسيه وهتفت بتاكيد له بنبره مهتزه باكيه وهى تبتلع غصه اليمه ...
"... ح ح حاضر ....!!"



شعر بالغضب من نفسه انه يسئ الامر بينهم بعصبيته المفرطه زفر بضيق وهو ينظر الي وجهها الملائكى الحزين وعينها التى تهدد باانزال لالئ تفطر قلبه ترك معلقته بهدوء ووجه جسده اليها وهتف بحنان ....
"... سما انا اسف متزعليش منى .. ماكنش قصدى اتعصب عليكى بس انا مضايق اووى ومتعصب ...!!"
تنهد باارهاق وهو يهتف ..
".... انا بس عايزك تتحسنى .. واشوف ضحكتك من ثانى ....!!"
رمقته بسخريه وهتفت ...
".... وبكده هتشوف ضحكتى انت فاكر فاعلا انك هتخلينى سعيده ... انت بتضحك على نفسك ولا على مين بالظبط ...انا من ساعه ماخطفتنى وانا مقهوره وتعبانه حاسه انى مع كل لحظه قعداها فى المكان هنا بموت وروحى بتطلع واحده واحده ...!!"



اتسعت حدقتيه بصدمه لقد اصابته بسهام حقيقه لا يمكن ان ينكرها نظف حلقه وهتف بااعتراض ..
".. بس انا كنت بحميكى وكنت بحا...!!"
زرفت دموعها بقهر وهتفت بترجى ...
".. لو سمحتى خلينى اطلع اوضى مش قادره اسمع اى حاجه ومش عايزه افتح ماضى قفلته من زمان ...!!"



لم يعرف ماذا يخبرها هى معها كل الحق رأها تعانى طول تلك السنوات وحدها ولم تكن عنده القوه الكافيه ليقف الى جوارها بل اكتفى باانتقام اعمى من ذلك البغيض الذى اذاها وحتى الآن لم يساعدها بل جعلها تعيسه وهو يراها تزبل امام عينه ولكن لو عرفت بما قدمه لها هل ستسامحه على غيابه عنها تنهد بحزن ولذا اكتفى باايماءه بسيطه لها بموافقه فنهضت فورا واتجهت الى غرفتها بخطوات سريعه وقد سمحت لدموعها بالعنان



ركضت سريعا الى غرفتها ودموعها تلاحقها دخلت غرفتها واغلقتها بسرعه واستندت بظهرها على الباب تشهق بالم وبيدها تطرق بقوه على صدرها وهى تهتف بحزن ...
".. لو كنت جتلى مره واحده بس كنت هسامحك ....بس انت هربت من مواجهتى وسيبتنى لمصيرى لوحدى .... كنت بستناك كل يوم تيجى تطيب خاطرى وتقولى ان ده كان حلم وحش وانى كويسه وتمسك ايدى وتودينى لدكتور .. كنت مستنياك تيجى وتقولى انا مش هسيبك وهفضل جنبك بس انت اخترت تسيبنى وتهرب ...!!"



اغمضت عينها ثم فتحتهم بااعين قاتمه ...
".. بس انا بكرهك قلبى ده قد ماكان بيحبك لما كنت طفله قد مابقى بيكرهك ... وههرب منك ومش هتوصلى ابدا ... زى ماسيبتنى وانا محتجاك انا كمان هسيبك .......!!!"



***********************************
فى قصر والد سما
تجلس على الكرسى الهزاز تتارجح بهدوء ومغمضه عينها تحاول جمع افكارها وايجاد طريقه لاانقاذ اغلى ماتملك شقيقتها سما تبدو قويه من الخارج الجميع يخشى غضبها ولكنها بداخلها فتاه صغيره تبحث عن الامان والذى لاتجده حتى من والدها ولذا فهى تعطى ماتفقده لشقيقتها الصغرى لطالما اعتنت بسما وراعتها فتحت عينها لتلمع خضرتها ببريق جذاب تنهدت بهدوء وهى ترفع يدها الحامله للالبوم الصور الخاص بعائلتها الصغيره بدءت تقلب الصور وهى ترى نفسها فى كل الصور ممسكه بيد شقيقتها وقفت بنظرها عند صوره تضم والدتها وهى تحضنها لقد كانت والدتها ايه من الجمال بعينها الخضراء التى اورثتها لاابنتها الوحيده ساره وتمتلك شعر كلون الليل ناعم كالحرير نزلت دمعه على الصوره فمسحتها فورا وهى تتلمس الالبوم فهتفت بحزن واشتياق...
".. وحشتينى اووى ياماما ... انا محتجالك اووى ومحتاجه اتكلم معاكى واشكيلك همومى ...!!"



صمتت قليلا ثم استطردت بصوت مختنق ..
"... انا تعبت من تمثيل دور البنت القويه الى مبتخفش من حد وبتودى نفسها للمشاكل دايما انا محتاجه حضنك اووى واشم ريحتك .....!!!"
مسحت بااناملها الرقيقه دموعها وهتفت بوعد ..ز
"... متخافيش عليه ياماما اظاهر انى اتاثرت شويه بغياب سما .. ماانتى عارفه انها كل حاجه فى حياتى ....!!"



قلبت الصور لتجد صوره امرءه فى الثلاثينات بعينان زرقاء صافيه ونظرتها رقيقه تااملتها بهدوء وهى تتلمس على وجهه المراءه فهتفت ...
".. متقلقيش على سما متاكده انها كويسه وقريب اووى هاخدها من فارس .. فارس مع انه شرير شويه ومتعصب على طول بس هو بيحبها اكثر مما تخيلى وهو عمره ماهيفكر يااذيها هو مش ذى باباه كفايه انه خدلك حقك منه ياخالتى ....!!"



اغلقت الالبوم ونهضت بهدوء رمت جسدها بااهمال على السرير ثم تدثرت جيدا وبعد فتره قصيره غفت من الارهاق



********************************
مر يومان وفارس يحاول التقرب من سما وحاول اخراجها من غرفتها التى تحبس نفسها بها اغلب الاوقات ولكنها تتجنبه دائما بطرق مختلفه
ساره تجهز لخطتها وهى متاكده انها ستنجح قريبا فى انقاذ سما
********************
فى الصباح
استيقظت سما مبكرا كعادتها وقفت امام النافذه تراقب الحراس والحديقه كعادتها لعلها تجد طريقه للهرب من ذلك القصر تنهدت بضيق وياس فخروجها من هنا بدون مساعده امر من سابع المستحيلات زفرت بضيق واتجهت الى خزانتها اخرجت فستان طويل زفرت بضيق وهى تنظر اليه قلبت عينها بباقى الثياب لتجدهم جميعا ملابس طويله القت الفستان على السرير بغضب وجلست بجواره وهى تهتف بغضب ...
".. هو ايه ده كل الفساتين هنا طويله اووى ومش الاستايل بتاعى ...........!!"



امسكت الفستان بطرف اصبعها وخرجت من الغرفه والشياطين تتلاعب بعقلها باان تذهب الى فارس وتلقيه بوجهه وتحرقه مع ذلك الفستان البغيض وقفت امام غرفته تهدد بعاصفه ولكن ظهرت ابتسامه خبيثه على وجهها فااتجهت الى المطبخ بخطوات سريعه اقتربت منها الخادمه البشوشه وهى تهتف بلطف ...
".... حضرتك محتاجه حاجه اقدر اساعدك .....!!"



ابعدتها برفق وهى تبحث بعينها داخل المطبخ فعندما لم تعثر على ماتريد التفتت اليها وهتفت برقه ...
".. كنت محتاجه مقص .. عايزه اظبط فستانى ...!!"
رمقتها الخادمه بحيره فهتفت بتعجب وهى ترمش...
".. مقص ...!!"
فهتفت سما بااصرار ...
".. ايوه بسرعه لو سمحتى ...!!"



ارتبكت الخادمه واحتارت كثيرا على تنفيذ طلبها فهى تخشى من سما ان تاذى نفسها بشئ حاد فاادركت سما مايدور براسها فهتفت برقه ..
"... متقلقيش انا محتاجه المقص للفستان يعنى اكيد مش هااذى نفسى وانا بخاف من شكل الدم اصلا ....!!"



فتحت احد الادراج واخرجت مقصا واعطته لها فهتفت سما بسعاده ...
"...شكرا اووى يااختى .. ااه صح هو انتى اسمك ايه ...!!"



بادلتها باابتسامه هادئه وهى تهتف ببشاشه ..
"... مروه ..!!"
ردت الاسم بخفوت حزين وقد التمعت عينها بحزن ...
".. مروه .. اسمك حلو ذى اسم ماما ....!!!"
تنهدت بحزن وهى تبتسم بالاجبار ..
".. خلاص يامروه هخلصه ورجعوهلك على طول ...!!"



لم تسمع ردها وهى تسير للخارج بخطوات ثقيله وبقلب متألم مسحت تلك الدمعه التى نزلت منها اجبارا



دلفت الى غرفتها وامسكت بالمقص وبدءت بقطع جذء كبير منه جعلته قصيرا يصل الى فوق الركبه بقليل وقد اعتلت ابتسامه على ثغرها فهى ستجعله يفقد صوابه وتغيظه وهى تتجول بتلك الثياب بالحديقه تعلم انه يغار عليها لذا عليها ان تنتقم منه بنقطه ضعفه وهى غيرته وحبه لها لا تعلم من اين اتت لها بتلك القوه ولكنها تعلم شيئا واحدا انها ستتغير ستصبح اقوى لنفسها يكفى عمرها الضائع هدرا بخوف بلا فائده



دلفت الى الحمام واستحمت وبعد فتره قصيره خرجت وهى ترتدى ذلك الفستان وقفت امام المرءاه وصففت شعرها حيث رفعت شعرها لاعلى تاركه بعض الخصلات المتمرده على وجنتها مع خصلتين على وجهها ثم وضعت القليل من مساحيق التجميل التى برزت جمالها ابتسمت برقه وخرجت الى الحديقه



تجولت قليلا تحت نظرات الحراس التى تلتهمها مكانها بشكلها المغرى بذلك الفستان الذى يبرز الكثير من جسدها ابتلعت ريقها بتوتر من نظراتهم عليها فجلست امام حمام السباحه



يجلس منذ عده ساعات بمكتبه منكبا على اوراق هامه شعر باارهاق شديد فاستند بظهر للخلف اعتلى ثغره ابتسامه حالمه وهو يتذكر ملاكه الصغير فقد اشتاق اليها فقرر رؤيتها نهض من كرسيه واتجه الى النافذه ليغلقها فااتسعت حدقتيه وهو يراها تجلس بذلك الثوب القصير ومازاد الطينه بله رأيته لحراسه يراقبونها كذئاب جائعه عينه اصبحت مظلمه واشتعل لهيبها الذى سيحرق الاخضر واليابسه وهو يتحرك بخطوات عنيفه

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close