رواية قسوة الجبروت الفصل الثلاثون 30 بقلم هاجر احمد
الفصل الثلاثون...
صباح يوم جديد...
بمشفى الشرقاوي...
استيقظت نور بكسل فتحت عيناها لتظل ناظره بشرود لسقف الغرفة... دلف الطبيب والممرضه للاطمئنان على حاله نور....
الطبيب : حمدلله على سلامتك يا هانم...
ولكنها لم تجيبه... صامته شارده.. وكأن عقلها انقطع عن العالم الخارجي...
لتبدء الممرضه بنزع الإبرة المنغرسه بيدها واحضرت ممرضه اخرى مقعد ذو عجلات... شعرت نور بما يحدث حولها لتعدل الممرضة من وضعيتها لتحملها الممرضتان ووضعوها على المقعد... لتمسك احداهما المقبضان الحديدان التابعان للمقعد ودفعته للامام لتفتح الممرضه الاخرى الباب لتقابلهما روت النائمه على احدي المقاعد والتي استيقظت فور شعورها بيد تحاول ايقاظها وهمس : انسه... انسه... الهانم جاهزة...
استيقظت روت وامسكت بالمقبضان الحديدان ودفعتها للامام وخرجا من المشفى.... متجهين للقصر... اعدلتها روت لتستطيع الدخول للسيارة ووضعت المقعد بالظهر الخلفي... ودلفت بجانبها أمرة السائق بالتوجه للقصر....
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في شركة الشرقاوي...
جالس على مكتبه... منتظر دخول شرين التي ابلغته دارلين عن وجودها بالخارج...
دلفت شرين للداخل... واضعه امامه ورق صفقه هام جداً
ليردف فارس ببرود : ايه ده ؟!
لتردف شرين : ده ورق يودي مدحت بيه الشرقاوي ورا الشمس... ورق صفقه سويسرا وبيتهياقلي الصفقه دي مهمة عندك انت كمان...
ليردف : جيباه ليه ؟!
لتردف : عايزة شركته تقع وتشتريها وتضمها لشركتك...
ابتسم لها بهدوء ليردف : الصفقه دي كانت فايدتها ايه ؟!
لتردف : هي اللي كانت هتوقف الشركة على رجليها تاني لان شركه مدحت بتقع ومحتاجه شركه قويه تسندها...
وشركه Lo demondo شركة قويه جدا وكانت هتساعدنا...
انا عايزه الشركه تقع وانت تأخدها....
ليردف : تمام... هنفذ بس شويه كدا... علشان ميشكش فينا برضو...
شرين : تمام...
انصرفت شرين من الشركه اما فارس عاود الاهتمام بعمله....
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في قصر فارس الشرقاوي...
انزلتها روت وساعدها الحرس على احضار المقعد لها لتجلس عليه نور ورفع الحرس المقعد واتجهوا به للداخل... وضعه في ردهة القصر الواسعه...
لتردف نور لاحد الحرس بضعف : عايزة اطلع اوضتي يا روت...
وجهتها روت الي المصعد الملحق بالقصر من الداخل... ادخلتها به وضغطت علي زر الطابق الثاني واغلقت باب المصعد... اما روت فأتجهت لغرفه الطعام...
دلفت نور لخارج المصعد وهي تدفع عجلات المصعد للامام متجه لغرفتها... دلفت للداخل...
وارادت ان تصلي ولكن الشاش المُحاط برأسها وجبيرة يدها التي اخبرها الطبيب انه لن تقوم بفكه الا مع شعورها بتحسن مع العلاج وبدايه العلاج الطبيعي... حزنت بشدة... استندت على يدها وقدمها السليمة لتقع على الفراش... تألمت ولكن شعرت بأنها تحتاج للنوم اكثر من اي شئ اخر.... وراحت في سبات عميق....
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مرت الايام سريعاً ...كانت نور تتحسن ببطئ شديد... فمرض السكر لا يساعد جسدها على التعافي بتاتاً... ولكن استطاعت ان تزيل الشاش الطبي المُوضع علي وجهها... لقد ألتئمت جراح شفتيها ووجهها وذلك الجرح الذي كان يوجد برأسها وكان قد أغلق وفتح مرة أخرى... نعم اصبحت بحال افضل... كانت تذهب للجامعه تحت انظار الجميع... وعندما يسألها احد عما حدث لها... كانت تقول انه مجرد حادث سير... ولم تتحدث كثيراً... بالرغم من تحسنها الا ان مازالت قدمها وذراعها يؤلمنها بشدة... كانت روت ايضاً تساعدها في ارتداء ملابسها... وكانت نور تحمد الله كثيراً على ثلاث اشياء...
اولهم انها لم تمُت ...ثانيهم ان فارس لم يأتي ويبعث صديقه ليأخذ ملابسه وتستقبله روت متحججه بأنها بالجامعه او نائمه او تستذكر دورسها... ثالثهم انها لم تقابل شقيقها بالجامعه لانها تعلم انه لن يستطيع ان يراها عاجزة... وسيطلب التقارير الطبيه ليقدمها للشرطة وسيزج بفارس بالسجن... بتهمه التعدي بالضرب...
كانت جالسه تفكر في كل ما حدث لها مع مرور تلك الايام... اصبحت نور وروت صديقتان مقربتان... يتسامران سوياً ويجلسان معاً... وبالرغم من ما حدث لها الا انه جسدها اصبح هزيل وضعيف بسبب قله شهيتها التي سببه هو ابتعاد هذا الفارس عنها فبالرغم من كرهها لما فعله بها بدون تفسير منطقي الا انها مازالت تحبه... تحبه ! نعم انها كذلك واكتشفت ذلك مع ابتعاده عنها
اما فارس... فكان مشتاق لصغيرته... ملاكه الذي سحر قلبه... اقسم بعشقها الابدي... اراد اليوم رؤيتها معاتبتها..لانها لا تهتم بطعامها كما اخبرته روت... واراد ان يعرف الحقيقه منها..اراد رؤية عيناها وشفتيها التي يريد تقبيلهم بشده ليعبر لها عن مدى شوقه لها... اشتاق لجرأتها.. ووجهها الطفولي والانثوي البرئ.....
هبط للاسفل ليصعد بسيارته امراً السائق بالتوجه للقصر... وخلفه سيارتين الحرس... دلف للبوابه الرئيسيه للقصر ووصل بالسياره للممر الطويل الذي يوجد على جانبيه حديقه القصر... وصل الي باب القصر...
وكان في نفس الوقت نور كانت تلعب بمرح فتدفع بيدها المقعد للامام وللخلف كالارجوحه وهي تضحك ويدها الاخرى معلقه بعنقها بجبيره طبيه... لتسمع طرق الباب... لتتجه نحو الباب وهي تظن انه احد الحرس... لتفتح بيدها مقبض الباب... لتجده ماثل امامها ينظر بصدمه لها ولهيئتها المرهقه و لجسدها الهزيل لا ينكر انها فقدت وزناً كثيراً... وما صدمه ذلك المقعد الذي تجلس عليه وجبيره قدميها وجبيره يدها المعلقه بعنقها ....
ليردف بصدمة : ........