اخر الروايات

رواية عروسي المشوهة الفصل الثاني عشر 12 بقلم سارة علي



رواية عروسي المشوهة الفصل الثاني عشر 12 بقلم سارة علي


الفصل الثاني عشر 🍒🌷
بعد مرور خمسة أشهر
كان تجوب الغرفة ذهابا وإيابا حينما صاحت رزان بها قائلة :
" كفاية تروحي وتجي بقى ... دخت بسببك ... اقعدي واثبتي فمكانك ..."
توقفت سالي عن حركتها اخيرا ثم قالت بوجه اصفر وملامح متوترة :
" خايفة يا رزان ... خايفة اوي ..."
تنهدت رزان ثم قالت بنبرة حنونة :
" متخافيش يا سالي ... كل حاجة هتبقى بخير ... تأكدي من ده ..."
تسائلت سالي بقلق :
"انتي متأكدة انوا العملية هتنجح ... اقصد الدكتور متأكد من نجاحها ..."
اجابتها رزان بجدية :
" مهو الدكتور فحصك كويس واكدلك انوا نسبة نجاح العملية كبيرة جدا ... يعني هتعمليها وانتي مطمئنة ..."
سالي بنفاذ صبر :
" والدكتور ده تأخر فين ... واضح انوا مش ملتزم فمواعيده ... مش المفروض يراعي اننا بنستناه ..."
مطت رزان شفتيها باستياء ثم قالت بملل من إلحاحها :
" يا سالي لسه فاضل كتير عالعمليه ... يعني مش متأخر ولا حاجة ..."
صممت سالي ولم تتحدث بل جلست على الكرسي المقابل لرزان عاقدة ذراعيها امام صدرها وهي تنفخ بضيق ...
بعد لحظات قليلة سمعتا صوت طرقات على الباب يليه دخول شخصان الى داخل الغرفة فنهضتا من مكانهما لاستقبالهما ...
فرغت سالي فاهها بدهشة واضمحلت عيناها وهي تتطلع الى الوجه الذكوري الوسيم الذي اقتحم المكان وفعلت رزان المثل ...
بينما تحدث الرجل الأخير وهو طبيب تجميل كبير فالسن معرفا اياهم على هذا الوسيم :
" دكتور محمد ... اختصاص جراحة تجميل وهو اللي هيعملك العملية يا انسه سالي ..."
توترت سالي بشدة فهي لم تتوقع ان يكون الطبيب على هذا القدر من الوسامة التي خطفت أنظارها بدهشة شديده اما رزان فقد انتبهت لنفسها اخيرا وآفاقت من شرود افكارها وهي ترحب بالطبيب الذي حياهم ابتسامة وجلس يتحدث معهم عن تفاصيل العملية ...
...................................................... ...............
كان واقفا امام جده برأس منخفض للأسفل يستمع الى المحاضرة اليوميه التي يلقيها جده على مسامعه منذ اختفاء حفيدتيه بعد اختلاس الصغرى لاموال الشركة ...
" يا جدي والله دورت عليهم بس الاقيهم فين ... أمريكا كبيرة وصعب الاقيهم ..."
ضرب الجد على الطاولة بقبضتي يده قائلا بصوت غاضب :
" مشكلتك مش مشكلتي ... تلاقيهم ليا وترجعهم ..."
" ده على أساس انهم أطفال ... خليك واقعي ..."
" يعني ايه ..."
سأله حامد ليجيبه وسام بجدية :
" البنات خرجوا من سلطتك ... ومحدش هيقدر يرجعهم ... زمان مكانوش قادرين يتحركوا خطوة بعيد عنك ... عشان الفلوس كانت عندك ... بس الفلوس خلاص  بقت معاهم ... معدش فيه حاجة تخليهم يستحملوك ويرجعوا ليك ..."
"مهو لولا عمايل حضرتك وغباء تصرفاتك مكنش حصل كل ده ... "
ابتلع وسام إهانته ولم يجبه بينما اكمل حامد قائلا :
" دور عليهم تاني ... لو ملقتهمش ساعتها مَش هيبقى ليك عندي حاجة ..."
" يعني ايه ...؟"
سأله وسام بارتباك ليجيبه حامد بصرامة :
" يعني هسحب منك إدارة الشركة وكل حاجة ... وهاخد منك العربية والشقة ... هخليك عالحديدة ... عشان تبقى تغلط بعد كده ..."
اعتصر وسام قبضتي يده بقوة ثم خرج من المكتب بغضب شديد ليقابل فادي في طريقة والذي سأله بجدية :
" لسه مسمعتش اخبار عنهم ..."
" لسه ..."
" جرب تسأل علياء مرة تانيه ...اكيد هي تعرف حاجة عنهم ..."
" سألتها وقالت متعرفش ... وجدك هددها وقالت انها متعرفش حاجة ... واهي قاعدة عندنا من ساعة مهربوا وجدك حاططها تحت المراقبة ..."
هز فادي رأسه بتفهم ثم سار متجها الى غرفته تاركا وسام يفكر بعمق ويحاول إيجاد حل لهذه المصيبة التي أوقعته رزان بها ...
...........................:..................... .....................
دلف مازن الى داخل غرفته واغلق الباب خلفه بعنف شديد ... منذ قليل اجرى اتصالا مع وسام يستفسر منه اذا ما نجح في إيجاد مكان زوجته ام فشل كالعاده ... وكالعادة كان الجواب انه البحث مستمر بلا نتيجة ... لقد اختفوا تماما كأنما انشقت الارض وابتلعتهم ... هو كان يبحث من جهة ووسام من جهة اخرى والنتيجة واحده ... خلع سترته الجلدية ورماها على السرير ثم جلس عليه واضعا رأسه بين كفي يده ... سمع طرقات على الباب يتبعه دخول ريم التي اقتربت منه رابتة على كتفيه متسائلة بتردد :
" مفيش اخبار جديدة عنهم ...؟"
اجابها باختصار دون ان يرفع رأسه :
" مفيش ..."
جلست بجانبه على السرير وهي تقول :
" متقلقش يا مازن ... هتلاقيها باْذن الله ..."
" مظنش..."
قالها مازن بيأس جلي لتنهره ريم :
" متقولش كده ... انا متاكده انها هترجع ... سالي بتحبك وهترجع عشانك ..."
" بس انا جرحتها ..."
قالها بالم واضح لتربت ريم على كتفه قائله :
" معلش ... بكره تعوضها وتنسيها جرحا ده ..."
" هعمل المستحيل عشان تسامحني ... بس ترجع ..."
تطلعت اليه ريم بأسف شديد وهي تدعو بداخلها ان تعود سالي سالمه اليه وتسامحه ...
.....................................................................
كانت رزان تقف امام غرفة العمليات بوجه محمر من شدة البكاء ... منذ ساعتين دخلت سالي الى غرفة العمليات ... دخلت بعد ان ودعتا بعضيهما ودخلتا في نوبة بكاء شديدة ... كانت واقفة تدعو ربها ان تخرج سالي سالمة من العملية وان تنجح في التخلص من هذه التشوهات فسالي تستحق ان تعيش بوجه جميل مثالي ...
اكثر من عشر سنوات وهي تعيش حبيسة وجهها المشوه هذا منعزله عن العالم بأسره وكل هذا بسبب جدها الذي رفض ان يعالجها انتقاما منها ... او ربما من والدتها ... جدها الحقود الذي كان يكره الجميع حتى ابناءه ... احيانا تشك بانه مريض نفسي ... فهو يكره احفاده بشده ... ويرفض ان يقدم لهم اي شيء يسعدهم ... يستغل امتلاكه للاموال بالتحكم بهم وفرض سلطته عليهم ... لطالما ترجته ان يعالج سالي الا انه رفض بشدة مذكرا إياها بوالدتها التي هربت وتركتهما والتي يكرهها بشدة ... يظن ان بفعلته هذا ينتقم منها ...والدتهما التي تخلت عنهما وذهبت بعيدا ...
افاقت من شرودها وأفكارها على صوت باب غرفة العمليات يفتح يليه خروج الدكتور محمد منه فركضت ناحية متسائلة بلهفة :
" ايه الأخبار يا دكتور طمني ..."
اجابها الدكتور بابتسامة مريحة:
" كل حاجة تمام ... العملية نجحت ... والمريضة بخير ... هتفوق اول ما البنج يفك منها ... اثار العملية ونجاحها هتحتاج أسبوعين او اكتر عشان تبان ..."
زفرت رزان بارتياح بينما أردف هو قائلا :
" كده احنا عدينا اهم شوط فعلاجها ... فاضل التشوهات اللي بجسمها ودي هنستنى فترة عشان نعملها ..."
هزت رزان رأسها بتفهم ثم شكرته وذهبت مسرعة الى غرفة سالي لتطمئن عليها
...............................................................
بعد مرور ثلاثة أسابيع
كانت سالي واقفة امام المرأة وهي تفرك يديها الاثنتين بتوتر شديد ... تكورت الدموع داخل مقلتيها ودب الخوف في أعماقها ... تقدم الدكتور محمد منها ومعه رزان التي كانت تشعر بتوتر وقلق شديدين وتدعو ربها طول الوقت ان تكون النتيجة مرضية ...
" جاهزة يا سالي ..."
سألها محمد بحنو لتأتيه إيماءه من رأسها كجواب لها فأردف قائلا :
" غمضي عينيكي ..."
أغمضت عينيها بينما تقدم هو منها وبدأ يفك عنها الشاش الملفوف حول وجهها ... خلعه عنها ليظهر وجهها اخيرا فشهقت رزان بقوة واضعة كف يدها على فمها بينما امرها محمد :
" افتحي عينيكي ..."
فتحت سالي عينيها ببطء شديد وقد ارتفعت نبضات قلبها عاليا حتى خَيل لها انها باتت مسموعة للجميع ... فتحت اخيرا عينيها بالكامل لتنصدم مما تراه أمامها ... كان وجهها جميلا للغاية خاليا من اي تشوه ... أدمعت عيناها بقوة وارتجف جسدها بالكامل ولم تستطع ان تتحرك من مكانها او تفعل اي شيء ... فقط ظلت واقفة امام المرأة تنظر الى وجهها بعدم تصديق ... اما رزان كانت دموع الفرحة تهطل من مقلتيها بغزارة ومحمد يتطلع الى سالي بانبهار فهو لم يتصور ان تكون بهذا الكم من الجمال ...
وأخيرا بدأت سالي تستعيد وعيها وتستوعب ما حصل معها ... انسابت الدموع على وجنتيها بغزارة بينما ارتسمت على شفتيها ابتسامة واسعة ... استدارت ناحية رزان التي ركضت اليها وضمتها بقوة ... ظلتا هكذا لفترة طويله بينما خرج الدكتور محمد من الغرفة تاركا إياهما لوحديهما ...
بعد فترة ليست بقصيرة ابتعدت سالي من بين احضان رزان وهي تهتف بعدم تصديق :
" انا مش مصدقة نفسي يا رزان ... معقولة انا رجعت طبيعية وشئ طبيعي زي الاول ...'
" مش قلتلك يا سالي ... ربنا هيعوضك على صبرك ده ..."
" انتي السبب يا رزان ... لولاك عمري مكنت هعمل العملية ..."
ربتت رزان على وجنتيها ثم مسكت يدها بحنو بالغ وهي تقول بحب :
" متقوليش كده يا سالي ... انتي اختي الكبيرة وكل حاجة ليا ... لو معملتش ده عشانك هعمله عشان مين "
ابتسمت سالي لها ثم ضمتها بقوة وبادلته رزان احتضانها ...
.....................................................................
كان يسير داخل رواق شقته ذهابا وإيابا. هو يفكر بعمق ... اخذ يلعن رزان التي فعلت به هذا وأوصلته الى ما هو عليه الان ...
رن هاتفه بهذه الأثناء فتقدم ناحيته وحمله من على الطاولة ليجد المتصل فادي ...
زفر بضيق وهو يجيب عليه ليأتيه صوته البارد قائلا بجمود :
" تعال الفيلا فورا ... جدك مات ..."
" ايه ........."
قالها بصوت مصدوم ثم أردف قائلا :
" انا هلبس واجي حالا ..."
أغلق الهاتف في وجهه وذهب مرتديا ملابسه على عجل ثم خرج من الشقة متجها الى الفيلا وهو يكاد يطير من الفرح فهاهي جميع مخاوفه ذهبت والى الأبد ...
.....................................................................
كانت جالسة في شقتها تتابع التلفاز حينما صرخت رزان فجأة :
" سالي الحقي ..."
انتفضت سالي من مكانها وهي تسألها :
" فيه ايه مالك ...؟"
اجابتها رزان وهي تنهض من مكانها حاملة الايباد خاصتها معها :
" جدك مات يا سالي ...الأخبار بتقول كده ..."
" معقول ..."
قالتها سالي بصدمة شديدة ثم أخذت الايباد منها وأخذت تقرأ الخبر المنشور على احد المواقع الالكترونية الشهيرة ...
" هنعمل ايه دلوقتي ..."
قالتها رزان متسائلة وهي تجلس على الكنبة لتهتف بها سالي بعدم فهم :
" نعمل ايه فايه ...؟"
اجابتها رزان موضحه :
"الورث يا سالي ... انتي نسيتي انوا احنه ورثه ليه ..."
صمتت سالي ولم تتحدث وأخذت تفكر في حديث رزان بينما هتفت رزان بها فجآة :
" احنا لازم ننزل البلد فورا ... "
" بلاش يا رزان ... وسام مش هيسيبك بعد عملتك دي ...ومازن مش هيسيبني بردوا ..."
التفتت ناحيتها رزان قائلة بتحدي :
" منا مش هسيب الورث ليهم يستمتعوا بيه ... محدش هيقدر يقرب مننا ... انا مش هسمح ليهم بكده ...يستجروا بس يقربوا مننا وانا هاكلهم بأسناني ..."
" انا بقيت اخاف منك والله ..."
قالتها سالي بمرح لتبتسم رزان لها قائله بجدية :
" الأشكال دي لازم الواحد يتعامل معاهم كده وإلا مش هيعيش ..."
.....................................................................
جلس فادي ووسام سويا بعد ان انتهت مراسم العزاء ... تحدث فادي بجدية قائلا :
" هنعمل ايه دلوقتي ...؟"
سآله وسام :
" هنعمل ايه فايه ...؟"
" فالورث ... مش هنوزعه ..."
صمت وسام ولم يجبه بينما انحنى فادي ناحيته قائلا بمكر :
" بقولك ايه احنا نقسم كل حاجة بينا بالتساوي انا وانت ..."
." طب واخواتك ..."
سأله وسام بصدمة ليجيبه فادي بلا مبالاة :
" هما مش هربوا ... لا وكمان سرقونا ... يبقى ملهمش حاجة عندنا ..."
وسام بجدية :
" انا لو عليا مخليهمش يطولوا حاجة ... بس شرعا وقانونا ليهم حق فالورث ده ..."
مط فادي شفتيه باستياء ثم قال بضجر :
" مليش دعوة انا ... انا عاوز حصتي من الميراث ... اخذها و اخلص بقى ... بس احنا نبيع الفيلا وكل حاجة وكل واحد ياخد نصيبه ..."
قاطعه رنين الجرس والذي تبعه دخول احد الضباط الى الفيلا ... فنهض وسام مرحبا به ...
تحدث الضابط بجدية قائلا بعد ان جلس أمامهما :
" تبينت حاجة جديدة فوفاة حامد بيه ... تبين لينا انوا مات مسموم ... "

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close