اخر الروايات

رواية فتاة القطار كاملة بقلم محمد السبكي

رواية فتاة القطار كاملة بقلم محمد السبكي 








الفصل الاول 
ها انا من جديد اكتب عنك حبيبتي اكتب عن احلامنا عن ذكريات كانت ولا زالت تقتلني تغيم على ابتسامتي ليلا لتلقيها بين رماد الاحزان ...
الا تتذكري يومنا الاول حين تقابلنا ف محطه مصر
كنت اتيا من المقطم على عجله من امري حيث تأخرت عشر دقائق فقط ليفوتني القطار المتجه للاسكندريه
لم اكن احب ابدا السفر لتلك المدينه المليئه بالغموض فانا اؤمن ان كل ما له بحر له سر
وقد رميت اسراري داخل اعماق شاطئها لاخرج منها شخص اخر ككائنات الزومبي بلا روح ربما تشعر فقط بالمعاناه اما عن الحب الشهوه الغريزه الامل فلا
فقد ظننت انها تركتني في ذلك اليوم الذي قررت الخلاص فيه من حياتي السوداء اسفل غيابات البحر لمرتين متتاليين ظننت وقتها اني غير مرغوب بي في الحياه وايضا الموت لا يريدني كالجرثومه التي قضي الديتول علي تسع وتسعون من عائلتها وتركها وحيده تعاني سكرة الموت لا الحياه تريديها ولا الموت يبغيها

اما عن اليوم فالتأخر كان مني ليفوتني قطار الموت لربما اراد الله تأخيري لكي لا اعود لشاطئ الموت
عذرا فالموت الاسود سيد الكلمات
قررت الاستراحه بكافيتيريا المحطه منتظر القطار الذي يليه
ولحسن حظي اراكي على المنضده المواجهه لي سارحه في الفراغ او ربما سابحه في كوكب اخر فلم اكن اعرف ان تلك الارض قد يخرج منها ما يشبه اهل السماء
انتي الفتاه التي اقتلعت قلبي من جذوره
كنتي تبدين وكأنك ف الخامسه عشر من عمرك بعيونك الرماديه وشعرك الكستنائي وشفتيكي المكتزه

كنت اريد ان الفت انتباهك ان اقتحم عقلك مثلما تسللتي الي اعماقي بانسيابيه عروس البحر في قاع المحيط
ظللت احدق بكي كثيرا
حتي اتاني نادل الكافيتريا لقطع حبل افكاري ويسئلني ع طلباتي اللعنه عليك وعلي كافيتريتك وعلي قطارك اللعنه عليكم اجمعين
نظرت له بشرود بعدما سببته في نفسي ثم طلبت شطيرتين وعصيرا فقط لاعبر ثانيا عبر مجرات عينيكي
تركني النادل ليوافيني بطلبي
وفجأه اختفيتي من امام ناظري
يالصدمه اكنت اتوهم وجود الملاك هذا ام انها كانت موجوده بالفعل واختفت
ايعقل ان تختفي النجوم فجأه من باطن السماء
اذا كانت اجابتك لا فأنا جننت
مر بعض الوقت لا اعلم هل كانت دقايق ام سنينا
لقد بدوت متوترا كثيرا
وفجاه سمعت صوت ساحرا اطرب اذاني بل سرقني من الارض عابرا بي ثانية لعنان السماء
حضرتك طلبت سندوتشين وواحد عصير ؟
اغمضت عيني استمتع بهمساتها وفتحتها لاجدها امامي باسمه
ايوه اه انا طلبت كده
وضعت امامي الطلبات وذهبت
لاكتشف انها عامله ف كافيتيريا المحطه
كانت بالنسبه الي فرصه ذهبيه لاتعرف اليها نسيت مشاكلي وهمومي نسيت نفسي بل ظننت اني فقدت الذاكره
فانا الشاب الذي عاش فتره طفولته مدللا ف احضان امه التي لا اتذكر عنها شيئا
فعقد من الزمن قد تاه معي
نسيت كل ما حدث نسيتي سنيني الاولي اتذكر اشياء بسيطه اما عن حياتي فلا اما عن ابي وامي واخي
اعرف انهم قد ماتوا ولكن كيف ؟ متي؟ فالحقيقه لا
ظللت اعمل حتي الجامعه تركتها منذ امد بعيد

حاولت التقديم ف عده وظائف ولكن لاننسي اننا ف مصر ولن نجد ما نريده وحينها قررت ان ارحل لمكان اخر
مللت من قله فرص العمل ف القاهره وجال ف خاطري البحث ف مدينه الاسكندريه حيث موسم الصيف وهو الفصل الحافل بالنسبه لها
كنت سابح ف اعماق اعماقي افكر فيما مات من عمري هباء وما سيأتي حتي سمعت صوتها ليخرجني مره اخري من شرودي قائله :. انت كويس
انا بذهول . اه اه تمام هاه اشمعنا ؟؟
الفتاه بحرج.. لا اصل لقيتك عينيك مدمعه اسفه لو بتدخل بس ممكن اقعد معاك شويه
انا بفرحه.. اه طبعا ياريت اقصد اتفضلي
الفتاه بابتسامه حرجه :. ماشي يا سيدي
يعني ولا شربت ولا اكلت الاكل هو مش عاجبك ولا ايه وشكلك شايل هموم الدنيا ع كتافك
انابابتسام صفراء :.لا والله الحمد لله بس بفكر ف بكره والقطر اللي فاتني ولسه هدور ع شغل وحالي بالبلي الازرق يعني
الفتاه بحنو واضح .. طب احنا محتاجين حد يشتغل معانا ايه رايك اكلمك المدير وتنزل من بكره
انا ... بجد
الفتاه :. طبعا بجد هو الكلام ده فيه هزار بس قولي اسمك ايه ومنين وكم سنه وكل حاجه يلا عشان نخلص تحقيق قالتها وهي تضحك
انا .. طيب يا ستي حققي براحتك
انا خالد وعندي 25 سنه ومن القاهره اه اه وبكالوريوس تجاره كمان
الفتاه .. تشرفنا يا عم وانا ساره برضه من شبرا 22 سنه شغاله هنا من فتره ومبسوطه في المكان جدا
بص هسيبك انا عشان شكلي بقي وحش جدا من قعدتي معاك وده رقمي كلمني بكره عليه هكون ظبتلك مع المدير موضوع الشغل ومش تسافر بقي ورب هنا رب هناك

‏خالد.. حاضر متشكر اوي اوي مش عارف اقولك ايه
‏ساره. متشكرنيش يا عم دانا شبراويه يعني اجدع ناس ف بلدك


الفصل الثاني من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close