اخر الروايات

رواية يناديها عائش الفصل الثالث 3 بقلم نرمينا راضي

رواية يناديها عائش الفصل الثالث 3 بقلم نرمينا راضي



هجرت الصلاة فاعلم أن الراحة و البركة قد هجرت حياتك.

3


*******

+


تظاهر سيف كما لو أنه سيد نفسه و سيد الموقف حتى لا تشمت روان في ضعفه منذ أن أتته تلك المكالمة، في حين أن قلبه كان قد تغير ميزان دقاته، وصار لا يبصر غير أن هناك كارثة حتمًا ستترصده، يعلم جيدًا أن بدر إذا علم بأمر تلك السيارات التي يستأجرها عوضًا عن دروس جامعته، و يقوم بصرف نقود دراسته في أشياء تافهة للتباهي بها أمام أصدقائه؛ لن يدع الأمر يمرّ بسلام. 

+


لاحظت روان تشتت سيف وظهور الحيرة على وجهه، فتساءلت بنظرات شك 

+


"في حاجة يا سيف ؟.. من ساعة المكالمة اللي جاتلك دي و أنت مش على بعضك .. مالك !" 

+


رد بارتباك جاهد في إخفائه 

+


"هاه !! لا لا مفيش.. أنا لازم أروح دلوقت" 

+


رمقته روان بسخرية ظنًا بأنه خائف من بدر أخيه؛  لتأخره خارج البيت..  

+


"ليه..  ؟؟  بدر اخوك هيعلقلك المشنقة لو روحت بالليل  !  " 

3


شعر سيف بسخريتها منه وتحولت تعبيرات وجهه للغضب من ذكرها لشقيقه مرارًا، و هذا الأمر أصبح يزعجه كثيرًا، كأنها تراه صغيرًا و ضعيفًا مقارنة بأخيه.. هتف بغضب مصحوب بالغيظ 

+


" أخـاف منه ليــه و على ايــــه  !!  أنتِ عارفة كويسة إني مبخافش من حد و لا بعمل حساب لحد.. فياريت تبطلي استفـزاز.. الحكاية مش نقصاكِ "

+


" ليه هي الحكاية فيها ايه عشان تبقى مش نقصاني  ؟؟.. ما تتكلم يا سيف في ايــه  ؟؟ "

+


سألته بنفاذ صبر من المماطلة في اخفاء الحقيقة، وهي تعرفه جيدًا، تعرف أنه حاد الطباع من السهل استفزازه و عندما يتوتر يعلو صوته و يهتف بغضب قائلا أي شيء دون حساب.. 

+


رد بهدوء مزيف 

+


" مفيش.. يعني حوار كده خاص بعيلتنا.. روان أنا لازم امشي دلوقت.. تعالي اوصلك في طريقي "

+


لاحت ابتسامة بسيطة جانب شفتيها، لتقول بحزن بدا في صوتها

+


" امشي أنت..أنا حابة أقعد لوحدي شوية " 

+


ظنت روان أن سيف على علاقة بفتاة غيرها، لكنها لم تحادثها في ذلك معتقدة أنه يحق له معرفة فتيات أخريات كما عرفها، و أيضًا لا تربطهما علاقة صريحة أو لا يوجد مسمى لعلاقتهما؛ ليحق لها محاسبته على كل شيء، رغم أنها تحبه بصدق و تعمده لإخفاء بعض الأمور عنها يحرق قلبها بشدة، و لكنها فضلت التزام الصمت و عدم البوح بمشاعرها أكثر من ذلك؛ حتى لا تقل في نظره.

+


أحس بأن صوتها ليس على ما يرام، فتساءل بعفوية 

+


" في ايه يا روان  ؟ ايه اللي مضايقك  ؟؟ "

+


  
هزت رأسها بنفي لتقول و هي تطالع السماء بشرود

+


+


" مفيش حاجة يا سيف..روح أنت عشان متتأخرش أكتر من كده و أخوك يزعل منك "

+


+


قالت جملتها الأخيرة بصفاء و حسن نية دون أن القصد بأي شيء قد ترجمه سيف في عقله و فهمه بطريقة أخرى؛ جعلته يستشيط غيظًا من ذكر شقيقه لأكثر من مرة أمامه..

+


+


"هو أنتِ مفيش فايدة فيكِ ليـــــه  ؟؟؟ مش قولتلك متجبيش سيرة الزفت ده قدامي تاني  ..افهمي بقى أنا مش بطيقه"

1


1


ناظرته روان للحظات غير مصدقة كم الكره في قلبه تجاه أخيه، فأدمعت عينيها رغمًا عنها، و هي لم يسبق لها و أن رأته يومًا، و لكن من كثرة كلام سيف عليه في بداية تعارفهما و أنه يعتبره مثل أبيه لحنان بدر البالغ عليه شعرت بالغيرة منه، فقد عوضه أخاه يُتم الأب و فقدانه، و هي كانت تتمنى لو أن يكون لها أشقاء مثل بدر يحبونها و يخافون عليها، لكن لم يشاء القدر بذلك، نعم لديها أخوات صغار من والدتها لم تراهم بعد و لا تعرفهم؛ لذلك تشعر بالوحدة دائمًا و أحيانًا تحقد على سيف أنه رُزق بأخوة يحبونه، و لا تدرِ لماذا تغير هكذا تجاههم و أصبح يمقت أخاه الأكبر الذي يعتبر بمثابة والده. 

+


+


وجدت نفسها تدافع عن شقيقه بتلقائية وعينيها دامعة 

+


+


" ليه الغل اللي في قلبك من ناحية أخوك ده  !! 
أنت مش كنت بتقول عوضك موت أبوك و بيعملك كل اللي أنت عاوزه و حنين عليك  ؟  ليه بقيت تكرهُ كده  !!  عملك ايــــه  ؟؟؟  "

+


+


صمت للحظات لا يدرِ بماذا يرد، فقال بنبرة انكسار و حقد 

+


+


"عشان كل أهل الحارة بيعملوا ليه ألف حساب و أنا لأ.. أنا اللي المفروض في طب يعني دكتور رافع راس عيلتي.. يهملوني و يفضلوا يمدحوا في بدر..  لدرجة..  لدرجة سموه بدر الشباب.. و أي واحد يتمنى يجوزه بنته.. لكن أنا محدش بيرمي عليا السلام حتى.. وهو عارف الكلام ده و مبسوط بيه.. فرحان إنه محور اهتمام الكل.. أنا مش ندمان إني بقيت أكرهُ و أكره أي حد يجيب سيرته و يقارني بيه.." 

2


2


هزت روان رأسها بعدم تصديق لتقول 

+


+


" أنا مش مصدقة اللي أنت بتقوله عن أخوك ده  ! 
هو عدوك..  !  ده أخوك  !!  "

+


+


صاح بغيرة أعمت قلبه و غلفته بالجحود 

+


+


"آه عدوي.. و اتخرسي بقى.. ملكيش دعوة.. أنا رايــــح في داهيـــــــــة  " 

1


1


تركها و ذهب بملامح وجه تعج من الغيرة و الغل و الغضب.. تابعته روان بنظرات متألمة، و ظلت جالسة مكانها لنصف ساعة تتأمل الحديقة من حولها، فوقع بصرها على رجل و زوجته و أطفاله يجلسون بسعادة مع بعضهم و البسمة تزين وجوههم، و تمنت بداخلها لو أن والديها لم يتطلقا. 

+


+


تنهدت بحزن محدثة نفسها 

+


+


" كان نفسي ‏أكون حاجة مهمة في حياة أي حد..بس دي حاجة لطيفة عمرها ما هتحصلي "


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close