أخر الاخبار

رواية بيت القاسم الفصل الاول 1 كاملة - ريهام محمود


رواية بيت القاسم الفصل الاول 1 كاملة - ريهام محمود 





لتحميل رواية بيت القاسم كاملة



**الفصل الأول **

"
مُحبي المره الأولى من كل شئ.. إليكم تلك الروايه"
..

-
زوجتك وكيلتي ريم أحمد عبد الحق على كتاب الله وسنة رسوله وعلى الصداق المسمى بيننا..
-
وأنا قبلت..
قالها كمال بهدوء وابتسامه بسيطه ترتسم على ثغره..

..
انتهى المأذون من عقد القران بعد أن أعلنهما زوج وزوجه..
تبادلو المباركات والتهاني.. فالكل فرِح بالرغم من بساطه الحفل..ف "كمال" الأخ الأكبر يستحق أن تدق السعاده بابه من جديد..

أما هي ف كانت شارده بعالم أخر وكأنها تحضر عقد قران ليس لها.. ليس وكأنها العروس وعلي شرفها يتم ذاك الاحتفال..
شعرت بألم حاد في صدرها وهي تعيد بذاكرتها كلام أبيها
"
انتي الأحق بولاد اختك .. عايزه كمال يتجوز واحده غريبه تربى ولاده وتحرمنا منهم"
وبمنتهي القسوه قالت أمها
"
كام شهر وتمي التلاتين فُرصك في الجواز قليله اووي.. أرضي ياريم أرضى.. كمال جوز اختك عمرك ماهتلاقي زيه"
أفاقت من شرودها على صوت والدتها وهي تقبل وجنتيها وتبارك لها الزواج.. وابتسماتها البارده كانت ترد بها على المباركات.. وبعض الإطراء من الحاضرين يثنون على جمالها ورقتها وفستانها الهادئ..
دارت بعينيها هنا وهناك ،، شعرت برجفه تحتل جسدها ودقات قلبها تدوي كالطبول حينما رأته..حبيبها السري وعشقها الوحيد الذي بات من المستحيل أن يرى النور.. انشغلت بالتحديق به متناسيه من حولها..
بينما الحبيب كان ومازال مشغول بأخرى..!!

...................
نظراته الغاضبه لا تكف عن التحديق بها وبما ترتديه.. فقد كانت هالكه الأنوثة بفستان بنفسجي من الدانتيل تجاوز ركبتيها بإنشات قليله ضيق من عند الصدر فيترك للمخيله ما يكفي لاثارتها..
انتفخت أوداجه من شدة غضبه. . فالمدلله تجاوزت كل التعليمات وضربت بتحذيراته عرض الحائط..

-
حنين..!

انتفضت في مكانها كمن وخزته ابره.. بينما قصف صوته كالرعد أجفلها.. عضت على لسانها.. والتفت تواجهه ببطء.. اقترب منها ولم يعد يفصل بينهما سوى خطوتين.. يشرف عليها بطوله الذي يفوقها بعده سنتيمترات مرتدياً قميص أسود وبنطال يماثله نفس اللون
..
تسائل بضيق من بين أسنانه..

-
ايه اللي انتي لبساه ده..؟

والمدلله حاولت ادعاء السذاجه.. دارت حول نفسها لتبدو كالفراشه وبابتسامه شقيه هتفت

-
ايه رأيك.. حلو؟

وتلك المره تنحى عن غضبه وتأملها بعمق.. خصلاتها الكستنائيه تجمعها بربطه بسيطه على كتفها.. محدده عينيها العسليتين باللون الأسود، ملامحها الرقيقه مزينه دون مبالغه.. تعلقت نظراته على شفتيها الناعمتين
و. "استغفرالله العظيم" هتف بها بداخله.. فكل مره يتأملها تنحرف أفكاره ويتسائل عن مذاق قبلتها..!
وجهها تغزوه حمرة الخجل من نظراته الجريئة.. وهو لاحظ ارتباكها من نظراته..
فعاد لصرامته..

-
متستعبطيش وحياة امك.. ايه الارف اللي انتي لبساه ده؟!

..
هو كاذب.. يعلم أنه كاذب. وسكان الحي أجمع يعلمون أنه كاذب..!
اشتعلت غيطاً.. لم تستطع أن تكبح جماح لسانها فهتفت بشراسه..

-
ارف ؟! بأي حق اصلا بتكلمني عن لبسي.. وبعدين انا ف البيت وكل الموجودين هنا قرايبنا
ومدللته الصغيرة تسأل بأي حق.. هي تعلم أنها حقه وملكه.. هي له فقط..

-
حنين متستفزنيش اكتر من كده اطلعي غيري الفستان ده وعدي ليلتك احسنلك..

ردت بِعناد..

-
ولو مغيرتوش؟

-
يبقى هتطلعي ومش هتنزلي تاني..

وبحاجب مرفوع وابتسامه ماكره زينت ثغره أكمل

-
وانا عايز كده بصراحه

برقت عينيها الذهبيتين وهدرت بغيظ

-
انا استأذنت جدي وهو موافق ع الفستان بتاعي

وهنا اشتعلت نظراته غضباً.. فهو وحده المسؤول

-
بلا جدك بلا بتاع.. جدك ملوش دعوه.. انتي مسؤوله مني انا.. وأنا بس اللي احدد تلبسي ايه وايه الممنوع انك تلبسيه.. وانتي عارفه ان فستانك ده ممنوع ف عقابا ليكي ياحنين هتطلعي ومش هتنزلي تاني..
ضربت قدميها بالأرض غاضبه..
-
انا زهقت من تحكمك فيا.. وأنا هقول لجدي ع كل اللي بتعمله معايا
وبخطوات سريعه غاضبه تركته واتجهت صوب الدرج الداخلي للمنزل وهي تتمتم بكلام غاضب غير مفهوم..
وهو ابتسامه ساخره منتصره على ثغره.. "الحلوه" سهلة الغضب سريعة الاشتعال.. وهو يود أن يراضيها بطريقته التي لطالما حلم بها..
ولكن هانت.. بالغد سيتحدث مع جده عن شأنهما..

-.........................

..
على طاوله مستديرة مزينه بمفرش من الساتان الأبيض مزركش بورود زرقاء، جلست نيره أخت العريس تجاورها يارا بنت عمتها وبذات الوقت اخت زوجها..
زوجها الغائب! وهي اعتادت غيابه واعتادت ع إلقاء تبريرات لمن يسأل عن غيابه..
واليوم يبدو أن تلك واختها الجالستين امامها لن يتركونها بسهوله..

-
هو زياد مش جاي ولا ايه يانيره؟ ده الحفله قربت تخلص!!

سألت إحداهما بخبث ونطراتها تشتعل بالشماته..
رسمت ابتسامه بارده على شفتيها واجابت بهدوء يناقض النار المستعره بداخلها..

-
عنده شغل انهارده كتير.. مش هيعرف يجي
.
.
غمزت شقيقتها بعينيها وهي تضحك

-
اه طبعا شغل.. ياحرام زياد بيتعب اووي ف الشغل.. ربنا يديلو الصحة

..
اطرقت رأسها ومازالت ابتسامتها البارده مرسومه علي وجهها ومن داخلها كانت تغلي كالمرجل، بينما علت ضحكاتهما الخبيثة ونظراتهما الشامته..

................
"
الحب لا يجمع المتشابهين، الحب يجمع المختلفين دائماً، كاثنين بينهما فارق في العمر، أو أحدهم يعشق الاهتمام وآخر يحتويه البرود، أو قد تغير نفسك من أجل شخص بينما هو لا يغير ساكناً، اثنين أحدهما له ماضٍ والآخر يحب لأول مرة ."

..
كان قد خرج من الحمام للتو يرتدي فقط بنطال خفيف بينما ترك جزعه عاري.. وقف أمام المرآة يتفحص ملامحه واصابعه تمشط خصلات شعره المبتله..
أما هي فكانت جالسه على طرف الفراش تنتظره.. بنظرات تائهه راقبت قطرات الماء وهي تتدلي من خصلاته السوداء على وجهه.. وذقنه الناميه والتي زادت من حدة ملامحه..تأملت بشرود جسده المفتول وملامحه الغاضبه دوماً..
انتبهت على حالها وشرودها حينما قطعها بصوته الساخر..

-
ها خدتيلك كام صوره..!

ارتبكت قليلا فمسحت على الفراش بكفيها.. في محاوله يائسة لمداراة خجلها.. همست بخفوت

-
أحضرلك العشا..؟

-
لأ..

ثم وكأنه تذكر شئ.. تحرك من أمام المرآة.. واقترب منها خطوة تلو الأخرى.. سألها بحده وهو يدقق النظر بعينيها

-
انتِ وجدي كنتو قاعدين مع بعض بتتكلمو في ايه في الحفله؟

قطبت حاجبيها بحيره.. وقالت

-
مفيش كنا بنتكلم عادي..

اصطكت أسنانه ببعضها البعض غيظاً من تلك التي تدعي الغباء أمامه.. مال عليها وانفاسه الساخنه تحرقها..

-
عايزه تقنعيني أن كلامك معاه كان عادي..
ولا ياحرام كنتي بتشتكيله وبتعيطيله م الراجل الظالم اللي جوزهولك..!

..
وبالفعل نجح باستفزازها.. وبعض من كبرياء متبقي لديها هدرت بتمرد وعيناها تحدق بسواد عينيه..

-
قولتلك مفيش، كلامنا كان عادي.. ليه يا أكرم مصمم تفتح في موضوع مش عايزه اتكلم فيه..

..
وردها كان تحدي و تمرد رآه في نظراتها وأحس به ف نبرتها فقرر وأده في مهده.. لحظه.. لحظه واحده كان فيها يرتدي ابتسامته الخبيثه..
وسؤال ليس بوقته ولكن سأله ليتعمد به إذلالها..

-
وصلتي لأمك واخوكي الشهريه؟!
وان كان الهدف كسر شوكة تمردها الحديث فقد أصاب الهدف فلم يخفى عليه نظره الحزن التي رسمت بمقلتيها ولكنه تجاهلها.. رغم تأثره بها ولكنه تجاهلها.. وباطنه لن تكون هي الضحيه بل هو..

أغمضت عيناها بشده تحبس دموعها بصعوبه.. ابتلعت تلك الغصه الحارقه بحلقها وقالت بمراره..

-
وصلت.. كتر خيرك..

ترك لعيناه حريه التأمل بجسدها الشبه عاري أمامه.. كانت ترتدي غلاله قصيره من الستان بحمالات رفيعه وفتحه صدر واسعه
اقترب منها أكثر حتى التصق بها ويده تجولت على جسدها بحريه.. عيناه تلمعان ببريق تحدي يريد أن يرى مدى تأثيره عليها وإن كانت تجرؤ على رفضه..
..
اطبقت جفنيها بشده وأشاحت بوجهها عنه.. بينما جسدها كله يرتجف بين يديه..
ابتعد برأسه عنها قليلا..وأصابعه تتلاعب بحمالة قميصها..
رفعت نظراتها اليه فرأته ينظر بعمق إليها.. كانت نظرات مبهمه.. لم تفهمها بالأساس أكرم كان رجل صعب الفهم بالنسبه إليها..
...
ومثلما اقترب فجأه ابتعد كذلك.. تحدث بلامبلاه وكأنها لاتثيره

-
روحي نامي جمب ملك انهارده انا مش عاوزك..!

.............

راقبته بينما كان هو يوليها ظهره.. قامته المشدوده.. شعره البني المصفف بعنايه من منابته.. طوله الفاره وجسده المشدود..
تنحنحت بحرج وهي تراه يخلع سترته السوداء ليظهر قميصه ناصع البياض.. التفت إليها وابتسامته الهادئه تزين محياه.. بضيق تخلص من رابطة عنقه وألقى بها باهمال على كرسي طاولة الزينه..

تحدث بمرح محاولاً تلطيف الأجواء..

-
أنا مش عارف الكرافتات دي لزمتها ايه غير أنها بتخنق..؟

..
والإجابة كانت صمتها وتوترها الملحوظ.. ثم تابع بضحكه خفيفه

-
انا اساسا مليش ف البدل والكلام ده.. بس قاسم هو الللي حكّم رأيه أني البسها..

..
شعرت برجفه في قلبها حين نُطق بأسمه.. ولكنها ظلت صامته وتوترها كان سيد اللحظة..

صمتها ورأسها المحني ونظراتها الخجلي أعطته الفرصه كي يدقق بها وبفستانها الابيض الباهت.. فستان رقيق من الشيفون ضيق من عند الصدر مروراً بالخصر لينزل باتساع يغطي ساقيها.. خصلاتها البنيه متجمعه على إحدى كتفيها.. أكمل متأملا ملامحها الرقيقه وبشرتها البيضاء المشربه بحمره طبيعيه.. وتلكأ بالنظر لشفتيها المكتنزتين المصبوغه بلون وردي..
حك مؤخرة رأسه وابتسامه بلهاء مرسومه على تقاسيم وجهه..
ما له متوتر هكذا وكأنه لأول مره سيتزوج.. فهو لم يكن متوتر هكذا مع خديجة رحمها الله!! ..
هتف متأملاً إياها بعمق..

-
تحبي أساعدك..
وأشار بحاجبيه على فستانها..

تضرج وجهها بحمره قانيه لتهمهم بخفوت..

-
لا شكرا.. مش مستاهله..

..
والخطوة الأولى كانت ولابد أن يبدأ هو بها.. اقترب من الفراش وجلس بجوارها محاولاً أن يمسك بكفيها.. وما أن جلس بجوارها حتى انتفضت من مكانها وكأن لدغها عقرب.. كانت دقات قلبها تدوي كالطبول.. تقسم بأنه يسمع نبضاتها المتسارعة..

-
كمال احنا لازم نتكلم الأول..

ضيق عينيه بتركيز وعلامات التساؤل احتلت ملامحه

-
هنتكلم في ايه دلوقتي؟
ابتلعت ريقها بخوف، برقت عيناها بوميض دمعٍ الا أنه ابتلعته مجيبه بتلعثم

-
انا أهلي غصبوني ع الجوازه دي

تسمر في مكانه كمن صعقته كهرباء.. شعر بالحرارة تجتاحه بينما يشتعل غضبا.. زعق بها

-
نعم.. جايه تقوليلي دلوقتي انك اتغصبتي ع جوازك مني..
ثم صمت لحظه وتابع بصوته الغاضب
وبعدين اصلا انا سألتك وخدت رأيك وانتي سكتي..؟

همست بحزن وهي تنظر اليه من بين غلاله الدموع التي غطت مقلتيها

-
سكت عشان كنت مغصوبه

اتسعت عيناه من الصدمه

-
فكرتك سكتي عشان مكسوفه

دموعها كانت تهطل كالمطر.. ضغطت على فمها وقالت بصوت مبحوح من أثر البكاء

-
انا فعلا كنت مكسوفه احرجك واعرفك اني رفضاك

ارتفع الدم إلى رأسه.. وكرامته تأبى أن يكون مرفوض

-
تحرجيني.. ورفضاني؟!..

أظلمت عيناه وتابع بنيران فشل في اخمادها..
بس للأسف احراجك ورفضك خلاص مبقوش ينفعو دلوقتي لأننا بالفعل اتجوزنا..!!

..
احمر وجهها بشده من شدة بكاؤها.. ربتت بكفها الصغير على صدرها محاوله استعطافه..

-
كمال انا طول عمري شيفاك اخويا الكبير.. مش هقدر والله العظيم ما هقدر اشوفك غير كده

مسح كمال صفحه وجهه بحده.. اقترب منها وقال بغضب.

-.
انتي يابت انتي عارفه انهارده ايه.. انهارده دخلتناا.. فاهمه ولا حكايتك ايه

انا هعيش معاك هعيش عشان ولاد خديجه هربيهم واراعيهم وهعملك كل طلباتك غسيل وترويق وهدوم .. اكتر من كده مش هقدر

كان يشتعل غيظاً وغضباً.. أعطاها ظهره دقيقه.. دقيقتان.. مسح بأنامله على لحيته الخفيفه مستغفراً.. ثم استدار إليها.. جاهد في أن تبدو نبرته هادئه.. وقرر أن يحافظ على ماتبقى من كرامته.. تحدث بجمود

متعيطيش ياريم.. مش انا الراجل اللي يرمي نفسه ع ست مش عيزاه.. ولا انا اللي هغصب واحده ع حاجه هي رفضاها..

..
ثم استرسل بحديثه وهو يتجه ناحية باب الغرفه .. وبنصف التفاته من رأسه رمقها بخيبة أمل..

-
الولاد بايتين تحت عند أمي.. انا هنام ف اوضتهم والصبح نبقى نشوف النظام هيمشي ازاي..

...............

"
أختر من يحبك وليس من تحبه".. وهي لم تفهم الحكمه جيدا لتسير خلف قلبها واختارت من تحبه بل تعشقه.. حب الطفوله وحلم المراهقه وفارس ن.. وكأنه الرجل الوحيد ولا يوجد سواه...
ابن العمه الوسيم متعدد العلاقات.. هي من أحبت.. هي من اعترفت بحبها له وانتظرت أن يبادلها الاعتراف ولكن طال الانتظار..حتي بعد أن تقدم لخطبتها بمبدأ انه أولى بأبنة خاله من الغريب..
كانت تنتظر ولازالت تنتظر..!
شردت أمام مرآتها تتأمل حالها شحوب وجهها وذبولها والهالات تحت عينيها السوداويتين وأناملها تمسد خصلاتها السوداء القصيره بشرود وتيه..!
كالعاده تأخر.. تعلم بعلاقاته ولكنها اجبن من أن تواجهه، المواجهه معناها انفصال وهي لاتقوى على البعد.. كل مره تعلم بعلاقه من علاقاته تبكي لوالدتها وتشكو
لتجيبها الأم

"
بكره ربنا يهديه"

وفي إحدى المرات قد طفح الكيل من تصرفاته، وفاض بها.. وكالعاده زجرتها الأم وهي تقول إحدى كلماتها المعتاده

"
المهم آخر اليوم بيرجع لحضن مين"

أفاقت من شرودها على أزيز هاتفها معلناً عن وصول رساله نصيه فتحتها لتصدم بمحتواها

"
جوزك معايا"..

.....
انتهى الفصل.. استنو رايحين فين قولو رأيكو ضروري 

الفصل الثاني من هنا 
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close