اخر الروايات

رواية شيطان البراكين الفصل الخامس 5 - فاطمة رأفت

رواية شيطان البراكين الفصل الخامس 5 - فاطمة رأفت



ظرت الى كلماته بصدمة كبيرة ،ثم نظرت أمامها وعينيها الممتلأة بالدموع بعدم رضاها على هذا الزواج ،ثم نظر لها بملامح جامدة خالية من المشاعر! ..غير عابيء باهانته لها ليلة أمس!! ..غير عابيء بتعديه عليها بالضرب!! وكأنها كقطعة حديد لا يوجد بها شعور! ..وغير عابيء انها أنثى!! ،نظرت له ببرود تام .
ليلى بجمود: وانا عايزة ارجع لأهلي.
حسام بجمود: انسي انك تشوفيهم..من هنا ورايح مش هتشوفي حد غيري.
صمتت ووجهها الذي تحول الى الجمود لا يوجد به مشاعر!! لما تعرضت له حتى الآن ،لا تريد أن تكون مع من يقسو عليها..فلا وجود لأنثى مُحبة لهذه المعاملة الجافة! ،جاء إليها بخطوات ثابتة وجلس بجوارها.. وأخذ يفك الحبال من يديها المكبلة بالسرير ،مازالت هى ناظرة أمامها بعينيها المليئة بالدموع متمسكة ببكائها لكنها تعلم انها ستنهار الان!! ،نظرت له وعندما انتهى مما يفعله ازاحته سريعاً ! ونهضت على الرغم من آلام جسدها ..الا أنها قاومت ذلك ونهضت، واسرعت ناحية الباب الزجاج وهى تحاول فتحه!
ليلى مسرعة والدموع تنهمر وهى تقول بهيستيرية:انا لازم امشي من هنا....لازم اروح لاهلي...
لم تستطيع فتح ذلرأفت
باب، ثم أخذت تنظر حولها لتجد باب الغرفة وتتجه إليه وتحاول فتحه لكنه أغلقه بالمفتاح ..اخذت تحاول فتحه وبدأت بالبكاء وهى تضرب الباب بيديها الصغيرة لعدم فتحه ...أكملت شهقاتها وهى تستسلم ،وتقول ببكاء: انا مش هبقا معاك...خليني امشي.
نزلت على الأرض وضمت جسدها وهى جالسة على الأرض واكملت بشهقاتها: عايزة اروح لاهلي .
وظهرها للحائط وتبكي بتنهيدات ،وكل هذا وهو واقفاً في ثبات وناظراً لها بجمود وواضعاً يديه في جيوب بنطاله بثقة تامة ،ثم جاء إليها وأصبح أمامها مباشرة ًعندما علم انها استسلمت.
حسام بجمود:بكره كدة وهييجوا يجهزوكي.
وفتح الباب بالمفتاح وخرج واغلق الباب خلفه بالمفتاح مجدداً ،بينما هى أخذت تنهيداتها الباكية الحارة وشفتيها ووجنتيها وانفها الذين تحولوا إلى اللون الوردي من كثرة شهقاتها المؤلمة.
########################
في مشفى جاسر الدمنهوري:
في غرفة مكتب جاسر:

واقفة امام مكتبه بشعرها البني وبشرتها البيضاء ..بوجنتيها التي من لون الفراولة ..قصيرة القامة قليلاً.. وهو جالس على مقعد مكتبه بجمود.
جاسر بجمود: شاطرة انك بتسمعي الكلام.. انزلي لمروة وهى هتفهمك.
دُنيا بحزن: ومين قالك اني جاية عشان كدة!
جاسر بسخرية: امال جاية عشان ايه؟!
دُنيا مسرعة: عشان انهي المهذلة والإهانة دي.
رفع إحدى حاجبيه بسخرية من كلماتها .
جاسر بسخرية: هو بمزاجك...احنا كنا متفقين على كدة ما ترجعيش في كلامك على الاخر !!
نظرت له بعينيها البندقية الحزينة المليئة بالدموع..بعدما تمادى اسوار كبريائها وجعل الدموع في عينيها ممتلئة.
دُنيا بحزن: انا ماتعبتش كل دة عشان اوصل لهنا! ..انا تعبت في دراستي وفي حياتي عشان اخد المهنة اللي انا بحبها .. وطول عمري بحلم بيها وانت في الاخر تقولي هكسر حلمك بسهولة على خناقة!! ....
رفع رأسه بكبرياء وكأنه يتعالى عليها بنظرات الغرور بعينيه الزرقاء..وشعره الاسود وببشرة قمحاوي. بصدره العريض وطول قامته ..ارجع ظهره للخلف وكأنه يشاهد عرض مسرحي،وابتسم ابتسامته الشيطانية ،ثم اكملت بعينيها المليئة بالدموع: انا تعبت عشان اجيب مجموعي وادخل الكلية اللي نفسي فيها ..مع احترامي للشغل اللي انت عايزني اعمله انا مش بقل منه لكن انا كان عندي حلم وحققته ..ومش هترمي في المستشفى دي على مزاجك!!
ابتسم ابتسامة شيطانية وأخذ يصفق بصوت مرتفع وهو ناظراً لها بجمود.
جاسر بجمود: براڤو...ادائك حقيقي هايل...كدة هتبكي الجماهير!
نظرت له وصدرها يعلوا ويهبط من استفزازه وملامحه كالشيطان .
جاسر بنبرة الامر: هتعملي اللي امرتك بيه...وبعدين مافيش حد هنا بيشتغل ومابيتهنش!..
دِنيا مقاطعة بحزن:انا هنا دكتورة..مش خدامة اشيل الزبالة اللي انتَ عايزني اشيلها!!
ابتسم بسخرية..عقب حديثها ولا تعلم انه هو من يصدر الاوامر وانها طبيبة لديه ليس الا!
جاسر بثقة: اللي اقوله يتنفذ..وخلينا نبدأ من دلوقتي...
ازاح بيده كوب المياه وارتمى الكوب على الارض وتهشم الى قطع ،ثم اكمل بحزم:لميه ونضفي المكان.
نظرت الى الكوب بعينين مليئتين بالدموع ،لكنها أسرعت بتحدي.
دُنيا بضيق:ولو ماعملتش ..هتعمل ايه؟
جاسر بابتسامة ثقة:هرفدك وماشوفش وشك هنا تاني.
نظرت له وهى على وشك الانهيار فقد حطم اسوارها المنيعة!! اسوار الانثى وكبريائها ..ضغط عليها وبقوة!! ،ثم اكمل :وبعدها مش هتلاقي مستشفى تشتغلي فيها عشان للاسف لازم تضطري تعزِلي...دة انتِ حتى ماعندكيش اهل...
ثم اكمل باحتقار وابتسامة سخرية:ومين عالم..واحدة عايشة لوحدها في شقة ماعندهاش اهل...ياترى بتعمل ايه؟ ..ومع مين؟!
جائت اليه سريعاً بعد اهانته الوقحة لها!..وهى لا تتحمل إهانة أخرى!
دُنيا بغضب:احترم نفسك...انا مش رخيصة زيك!!
امسكت فنجان قهوته، والقت قهوته التي بالفنجان على وجهه!!! وضع يده على وجهه وأدار وجهه للناحية الأخرى سريعاً ،ووقف.
جاسر بصوتٍ مرتفع : ايه الهبل دة!! انت اتجننتي!؟؟؟
دُنيا مسرعة: لاني مش هسمحلك من النهاردة انك تتعدى حدودك معايا ... كفاية كدة...ماعندكش ضمير.
اخرج منديلا سريعاً ووضعه على وجهه وأخذ يمسحه ،ولكن القهوة كانت باردة فلم تؤثر على ملامحه سوى الغضب،
وكادت أن ترحل امسك معصم يدها وجذبها إليه بغضب نظرت له بضيق.
جاسر بجمود: هتدفعي الهبل اللي عملتيه دة....وانت مالكيش اهل ماتلومنيش على اللي هعمله...وقاحة!!
دُنيا بضيق: انا اساسا همشي من هنا ومن المحافظة كلها عَين بقا واحدة غيري وهِنها زيي...بس انت هتندم في يوم على كل إهانة وجهتها ليا.
جذبت يدها وخرجت بغضب ،بينما هو ظل ناظراً لها بجمود.
#########################
في الحارة العشوائية:
في منزل ابراهيم:

خرج ابراهيم من غرفته واغلق الباب، ثم توجه الى غرفة المعيشة ليرى والدته جالسة على الاريكة بتجاعيد ملامحها فهى تبلغ الخمسون عاماً ،بعينيها البنية ،نظر لها بهدوء ،وجاء اليها ،وطبع قبلة على جبهتها.
ابراهيم بهدوء: صباح الخير يامه.
لتنظر له والدته بابتسامة مشرقة.
والدته بابتسامة: صباح النور ...ايه رايح فين؟
ابراهيم بجدية: نازل الشغل...خدتي الدوا؟
والدته بهدوء:لا ماخدتهوش.
عقد ابراهيم حاجبيه بتعجب ممزوجاً بالضيق ..لعدم اعطائها الدواء من ابنتها ..شعر انه سينفجر في شقيقته الصغرى.
ابراهيم بضيق:يعني ايه ماخدتهوش؟! سميرة ما ادتكيش حاجة؟
والدته بنفي: لا والله ماخدتش حاجة.
نظر لناحية (الطرقة)وهو ينادي بصوته الرجولي الخشن بغضب عارم.
ابراهيم بصوت مرتفع بغضب: سمييرة!..سمييرة!!
صدر صوت انوثي من غرفة شقيقته بطاعة :ايوة ايوة ..جاية اهو.
ترك والدته وجاء اليها حتى وقف في (الطرقة) ،بينما جائت اليه شقيقته بعينيها البندقية وبشرتها البيضاء ووجنتيها الوردية بخصلات شعرها السوداء الناعمة ،وواضعة فوق شعرها حجاب صغير يتم عقده من الخلف( اشَرب) ،جائت ووقفت امامه مباشرةً ورأت علامات الغضب على ملامحه .
ابراهيم بغضب: يعني ايه ماتديش لامك الدوا في معاده!!
وقفت في انحناء قليلا ووضعت يديها في خصرها وابتسمت بسخرية ،ونظرات السخرية على ملامحها.
سميرة بابتسامة ساخرة وتحدثت بصرامة :خَلص..وانت عارف ان كل شهر بيخلص ولازم تجيبه...ولا عايزني اجيبه؟! وكل حاجة عليا انا!
جذبها من معصم يدها بعنف وتأوهت من الالم وهو ناظرا لعينيها بغضب كبير.
ابراهيم بغضب:بلاش العوجان دة في الكلام! واتكلمي عدل.
سميرة بضيق:حاضر هتكلم عدل زي السينيورة فرح بتاعتك ..محتاجة حاجة يافرح؟ تسلملي يا ابراهيم..لما تعوزي حاجة يافرح قوليلي.
امسكها من خصلات شعرها بغضب عارم..لسخريتها من حديثه ،فاصدرت صرخة من الفزع.
ابراهيم بغضب: كلمة زيادة هطلع القديم والجديد عليكي...انا ساكتلك ...وروح عند صاحبتك مافيش روح! ماشوفكيش سايبة امك ونازلة!!، طول النهار هتقعدي معاها فاهمة؟
وضعت يدها على يده الممسكة بخصلات شعرها بقسوة.
سميرة مسرعة :فاهمة فاهمة...سيبني.
ترك خصلات شعرها ونظر لها بغضب وتوجه ناحية المنزل وخرج.
########################
في القاهرة:
في شركة عماد:

جاء عمر إلى مكتب السكرتيرة بينما هى وقفت ونظرت له بإحترام.
السكرتيرة بنبرة رقيقة: عمر بيه..عماد بيه منتظر حضرتك.
تركها واتجه إلى الباب بنظرات الملل وهو يقول ...
عمر بملل: عارف...في حد جوة تاني ؟
ولكنها أوقفته بجملتها لتجعله يقف أمام الباب ويعقد حاجبيه بضيق بوسامته الساحرة بعينيه السوداء الواسعة ككرتين من اللون الاسود.
السكرتيرة بهدوء: سليم بيه جوة .
نظر لناحية أخرى ليأخذ اكسچينه ..دائماً يهرب من نظراتهم المترقبة نحوه وشقيقه يعتبر من الأشخاص الذين يكونون أُسرى لدى الشياطين ويبدأ من يسيطرون عليهم في جميع أفعالهم كي يجعلوا عقولهم غائبة ولا يرون سوى الكره والأنانية!! ولكنه سيظل شقيقه الأكبر مهما فعل ومهما حدث! ، ثم طرق الباب وبعدما أذن له والده بالدخول .. وضع يده على مقبض الباب وفتحه ودخل.
في الداخل:
في غرفة مكتب عماد:

دخل عمر الغرفة رأى والده جالساً على مقعده الرئيسي لمكتبه ، وسليم واقفاً بجواره ولكن معطيهم ظهره وناظراً للزجاج وعاقداً يديه خلف ظهره بثقة ،تقدم عمر الخطوات حتى وقف أمام مكتب والده.
عماد بابتسامة سخرية: وأخيراً عمر بيه افتكر ان عنده أب بيسأل عليه!
نظر له عمر بجدية ،بينما استدار سليم إليهم وهو ينظر لعمر باستحقار.
سليم بجمود: لا يا والدي دة ناسي ان عنده أسرة من الاساس!
نظر عمر لناحية أخرى بضيق ،ثم نظر لوالده دون النظر لشقيقه الأكبر.
عمر بثقة: اه نسيت ..زي ما نسيتوا دُنيا...وطبعاً جايبني هنا عشان تسألوني عليها وتقولولي خبيتها فين ..وانا اقول مااعرفش حاجة وبعدها امشي وتراقبوني عشان تعرفوا.
نظر سليم لوالده وابتسم نصف ابتسامة كالشيطان ثم نظر لعمر.
عماد بابتسامة اعجاب: على اد ما انا واثق انك ابني الأصغر على اد ما انا مؤمن انك ذكي !!....
رفع سليم رأسه بثقة وتكبر ،ثم أكمل عماد:انت عارف ان دُنيا غلطت وباعت أسرتها عشان واحد من الشارع ..
نظر له عمر بملامحه الرجولية الثابتة على عكس عينيه التي بها التفكير الكامل ،ثم أكمل : وانت شاركتها في دة!! بس هقولك دة كان زمان !عشان كنت لسة واحد مراهق.
نظر سليم لعمر بنظرات الاحتقار من أسفل إلى الأعلى ،ثم قال بثقة...
سليم بثقة : ولسة يا والدي...
نظر له عمر بجمود..وهو يريد أن يدخل معه في شجار على ماقاله كأنه يقول له انت مازالت صغيرا!! رجولتك هادرة!..افكارك كالاطفال ..مجنونة! ،مما شعر بالغضب ناحية ماقاله ولكنه احتفظ بهدوئه ،ثم أكمل سليم:
لسة مراهق.
ابتسم سليم نصف ابتسامة شيطانية بعدما أنهى كلماته وهو يعرف جيدا انه جعل أخيه يشيط من الغضب بداخله !! وهذا ما صوره اليه شيطان!!
عمر بجدية: دنيا ما غلطتش ولا باعت اهلها عشان واحد من الشارع!! ...خليني افكرك عملتم ايه .. دنيا اتجوزت وقبل ما تتجوز هو جيه واتقدم وانتم رفضتوه..ضربتها لما قالتلكم انها بتحبه .. وهى هربت وراحتله ،اتجوزت في شرع ربنا وأنا كنت معاها ..مش عايز اكمل الباقي لان حضرتك عارفه.
سليم بابتسامة إعجاب: براڤو..قبل ما تحسابنا على الغلط اللي انت شايفه...حاسب نفسك انك كنت معاها في كل حاجة وضد أهلك!!
نظر له عمر بجمود وعينين مليئتين بالضيق.
عمر بضيق: كل الكلام اللي قولته بقوله لوالدي وبوجهه ليكم ..انا اساسا متبري منكم...ومش هنسى الظلم اللي وجهتوه ليها.
نظر له عماد وهو يستمع إلى ابنه الأصغر وهو يبتعد عنه بالكلمات الساقطة كالصخور العنيفة !!..قد رحلت عنه ابنته والان ابنه الأصغر.
عماد بضيق: عمر..كفاية كدة انت اتخطيت حدودك معانا.
ابتسم عمر بسخرية ورفع حاجبيه ونظر لناحية أخرى ،ثم نظر له سليم بغضب ،ثم نظر عمر لوالده بابتسامة ساخرة!....واقترب قليلا من المكتب ،ووضع يديه على المكتب.
عمر بابتسامة ساخرة: كلها كام يوم ومش هتشوق وشي تاني ..الجامعة تخلص...وهعيش مع نفسي.
ثم ازال يده واعطاهم ظهره ورحل وترك الباب مفتوحا وارتطم الباب بالحائط!!
سليم بضيق: طول عمره طفل ..يتقمس ويمشي...
ثم أشار بيده ناحية الباب ونظر لوالده، واكمل:دة اللي كنت بتقول عليه بيفهم! وجايبه عشان تعرف منه؟..دة عَيل!
لكن لم يجد اجابة من والده سوى الصمت فنظر له رآه واضعاً كف يده على جبهته..والاثنين خرجوا عن سيطرته ،نظر له سليم بضيق.
سليم بضيق: لو مش قادر تعملهم حاجة وتوقفهم على اللي هما فيه دة ...وترجع دنيا انا هعرف اتصرف.
ثم خرج بغضب عارم ليبدأ رحلته بأفكاره الشيطانية.
#######################
في مشفى جاسر الدمنهوري:
في غرفة مكتب جاسر:

كان جاسر جالساً على مقعده الرئيسي لمكتبه ،وهو يفكر بما فعلته به وردود أفعالها ودموعها الممتلئة بعينيها البندقية ..ضغط على زر في الهاتف الذي بجواره.
جاسر بجمود: نهى...كلمي مروة خليها تجبلي ملف دُنيا.
السكرتيرة :حاضر يا فندم...اقولها دُنيا مين؟
جاسر بجمود:الآنسة اللي جات قدمت هنا.
السكرتيرة مسرعة:حاضر.
ازال إصبعه من على الزر ،ثم ارجع ظهره للخلف.
ومرت لحظات:

سمع طرقات الباب فسمح لها بالدخول ،دخلت مروة وبيدها ملف دُنيا ..كانت مرتدية فستان يصل إلى أسفل ركبتيها وحذاء بكعب عالٍ ،اتجهت ناحية المكتب واعطته الملف ،أخذ جاسر الملف ونظر له بدون ان يفتحه ،نظرت له مروة بعشق.
مروة بابتسامة دلال: حبيبي....
رفع عينيه الزرقاء إليها بملامحه الرجولية الجامدة...وكلما نظر لها يأثرها بنظراته،ثم جاءت اليه ووقفت بجوار مقعده ..ووضعت يدها اليمنى على إحدى وجنتيه ،ثم أكملت :بقالك كام يوم مش مخليني أشوفك...وحشتني.
ازال يدها الموضوعة على إحدى وجنتيه بيده ونظر للملف بعدم اهتمام لحديثها .
جاسر بجمود:مروة امشي دلوقتي ،مش فاضيلك.
نظرت له بحزن ،لا تريد أن تفهم حتى الآن انها مجرد لعبة لديه ليس إلا!!
مروة بحزن:يعني مش هتيجي أشوفك النهاردة؟
جاسر بجمود:لا...انا باجي بمزاجي..ماحدش يقدر يغصب عليا حاجة اعملها
مروة بحزن:تمام..بس بردو مستنياك.
رفع نظراته اليها بجمود والغضب بهما من حديثها العنيد!...كأنها توهم نفسها انه آتٍ!!
جاسر بجمود:مروة قولتلك مش جاي يعني مش جاي!...ورايا حاجات اهم منك.
عقدت حاجبيها بحزن ..ببرائة مصطنعة وهى كالشيطانة .
مروة ببرائة مصطنعة:اهم مني كمان!. .جاسر ا..
جاسر مقاطعاً بصوت مرتفع:مروة قولتلك خلاص.
انتفضت من صوته العالي..ثم نهضت سريعاً ،بينما هو نظر لاوراقه غير عابيء بها!! ،رفعت رأسها بضيق وهى تفكر ماذا تفعل.. كأنها مجرد قميص له يرتديه وقت مايريد!!...لكن لا لن تكون هكذا بل لدبها اشخاص آخرون غيره!!،
تركته وخرجت بينما هو أخرج تنهيدة الضيق ،ثم نظر للملف.
جاسر بجمود: لما نشوف حكايتك يا دُنيا هانم.
أمسك كوب الفنجان وقربه من فمه، ثم فتح الملف ونظر للاسم(دُنيا عماد عبد الجواد)...عقد حاجبيه بتعجب !!
، ثم نظر لسيرتها الذاتية ورآى مكتوب أرملة ولديها ابنة !! ،من كثرة الزهول الذي في عينية وقع الفنجان من يده اصطدم بالأرض وتهشم إلى قطع..نظر إلى السيرة الذاتية جيدا...أخذ عقله يقول هل يعقل انها أرملة وزوجها متوفي..ولديها ابنة!!لماذا لم يرى ذلك الملف !!فور مجيئها إلى هنا!!...اذن ابنتها هى من كانت في الغرفة!....تذكر عندما قالت له ان يصمت...وعندما قالت إنها تأخرت...وكل هذا من أجل ابنتها وهو يهاجمها في شرفها!! لم يؤنب ضميره ابداً...بل يفكر فقط انه الآن علم الأمر كاملاً...لا يوجد شخص لديه الصفات الشيطانية ويكون لديه ذرة من الضمير!! ،أغلق الملف وأخذ سطرة حلته، ووقف واخذ مفاتيح سيارته وكاد ان يرحل سمع صوت رنين الهاتف!
جاسر بجدية: ايوة يا حسام.
حسام بتنهيدة: رنيت عليك من شوية ماردتش عليا!..اول مرة يعني !!
جاسر بجدية:كان ورايا شغل مهم..ايه الاخبار عندك؟
حسام بهدوء:تعالى بالليل على هنا ..عشان هكتب كتابي على ليلى النهاردة ولازم تيجي تشهد.
جاسر بسخرية: واخيرا!.حسام بيه هيتجوز!
حسام بسخرية: ايوة ..ومايتجوزش ليه؟!... مش زيك عايش حياتي مع كل يوم بنت شكل !...وفي الاخر ولا حاجة!!
جاسر بمزاح: اعتبرها تريئة؟..تمام ،وريني مين هييجي يشهد.
حسام مسرعاً بمزاح: لالا بقولك ايه ماتِقفش كدة!...النهاردة الساعة ٩ بالليل تكون عندي ماليش فيه.
جاسر بابتسامة شيطانية: بس ايه اللي انت عملته دة!؟
حسام بثقة: ايه، عجبتك؟
جاسر بابتسامة شيطانية : بالنسبالي احلى خطه ممكن اسمع عنها لكن بالنسبه للباقي انت عملت جنان! رايح تخطف حبيبتك في يوم خطوبتها!
حسام بثقة: اديك قولت...حبيبتي! ،يعني خاصة بيا...بس ايه رأيك حريف صح؟..صاحبك طلع جامد اوي .
اصدر حسام وجاسر ضحكتهم ،ثم ابتسم جاسر ابتسامة اعجاب من افعال صديقة!! ،ورفع احدى حاجبه.
جاسر بجمود: حسام مش فاضي لهزارك دة...سلام.
حسام مسرعاً:طبعاً...وانت هتفضالي ازاي!..زمان حد شاغل دماغك
جاسر بتأفف: نتكلم بعدين.
انزل جاسر الهاتف من على اذنه ،واغلق المكالمة.
#######################
في الحارة العشوائية:

كانت دُنيا تسير ذاهبة الى منزلها وذهبت بجوار (ورشة) التي يعمل بها ابراهيم وبينما هو كان يعمل رآها فجاء اليها سريعا وهو يقول...
ابراهيم بهدوء: صباح الخير يا ست البنات.
استدارت اليه وابتسمت بهدوء.
دُنيا بابتسامة:صباح النور.
ابراهيم بجدية: محتاجة حاجة اجبهالك؟
دُنيا بهدوء: لا تسلم.. المهم اخبارك ايه؟
ابراهيم بابتسامة جادة:بخير..بس شكلك متضايقة من حاجة!..في حد ضايقك؟
دُنيا بتنهيدة: مشاكل في الشغل.
ابراهيم مسرعاً: مافيش داعي للشغل لو احتجتي اي حاجة انا موجود...بلاش تبهدلي نفسك في الشغل والحاجات دي.
دُنيا بهدوء: مهو فعلا مش هروح تاني انا استقلت.
ابراهيم بجدية: انا موجود في اي وقت.
ابتسمت بهدوء واومأت برأسها وتركته ورحلت .
######################
في قصر جاسر الدمنهوري:

كانت رئيسة الخدم واقفة تحدث باقي الخدم بتنظيف المكان جيداً ،ثم سمعت رنين الجرس ،وأشارت لخادمة منهم أن تفتح وأكملت باقي تعليماتها عليهم ،فتحت الخادمة الباب فرأت هدى ،دخلت هدى بجدية ، وعندما رأتها رئيسة الخدم جاءت إليها بينما صعدت هدى السلم وهى تقول ...
هدى بتلقائية : ساندي فوق ؟
رئيسة الخدم مسرعة: أيوة يا هانم ..لكن في حاجة عايزة اقولها...
وقفت هدى أمام باب الغرفة ونظرت لها لتتحدث ،ثم أكملت: ساندي لسة راجعة من برة الساعة 6 الصبح جاسر بيه اتصل بيا امبارح بالليل بيسأل عليها واضطريت أكذب عليه زي كل مرة ...وكل مرة كذبة جديدة !!
نظرت هدى إليها وهى تفكر ماذا تفعل لتوقف شقيقتها الصغرى على تلك الأفعال ...تعلم ان جاسر علم ما تفعله ساندي فسوف يقتلها!! ...ظلت ناظرة لها بحزن ،ثم نظرت لناحية أخرى بهدوء وأخذت نفساً عميقاً لتهدأ.
هدى بهدوء: تمام يا دادة..انا هتصرف معاها...المهم جاسر مايعرفش اي حاجة ..انتِ عارفة لو عرف هيعمل ايه!
رئيسة الخدم مسرعة: اكيد..انا مااقدرش اقوله ليقتلها!!
طرقت هدى الباب، بجوارها رئيسة الخدم.
#####################
في العمارة:
في منزل والد ليلى:
في غرفة المعيشة:

كان والد ليلى جالساً على الاريكة وخطيبها واقفاً واضعا يده في بنطاله بينما والدتها جالسة على المقعد وشقيقة ليلى جالسة على مقعد اخر وواضعة قدم فوق الاخرى ومرتدية بچامتها.
مروان بضيق: عمي احنا هنفضل قاعدين حاطين ايدينا على خدنا كدة!
عصام بضيق: هنعمل ايه اهو مستنين خبر منهم.
ريم مسرعة بملامح حمقاء: انا مش عارفة انتوا بلغتوا ليه انها اتخطفت!..دة خطيبها الاول ياجماعة!....
ثم اكملت بضحك:مش حد غريب!! ...
ثم نظرت لمروان ورأت على ملامحه الغضب ،فنظرت لناحية اخرى باحراج واكملت: اقصد حد غريب طبعا .
عصام بضيق: ريم انا مش فاضيلك دلوقتي اسكتي شوية.
نظرت له كوثر، ثم نظرت لابنتها بضيق على ماتقوله لتغضب والدها.
كوثر بضيق: ريم اسكتي شوية ...ومافيش داعي للكلام دة دلوقتي.
واشارت لها بعينيها على والدها كي تصمت...لكنها عنيدة لن تصمت هكذا! بل ايضا متمردة(ريم ملامحها تشبه شقيقتها ليلى ولكن الشخصية مختلفة تماماً ..لان شخصيتها تتميز بالمرح والتمرد والعناد ولديها ٢٠عاماً )
ريم مسرعة بسعادة: وايه الغلط في اللي قولته! والله هتفرحوا اول مايدخلوا علينا كدة وفي ايديهم العيال ويقولولكم احنا اتجوزنا وخلفنا كمان...ياسلام ش...
قاطع حديثها والدها عندما كاد ان يقف كي يلقنها درساً على حديثها ،ولكن امسكته زوجته كوثر واقترب. قليلا كي لايحدث شيء لريم .
عصام مقاطعاً بغضب عارم: ماتحترمي نفسك يابنت انتِ....
وقفت ريم سريعاً على المقعد ،ثم اكمل: هرتكب فيكي جريمة النهاردة لو اتكلمتي كلمة زيادة.
اخذت تهدأه كوثر كي يهدأ،وجلست ريم على المقعد مجدداً، ونظر. لعصام بجدية.
مروان بجدية: انا لازم ادور عليها والاقيها.
عصام بضيق: وهتلاقيها فين..دة واحد مجنون وياعالم عمل فيها ايه!!
ريم مسرعة : طب انا عندي حل حلو ياجماعة...
نظر اليها الجميع ،ثم اكملت بسعادة: بص يامروان سيبك من ليلى.. دي اختي وانا عارفاها بتعت نكد وطول النهار عياط وبالليل عياط انا اختها واهو مش طايقاها انا اهو فرفوشة وانت عصبي هنبقا اتنين لايقين على بعض...يلا ها..
ثم نظرت لوالديها واكملت بسعادة: واهو نكون فرحنا بابا وماما بردو ولا ايه؟
امسك عصام الوسادة والقاها عليها بغضب ،ووقف واشار عليها بيده وتحدث بانفعال، بينما جاء مروان كي يقف بينهم ،ووقفت كوثر تهدأ عصام.
عصام بصوتٍ مرتفع: ماتحترمي نفسك يابنت انتِ...ماحدش مالي عينك!!
مروان مسرعاً: اهدى ياعمي خلاص ماحصلش حاجة.
وقفت ريم على المقعد ووضعت يديها على كتف مروان ونزلت سريعا ووقفت بعيد عنهم بامتار .
عصام بغضب: انت ماينفعش معاكي ثانوية عامة.
ريم مسرعة: اول هام انا في تالتة ثانوي بس متأخرة سنتين وزماني دلوقتي عاقلة وكبيرة في تانية جامعة ..تاني هام انا عندي الحل ..
نظر لها الجميع ثم اكملت بجدية: تجبولي عريس...جبولي عريس زي اللي واقف دة ...
اشارت على. ،ثم اكملت بابتسامة اعجاب:چنتل وعصبي في نفسه كدة...وهخلص من السنادي واجبلكم مجموع عالي.
وكاد ان يتقدم عصام دخلت ريم غرفتها سريعاً، امسكته كوثر ..فاشار بيده بغضب.
عصام بغضب: تدخلي تعقليها يا اجبها من شعرها المجنونة دي.
اومأت كوثر برأسها بموافقة ودخلت الى غرفة ابنتها ،ثم اخذ عصام تنهيدة نفاذ الصبر ،فنظر. مروان له .
مروان بجدية: انا هروح ادور عليها بس عايز شوية معلومات عن حسام ممكن حد يساعدني واعرف هو خدها على فين واروح اجبها.
عصام بجدية: تمام تعالى اقعد.
#######################
في غرفة ريم:

دخلت ريم غرفتها لترى شقيقها الاصغر الذي لديه ١٠ اعوام بعينيه البندقية وشعره البني بملامحه البريئة ،ثم امسكت كتابها لتجلس بجواره بضيق،فجائت اليها والدتها بضيق .
كوثر بضيق: انت يابنتي مابتهديش غير لما ييجي يبهدلك!
نظرت اليها ريم بحزن.
ريم مسرعة: هى كل حاجة يقوم فيا انا!!
ثم نظرت لكتابها بضيق.
#######################
داخل الغرفة:

كانت ساندي تسير ذهاباً اياباً وواضعة أصابع يدها بجوار جبهتها وعلى ملامح وجهها الالم..وعندما سمعت طرقات الباب.
ساندي بتأفف: ادخل.
دخلت هدى ونظرت إلى ساندي، ثم اتجهت الى الأريكة وجلست وهى تقول بجدية..
هدى بجدية:ايه مالك؟
تأففت ساندي باختناق واخذت تسير ذهاباً ايابا من جديد وتحدثت بملل ..تتحدث هى وكأنها لا تعطي احتراما لأحد هذه هى ساندي بطبعها الباغض.. لا ترى سوى نفسها فقط.
ساندي بملل:الصداع هيقتلني.
كانت رئيسة الخدم ناظرة لها بحزن على باب الغرفة..فتحدث بشفقة.
تحدث بشفقة:اقولهم يعملولك حاجة تشربيها تضيع الصداع.
ساندي مسرعة :ياريت قهوة يا داده.
ذهبت رئيسة الخدم ،ثم نظرت هدى الى الطعام الذي على الطاولة ولم تأكل شقيقتها منه ،ثم جلست ساندي بجوارها على الاريكة،نظرت لها هدى بهدوء.
هدى بتعجب:قهوة على الريق؟انت ماكلتيش لسة!
ساندي مسرعة:لازم افوق...ورايا مليون حاجة النهاردة.
هدى بتنهيدة:لحد امتى هتفضلي كدة!؟...جاسر لو عرف..مش هيرحمك!!
ابتسمت ساندي بسخرية ورفعت حاجبيها بسخرية اكبر !!من حديث شقيقتها كأنها تقول لها ان شقيقهم له شرف وايضا يخاف على سمعت اشقائه!!...وهذا مالا تراه ساندي مناسباً له!!
ساندي بسخرية:على اساس انه ملاك نازل من السما!!..وإنه خايف على سمعة اخته!!
هدى بهدوء:انت شايفة غير كدة؟
نظرت ساندي لناحية أخرى بابتسامة خبيثة ونظرت لشقيقتها الكبرى.
ساندي بابتسامة خبيثة:أنا مش شايفة غير ان اللي بعمله دة ولا حاجة جمب اللي هو بيعمله... سألتيه بيروح فين ومع مين وبيعمل ايه!!...على انك أختنا الكبيرة!
اعتدلت هدى في جلستها بهدوء وامسكت يدها بحنان.
هدى بنبرة دافئة:ساندي اسمعيني...انا خايفة عليكي.
أزالت ساندي يدها من يد شقيقتها ووقفت ،واخذت تسير ناحية النافذة وهى تقول..
ساندي بملل:ماتخافيش عليا..وياريت دور الام الحنينة اللي خايفة علينا دي تنتهي...
نظرت لها هدى بتعجب من حديثها الذي أصبح كالخناجر بلا رحمة!! ،ثم نظرت لها ساندي بطرف ملامح وجهها،ثم أكملت بسخرية:وماتقلقيش مش هيعمل حاجة..عشان علاقتي انا وهو مش موجودة اساسا!
عقدت هدى حاجبيها بتعجب اكبر .
هدى بتعجب:ليه كدة؟
رفعت ساندي رأسها ونظرت من النافذة بضيق .
ساندي بضيق: ماهو ماعندوش اخت غيرك!!
هدى مسرعة بدهشة:ايه اللي بتقوليه دة؟
استدارت ساندي إليها وعلى وجهها ملامح الضيق من شقيقتها وشقيقها..تشعر أنها جعلت شقيقها فور مولدها لا ينظر إليها حتى!!..كأنهم أغراب في مكان واحد!!..لم تصل ساندي الى ما هى عليه إلا بدون سبب!!
ساندي بجدية: البيه مش شايف غيرك...ولسة لحد النهاردة مابيبصش لأخته وكأنه مايعرفهاش!! ..ليه؟..عشان مافيش غيرك اللي مثل عليه الحنان من صغره...ما هو لسة طفل!!
كانت هدى تستمع لكل كلمة تقولها وهى في دهشة ...صدمة ...زهول!! ،هل يعقل أن تشعر كل هذه الغيرة منها!! ،ولكن مع اخر كلمة قالتها عن شقيقها..شعرت بالغضب الكبير الذي يجتاحها.
هدى بضيق:ساندي...اتكلمي عن اخوكي بطريقة احسن من كدة!!...حاسبي على كلامك دة أخوكي الكبير!
ساندي بضيق:دة بالنسبالك..لكن الحقيقة عكس كدة...جاسر ماعندهوش خوات غير هدى الحنينة وبس! انا وهو أغراب هنا....
ثم اقتربت حتى أنحنت قليلا على شقيقتها ..ورفعت إصبعها ووجهته ناحيتها ،وأكملت بجدية:لو عايزة تعرفي ايه اللي وصلني لهنا! ...انت اول سبب.
أنهت كلماتها وانزلت إصبعها ووقفت ،ثم خرجت من الغرفة بغضب ،بينما ظلت هدى تنظر لكل انش أمامها ،وهى تفكر بزهول كبير من حديث شقيقتها!!!
#######################
وفي المساء:
في الحارة العشوائية:
في منزل دُنيا:
في غرفة المعيشة:

كانت دُنيا جالسة على الاريكة وحاملة عشق على قدميها وناظرة امامها بهدوء وممسكة يدها فطبعت عليها قبلة ونظرت امامها من جديد وهى تفكر فيما هو قادم ،فنزلت ابنتها عشق من على قدميها وسندت يديها على الاريكة واخذت صورة ما كانت موضوعة على الطاولة ونظرت لوالدتها ببرائة.
عشق ببرائة:ماما... دة ..بابا؟
نظرت لها ،ثم نظرت لتلك الصورة ونظرت لها وحملتها على قدمها وجعلتها ترى الصورة معها .
دُنيا بهدوء: اه ياعشق دة بابا ..الله يرحمه.
عشق ببرائة:فين؟
دُنيا بتنهيدة:مسافر عند ربنا.
ظلت دُنيا ناظرة للصورة بتمعن وهى تتذكر اول مرة رأته عندما كانت في كلية الطب وهو من يقوم بتدريسها وعندما اول مرة دخل وكانت هى جالسة ورأته لحظة دخولة وكأنه دخل في قلبها منذ الوهلة الاولى والان خسرت كل شيء لكي يكون معها ولم يعد معها الان! ،امتلأت عيناها بالدموع ،ثم وضعت الصورة جانباً ،واخذت نفساً عميقاً وحملت عشق ووقفت وهى تقول.
دُنيا مسرعة بسعادة: تعالى نقعد مع بعض جوة.
######################
في قصر سليمان:

كان سليمان جالساً على الاريكة ،ثم سمع رنين الجرس..فتوجهت الخادمة ناحية الباب وفتحته ودخلت هدى ،واتجهت الى سليمان، وجلست بجواره بتعب.
سليمان بهدوء:اتأخرتي.
نظرت له هدى بهدوء ثم ابتسمت بحنان رغم الارهاق الذي تشعر به من شقيقتها.
هدى بابتسامة حنان: كنت مع ساندي.
اعتدل سليمان في جلسته وامسك يدها بحنان.
سليمان بهدوء: هى اللي تعبتك؟
هدى بهدوء:ماتشغلش بالك ..دي مجرد مشاكل بسيطة ال...
وضع يده على كتفها بحنان ليضمها الى صدره لعل تنسى كل تلك المشاغبات والعواقب التي في اشقائها نحوها! ،نائمة على صدره وهى تستمع لدقات قلبه بهدوء..وقلبها الذي يدق بقوة معه شعرت بلمسته لذراعها بحنان ...وانفاسه الشاغفة ...دقات عميقة تستمع اابها بهدوء شعرت انه لايوجد ارهاق عليها ولا تفكر في اي شيء سوى انها على صدره.
سليمان بنبرة حنان: حبيبتي...ايه رأيك تطلعي تاخدي دش...وخمس دقايق وهطلعلك وتنامي في حضني.
ابتعدت عنه بهدوء لتنظر له وهى مبتسمة بحنان.
هدى بهدوء: فايق ورايق انت!
سليمان بابتسامة خبيثة:طبعا ..مش معقول انا وانت يكون عندنا مشاكل..ويلا اطلعي عشان هتشوفي الحنان كله.
نظرت له لتضحك بخجل واحمرت وجنتيها ،ليقترب من احدى وجنتيها وطبع عليها قبلة رقيقة،بينما هى ابتسمت بهدوء ..واقترب كلاً منهم واصبح انفاسه تعانق انفاسها بعشقDescription: ❤ ومغمضين الاعين.
هدى بابتسامة هدوء: سليمان.
سليمان بهدوء: عيونه.
هدى بنبرة حنان: من يوم ما اتجوزنا وانت اكتر واحد احن عليا منهم.
لمس بيده الخشنة احدى وجنتيها الناعمة بحنان وشغف.
اقترب قليلا من شفتيها الكرزية ليتذوقها وهو يعانق انفاسها بانفاسه بمشاعر كبيرة.
سليمان بنبرة هادئة: عشان بحبك...
ثم اكمل عندما طبع قبلة رقيقة على شفتيها الكرزية..شعر باللذة التي تسري بها عطشه لمشاعره تجاهها ، ثم اكمل:جدا.
واقترب من جديد ليطبع قبلة ولكن اكثر شغفاً وعمقاً في مشاعره على شفتيها ،ثم ابتعدت هى بهدوء ووقفت وهى تتجه ناحية السلم وهى تقول...
هدى مسرعة: انا هطلع اخد دش.. ماتنساش تكلم حسام وتقوله يقنع جاسر ان ييجي يشوف اهله.
سليمان مسرعاً بخبث:انت فاكرة كدة انك هتهربي مني! بس تمام.
ابتسمت بهدوء لتصعد السلم بينما هو ظل ناظرا لها بهدوء حتى صعدت واخرج هاتفه ليتصل بحسام.
########################
في القاهرة:
في قصر عماد:

اوقف عمر سيارته بداخل حديقة القصر ونزل منها وعلامات الغضب على ملامحه واغلق باب السيارة ،ثم توجه للحديقة وهو يسير بها ورأى سليم شقيقه الاكبر لكنه لم ينظر الى وجهه حتى !وظل ناظراً امامه بضيق وسار بجواره ،ابتسم سليم بغرور ،واستدار لشقيقه.
سليم بابتسامة غرور: القمصان اللي راجع بيته ومش عايز يبص في وش اخوه الكبير ودة يدل على انك لسة عيل ياعمر.
كان عمر يسير وحسم الرحيل وكأنه لم يستمع الى اي كلمة ولكن مع اخر جملة قالها" انك لسة عيل ياعمر" وقف في مكانه بغضب وعلامات الغضب على ملامحه، ثم كور يده كي يتحكم في اعصابه ويهدأ ،ثم استدار لشقيقه وجاء اليه بخطوات هادئة وثابتة وملامح وجهه المليئة بالجمود.
عمر بجمود: كلامك يدل اني مااظنش سمعت اللي انا قولته النهاردة.
وضع سليم يديه في بنطاله ورفع احدى حاجبيه بثقة.
سليم بابتسامة غرور: وايه بقا الكلام العاقل اللي قولته؟ يستدعي اني اركز فيه؟!
عمر بضيق: تنسوني وتنسوا اني من العيلة دي وانا خلاص نسيت انا ابقا مين ومن عيلة مين مابقاش عندي اخ كبير ولا ام ولا اب ..من الاخر متبري منكم.
سليم بثقة:على نفسك...هتفضل في العيلة واسمك في العيلة ومافيش حاجة هتتغير...
ثم اقترب منه قليلا وهو ناظراً لعينه بجمود واكمل: انا وابوك ماعملناش كل دة! على الفاضي!!عشان ييجي عيل زيك يقول الكلام الاهبل دة!
نظر عمر لسليم بغضب كبير، ثم نظر لناحية اخرى وهو متحكم باعصابه ،ثم نظر له من جديد وابتسم بسخرية.
عمر بسخرية: انا مش فاهم ..انت شايف نفسك كدة ليه؟!
رفع سليم رأسه بثقة كبيرة كغرور الشيطان!، وملامح الجمود على وجهه.
سليم بجمود: انت اللي فاكر نفسك حاجة! وعامل فيها البطل الشهم ...واكيد بتعمل اللعبة دي كلها عشان تطلع بمصلحة.
عمر بضيق: لا ياسليم انا مش زيك مش ببيع ضمير عشان ورق في مصلحتي ولاببيع اختي اللي من دمي وارميها في الشارع عشان منظري اودام الناس ولا بجري ورا الفلوس...ولا سايب نفسي للشيطان يتحكم فيا وانا مربوط زي الكلب.
نظر سليم لناحية اخرى كي يستجمع ماقاله انه يهينه ولكن بطريقة المجاز التعبيري ،وكانت زوجة سليم واقفة هناك ناظرة اليهم ،ثم اعطاها صفعة قوية على وجهه ومن شدة قوتها جعل وجه عمر يستدير للجانب الاخر و....

الفصل السادس من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close