اخر الروايات

رواية شيطان البراكين الفصل السادس 6 - فاطمة رأفت

رواية شيطان البراكين الفصل السادس 6 - فاطمة رأفت


ستدار عمر للناحية الاخرى من شدة الصفعة ،وظل ناظراً امامه ،نظر له سليم بغضب ، نظر له عمر بملامح جامدة..ثم اعتدل في وقفته ،لم يعتدل عمر في وقفته كي يردها اليه! بالطبع لا فمهما حدث مازال (سليم) هو شقيقه الاكبر، وليست من اخلاق عمر ان يردها اليه باليد...وحتى ان حدث بينهم معركة لن يردها اليه باليد ابداً.
سليم بعينين دة: فاكر نفسك مين؟ها ..عشان تهيني في الكلام!...
لم يرد عليه ايضاً (بالحديث) وظل ناظراً له بصمت وجمود ،ليكمل سليم بغضب: انت لسة عَيل ...وهتفضل طول عمرك عَيل!
نظر عمر لعينيه بجمود وهدوء تام!..لدرجة ان سليم شعر بالتعجب من داخله لماذا لاينفعل هو ايضاً! ولماذا لا يدور بينهما معركة! ولماذا لم يظهر انفعالاته من شدة غيظه من كلمات سليم المهينة!! ،كل تلك الاسئلة كانت تدور في رأس سليم والان قاطع عمر تفكيره بحديثه المميت!!
عمر بجمود: خلاص..خلص الكلام ،لما توصل للايد بيني وبينك يبقا خلص الكلام.
تركه عمر وكاد ان يرحل ،اتتركه يذهب هكذا ؟!هو يغيظك بكلماته! يريد فقط ان يقتل كلماتك ويضعها في الارض ويرحل كأنك لست شقيقه الكبير!! كيف تتركه ..يجب انت من تنهي الحديث ،انه يضعك في الخانة الثانية كأنك نكره وهو يبتعد عنها!! ...كانت كلمات شيطانه وهو يسيطر عليه في عقله وكل تلك الاسئلة يطرحها عليه ،ولكن كلماته وهدوئه اللعين جعل سليم يفور من الغيظ ،ومن شدة غيظه..جذب عمر من ذراعه ليعطيه لكمة قوية جعلت وجهه ينحني للناحية الاخرى وفمه نزف الدماء!! من شدة قوتها جعلت شفتيه مليئة بالدماء بلا رحمه!! ،نظر له سليم بغضب.
سليم بغضب: انا اللي انهي الكلام...فاكر نفسك حاجة! وعايز تدمر اللي انا عملته!!؟؟
اعتدل عمر في وقفته ونظر لشقيقه، ولن يردها بالايد مجدداً.
عمر بجدية: عملت ايه؟ غير انك بتبني مستقبلك على حساب خواتك!!...
مع الكلمتين الآخرتين جعلته سيفور من الغضب ولكن عمر كان يحدثه بصراحة تامة وبالمجاز التعبيري ،ثم اكمل بصوت مرتفع : حتى لو قالولك تبعني هتبعني بارخص سعر زي اختك..انت مش عايز غير مصلحتك مابتحبش غير نفسك...
ثم اكمل بجمود: بس لو مهما مديت ايدك انا عمري ماهمد ايدي عليك...
قاطعه سليم بلكمة اقوى منها بكثير!! جعلت جسده اصبح على الارض وهو جالسا على ركبتيه ووجهه مائل للناحية الاخرى وبجوار شفتيه الدماء!!
سليم بغضب وصوتٍ مرتفع: عشان جبان..
عمر مقاطعاً بجدية: لا عشان انت لسة اخويا الكبير وانا مااقدرش اعمل كدة مش من مبادئي ولا من اخلاقي اعمل كدة!
انحنى سليم ليمسك عمر من لياقة قميصه ويجعله ينهض بانفعال .
سليم بغضب عارم وصوت صارم :ماتمثلش عليا الشهامة والجدعنة وكل الصفات دي ماتثبتش انك راجل وانت مش كدة.
ومازال ممسكه من لياقته بعنف وهو ناظراً لعينيه ،وعمر ناظراً لعينيه بجمود.
عمر بجمود: عارف الفرق اللي بيني وبينك ايه؟!...
نظر له سليم بغضب وعينين مليئتين بالنيران ليكمل عمر بجدية: ان انت بتتحرك بانفعلاتك...انما انا! بتحرك بدماغي.
نظر له سليم بغضب والغيظ في عينيه ورفع يده وكاد ان يعطيه لكمة اخرى ،اوقفه صوت والده...!
عماد بغضب: سلييم! ايه اللي بيحصل هنا دة!
جاء اليهم عماد وهو ناظراً لهم بغضب ،ترك سليم لياقة قميص شقيقه الاصغر ،وابتعد عمر ونظم ملابسه.
عماد بغضب: دلوقتي ممكن افهم ايه اللي حصل وايه اللي خلاك ترفع ايدك على اخوك؟!
نظر عمر لوالده بضيق ،ثم تركهم واتجه لداخل القصر ،بينما نظر عماد لسليم ،ونظر سليم له بضيق.
########################
في الاسكندرية:
في الحارة العشوائية:
في منزل دُنيا:

سمعت دُنيا رنين الجرس فتوجهت ناحية الباب لتفتحه ،فرأت فتاة طويلة القامة قليلاً بعينين خضراوتين وبشرة بيضاء ،بأحمر الشفاة الذي على شفتيها وجسدها مثل الحوريات مرتدية فستان طويل ، وحذاء بكعب عالي ،انها صديقتها فرح ..(فرح شخصية هادئة ورقيقة عكس دُنيا ..وهى صديقة دُنيا كما انها صديقتها المقربة منذ الجامعة )
دُنيا بسعادة:فرح.
ابتسمت فرح بسعادة لتعانقها باشتياق وبادلتها دُنيا العناق ،ثم ابتعدوا عن بعضهم بسعادة ،ودخلت فرح الى الداخل واغلقت دُنيا الباب وتوجهت اليها سريعاً وجلسوا على الاريكة.
فرح بابتسامة:وحشتيني جدا..غصب عني والله بجيلك كل يومين..عشان بظبط الدنيا عندي عشان اهلك مايشكوش.
دُنيا بابتسامة سعيدة: المهم اني شوفتك.. ايه بقا الاخبار؟
ابتسمت فرح بخجل.
فرح بابتسامة خجولة: اخبار ايه؟
التصقت دُنيا بجوارها وهى مبتسمة ابتسامة حمقاء وهى ناظرة للارض .
دُنيا بابتسامة حمقاء: ابراهيم..
فرح بهدوء وابتسامة رقيقة : بصراحة ك..
دُنيا مقاطعة بسعادة وهى تحرك يدها: لالا استني انا هقولك اول ماشوفتيه ايه اللي حصل..
ثم ابتسمت بخجل وهى تنظر للارض: فرح هانم..ابراهيم..فرح هانم..نعم ياابراهيم..فرح هانم محتاجة حاجة..ابراهيم!..فرح!..ابراهيم...
قاطعتها فرح بضربة خفيفة على ذراعها وهى تمازحها.
فرح مسرعة : دُنيا!..
ضحكت دُنيا على ضيق صديقتها من حديثها لتكمل فرح بهدوء:لا يعني مش للدرجة!..وبعدين انا ماشوفتهوش النهاردة.
اعتدلت دُنيا سريعاً في جلستها .
دُنيا مسرعة: ليه؟ هو مش عارف انك بتيجي كل اسبوع!
فرح بهدوء: لا عارف بس هو مش موجود في الورشة...مش هو طول الوقت بيبقا فيها!؟
دُنيا مسرعة بابتسامة سعيدة : ايوة بيبقا فيها ..ماتقلقيش اكيد اول مايفتكر انك هنا هييجي.
نظرت فرح لها بخجل .
فرح بهدوء: عارفة في كل مرة بشوفه بحس انه بيقولي انه هييجي يكلم اهلي وفي نفس الوقت انا مش خايفة من حاجة عشان اهلي طول الوقت برة مصر وبيسافروا فمش عايزين حاجة غير سعادتي ومش هيهمهم حاجة غير اني اكون مبسوطة...
ثم نظرت لدُنيا بابتسامة، ثم لاحظت هدوئها لتكمل مسرعة بنفي: مش قصدي حاجة والله ...انا اقصد انهم مش هيرفضوه.
دُنيا مسرعة بابتسامة: عارفة عارفة انا بس سمعاكي كملي.
فرح بهدوء: دُنيا...هو ايه كان شعورك لما حولتي حياتك١٨٠ درجة عشان احمد؟
دُنيا بابتسامة : يعني الفكرة انك لقيتي الشخص المناسب ...بصي احنا كبنات عندنا استعداد نعيش ولو في اوضة واحدة بس عشان يكون معانا راجل بيحتوينا ،واني احس انه بيعاملني كطفلة بجناني وطفولتي وزعلي ..الموضوع كله احتواء احساس ان حد جمبك ومعاكي حتى لو في غابة ومش لاقية مكان تنامي فيه هو معاكي دي اجمل حاجة.
ابتسمت فرح بهدوء لحديث صديقتها المعبر،لتتذكر دُنيا اول يوم لها مع زوجها المتوفي.
#########################
Flash back:

في عمارة :
في منزل ما:


دخل شاب مرتدياً حلة سوداء بملامحه الوسيمة وعينيه الرمادية بشعره الاسود ،وفتح الباب ،لينظر اليها بابتسامة ووقف بجوارها..بينما كانت دُنيا واقفة ومرتدية فستانها الابيض وخصلات شعرها البنية بعينيها البندقية السعيدة التي تنظر لكل انش في غرفة المعيشة، قد جائت تلك الحياة الهادئة...السعيدة ،وداعاً لتلك الاحزان والآلام فقد بدأت حياة جديدة بدون عقبات ..انني ابدأها معكDescription: ❤، كانت تحدث نفسها بتلك الكلمات الرقيقة والحماسية لبداية حياة جديدة مع من احبت، ليقاطع افكارها بصوته الرجولي.
أحمد بابتسامة هادئة:دُنيا!...
انتبهت لصوته الجذاب لتنظر اليه سريعاً بابتسامة سعيدة ،ليكمل :يلا ادخلي.
نظرت له ،ثم نظرت للمنزل، ثم عاودت النظر اليه من جديد وابتسمت ابتسامة سعادة ونظرات عينيها التي تلمع وبداخلها المشاعر.
دُنيا مسرعة بابتسامة سعيدة: شيلني.
احمد مسرعاً: بس كدة!
انحنى سريعاً ليحملها بين ذراعيه ،وادخلها للداخل،ثم انزلها بهدوء...وتركها ليتجه ناحية الباب ويغلقه ،ثم جاء اليها بهدوء.
أحمد بنبرة شاغفة: اخيراً!..اخيرا بقينا مع بعض.
ابتسمت له بشغف وهى تنظر لعينيه الرمادية ،ليقترب منها بهدوء ودقات قلبها تعلوا ليغمض الاثنين عينيهم ليطبع على شفتيها قبلة رقيقة ويبتعد بحنان لتصبح انفها ملتصقة بانفه وانفاسهم تتعانق بعشق ..ونغم ..وهم مازالوا مغمضين الاعين ..يتنفسون بانفاس بعضهم بعشق ،ليرفع احمد يديه قليلا ويرجع خصلات شعرها خلف كتفها ليكشف عنقها.
احمد بهدوء: ماتخافيش طول ماانا معاكي.
لتبتسم بحنان ومازالوا مغمضين الاعين وانفاسهم تعانق بعضها .
########################
نعود للوقت الحالي***

اخرجتها صديقتها من تفكيرها عندما قالت..
فرح بتعجب: دُنيا!..دُنيا!!...
لتنتبه اليها وتنظر اليها سريعاً،واكملت: روحتي فين؟ بقالي ساعة بكلمك!
دُنيا مسرعة: معلش سرحت شوية..كنت بتقولي ايه؟
وقفت فرح وحملت حقيبتها الصغيرة.
فرح مسرعة: نكمل بعدين لازم امشي حالا.
دُنيا مسرعة: لا خليكي وبالمرة عشان تستني ابراهيم.
فرح بابتسامة ثقة: انا هتصرف ماتقلقيش.
ثم اتجهت للخارج ومعها دُنيا لتوصلها للباب.
#######################
في المطعم:

كان جاسر جالساً على مقعد الطاولة، وامامه حسام جالساً على المقعد الاخر.
جاسر بجدية: مالك ساكت ليه؟ مش عادتك!..انت ناسي انك عريس النهاردة!
حسام بسخرية: عقبالك يابيه.
اعتدل جاسر في جلسته ،ثم اصدر ضحكته ...وابتسم بخبث .
جاسر بخبث: لا انا مش بتاع حب وجواز والكلام دة ماليش فيه.
حسام بضحك: ما انت خاربها مع البنات ..مش هتقدر على الجواز طبعا...وبابا وماما ومشاكل ومسؤولية.
جاسر بضحك بسخرية: شوف مين بيتكلم!
ثم اكمل بابتسامة خبيثة ورفع احدى حاجبيه بثقة:انت متجوز عشان لقيت اللي بتحبها ،لكن انا مش عايز الاقي من الاساس....عشان بالنسبالي المشاعر دي ضعف...وانا لايمكن ابقا ضعيف.
حسام بمرح:طبعاً!..امال!! ،جاسر الدمنهوري يعمل اللي هو عايزه!!
اصدر جاسر ضحكته وهى توحي بالثقة ،ثم سند حسام ذراعيه على الطاولة وهو يقول...
حسام بجدية: نتكلم في الجد..لحد امتى هتفضل قاعد في القصر وعايش لوحدك انت واختك؟!
حسام بسخرية: على اساس اني عَيل صغير!!
حسام بجدية: جاسر دول اهلك ولازم تشوفهم وانتم عيلة واحدة لتزم تروحلهم وتنسى اللي حاصل.
رفع جاسر احدى حاجبي من كلمات حسام ،ليبتسم بخبث.
جاسر بخبث: استنى دة مش كلامك! انت جايب الكلام دة منين؟...دة كلام هدى وسليمان! ...قالولك تقنعني مش كدة؟
اخذ جسام ننهيدة ونظر لصديقه.
حسام بخبث: بتعرف تقفشني انت!...
جاسر مقاطعاً: دور الطيبة والكلام الحنين دة مش هيليق عليك ..فبلاش نطول في الموضوع...دي افكارك قذرة زيي !! فدزر الطيبة دي بلاش منها احسن.
ارجع حسام ظهره للخلف ونظر له بخبث.
حسام بابتسامة خبيثة: حاسس اني مش واخد راحتي في الكلام دة وعارل انك مش هترجعلهم ولا قادر تبصلهم بس بردو من الاخر عشان اكون خلصت اللي عليا في حفلة هما عاملينها بعد يومين روحلهم وخلاص.
جاسر بتأفف: حسام خلاص خلصنا روح مش رايح .
حسام مسرعاً: خلاص دة احنا كنت بنهزر اتعصبت ليه كدة ياكبير!...
ثم قاطع حديث جاسر صوت رنين هاتف جاسر ،ثم اخرج جاسر الهاتف من جيبه ،ثم اكمل: رد يااخويا رد اك واحدة من معجبينك .
ضحك حسام بخفوت لينظر لناحية اخرى، وعندما رأى جاسر المتصل شعر بسعادة ولكن في نفس التوقيت احتفظ بهدوء وجموده.
تحدثت بصوتها الانوثي: عامل ايه ياحبيبي؟
جاسر بجمود:الحمد لله كويس.. طالما حبيبتي كويسة.
نظر له حسام سريعاً ورفع حاجبيه بدهشة!! من كلماته !
تحدثت بسخرية:حبيبتك! اه اضحك عليا بكلمتين!!
حسام مقتطعاً بدهشة:حبيبتك !!؟
جاسر بجمود:لا ابداً..دة انت الحاجة الجميلة اللي في حياتي.
امتلات عينين حسام بدهشة اكبر ،ثم نظر لناحية اخرى بسخرية ونظر للطاولة.
حسام بسخرية: وماليش في الضعف! وماليش في الكلام دة!! وطبعا خاربها مع حبيبتك...ماشي.
ثم رفع عينيه الى جاسر.
جاسر بجمود وعينين ملييتين بالثقة: وحشتيني جدا...لازم اشوفك.
حسام بسخرية:كمان!! مش هتعرفنا على الهانم؟!
جاسر بجمود: خليك في حالك.
ثم نهض وتركه ليكمل حديثه الرومانسي معها.
########################
في الحارة العشوائية:
على السلم:

نزلت فرح من منزل دُنيا وهى تنزل بخطواتها بحذائها الذي بكعب عالٍ ،كان يتبع صوت خطواتها وهو واقف منتظرها نزلت على السلم بفستانها الرائع الانيق وحقيبتها الصغيرة واضعة كحل العينين الذي برز لون عينيها الخضراوتين ،بشفتيها الكرزية وهى واضعة احمر الشفاه ،وعندما رآها شعر بدقات قلبه التي ترتفع بقوة مع كل خطوة لها ناحيته ،ابتسمت عندما رأته ..وجائت اليه بهدوء واستقامة حتى وقف امامه .
فرح بابتسامة هادئة:مساء الخير.
ابراهيم بابتسامة: مساء النور.
نظرت للارض بخجل ،ثم كادت ان ترحل وهى تقول...
فرح بنبرة هادئة:عن اذنك اتأخرت.
وكادت ان ترحل اوقفها عندما امسك يدها سريعاً ،وقفت في مكانها ونظرت امامها ثم نظرت له ونظرت ليده الممسكة بيدها ،واخذ صدرها يعلوا ويهبط فنظرت لعينيه ..ثم ازال يده سريعاً عندما لاحظ انه امسك يدها الناعمة ،نظروا لاعين بعضهم التي بها الكلمات الكثيرة ..ولكن فرح تخجل من اظهارها .
ابراهيم بهدوء:هتمشي كدة على طول؟!..من غير مااوصلك؟
فرح بجدية: مافيش داعي ..السواق هيوصلني.
ابراهيم مسرعا: لا قصدي يعني حد يضايقك مثلا ...او اقصد...قصدي ...مش هقدر الحق اشوفك قبل ماتمشي!...
اتسعت ابتسامتها وصدرها الذي يعلو ويهبط من كلماته التي تدخل قلبها فنظرت للارض بخجل ،بينما لاحظ تلك الخصلة التي جائت على عينيها ،ثم امسكها وارجعها خلف اذنيها لتعود للنظر لعينيه من جديد.
ابراهيم بنبرة شاغفة:وحشتيني.
فرح بابتسامة: وانت كمان.
ترك تلك الخصلة وراء اذنها، ثم اخرج من خلفه علبة صغيرة ولكن طويلة من اللون الازرق ،نظرت لها.. ثم نظرت له ، واخذتها وفتحتها لترى بها قلادة ،لتنظر له سريعاً بابتسامة سعيدة.
ابراهيم بهدوء: عارف انها مش من مقامك بس.. .
فرح مقاطعة بسعادة: دي جميلة جدا ...دي اجمل حاجة جاتلي...
ثم ابتسمت بهدوء واكملت: الهدية مش بقيمتها دي بقيمة الشخص اللي بيدهالي....
فهم ماتعنيه من كلمات هادئة ليبتسم لها ،ثم اغلقت العلبة ،ثم اكملت: السواق مستنيني لازم امشي..عن اذنك.
تركته ورحلت وبداخلها سعادة تامة وبيدها العلبة التي بها القلادة تعلم كم تعب واجتهد في عمله فترة طويلة كي يعطيها قلادة بالنسبة له جائت بعد عناء من التعب انما بالنسبة لها لا تساوي شيء بجاور مالديها ،ولكنها ستجعلها اغلى ماتملك من بينهم Description: ❤
#####################
في منزل دُنيا:

سمعت دُنيا رنين هاتفها لتضع الهاتف على اذنها.
دُنيا بتعجب: الو؟
الموظف: دُنيا عماد عبد الجواد معايا؟
دُنيا مسرعة: ايوة انا!
الموظف: حضرتك قدمتي استقالتك من "مستشفى جاسر الدمنهوري"؟
دنيا بجدية: ايوة قدمت.
الموظف: تمام ياريت حضرتك تيجي بكره الصبح ان شاء الله وتستلمي الملف بتاعك.
دُنيا بهدوء:تمام شكراً.
اغلقت المكالمة لتأخذ نفساً عميقاً وهى تشعر بالحرية لا للاهانة مجددا في مستشفى ذلك البغيض ،ابتسمت بسعادة ..او كانت تظن ان حريتها قادمة!!
#######################
في الساحل:
في القصر:

كان حسام واقفاً منتظرها ،ثم رأها وهى تنزل من على السلم بفستانها الابيض الطويل وجمالها الذي فاق خياله ولكن بعينين حزينتين ،ثم جائت اليه ووقفت امامه وعينيها التي بها الكلمات وهى تقول له بيديك ان تجعلني لك وبيديك ان تجعلني اكرهك ...ولكن معاملتك القاسية معي هى من جعلتني كارهه النظر اليك ..وكارهه حبي تجاهك.
حسام بجمود: المأذون لما يكلمك تقولي انك موافقة انما لو سمعت كلمة غير دي انت عارفة اللي هيحصلك.
ليلى بحزن: انت عارف اني بكرهك وان اللي بعمله غصب عني وحتى لو اتجوزنا مش هكون ليك بردو.
اقترب حسام قليلاً منها.
حسام بجمود: ماتستفزنيش بكلامك عشان مش حابب اعمل حاجة هتندمي عليها وانت فاهمة.
ابتسمت بسخرية من كلماته بدلا ان يراضيها او يقول لها اي شيء يجعلها تصمت ...لا انه عنيد وهى اكثر منه .
ليلى بابتسامة ساخرة: عندي استعداد اني اروح اقول مش موافقة ومش هتجوزك واني مغصوبة عليك .
حسام بابتسامة خبيثة: ماتقدريش لان بعد الكلمتين الحلويين اللي هتقوليهم دول انا بعدها مش هرحمك.
ليلى بهدوء: مهووس..ومريض نفسي لازم تتعالج.
حسام بجدية:المأذون مستني ياعروسة.
نظرت لناحية اخرى والغضب يسري بها.
ثم تركها حسام واتجه ناحية المأذون وهى خلفه وجالس جاسر وشخصين آخرين.
#######################
في القاهرة:
في قصر عماد:
منتصف الليل:

كانت والدة سليم واقفة وبجوارها ياسمين زوجة سليم ببشرتها البيضاء وشعرها الاسود وعينيها البنية وطولها المتوسط.
بضيق: اهو عمر مشي ومش راجع تاني ودُنيا مشت ..مابقاش عندي حد غير البيه اللي فوق اللي مشىٰ خواته!!
اقتربت ياسمين من . وهى تحاول تهدأتها.
ياسمين مسرعة: ياماما اهدي ..ماينفعش العصبية عشانك.
ابتعدت عنها سريعاً وجلست على المقعد ووضعت يدها على جبهتها بحزن.
.
بحزن: هو اللي ضيعلي عيالي وفرقهم عن البيت...حتى عمر مشي !
ياسمين مسرعة بحزن: عمر مابقاش صغير وفاهم هو بيعمل ايه ..وبعدين هو قالك انه جيه كدة كدة عشان ياخد حاجته ويمشي.
.
بسخرية: دافعي عنه! مهو جوزك.
صمتت ياسمين قليلا ثم نظرت لناحية اخرى ..فهو لا يعتبرها حتى الان زوجته انه يعتبرها كأنها مجرد فتاة تنتظر احكامه عليها وتقول سمعاً وطاعاً! دون ان يعطيها اي مشاعر واي حقوق لها كأنها جارية لديه وليست زوجته!
ياسمين بهدوء: عن اذنك هطلع اشوفه.
توجهت ياسمين ناحية السلم وكادت ان تصعد ،اوقفتها صوت . وهى تقول..
.
بجدية: وتقوليله بكره الصبح ينزلي.
نظرت لها ياسمين.
ياسمين بهدوء: حاضر.
صعدت السلم وعلى ملامحها الحزن حتى وصلت الى غرفتهم ،ودخلتها.
#######################
في غرفة نوم سليم وياسمين:

دخلت ياسمين الغرفة واغلقت الباب ،ثم اتجهت للداخل .
ياسمين بصوت هادي: سليم!
نظرت حولها بهدوء فلم تجده ،لتستمع الى صوت رنين الهاتف الارضي الموضوع على الطاولة ،وكادت ان تقترب منه سمعت صوته الرجولي من غرفة مكتبه وباب تلك الغرفة بجوار السرير ،تعجبت من.. مَن يتصل به الان! في ذلك الوقت المتأخر!! ،ولكنها لم تتحكم في فضولها سوى انها رفعت سماعة الهاتف الارضي ووضعته على اذنها وهى ما تسمع التالي:
سليم بضيق: مش جاي النهاردة..عندي مشاكل.
صوت انوثي: حبيبي ليه كدة؟! احنا اتفقنا!
سليم بجدية: اللي سمعتيه...عندي مشاكل ومش فاضيلك.
صوت انوثي: طب هتيجي امتى؟ انت وحشتني.
سليم بجدية: بكره الساعة ١٢ هكون عندك.
امتلأت عينين ياسمين بالصدمة مع كل كلمة قالوها وهى تنصت الى مايقولونه! ،ثم اغلقت الهاتف سريعاً ،واخذ صدرها ويهبط اخذت تسير بعض الخطوات في توتر وعقلها الذي يذهب الى مليون فكرة!!
ياسمين مسرعة: اهدي.. اهدي.. اكيد بيتكلموا على الشغل...
ولكن بدأت تنهيداتها الضعيفة وامتلأت عينيها بالدموع ،ثم اكملت: اهدي مافيش حاجة ...
كانت تقنع قلبها بكلمات ساذجة غير عاقلة..حتى لا ينزف قلبها من خيانته لها ،حتى وان كان لا يشعر تجاهها بشيء !!وتصرفاته هى التي توحي بذلك! وهى من وقعت في عشقه ولكنه لم يخون المشاعر بل خان زواجهم!! ،انهمرت الدموع من عينيها وصدرها الذي يعلوا ويهبط وهى تحاول تهدأة نفسها ،ثم اكملت: بعد كل اللي عملته عشانك!!
اغمضت عينيها واخذت تتنفس بهدوء محاولة الهدوء والرجوع الى طبيعتها ولكن صعب!! إن قلبها الان تحطم ومازال يتحطم! الا يريد زوجها ان ينصت الى مشاعرها! مشاعر تلك الانثى! ،سمعت خطواته التي تتجه ناحية الغرفة ،فاعتدلت في وقفتها سريعاً ومسحت دموعها تلك وحتى ان رآها بدموعها فلن يعبء بها ابداً! ،دخل سليم الغرفة واغلق باب غرفة المكتب وتوجه ناحية المرآة ولم ينظر اليها حتى ،وخلع (سطرة) حلته ،نظرت له بعينين مليئتين بالحزن.
ياسمين بهدوء: سليم..مين كان بيكلمك؟
استدار اليها وملامح الجمود على وجهه.
سليم بجمود: ومن امتى بتسألي!؟
ياسمين بهدوء: مستغربة ان حد بيكلمك في الوقت دة!
سليم بسخرية: لا ماتستغربيش.
ثم استدار مرة اخرى للمرآه وهو يخلع ازرار قميصه.
ياسمين بهدوء: ماما بتقولك بكره الصبح ان شاء الله انزلها ..
سليم مقاطعاً: ماشي.
ياسمين بحزم: سليم هو احنا اتجوزنا ليه؟!
سليم بجمود: صفقة بين والدي ووالدك وماشوفوش حل امثل غير جوازنا..
ياسمين مسرعة بصدمة: ايه!!
سليم بجمود: ايه ! مش بتسألي؟
اخذ صدرها يعلوا ويهبط كانت تظن ان كلماته بها رحمه ولكنها لم تستوعب حتى الان ان زوجها ليس لديه رحمه حتى لها!!!
ياسمين بحزن: بتهزر صح؟
استدار اليها واقترب منها حتى اصبح امامها مباشرةً ،ثم رفع يدها ولمس احدى وجنتيها الناعمة بظهر اصابعه نظرت لعينيه التي تأخذها الى عالم اخر ومازالت مشاعرها تجاهه تسيطر عليها وتنسى انه قد خانها!!
سليم بجمود: طبعاً بهزر...
ولكنها لا تقدر على تلك المشاعر المؤلمة! لان قلبها مازال يؤلمها !!..عشقها له مازال يؤلمها وبقوة ،قطعته عندما ابتعدت للخلف سريعا، لاحظ مافعلته لينظر لها بجمود وثبات ،قالها ولكنه لم يكن يمزح ولكنه في نفس التوقيت يريد ان يستحوذها داخل تلك الغرفة كي تنصاع لأمره ،اخذ صدرها يعلوا ويهبط، ثم اكمل بجمود: ماتاخديش كل كلامي جد.
نظرت له لتومأ برأسها بهدوء ، ثم اقترب قليلاً حتى شعرت بانفاسه وهى تعانق انفاسها لترفع نظرات عينيها له وتشعر بسيطرة رؤية عينيه عليها...ليقترب قليلا منها وهو يعتبرها فقط آلة لتفريغ شهواته وانها بالطبع صفقة مثلما قال!،
رفع يده من جديد وارجع خصلة شعرها التب بجوار عينيها لخلف اذنها بحنان مزيف ! ، نظر لملابسها التي اظهرت مفاتنها من الاعلى..وجسدها الحوري ..وانفاسخ لفحت تقاسيم وجهها بحرارة.
سليم بخبث: تعرفي انك جميلة جدا
اخذ يخدعها بكلماته وهى كالحمقاء واقعة في عشقه ..اعطاها قبلة سريعة ..تفاجئت مما حدث ولكنها نست كل شيء بقبلته لها بانفاسه الملتصقة بها! ...كانت قبلته مليئة بالقسوة والعنف..ليس عشق ..ولاحب .ولا تملك...عبارة عن قبلة مليئة بالرغبة فقط غير مراعياً انها انثى...وانها زوجته ليست فتاة يقضي معها ليلته! ،انحنى ليحملها ووضعها على السرير ...ليتعامل معها بخبث وعنف ...كأنه شخص ومعه العاهرة وليست زوج وزوجته!!...ودخل في بحور شهوة ورغبة بالنسبة له ..اما هى دخلت في بحور عشقها وغرامها.
#######################
في الاسكندرية:
في الساحل:
في القصر:
في غرفة حسام وليلى:

دخل حسام الغرفة ..فرآها جالسة على السرير مرتدية بچامتها وهى لا تظهر اي انش من جسدها ،ثم اغلق الباب بصرامة فانتفضت من الفزع مع قوة اصطدام الباب ،ومازالت ناظرة للارض بحزن لا تستوعب حتى الان انها اصبحت ملكه هو! من اهانها ومن تعدى عليها بالضرب اصبحت له! كيف!؟؟ولكنها لا تريد ان تكون معه.. مع شخص قاسي يهينها ويعاملها بجنون مهووسُُ بها! ،وتعلم ضعفها الملعون لدقات قلبها له ان اقترب منها !! ..عقلها رافض ان يكون معه بينما قلبها مازال يريده كالاحمق! ،اتجه ناحيتها بخطوات ثابتة وبملامح وجهه الجامدة..القاسية..الخشنة ، حتى وقف امامها ولمس باصبعه السبابة ذقنها الناعم ،لتقف سريعاً وهى تقول..
ليلى مسرعة بحزن: ماتلمسنيش..
ثم ابتعد عنه وهى ناظرة لعينيه متمرد وحزن ،نظر لها بملامح مليئة بالجمود ،ثم اكملت بحزن: مش هسمحلك انك تقرب مني.
اقترب منها خطوة بجمود.
حسام بجمود: مش بمزاجك..دة بمزاجي.
ليلى مسرعة : لا مش من حقك تقرب مني وانا رافضة ..وانا بقولك الكلام دة ليه؟! وهو انت قادر تفهم الحلال من الحرام!!...
ثم اكملت بسخرية: براڤو كمان عايزني اكون معاك غصب عني!..فعلا بقيت تخليني كل مرة اكرهك عن الاول.
ظل ناظرا لعينيها بجمود لكل كلمة قالتها ،ومع اخر جملة قالتها" اكرهك عن الاول" جعلته قد چن تماماً ،لم تدرك ماحدث سوى انه جعل ظهرها مصطدم بالحائط وهو ملتصق بها ومعطيها قبلة شاغفة!!..لم تقاومه ولم تبعده ولم تنظر ولم تتحدث ولم تذهل مما حدث ،كل ماحدث.. انه اغرقها في قبلته! ،جعلها تائه معه في مشاعرها الضعيفة تجاهه التي تؤلمها دائما عشقها له كالخنجر ! ،وعندما شعر انها استسلمت ابتعد عن شفتيها ليطبع قرلات رقيقة على وجهها ،وهى هادئة في عالم اخر مع لمساته الرقيقة ..حتى عاد الى شفتيها من جديد ليعطيها قبلة شاغفة من جديد ...ولكن جائها انذار من عقلها مايحدث الان مخالف لافكارها وكبريائها ...استيقظت على ذلك الانذار لتبتعد عنه بقوة.. عندما ازاحته بيدها على صدرها حتى رجع خطوتين للخلف وصدره يعلوا ويهبط من مشاعره تجاهها ولكنه تحول الى مريض نفسي مهووس بها بدون حدود! فالعشق احيانا يوصل الى درجة الهوس!!! ،نظر اليعا ليجد عينيها مليئتين بالدموع.
ليلى مسرعة بتنهيدات : ليه بتعمل معايا كدة!؟..ليه كل مرة بتحاول تضعفني؟!
ثم اكملت ببكاء: حرام عليك!...كرهتك وكرهت مشاعري اللي جات في مرة نحيتك...كل مرة بتعذبني بالضرب وبالاهانة حتى بتدوس على مشاعري كإني مجرد قماشة عندك تعمل اللي انت عايزه فيها!!
ظل ناظراً لها وتحولت نظراته الى الصمت والحزن! قد شعر بالحزن تجاهها ويريدها ان يدخلها الان في عناقه كيف كان يقسوا عليها بجنون هكذا؟! لم يستوعب انه فعل بها كل تلك القسوة! كيف لعاشق ان يقسو على حبيبته سوى انه مريض نفسي!
حسام بهدوء: ليلى اهدي.
ليلى مسرعة بتنهيدة البكاء وانفعال: الوحيد اللي مفروض تكون معايا وحنين عليا وتعاملني بطريقة تعوضني عن اي حاجة...لا طول فترة الخطوبة ضرب واهانة ..وكل مرة كنت بتقتلني في ايدك..سيبتك وفسخنا الخطوبة..عملت ايه؟خطفتني وعرضتني للتعذيب لفكرة اني سيبتك...وهربت منك واتخطبت لغيرك ..جيت ..وخطفتني واتعديت عليا لابشع انواع الضرب اللي عمري مااتعرضت ليها !..ودلوقتي اتجوزنا بالغصب وعايز تقرب مني بالغصب بردو...شايف انت اد ايه مريض نفسي!!...اناني مابتفكرش غير في نفسك وبس...
قاطعها عندما جذبها لعناقه محاولا تهدئتها وشدد ذراعيه بقسوة على ضلوعها ومازال صامتا تعمد الصمت ليتركها تخرج مابها لانه يعلم انه لن يتركها ،سمع دقات قلبها العنيفة داخلها وهى كادت ان تتوقف!! قد اوصلها الى حالة الانهيار تماما...مرت لحظات وهى تشعر بالالم داخل عناقه لكنها تحتاجه رغم كل ذلك تحتاج عناقه.
حسام بهدوء : هخليكي تشوفي اهلك...
يعلم ان هذا الحل الوحيد الذي سيجعلها تهدأ ،ثم اكمل بنبرة هادئة: انا اسف.
ليلى بحزن: مش مسمحاك.
سمع تلك الكلمتين فازداد حزنه اكثر وشعر انه يضعط على ضلوعها وهى في عناقه ،فعانقها بذراعيه بحنان ولأول مرة!...وبعد لحظات عندما شعر انها هدئت انحنى ليحملها بين ذراعيه ويضعها على السرير ،ونام بجوارها وضمها الى صدره بتملك،يشعرها دائما بالعذاب لكن الشيء الوحيد الذي جعلها تشعر به الان هو الامان! ،وكل منهم ذهب في النوم.
#######################
وفي صباح اليوم التالي:
في مشفى جاسر الدمنهوري:

دخلت دُنيا المشفى وهى حاملة عشق...لان جارتها لم تكن في منزلها ...لذلك اضطرت ان تأخذ ابنتها معها ،ثم اتجهت ناحية موظفة الاستقبال.
دُنيا مسرعة: جيت عشان اخد الملف بتاعي.
السكرتيرة بهدوء: اسم حضرتك؟
دُنيا مسرعة: دُنيا عماد عبد الجواد.
نظرت السكرتيرة للاوراق التي امامها ،ثم نظرت لها من جديد.
السكرتيرة بهدوء: قدمتي استقالتك!..يبقا هتطلعي لسكرتيرة الانسة مروة هتديكي الملف بتاعك.
دُنيا بتأفف: هطلع على السلم تاني!..
ثم اكملت بابتسامة سعيدة: تمام شكراً..بس ممكن تخلي بالك منها اطلع اخد ملفي واجي.
السكرتيرة مسرعة: مافيش مشاكل...انا هخلي بالي منها.
دُنيا بسعادة: شكراً.
اعطتها ابنتها عشق للسكرتيرة ،واخذتها السكرتيرة ..ووضعتها على المقعد الذي بجوارها ،بينما صعدت دُنيا للاعلى .
في نفس التوقيت دخل فتى في سن ال١٢ عاماً...مرتدي الملابس الرسمية التابعة لمدرسته ، بعينيه البندقية وبشرته البيضاء ،بشعره الاسود...دخل ليتجه الى مكتب سكرتيرة الاستقبال ولكنه رأى عشق وهى جالسة على المقعد بفستانها الجميل الذي جعلها فاتنة جدا ،بعينيها الرمادية التي جعلته ينتبه اليها ويظل ناظراً لها من جمالها، بينما هى ظلت ناظرة له وضحكت بخفوت وبرائة ،ثم ابتسم بهدوء ،وجاء اليها.
آدم بابتسامة هادئة: انتِ جميلة جدا!...
نظرت له بعينيها الرمادية ببرائة ،ومدت له ذراعيه وهى تحرك قدمها بطفولة شديدة كي يحملها وعلى ملامحها السعادة بابتسامتها التي اظهرت اسنانها ،فهم ماتقصده، ثم انحنى ليحملها وعندما حملها شعر بدقات قلبها التي اصبحت ملتصقة به ...لم يشعر انها طفلة صغيرة جدا بل شعر ان قلبها وقلبه التصقوا ببعضهم!!، نظر لعينيها الرمادية،ثم اكمل : اسمك ايه؟
عشق ببرائة: عشق.
ظل ناظراً لها ولجمالها شعر انه تعلق بتلك الفتاة الصغيرة !! ،فقرر ان يأخذها معه وهو ذاهب الى الداخل كي يخيطوا ذراعه المجروح اثناء معركته مع فتى في المدرسة واخبر اشقائه ان لايقولوا شيء لوالدتهم !...آدم هو بن هدى الاكبر ...التي تكون شقيقة جاسر الكبرى، نزلت دُنيا على السلم وجائت الى سكرتيرة الاستقبال ،ونظرت ناحية المقعد فلم ترى عشق امتلأت عينيها بالصدمة واخذ صدرها يعلو ويهبط من الخوف ،ولم ترى السكرتيرة التي كانت واقفة هنا!..ورأت فتاة اخرى !
دُنيا مسرعة بخوف: لو سمحتي..لو سمحتي ماشوفتيش بنت صغيرة كانت قاعدة هنا؟!!
اشارت الفتاة على آدم وهو يسير هناك ،نظرت دُنيا سريعاً الى مااشارت اليه ورأت ابنتها وذلك الفتى حاملاً اياها ،فاسرعت اليهم ،حتى جائت اليه.
دُنيا مسرعة: استنى هنا واخدها على فين؟!
وقف آدم ونظر لها وهو حاملاً ابنتها عشق.
آدم بتعجب: ايه دة في ايه؟! عايزاها ليه؟
دُنيا مسرعة بضيق: هو ايه اللي عايزاها ليه؟!..دي بنتي هاتها.
وكادت ان تقترب منهم ابتعد آدم للخلف خطوة .
آدم مسرعاً : وانا ايه اللي يأكدلي انها بنتك؟
دُنيا مسرعة : وانت اي بنت تشوفها تشيلها وتمشي؟!
رفع آدم احدى حاجبيه ..يقلد تماما مايفعله جاسر فهو نسخة منه ونسخة من والده لكن افعاله تشبه جاسر كثيرا.
آدم بجدية: لا..اللي بيعجبوني بس.
رفعت دنيا حاجبيها بدهشة !!
دُنيا مسرعة: قليل الادب!..هات البنت.
آدم بجدية: مابكررش سؤالي تاني فتجاوبي عليه .
مازالت دُنيا في دهشتها الذي تحولت الى زهول اكثر واكثر!...انه يتمادى في حديثه!! ...تذكرت افعال جاسر التي تراها امامها.
دُنيا مسرعة: ماتفكرنيش بواحد انا مش عايزة افتكره.
آدم بجدية: ومين قالك اني بقلد حد! عشان تحسي اني بفكرك بيه؟!
دُنيا بتأفف: فعلا نسخة في رخامته..
ثم نظرت له بشك واكملت :جاسر الدمنهوري اودامي!!
آدم بجدية: وايه علاقتك بيه؟!
دُنيا بابتسامة سعيدة: اقولك...شايف الخرابة اللي انت واقف فيها دي؟..
نظر آدم حوله انه في المشفى ...وانها استخدمت رمز تعبيري على انه مكان قبيح ،ثم نظر لها واكملت بسعادة: دة مديرها....
انقلبت ملامحه للضيق بحديثها الساذج عنه، ثم اكملت بتعجب: وايه علاقتك بيه؟
رفع آدم رأسه في كبرياء وهو ناظراً لها بجدية.
آدم بضيق: خالي...جاسر الدمنهوري يبقا خالي.
دُنيا مسرعة بصدمة: خال...خال..خالك!!...
ثم ابتسمت باحراج: ههه وانا اقول جايب دة كله منين!...هات البنت بقا .
ابتعد آدم قليلا .
آدم بجدية: قولتلك مابكررش كلامي جاوبي على السؤال.
اخذت دُنيا تنهيدة تأفف.
دُنيا بضيق: ولد! ماتجننيش!!
نظر لها بشك ،ثم نظر لعينين عشق الرمادية بابتسامة هادئة.
آدم بهدوء: حبيبتي عشق ..فين ماما؟
اشارت عشق على والدتها ،ففهم انها تقصد ان دُنيا والدتها ،بينما اخذت دُنيا شهقة الصدمة وهى ناظرة له ،ثم وضعت يدها في خصرها.
دُنيا بسخرية: حبيبتك!..والله!..من امتى وهى حبيبتك؟...ايه بقالكم سنين بتحبوا بعض!
آدم ببرود: اه من قبل ماتتولدي.
دُنيا مسرعة بتأفف: رخم...وبتقلد خالك اللي بينرفزني دايما!!..ياساتر!
ثم اخذت منه ابنتها ورحلت ،بينما هو دخل غرفة ما.
########################
في المساء:
في الحارة العشوائية:
في المنزل:
في غرفة دُنيا:

كانت دُنيا تسير ذهاباً اياباً..ووضعت يدها بين خصلات شعرها بتوتر وهى تنتظر ان يرد عليها شقيفها الصغير عمر.
عمر بجدية: دُنيا؟
اسرعت سريعاً في حديثها بعدما سمعت صوته.
دُنيا مسرعة بقلق: عمر برن عليك من الصبح...مش بترد عليا ...قلقت عل....
عمر مقاطعاً بهدوء: ماتقلقيش عليا...اتصرفت معاهم..ماحدش هيقدر ييجي يسألني على اي حاجة تانية.
وقفت وارجعت خصلات شعرها للوراء..من كلماته الغريبة والتي خلفها اهرام قد تدمرت خلف الحديث !!
دُنيا مسرعة : عمر انت عملت ايه!! انت كدة دمرت كل حاجة...هيقلبوا عليك دلوقتي بسببي!!
عمر بضيق: قالبين عليا من زمان..وانا زهقت من التمثيل اللي انا وهما بنمثلوه.
دُنيا بنفاذ صبر:كنت عارفة انك هتجنني...مش هيسكتولك دلوقتي!!
عمر بجدية: دُنيا اتقفل الموضوع
..
خلاص.
دُنيا مسرعة بقلق : ايه اللي بتقوله دة!! ولما سليم يعمل فيك حاجة..هيبقا مقفول الموضوع وقتها!!
عمر بجدية: انا هعرف اتصرف.
دُنيا بتنهيدة:عمر مش عايزاك تدخل في مشاكل كل دة عشاني..اخرج من كل دة وروحلهم .
عمر مسرعاً بضيق: دُنيا انا مابقتش صغير...وعارف انا بعمل ايه كويس ماتشغليش بالك ...ايه الجديد عندك؟
دُنيا بهدوء:عايزة امشي من هنا.
عمر بجدية: حد ضايقك هناك؟
نظرت لناحية اخرى بحزن.
دُنيا بحزن: عمر حاول تيجي هنا ..في موضوع مهم لازم اتكلم معاك فيه ومش هينفع في التليفون.
عمر بجدية: تمام تمام..على بكره الصبح هتلاقيني عندك.
سمعت رنين الجرس.
دُنيا مسرعة: الجرس بيرن..سلام انت دلوقتي.
اغلقت المكالمة سريعاً وخرجت وهى تطمأن اولاً على ابنتها فرأتها جالسة على الارض تلعب بدميتها ،فأخرجت تنهيدة الاطمئنان ثم سمعت مجدداً الجرس ،فأسرعت ناحية الباب وفتحته وظهر منها فقط احدى عينيها بخجل ..مَن سوف يأتي اليها الان!...وظهر امامها جاسر بملامحه الرجولية بعينيه الزرقاء وبشرته القمحاوية، بطول قامته ..بصدره العريض وحلته السوداء الفخمة ،امتلأت ملامحها بالتعجب عندما رأته ،ثم تحولت عينيها للضيق.
دُنيا بضيق:جاي عشان تعلمني الادب زي مابتقول!؟...ولا عشان تعرفني اللي عملته دة يبقا مع مين وبن مين؟
جاسر بملامح جامدة: افتحي الباب بمزاجك وبلاش الشغل دة ...بدل ما ادخل انا بردو بمزاجي.
فتحت الباب بضيق وهى تقول.
دُنيا بضيق: انا مش فاهمة ..كل ما تكون فاضي تيجي هنا عشان تتسلى بكلامك!!
وظهرت امامه وهى واضعة يديها في خصرها بتمرد !، وعينين مليئتين بالتمرد والضيق الاكبر ..بملامحها الطفولية وجسدها الذي مثل الحوريات..بشفتيها الكرزية وواضعة احمر الشفاه ..بعينيها البندقية ظل ناظراً لهما بعينين جامدة ،ثم اقترب بجرأة حتى اصبح امامها مباشرةً وانفاسه اصبحت قريبة من انفها كان بشعر انه يريد ان يأخذها بين ذراعيه ويعانقها ، نظرت له بعينين مليئتين بالصدمة من تلك السرعة وتلك الجرأة!! ابتعدت عنه سريعاً لترجع للخلف بخوف من رد فعله الجريء ،بينما هو دخل وهو مازال واقفاً باستق
عرض أقل

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close