رواية بين الامس واليوم الفصل الثاني والستون 62 بقلم الكاتبة انفاس قطر
بين الأمس واليوم/ الجزء الثاني والستون
+
" الحين يأمك أنت ليه معصب كذا؟؟
+
بنتي وأنا أعرفها.. لو شافتك معصب بتعند معك!!"
+
كساب بحزم غاضب: يعني يمه عاجبتش سواها؟؟
+
أنا مسافر وأنا وهي مابيننا شيء أبد..
+
أرجع ما ألاقيها..
+
أنا ماراح أجبرها على العيشة معي.. بس السنع سنع..
+
ليش ما انتظرتني لين أجي ونتفاهم..
+
مهوب تتقصد إني أروح.. عشان هي تطق من البيت..
+
وحتى جية أبي لين عندها مالها اعتبار!!
+
قولي لي وين السنع في كل اللي هي سوته؟؟
+
مزنة بنبرة أمومية حازمة: يامك لا تظن إنه عشانها بنتي إني بأوقف معها ضدك..
+
أبد.. تأكد إني معك.. وما أبي إلا عمار بيت بنتي..
+
بس أنت شوف أنت وش موجع كاسرة فيه؟؟ شكلها موجوعة منك واجد!!
+
كساب باستنكار حاد: أنا موجعها؟؟
+
مزنة بذات النبرة الأمومية الحازمة: بنتي أعرفها زين.. صبور
+
وماحدها تطلع وهي مافي أذنها ماي إلا شيء كايد..
+
مزنة يستحيل أن تكشف مشاعر ابنتها لكساب.. فهي ائتمنها على هذه المشاعر
+
التي ستجعل كساب في موقع القوة..
+
وهي لا تريد مطلقا أن تسلب ابنتها حقها في إدارة الحوار وفقا لرغبتها..
+
كساب حينها هتف بحزم: زين خلها تجي وأسمع منها..
+
لأني قدامش أقول أني ماسويت لها أي شيء..
+
حينها دخلت كاسرة ..
+
تماما كما هي..
+
واثـقـة.. آسـرة.. فـاتـنـة.. سـاحـرة...
+
وكل هذه الصفات تغلغلت فيها حتى نخاع النخاع..!!
+
سلمت وجلست بعيدا عنه..
+
حينها هتفت مزنة وهي تقف: أنا بأروح وأخليكم تأخذون راحتكم في الحوار..
+
حينها همست كاسرة بحزم: يمه لا تروحين.. ماعندي كلام غير اللي قلته قدامش وقدام عمي زايد..
+
كساب بنبرة حازمة وهو ينظر لها من تحت أهدابه:
+
بس أنا عندي كلام غير.. وأحب أقوله لش وحن بروحنا بعد إذن عمتي طبعا..
+
مزنة خرجت دون أن تهتم لرفض كاسرة..
+
التي همست بعد خروج أمها بكل ثقة: الحمدلله على السلامة..
+
أجابها بتهكم غاضب: ذربة يا مدام.. تقطرين ذرابة..!!
+
فاجابته بتهكم غاضب مشابه: على الأقل أعرف الذرابة.. مهوب مثل ناس حتى مامرت عليهم..
+
حينها فوجئت به يتحرك من مكانه بسرعة واثقة متحكمة قبل أن تتصرف هي ليشدها من مكانها ويوقفها
+
حاولت التخلص من قبضته دون جدوى وهي تهمس بغضب: كساب فكني أحسن لك..
+
كانت تغطي بغضبها على توترها وهي قريبة منه هكذا وهو يشدها ملاصقة له وتتنفس أنفاسه من هذا القرب.. وهي أضناها الاشتياق له من مجرد أيام!!
+
هتف بتلاعب ساخر: أحسن لي؟؟ وش بتسوين يعني؟؟ الواحد يهدد على قد مستواه!!
+
همست بغضب أشد: وأنت مستواك تستقوي على مرة تدري إنها ماتقدر عليك لا استخدمت ايديك؟؟
+
همس بمكر غامض: أنا استخدمت إيديّ؟؟ خافي ربش تبهتيني؟؟
+
كاسرة بذات النبرة الغاضبة: أنت تستعبط.. فكني!!
+
كساب حينها ابتسم بمكر أشد وهو يرفع يديه الاثنتين من جواره ليريها إياهما:
+
ترا ايديّ من زمان جنبي.. أنتي وش اللي ملصقش فيني؟؟
+
كاسرة تأخرت بحرج وهي تكتشف أنه بالفعل أفلتها.. ومع ذلك مازالت هي ملتصقة به..
+
هتف بذات نبرة التلاعب التي تغيظها: اعترفي إنش مشتاقة لي.. وبلا هياط..
+
أنتي بروحش منتي بقادرة تبعدين عني..
+
ثم هتف بنبرة تهكم: وبعدين وحدة زعلانة على رجّالها.. وشو له ذا الكشخة والتعدال..؟؟ عشان تنزل وتصارخ عليه يعني؟؟
+
جلست مرة أخرى بثقة وهي تحاول استعادة زمام نفسها التي قلبها بلعبته الصغيرة الماكرة:
+
قلتها لك قبل.. مشكلتك ذا الثقة اللي على غير سنع..
+
أما على الشوق..لشنو أشتاق طال عمرك؟؟
+
لاحترامك لي؟؟.. وإلا لتعاملك الرقيق؟؟.. وإلا لكلامك الحلو؟؟
+
أما على الكشخة.. مسجك وصلني نزلت على طول.. ما أهتميت أبد أغير لبسي ولا أمسح مكياجي... لأنه رأيك في شكلي مايهمني!!
+
ولو أنت تأثرت وما مسكت نفسك.. مهوب ذنبي!!
+
كساب جلس غير بعيد منها في جلسته المتحكمة الواثقة وهو يهتف بثقة طاغية:
+
خلينا الحين من ذا الهذرة الفاضية..
+
وقولي وش اللي زعلش كذا فجأة... خلصيني.. وقومي نرجع لبيتنا الحين..
+
أجابت بتهكم ساخر: أقوم أرجع البيت؟؟ كذا؟؟
+
ثم أنقلبت نبرتها للجدية: أما اللي مزعلني أظنك إنك عارف ومن زمان.. يعني لا تحط نفسك متفاجئ من طلعتي من البيت..
+
لأن الطلعة خلاص تحصيل حاصل..
+
كساب أنت لا تحترمني ولا تحبني ولا حتى تبي عيال مني... فليش أستمر في الحياة معك..؟؟
+
خلاص الحياة وصلت بيننا لطريق مسدود..
+
كساب باستغراب ساخر: الحياة بيننا وصلت لطريق مسدود؟؟
+
ومتى اكتشفتي ذا الشيء؟؟
+
ثم بدأ صوته ينحدر للغضب: اكتشفتيه وأنتي مودعتني ببوساتش وأحضانش..؟!
+
يعني يالجبانة دام على قولتش بيننا خلاف من زمان.. وش ضر لو اننتظرتيني لين أرجع ونحل خلافنا..
+
ثم اشتد غضب صوته: وإلا عشانش جبانة وماعندش قدرة توقفين في وجهي وتقولين أنا بأروح لبيت هلي وأنتي ماعندش سبب؟؟
+
كاسرة بغضب: لا تقول جبانة.. أنا ماحبيت أسوي مشكلة وأنت موجود.. ونكبر السالفة..
+
كساب بذات غضبه المتزايد: وهي ذا الحين ماكبرت.. والناس كلهم عرفوا وأنا صاحب الشأن آخر من يعلم..
+
يعني هذا قدر رجالش عندش؟؟.. ما احترمتي عشرتنا حتى.. وأنتي تفضحينا وتطلعين من بيتش بدون سبب وأنا غايب..
+
كاسرة مصدومة من هجومه كما لو أنه هو المظلوم: طلعت بدون سبب؟؟
+
جد إنك غريب!!
+
كساب احنا كل ليلة نتخانق بسبب وبدون سبب.. وش ذا الحياة؟!!
+
خلاص كساب صدقني لو فيه مجال أني أقدر أكمل كان استحملت..
+
فلو سمحت.. طلقني ومثل ما اجتمعنا بالمعروف نتفرق بالمعروف..
+
رفع كساب حاجبا وأنزل الآخر: أطلقش؟؟ولو قلت لش مستحيل..
+
ثم أردف بحزم صارم: مهوب لو.. إلا مستحيل.. مستحيل أطلقش لو حتى ركعتي على أيديش.. وحبيتي أرجيلي..
+
كاسرة باستنكار: نعم؟؟ أحب أرجيلك؟؟
+
لا طال عمرك فيه طريقة إنسانية يستخدمونها الناس المتحضرين اللي أنت ما تنتمي لهم..
+
لو ما رضيت تطلقني بالحسنى.. بأرفع عليك قضية طلاق أو حتى خُلع..
+
ورجل أعمال معروف مثلك.. مايبي شوشرة على سمعته.. فخلنا نحل المسألة ودي..
+
كساب بسخرية: لا أنا أبي شوشرة.. ارفعي قضية.. شوفي القاضي البهيمة اللي بيحكم لش فيها..
+
أغباها قاضي واللي مايفهم شيء في الشرع والا القانون مستحيل يحكم لش..
+
أنتي ماتقدرين تعيبين علي لا دينيا ولا اجتماعيا ولا اخلاقيا ولا ماديا ولا صحيا
+
يعني ماراح تلاقين سبب تقولينه للقاضي..
+
حتى التدخين اللي كان ممكن يكون لش حجة أنا خليته من زمان...
+
وش بيكون مبرر طلب الطلاق أو الخلع خصوصا يوم يشوف القاضي أنا أشلون حريص عليش..
+
كاسرة صمتت.. هي ليست غبية وتعلم أنه ليس لديها سبب من الممكن أن يصنع قضية..
+
عدا أنها يستحيل أساسا أن تفعلها وتقف أمام كساب في المحاكم..
+
لكنها أرادت أن يظنها ستفعلها...
+
همست بثقة: كساب لا تطولها وهي قصيرة.. خلاص ماتبي تطلق.. لا تطلق..
+
مايهمني.. لكن أنا مستحيل أرجع لك.. انتهينا.. خلاص..
+
وأظني الزيارة هذي انتهت..
+
حينه قفز من مكانه وهو يهتف بحزم غاضب: والله ماحد طولها وهي قصيرة غيرش..
+
الليلة مالش ممسا إلا جنبي رضيتي وإلا انرضيتي.. ويا الله قومي خلصيني..
+
كساب أنهى عبارته ليشدها وهو يوقفها ويمسك بمعصمها وهو يسحبها ويهتف بذات الحزم الغضب:
+
تحدين الواحد يتصرف معش تصرف ما يبغيه..
+
نشف ريقي وأنتي رافعة ذا الخشم اللي يبي له كسر.. يالله امشى قدامي..
+
كاسرة حاولت أن تخلص معصمها منه بفشل.. حينها تناولت هاتفها وهي تتصل وتهتف فيه باستنجاد حازم:
+
عمي زايد الحقني.. كساب يبي يسحبني معه بالغصب..
+
جاءها صوت زايد متفجرا بغضب حقيقي مرعب: الكلب.. الخسيس دواه عندي...
+
كساب منذ سمعها تتصل بوالده وهو يعلم بالذي سيحدث.. كان سيسارع لإغلاق هاتفه.. لولا إن اتصال والده سبقه..
+
كساب شد له نفسا عميقا ليرد بحزم بيد وهو مازال ممسكا بمعصمها بيده الأخرى: نعم يبه؟؟
+
جاءه نفس الصوت المتفجر بالغضب: والله ثم والله لا تغصب كاسرة على شيء
+
إن قد أحلف عليك ذا الساعة إن قد تطلقها بالثلاث الحارمة.. ولا عاد تعرفها حياتك كلها..
+
كساب أفلت معصمها وهو يبتعد بهاتفه ويهتف بجزع حقيقي أخفاه خلف حزم صوته المتحكم: لا يبه لا.. طالبك.. تكفى لا تسويها..
+
أجابه زايد بذات الغضب المتفجر: زين دامك رجّال حريص على مرتك
+
اعرف السنع.. واحشم مرتك واحشمني..
+
أنا راجع للبيت وفي الطريق.. خمس دقايق وألاقيك قدامي..
+
كساب يكاد ينفجر من الغيظ.. لم يكن يريد أن يتدخل أحد بينهما..
+
فهو يستطيع حل مشاكله بطريقته.. ويعرف جيدا كيف يتعامل مع كاسرة كما يظن!!
1
هتف باحترام ملغوم: حاضر يبه.. تامر.. طالع الحين وجايك!!
+
بس يبه والله ما تطوف ذا الحركة..
+
زايد بغضب مرعب: تهددني ياولد..
+
كساب بجزع حقيقي: محشوم يبه.. مايهدد أبيه إلا ردي الدين والأصل.. وأنا ماني بشيء منها..
+
بس أنت خليتها تمشي شورها علي.. في موقف حساس واجد.. وذا الشيء مستحيل أعديه.. عليها قبل عليك..
+
زايد بذات النبرة الغاضبة: أنا صرت قريب البيت.. خلص هذرة وتعال...
+
وأعلى مافي خيلك اركبه.. لكن بنت ناصر منت بعارفها إلا برضاها..
+
كساب أنهى اتصاله وعاد لكاسرة التي كانت تنظر له وعلى شفتيها ابتسامة انتصار ود تمزيقها..
+
هتف بنبرة ملغومة لأقصى حد: زين يا كاسرة.. والله ياذا الحركة ماتطوف..
+
أنا تلوين ذراعي بأبي؟؟ زين!! زين!!
+
شوفي هو بينفعش وإلا لا؟؟
+
كساب خرج وهو يصفق الباب الضخم خلفه بصوت مسموع..
+
حينها جلست كاسرة منهارة تماما... وابتسامتها المصطنعة تنهار..
+
ربما لو كانت تشعر قبل هذه اللحظة بندم ما على أنها تركت كساب... فهذا الندم لم يعد له مكان الآن..
+
وهي تؤمن أن قرارها كان صائبا منذ البداية..
+
هاهو أتى وافتعل كل هذه القضية دون أن يحاول حتى الاقتراب من حل المشكلة..
+
كل مايهمه هو كسر شخصيتها وترويضها وفقا لرغباته دون أدنى اهتمام بما تريده هي.. المهم هو منظره هو!!
+
هو فقط!!
8
**************************************
+
" جوجو أنتي وش تستعملين من وراي؟؟"
+
جوزاء تلتفت لشعاع باستغراب: أستعمل؟؟
+
شعاع بعذوبة: إيه يا النصابة وش تستعملين من وراي.. توش مالش إلا يمكن أسبوع من طلعتي من المستشفى
+
ووجهش منور.. ومحلوة بزيادة.. وصايرة تجننين..
+
علميني وش تستخدمين..
+
حب لأختك وماتحب لنفسك..
+
جوزا ابتسمت بشفافية: صدق عبيطة.. وش باستخدم من وراش.. أنتي شكلش نظرش ضعف..
+
شعاع بابتسامة عذبة: إيه أكليني الأونطة على قولت هريدي خال سميرة
+
ثم نهضت شعاع -المشغول بالها أساسا بشيء آخر- من مكانها
+
لتجلس جوار جوزا وهي تلتصق بها وتتمسح بها كقطة وهي تشبك ذراعها بذراعها وتهمس برجاء طفولي عذب:
+
جوزا تكفين أبي خدمة منش.. طالبتش.. تكفين عشان خاطري أنا أختش حبيبتش
+
وإلا تدرين عشان خاطر حسون وأبو حسون لأنه خاطري يمكن ما يكون غالي..
+
تكفين تكفين يارب يهون عليش حملش.. وعيون عبدالله ماتشوف غيرش..
+
كانت شعاع منهمرة في سيل رجاءاتها الطفولية الرقيقة وهي حينا تقبل رأس جوزا وحينا كتفها بطريقة مرحة..
+
جوزا تضحك وهي تبعدها عنها وهي تشدها لتجلسها.. لتعود شعاع لتقفز وهي تقبلها..
+
جوزاء بين ضحكاتها: بس يالخبلة بس.. وش تبين
+
حينها جلست شعاع وحالتها تتغير للجدية وهي تهمس بخجل غريب:
+
بس احلفي تساعديني..
+
جوزا بابتسامة: لا تكونين عشانش بتأخذين ولد آل كساب تبين تستخفين
+
وتقولين تبين تجهزين من باريس وميلانو وتبيني أنا وعبدالله نروح معش..
+
شعاع ابتسمت: والله فكرة باريس وميلانو مهيب شينة.. بس لا..
+
اللي أبيه والله العظيم لو خيرتيني بينه وبين سفرة باريس وميلانو باختاره مع أنه أسهل بواجد بواجد
+
شفتي أشلون أنا قنوعة..
+
جوزا تبتسم: زين يا القنوعة خلصيني وش تبين؟؟
+
حينها صمتت شعاع وهي تشعر بخجل حقيقي أن تطلب ماتريده حين رأت أنها أصبحت قريبة..
+
جوزا أصرت عليها قبل أن تتشجع وهي تهمس باختناق وهي تدعك أناملها:
+
أبي صورة لعلي!!
2
جوزاء لم تستوعب.. همست باستغراب: من علي؟؟
+
شعاع باختناق أشد: علي بن زايد..
+
حينها همست جوزاء بتلاعب باسم وهي تنطق السؤال كلمة كلمة:
+
من علي بن زايد ؟؟
+
شعاع بغيظ خجول: علي بن زايد بن علي آل كساب اللي ينقال له رجّالي..
+
ثم أردفت برجاء حقيقي: تكفين جوزا.. يعني هو في شرع ربي أني أدخل على الرجّال حتى شكله ما أعرفه..
+
بروحي أستحي.. خليني على الأقل أعرف شكله..
+
يعني الحين حددوا موعد الزواج بعد تخرجي بحوالي شهر.. يعني بعد أقل من 3 شهور من الحين..
+
أبي أعرف شكله.. أتاقلم معه..
+
يعني أنتي أول مرة خذتي عبدالله.. نجلا جابت لش صورة له قبل عرسكم..
+
الحين دبريني.. اطلبي من أخته.. أو من عبدالله أو هزاع.. أعرف هزاع يقدرش واجد ويحترمش...
+
يعني دبريني.. مالي شغل.. أبي صورة له.. بأموت أعرف شكله..
+
تدرين أني حست أدور له صورة في الجرايد على النت.. لقيت صور وش كثر لأبيه قلت يا خوفي يكون يشبهه.. بيكون قصير وشين..
2
بس عقب لقيت له صور في موقع وزارتهم بس مع ناس كثير.. ووفود في مناسبات رسمية..
+
يعني ملامحه موب باينة كلش بس عرفت إنه طويل وضعيف..
+
جوزا انفجرت في الضحك: وأنا أقول البنت وش عندها معسكرة على النت 24 ساعة وأخرتها ماطلعتي إلا بطويل وضعيف..
+
ابتسمت شعاع بمرح رقيق: تدرين طوله وضعفه ذكروني باللي ماينذكر قليل الأدب
+
اللي تسكر عليّ معه في الاصنصير وعقبه لاحقني.. بلفيت غرضه شريفه وإنه عمره ماسواها وأنا أول وحدة
+
ما أدري من جدهم ذا الشباب يحسبون البنات غبيات ولعبة عندهم..؟؟
+
جوزا باستنكار فعلي: محشوم أبو زايد يكون مثل ذا..
1
ثم أردفت بخبث لطيف: إلا أنتي ماقلتي راعي الأصنصير على قوات وجهه وثقته بنفسه.. كان حلو وإلا قرد؟؟
+
شعاع ضحكت: من حيث حلو.. حلو.. سبحان الله يوم تشوفينه تقولين هذا ملاك.. ما تطلع منه ذا البلاوي..
+
بيبي فيس بشكل ماتتخيلينه.. وعليه جوز عيون صدق تقولين عيون بيبي..
+
وش وسعهم وورموشهم وش طولها.. بس صدق تحت السواهي دواهي..
+
ضحكت جوزا: لا والله.. الأخت كانت خايفة وهي تتمقل كذا!!
+
مازالت شعاع تضحك: والله ماتمقلت ولا حتى انتبهت له وقتها والله العظيم..
+
بس يوم سألتيني الحين جاوبتش..
+
ثم أردفت برجاء عميق: الحين خلينا من قليل الحيا هذا الله لا يرده.. وش خصني فيه حلو وإلا قرد..؟؟
+
خلينا في علي.. تكفين.. تكفين دبري لي صورته يأم حسون..
+
أنتي اللي تشيلين الحمول الثقيلة ماتقدرين على شيء صغير مثل ذا..
+
مازالت الابتسامة الشاسعة ترتسم على وجه جوزا:
+
أما على الحمول الثقيلة شكلش بتدخلينا الحرب..
1
حاضر ياقلبي.. بسيطة.. أجيب لش الصورة لا تموتين علينا من سبة ولد آل كساب...
+
*********************************
+
" خليفة يا أخوك لمتى وأنت على هالحال؟؟"
+
خليفة ينتبه من من شروده وهو يلتفت لجاسم ويهتف بسكون:
+
أي حال يا بو أحمد؟؟
+
جاسم بقلق: شارد على طول ومهموم.. أي حال بعد؟؟
+
خليفة يبتسم: ماعليه يا أخوك عطني شوي وقت..
+
توني رجعت لشغلي.. وشوي وألهى وأنسى..
+
حينها ابتسم جاسم: اشرايك في رأي.. خوش رأي؟؟
+
خليفة نظر له باستفهام.. فأجابه جاسم بحماسة: تتزوج.. مايفل الحديد إلا الحديد.. تزوج ووسع خاطرك..
+
وانسى كل شيء..
+
ضحك خليفة: هذي يسمونها خوش نكتة.. موب خوش رأي!!
+
جاسم بجدية: والله اتكلم من صجي.. ظروفك لما تزوجت جميلة ماكانت ظروف طبيعية..
+
أنا ما أعيب عليها بس البنت صغيرة وكانت مريضة..
+
تزوج الحين وحدة مقتنعة فيك من أولها.. وحدة راكزة وعندها استعداد للحياة الزوجية..
+
أم أحمد أختها اللي أصغر منها تخرجت الفصل اللي فات..
+
بنت ثقيلة ورزينة وحتى الجمال جميلة ماشاء الله.. ليش ماتتوكل على الله...
+
خليفة برفض: لا جاسم لا.. أنا تسرعت في زواجي من جميلة.. ما أبي أتسرع مرة ثانية!!
+
جاسم بإصرار: هذا موب اسمه تسرع هذا اسمه تصحيح وضع..
+
وأنت ماعدت صغير.. وصدقني كل ماطولت شفت الموضوع صعب..
+
خليفة يقف لينهي الحوار: تكفى جاسم لا تحن.. أعرفك لا حطيت شيء براسك الله يعين عليك..
+
***************************************
+
" أبي أعرف وش تبين بالبروفين؟؟
+
أنتي عارفة إن أمي مانعة دخوله للبيت
+
حسيت كني أهرب مخدرات عبر الحدود.. وخايف حد يصيدني"
+
عالية تتناول علبة الأقراص من هزاع وهي تفتحها بسرعة وتتناول منها حبة وتهمس له بإرهاق باسم:
+
هذي اسمها مرحلة انتقالية.. بس أبي استخدمه يومين وعقب أكثف الكوفي والشاهي لين اخلص من وجع راسي..
+
هزاع حينها هتف بابتسامة: يا الخبلة ترا فيه اختراع اسمه دكاترة يروحون لهم الناس..
+
عالية بابتسامة: أنا باعالج روحي بروحي.. كل السالفة صداع..
+
هتفت في نفسها.... خلني أعالج وجع رأسي.. كفاية وجع قلبي اللي ماله علاج إلا قومة الدب بالسلامة..
+
هزاع يبتسم: نحن هنا عالية هانم..اسمعيني.. ياويلش تدري امي إني هربت بروفين لداخل البيت..
+
تبين شيء ثاني؟؟
+
عالية بمودة: لا فديتك مشكور... ولا تخاف.. أمك ماتشيلها عظامها عليك.. عندك يوقف الحكي..
+
هزاع يغادر وهو يضحك: ومن شر حاسد إذا حسد.. حتى حب أمي بيناشبوني فيه!!
+
***********************************
+
مرهقة تماما هذا المساء..
+
الليلة هي مستنزفة لأبعد حد..
+
منذ مغادرة كساب.. وهي تتمنى لو اختلت بنفسها قليلا..
+
رووحها مثقلة بكثير من الوجع الذي احتاجت لسكبه بين جنبات غرفة مغلقة..
+
لكنها بقيت معهم في الأسفل حتى لا يلاحظ أحد تأثرها من زيارة كساب التي قلبت كيانها وأثارت أقسى مواجعها..
+
وهاهي أخيرا تختلي بنفسها.. صلت وقرأت وردها.. ومازالت عاجزة عن النوم..
+
قررت أن تستحم للمرة الثانية.. عل أعصابها تسترخي قليلا..
+
أطالت في الحمام وهي تشعر كما لو أن قطرات الماء تحفر إلى عمق عظامها المسكونة بالألم..
+
كيف تحمل روحها كل هذا التضاد..؟؟؟
+
تتمنى لو استطاعت التخلي عن كل شيء حتى تبقى قريبة منه.. فاشتياقها له نخر عظامها نخرا..
+
ولكنها على الجهة الأخرى يستحيل أن تفعل ذلك..
+
لأنها تعلم أنها ما أن تفعل ذلك.. حتى تذهب كاسرة كليا ولا يبقى منها شيء
+
سوى شبح لإنسانة باهتة لا حياة فيها.. تقتات على ماسيتفضل به كساب عليها من مشاعر..
+
وهي يستحيل أن تفعل بنفسها ذلك يستحيل.. تفضل أن تموت على ذلك..
+
أما أن يكون كله لها.. أو لا تريد جزءا منه..!!
+
حين خرجت.. كانت عيناها قد احمرت لطول ما استحمت..
+
كانت خالية البال تماما وهي تستدير لتخلع روبها..
+
حينها سمعت همسه الساخر الواثق: حد يتسبح ذا الحزة!!
5
شهقت وهي تستدير.. لتراه يمدد ساقيه على سريرها وبحذائه الرياضي الخفيف
+
وهو يرتدي لباسا رياضيا خفيفا أيضا وكلاهما باللون الأسود
+
ويسند ظهره لظهر سرير.. وبيده كتاب كانت هي تقرأ فيه..
+
لم تستطع أن ترد عليه حتى... من شدة صدمتها وهي تنظر حولها للنوافذ المغلقة خلف الستائر الثقيلة والباب الذي أغلقته بنفسها..
+
من أين دخل؟؟
+
أكمل سخريته وهو يرفع الكتاب بيده: (الرجال من المريخ والنساء من الزهرة)
+
ماتخيلت إنش تقرأين ذا السخافات!!
+
حينها استعادت سيطرتها على نفسها لن تشعره بالانتصار أو تسأله كيف دخل
+
فهي أصبحت تعرف أن هذا الأمر ليس بالعسير عليه أبدا..
+
أجابته بنرة واثقة ساخرة: والله في حالتي أنا وإياك.. الرجال من مجرة والنساء من مجرة ثانية..
+
ثم أردفت بنبرة حازمة: بس ممكن أعرف أنت أشلون سمحت لنفسك تعدى على حرمة البيت..
+
وإلا عشان البيت أساسا بيتك.. شايف حقك تدخله بدون احترام لأهله...
+
كساب هز كتفيه وهو مازال على ذات جلسته ويهتف بثقة بالغة :
+
أولا البيت هذا مهوب بيتي.. بيت تميم .. وأنا يوصلني أجاره كامل..
+
أما أني تعديت على حرمته؟؟ ماصدقتي..
+
أنا جاي لمرتي وهذا حقي..
+
وأنا قلت لش الليلة ممساش جنبي.. وأنا لا قلت ما أخلفت..
+
أجابته بثقة وهي مازالت معتصمة بمكانها البعيد عنه : أما مرتك وحقتك.. فهذا كلام فيه أخذ وعطا..
+
خلنا في موضوع أجار البيت دامك فتحته..
+
رجاء إنه أجار البيت ماعاد يتحول لحسابي لا هو ولا المبالغ الثانية للي كنت تحولها..
+
أجابها بنبرة قاطعة: اسمحي لي مهوب بكيفش.. أنتي مرتي ومسئولة مني..
+
واللي كان يتحول لش كل شهر بيتحول من غير تغيير..
+
أجابته بصرامة: بس انا ما أبي منك شيء.. ومادمت ماني في بيتك أنت منت بملزوم فيني..
+
حينها وقف وتوجه ناحيتها
+
لا تنكر أنها انتفضت بجزع لم يظهر في تحكمها في نفسها وهي تنظر ناحية الباب لتتفاجأ أن مفتاحه ليس فيه..
+
أجابها بسخرية: ماني بغبي.. أول شيء سويته أني خذت المفتاح يوم دخلت.. عشان ماتطقين..
+
حينها أجابته بثقة: ومن قال لك أني ممكن أطق.. ليه أنا خايفة منك عشان أطق..؟؟
+
أجابها بذات السخرية وهو مازال يتقدم ناحيتها: أبد عندش ذا اللسان اللي وش طوله..إيه بتطقين..
+
طقيتي من بيت كامل منتي بطاقة من غرفة؟؟!
+
لم تستطع أن ترد بكلمة.. فكلماتها جفت على شفتيها..
+
لأنه كان قد وصلها وهو يشد المنشفة عن شعرها ثم يلصق خده بنعومة خدها وهو يهمس في أذنها بدفء عميق:
+
تدرين أنش قلتي لي اليوم الحمدلله على السلامة حاف.. ماتعودت منش على كذا..
+
تصلبت كل أطرافها تماما ودقات قلبها تتصاعد للذورة ومع ذلك همست بحزم بالغ خرج بكامل صرامته رغم اختناقها:
+
كساب لا تحدني أصيح وأفضح روحي وأفضحك..
+
عيب عليك اللي تسويه..
+
أجابها بذات الدفء وهو مازال على ذات وضعيته: أولا ماراح تصيحين.. واثق منذا الشيء..
+
ثانيا أنتي ليش خايفة كذا.. أنا عمري غصبتش على شيء ماتبينه..
+
ومهوب رجّال اللي يغصب مرته..
+
وإلا يمكن أنتي خايفة مشاعرش تخونش..
+
أنهى عبارته ثم ابتعد عنها لتشعر أنها تكاد تنهار لفرط انفعالها وتوترها.. همست باختناق حينها.. فصوتها بح تماما:
+
كساب أنت بتروح وإلا دعيت أمي تشوف لك حل..؟؟
+
أجابها حينها بتلاعب: تكفين.. ادعيها.. خليها تشوف قوات عين بنتها..
+
وإلا تدرين اتصلي في إبي أحسن.. خليه يدري إني هنا ويكلمني تكفين!!
+
يعني مسوية روحش زعلانة علي وأنتي اللي فاتحة لي الباب ومدخلتني لين غرفتش
+
وش ذا الوقاحة اللي عندش؟؟ مافي وجهش حيا أنتي؟؟
+
دامش ماتقدرين تصبرين عنه.. قومي اذلفي لبيته...
+
كاسرة صمتت وهي تشعر بقهر عظيم يتزايد في روحها.. تعلم أن هذا ماسيقولونه
+
لن يصدقها أحد لو قالت أنه دخل مع نافذة في الطابق الثاني لا حواجز تحتها أبدا..
+
الكل سيتهمها أنها من فعلتها... حينها ستضطر فعلا أن تعود له لأنها لا تستطيع مواجهتهم بعد ذلك..
+
حينها سيكون هو من يحقق هدفه..
+
استمرت في صمتها..ليهتف هو بكل ببرود وكأنه يدور في غرفته الخاصة: أنا تعبان وأبي أنام شوي قبل الفجر..
+
ماتبين أنام معش على السرير نمت على الكنبة؟؟
+
كاسرة حينها بغضبها وقهرها: كساب بلاسخافة.. من جدك ذا الخبال اللي تسويه...
+
كساب هز كتفيه وهو يتجه للأريكة ويتمدد عليها ويهتف ببرود قارص:
+
الخبال أنتي اللي بديتيه مهوب أنا..
+
خبالي رد على خبالش..
+
كاسرة لم تعرف ماذا يمكن أن تقول أكثر لهذا البارد الوقح الخالي من أي إحساس وهي تراه يتمدد فعلا ويغلق عينيه..
+
تتخيل سخافة منظرها لو خطر ببال والدتها أن تطرق عليها الباب وهي ترفض أن تفتح الباب لأنها لا تريد أن يرى أحد هذا الوقح نائما عندها..
+
تعلم أنه يريد فقط أن يجعل رأيه نافذا.. وأن ينتقم منها على مافعلته به اليوم وهي تتصل بوالده..
+
لا بأس (لينخمد) الليلة.. ستعرف كيف ترد عليه لاحقا..
+
ارتدت بيجامتها وهي تقرر أنها لن تنام حتى يغادر فهي لا تعلم ما الذي قد يفعله..
+
لذا جلست على أحد المقاعد المنفردة وهي تراقبه..
+
أو لتعترف أن هذا ماتريده..!!!
+
أن تراقبه وهو نائم باسترخاء.. أن تعوض بعض وجع اشتياقها له..
+
وكم اشتاقت لهذا اللئيم الذي لا يستحق ما تحمله في قلبها له..!!
+
لم تعرف كم مضى من الوقت وهي تراقبه قبل أن تغفو عينيها على محياه.. لتنهض بجزع..
+
وتجد الأريكة خالية ممن كان نائما عليها..
+
تهضت بجزع أشد وهي تدور حولها.. لتجد المفتاح في الباب المغلق أساسا..
+
والنوافذ مغلقة كذلك..
+
والغرفة خالية تماما من وجوده..
+
حينها سمحت لدموعها وقهرها بالإنسكاب.. وهي تنهار على الأريكة حيث كان نائما..
+
مازال عطره يعبق في المكان.. عطره الذي يحمل بعضا من شخصيته..
+
فاتن.. قاس.. فخم.. غامض..
+
لا تعلم لماذا كانت تبكي؟؟
+
هل من إحساسها المتزايد بالقهر؟؟ أم لأنها تمنت أن تفتح عينيها على وجهه كما أحتضنته أجفانها وهي تغفو؟؟
+
" ماذا تفعل بي؟؟
+
ماذا تفعل بي؟؟
+
أي فوضى عاصفة تثيرها في كل كياني؟؟
+
تعبت ياربي.. تعبت!!"
+
***********************************
+
" كساب وينك؟؟
+
قبل الفجر جيت لغرفتك مالقيتك..
+
وعقبه في المسجد تفاجأت إنك كنت في الصف الأول
+
وين كنت؟؟"
+
كساب يدور حول السؤال وهو يجيب علي بسؤال آخر: ليه كنت تبي شي؟؟ لا تكون تعبان.. وجهك مهوب زين!!
+
علي بسكون مرهق شديد الإرهاق: إيه والله تعبان شوي
+
وأبيك توديني عيادة الدوحة والا الأهلى أركب مغذي أتنشط شوي قبل الدوام..
+
أجابه كساب بابتسامة قلقة: ليه كوية أبيك مافادت؟؟.. توه البارحة يقول لي إنه وداك لرجال يكويك..
+
علي بابتسامة مرهقة: وأنت صدقت يعني إني مقروف.. أبيك بيقعد وراي دامه يشوفني ما أكل لين يكويني في كل مكان...
+
(انعدام الشهية) مرض يؤمن كثير من الناس –خصوصا البدو- أنه لا علاج له إلا الكي...
+
ويسمونه (القَرفة).. وهو حالات قد تكون بسيطة أو تشتدد.. وهو غالبا انعدام شهية مصاحب بالترجيع الدائم..
5
وقد ينتج أن أحدهم أكل طعاما لا يستسيغه أو بدون ملح.. أو شعر بقرف من طعمه أو رائحته..
+
والكي على انعدام الشهية أشهره أن يكون في منتصف الرأس..
+
والبعض يقول في المعصم.. والبعض يقول في خلف القدم أسفل الساق..
+
وفعلا بعد الكي تتوقف هذه الحالة التي لا يعرفها الأطباء.. لأنها لا يمكن أن تظهر في التحاليل!!
+
وهو مختلف عن مرض جميلة الذي كان فقدان الشهية المرضي..
+
لأن فقدان الشهية مرض نفسي في المقام الأول..ويتسبب به صاحبه لنفسه!!
+
لكن انعدام الشهية مرض جسدي يحدث بسبب جسدي..
+
كساب هتف بقلق أعمق: وحركة المغذي ذي كم مرة سويتها..؟؟
+
علي بذات السكون: مرة وحدة قبل أمس... بس اليوم مافيني حيل أسوق السيارة..
+
كساب يشده للسيارة وهو يهتف بقلق: دامك ما تأكل أبد بذا الطريقة.. صدقني إنك مقروف..
+
والكوي علاج قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم إنه آخر العلاج..
+
علي بشجن: قل لهم يكوون قلبي يمكن يفيد..
+
كساب بغضب: إلا بنكوي مخك يمكن يعتدل...
1
تجاهل علي تعريض كساب به حتى ركبا السيارة حينها هتف بعمق:
+
سمعت ياكساب المثل اللي يقول: (كلن بعقله راضي أما برزقه لا)
+
يعني أنا وأنت كل واحد منا أكيد راضي بعقله وعنده إنه مافيه مثل تفكيره
+
لكن الرزق.. سبحان الله.. الله رزقني برزق ماقدرت أتقبله ومع كذا مجبور أتقبله
+
وأنت ربي رزقك برزق ماقدرت تحافظ عليه..
+
كساب حرك سيارته وهتف بتأفف: يا شين فلسفتك الفاضية !!
+
حينها ابتسم علي بإرهاق: زين خلك من فلسفتي اللي ماتدخل مزاجك
+
تكفى كساب ما أبي ابي يدري بشيء ولا أنه احنا رحنا للمستشفى..
+
بروحه صاير متوتر عشاني..
+
حينها هتف كساب باستغراب: أنا بصراحة مستغرب إنك قلت لأبي على خبالك..
+
هذي سالفة تقولها له؟؟!!
+
ويوم علمتني البارحة عقب العشا إنه يدري بالسالفة كلها.. ومع كذا يحسبك مقروف وكواك.. استغربت صراحة..
+
علي كتف يديه أمام صدره وهو ينظر أمامه ويهتف بعمق:
+
تدري لولا إنك أنت كنت معي عقب السالفة على طول أو يمكن ماكنت قلت لك أبد..
+
لكن ابي مستحيل أدس عليه شيء...
+
ابتسم كساب: يا سلام على البابا وحبيب البابا... وحن لنا الله!!
1
يا الله خلنا نروح المستشفى!!
+
**********************************
+
" حبيبي قوم
+
وش ذا الكسل فديت روحك..؟؟"
+
فتح عينيه بتكاسل وهو يهمس بعبارته الأثيرة ويبتسم: أحلى صباح هو شوفة عيونش!!
+
همست بابتسامة حانية وهي تمسح خده: إلا أحلى صباح هو شوفة ابتسامتك..
+
تدري عبدالله على كثر ماكرهتك قبل إلا إن ابتسامتك ماقدرت أكرهها..
+
كل ماشفتها في صورك أحس قلبي غصبا عني يذوب..
+
فيها سحر ماقدرت أقاومه أبد..
+
اعتدل جالسا وهو يشدها ليحتضنها من ظهرها وهو يمسح على بطنها بحنان حيث ابنه الذي مازال في علم الغيب وهو يهتف بابتسامة دافئة:
+
وأنتي صدق كرهتيني حبيبتي؟؟
+
جوزا بشجن وهي تمسح بحنو على أنامله الساكنة على بطنها:
+
ما أدري ياقلبي.. أو يمكن ما أذكر أو ما أبي أذكر..
+
من كثر ما أحبك.. أظني إنه مستحيل إني قدرت أكرهك في يوم..
+
ابتسم بشفافية.. وهو يشدد احتضانه لها كأنه يريد إخفائها بين ضلوعه:
+
أشوف ناس متعملين النصب على مستوى..
+
أجابته بابتسامة وهي تشد احتضانها لذراعيه التي تحيط بخصرها:
+
والله عندي مدرس خصوصي أكبر نصاب ومنه نستفيد..
+
أفلتها بخفة وهو يهمس بمودة: زين حبيبتي أنا بأمر عبدالرحمن قبل أروح الدوام.. تروحين معي؟؟ نوصل حسون للروضة أول ثم نروح..
+
وعقب ارجعي مع أمش..
+
أجابته وهي تقف بمودة شفافة: ليش لا.. مانعيف شوفة أبو فاضل اللي يقومه لنا بالسلامة..
+
زفر عبدالله حينها بضيق وهو يتذكر أن الطبيب قال له بالأمس أن مؤشرات عبدالرحمن عادت للسكون تماما.. كما كان سابقا..
+
لا يعلم هذه إشارة لماذا؟؟
+
ولكنه في داخله غير مطمئن أبدا لهذا؟؟
+
وفي داخله وساوس كثيرة يحاول طردها دون فائدة!!
+
***********************************
+
" هـــيــه أم خويلد.. أم عزوز..
+
وينش؟؟"
+
أقبلت قادمة من ناحية المطبخ الخارجي وهي تربط شعرها بإيشارب وتهتف بصوت عالي:
+
هلا حبيبي وش فيك تصيح صوتك وصلني لين برا..
+
صالح بتأفف باسم: أخييه.. يعني عقب ماكنتي تستقبليني على سنجة عشرة على قولت خوالش..
+
وكابة على نفسش كيلوين عطر..
+
تقابليني الحين كنش جدتي وبريحة البصل!!
+
ربما لو قال لها هذه العبارة قبل شهر واحد فقط لربما كانت افتعلت مشكلة كبيرة
+
وانتهت بموجة عاصفة من الصراخ والبكاء ولكنها الآن ابتسمت بشفافية:
+
الشرهة علي اللي اشتهيت أسوي لك غدا سبيشل..
+
ويا الله تعال حب رأسي الحين وإلا زعلت...
+
صالح سد أنفه بطريقة تمثيلية وهو يقبل رأسها ويهتف بمرح:
+
أعصر على روحي ليمون..وأحب رأسش ليش الخساير؟؟
+
نجلا تضحك برقة: كذا..؟؟
+
خلاص عطني عشر دقايق أتسبح.. وأشوف عيالي وأنزل أنا وإياهم نتغدى..
+
نجلاء غادرت بينما صالح جلس وبيده جريدة فتحها وهو يهتف بمودة باسمة:
+
زين نجلا ياقلبي.. بلاها دخلة المطبخ ذي.. تكفين!!
+
***************************************
+
" هيه ياهل البيت!!"
+
جميلة التي كانت تبدل ملابس زايد وتجلس على السرير همست بمودة: تعال عمي حياك.. ماعندنا حد..
+
منصور دخل ليبتسم وهو يرى ابنته وابنه.. لا يبالغ مطلقا حين يقول ابنته.. إحساسه بها عميق ودافي وأبوي لأبعد حد..
+
يعلم أنه في بداية زواجه اتهم عفراء أنها افسدتها بالتدليل..
+
ولكنه الآن يرى كم كان جائرا في حكمه.. أو ربما لأنه أصبح ينظر لدلالها كما ينظر الأب تماما..
+
يرى دلالها يليق بها وبعذوبتها تماما.. فهي لا تتكلف أبدا هذا الدلال بل ينبع من شخصيتها ليمنحها كاريزما خاصة ما..
+
تشعر كما لو أنك تريد أن تدللها أكثر لأنها تستحق أن تكون مدللة والدلال لم يُخلق إلا لها..
+
بل أصبح الآن يعاملها كما يعامل طفلة مدللة تماما.. ولكن مع التطور المناسب لسنها..
+
رغم أنه بالكاد لم يمض عشرة أيام على عودتها.. إلا أنه في الأيام الأخيرة نادرا مايعود ويده خالية من شيء لها..
+
شكولاته فاخرة.. دب وردي.. زجاجة عطر..
+
لتتلقاه بفرحة طفولية تدفع سعادة حانية في قلبه..
+
لم يعلم أنه كان يمنحها حلما أثمن بكثير من محض حلوى أو دمية..
+
يمنحها أبا طال تمنيها له وتحسرها عليه..
+
حلم بعمق سنوات ربيع عمرها التي قضت أكثرها تتحسر على حرمانها من أب كانت تتمناه بكل يأس.. وزاد من يأسها معرفتها إنها لن تحصل عليه يوما..
+
فهل يعود الميت للحياة؟؟
+
ولكنها لم تكن تعلم أن الإحساس الميت يستطيع العودة للحياة.. كما تشعر به مع منصور!!
+
وليس فقط في هذه الأيام الأخيرة.. بل قبل شهور وهي تتلهف لمكالماته اليومية
+
وتتلهف أكثر لزيارته الشهرية ووللشعور المختلف الدافئ العميق الحاني الذي منحه لها..
+
منصور هتف مع ابتسامته الفاخرة: وين أم زايد؟؟
+
ابتسمت جميلة بمرح: ياسلام على اللي مافيه صبر عشان يشوف مدامته..
+
أم زايد تاخذ شاور يأبو زايد..
+
منصور بأريحية: زين انا عازمش على العشا.. قومي البسي..
+
جميلة بحرج: لا عمي فديتك ما أقدر أخلي أمي..
+
قاطعهما خروج عفراء من الحمام وهي تهمس بحنان: وامش تقول روحي..
+
أنا أصلا أبي الفكة من إزعاجش أنتي ومنصور..
+
جميلة بذات الحرج الرقيق: لا يمه.. ما أبي أخليش يمكن يجيش أحد مايلاقون حد عندش..
+
عفراء بإصرار: من اللي بيجيني الساعة 9 الليل!!
+
ابتسم منصور: خليها يمكن ماتبي خوتي..
+
جميلة بجزع: لا والله ........
+
ثم أردفت بارتباك: خلاص خمس دقايق ونازلة..
+
جميلة غادرت بينما عفراء مازالت تقف وهي تهمس لمنصور بابتسامة:
+
اعمل حسابك إن الخمس دقايق يمكن يوصلون ساعة..
+
وبنتي وأعرفها.. تبي تتجهز لطلعة!! الله يعين..
+
أنا كنت أقول لها قبل المشوار بساعتين!!
+
شدها منصور من خصرها وهو يهتف بفخامة: أبركها من ساعة خلها تأخذ ساعتين ثلاث وش وراي..
+
عفراء أزالت كفيه بحرج عن خصرها: عيب منصور..
+
منصور شدها ليجلسها على الأريكة ويجلس جوارها وهو يحتضن كتفيها ويتنفس عبير شعرها المبلول ويهتف بخفوت دافئ:
+
نشف قلبي من كثر ماتقولين عيب.. والمشكلة ما أدري وين العيب ذا..
+
عفراء أسندت رأسها لكتفه وهي تمسح أنامله بحنو وتهتف بشجن:
+
والله منصور ما أدري أشلون أشكرك على تعاملك مع جميلة
+
هي مستانسة بشكل ماتتخيله بك وهي تلاقي فيك الأب اللي أدري إنها متشفقة عليه..
+
أجابها منصور بشجن أعمق وهو يشدد احتضانه لكتفيها:
+
أنا اللي والله ماتتخيلين كثر سعادتي وأنا أحس بجو الأسرة اللي ظنيت إني عمري ماراح أحس فيه إلا متطفل على زايد وعياله..
+
رفعت رأسها قليلا لتقبل كتفه وهي تهمس بتأثر : الله لا يحرمنا منك..
+
ابتسم منصور وهو يقبل شعرها: شكلي الحين أنا اللي بأقول لش عيب..
+
وخري عني أحسن.. لأني يا الله ماسك روحي!!
+
************************************
+
" مزون.. مزون!!"
+
مزون بمودة: تعال فديتك.. أنا أرتب شوي داخل..
+
كساب أطل برأسه عبر غرفة التبديل حيث ترتب مزون ملابسها داخل الخزائن
+
وهتف بابتسامة: مساء الخير... عوافي.. الله يقويش..
+
مزون بمودة رقيقة: الله يعافيك.. مافيه شيء بس أرتب شوية..
+
كساب حينها هتف بحزم: زين خلي الترتيب أبي أسولف معش شوي..
+
مزون وضعت قطعة الملابس التي كانت في يدها وخرجت معه ليجلسا كلاهما
+
حينها هتف كساب بثقة: أمس قلت لش أبيش في سالفة..
+
بس سالفتي أنا أشغلتني شوي..
+
حينها هتفت مزون بحزن: وسالفتك وش صار فيها؟؟
+
كساب بثقته الطاغية المعتادة: بتنحل إن شاء الله.. كم يوم بس وترجع كاسرة..
+
مزون بدفء: إن شاء الله.. والله فاقدتها في البيت..
+
حينها ابتسم كساب بدفء مشابه: ماتدرين يمكن حن اللي نفقدش!!
+
مزون باستغراب استنكاري: تفقدوني؟؟
+
كساب ضحك: وش فيش ارتعتي؟؟ عادي..
+
نفقدش مثل ماكل البنات يفقدون أهلهم وجودهم في البيت..
+
حينها صمتت مزون بخجل طبيعي وهي تعلم ما الذي خلف هذه المقدمة
+
ليتناول كساب زمام الأمور وهو يهف بمودة حازمة:
+
المرة اللي فاتت يوم عرضت عليش ولد آل ليث ورفضتيه.. ما أدري بالضبط وش أسبابش؟؟
+
هل فعلا لأنش تبين تدرسين.. أو عشان الخلاف اللي كان بيننا..
+
الحين كلها صارت محلولة.. الدراسة باقي فصل واحد غير ذا الفصل اللي قرب يخلص أساسا..
+
وأنا وأنتي ولله الحمد سمن على عسل...
+
وأنا والله أبي لش الزين.. غانم لمح لي مرة ثانية.. والرجّال شاريش..
+
السالفة مافيها ضغط عليش.. هذي مهيب خطبة رسمية.. مجرد أخذ رأي..
+
فكري براحتش.. أسبوع أسبوعين.. وصلي استخارة..
+
وغانم أنا أعرفه زين.. رجّال والنعم!!
+
مزون صمتت قليلا ثم همست باختناق خجول: تدري كساب حتى لو فكرت واقتنعت..
+
فيه حاجز بيني وبين غانم ما أدري.. ما أدري وش أقول لك .. أخاف يكون صعب علي أتجاوزه مهما حاولت...
+
***************************************
+
" سميرة يامش وش فيش؟؟"
+
سميرة بمودة: مافيني شيء يمه.. أنتظر بس البنات ينزلون عشان نتعشى..
+
مزنة بتقصد وهي تنظر لسميرة بشكل مباشر: يأمش أنتي فاهمة قصدي..
+
ثم تنهدت بعمق وأردفت: يأمش أنا ملاحظة التوتر اللي بينش وبين تميم..
+
أو بمعنى أصح توترش أنتي من تميم..
+
تدرين أنا كنت واعدة نفسي إني ما أتدخل بينكم مع إني ملاحظة إن علاقتكم مهيب طبيعية..
+
بس ذا الأيام صارت مهيب طبيعية لأخر حد.. وما اقدر أسكت أكثر من كذا..
+
ذا الأيام إذا صار وقت رجعته حسيت عرق التوتر ضرب في راسش..
+
وأنتو قاعدين معنا.. هو يرسل مسجات وأنتي تنتفضين مثل مسخنة..
+
لو شفت ردة فعلش عادية.. بالعكس كان انبسطت كل الشباب المتزوجين يسوون كذا..
+
وأنتو بعد عادكم صغار في السن وهذا وقتكم..
+
حينها قاطعتها سميرة بانهيار.. فمزنة قريبة جدا من روحها: يمه جنني من كثر مايلاعبني..
+
كني كورة بين أيديه.. طريقته غريبة وغامضة..
+
حينها ابتسمت مزنة: صدق إنش بريئة اللي تميم قادر يلاعبش كذا..
+
يعني يغلط عليش وعقبه هو اللي يلاعبش..
+
حينها همست سميرة بحرج كبير: يغلط علي؟؟ أنتي تدرين يمه..؟؟
+
مزنة بثقة: أكيد أدري.. يعني أنا بأشوفكم كذا وبأسكت إلا لأني عرفت إنه غلطان وقلت خله يستاهل.. خلها تادبه..
+
أنا أدري يأمش من يوم شفت الضربة اللي في وجهش اللي كنتي تحاولين تدسينها..
+
بس موت امهاب الله يرحمه أشغلني من كل شيء.. ويوم قدرت أفكر عقبها سألت تميم وهو قال لي كل شيء..
+
وقتها قررت أني ما أتدخل.. وقلت له وقتها ترا سميرة لو بغت تخليك أنا بأوقف في صفها مهوب في صفك..
+
حينها همست سميرة بشفافية: صدقيني يمه هذا كله خلاص أنا نسيته..
+
بس اللي مجنني لعبه فيني.. لا هو باللي يصرح باللي يبيه ولا هو اللي يخليني في حالي..
+
حينها ابتسمت مزنة بخث لطيف: يأمش اللعب هذا لعبتنا حن يا الحريم... وش عرف الرياجيل فيه ؟؟..
+
يلاعبش لعب الهواة؟؟
+
وريه لعب المحترفين!!!
1
#أنفاس _قطر#
+
