رواية انا وانت يساوي الفصل الخامس 5 بقلم سارة محمد
الفصل الخامس
_______
الساعة السابعة صباحا في مصر هي إختصار للكثير من الكلام والوصف، بداية من عربة الفول التي يتجمع حولها الناس وبالأونة الأخيرة بدأت النساء أيضا بالتجرؤ والوقوف عليها لتناول الإفطار.
الطفل الذي تركض والدته خلفه لاهثة؛ خوفا من إنطلاق سيارة المدرسة قبل إعطاءه نصيبه من الشطائر.
والأطفال الذين قرروا الذهاب مبكرا وعدم مقاومة محاولات والدهم المستميتة لإيقاظهم؛ حتى يقفوا أمام بوابة المدرسة، يلعبون بالكرة حتى ميعاد طابور الصباح.
والرجل الذي يعمل في إحدى مصالح الحكومة وفوجئ صباحا أن السيارة ترفض الدوران قبل أن تنال دفعة مشجعة، يطل برأسه ينادي مجموعة شباب متوجهون إلى عملهم أو كلياتهم طالبا منهم "أدي زوبه زقه" وابتسامة الإعتذار لا تتزحزح عن شفتيه، قابلوها بابتسامة ود وعدم إنزعاج.
العديد من البشر يسيرون، على ملامحهم مختلف الخلجات، من يأس، من روتين حياته والآخر مستبشر بيوم جديد وشمس يوم آخر والمحبط والمتفائل ...، مختلف أنواع البشر ومختلف أنواع التعبيرات والقصص.
-صباح الخير يا حاج عبدالصمد
-صباح الخير يا بنتي
دخلت تبدأ عملها وشرعت في ترتيب الكتب التي جاءت حديثا للمكتبة على الأرفف، مليئة بالهمة والنشاط.
أحد أسباب قبولها العمل في هذه المكتبة هو عشقها الأبدي للكتب، يكفيها أن تشم عبق التاريخ وخبرات الكتَّاب حتى تشعر بالراحة والهدوء، خبرة سنوات لُخصت في أسطر، تُكسِب المرء أعمارا فوق عمره.
نسيت مرور الوقت ودوارن عقارب الساعة حتى نهض الحاج عبدالصمد من خلف مكتبه: أنا هأروح أصلي الضهر وأجي يا فريدة مش هاتأخر عليكي يا بنتي
أومأت باسمة: ماشي يا حاج .. تقبل الله مقدما
غادر الحاج عبدالصمد متعكزا على عصاه الخشبية: تسلمي يا بنتي
-مساء الخير
تركت فريدة ما بيدها من كتب واستدارت ترى الزبون القادم، وتستعد لتوفير طلباته.
-مساء النور .. أقدر أساعد حضرتك ف حاجه ؟
تأملها بجرأة قبل أن يدمدم متمهلا: أنا صاحب هشام عاصم
استغربت نظراتها وطريقة حديثه؛ فلم تسعفها ذاكرتها بالسرعة الملائمة: أفندم ؟ مين دا ؟
بدأ يفقد أعصابه لشعوره بكذبها: إحنا هنستعبط من أولها ولا إيه ؟ .. هشام عاصم اللي كان هنا إمبارح .. وكان خارج معاكي من هنا ع الساعة تلاته وركب التاكسي وجري
اتسعت عينيها للهجته في الحديث: أنت إزاي تسمح لنفسك تكلمني بالطريقة دي؟ وبعدين أنا فعلا ما أعرفوش
مال عليها مستجوبا: أومال كان واقف يكلمك قدام المكتبة ليه ؟
عقدت فريدة ذراعيها أمام صدرها في حركة دفاعية: أنت مش ملاحظ إن حضرتك بتتدخل ف حاجه أنت مالكش فيها ؟ حتى لو كنت صاحبه فعلا
حاول مصطفى تمالك أعصابه: أنا عايز أعرف مكانه دلوقتي .. لو سمحتي بكل هدوء قوليلي .. مكانه فين؟
ضاقت عيون فريدة: مش غريبة .. بتقول إنه صاحبك ومش عارف مكانه فين وجاي تسألني ؟
صاح بها فاقدا السيطرة على ذاته نتيجة منطقها وتحوله إلى مذنب: يوووه هتفضلي ترغي كدا كتير ؟ .. هو فين يعني ؟!
شردت بعيدا بخيالها: ما أعرفش .. أنا ساعدته بس لما حصلت الحادثة وبعدها هو ....
***
تذكرت عندما جاء في الأمس فيما تسلم سيدة كتاب عن قصص الأطفال حتى تقرأها لابنها قبل النوم، لأنه لا يستطيع النوم إلا بعد سماع إحدى القصص، وهي قد أنهت كل ما في جعبتها .. فصار يجدها مملة وأصابه السأم.
بعدما غادرت هذه السيدة دخل عليها هشام قائلاً:
- مساء الخير .. عامله إيه؟
- أهلا .. أنا اللي المفروض اسأل حضرتك عامل إيه بعد الحادثة اللي حصلت
ضحك هشام: أديني قدامك أهو صاغ سليم .. الحادثة دي بالنسبة ليا تفاهـــات.. أنا حصل فيا أفظع من كدا .. بس تقدري تقولي إني زي القطط بسبع أرواح
بابتسامة بسيطة لم تصل حدود منتصف وجنتيها: طيب الحمدلله
- أنا جيت أشكرك ع اللي عملتيه معايا
- لا شكر على واجب .. وبعدين حضرتك شكرتني ف المستشفى ماكانش في داعي تيجي تاني هنا بنفسك تشكرني، وحضرتك لسه قايل إن الحادثة دي تفاهات بالنسبة لغيرها
- بردو ماكانش ينفع أعديها من غير ما أشكرك
استغربت إصراره: طيب العفو .. بس حضرتك عرفت مكاني منين؟
هشام بمكر: أبدا، جيت مكان الحادثة وبعدين افتكرت إنك قولتيلي إنك بتشتغلي ف مكتبة قريبة منها .. دخلت كل المكتبات اللي هنا لحد ما لاقيتك
قطبت حاجبيها دهشة: صدقني ماكانش في داعي لكل اللفة دي
مال تجاهها بشكل ملحوظ: علشانك أي حاجه يبقالها داعي
تراجعت خطوات معدودة باحراج: طيب .. بعد إذنك بقى لأنه دا معاد مرواحي
أسرع هشام مستغلا الفرصة عن طيب خاطر: طيب تعالي أوصلك
رفضت عرضه: لا شكرا، البيت مش بعيد وأنا بأحب أخدها مشي
استسلم متأكدا من عدم قدرته على إقناعها: طيب زي ما تحبي
خرجا سويا من المكتبة، وقفا أمام الباب بعد أن استدار إليها مودعا: يلا خلي بالك من نفسك .. سلام
هزت رأسها: مع السلامة
***
عادت بعينيها إلى الواقف أمامها ولا يفصل بينهما سوى المنصة التي تبيع من خلفها: دا اللي حصل لكن أنا ما أعرفوش
أومأ مصطفى مصدقا أقوالها، لا يعرف سبب ذلك: أها .. شكلك ما تعرفهوش فعلا
هزت رأسها: أنا قولتلك اللي عندي .. بعد إذنك بقى، أهو الحاج عبدالصمد جه وأنا لازم أمشي .. سلام
شعر بالصدمة إنها فجأة تتركه وتغادر دون أن تنتظر منه أي رد أو السماح لها بالمغادرة، وجد نفسه يلحق بها ويسرع الخطى دون أن يدري سببا لذلك أيضا.
تمتم من خلفها لاهثا: أنا آسف والله يا آنسة، مش آنسة بردو؟
تقبلت أسفه دون أن تعير سؤاله أدنى اهتمام: خلاص ما حصلش حاجه
لاحظ أنها قصدت تجاهل سؤاله فشعر بالغضب لأنه يريد معرفة إذا ما كانت آنسة أم لا، لكن دون أن يعرف سبب ذلك .. كذلك، فقط شعر برغبة في المعرفة ليس أكثر.
قرر مصطفى أن يجعل الحديث بينهما دائرا حتى يصل إلى مبتغاه: ما حصلش حاجه إزاي ؟ دا أنا كنت قليل الأدب معاكي أوي
ألقت عليه نظرة من طرف عينها: كويس إنك عارف
صدم من صراحتها: ما هو إنتي ما تعرفيش هو عمل فيا إيه
هزت كتفيها بلا مبالاة: ومش عايزة أعرف .. ممكن بقى تبطل تمشي ورايا
تجاهل طلبها الأخير ردا على تجاهلها السابق لسؤاله: بس لازم أحكيلك أكيد هتعذوريني .. ممكن أعزمك على حاجه نشربها أو حتى نتغدى وأحكيلك
زمت شفتيها حنقا: لا أنا عذراك من غير ما أسمع حاجه .. ومش باتغدا مع حد
- طيب براحتك .. بس هو سرقني عشان كدا بأدور عليه
وقفت بسبب صدمتها من السبب، فكيف لمدير مزرعة أن يسرق؟ وماذا سرق؟، مظهره لا يدل على أنه لص أو سارق، أنه بحاجه إلى أموال غيره.
فيما استغل مصطفى فرصة وقوفها: سرق من خزنة المزرعة كل الفلوس، دا غير تزويره ف حسابات المزرعة للسرقات اللي كان بياخدها أول بأول
نظرت له مندهشة: وحضرتك كنت فين لما كل دا كان بيحصل ؟
اعتره الحرج: ماكنتش مركز ف المزرعة أوي .. كنت مشغول بحاجات تانية
خجلت من تدخلها في شئ لا يعنيها: ربنا يعوضك وتاخد حقك بإذن الله
ابتسم: إن شاء الله .. أتمنى إنك تكوني عذرتيني دلوقتي
لامته: ما أنا قولت لحضرتك أنا عذراك من قبل ما تقول
غمزها بشقاوة: طب تمام .. يعني صافية لبن؟
ردت مبتسمة من أسلوبه: حليب يا قشطة
هدأ داخله قليلا لمرأى بسمتها بينما اشتعل جزء آخر في أحد أركان قلبه: طيب تسمحيلي أوصلك ؟ أنا عربيتي مش بعيدة من هنا
أشارت بأصبعها إلى أحد الشوارع: لا متشكرة .. أنا خلاص بيتي على أول الشارع اللي جاي مش بعيد .. بعد إذنك
ذهبت تاركة إياه يقف بمفرده في منتصف الطريق ينظر إليها حتى غابت عن عينيه وابتلعتها إحدى البنايات السكنية.
_______
الساعة السابعة صباحا في مصر هي إختصار للكثير من الكلام والوصف، بداية من عربة الفول التي يتجمع حولها الناس وبالأونة الأخيرة بدأت النساء أيضا بالتجرؤ والوقوف عليها لتناول الإفطار.
الطفل الذي تركض والدته خلفه لاهثة؛ خوفا من إنطلاق سيارة المدرسة قبل إعطاءه نصيبه من الشطائر.
والأطفال الذين قرروا الذهاب مبكرا وعدم مقاومة محاولات والدهم المستميتة لإيقاظهم؛ حتى يقفوا أمام بوابة المدرسة، يلعبون بالكرة حتى ميعاد طابور الصباح.
والرجل الذي يعمل في إحدى مصالح الحكومة وفوجئ صباحا أن السيارة ترفض الدوران قبل أن تنال دفعة مشجعة، يطل برأسه ينادي مجموعة شباب متوجهون إلى عملهم أو كلياتهم طالبا منهم "أدي زوبه زقه" وابتسامة الإعتذار لا تتزحزح عن شفتيه، قابلوها بابتسامة ود وعدم إنزعاج.
العديد من البشر يسيرون، على ملامحهم مختلف الخلجات، من يأس، من روتين حياته والآخر مستبشر بيوم جديد وشمس يوم آخر والمحبط والمتفائل ...، مختلف أنواع البشر ومختلف أنواع التعبيرات والقصص.
-صباح الخير يا حاج عبدالصمد
-صباح الخير يا بنتي
دخلت تبدأ عملها وشرعت في ترتيب الكتب التي جاءت حديثا للمكتبة على الأرفف، مليئة بالهمة والنشاط.
أحد أسباب قبولها العمل في هذه المكتبة هو عشقها الأبدي للكتب، يكفيها أن تشم عبق التاريخ وخبرات الكتَّاب حتى تشعر بالراحة والهدوء، خبرة سنوات لُخصت في أسطر، تُكسِب المرء أعمارا فوق عمره.
نسيت مرور الوقت ودوارن عقارب الساعة حتى نهض الحاج عبدالصمد من خلف مكتبه: أنا هأروح أصلي الضهر وأجي يا فريدة مش هاتأخر عليكي يا بنتي
أومأت باسمة: ماشي يا حاج .. تقبل الله مقدما
غادر الحاج عبدالصمد متعكزا على عصاه الخشبية: تسلمي يا بنتي
-مساء الخير
تركت فريدة ما بيدها من كتب واستدارت ترى الزبون القادم، وتستعد لتوفير طلباته.
-مساء النور .. أقدر أساعد حضرتك ف حاجه ؟
تأملها بجرأة قبل أن يدمدم متمهلا: أنا صاحب هشام عاصم
استغربت نظراتها وطريقة حديثه؛ فلم تسعفها ذاكرتها بالسرعة الملائمة: أفندم ؟ مين دا ؟
بدأ يفقد أعصابه لشعوره بكذبها: إحنا هنستعبط من أولها ولا إيه ؟ .. هشام عاصم اللي كان هنا إمبارح .. وكان خارج معاكي من هنا ع الساعة تلاته وركب التاكسي وجري
اتسعت عينيها للهجته في الحديث: أنت إزاي تسمح لنفسك تكلمني بالطريقة دي؟ وبعدين أنا فعلا ما أعرفوش
مال عليها مستجوبا: أومال كان واقف يكلمك قدام المكتبة ليه ؟
عقدت فريدة ذراعيها أمام صدرها في حركة دفاعية: أنت مش ملاحظ إن حضرتك بتتدخل ف حاجه أنت مالكش فيها ؟ حتى لو كنت صاحبه فعلا
حاول مصطفى تمالك أعصابه: أنا عايز أعرف مكانه دلوقتي .. لو سمحتي بكل هدوء قوليلي .. مكانه فين؟
ضاقت عيون فريدة: مش غريبة .. بتقول إنه صاحبك ومش عارف مكانه فين وجاي تسألني ؟
صاح بها فاقدا السيطرة على ذاته نتيجة منطقها وتحوله إلى مذنب: يوووه هتفضلي ترغي كدا كتير ؟ .. هو فين يعني ؟!
شردت بعيدا بخيالها: ما أعرفش .. أنا ساعدته بس لما حصلت الحادثة وبعدها هو ....
***
تذكرت عندما جاء في الأمس فيما تسلم سيدة كتاب عن قصص الأطفال حتى تقرأها لابنها قبل النوم، لأنه لا يستطيع النوم إلا بعد سماع إحدى القصص، وهي قد أنهت كل ما في جعبتها .. فصار يجدها مملة وأصابه السأم.
بعدما غادرت هذه السيدة دخل عليها هشام قائلاً:
- مساء الخير .. عامله إيه؟
- أهلا .. أنا اللي المفروض اسأل حضرتك عامل إيه بعد الحادثة اللي حصلت
ضحك هشام: أديني قدامك أهو صاغ سليم .. الحادثة دي بالنسبة ليا تفاهـــات.. أنا حصل فيا أفظع من كدا .. بس تقدري تقولي إني زي القطط بسبع أرواح
بابتسامة بسيطة لم تصل حدود منتصف وجنتيها: طيب الحمدلله
- أنا جيت أشكرك ع اللي عملتيه معايا
- لا شكر على واجب .. وبعدين حضرتك شكرتني ف المستشفى ماكانش في داعي تيجي تاني هنا بنفسك تشكرني، وحضرتك لسه قايل إن الحادثة دي تفاهات بالنسبة لغيرها
- بردو ماكانش ينفع أعديها من غير ما أشكرك
استغربت إصراره: طيب العفو .. بس حضرتك عرفت مكاني منين؟
هشام بمكر: أبدا، جيت مكان الحادثة وبعدين افتكرت إنك قولتيلي إنك بتشتغلي ف مكتبة قريبة منها .. دخلت كل المكتبات اللي هنا لحد ما لاقيتك
قطبت حاجبيها دهشة: صدقني ماكانش في داعي لكل اللفة دي
مال تجاهها بشكل ملحوظ: علشانك أي حاجه يبقالها داعي
تراجعت خطوات معدودة باحراج: طيب .. بعد إذنك بقى لأنه دا معاد مرواحي
أسرع هشام مستغلا الفرصة عن طيب خاطر: طيب تعالي أوصلك
رفضت عرضه: لا شكرا، البيت مش بعيد وأنا بأحب أخدها مشي
استسلم متأكدا من عدم قدرته على إقناعها: طيب زي ما تحبي
خرجا سويا من المكتبة، وقفا أمام الباب بعد أن استدار إليها مودعا: يلا خلي بالك من نفسك .. سلام
هزت رأسها: مع السلامة
***
عادت بعينيها إلى الواقف أمامها ولا يفصل بينهما سوى المنصة التي تبيع من خلفها: دا اللي حصل لكن أنا ما أعرفوش
أومأ مصطفى مصدقا أقوالها، لا يعرف سبب ذلك: أها .. شكلك ما تعرفهوش فعلا
هزت رأسها: أنا قولتلك اللي عندي .. بعد إذنك بقى، أهو الحاج عبدالصمد جه وأنا لازم أمشي .. سلام
شعر بالصدمة إنها فجأة تتركه وتغادر دون أن تنتظر منه أي رد أو السماح لها بالمغادرة، وجد نفسه يلحق بها ويسرع الخطى دون أن يدري سببا لذلك أيضا.
تمتم من خلفها لاهثا: أنا آسف والله يا آنسة، مش آنسة بردو؟
تقبلت أسفه دون أن تعير سؤاله أدنى اهتمام: خلاص ما حصلش حاجه
لاحظ أنها قصدت تجاهل سؤاله فشعر بالغضب لأنه يريد معرفة إذا ما كانت آنسة أم لا، لكن دون أن يعرف سبب ذلك .. كذلك، فقط شعر برغبة في المعرفة ليس أكثر.
قرر مصطفى أن يجعل الحديث بينهما دائرا حتى يصل إلى مبتغاه: ما حصلش حاجه إزاي ؟ دا أنا كنت قليل الأدب معاكي أوي
ألقت عليه نظرة من طرف عينها: كويس إنك عارف
صدم من صراحتها: ما هو إنتي ما تعرفيش هو عمل فيا إيه
هزت كتفيها بلا مبالاة: ومش عايزة أعرف .. ممكن بقى تبطل تمشي ورايا
تجاهل طلبها الأخير ردا على تجاهلها السابق لسؤاله: بس لازم أحكيلك أكيد هتعذوريني .. ممكن أعزمك على حاجه نشربها أو حتى نتغدى وأحكيلك
زمت شفتيها حنقا: لا أنا عذراك من غير ما أسمع حاجه .. ومش باتغدا مع حد
- طيب براحتك .. بس هو سرقني عشان كدا بأدور عليه
وقفت بسبب صدمتها من السبب، فكيف لمدير مزرعة أن يسرق؟ وماذا سرق؟، مظهره لا يدل على أنه لص أو سارق، أنه بحاجه إلى أموال غيره.
فيما استغل مصطفى فرصة وقوفها: سرق من خزنة المزرعة كل الفلوس، دا غير تزويره ف حسابات المزرعة للسرقات اللي كان بياخدها أول بأول
نظرت له مندهشة: وحضرتك كنت فين لما كل دا كان بيحصل ؟
اعتره الحرج: ماكنتش مركز ف المزرعة أوي .. كنت مشغول بحاجات تانية
خجلت من تدخلها في شئ لا يعنيها: ربنا يعوضك وتاخد حقك بإذن الله
ابتسم: إن شاء الله .. أتمنى إنك تكوني عذرتيني دلوقتي
لامته: ما أنا قولت لحضرتك أنا عذراك من قبل ما تقول
غمزها بشقاوة: طب تمام .. يعني صافية لبن؟
ردت مبتسمة من أسلوبه: حليب يا قشطة
هدأ داخله قليلا لمرأى بسمتها بينما اشتعل جزء آخر في أحد أركان قلبه: طيب تسمحيلي أوصلك ؟ أنا عربيتي مش بعيدة من هنا
أشارت بأصبعها إلى أحد الشوارع: لا متشكرة .. أنا خلاص بيتي على أول الشارع اللي جاي مش بعيد .. بعد إذنك
ذهبت تاركة إياه يقف بمفرده في منتصف الطريق ينظر إليها حتى غابت عن عينيه وابتلعتها إحدى البنايات السكنية.
