رواية بين الامس واليوم الفصل السابع والخمسون 57 بقلم الكاتبة انفاس قطر
بين الأمس واليوم/ الجزء السابع والخمسون
+
عبدالله كان ينزل الدرج باستعجال وغترته مازالت في يده..
+
سلم وهو يرى والدته تجلس أمامه لم ينتبه كيف كانت ترتعش من الغضب وهو يتلفت حوله ويسأل باستغراب:
+
يمه وين جوزا؟؟
+
حينها انفجرت والدته بغضب: جوزا طاحت مغوم عليها وشلتها عالية والخدامات للمستشفى الحين..
+
عبدالله لشدة جزعه وهو يركض ناحية الباب لم ينتبه لمن وقفت حين سمعت صوته.. ولم يوقفه سوى أمر والدته الغاضب:
+
عبدالله..
+
استدار عائدا وهو ينتفض بحمية الطاعة "لـبـيـه"
+
بينما أمه تكمل بذات الغضب: تعال شل بلوتك معك..
+
ولا أشوف وجهك أنت وياها..
+
حينها رأى من تقصد بـ (بلوته)!!
+
كانت تقف بكامل ثقتها وأناقتها المقيتة وكأنها ذاهبة للترافع في أحد جلساتها أو لإلقاء أحد ندواتها
+
شعر بسعير من نار يعبر أطرافه ليشعل كل خلية في جسده..
+
شعر أنه يشتم رائحة احتراق خلاياه تتصاعد في الجو..
+
هاهي أمامه وفي بيته.. لم يسأل حتى كيف هي هنا..
+
كان كل مايراه أمامه دم ابنه يسيل على يديها ومن بين أنيابها فعلا..
+
وجهها وكفيها غارقين في دمه البريء...
+
كل ما أراده أن يطبق في عنقها ويزهق روحها.. وذكرى انتفاض جسد خالد الصغير بين يديها تعطل كل تفكير لديه..
+
وكان على وشك فعلها.. لولا أن وجه صغير آخر أطل عليه.. وجه حسن
+
ليقف بينه وبين مايريد أن يفعله..
+
حينها هتف بكراهية محرقة وهو يكاد يبكي قهرا لشدة ماقهر نفسه:
+
أمامي..
+
لم يقترب منها حتى.. لم يرد أن ينجس يديه بها.. أو يتهور فيجد يديه أطبقتا في عنقها فعلا ليقتلها كما قتلت ولده!!
+
ولم يرد أن يتحاور معها أمام والدته التي يعلم أن حالتها الصحية لا تحتمل..
+
خرجت معه بكل ثقة وهو يقودها للمجلس.. ويسألها بكراهية:
+
كيف استطعتِ الوصول لهنا.. وكيف خرجتي من أمريكا اساسا مع الحكم عليكِ؟؟
+
أجابته بثقة: ألم تكن تتابع القضية وتعلم بالحكم؟؟
+
أجابها بمرارة: أعلم أنكِ أجدتِ التمثيل ببراعة وأن المحامين أثبتوا أنك تعانين من اضطراب نفسي..
+
وحكموا عليك بإعادة التأهيل في مصح فدرالي!!
+
وأعلم أن إعادة التاهيل تستغرق سنوات.. فكيف خرجتِ أنت؟؟
+
وحتى لو خرجتِ من المفترض أن تبقي تحت المراقبة وتمنعي من السفر!!
+
أجابته بذات الثقة وهي تدخل المجلس: هؤلاء هم محدودو التفكير من يحتاجون لسنوات..
+
لكن من هي مثلي تشفى في غضون أشهر.. وليس عسيرا علي إسقاط قرار منع السفر..
+
واللحاق بك لهنا.. وأعلم أن عنوانك موجود لدى السفارة الأمريكية..
+
لذا كان الوصول لك من أسهل ما يكون!!
+
وهذا هو المفترض أن تكون المرأة مع زوجها.. وأنت تعلم كم أنا أحبك.. ومستعدة للعيش معك في أي مكان..
+
أجابها باحتقار ممزوج بأقصى درجات البغض والكراهية:
+
أي زوجة وأنا طلقتكِ منذ سنوات قبل حتى عودتي الدوحة المرة الأولى..
+
أجابته بذات الثقة المقيتة وهي تجلس: وأنت تعلم أيضا أنني رفضت توقيع أوراق الطلاق..
+
ثم حين صنعت أنت حيلة وفاتك وأصبحت أنا أرملة.. كان لدي قناعة أنك لم تمت
+
لذا أعدت توثيق الزواج بعد اكتشافي أنك على قيد الحياة..
+
لذا من الأفضل أن نتفاهم.. لأنني أستطيع الآن أن أعود هناك وأنجب أطفالا أنسبهم إليك..
+
أجابها بذات نبرة الاحتقار: أنا طلقتك كما يطلق أي مسلم زوجته وماعادت تربطني بكِ علاقة..
+
أعلم أنكِ مازلتي زوجتي هناك في الأوراق لرسمية..
+
لكن مالا تعلمينه أن محاميّ هناك على وشك استصدار قرار بإبطال الزواج بناءً على قتلكِ لابني ودخولك للمصحة..
+
وبينما أنتي هنا تطاردينني قد يصدر الحكم بين لحظة أخرى..
+
أنا أيضا تعلمت الدرس.. ومدى أهمية المحامي الذكي!!
+
المحامي أخذ مني مبلغا مهولا.. لكنه يستحق!!
+
أجابته وهي تهز كتفيها بثقة وتنظر لأناملها: لنرى من ينتصر.. محاميك أو محاميّ؟؟
+
عبدالله ابتعد عنها وكل مايريده لو استطاع تفجير دماغها بأي شيء يجده أمامه
+
كانت يديه ترتعش بشدة وهو يشعر أنه يكاد يموت من القهر
+
وهو يرى قاتلة ابنه هنا في وسط مجلسه وبين أهله بكل وقاحة ولا يستطيع أن يذيقها بعضا مما أذاقته..
+
قهر نفسه أكثر وأكثر وهو يتصل بوالده وصالح وفهد..
+
ويتصل كذلك بالشرطة وبالسفارة الأمريكية ويطلب منها إرسال ممثل عنها..
+
هذه المرة لن يرتكب خطأ.. ولن يسمح لها أن تغضبه فيرتكب الأخطاء..
+
سيتصرف وفقا للقانون وبدقة.. حتى يتخلص منها وللأبد..
+
لأنه الآن مايشغل باله شيء واحد..
+
يريد أن يتخلص منها ليطير إلى من لازال لا يعلم ما حل بها.. وقلبه يغلي قلقا عليها..
+
لا ينكر صدمته البالغة من رؤيتها هنا حين استعاد رباطة جأشه..
+
لم يتوقع رؤيتها ولا في أشد كوابيسه سوداوية!!
+
ولكن ربما كان هذا ماكتبه الله له.. لكي يغلق هذا الباب بشكل نهائي..
+
ودون أن يخشى أن يبقى كشبح يهدد بإفساد حياته..
+
***************************************
+
قبل ذلك بقليل..
+
"صالح أنت الحين مسوي روحك زعلان من البارحة
+
مع أنه المفروض أنا اللي أزعل عقب مافشلتني في أبو حسن؟؟"
+
صالح باستغراب: مسوي روحي زعلان !!
+
ثم أردف بجدية: إلا زعلان يامدام..
+
أنا سكتت واجد على خبالك.. والظاهر أنش غرش الغلا..
+
نجلا باستنكار: أنا؟؟
+
صالح بغضب: نجلا أنا تراني طفشت وطلعت روحي منش..
+
أنتي بتسنعين وإلا سنعتش.. ملاحقني بالتلفونات من مكان لمكان كني راعي خمل..
+
ولا رجعت البيت طفشتيني بكثر الأسئلة..
+
صرت لا شفت اسمش في التلفون وإلا رجعت البيت أحس هم طابق على نفسي..
+
نجلاء اتسعت عيناها ذهولا وهما تترقرقان بالدموع.. يستحيل أن يكون هذا صالح الذي لم تعتد منه إلا على كلمات الغزل..
+
أ يعقل أن صالح الذي يذوب في الأرض التي تمشي عليها يقول لها هذا الكلام..
+
كانت تريد أن تتكلم ولكن الكلمات وقفت في حنجرتها كأشواك حادة..
+
عدا أن صالحا لم يترك لها الخيار أصلا وهو يرد على اتصال وصله ويهتف في الهاتف بصدمة كاسحة:
+
لا تسوي أي شيء.. ولا تتحرك من مكانك لين أجيك..
+
خمس دقايق بس وأنا عندك..
+
****************************************
+
" كساب يدري إنش رايحة معي للدكتورة؟!!"
+
كاسرة تنظر لفاطمة التي تجلس جوارها في المقعد الخلفي من سيارة كاسرة
+
وفي الأمام الخادمة والسائق وتهتف بهدوء:
+
أكيد يعرف.. يعني بأروح من وراه...
+
فاطمة بتساؤل حذر: ماقال إنه هو بيوديش؟؟
+
كاسرة بتلقائية حازمة: إلا قال.. وكان مصمم هو اللي يوديني..
+
بس عقب الكلام السخيف اللي قاله البارحة.. قلت له ما أبيك توديني
+
وتلاغينا قبل أجي.. وقال لي روحي مع اللي تبين..
+
فاطمة تبتسم: يأختي صحيح رجالس يهوس.. بس عقله متركب شمال..
+
كاسرة بضيق: والله ماحد مخه متركب شمال غيري اللي صابرة عليه..
+
والله العظيم لا هذي أنا ولا طبايعي..
+
بس الله يأخذ غلاه اللي صبرني عليه.. ويريحيني..
+
فاطمة تتسع ابتسامتها: لا تصيرين عاد من مكفرات العشير..
+
كساب يحبش ومدلعش وحاشمش وحاشم هلش عشانش..
+
كاسرة بضيق أعمق: أما عاد يحبني كثري منها!!
+
فاطمة بابتسامة: والله هذا اللي أنا شايفته.. والحب له ترا أشكال كثيرة تظهر في غير الكلام..
+
كاسرة بحزم : سكري ذا الموضوع المالغ.. وصلنا للدكتورة..
+
نزلت الاثنتان.. بقيتا لأكثر من أربعين دقيقة قبل أن تنادي الممرضة باسم كاسرة..
+
نهضت الاثنتان لتصدمان بوجود كساب يقف أمام باب الدكتورة قادما من غرفة انتظار الرجال..
+
فاطمة تراجعت بوجل لغرفة انتظار النساء بينما همست كاسرة باستغراب:
+
كساب وش اللي جابك هنا؟؟
+
كساب بثقة: قلتي لي ماتبيني أوديش.. بس ماقلتي أنش ماتبيني معش..
+
كاسرة كون إنه اختلفنا في رأي مهوب معناته إني أبي أحرمش من شيء حقش..
+
وانا متأكد إن الدكتورة بتقول لش كلام لازم توصلينه لي.. وأنتي بتستحين وماراح توصلينه..
+
فحقش أني أكون معش وأسمع بنفسي.. ترا في النهاية الطفل هذا ماراح تجيبينه بروحش..
+
كاسرة لم تعرف هل تتأثر لوجوده وحرصه أن يكون معها؟؟.. أم تصفعه لوقاحته؟؟
+
لم ترد والممرضة تفتح الباب وتهمس بمهنية: تفضلوا لو سمحتوا..
+
.
+
.
+
يجلسان في السيارة بعد أن عادت كاسرة معه..
+
وكساب يبتسم ويهمس بفخامة مرحة: زين إن فاطمة كانت ذوق ورجعت قبلنا على السيارة وإلا يمكن كان رجعتي معها وخليتيني
+
صمتت كاسرة ولم ترد عليه وهي تشعر بصداع حقيقي ناتج عن إرهاقها فهي بالكاد نامت البارحة لكثرة التفكير..
+
ثم ازداد صداعها وحرجها مع توصيات الدكتورة السخيفة وجدولها الأسخف..
+
وتمنت لو أنها لم تدخل نفسها في كل هذا وكساب يسمع..
+
كساب مد كفه ليحتضن كفها القريبة منه وهو يهتف بتساؤل فخم:
+
كاسرة وش فيش؟؟ ليش زعلانة؟؟
+
هذا أنا سويت كل اللي في خاطرش وأنا ماني بمقتنع..
+
مع أني مستحيل أسوي شيء ماني بمقتنع فيه..
+
حينها شدت يدها بعيدا عنه وهي تهتف بعمق: تدري كساب أنت مثل اللي يبي يكحلها عماها..
+
ثم أردفت بحزم موجوع: يعني تتمنن إنك رحت معي وأنت منت بمقتنع.. مشكور طال عمرك..
+
فيه شيء ثاني عندك تبي تجرحني فيه؟؟
+
حينها كان هو من صمت وهو يعيد تثبيت كفيه على المقود ونظره على الطريق..
+
حينها ورغما عنها هي من شعرت بالألم..
+
لا تعلم كيف يستطيع قلب مشاعرها بهذه الطريقة!!
+
اعتادت عليه حادا دائما في حواراته.. في الفترة الأخيرة حين بات يصمت وهما في خضم حوار حاد.. تشعر بألم عميق..
+
تشعر كما لو أنه مرهق.. لذا يفضل الصمت..
+
تتمنى لو استطاعت أن تحمل عنه بعضا من هذا الإرهاق..
+
ولكن كيف وهو لا يخبرها ماسبب إرهاقه حتى!!
+
تمنت حينها لو مدت يدها لتمسح على عروق كفه البارزة بقوة يديه وهي تحيط بمقود السيارة..
+
ولكنها لم تفعل.. فهي مجروحة منه لأبعد حد.. مجروحة حد السماء..
+
قطع الصمت بينهما وهو يهتف بسكون كأنه يحادث نفسه:
+
أشرايش نروح المزرعة الحين..
+
همست باستغراب: الحين الحين!!
+
أجابها بجدية واثقة: إيه الحين..
+
بأتصل في الصبيان هناك يرتبون المكان ويقولون للطباخ يسوي لنا غدا..
+
بنروح نتغدى هناك ونتعشى ونرجع في الليل بعد العشاء..
+
زمان مارحنا هناك.. والجو أساسا حلو..
+
وإلا عندش مانع؟؟
+
هزت كاسرة كتفيها: لا مانع ولا شيء.. نروح..
+
*******************************************
+
"جوزا بسش بكا.. حرام عليش اللي في بطنش!!"
+
شعاع تهمس لها بذلك ولكنها..مازالت عاجزة عن التوقف عن البكاء
+
رغم أن وجهها تورم لكثرة مابكت.. ورغم محاولات شعاع وعالية لتهدئتها!!
+
كانت تشعر أن هناك مصيبة قادمة.. لكن أن يكون عبدالله متزوجا عليها..
1
لم تخطر لها هذه المصيبة على بال؟؟
+
متى تزوجها؟؟
+
طبعا قبل فترة قصيرة.. مع شعورها أن عبدالله قد مل منها!!
+
"طبعا ولماذا لا يمل مني إن كان قد تزوج هذه؟!!"
+
عالية تهمس بابتسامة فاشلة: حشا الجويزي فاتحة حنفية.. بسش..
+
سمعتي الدكتورة بنفسش تقول مهوب زين تبكين كذا
+
والبيبي توه صغير كذا!!
+
لم ترد.. لا تريد أن تتكلم حتى!!
+
تشعر أن ما بداخلها من ألم لن تعبر عنه كل الكلمات!!
+
ويبدو أن عبدالله سيبقى دائما مصدرا لكل آلام حياتها وأبشعها!!
+
لماذا يفعل بها هكذا وفي هذا الوقت بالذات؟؟
+
كانت على استعداد أن تتنازل عن كل شيء من أجله..
+
فلماذا يخذلها ويجرحها بهذه الطريقة؟!!
+
لماذا يشعرها بالضآلة والامتهان وزوجته تأتي هكذا بكل وقاحة لوسط بيتها؟؟
+
كلما حاولت السكوت خوفا على جنينها..
+
عاد لها تفكير بشع مؤلم جارح.. كيف كانت تنام في حضن عبدالله كل ليلة وجسده مطلخ ببقايا زوجته الأخرى؟؟
+
كيف؟؟ كيف؟؟
+
"المجرم !! الحقير !!"
+
لتزداد دموعها انهمارا وشهقاتها ارتفاعا ووجعا!!
+
*******************************************
+
ينظر لها كيف تشبك يديها بقلق وتزفر بتوتر منذ ركبا الطائرة..
+
تبدو كطفلة قلقة في يومها الدراسي الأول..
+
هتف لها بحنان: جميلة اش فيج متوترة جذيه؟؟
+
همست باختناق: ما أدري خليفة.. مرعوبة.. ومتوترة.. ومشتاقة لأمي.. ما أدري .. ما أدري!!
+
ثم صمتت وهي تخشى ان تقول (ومرعوبة من إحساسي إنك بتخليني!!)
+
منذ ركبت الطائرة وهي تتحاشى أن تنظر له لأنها تخشى أن تنفجر في البكاء..
+
أحاسيسها مشوشة وتفكيرها مرتبك وتشعر بخوف عميق يبتلع روحها في سودوايته..
+
وهو لا يطمئن قلبها على مكانتها عنده..
+
أ حقا كل مايريده هو التخلص منها؟؟
+
وليتها تعلم أن كل مايريده الآن أن يضم كفيها الصغيرين المرتعشين بين كفيه وقريبا من صدره..
+
لكنه يقهر نفسه وهو يقول (هانت كلها ساعات ونصير في الدوحة
+
يمكن الغشاوة اللي على بصرها تروح)
+
**************************************
+
" يا حبيبتي ريحي أعصابش شوي..
+
يعني لو حرقتي نفسش بتوصل أسرع..
+
خلاص لا تحاتين الليلة ممساها في حضنش!! "
+
عفراء تشد كف منصور التي تحتضن كفها وتهمس بإرهاق مختلط بالتوتر والشوق:
+
يا الله يامنصور ماعاد فيني صبر خلاص.. بأموت أبي أشوفها..
+
منصور يخلص كفه من كفها بخفة ليمد ذراعه ويحتضن كتفيها ويهتف بتقصد:
+
ماكان فيه حد بيموت غير منصور ولا حد درا عن هوا داره..
+
لو متت هنا في حجرتي.. ماكان حد درا عني..
+
عفراء بجزع: بسم الله عليك.. ولا تفاول على نفسك..
+
ابتسم بفخامة وهو يشدد احتضانه لكتفيها: زين عادش مصممة تروحين معي المطار..؟؟
+
والله العظيم تعب عليش ياقلبي.. أنا بأروح بروحي وبأجيبها لش..
+
عفراء بإصرار عذب: تكفى يامنصور.. مايصير توصل وماتلاقيني في وجهها..
+
وبعدين أنا لو قعدت انتظرك لين تجيبها الله أعلم وش ممكن يجيني!!
+
*********************************
+
" يمه أشرايش أنا وأنتي نروح الصالون؟؟"
+
مزنة تلتفت لسميرة وتبتسم لها بأمومة: تبين أروح معش رحت؟؟
+
سميرة بمرح: لا يمه ما أبي بودي جارد.. أبي أروح أنا وأنتي نسوي بديكير ومنيكير..
+
مزنة بعفوية: مافيه مناسبة.. وأنا ماأسوي إلا لو فيه مناسبة..
+
آخر مرة سويت قبل عرسش..
+
قبل.. قبل...
+
ثم بترت عبارتها حتى لا تكملها..
+
لتقفز سميرة وتتناول كف مزنة لتقبله وهي تهمس بمرح عذب:
+
طالبتش بلاها قلبة المود ذي.. تدرين قلبي الرهيف مايستحمل..
+
وإلا تبيني على قولت خالي هريدي.. جات الحزينة تفرح مالئتش ليها مترح..
+
مزنة ربتت على رأس سميرة وهي تبتسم بحزن: بسم الله عليش من الحزن..
+
ذا الوجه الحلو ما انخلق إلا يبتسم..
+
سميرة برجاء: زين خلاص امشي معي نسوي بديكير ومنيكير.. مع أنش منتي بمحتاجة
+
بس عاوزة أشوف رجليكي الحلوة لما تبئى بمبي بعد البديكير
+
حينها غمزت لها مزنة بخبث لطيف: إذا البديكير والمنيكير حق وليدي ماعليه نروح..
+
سميرة تضحك: لا لا.. أنتي ماتعلمتني في قانون المصارعة إن الضرب تحت الحزام ممنوع..
+
وبعدين أنتي بنية عزابية وش تبين بسوالف المتزوجات..
+
كانتا في حوارهما حين دخل تميم.. وكالعادة انطفئت ابتسامة سميرة بشكل عفوي..
+
ولكنه لم ينتبه.. لأنه بالكاد لوح بيده مسلما وهو صاعد للأعلى بسرعة..
+
مزنة ربتت على فخذ سميرة وهمست بحزم أمومي: قومي يأمش شوفي رجالش وش فيه؟؟
+
سميرة هزت رأسها وصعدت خلفه.. أ ليست هذه مهمتها كزوجة؟؟
+
حين دخلت كان يبحث بين أوراقه بعصبية.. طبعت له على الحاسوب:
+
تميم تدور شيء؟؟ قل لي وأنا بأعطيك إياه؟؟
+
وحملت الحاسوب ووضعته أمامه..
+
لكنه لم ينظر له حتى وهو يزيحه جانبا ويستمر بالبحث..
+
أعادت وضع الجهاز أمامه.. وأعاد إزاحته دون النظر له..
+
حينها حملت الجهاز وأعادته مكانه.. وجلست وهي تنظر له..
+
لأول مرة بعد ليلة زواجهما تراه ثائرا هكذا..
+
رأته حزينا متضايقا.. لكن ثائرا لا..
+
يقتلها فضولها الطبيعي أن تعرف عن ماذا يبحث وهو بهذه العصبية
+
ولكنها يستحيل أن تشير له لذا بقيت صامتة..
+
وهو يبعثر كل الأوراق ويظهر على وجهه علائم التأفف والضيق..
+
ثم يغادر وهي مازالت لا تعلم لماذا حضر؟؟ ولماذا غادر؟؟
+
وفضولها يزداد حول ماكان يبحث عنه.. لأنها تعرف تماما مكان كل شيء!!
+
ولا تنكر أنها تعبث في أوراقه في غيابه.. لذا هي تعلم كل تفاصيل عمله أيضا..
+
فعن ماذا كان يبحث؟؟ عن ماذا؟؟
+
**********************************
+
" عبدالله وش فيك تأخرت كذا؟؟
+
المسكينة من صبح ماسكتت والحين صرنا عقب العصر
+
والبكا خطر عليها..
+
الدكتورة عطتها مهدئ وعطتها إبرة مثبتة.. بس تقول لازم تهدونها"
+
همس بضيق موجوع وهو يقف مع عالية في الخارج: صدق هي حامل؟؟
+
عالية بجدية: ليه هذي مواضيع فيها مزح؟؟
+
عبدالله بضيق أشد: وذا الكلبة يعني مالقت تنط لي إلا اليوم؟؟
+
عالية بتساؤل: صحيح عبدالله إنك متزوجها من أيام سفرتك الأولى لأمريكا..
+
اتصلت أسأل صالح بس ماعطاني تفاصيل..
+
عبدالله بذات الضيق:صحيح وطلقتها قبل ما أتزوج جوزا المرة الأولى حتى
+
بس ذا المصيبة بتقعد نقطة سوداء ي حياتي ماني بمتخلص منها..
+
عايو بتساؤل: وش سويت الحين معها؟؟
+
عبدالله بإرهاق: قدمت ضدها بلاغ في الشرطة.. واضطرت توقع تعهد بعدم الاقتراب مني بعد ماضغطوا عليها في السفارة..
+
بس السالفة عادها تبي لها شوي لين أخلص منها مرة وحدة...
+
عالية بهمس تحذيري: ترا اللي ذابح جوزا إنها تحسبك توك متزوجها عليها..
+
عبدالله باستغراب مصدوم: من جدش؟؟ وأنتي قلتي لها شيء؟؟
+
عالية هزت كتفيها: لا طبعا.. موضوع مثل هذا بينك وبينها بس..
+
أنا بأدخل أخذ شعاع وبنروح مصلى الحريم لين تخلصون كلام
+
لأنه شكلكم بينكم كلام واجد..
+
وعقب أنا بأرجع معك البيت.. بأروح أشوف ولدك ..أكيد جنن أمي الحين!!
+
عالية خرجت مع شعاع وعبدالله دخل..
+
حين دخل توقع أنها ستصرخ به.. ستطرده..
+
ولكنها لم تتحرك من مكانها حتى وهي تتمدد بشكل جانبي.. ودموعها تسيل بغزارة..
+
شعر أن قلبه يتمزق وهو يرى انهيارها الواضح..
+
شد له مقعدا وجلس جوارها
+
مد يده ليزيل خصل شعرها التي التصقت بوجهها المبلل
+
ولكنها أبعدت وجهها عن مدى يده.. همس لها بخفوت بنبرة تذوب حنانا:
+
جوزا ياقلببي مافيه حد خالي من العيوب..
+
وذا المره اللي شفتيها اليوم يمكن تكون ذنبي الوحيد في الدنيا
+
اللي لين اليوم وربي يعذبني به..
+
بس صدقيني ياقلبي إن أي علاقة تربطني بها انتهت من قبل ما أعرفش حتى..
+
من قبل مانتزوج زواجنا الأول حتى..
+
قاطعته بنبرة ميتة : عبدالله اطلع برا.. ما أبي أشوفك.. طلقني!!
+
عبدالله بصدمة: أطلقش؟؟.. كذا؟؟.. واحنا بيننا طفل.. والثاني جاي في الطريق..؟؟
+
وحتى من غير أطفال.. جوزا أنا أحبش ومستحيل أبعد عنش..
+
أنا مهوب بس أحبش.. أنا أذوب حتى في النفس اللي تنفسينه..
1
والله العظيم ماعاد يربطني فيها شيء.. طلقتها من خمس سنين..
+
لم تكن حتى تسمع.. موجوعة حتى أقصى روحها.. مشتتة.. ومضطربة..
+
ازداد انهمار دموعها وهي تهمس بذات النبرة الميتة: ما أبي أسمع شيء.. أبيك تطلقني وبس..
+
حينها ابتعد عبدالله بكرسيه قليلا وهو يكتف ذراعيه أمامه ويهتف بحزم:
+
جاتش من الله.. أول يوم عقب زواجنا ذا المرة.. قلتي لي ماينجبر قلب على قلب..
+
وهذا الظاهر اللي صار.. أنتي أساسا منتي بمتقبلتني.. وظهور راشيل في الصورة ماكان راح يغير شيء..
+
بالعكس المرة الحريصة على رجالها بتلقى هذا سبب تتمسك فيه.. المرة اللي تبي رجالها مستحيل تخليه لوحدة ثانية..
+
وخصوصا لو كانت عارفة وش كثر يحبها مثل مانتي عارفة أنا وش كثر أحبش
+
لكن أنتي ماصدقتي.. خليتيني الجاني وأنا الضحية..
+
راشيل هذي ذبحت ولدي قدام عيني.. خالد الله يرحمه كان أكبر من حسن..
+
عشان ماتقولين بعد أني كذبت عليش يوم قلت أني ماعرفت مره عقبش..
+
وقف وهو يهتف بحزم أشد: تبين الطلاق حاضر..
+
بس انتظري شوي.. ليش تبين تطولين عدتش.. لا صرتي في شهورش الأخيرة طلقتش..
+
وعلى فكرة أنا ماني بخايف من تهديد أبيش.. بس حرام تحرقين قلبه أكثر ماهو محروق
+
إذا رحتي لبيت هلش قولي أنش توحمين ومقروفة مني..
+
وعلى العموم ماكذبتي.. أنتي من أول يوم لين اليوم وأنتي مقروفة مني!!
+
أنهى عبارته وخرج.. وهو يشعر كما لو كان نحر روحه قبل أن يخرج..
+
كما لو كان طعن قلبه ألف طعنة وتركه ممزقا أشلاء خلفه..
+
تعب.. تعب.. تعب من احتقارها لمشاعره..
+
تعب من سكب مشاعره هدرا..
+
سيبقى يحبها لاشك في هذا.. ولكن قد يكون من الأفضل أن ينجو بنفسه التي باتت تذوي من أجلها وهي لا تهتم..
+
حتى بعد أن علمت بكل شيء لا تريد مسامحته.. لم يبق شيء يستحق التأسي عليه..
+
حتى متى سيبقى راضيا بالفتات منها..؟؟
+
حتى متى سيبقى راضيا بما تتصدق به عليه من قربها..؟؟
+
يشعر أنها امتهنت روحه حتى أقصى درجات الامتهان..
+
وحتى حينما احتاجها في أسوأ ظروفه.. شحت عليه بأدنى مساندة وهي تقرر الهرب منه كأنه وباء معدٍ..
+
تعب.. تعب بالفعل.. وماعاد يحتمل المزيد..
+
تعب من كل شيء... وهـــي قبل أي شيء..
+
خـــرج
+
لتنهار هي خلفه في حالة هستيرية أخرى من البكاء.. لتجدها شعاع أغمي عليها مرة أخرى حين عادت لها..
+
*****************************************
+
" مع إنه احنا صرنا شهر 3 بس والله الجو هنا بارد
+
زين أني خليت لي هنا شوية شالات وملابس"
+
كانت كاسرة تهمس بذلك وهي تشد الشال على كتفيها
+
بعد أن وضعت صينية الشاي جانبا على الطاولة في الشرفة الأرضية المفتوحة على المزرعة من الخلف
+
وهي تنظر لكساب الذي يقوم بتمرينات الضغط المعتادة..
+
ابتسمت وهي تردف: احنا التمارين ورانا ورانا في كل مكان..
+
هتف لها وهو منهمك في التمارين: نص دقيقة وخلص..
+
جلست وهي تراقبه كعادتها كلما رأته يتمرن..
+
لا تستطيع أن تنكر أبدا أن هذا التكوين الجسدي الاستثنائي وهذه القوة المفرطة المتبدية تستجلب الإعجاب الطبيعي رغما عنها..
+
ولكن غرورها الطبيعي بنفسها أيضا حاضر دائما : إن كان لديه ما يأسر الإعجاب فانا لدي ماهو يأسر أكثر من الإعجاب من بكثير..
+
ولكنها تعود لتزفر بشيء أعمق من الحزن.. فهي لا تريد إعجابه.. فهي تعبت من نظرات الإعجاب..
+
تريد منه شيئا أعمق وأثمن..
+
فأجأها بوقوفه أمامه وهو يهتف بشبح ابتسامة وهو يلمس طرف خدها:
+
أنتي ماتملين من كثر ماتبحلقين فيني!!
+
أجابته باستنكار باسم: وليش أبلحق؟؟ من حلاتك يعني؟؟
+
ابتسم بخبث وهو يجلس ويجفف وجهه بالمنشفة:
+
ما أدري اسألي روحش وخصوصا لا ولعتي واحنا في مكان عام..
+
وعشان كذا صرتي كل ماقلت لش خلينا نطلع مكان.. تتهربين..
+
" الخبيث.. كنت أظنه لا يلاحظ..
+
كنت أكره أن ابدو بمظهر الغيورة أمامه
+
لذا أصبحت أتحاشى الخروج معه
+
حتى لا أضطر لتمثيل البرود وأنا أحترق..
+
فعلى مثل جداتنا (عين ماتشوف ماتحزن)
+
فقلت مادمت لن أرى عيون النساء تطارده.. فعلى الأقل لن تحترق أعصابي علانية"
+
أجابته كاسرة بثقة غامرة: مشكلتك واثق بنفسك على غير سنع..
+
وقلتها لك قبل إذا أنت تستانس لا حسستني بالغيرة عليك..
+
أنا بعد بأستانس لا خليتك تحس بنفس الشيء..
+
حينها فوجئت به يمد يده عبر الطاولة وهو يشد معصمها بقوة ويهتف بقسوة:
+
وأنا بعد قلتها لش قبل.. لو سويتيها ذبحتش..
+
حتى لو كنت عارف إنش سويتي ذا الشيء لمجرد أنش تغيظيني..
+
إذا أنتي غرورش وكبريائش مايسمح لش تعترفين أنش تغارين علي..
+
فانا اعترف أني واحد غيور لأبعد حد..
+
لو حد بس شاف طرف شعرش ذبحتش وذبحته..
+
كاسرة كانت في البداية مذهولة من هجومه غير المتوقع.. ولكن ذهولها تبدد لجزع
+
وهي ترى ذراعه العارية ملتصقة بالأبريق الساخن الذي أنزلته عن الغاز للتو
+
و الذي يقبع على الطاولة الصغيرة بينهما..
+
حينها انتفضت وهي تسحب الأبريق بيدها الأخرى ودون أن تتناول القماش الحامي.. لتلسع هي أناملها..
1
انتفض هو أيضا واقفا بجزع.. وهو يشد اناملها وينفخ عليها..
+
بينما كانت هي تمسك بذراعه وتنظر لاحمرارها وهي تهمس بغيظ:
+
خلني أروح أجيب لك كريم حروق من الصيدلية..
+
أنت أعمى ماتشوف الأبريق لصقت يدك فيه..
+
أجابها بغضب: والله مافيه حد أعمى وغبي غيرش..
+
عني احترقت بالطقاق.. تحرقين يدش..؟؟
+
كاسرة بغضب: وأنت مالك شغل في يدي .. فكني.. خلني أروح أجيب لك مرهم الحرايق..
+
كساب شدها للداخل وهو يهتف بحزم غاضب: إلا أنتي إلا تعالي أحط لش المرهم..
7
كساب شدها خلفه حتى وصلا الصيدلية الموضوعة في المطبخ الداخلي..
1
همست كاسرة بحزم: حط لنفسك أول.. أنا لسعة بسيطة..
+
بس أنت لصقت يدك في الأبريق..
+
كساب لم يرد عليها وهو يمد الكريم على أناملها المحمرة أولا..
+
ثم يناولها الكريم وهو يهتف بحزم: يالله حطي لي أنتي.. عشانش وإلا ترا حرقي مايستاهل..
+
كساب أخذت الكريم منه وهي تمد بعضا منه على ذراعه وتهتف بغيظ فعلي:
1
يعني حرقك اللي مايستاهل.. وحرقي يستاهل؟؟
+
تدري أنك أحيانا تخلي الواحد يكرهك من من قلب!!
+
حينها أمسك بمعصمها وهو يمنعها من اتمام مهمتها ويهتف بعمق وهو ينظر لعينيها:
+
وأنتي صدق تكرهينني الحين من قلب؟!!
+
لم تجبه وهي تضع الكريم على الرف القريب منها..
+
وتستعد للمغادرة ولكنها تقف عند باب المطبخ وتهتف بشجن:
+
يمكن القلب فيه أشياء واجد.. بس أكيد الكراهية مهيب من ضمنها!!
+
*********************************
+
" سميرة أصب لش شاهي بعد؟؟
+
وإلا تدرين عندي فطاير مجهزتها لو جاني حد.. بأروح أحطها في الفرن"
+
سميرة تشد نجلا وتجلسها وتهمس بنبرة مقصودة: اقعدي ماني بجاية أتقهوى
+
وأعرف أنش مرة سنعة وضيفش مهوب في الخلا..
+
بس يوم كلمتش ماعجبني صوتش عشان كذا نطيت عندش..
+
وش السالفة يأم خويلد؟؟
+
نجلاء بضيق: مافيه شيء!!
+
سميرة بمودة وهي تستحثتها: نجول ..علي أنا؟؟
+
نجلاء باستسلام موجوع : شوي مشاكل بيني وبين صالح..
+
حينها هتفت سميرة بغضب: رجعنا على طير ياللي.. لا يكون صالح رجع لطولة لسانه اللي قبل..
+
نجلاء باستنكار حزين: لا والله.. حاشاه.. بس.. بس..
+
سميرة بقلق: نجلا وش فيش؟؟
+
نجلاء بذات الضيق المتزايد: صالح ماعاد مثل أول.. أحس فيه شيء مغيره علي..
+
خايفة يكون في باله موال..
+
وأعترف أني صرت أضيق عليه بغيرتي.. بس والله العظيم حاسته هو متغير..
+
سميرة بجدية: نجلا.. لا تبهتين الرجال وأنتي كل كلامش حاسة وحاسة..
+
ألف مرة قلت لش.. عمري ماشفت رجال يحب مرته مثل ماصالح يحبش..
+
حرام عليش تضايقينه..
+
نجلاء بحزن: غصبا عني سميرة.. من غلاه والله العظيم..
+
وأنا ماتعودت منه إلا على الحنية والكلام الحلو.. عشان كذا قسوته غريبة علي..
+
سميرة هزت كتفيها وهي تنظر لنجلا بشكل مباشر:
+
تدرين نجلا وش مشكلتش أنتي وصالح؟؟
+
إنه صالح طول ذا السنين كان يحبش أكثر مما تحبينه..
+
وأنتي تعودتي تاخذين أكثر ماتعطين...
+
نجلاء قاطعتها باستنكار: حرام عليش سمور وهذا اللي طلع معش!!
+
سميرة نهرتها بابتسامة: يمة منش خلني أكمل كلامي..
+
الحين بعد ما استقر فيكم الحال.. وصالح ماعاد ضايقش بشيء..
+
صار دورش تعبرين لصالح عن غلاه اللي أنتي تقولين إنه حدش تسوين ذا كله!!
+
المشكلة شكلش ماتعرفين تعبرين إلا بالنكد..
+
كل مرة تحب رجالها أكيد تغار عليه.. هذا تحصيل حاصل.. بس طبعا ما تخنقه بغيرتها..
+
لكن تعبر عن حبها بطرق كثيرة.. ومشكلتش مالقيتي إلا أسوأ طريقة
+
وعشان تبررين لنفسش تصرفاتش الخايبة.. اقنعتي نفسش إن صالح متغير معش..
+
نجلاء بضيق: أنتي أصلا مخش مفوت.. ومافيه حد يقول ذا الفلسفة إلا وحدة خبلة مثلش..
+
سميرة تضحك: والله مافيه حد خبل غير وحدة لها عشر سنين متزوجة واللي تعطيها النصايح مالها نص سنة..
+
حينها قرصتها نجلاء وهي تحاول أن تجاريها في المرح:
+
روحي بس لمحل تميم..
+
وشوفي الغزلان اللي جايين للمحل أفواج وأفواج..
+
ولا رجع أخر الليل ماشاف إلا وجهش المغبر اللي من بياضش كنه وجه مومياء طالعة من قبرها..
+
سميرة تبتسم بمرح: يا أختي أنا وحدة أؤمن بأحقية الناس في شوفة الجمال..
+
يا أختي رجّالي حلو.. خل البنات يمتعون عيونهم.. قالوا لش خبلة مثلهم..
+
لهم شوف وحر جوف.. وهو آخرته لي.. وأنا عاجبته وتارسة عينه مغبرة وإلا مومياء!!
+
سميرة رغم علاقتها المتينة بنجلاء.. إلا أن نجلاء لا تعرف أبدا حقيقة علاقتها بتميم..
+
بل هي أقنعت الجميع أنها تعيش معه حياة سعيدة وخصوصا بعد تعلمها لغة الإشارة..
+
كرهت أن تترك لأي حد المجال أن يقول لها العبارة المقيتة (قلنا لش!! حذرناش!! بس أنتي ماطعتي!!)
+
وهي في حوارها مع نجلاء وصلها رسالة من تميم.. بالعادة الرسائل بينهما في غاية الرسمية..
+
توقعت أنه يقول أنه سيتأخر أو ماشابه..لذا تفاجأت بالرسالة:
+
" بعد ساعة بأجي لش في بيت أختش..
+
عازمش على العشا"
+
توترت نوعا ما.. فهي نادرا ماتخرج معه لمكان عام..
+
عدا مشوار المدرسة ووضحى معهما..
+
لم تعلم كيف ستتفاهم معه... بورقة وقلم؟؟
+
وكيف سيطلب هو العشاء في المطعم؟؟ أم ستضطر هي أن تطلب؟؟
+
بدا الأمر لها محرجا وغير مريحا.. وقررت أنه حين يحضر لأخذها سترفض الذهاب معه..
+
لا تعلم مابه اليوم.. أولا أثار فضولها ببحثه عن شيء مازالت لا تعلم ماهو..
+
ثم هذه الدعوة غير المتوقعة!!
+
*************************************
+
" يا الله يمه.. وأخيرا ماني بمصدقة"
+
عفراء تحتضن جميلة ودموع الاثنتين تنهمر بغزارة والاثنتان تجلسان في المقعد الخلفي لسيارة منصور المتوقفة في مواقف المطار..
+
لأن عفراء لم تستطع النزول أساسا..
+
عفرا تهمس باختناق عميق: شيلي نقابش شوي.. خلني أشوف وجهش ياقلبي..
+
السيارة مغيمة.. وانا مافيني صبر لين البيت..
+
جميلة رفعت نقابها بخفة.. لتنفجر عفرا في البكاء بتأثر عميق وهي ترى كيف استعادت جميلة كامل عافيتها..
+
وهي تمتع نظرها المشتاق لكل تفاصيل صغيرتها التي استعادت كل رونقها وحياتها الطبيعية معها..
+
عاودت احتضانها بقوة بشكل جانبي وجميلة تهمس باختناق باسم:
+
أخينا العزيز خذ المكان كله ماخلا لي من حضنش شيء..
+
عفراء بحنان عميق: وش أسوي ماجيتي إلا كرشتي على أخرها..
+
بروحي ماعاد أقدر أتنفس من الثقل..
+
جميلة تتناول كفي والدتها وتقبلهما وهي تغرقها بدموعها:
+
المهم أني جيت قبل تولدين شان أكون معش.
+
وهما غارقتان في طوفان مشاعرهما وتأثرهما
+
أطل عليهما منصور الذي كان قد توجه مع خليفة ليسلم على والده وشقيقيه الذين حضروا لاستقباله..
+
هتف بابتسامة حانية: ها يا جميلة يا أبيش..
+
خليفة يقول ماخلصتي سلامات على أمش..
+
حينها رفعت جميلة رأسها من حضن أمها وهي تهمس باختناق موجوع: وينه خليفة؟؟
+
منصور بنبرة أبوية باتت تليق به تماما: جاي وراي..
+
أنهى عبارته وتوجه لمكان السائق ليركب....
+
حينها أطل عليهم خليفة بالفعل ليفتح الباب من ناحية عفراء ليقبل رأسها وهو يهتف بابتسامة ودودة:
+
قرت عينج بشوفت جميلة.. وقرت عينها بشوفتج.. كانت بتموت وتشوفج بس..
+
لم يكن يعلم بالشهقات المكتومة غير الطبيعية التي بدأت تصدر ممن تجلس جوار عفراء..
+
وهي تشد الشيلة لتضعها على فتحات عينيها منذ سمعت صوته وكأنها المرة الأخيرة التي ستسمعه فيها..
+
حين انتهى خليفة من السلامات المعتادة مع عفراء هتف بنبرة حانية:
+
يا الله جميلة.. هذا أنتي سلمتي على أمج..
+
امشي معاي.. خالاتي ومرت جاسم ناطرينج في البيت..
+
تعشي عندهم بس.. وعقب بأردج لأمج تنامين عندها..
+
صُعق بل تمزق بل تناثر أشلاء بالرد المختنق: لا..
+
سأل بذات احساسه بالصدمة المريعة: أشلون لا؟؟
+
ماتبين تروحين معاي الحين..؟؟
+
خلاص روحي مع أمج وبيي عقب ساعة وأخذج..
+
ذات الصوت الذي يتزايد اختناقا: لا..
+
بدأ صوته برتجف بغضب وبكثير من الخوف..
+
أحقا هذه الجريمة التي سترتكبها في حقه؟؟.. أستتركه؟؟ أم هذه محض هواجس؟؟ :
+
جميلة أشلون لا..
+
انزلي قدامي.. لا تصرفين مثل اليهال.. كلها ساعة زمن وأردج لأمج..
+
عفراء شدت على يد جميلة بتحذير غاضب وهي تهتف بحزم:
+
خليفة يأمك.. أنا بعد بأروح معك الحين..
+
نسلم على خالاتك ومرت أخيك ونتعشى عندهم بعد....
+
جميلة قاطعتها بصوتها المرتعش اختناقا: لا يمه لا..
+
لم يعلم خليفة أي جنون يخطر ببال هذه الصغيرة..
+
وهي تظن أنها برفضها.. تترك له مجال الاختيار دون ضغط..
+
ستذهب مع أمها وهي تحله من أي مسؤولية تجاهها..
+
وإن كان يريدها بعد ذلك سيكون قد اختارها باختياره هو ودون أي ضغط..
+
همست بصوت ماعاد ظاهرا لشدة اختناقها بالعبرات:
+
لا خليفة ما أبي أروح معك.. أبي أقعد عند أمي..
+
حينها شعر أنه عاجز عن التنفس فعلا..
+
أ يعقل كل هذه القسوة والجحود والنكران والوحشية؟؟ هتف بغضب موجوع:
+
تقعدين عند أمج كم يوم يعني؟؟
+
جميلة عجزت عن أن تقول ماخططت لقوله..
+
ولكنها ختاما قالته وهي تشعر كما لو أن الأحرف تمزق لسانها:
+
أبي أقعد عندها على طول..
+
تظن أنه يجاملها وهو يطلب منها الذهاب معه..
+
و لكن لو علم أنها لن تعود له مطلقا...
+
سيصفو تفكيره بعيدا عن علاقتهما كمريضة ومرافقها.. حينها سيعود لها بشكل جديد كما تتمنى..
+
منصور هتف بحزم بالغ: جميلة عيب عليش.. روحي مع رجالش.. أو أنا بروحي بأوديش..
+
همست بألم روحها الممزقة: تكفى عمي لا.. لا ..
+
عفراء بغضب حقيقي: روحي يا بنت مع رجالش وإلا والله لأزعل عليش.. وتشوفين مني شيء عمرش ماشفتيه..
+
قاطع خليفة محاولات عفرء ومنصور لاقناعها وهو يشعر كما لو أن روحه تنزف بكل غزارة..
+
مهما كان توقعه لجحودها لم يتخيل أنه سيصل لهذه المرحلة!!
+
وهي تبعثر كرامته أمام أهلها.. وحتى أمام أهله الذين ينتظرون غير بعيدين
+
وهم يحضرون على سيارتين حتى يعود هو بزوجته على إحداها..
+
لن يسمح لمشاعره أن تمتهن كرامته.. لن يسمح لحبها أن يذله ويحتقره هكذا!!
+
بأي صورة يعود لوالده وهو يخبره أن زوجته لن تعود معه..
+
قاطعهم بحزم أخفى خلفه ألم روحه الذي لا حدود له:
+
بس لا تحايلونها على واحد ماتبيه.. خلاص مهمته انتهت في نظرها.. ولازم ترميه مثل الزبالة..
+
كاهي بنتكم رجعت لكم.. وسلمتها لكم بكل صحتها..
+
ومهمتي انتهت خلاص.. واحتسبت أجري عند رب العالمين..
+
وبنتكم ورقتها بتوصلها باجر..
+
ثم أردف وهو يبصق روحه:
+
جميلة أنتي طالق..
18
****************************************
+
" غريبة أنش قاعدة هنا..
+
منتي برايحة لخالتي وبنتها!!"
+
مزون تنظر لعلي العائد من صلاة المغرب وهي تمسح تأثرها وتحاول ألا تبكي
+
لأنها تعلم أنها ستبكي كثيرا حين تذهب لجميلة
+
التي أخبرتها خالتها للتو حين اتصلت مزون بها أن جميلة منهارة تماما
+
وفي حالة بكاء هستيرية بعد تطليق خليفة لها وأنهم في طريق العودة للبيت..
+
هتفت مزون بتأثر: بأروح.. بس بعد شوي.. عادهم في الطريق..
+
علي بابتسامة وهو يجلس جوارها: زين ليش محزنة كذا؟؟ المفروض أنش مبسوطة..
+
مزون بشكل مباشر لشدة إحساسها بالألم: رجّال جميلة طلقها وهم عادهم في المطار... تخيل.. تخيل..
+
وخالتي زعلانة منها وتقول إنها اللي حدته يسوي كذا..
+
علي بصدمة: من جدش؟!!
+
مزون بألم: يعني بافاول على بنت خالتي بالطلاق!!
+
حينها صمت علي لثوان ثم أردف بحزم القرارات الحازمة: أبي درا وإلا عاده..
1
مزون هزت كتفيها: أكيد مابعد درا.. السالفة توها صارت وأبي مابعد رجع من المسجد..
+
حينها أردف علي بحزم شديد: اسمعيني عدل..
+
الحين الحين رشحي لي وحدة أقول لأبي يخطبها لي أول مايرجع من المسجد..
+
مزون بصدمة: من جدك..بذا السرعة ؟؟
+
علي بذات النبرة الحازمة: إيه من جدي.... أنتي ألف مرة قايلة لي عندي لك عروس.. يعني أكيد فكرتي بحد معين
+
وماراح أكذب عليش يامزون.. وطبعا سر بيني وبينش..
+
أنا خايف من شيئين..
+
إنه لو أنا خطبت بعد مايشيع خبر طلاق جميلة يقولون إني خطبت عشانها تطلقت..
+
الشيء الثاني واللي أنا خايف منه أكثر إنه لو ماخطبت ورجّالها مارجعها.. يحنون علي أبي وعمي أني أتزوجها...
+
وأنا أساسا كنت خلاص بأقول لأبي يخطب لي.. فخليني أخلص السالفة مبدئيا وأنا مابعد عرفت بطلاقها..
+
مزون حينها ابتسمت: بس أنت عرفت!!
+
ضرب خدها بخفة حانية وهو يبتسم: لا ماعرفت.. وخلصيني عطيني اسم زوجتي المستقبلية؟؟
+
مزون حينها أصيبت بحالة من الحماس العفوي:
+
في بالي أكثر من وحدة ومن زمان.. بس أنت عطني المواصفات اللي تبيها..
+
علي بجدية: أهم شيء تكون وحدة رايقة وهاديه مالي خلق على وحدة قوية ولا لسانها طويل..
+
الجمال مايهمني بس في نفس الوقت أبيها تكون ستايل وذربة
+
لأنه لازم إنها بتنعزم مع زوجات دبلوماسيين فلازم إنها تشرفني..
+
والشيء الثالث والمهم بعد تكون بنت ناس فيهم خير.. يعني نسب يشرف!!
+
تعرفين إن منصبي حساس وكل شيء يؤثر علي !!
+
مزون حينها اتسعت ابتسامتها وهي تهتف بنبرة مقصودة:
+
خلاص... لــقـيـتـهـا لك !!
10
#أنفاس_قطر#
+
