رواية بين الامس واليوم الفصل الثامن والعشرين 28 بقلم انفاس قطر
+
+
بين الأمس واليوم/ الجزء الثامن العشرون
+
اقترب موعد السفر كثيرا
+
باتت تعلق هذا السفر كثيرا من الآمال
+
فهي ماعادت تعرف كيف تفتح بابا للحوار مع صالح
+
وخصوصا بعد ما حدث البارحة.. وهو يضعها أمام المدفع ويحملها المسئولية كاملة..
+
بينما هي يستحيل أن تعتذر له أو تبادر بإرضاءه بينما هو من أخطأ بحقها
2
ولكن بدلا من يرضيها كما توقعت هاهو يزداد تباعدا وبرودا
+
كبرياءها أرجع سبب ذلك إنه يغيب طوال اليوم عنها.. يهرب منها ومن تأثيرها عليه
3
لكن في السفر سيلتصقان معا طوال اليوم.. لن يستطيع الانفكاك عنها
+
حينها ستعرف كيف تؤدب هذا الصالح الذي (عيرني بعيارته.. وركبني حمارته)
1
فبدلا من أن يسعى لرضاها.. يريدها أن تسعى لرضاه
1
كيف جعل الموزاين تنقلب هكذا؟؟
+
كيف استطاع أن يُشعرها بالذنب.. الشعور الذي تنكره على ذاتها!!
+
كيف استطاع قلب الطاولة عليها وإظهارها بمظهر المذنبة بينما لا مذنب سواه!!
+
يا له من خبيث لئيم؟!!
+
وهي غارقة في أفكارها دخلت عليها عالية.. كانت صامتة على غير العادة
+
جلست جوارها وهي غارقة في الصمت
+
نجلاء مدت يدها ووضعتها على جبين عالية وهي تهمس بنبرة مصطنعة: بسم الله عليش مسخنة يأمش.. وش فيش نازل عليش سهم ربي
+
عالية بسكون: جايني معرس..
+
نجلاء تبتسم: بس لا يكون مثل المعرس اللي جبته لش أنا وسمور
+
عالية بهدوء عميق: والله العظيم من جدي.. شعاع كلمتني عن اخيها عبدالرحمن..
+
حينها أشرق وجه نجلاء بسعادة: ماشاء الله عالية.. عبدالرحمن مخبر ومنظر.. أنا شايفته بنفسي في التلفزيون قبل فترة
+
شنو شخصية .. شنو رزة.. شنو كلام.. يجنن.. يجنن..
+
حتى سميرة ماتت على شكله.. تقول ما كنت أدري إن عبدالرحمن اخ شعاع هو نفسه ذا
+
ثم أردفت نجلاء ضاحكة: بس تبتوب شوية..
1
عالية بضيق: نجلاء واللي يرحم والديش.. مالي مزاج مزح الحين
+
نجلاء برقة: زين وليه تتضايقين.. تبينه قولي وعطي البنت القرين لايت تخلي الرياجيل يكلمون الرياجيل
+
ما تبينه قولي لها بعد .. العرس قسمة ونصيب..
+
عالية بتوتر: تدرين نجول.. أنا ماعادني ببنوتة صغيرة.. عمري 24 سنة.. ويمكن الخطاطيب اللي جاوني قبل مهوب واجدين
1
على أساس أني صار لي ست سنين برا الدوحة.. ومن اللي يبي يربط نفسه بوحدة مطولة لين ترجع.. أو يمكن أنا أبي أقنع نفسي إن هذا هو السبب
+
المهم..مع كذا كل اللي خطبوني ماحد منهم دخل مزاجي... بس عبدالرحمن غير.. دخل مزاجي من قلب
+
بس أنا وحدة مخي أحيانا يفوت وأصير غثيثة.. ومزحي دمه ثقيل..
+
أشلون بيستحملني دكتور الجامعة..؟؟
+
نجلاء بحنان وهي تحتضن كف عالية: علوي قلبي أنتي مافيش قاصر.. كلها كم شهر وتصيرين مهندسة جينية
+
كم مهندس جيني عندنا في قطر... وبعدين حلوة وقلبش طيب.. وبنت خالد آل ليث
+
اللي يأخذش يحب يده مقلوبة...
+
ثم أردفت بمنطقية: وعلى سالفة المزح الثقيل.. البنت عقب العرس غصبا عنها تتغير وتعقل...
+
ثم ابتسمت: أما لو تبين تقعدين على خبالش عقب العرس... اللي عودتي علينا في ساعة..
+
عالية بذات الضيق: كلمي سميرة خلها تجي.. ونعقد مجلس مشاورات
+
ثم أردفت بشبح ابتسامة: خلها تعرف أني أحسن منها..
2
*****************************
+
"منصور من جدك اللي تقوله؟؟ "
+
منصور يثبت نظارته الشمسية على عينيه وينظر للطريق أمامه بعد أن أخذ عفراء من مدرستها قبل دقائق
+
ويهتف بحزم: ليه ذا السوالف فيها مزوح؟؟
+
عفراء برقة: مهوب المقصد طال عمرك.. بس كساب توه مكلمني يقول لي غانم آل ليث يبيها
+
وأنت الحين تقول لي فهد آل ليث يبيها..
+
واثنينكم تقولون لي جسي نبضها..
+
حينها عقد منصور حاجبيه: الحين أنتي اللي من جدش؟؟
+
عفراء بهدوء: والله من جدي..
+
منصور هز كتفيه وهتف بحزم: اثنينهم ما فيهم قصور.. بس أنا أبيها لفهد
+
عفراء ابتسمت: وكساب يبيها لغانم..
1
منصور يبتسم: ما عليش من كسّاب.. اسمعي شوري وبس.. خله يولي
+
زعلان عليها ذا السنين كلها وعقبه جايب لها معرس!!
+
عفراء بهدوء: مزون ذا الأيام تدرس اختبار التوفل عشان قبول الماجستير
+
عطوني كم يوم لين تمتحن وعقبه اسالها.. وهي من حقها تختار اللي تبيه..
+
ثم أردفت بابتسامة حانية: ياقلبي مزون.. اثنين مرة وحدة
+
منصور يمد يده اليمين لناحيتها ليمسك بكفها ويحتضنها بقوة حانية ويهمس بابتسامة:
+
بس لازم لي أنا وولدي فهد دفعة مدح وإقناع من عندش.. لا تخذلينا تراني معتمد عليش
11
والحين خلنا منهم... أنا عازمش على الغدا برا...
1
******************************************
+
كاسرة توجهت بعد صلاة الظهر لاستلام شهادة دورتها الأخيرة
+
كان تميم من أصر على إيصالها... وهاهما عائدين للبيت
+
في السيارة يتبادلان بعض الاشارات الطفيفة.. لأن تميم لابد أن يركز نظره على الطريق
+
وفي أغلب الوقت يغرقان في صمت الإشارات حتى
+
تميم من بعد عقد قرانه وهو يزداد هدوءا وصمتا ..
+
أمر غريب أن يُقال عن من هو صامت دوما أنه إزداد صمتا
+
ولكن هذا ما حدث مع تميم
+
فهناك سكون غريب يلفه... لم يعد حتى يكثر من الحديث مع وضحى كما كان سابقا
+
ووضحى لاحظت ذلك طبعا.. وهي تحاول جاهدة اقتحام حصونه
+
ولكنه لا يشجعها مطلقا بروحه الخالية من الحماسة
+
شيء ما في روحه إنطفأ..
+
فأقسى ما قد تواجهه روح شفافة كروحه هو إجبارها على عناق روح لا تتقبلها
+
ولو كان يعلم أن ختامه في زواج كهذا كان ليؤجل فكرة الزواج لعدة سنوات أخرى
+
فروحه الفتية مازالت غضة.. طرية.. لا تحتمل قسوة هذا الإجبار..
+
وربما بعد سنوات كان ليقتنع برأي والدته حين تصيبه عقلانية الكبار البليدة..
+
لكن الآن أفكاره التي تنبع من روحه الوثابة الأبية هي ما تسيطر عليه
+
الأخرى جواره... غارقة في أفكارها الخاصة
+
موعد زواجها يقترب.. والمشكلة أنها تشعر بنفسها غير مستعدة له.. غير متقبلة لهذا الزوج
+
تحاول أن تلتزم بالحكمة.. وتجعل نفسها الحكيمة في هذا الموقف..
+
ولكن كل حِكم العالم وحكمته ماعادت تنفع في تفسير كل هذه الفوضى أو تهدئة هذا التوتر!!
+
يرن هاتفها.. تستغرب من سيتصل بها في وقت الظهيرة هكذا
+
لا أحد سوى فاطمة..
+
رفعت الهاتف.. لتنظر للرقم.. لتشعر بنفورها الغريب يتصاعد في روحها
+
فهي لم تنسَ بعد الرقم الذي اتصلت به بالأمس
+
" وش يبي ذا الوقح بعد
+
صدق ماعنده ذوق
+
وش ذا اللزقة ياربي"
+
لم ترد عليه..
+
اتصل مرة أخرى لم ترد..
+
حينها وصلها رسالة:
+
" يا مدام يا بنت الأصول
+
يا للي من زود الذرابة والأدب اللي فيش تشوفين رقم رجالش وتسفهينه
+
عباتش ترا طالعة برا
1
ليتها تلتف على التاير ورقبتش.. ونخلص منش"
3
حينها التفت كاسرة بحدة جوارها لتراه في سيارته من ناحيتها
+
رأت ناظره معقود بغضب وهو ينظر ناحيتها
+
ثم أشاح بنظره عنها في نظرة ازدراء مقصود تماما..
+
وأسرع بسيارته ليتجاوزهما
+
بينما أشارت هي لتميم حتى يخفف السرعة.. لتفتح الباب ..وتدخل عباءتها
+
دون أدنى اهتمام بنظرة الازدراء من صاحب السيادة..
+
بعد دقائق
+
يصلون المنزل..
+
تميم يشير بالسلام ويصعد
+
ومزنة تهتف بقلق فور رؤيتها لها: توني فقدتش.. وين رحتي؟؟
+
كاسرة تبتسم: رحت أجيب شهادة دورتي الأخيرة قبل أنسى.. جيت بأقول لش عينتش تصلين الظهر.. قلت بأروح وأرجع بسرعة
+
خص إن تميم اللي موديني مهوب مع السواق والخدامة
+
مزنة بتأثر: يامش من أمس وأنا ممتغثة من حريق شغلش الله يكفينا..
+
كاسرة برقة: ياذا الحريق اللي سويتوه أزمة.. ماصار إلا الخير وهذا أنا قدامش مافيني إلا العافية
+
حينها قاطع حديثهم صوت وضحى المرح: بركات البطل الهمام اللي جابش..
+
كاسرة تلتفت لها بغيظ ثم تبتسم وترد عليها بخبث لطيف: ذا الأيام شايفة لسانش طايل
+
وعينش زايغة
+
وضحى تضحك: على قولت هريدي خال سميرة (خدي بختك من حجر أختك)
+
مزنة تنهرها: عيب يا بنت..
+
وضحى تصلهم وهي مبتسمة: لا تكونين صدقتي أنتي وبنتش ... فكوها الله يفكها عليكم.. طالبتكم
+
كاسرة تجلس وتبتسم: فكيناها يا بنت الحلال
+
مزنة تهتف بهدوء: باروح أجهز الغدا للغرف.. قولوا لتميم .. امهاب اليوم عنده رحلة..
+
وضحى تجلس جنب كاسرة ثم تهمس بتردد: ودي أسأل عن شيء بس أخاف تأكليني
+
كاسرة تهمس لها بخبث لطيف: إسالي عن أي شيء إلا عن كسّاب.. وقتها ماني بماكلتش لا تخافين
+
وضحى بخيبة أمل: يمه سكنية... يأختي بأموت خاطري أدري وش قال لش وهو جايبش أمس
+
الطريق من مكان شغلش لين بيتنا طويل
+
تقريبا يأخذ 40 دقيقة في زحمة الدوحة...
+
مستحيل إنه قعد ساكت أبو الجراءة اللي نط عندش في مكتبش عقب الملكة بكم يوم
+
تكفين علميني!!
+
كاسرة حينها ضحكت برقة: أنتي اللي يمه منش... وحاسبتها بالدقايق..
+
وأشرايش أقول لش وش صار من الدقيقة واحد لين الدقيقة 40 بالتفصيل الممل
+
وضحى تبتسم: ماعندي مانع.. كلي أذان صاغية.. ولو تبين تحطين عليها بهارات تخليها ساعة ونص يعني مدة فيلم ماعندي مانع بعد
+
حينها همست لها كاسرة بنبرة تشويقية.. فهي ترى الموضوع بات مسليا وفتح حوارا لطيفا بينها وبين شقيقتها: تدرين.. إذا كبرتي شوي علمتش
+
حينها وضعت وضحى يدها على قلبها وهمست بنبرة تمثيلية:
+
يا ويل قلبش يا الوضحي... السالفة فيها لين تكبرين بعد.. اللي رحت وطي
1
الحين بأحط إعلان في الجريدة إني كبّرت عمري 10 سنين عشان نثبت التاريخ الجديد في الأوراق الرسمية
+
يا الله خلاص عمري 32 سنة.. علميني...
+
تكفين كاسرة
+
كاسرة تغمز بعينها: إذا جبتي لي بطاقتش الشخصية بتاريخ ميلادش الجديد... علمتش..
+
*****************************
+
"غريبة.. المطعم فاضي"
+
منصور يجلس بعد أن جلست عفراء ويهتف بهدوء: خبرش اليوم دوامات والساعة الحين توها وحدة..عشان كذا مافيه حد
+
عفراء برقة: يعني أقدر افسخ نقابي؟؟
+
منصور يبتسم: افسخيه خلني أمتع عيوني وأنا أكل.. وعلى العموم أنا اللي وجهي ناحية الباب.. وستاف الخدمة كلهم حريم
+
لو حد دخل باقول لش تلبسينه
+
بعد أن طلبا طلبهما وهما في الانتظار دخلت سيدتان ومعهما طفل
+
جلسوا جميعا والطفل كان يدور بين الطاولات.. ولأن الطاولة الوحيدة المشغولة كانت طاولة منصور وعفراء
+
فهو كان يعبر من جوارهما.. عفراء نادته وأجلسته معهما على الطاولة
+
همست له برقة: وش اسمك يا حلو
+
الطفل بعذوبة : همودي..
+
منصور يبتسم: حيا الله حمودي
+
الطفل ينظر لمنصور ثم يسأله بصوت خافت: ماعليه أدول لها أنتي هلوه؟؟
+
منصور حينها انفجر ضاحكا: قل لها أنتي حلوة.. مرخوص..
+
الطفل حينها ألتفت لعفراء وغمز بعينه ثم قال لها بنبرته الطفولية المحببة: أنتي هلوة
+
منصور حينها ضحك : أنا قلت لك قول حلوة.. مهوب تغمز بعد وأنا قاعد كني طوفة
+
الطفل يضحك: كالي يدول لي.. قول أنتي هلوة وسوو ئينك كدا.. (قالها وهو يغمز بعينه)
+
عفراء تبتسم له برقة: الله يصلح خالك على ذا التعليم.. خوش تعليم...
+
الام نادت ابنها وهي تشير بتهذيب لعفراء...
+
عفراء أخرجت من حقيبتها مصاصة وأعطتها له ثم قبلته وهي تهمس: هذي تأكلها عقب الغدا.. زين
+
الطفل يشير برأسه إيجابا ثم يقفز جوار والدته وهو يفتحها من فوره..
+
منصور باستغراب: من وين جبتي المصاصة؟؟
+
عفراء بتلقائية: دايما معي في شنطتي حلويات.. تعودت كذا..
+
أحب أونس البزران اللي ممكن أصدفهم سواء كنت مسيرة على حد من جماعتي أو في مكان عام
+
منصور بنبرة ذات مغزى: يعني شفقانة على البزران؟؟؟
+
عفراء بحرج مصدوم: منصور ماله داعي ذا الكلام.. لا تخرب شيء حلو تعودته من سنين
+
منصور بحزم: زين إنه ماله داعي لذا الكلام.. لأنه أنتي عارفة إنه سالفة العيال هذي مابي أسمعها
+
ولا حتى أسمع تلميح عنها مثل التلميح البايخ اللي قبل شوي
3
عفراء بصدمة حقيقية: أنا ألمح منصور؟؟؟
+
ثم أردفت بعتب: منصور ما تحس إنك زودتها شوي؟!!
+
منصور بتصميم حازم : لا زودتها ولا شيء بس أنا واحد صريح.. وأحب كل شيء واضح قدامش
+
عفراء بذات نبرة العتب الرقيقة: بس ترا فيه خط تماس بين الصراحة واللباقة والوقاحة بعد
+
حينها انقلب وجه منصور وهو يصر على أسنانه: وقاحة؟!!
+
عفراء بألم: منصور لا تمسك لي عالكلمة.. كفاية وجيعتي منك
+
منصور بدهشة: أنا آجعتش؟!!
+
عفراء تتنهد ثم تهتف بألم شفاف: أجعتني؟؟ وتأكيدك بذا الطريقة الجارحة إنك ما تبي شي يربطك فيني ماتشوفه يوجع يعني؟!!
+
منصور أنا ماني ببزر.. وقلت لك أنا موافقة على اللي تبيه..
+
فليش تبي تحرجني وتجرحني بذا الطريقة؟!!
+
أنهت عبارتها ثم تشرنقت على نفسها تماما.. لم تسمع كلمة واحدة مما قاله منصور بعد ذلك... ولا تريد أن تسمع
+
فصدمتها من تجريحه المباشر لها جعلها عاجزة عن الاستماع لشيء مما يقوله
+
لماذا يريد أن يفسد روح الصفاء التي بدأت تشعر بها تحيك علاقتها به؟؟
+
لماذا يكون حادا بهذه الطريقة في وقت أبعد ما يكون عن الحدة؟؟
+
لماذا يريد إفساد عادتها الجميلة بإحادية نظرته؟!
+
بــــــل
+
لماذا يريد بالفعل أن يؤكد لها أنه لا يريد رباطا فعليا يربطها به؟!
+
فرغم أنها وافقت على شرطه.. لكنها في داخلها وأساسها وكينونتها أم.. على الدوام هي أم..
+
وهي ترى بالفعل أنهما غير كبيران على أن ينجبا أكثر من طفل..تمازج فعلي لروحيهما وارتباط أبدي بينهما
+
أرواح صغيرة عذبة تبعث الحياة في برودة أيامهما..
+
ولكن هذا كان مجرد تفكير شفاف قررت دفنه في قرارة نفسها.. فلماذا يريد نبشها وتجريحها بهذه الطريقة؟!!
+
لماذا يستكثر عليها حتى مجرد التفكير في الخيال بعد أن حرمها من الحقيقة؟!
+
****************************
+
" جد ياعلوي يالدبة أنش طحتي واقفة
+
الدكتور الدحمي مرة وحدة... مذوب قلوب بنات الجامعة
+
هو صحيح مهوب ذابحة الزين
+
بس خبرش حن يا بنات الجامعة لا تمر علينا عنز لابسة غترة تسدحنا تحت أرجيلها"
+
عالية تضرب سميرة وتهتف بنبرة غضب تمثيلية: احترمي جوزي يا مئصوفة الرئبة..
+
هدا حرم عالية آل ليث
+
قصدي بعلها!!
+
نجلاء بنبرة رجاء لطيفة: تكفين علوي بلغي شعاع موافقتش... عشان تملكون قبل أسافر..
+
حينها احمر وجه عالية رغما عنها... سميرة حينها صفقت وهي تفتح عينيها على اتساعهما وتهتف بصدمة مصنوعة:
+
يا لهوي ... البت طلعت بت على آخر الزمن
+
بتختشي يا بغاشة؟؟ يا جمالو يا جمالو
+
عالية تعاود ضرب سميرة وتهمس باختناق مرح: صدق ما تستحون أنتي وأختش.. هذي تبيني أتملك في ساعة وهذي اشتغلت علينا بخبالها
+
سميرة تمسح يدها مكان ضربة عالية: ول عليها ..إيدها زي المرزبة على قولت خالي هريدي
+
الله يعين الدحمي عليش... الولد أحمراني وتبتوب... عقبش بيسود ويجيه هزال من يدش اللي ما تسنع ضربتها
+
تجين تبين تمزحين معه تقصين عرق المسكين
+
عالية تشعر بتوتر تحاول إخفائه: خلاص يا بنات انتهت المشاورات بكرة أبلغ شعاع
+
سميرة تقفز: وش بكرته... أنتي مهوب صليتي استخارة مرتين وانخمدتي الظهر وقمتي منشرحة للدحمي
+
قومي قولي لشعاع الحين.. وصلي بعد في الليل... لو غيرتي رأيش كلميها الصبح أكيد ماراح يخطبون قبل بكرة
+
عالية بحرج: من جدش أنتي... تقول علي مطفوقة على أخيها... كلمتني اليوم الصبح
+
أرد عليها عقب العشا.. وش ذا
+
الركادة زينة...
+
سميرة تتناول هاتفها: خلاص أنا بأقول لها... وانتي خلش في دور المستحية اللي هو شرق وانتي غرب
+
عالية تقفز بجزع وتتعارك مع سميرة على الهاتف.. بينما نجلاء تقول لعالية بحنو: شعاع وسميرة ربع
+
خليها تبلغها وتفكش من الإحراج..
+
يعني مافيه داعي تسوين كذا... خلينا نسمع المكالمة وننبسط
+
بعد دقائق
+
شعاع انهت مكالمتها مع سميرة التي بعثت سعادة عميقة في أوصالها
+
رغم قرب وضحى الشديد من روحها ومحبتها التي لا شك فيها لها
+
لكن رفضها لعبدالرحمن جرحها.. فعبدالرحمن هو مصدر السعادة الحقيقية في حياتها
+
فهي كانت ترى شقيقها لا يُرفض.. تعلم أنه مجروح من الرفض حتى وإن لم يبين ذلك
+
لذا قررت أن تبدأ تبحث له عن من يمكن أن تعوضه عن رفض وضحى له
+
وجدت حينها أن عالية تقفز لمخيلتها بقوة
+
جميلة.. قوية الشخصية.. مرحة.. مستواها الفكري والتعليمي سيناسب عبدالرحمن فعلا.. واسرتها أسرة معروفة بالخير والأصل
+
عدا أنهما كان بينهما نسب سابقا... حينما تزوج عبدالله من جوزاء
+
العلاقة بعدها أصبحت بين العائلتين أكثر قوة.. مع وجود طفل بين العائلتين..
+
رأت أن عالية تناسب عبدالرحمن من مختلف الجوانب
+
حتى ما قد يعتبره البعض عيبا وهو مرحها الزائد... شعرت أنه سيدفع بعضا من الحياة في حياة عبدالرحمن الرتيبة
+
لذا عرضتها على عبدالرحمن..
+
عبدالرحمن لم يكن راغبا في الزواج
+
فرفض وضحى مازال ماثلا أمام عينيه لم ينسَ جرحه بعد!!
+
لكن شعاع حاصرته: عالية باقي لها فصل واحد وتخلص دراستها
+
اسبق قبل ماحد يسبقك عليها
+
تملكوا الحين.. وإذا رجعت هي من فرنسا نهائي حددوا موعد الزواج
+
حاصرته بشدة..وهي تستخدم مسياستها المغلفة برقتها وعذوبها
+
وافق.. رغم أنه يشعر بقلق عميق أن يُرفض
+
فكرامته لن تحتمل رفضا ثالثا أبدا
+
ولكنها منحته أملا شاسعا أنه سيتم قبوله.. والقبول قد يكون له دفعة إيجابية عميقة في روحه
+
وخصوصا أن نسب رجل جليل كخالد آل ليث لا يُرفض..
+
وخصوصا أيضا أنها صورت له الفتاة بصورة بالغة الإيجابية وهو يعرف أن شعاع لا يمكن أن تبالغ كذبا..
+
فهو يعلم أن من المؤكد أن هناك مبالغة حدثت كمحاولة منه لاقناعه
+
وهو ليس غبيا ليعرف أنها تبالغ
+
ولكنه يعلم أنه على الأقل لمبالغتها أساس من الصحة!!
+
وهاهي الآن تدخل عليه بعد أن عاد من صلاة العشاء وعاد لتصحيح ما تبقى من امتحانات طلابه
+
تحاول أن تمنع ابتسامتها من الظهور فلا تستطيع.. لذا تجلس خلفه حتى لا يرى وجهها..
+
عبدالرحمن يهتف لها بمودة وعيناه مثبتتان على أوراقه: شعاع ياقلبي كأس كرك تكفين.. أبي أمخمخ.. الولد ذا إجاباته بتجيب لي السكتة الحين
+
شعاع تحاول أن تحمل صوتها بالجدية: زين قبل الكرك ما تبي تعرف رد بنت آل ليث؟؟
+
حينها تيبست أصابع عبدالرحمن على القلم.. ولا شعوريا جف ريقه..
+
فمطلقا لن يحتمل الرفض الذي بات يشعر أنه سيكون مصيره الدائم
+
هتف بهدوء عميق: مسرع ردوا.. توش قبل الظهر كلمتيهم.. وإلا الرفض مايبي له وقت للتفكير؟!!
+
شعاع حينها وقفت واحتضنته من الخلف وهي تلصق خدها بخده وتهمس بسعادة:
+
إلا الموافقة على عبدالرحمن بن فاضل ما تحتاج تفكير وأنت الصادق
+
عبدالرحمن بذات هدوءه العميق: وافقوا؟؟
+
شعاع بسعادة عميقة: أكيد وافقوا... ليه تظن كل البنات غبيات مثل بنات خالك..
+
عبدالرحمن بعتب: شعاع عيب تكلمين كذا على بنات خالش... ماحد ياخذ إلا نصيبه
+
ثم أردف بابتسامة: شعاع والله لا تكونين ورطتيني في عالية ذي.. إن قد يكون العقاب لش مهوب لها على كل شيء بتسويه فيني
+
شعاع تضحك برقة: عالية صحيح ورطة... بس أحلى ورطة.. الله يعينك عليها!!
+
يا الله بكرة خذ إبيك وروح اخطب.. لا تفشلوني في العرب..
+
مثل ماهم ماقصروا وردوا بسرعة... بينوا بعد أنكم مقدرين موافقتهم السريعة..
+
*********************************
+
"تدرين كم مرة قلت آسف من الظهر لين الحين؟؟"
+
منصور يهمس في أذن عفراء بعمق وهو ينحني من عليائه ليحتضن خصرها من الخلف بينما هي تقف أمام المرآة تمشط شعرها
+
عفراء ردت عليه بهدوء تخفي خلفه ضيقها منه: ولا مرة..
+
من الظهر وأنت تلف وتدور وماقلت لي آسف
+
يعني يوم تجرح.. تكون صريح وما تعرف تلف وتدور..
+
لكن يوم تجي تعتذر تلف وتدور..
+
منصور يديرها ناحيته فتنزل عينيها للأرض .. يمد يده ليرفع وجهها إليه.. فلا ترفع نظرها إليه أيضا
+
حينها همس منصور بحزم: عفرا حطي عينش في عينش وأنا باقول لش آسف
+
عفراء تخلصت من قبضته وجلست ثم همست بهدوء عميق: تدري منصور.. أحيانا الواحد من كثر ما يكون متضايق
+
يبي بس يقعد بروحه.. يصفي ذهنه ويريح نفسيته.. وهو بينسى بروحه
+
منصور يجلس جوارها ويهتف بنبرة مقصودة: يعني أفهم من كذا إنش تبيني اخليش لين تروقين بروحش..؟؟
+
عفراء بذات الهدوء العميق: لو سمحت..
+
حينها هتف منصور بحزم وهو يشدها بحنو ناحيته: في هذي أقول لش آسف ماني بمخليش
+
أكثر شي أكرهه في الدنيا إني أخلي شيء معلق عشان ينحل بروحه
+
شايفتني غلطت في حقش؟؟.. خلاص أنا أقول لش السموحة وحقش على رأسي
+
لكن إني بأخليش تنامين وأنتي زعلانة علي .. لا والله إنه مايصير ولا يكون
1
******************************
+
بعد ثلاثة أيام
+
" بصراحة ماني مصدق.. وأخيرا يا الدب.. ما بغيت"
+
عبدالرحمن بابتسامة: الله يبارك فيك يا الرشيق.. وإلا بس تبغي أنت اللي تصير في حزب المتزوجين وأنا قاعد عزابي
+
مهوب كفاية إنك أنت بتعرس عقب شهرين
+
وأنا قاعد لين حرمنا المصون ترجع عقب ست شهور وعقبه نحدد موعد العرس ما أدري متى
+
مهوب لو الشيخة ماخذه صيفي كان افتكينا..بدل ماهي قاعدة ذا الصيف بدون فايدة؟؟..
+
امهاب انفجر ضاحكا: نعنبو حاسبها الدكتور بالورقة والقلم...
+
تدري خلني أنا أعرس أول.. عشان يجون عيالي أكبر ويكفخون عيالك مثل ماكنت أكفخك واحنا صغار
+
عبدالرحمن يضحك: تهبى أنت ووجهك... لا تحور الحقائق... أنا الكبير وأنا الدب... وأنا اللي كنت أكفخك
+
امهاب مازال يضحك: خلاص عيالي ينتقمون لي...
+
ثم أردف مهاب بابتسامة: على طاري عيالي.. قم جيب لي ولدي العود.. قد لي يومين ماشفته
+
عبدالرحمن يغمز بعينه: هذا كله حب لحسن وإلا تدور ريحة أم حسن..
+
مهاب يغمز له بعينه أيضا: يا شينك لا سويت روحك ذكي
+
عبدالرحمن يتوجه للداخل ليطلب من جوزاء تجهيز حسن ليذهب معه للمجلس لأن مهابا يريد أن يراه
+
جوزاء جهزته ولبسته ثم همست لعبدالرحمن بتردد خجول: عبدالرحمن فديتك قل لامهاب لا عاد يعطره تكفى.. هو مايدري إن حسن معه ربو
+
المرة اللي فاتت رجعه لي غرقان عطر.. سبحته والريحة بعد لاصقة فيه ماراحت
+
عبدالرحمن يبتسم بخبث: يبيش تشمين ريحة عطره يا بنت.. حركات يعني..
+
جوزا تفجر وجهها احمرارا وبدأت تكح من الحرج...
+
بينما عبدالرحمن انفجر ضاحكا: يا بنت الحلال والله العظيم إن لدش هو اللي خذ غرشة العطر من سيارة امهاب وتسبح فيها بروحه
+
شعاع تبتسم برقة بعد خروج عبدالرحمن حاملا حسن: ياسلام على المستحين..
+
جوزاء تجلس وهي تهتف بتوتر: تدرين شعاع والله لحد الحين ماني بمصدقة إني مرت امهاب..
+
شعاع تبتسم: وليش إن شاء الله؟؟
+
جوزاء بتردد حزين: أحسه شيء فوق اللي أستاهله..
2
حينها انتفضت شعاع غضبا رقيقا كرقتها: رجاء جوزا الكلام السخيف ذا ما أبي أسمعه
+
ألف مرة قلنا مافيش قصور.. مافيش قصور.. متى بتقتنعين؟؟
+
جوزاء تهمس بألم: إذا اقتنعت بنفسي ومن نفسي
+
***************************
+
من بعد عقد قرانها وهي معتكفة في غرفتها
+
تعرف أن دور الخجولة لا يناسبها
+
ولكنها بالفعل تشعر بخجل عميق.. تشعر أنها قد تموت حرجا لو وقعت عينها في عين والدها أو أحد أشقائها
+
يكفيها مالاقته من هزاع من تعليقات حينما حضر مع الشيخ حتى يأخذ موافقتها وتوقع العقد.. شعرت حينها أن وجهها تورم حرجا
+
وكان الله عز وجل ينتقم لكل من فعلت فيهم مقالب بحياتها كلها
+
سمعت طرقات هادئة على الباب.. نهضت لتفتح وهي تدعو أن يكون الطارق نجلا عادت من بيت أهلها أو أحد الخادمات.. وليس أحد آخر
+
لأنها تشعر بالخجل حتى من أمها..
+
فتحت الباب لتجد أمام الباب سلة فخمة راقية من الورد والشيكولاته
+
يتوسطها علبة جلدية بالغة الفخامة مفتوحة ليظهر محتواها عن ساعة رائعة وأنيقة ذات ذوق عال جدا
+
كانت عالية على وشك الانحناء لتأخذ البطاقة المعلقة بها لتتفاجأ بمن قفز أمامها صائحا:
+
ســـربـــرايـــز
+
عالية انتفضت بجزع وخجل: خالي.. صبيت قلبي
+
نايف يشدها ليحتضنها ثم يقبل جبينها ويهتف بمودة شاسعة: مبروك ياقلبي
+
أم صالح قالت لي ان مرت صالح عند أهلها عشان كذا قررت أسوي لش مفاجأة بنفسي
+
عالية انسحبت للداخل وهي تهمس بحرج: أحلى مفاجأة خالي.. مشكور فديتك
+
نايف كان قد حمل هديته ووضعها على مكتبها وهتف بمرح: ياحليلها علوي.. مسوية مستحية على نايف
+
عالية تدير وجهها المحمر: نايف الله يهداك خل القافلة تسير.. لا تعرقلها.. ترا القافلة صدق مستحية.. صدق أو لا تصدق
+
نايف يضحك: لا والله طال عمرش.. لا أصدق..
+
يا الله هاتي يدش خلني أشوف ذوقي
+
عالية بحرج: خالي ليش مكلف على نفسك.. كان خليت الهدية في العرس
+
نايف يلبسها الساعة ويهتف بمودة صافية: لا يا قلب خالش.. هدية العرس شيء ثاني
+
ثم أردف بمرح: هذي هدية الاحتفال بصيد الفريسة.. بعدين أجيب لش في العرس هدية التهام الفريسة
+
عالية غصبا عنها تبتسم: لذا الدرجة أنا مأساة..؟؟
+
نايف يبتسم: ليه يعني تبين حد يعرفش شي أنتي عارفته زين...
+
الله يعين الدكتور عليش.. بس صدق ياعلوي ربي رزقش على قد خبالش
+
عبدالرحمن مابعد شفت أوسع من خاطره.. يعني لو حد بيستحملش فبيكون ذا المسكين
+
عالية بغيظ: يعني إنك أنت اللي مستحملني ذا السنين.. ماكني اللي بمستحملة غثاك..؟؟
+
حينها احتضن نايف كتفيها وهتف بعمق شفاف: ليتش بس تغثيني على طول.. وما تخليني بروحي
+
*******************************
+
" يا الله وش تبين أجيب لش من فرنسا هدية عرسش؟؟"
+
سميرة بمرح: كل شيء... ما نئولش لأ
+
أنتي كريمة واحنا نستاهل
+
قصدي أبو خالد كريم وأنتي تستاهلين وحن عقبش نستاهل اللي تستاهلينه
+
نجلاء تنهدت بعمق: والله أبو خالد ماعاد كريم مثل أول؟؟
+
سميرة حينها هتفت بقلق: صالح مقصر عليش بشيء؟؟
+
نجلاء هزت كتفيها بألم: ليت من قالوا مقصر.. كان تقصيره فلوس وبس
+
البخل بالمشاعر أشين أنواع البخل.. وخصوصا يوم تكونين متعودة إنه أنتي غرقانة في المشاعر
+
وبعدين قحط مشاعر غير طبيعي..
+
سميرة بقلق: صالح عاده على عادته الغريبة اللي طالعة جديد لا بارك الله في العدوين؟؟
+
نجلاء بألم: على نفس عادته.. تعبت سميرة.. ما أدري وش فيه.. صاير بارد بشكل
+
ما تعودت على صالح كذا..
+
عشان كذا حتى أنا صايرة متوترة على طول
+
سميرة تعقد حاجبيها: أنا خاطري أعرف أشلون ذا السالفة بدت؟؟ فجأة صار بارد بدون السبب
+
نجلاء بحرج: لا مو فجأة فجأة..
+
حينها رفعت سميرة حاجبها وهمست بنبرة ذات مغزى: نجول اعترفي أنتي وش مهببة مع صالح؟؟
+
نجلاء أخبرت سميرة بكل ماحدث بعد عودتها لصالح...
+
سميرة عقدت حاجبيها وهمست باستغراب: ترا بشكل عام ممكن نقول إن أي رجال بينحط في ذا الموقف.. ممكن يكون ذا تصرفه
+
بس صالح يموت على الأرض اللي تمشين عليها.. على كثر ماكنتي تسفهينه ما يتوب ولا يتعظ
+
وش الصحوة اللي حلت على كرامته المتمرمطة ؟؟
+
نجلاء حينها قاطعتها بغضب حقيقي: سميرة ما اسمح لش تتكلمين عن أبو خالد كذا
+
سميرة تشير بيدها: بس لا تاكلينا عشان رجالش.. أنا اتكلم من جدي
+
صالح في راسه موال.. وموال كبير بعد..
+
ومثل ماهو غير مخططاته.. انتي غيري مخططاتش..
+
نجلاء بضيق: يعني شأسوي؟؟
+
سميرة تهز كتفيها: ما أدري صراحة.. مخي وقف.. ماعاد نعطي نصايح.. سكرنا الدكان..
+
ثم أردفت وهي ترقص حاجبيها: مخي الحين فيه تميم وبس..
+
وبعدين أنا وحدة عرسي عقب شهرين.. المخ اللي فيني باخليه لي...
+
*********************************
+
"وش فيش شكلش متضايقة"
+
كاسرة تسأل وضحى بحزم ذا مغزى
+
وضحى بهدوء ساكن: من قال لش متضايقة؟؟
+
كاسرة تنزل حاجبا وترفع آخرا: لا حاشاش منتي بمتضايقة
+
كنتي تضحكين وتسولفين وأول ما سكرت أمي التلفون مع عمتي التي كانت تبي تبشرها بملكة عبدالرحمن
+
وأمي قالت لنا... وأنتي مثل تلفزيون من أعلى صوت للصامت..
+
لا وتقومين وتسكرين على نفسش في غرفتش
+
وعقبه تقولين منتي بمتضايقة... وش الضيقة زين؟؟
+
وضحى حينها همست بضيق: حتى لو كنت حاسة بالضيق
+
مهوب من حقش تفتشين مشاعري.. من حقي أتضايق مثل ما أبي
+
حينها أمسكت كاسرة بعضد وضحى وغرزت أناملها فيه: لا مهوب من حقش تتضايقين
+
ليش؟؟
+
لأن رفض عبدالرحمن كان قرارش.. حتى لو تضايقتي وندمتي على قرار غبي سويتيه
+
ما تخلين حد يتشمت فيش.. بكرة بنات عمتش يبون يفتشون في عيونش على الندم على أنش ضيعتي أخيهم من يدش
+
إياني وإياش تعطينهم ذا الفرصة... ما أقول إن بنات عمتي نفوسهم شينة.. حاشاهم
+
بس هم مجروحين من رفض أخيهم.. ويبون ينتقمون حتى لو بإحساس مخفي في قلوبهم
+
حينها همست وضحى بضيق عميق: كاسرة أنا ما أنا بمتضايقة عشان عبدالرحمن خذ عالية الله يوفقهم
+
لكن حسيت إنه كان مستخف فيني.. يعني رفضته من هنا.. راح خطبتها من هنا
+
يعني كنه ما صدق..
+
كاسرة بحزم: لا تفكرين بذا الطريقة.. عبدالرحمن من حقه يدور على شيء يرد كرامته
+
لا تستكثرين عليه ذا الشيء... مثل ما أنتي شفتي إنه خطبته لش كان فيها أخذ من كرامتش
+
رفضش له جرح كرامته...
+
وعلى كل حال... السالفة كلها انتهت... وعبدالرحمن شيليه من بالش.. إنسيه
+
ثم اردفت بحزم أشد وعيناها تنظران بشكل مباشر لعيني وضحى: سمعتيني... إنسيه
+
ويا ويلش أشوف عيونش وإلا في صوتش ضيق عشانه
+
ما أبي شيء مثل ذا يهزش وإلا يأثر عليش
2
************************************
+
"يبه عطني فنجالك.. أصب لك"
+
زايد يهز فنجانه.. وبهتف بحنو: شكّرت يأبيك
+
وبعدين ذا الصبي المقهوي واقف.. ما أدري ليه ملزم أنت اللي تصب..
+
علي بمودة: أبي أنا اللي أقهويك جعلني فداك..
+
زايد بمودة مشابهة: إلا يومي قبل يومك.. ثم أردف بأمل شاسع وهو يشد له نفسا عميقا:
+
أنت أربك منت برايح قدام عرس كساب..؟؟
4
خلاص ماعاد إلا أقل من أسبوعين.. ما يثمن تروح وترجع..
+
علي ابتسم: لا ...قاعد..
+
أشرق وجه زايد: الله يبشرك بالخير.. زين أربك بتقعد عندنا عقب العرس شوي بعد؟؟
+
أدري إني مسختها يأبيك.. بس كساب رايح.. وانت بعد تبي تروح معه..؟
+
ابتسامة علي تتسع: وقاعد بعد عقب عرس كساب.. لين تزهق مني..
+
زايد بحنو: إذا بتنتظرني لين أزهق..عز الله ما شبرت برا الدوحة.. (ما شبرت= ماخرجت حتى شبرا)
+
حينها وصلت ابتسامة علي لحدها الأقصى: وحن ماعادنا بمشبرين برا الدوحة
+
حينها اختنقت الكلمات في حنجرة زايد.. أ حقا ما فهمه؟!!
+
أ حقا لن يغادره علي.. يخشى أن يسأله فيكون مافهمه خطأ فتنحر فرحته الوليدة
+
ويخشى ألا يسأله ويكون يعلق نفسه في سعادة ستنتزع منه قريبا
+
لذا هتف بهدوء حازم رغم انشداد أوتار قلبه لحدها الأقصى: أشلون يعني؟؟
+
علي مال على كتف زايد ليقبله ثم يهمس بابتسامة ودودة: خلاص خليت مكتب التمثيل الخارجي..
+
ونقلت هنا...قاعد عندك.. صحيح السالفة كانت بتتعقد شوي..
+
قالوا لي أنت تكلم انجليزي وفرنسي ومحتاجينك في السفارات برا..
+
بس أنا أقنعتهم إني في مراسيم استقبال الوفود بأكون أنفع..
+
وخلاص هذا أنا عندك..
+
حينها اتسعت ابتسامة زايد لحدها الأقصى وقلبه حلق ومشاعره غردت وهو يمد كفه ليربت على كتف علي ويهتف بسعادة صافية:
+
الله لا يخليني منك يأبيك.. تو ما برد قلبي اللي له أربع سنين ماعرف راحة
+
الله سبحانه أكرم من كل شيء
+
كساب يريح بالي ويتزوج اللي أبيها له..
+
ومزون تخلي الشغلة اللي كانت مروعتني عليها
+
وعمك منصور يتزوج عفرا..
+
وختامها مسك.. أنا أشهد إن ختامها مسك برجعتك لي..
+
ما أبي زود.. اللهم لك الحمد والشكر
+
**********************************
+
"جاهزة لبكرة"
+
يهمس بإرهاق وهو يلقي غترته..
+
نجلاء بخفوت: كل شيء جاهز..
+
صالح بهدوء: الطيارة الساعة 11 الصبح
+
أنا بأطلع الصبح بدري.. فيه أوراق للشغل بأسلمها واحد من الربع
+
وأرجع الساعة 8 ونص ألاقيكم جاهزين..
+
نجلاء بنفس الخفوت: إن شاء الله
+
يغلق عينيه وهو يسند رأسه لطرف الأريكة
+
تنظر له بشفافية.. يبدو مرهقا فعلا.. خطوط وجهه.. والهالات حول عينيه
+
كم تتمنى لو استطاعت مسح ملامح التعب عن وجهه
+
كم تتمنى لو تمسح على صفحة خده
+
تخلل أناملها خصلات شعره التي تشعر بلهفة لملامستها
+
يبدو أنه مرَّ قرن منذ آخر مرة عبثت أناملها بمفارق رأسه
+
كم تتمنى لو تقبل أجفانه المثقلة بالإرهاق.. تلصق حرير خدها بخشونة عارضه!!
+
ترتمي في حضنه وتختبئ بين عضلات صدره.. تتنفس عطره من قريب
+
تستمع لأحاديثه التي لا تنتهي حول كل شيء وهو كعادته يداعب خصلات شعرها أو يشد أناملها قريبا من قلبه..
+
لماذا بات كل شيء معقدا هكذا؟؟
+
لماذا؟؟
+
لــــمـــــاذا؟؟
+
لـــــــمـــــــاذا؟؟
+
***************************************
+
"حبيبتي الحلوة.. عادها زعلانة عليّ"
+
يهمس في أذنها وهي مازالت نائمة ليعقب همسه بقبلاته المرفرفة
+
عفراء تفتح عينيها وتهمس بصوت ناعس رقيق: هذي طريقة تصحي فيها النايمين؟؟
+
منصور يبتسم: يخسون النايمين.. هذي طريقة لحبيبتي بس..
1
يا الله عادش زعلانة..؟؟
+
عفراء تعتدل جالسة وهي تمسح وجهها.. وتعيد شعرها للخلف وتهمس برقة خجولة:
+
شكلك تبي تزعلني غصب يا أبو زايد.. من اول يوم قلت لك الحطب طاح
+
منصور يبتسم ابتسامة شاسعة: بس أنا أدري إنش أول يوم قلتي لي الحطب طاح
+
عشان تخلصين من إلحاحي بس..
+
عفرء تمد يدها لتمسح على خده وتهمس بعذوبة: زين إنك عارف إنك لحوح..
+
يتناول يدها من خده ليقبل باطنها ثم يشدها لتقف ويهتف بجدية: اليوم مزون بتمتحن خلاص.. أبيش تكلمينها عن فهد
+
عفراء تتناول روبها وتلفه على جسدها وتجلس لتهمس بهدوء: إن شاء الله يأبو زايد.. لا تحاتي
+
منصور يجلس جوارها ويحيط كتفيها بذراعه ويهتف بهدوء باسم: خلصتي التجهيز لعرس كساب؟؟
+
حينها اتسعت ابتسامتها بشفافية عميقة: خلصت كل شيء
+
ثم أردفت بعمق أمومي حميم: فديت قلب كساب يامنصور.. ماني بمتخيلة إنه بيتزوج أخيرا.. وإنه إن شاء الله عقب سنة بأصير جدة
+
كساب يستاهل يرتاح.. طول عمره راكبه الهم.. وباله مشغول..
+
حينها أردف منصور وهو يقلد طريقتها : (فديت قلب كساب يامنصور)
+
وإلا منصور مسيكين مايطري على حد يطري قلبه بكلمة..
+
عفراء بحرج: منصور لا تمسك لي عالكلمة..
+
منصور يبتسم: عطيني كلام مثله وأنا ماعاد أمسك فيه
+
عفراء تقف هاربة: بأروح أجهز فطورك..على ما تلبس
+
منصور يضحك: يازين الهريبة ياناس
+
ثم أردف بابتسامة: أكيد مستانسة إني راجع الدوام عشان ترجعين لطالباتش
+
تحاتينهم كنهم بناتش..
+
حينها توقفت عفراء وهي تهمس بهدوء عميق: على طاري البنات.. البارحة كلمت دكتورة بنتي.. صار لها كم يوم راجعة
+
تقول إني أقدر أشوف جميلة عقب أسبوعين ثلاثة..
+
فلو ماعندك مانع .. أبي أروح لها عقب عرس كساب.. ولو أنت ما تقدر
+
خليت علي يوديني..
+
تجمدت أصابع منصور انفعالا لم يظهر للعيان وهو يهتف بحزم: لا أنا اللي بأوديش متى ما بغيتي
+
عفراء ابتسمت بشفافية وهي تدخل الحمام: الله لا يخليني منك يابو زايد
+
منصور مازال جالسا في مقعده ويهمس بعمق خافت به رنة وجع خفية بعد أن أغلقت عليها الباب: ولا يخليني منش..
+
بعد حوالي 40 دقيقة منصور في سيارته متوجه لعمله.. تخطر له الكثير من الخواطر المزعجة التي باتت تبعث ضيقا عميقا في روحه
+
يكره إحساس التشويش والفوضى الذي يعيشه ..يريد أن يقف على أرض صلبة
+
أن يعلم أين رأسه من قدميه؟؟ فهل يبقى متوترا هكذا من شبح شيء قد لا يكون له أهمية؟؟
+
لذا يقرر إجراء اتصال عله يريحه قليلا ولو أنه علم أن هذا الاتصال سيرفع قلقه للذروة القصوى ماكان مطلقا ليجريه
+
ولجعل لنفسه مهلة يتأرجح فيها الأمل في جوانحه.. بدلا من نحره!!
+
وصله صوتها الرقيق محملا بالقلق: فيه شيء يا عمي؟؟
+
منصور بمودة: وعشان أتصل أصبح على بنتي لازم يكون فيه شيء؟؟
+
مزون بابتسامة قلقة: لا فديتك.. بس الساعة توها ست ونص الحين.. وتروعت
+
منصور بذات المودة: أدري إنش أكيد قاعدة تدرسين لامتحانش.. وحبيت أصبح عليش وأقول الله يوفقش
+
حينها ابتسمت بشفافية: صباحك كله خير جعلني الأولة.. ودعواتك..
+
منصور يبتسم: أنتي ماشاء الله ما ينخاف عليش...
+
ثم أردف بنبرة غامضة: مزون لو بغيت أسألش سؤال غبي شوي
+
تجاوبيني وتخلينه سر بيننا
+
مزون رغم استغرابها ابتسمت: حاضرين عمي.. وعيوني لك.. ولا تحاتي السرية.. توب سيكرت
+
حينها أردف منصور بحزم: مثل منتي عارفة جميلة صارت بنتي بس أنا مابعد أعرف طبايعها.. فلو هي....
2
بدا له السؤال صعبا على كرامته واعتداده بنفسه ولكنه مجبر عليه لذا أردف بحزم أشد:
+
فلو هي عرفت بزواج أمها.. وش ممكن تكون ردة فعلها؟؟
+
حينها ضحكت مزون برقة: كل شيء ممكن يطري على بالك.. جميلة دلوعة وواجد متعلقة في خالتي..
1
منصور بنبرة غموض حاول أن يجعلها في طريقة سؤال مرح: يعني مثلا ممكن تقول لها تطلقي؟؟
+
مزون مازالت تضحك: أووووه ..هذا أصلا أول شيء بتقوله.. وبتسوي فيلم هندي على سبته.. وبتبكي وبتصارخ وتعاتب
+
بس من اللي بيأخذ بكلام جميلة؟؟ أنت وخالتي اسمعوا من هنا وطلعوا من هنا.. مسيرها تكبر وتعقل..
+
أصابع منصور تيبست على هاتفه وضيق عظيم يتصاعد في روحه لم يظهر في صوته الحازم:
+
يا الله يأبيش ما أعطلش أكثر من كذا.. والله الله بالدراسة!!
+
أنهى اتصاله وألقى بالهاتف على المقعد الخالي جواره وهو يصر على أسنانه بقهر عظيم:
+
ليتني ما كلمتها!!
+
ليتني ما كلمتها!!
+
**********************************
+
في سيارة أخرى بعد ذلك بساعة
+
رجل آخر تشغل تفكيره امرأة أخرى
+
وما لا تعلمه أنه مثلها يعلق على السفر أمالا كثيرة
+
أنه سيفتح بابا جديدا للصفاء بينهما
+
يستنزفه اشتياقه لها
+
ويستنزفه ابتعاده عنها
+
ويستنزفه هذا الجو المتوتر حولهما!!
+
ولكن كرامته ماعادت تحتمل المزيد
+
فلأنها تعرف بتمكنها في قلبه.. ظلت تعبث به طوال هذه السنوات.. تقربه حين تريد وتبعده حين يريد
+
ولكنه قبل ذلك لم يكن يسمح لها أن تبعده.. كان دائما يقتحم حصونها التي تتمترس داخلها
+
كان دائما هو من يبادر للارضاء والمصالحة.. حتى مع شدة غضبه من موضوع تأخيرها للحمل.. لم تعتذر له هي يوما
+
جعلت لنفسها الأعذار في حرمانه من حقوقه.. أوجدت لنفسها كل عذر
+
بينما هو لم تجد له أي عذر
+
طوال السنوات الماضية.. عشقها كما لم يعشق رجلا امرأة.. لا يستطيع أن يكون جاحدا وينكر أنها تبادله المشاعر
+
فهو يعلم أن نجلا تحبه كما يحبها.. وكانت بالفعل كزوجة وأم وربة بيت بل كإنسان مثال رفيع للعطاء
+
ولكنها في الحب نفسه أنانية.. تريد أن تأخذ أكثر مما تعطي..
+
تعب من كل هذا.. يريد أن يكون إحساسها به كأحساسه بها.. يريدها أن تهبه مشاعرها بلا مقياس
+
كما كان دائما يغرقها في طوفان مشاعره بلا حساب..
+
فربما بعد تجاهله الأخير.. عرفت ذنبها في حقه
+
وربما يكون هذا السفر هو السبيل لإنهاء المشاكل العالقة بينهما
+
وهو غارق في أفكاره رن هاتفه..
+
التقطه.. لا يظهر له رقم.. فقط كلمة (مكالمة)
+
استغرب.. تناول هاتفه ورد
+
وصله صوت الطرف الثاني.. صوت ثقيل صاف النبرات: صباح الخير
+
صالح بهدوء رغم استغرابه: صباح النور
+
ذات الصوت الثقيل برزانة: حضرتك صالح بن خالد آل ليث الــ
+
صالح باستغراب فعلي: نعم؟؟ فيه شيء؟؟ ومن حضرتك؟؟
+
الرجل بنفس التبرة الثقيلة: معك وزارة الخارجية من مكتب الارتباط الخارجي.. ونبيك تجينا الحين..
+
صالح باستغراب: بس انا وراي طيارة..ومسافر بعد شوي
+
الرجل بحزم: اسمعني ياخوي صالح.. الموضوع ما يتأجل.. وبصراحة أنا اتصلت فيك
+
لأني ما أبي اتصل في الوالد.. لأني والله بعدني ما نسيت إللي صار لأبوك عندنا هنا قبل حوالي 4 سنين
1
والله إني وقتها ندمت إني اتصلت فيه.. تمنيت لو اتصلت بحد غيره منكم
+
فلو أنت ما تقدر تجي بأتصل في أخوك فهد.. الأرقام كلها قدامي الحين
+
تفجر قلق صالح عاتيا: لا أنا اللي بأجي.. لا تتصل في فهد
+
بس إبي وش دخله في السالفة.. وأنتو وش سالفتكم؟؟
+
الرجل بذات الحزم: تعال الحين وأنت بتفهم السالفة.. أنا بأحط اسمك عند السيكورتي عند الباب.. عطهم الاسم أول ما توصل وهم بيوصلونك لين مكتبي
+
صالح بقلق شاسع: زين أعرف على الأقل الموضوع وش هو
+
الرجل ألقى قنبلته التي تفجرت براكين عاتية مدمرة مصدومة في داخل صالح :
+
الموضوع يخص أخوك عــبــدالله..
2
#أنفاس_قطر#
+
.
+
.
