اخر الروايات

رواية بين الامس واليوم الفصل السادس 6 بقلم انفاس قطر

رواية بين الامس واليوم الفصل السادس 6 بقلم انفاس قطر



                              
"يمه شتهوجسين فيه؟؟" صوت جميلة الضعيف المبحوح

+



                              
عفراء تنتفض بخفة ثم تهمس في أذن ابنتها المتهالكة تعبا: جميلة يمه بيجي ولد عمش خليفة يكلمش

+



                              
جميلة بالكاد رفعت حاجبا علامة الاستغراب.. ثم همست بصوت مبحوح تماما:

+



                              
وش يبي يمه؟؟ وأشلون يكلمني؟؟ وليه يكلمني؟؟

+



                              
عفراء لم تستطع إيجاد إجابة مناسبة.. لذا همست بأكبر قدر من الطبيعية استطاعت أن تصطنعه:

+



                              
إذا جاء درينا.. كل حي ملحوق

+



                              
جميلة بتساؤل مرهق: وش قلتي اسمه يمه؟؟

+



                              
عفراء بنبرة طبيعية: خليفة يأمش

+



                              
سرح خيال جميلة نحو البعيد.. وهي تهمس بألم عميق مثقل بالحنين: خليفة على اسم إبي يمه

+



                              
كانت عفراء على وشك الرد عليها لولا أنها سمعت صوت زايد ينادي بعلو: يأم جميلة.. خليفة جا

+



                              
بدأت دقات قلب عفراء تتعالى برعب..

+



                              
بينما جميلة كانت سارحة في خيالاتها حتى سمعت الصوت الرجولي الغريب الذي جاءها من خلف الستارة:

+



                              
مساج الله بالخير يابنت العم!!

+



                              
تمنى زايد في أعماقه وبكل العنف ألا تجيبه.. وترفض الرد عليه

+



                              
فصورة علي يخرج منسحبا ثائرا مكسور النفس.. تعذب خيال زايد المثقل بالإحساس بالذنب والضيق

+



                              
ولكن أمنياته ذهبت أدراج الرياح وهو يسمع الصوت الخجول الضعيف الذي بالكاد يُسمع:

+



                              
هــلا

+



                              
جميلة ذاتها استغربت كيف ردت عليه

+



                              
شاب غريب لا تعرفه

+



                              
والموقف كله غريب

+



                              
ولكن نبرته الواثقة.. صوته الدافئ الحنون جعلها تشعر برغبة عميقة في البكاء

+



                              
وذكرى عظيمة صنعها لها زايد تقفز لخيالها

1



                              
لطالما أجلسها زايد في حضنه ليحكي لها عن والدها بحماس وانبهار

+



                              
رسم لها صورة خيالية لرجل فريد من نوعه.. أشبه ما يكون بأسطورة

+



                              
ترعرعت وهي تؤمن أن والدها هو هكذا..

+



                              
أسطورة لا تتكرر

+



                              
وهاهو بعض رائحة الأسطورة وحامل اسمه يأتيها اليوم.. بل حامل الجينات نفسها

1



                
جينات خليفة.. والدها.. أسطورتها

+



أفلا ترد عليه على الأقل؟!!

+



خليفة بذات نبرته الواثقة: مساج الله بالخير خالتي أم جميلة

+



عفراء حاولت أن ترد بطبيعية رغم إحساس الضيق الذي يخنقها:

+



هلا خليفة

+



أشلونك؟؟ واشلون إبيك وإخوانك؟؟

+



خليفة بهدوء حازم: طيبين ياخالة

+



ثم أردف بذات الهدوء الحازم: جميلة سمعيني عدل

+



أدري إنج تعبانة وايد وبتسافرين للعلاج

+



عمي أبو كسّاب وعياله ما قصروا طول هالسنين

+



وترا اهم الداخلين وأنا الطالع

2



بس ما تظنين يا بنت عمي إنه الطيور تحن لأعشاشها

+



أنا أبيج يا بنت عمي

+



ما بقى لنا من ريحة عمي خليفة إلا أنتي

+



تبين أنتي بعد تروحين عنا ؟!!

+



ما تبين ذكر عمي خليفة يقعد في هله وجماعته؟!!

5



"عرف هذا الخليفة من أين تؤكل الكتف.. عرف من أين يأتي لها

+



وأنا السبب.. دائما أنا السبب"

+



هذا ما كان يدور في بال زايد المصعوق الموجوع

+



خليفة... دائما كان المفتاح خليفة!!

+



ولكن من أين أتى هذا الشاب بهذا المفتاح؟!!

+



"وهل كان لديه غيره يازايد؟؟

+



أنت من أعطيته المفتاح

+



فإلى أين سيقوده المفتاح؟!!

+



وأي أبواب مغلقة سيفتحها به؟!!

+



جميلة يا بنيتي لا تخذلي علي كما خذلته

+



أنتي لم تعرفي خليفة كما عرفته

+



خليفة هو مجرد ذكرى لكِ.. ولكنه لي كان حياة وروح

1



لا تخذلي علي

+



لا تخذليه

+



إلا علي ياجميلة

+



إلا علي !! "

2



خليفة كان يتكلم.. ووجه جميلة الشاحب يزداد شحوبا.. بينما كان وجه عفراء قد امتقع تماما:

+



يا بنت عمي.. وربي اللي خلقني

+



إني أحطج في عيوني الثنتين

+



        

          

                
لا تحاتين شيء وأنتي معي

+



أنا أبوج اللي ما عرفتيه

+



وأخوج اللي ما يابته أمج..

+



كان يتكلم بثقة حنونة مختلفة مشتعلة بدفء غريب.. بعثت الرعشة في أوصال جميلة اليابسة..

+



هل هذا القلب يرتجف ودقاته تتعالى؟!!

+



"شتقولين يا بنت عمي؟؟

+



موافقة علي؟؟"

+



كان زايد على وشك التكلم.. لولا الكلمة الحادة السريعة المفاجئة التي صعقته حتى نخاع النخاع:

+



"مــوافــقـــة"

5



عفراء تهاوت على المقعد منهارة بينما سارع زايد ليهمس بحزم يخفي خلفه جزعا بات يخنقه:

+



يا بنتي ترا الخيار في يدش

+



وترا الشباب كلهم متقدمين لش

+



تبين علي وإلا خليفة؟؟

+



الصوت المبحوح نفسه يهمس: " أبي خليفة"

+



ليسود وجه زايد وتتسع إبتسامة الانتصار على وجه خليفة

+



الذي ما خطر بباله إطلاقا أن جميلة قد توافق عليه

+



كل ما أرده من هذه الحركة أن يُصعب الموقف قليلا على زايد وابنه

+



يفعل كما يفعلون حينما يحلو لهم التحكم في المصائر

+



وحتى لا يبدو غير جاد وهو يقف في وجه ابن زايد في موقف مصيري

+



كان لابد أن يتقن دوره.. ويتحدث كما يتوجب عليه في مثل هذا الموقف

+



ولكن لم يتوقع حتى لثانية واحدة أنها قد توافق عليه وهي لا تعرفه

+



مهما كان كلامه مؤثرا وصوته حنونا..

+



توافق!!

+



تـــوافـــق؟؟؟!!

+



"ماذا؟؟

+



هل وافقت عليّ أنا فعلا؟!!"

+



حينها ذهبت السكرة.. وحلت الفكرة!!

+



*********************

+



قبل سنتين

+



بيت عفراء

+



صوت كسّاب الغاضب يتعالى : أنا أبي أعرف بنتش هذي وش طينتها؟؟ ما تستحي على وجهها؟!!

+



عفراء بجزع: بنتي؟؟ ليه وش هي مسوية؟؟

+



كسّاب بذات نبرة الغضب المخيفة: فشلتني.. فشلتني.. خلتني في نص هدومي

+



        
          

                
تغيرت نبرة عفراء من الجزع للرعب وهي تمسك بجيب كسّاب: بنتي وش سوت؟؟

+



كسّاب بذات الغضب: الشيخة أمس متغدية في كوفي هي وصديقاتها ثنتين

+



متغدين بـ2500 ريال

+



نعنبو بنتش البطة ذي كلت المحل كله...

+



تدرين خالتي.. الفلوس والله العظيم ماهمتني وأنتي عارفة ذا الشيء زين..

+



والله ثم والله لو أنها شارية لها طقم ألماس بـ200 ألف ومرسلين لي فاتورته كان أهون علي من الإحراج اللي صار لي

+



كانت عفراء تريد أن تقاطعه لتتكلم ولكنه لم يسمح لها وكلماته تتدافع كسيل غاضب كاسح:

+



تخيلي راعي المحل يتصل لي ويقول لي ترا حساب غدا بنت خالتك وصديقاتها هدية من المحل

+



أقول له هي عازمة قروب صديقات.. يقول لي: لا بس ثنتين

+



ول عليها وش ذا الكرش اللي عندها؟؟ وأكيد صديقاتها مثلها

+



يعني يوم الشيخة مسوية روحها شيخة وعازمة البطات وما معها فلوس

+



كان كلمتني وجيت ودفعت.. مهوب تقول لراعي المحل إنها بنت خالتي كنها طرطارة تبيه يتصدق عليهم بثمن غداهم

+



ثم أنفجر بغضب أكبر وكأن بداخله مستويات من الغضب لا تنتهي:

+



وبعدين تعالي.. أنتي أشلون مخليتها تطلع مجمع وأنتي منتي بمعها.. أشلون؟؟

+



جزاها اللي بيحبسها سنة مايخليها تطلع مكان

+



كان مازال سيتكلم لولا أنه فوجئ بدوي هائل لشيء قُذف من الأعلى ليتحطم على مقربة منهم

+



كانت سلة ضخمة من الشوكولاته

+



ثم تلاها خمس ورقات كل ورقة من فئة الـ500 ريال

+



رفع رأسه ليرى جميلة تغطي وجهها بجلالها وتقف على حاجز الطابق العلوي المطل على الصالة السفلية وهي تصرخ: هاك أغراضك ياحيوان

+



الله الغني عنك.. لولا خوفي من زعل عمي زايد

+



وإلا والله ماعاد نقعد عندكم دقيقة

+



ترا أبي يوم مات.. خلا لنا خير ربي.. ماخلانا في حاجة لكلاب الشوارع اللي تعوي مثلك

2



كان كسّاب الذي أحمر وجهه غضبا ناريا على وشك الاندفاع للأعلى ليسحبها سحبا على الدرج

+



لولا أنها هربت لتغلق على نفسها باب غرفتها في الوقت الذي تمسكت به عفراء وهي ترجوه بحرارة: تكفى يأمك.. عشان خاطري أنا

+



        
          

                
لا تزعل منها.. هذي بزر.. وأنت قهرتها بزود

+



كسّاب كانت خلاياه كلها تنتفض غضبا: هديني يا خالتي..

+



يعني عاجبش سواتها.. مع شينها قوات عينها بعد

+



عفراء مازالت تتمسك به بكل قوتها.. لأنها تعلم أنها ما أن تفلته قد يركض لابنتها ليكسر بابها عليها.. فكسّاب حين يحتد غضبه لا يفكر مطلقا

+



همست عفراء برجاء أشد حرارة: خلني أنا أشرح لك

+



يأمك ترا الثنتين اللي مع جميلة أنا وأختك مزون

+



حينها تصلب جسد كسّاب بعنف وخالته تكمل حديثها: وترا غدانا كله كان بـ250 يمه..

+



بس أنا اشتريت لك من نفس الكوفي سلة الشوكلاته ذي

+



قصدي اللي بقي منها..

+



واشتريت سلة فخمة عشان تحطها في مكتبك الجديد لضيوفك اللي بيجون يباركون لك

+



عطيت بطاقتي لجميلة عشان تدفع وأنا ومزون رحنا للحمام

+



هي نست رقم البطاقة.. وانحرجت.. وهي تتكلم مع البنت اللي على الكاشير جاء صاحب المحل..

+



ارتبكت أكثر وصارت تقلب في شنطتها تدور فلوس

+



فطاحت من شنطتها بطاقتك اللي فيها كل أرقامك اللي أنت معطينا إياها..

+



فصاحب المحل شاف الاسم وسأل: وش يقرب لك كسّاب آل كسّاب؟؟

+



فهي قالت ولد خالتي.. فحلف ما تدفع شيء..

+



فانا جيت وأصريت أدفع وما رضى..

+



والمشكلة إني قبل ما نروح الحمام ناديت السواقة عشان تأخذ السلة توديها السيارة

+



أو كان رجعناها..

+



وللعلم إحنا كنا مجهزين الفلوس في ظرف بنخلي السواقة توديها الحين.. بس أنت جيت الله يهداك هداد علينا

+



بعد ذلك بقليل

+



عفراء تصعد لابنتها.. تطرق الباب الموصد عليها

+



همسها الخائف الباكي: من؟؟

+



عفراء بحنان: أنا يا جميلة.. كسّاب راح خلاص

+



فتحت الباب وهي تشهق: بيذبحني يمه.. بيذبحني..

+



عفراء تمسح شعرها بحنان: ترا كسّاب يعتذر منش ياقلبي.. ويقول العصر بيجيب لش هدية ماجا لبنت في الدوحة مثلها رضاوة لش

+



حينها ارتفعت شهقاتها: ماأبي منه شيء ما أبي شيء.. قولي له لا يجيب شيء

+



عقب اللي هو سواه كله يبي يجيب لي هدية..

+



        
          

                
ما أبي منه شيء.. ما أبي منه شيء..

+



عفراء تحتضنها بحنو: خلاص يأمش.. خلاص.. لا تزعلين

+



جميلة تبكي: إلا بأزعل وبأزعل..

+



والله العظيم لو إنها مزون اللي صاير معها نفس الموقف.. حتى لو كان زعلان عليها وما يكلمها

+



إنه ما يسوي لها ذا السالفة كلها..

+



إيه بنت بطن و بنت ظهر

+



عفراء تهدهدها بحنان مصفى: يامش ياجميلة.. عيب ذا الكلام..

+



كساب شايفش أخته الصغيرة وهذا من خوفه عليش

+



جميلة ترفع رأسها وتهمس بغضب بصوتها المبحوح: لا والله خايف علي؟!!

+



قصدش خايف على برستيجه قدام الناس..

+



وإلا أنا بالطقاق..

+



عفراء صمتت وهي تحتضنها وتمسح على شعرها..

+



لأنها تعلم أنها إن بقيت تحاورها وهي في حالة الغضب هذه فهي لن تقتنع مطلقا مع عناد المراهقين المتزايد لديها

+



وخصوصا مع تحسسها الغريب والمضاعف من وجودهم في بيت زوج خالتها..

+



فهي مع اضطرارها أن تغطي وجهها عن زايد الذي كانت تشعر به كأب فعلي لها..

+



وإحساسها بالغربة يتزايد ويتزايد حتى خنقها

+



فمهما كانت تشعر به كأب.. فهو لم ولن يكون والدها يوما..

+



فوالدها الذي لا مثيل له بين الرجال رحل... رحل

+



رحــــــــــــــل!!

+



وحتى زايد ماعادت تستطيع تقبيل رأسه أو دفن وجهها في كتفه لتشتم عبق رائحة دهن العود الدافئ التي طالما عشقتها فيه

+



لتمثل لها رائحة الأب الوحيد الذي عرفته..

+



حتى هذا الأب المبتور.. استكثر نفسه عليها!!

+



أ كلهم لابد أن يرحلوا ويتركوها؟!!

+



كانت الأفكار المتناقضة تتنازع روح جميلة المراهقة..وهي تستكين لصدر والدتها

+



لتهمس بخفوت ووجهها مختبئ في صدر أمها:

+



يمه أبيش توديني بكرة للدكتورة عائشة صقر تسوي لي برنامج ريجيم

+



عفراء بدهشة عميقة: ما يحتاج يمه ريجيم.. جسمش حلو ويجنن

+



جميلة بغضب طفولي: إلا أحتاج.. أنا دبة..دبة.. دبة

+



        
          

                
هل أردتِ أيتها الصغيرة شيئا تدفنين فيه فوضى التفكير؟!!

+



تشغلين نفسك فيه؟!!

+



أم أن هناك شيئا آخر؟!!!

+



*******************************

+



قبل أكثر من سنة

+



"بسش وقفي ذا الرجيم والرياضة... جننتيني.. خلاص صرتي جلد على عظم"

+



جميلة تركض على جهاز الجري وهي تشير لخصرها النحيل الشديد الضمور:

+



يمه ما تشوفين ذا الكرش كلها.. تكفين خليني على راحتي

+



عفراء بغضب ووجع: أي كرش يا غبية.. أنتي عمياء.. وحدة مثلش طولها 165 وزنها 42 وتقولين لي كرش..

+



قبل عشرة أشهر

+



" أنا حجزت لش موعد مع الدكتورة"

+



"أي دكتورة؟؟ وموعد لويش؟؟"

+



عفراء بحزم: الدكتورة اللي ألف مرة قلت لش بنروح لها وأنتي مني براضية

+



جميلة بعناد: ولحد الحين ما أنا براضية.. وش اللي تغير

+



عفراء بغضب كاسح نادرا ما رأتها جميلة فيه وهي تمسك عضد جميلة النحيل بقوة:

+



ورب العزة والجلال لو مارحتي معي برضاش.. لأدعي كسّاب يشلش للسيارة غصب

+



جميلة بجزع: بأروح يمه بأروح.. بس تكفين عيال خالتي لا تدخلينهم في شيء يخصني.. تكفين

+



قبل خمسة أشهر

+



"جميلة ياقلبي.. الدكتورة تقول الأحسن لو نروح لمصحة برا

+



بأكلم كسّاب يحجز لنا"

+



جميلة تنتفض رفضا: لا لا لا... أولا مافيني شيء يستلزم السفر

+



ثاني شيء حتى لو فيني

+



أموت ولا أروح مع كسّاب.. تبينه يتمنن علي وإلا يقعد يمسخرني في الطالعة والنازلة

+



عفراء برجاء: زين علي..

+



جميلة بذات العناد: ولا علي.. ولا حتى عمي زايد.. مانبي نثقل على احد

+



مهوب كفاية مستحملين غثانا ذا السنين كلها

+



عفراء بعناد مشابه: مهوب على كيفش

+



بتسافرين يعني بتسافرين ورجلش فوق رقبتش

+



جميلة بحزم مجنون: سويها عشان أهج من البيت ولاعاد تشوفين وجهي

+



        
          

                
والله العظيم لأهج من البيت

+



يائس هو الإنسان المصلوب بين قسوة أحبابه وبشاعة استخدامهم لسيطرتهم على قلبه..

+



حربٌ.. كل الاطراف فيها خاسرة!!

+



اليوم صباحا

+



عفراء تستعد لإخبار جميلة بخطبة علي لها.. توترها يغتالها

+



كم تمنت أن تحتفل بابنتها الوحيدة في ظروف طبيعية

+



وخصوصا أنها سعيدة بالفعل أن يكون نصيبها مع علي بالذات

+



فعلي رجل حقيقي.. حنون ومتفهم وتعلم أنها تستطيع أن تأتمنه على فلذة كبدها بكل ثقة

+



ولكن فرحتها بابنتها مبتورة وقاصرة.. عروس يُعقد قرانها في مستشفى لتسافر شهر عسلها على نقالة طبية!!

+



تتمنى فقط أن ينتهي كل هذا على خير ليعودوا جميعا للدوحة وجميلة استعادت عافيتها بمشيئة الله

+



"يمه.. يــ ــمـــ ــه..

+



خليهم يشيلون ذا المغذيات اللي تنفخ عني"

+



للتو صحت جميلة وهمست بصوتها المتقطع ارهاقا

+



عفراء ابتسمت وهي تميل على صغيرتها وتمسح شعرها بحنان مصفى:

+



اليوم يوم خاص.. طالبتش ما تقولين شيء ولا تعترضين على شيء

+



جميلة بتساؤل مبهم خال من الحماس: ليش خاص؟؟

+



عفراء بابتسامة دافئة: علي طلبش مني.. ولو وافقتي تملكتوا اليوم عشان يسافر معنا بكرة للمصحة في فرنسا..

+



جميلة شهقت بعنف.. ثم كحت لتستطيع سحب أنفاسها..

+



وهمست بدهشة عميقة متوترة:

+



علي يمه؟؟ علي ما غيره.. علي عمره مابين إنه يبيني..

1



ثم حاولت بفشل ذريع تجاوز دهشتها العميقة وتوترها الأعمق لأسباب خاصة بها وهي تهمس بغضب:

+



وبعدين أنا مابي أسافر.. ما أبي أسافر.. غصب هو

+



عفراء بتوتر: أول شيء علي هو اللي أصر عليش بنفسه.. والسفر عمش زايد اللي حجز وملزم تسافرين

+



وإلا تبين تزعلينه؟!!....

+



جميلة بهمس متعب وأفكارها تطوف في دوامات هائلة:

+



وعمي زايد موافق على زواجي من علي؟؟

+



عفراء بحنان وهي تمسح على شعرها: أكيد موافق

+



        
          

                
همست حينها جميلة بنبرة محايدة قدر ما سمح لها تعبها وتوترها وفوضى تفكيرها:

+



خلاص كيفكم يمه.. اللي تبون سووه..

+



لا تعلم مابها.. تشعر كما لو أنها تنفصل عن ذاتها.. ماعاد يهمها شيء..

+



فهي تشعر أنها توشك على مغادرة الحياة

+



فهل يختلف إن غادرتها آنسة أو زوجة لعلي؟!!

+



أو إن غادرتها في الدوحة أو فرنسا؟!!

+



المهم أن تكون والدتها وعمها زايد راضيين

+



ماذا بقي لها يربطها بالحياة سوى رضاهما؟!!

+



لا تنكر أنها في داخلها وفي عقلها الباطن.. تمنت أن تتزوج أحد ابني خالتها

+



لسبب وحيد

+



هو أن يصبح زايد والدها فعلا..

+



لتستطيع حينها الارتماء في حضنه بلا قيود

+



هكذا كان تفكير جميلة هذا الصباح فقط... فمالذي تغير مع خليفة؟؟

+



ما الذي تـــغـــيــــر؟!!

+



***********************

+



صالة بيت فاضل بن عبدالرحمن

+



بعد صلاة الظهر

+



يدخل فاضل وابنه عبدالرحمن عائدين من المسجد.. يستند فاضل على ذراع عبدالرحمن.. رغم أنه في غير حاجة للتسند..

+



فأبو عبدالرحمن في أواسط الخمسينات ومازال يتمتع بصحة رائعة فهو شديد الاهتمام بالأكل والمشي

+



عدا عن تولعه برياضة الصيد بالصقور التي لم يأخذ عنه تولعه فيها سوى ابن أخ زوجته تميم..

+



وهاهما الأب والابن يتهاديان.. بينهما شبه كبير.. ومن يراهما يعلم فورا القرابة بينهما..

+



طويلان.. ممتلئا الجسد.. لون بشرتيهما يميل لبياض بحمرة لطيفة.. لهما إطلالة رجولية جذابة.. وكلاهما يرتديان نظارة طبية!!

+



ولكن إن كان أبو عبدالرحمن ارتداها قبل سنوات لضعف في بصره.. فإن عبدالرحمن لا يعاني أي مشاكل في النظر

+



ولكنه اعتاد على لبس نظارة للحماية حين بدأ يُكثر من الجلوس أمام شاشة الحاسوب

+



حين كان يُعد اطروحة الدكتوارة.. ثم اعتاد بعد ذلك عليها!!!

+



فاضل مولع كثيرا بابنه عبدالرحمن..

+



فهو ابنه الوحيد الذي لم يرد الله لزوجته أن تسنده بآخر بعد أن أصيبت بمشاكل خلال ولادة شعاع أدت لتطورات أدت للعقم

+



        
          

                
لا ينكر أبو عبدالرحمن أن شبح الكثير من الأبناء الذكور يسندون كبره وشيخوخته ظل حلما يطارده بلا هوادة.. ولكنه كان يقمع دائما هذه الأفكار.. ليس من أجل أم عبدالرحمن ولا بناتها

+



ولكن من أجل عبدالرحمن.. وعبدالرحمن فقط!!

+



كره أن يؤذي مشاعر عبدالرحمن بإحضار زوجة أب

1



ثم بإنجابها أولاد آخرين قد يشاركون عبدالرحمن في محبته التي يجب ألا يشاركه فيها أحد.. ويجب أن تكون خالصة له وحده..

+



حينما سافر عبدالرحمن قبل سنوات للدراسة كاد يجن من الشوق له..

+



ولكنه مطلقا لم يحاول منعه من تنفيذ رغبته..

+



فرغبات عبدالرحمن كالسيف الذي لا يمكن معارضته أو حتى النقاش فيه

+



ثم أنه كان يجد له سببا ليزوره كل شهر.. رغم كراهيته الشديدة لتلك البلاد بعيدا عن أبله وصقوره

+



وهاهما يدخلان إلى البيت ليجدا جوزاء وشعاعا جالستين في الصالة السفلية.. تقفزان فور دخولهما احتراما لهما

+



بينما يصرخ أبو عبدالرحمن: اشعيع ووجع.. روحي جيبي القهوة.. وتعالي قهويني أنا وأخيش..

+



تسارع شعاع للتنفيذ بينما يستوقفها عبدالرحمن ويشدها وهو يقول لوالده باحترام:

+



وش قهوته يبه طال عمرك.. ماعاد إلا الغدا.. مهوب زين لك القهوة على كل حزة

+



يبتسم أبو عبدالرحمن ليهمس بمودة عميقة : إن شاء الله يأبيك.. على خشمي ولو أني مشتهي القهوة

+



يجلس فاضل وعبدالرحمن وهو مازال ممسكا بشعاع ويجلسها جواره..

+



تهمس له شعاع بمرح خفيض في أذنه: خلني أقوم قدام يلاقي أبيك سبب يكوفني عشانه

+



يهمس لها عبدالرحمن في أذنها بذات المرح: ياسلام على أبيك ذي.. ليه هو أبي بروحي يعني؟!!

+



شعاع بذات المرح المنخفض: الظاهر كذا.. وأنا وجوزا جينا بالغلط

+



قاطع حديثهما صراخ أبي عبدالرحمن: اشعيع ياللي ماتستحين قومي ضيقتي على عبدالرحمن

3



عبدالرحمن احتضن كتف شعاع وهمس بمودة: شعاع عصفور ما تضيق على حد

+



بينما كانت شعاع تفلت يد عبدالرحمن من كتفها برقة وتنهض لتجلس جوار جوزاء

+



أبو عبدالرحمن بابتسامة: هذا أنت قلتها عصفور.. يعني مافيها فود.. ماحتى هي بحبارى ولا أرنب نعشيها الطير

+



        
          

                
شعاع تهمس في أذن جوزاء بمرح لا يعرف هل هو مقصود أو موجوع: خوش إب.. يبي له أرنب وإلا حبارى بدالي

+



ثم أردفت شعاع بدات المرح الموجوع الهامس وهي تمسح على شعر حسن الجالس على رجلي جوزاء كالعادة

+



وهي تبقيه ملتصقا بها لا تعطيه فسحة للتنفس:

+



زين إنش جبتي ولد... هذا أبي يحب حسن الحمدلله.. لو جبتي بنت مهوب بعيد يحذفش أنتي وإياها..

+



جوزاء تهمس في اذنها بغضب: لا تبهتين أبيش.. صحيح أبي قاسي علينا شوي..

+



بس عمره ماقصر علينا..

+



أنا حتى يوم كنت عند عبدالله الله يرحمه كان كل ماجيتكم زيارة يحلف إلا يعطيني فلوس.. مع أني أحلف بس هو بعد يحلف

+



شعاع بسخرية مرة عميقة الوجع: والأبوة فلوس وبس؟؟!!!

3



******************************

+



الكورنيش

+



بالقرب من رأس النسعة

+



دار كساب طويلا.. قبل أن يخطر هذا المكان بباله

+



كان يعلم أن هذا هو مكان علي المفضل للجلوس

+



ولكنه لم يتوقع أنه قد يجلس هنا في هذا الجو الحار الملتهب

+



وعند الظهر تماما!!

+



مشروع ضربة شمس قاتلة باقتدار!!

+



اقترب من الخيال الأبيض حتى أصبح خلفه تماما

+



وضع يده على كتفه.. لم يتحرك مطلقا ولم يلتفت

+



همس كساب بود عميق: علي .. قوم نرجع البيت.. بتجيك ضربة شمس على ذا القعدة

+



همس علي بهدوء خالص: توني جاي من صلاة الظهر.. مابعد لي واجد وأنا قاعد هنا

+



كساب بذات الود: خلاص ماتبي نرجع البيت.. قوم نروح لمكان ثاني

+



نتكلم شوي!!

+



علي بذات الهدوء الروحي المصفى: كسّاب لا تحاتيني.. ماحد يأخذ إلا نصيبه

+



وأنا عمري ما اعترضت على شيء كتبه ربي

+



ما أنكر إني متضايق واجد.. بس شوي وأروق يأخيك

+



كسّاب بحنان عميق مختلف عن شخصيته الحالية : يأخيك مابعد صار شيء

+



وأنا متأكد مليون في المية إن جميلة مستحيل تختار حد عليك

1



كان كسّاب مازال سيتكلم لولا انه قاطعه رنين هاتفه..

+



        
          

                
التقطه بسرعة وهو يرى المتصل: بشّر يبه

+



..............

+



- ويش؟؟.. ويــــــش؟؟؟

+



اللي ما تستحي.. ناكرة الجميل.. الكــلــبــة (صراخ كسّاب الغاضب يتعالى)

2



..................

+



- إلا بأقول.. وأقول.. وأقول..

+



ذا العرس مستحيل أخليه يتم

1



تعيي من أخي..عشان تاخذ كلب مثلها ماحتى تعرفه

+



كان كساب ينهي الاتصال.. وهو على وشك الركض للمستشفى.. لولا اليد القوية التي أمسكت به والصوت الهادئ العميق الذي همس له:

+



والله ثم والله ماتسوي شيء.. ولا تقول شيء

+



مستكثر على جميلة حقها في الاختيار؟!!!

6



هذا أبسط حق من حقوقها..

+



هذي بنت يتيمة ومريضة.. ومستحيل أخلي حد يجبرها على شيء

+



ولو حاولت أنت تجبرها.. أنا بأوقف في وجهك

+



يعني أنت متمنن عليها إنه حن راعيناها ذا السنين..؟!!

1



راعيناها لأنه حن كنا محتاجينهم أكثر ماهم محتاجينا

+



أشلون كان قدرنا نعيش من غير خالتي عفرا؟!!

+



كسّاب بغضب ملتهب وكأنه لم يسمع شيئا: هدني يا علي.. هدني

+



خلني أوريها شغلها.. تظن إنها طلعت من شورنا؟؟

+



تبي تختار عليك.. تختار عليك أنت..

+



هدني.. هددددددددني

+



هددددددددددني

+



علي يمسك به بقوة وهو مازال يهمس بهدوء: امش نروح لسيارتك

+



خلنا نتكلم على قولتك..

+



كساب يحاول التفلت وهو يصرخ بغضبه العميق: خلني أوريها شغلها وعقبه نتكلم

+



علي بدا صوته يعلو بارتعاش موجع: أنا حلفت ياكسّاب.. حلفت

+



تبي تفجرني؟؟ .. تبي تفجرني؟؟ (يفجر= لا ينفذ الحلف)

+



هذي حشمتي عندك؟!!

+



خلاص يا كسّاب.. جميلة لو كانت آخر بنت في الدنيا طابت النفس منها

+



جميلة اختارت حد غيري ياكساب.. اختارت حد غيري

+



السنين اللي مضت كلها ما كان لها قيمة عندها

+



        
          

                
19 سنة ضاعت قدام كلمتين قالها لها ولد عمها

+



على ويش أتحسف ياولد أمي؟؟ على ويش؟!!

2



***************************

+



"يا الله قولي لي وش اللي مزعلش؟؟"

+



انتفضت كاسرة بخفة ثم ابتسمت وهي تهمس بعذوبة : ومن اللي قال لك إني زعلانة فديت عينك؟؟

+



الجد بعمق: بتدسين على أبيش ياكاسرة؟!!

+



أعرفش أكثر ماتعرفين روحش.. زعلانة وزعلش كايد بعد

+



كاسرة احتضنت عضده ووضعت رأسها على كتفه

+



وهمست بعذوبة مصفاة مغلفة بحنان عميق: مافيه شيء جعل يومي قبل يومك

+



الجد بحنان عميق: إلا يومي أنا قبل يومش.. وش حياتن ماأنتي بفيها يأبيش.. أمحق حياة.. كني ميت وأنا حي

+



جعل ربي ما يقوله

+



هتفت كاسرة بجزع: إلا جعل ربي ما يقوله.. تبي تروح وتخليني ياجابر؟؟ أهون عليك؟؟

+



الجد برجاء حازم: ها والله إنش زعلانة..كاسرة والله لما تقولين لي الصدق ذا الحين إن قد أزعل ليش..

+



لا تستطيع أن تخفي عليه شيئا وخصوصا حين يتكلم بهذه النبرة التي تذيب قلبها أو حين يهدد أنه سيغضب منها

+



لذا همست بطبيعية قدر ماتستطيع وهي تهز كتفيها: امهاب ضربني أنا ووضحى

1



ثم أردفت وهي تستدرك بسرعة: بس حن اللي غلطانين يبه.. نستاهل

+



ليس من طبع كاسرة أن تُركب نفسها الخطأ وخصوصا حين تعلم أنها على حق وصاحبة حق..

+



وكان صعبا عليها لأبعد حد أن تقول لجدها أنها من أخطأت لدرجة أنها تستحق الضرب

+



ولكنها فعلت ذلك من أجله.. من أجل هاتين العينين الغاليتين

+



لم ترد أن تغضبه أو تكدر خاطره.. أو تجعله يعنف مهابا من أجلهما

+



فهي قادرة على التصرف مع مُهاب بطريقتها الخاصة.. المهم ألا يضايق جدها أدنى شيء

+



ولكن محاولتها لم يكن لها فائدة لأن الجد انتفض بشكل مفاجئ

+



وهو يبحث عن عصاه ليتوكأ عليه وهو يصر على أسنانه بغضب عميق: الخاسي.. وينه.. وينه؟؟

+



يضربكم وانا عادني حي..إجل إذا متت وش بيسوي فيكم

+



وإلا ماعاد لي قدر ولا حشيمة؟؟

+



كاسرة تناست كل شيء عدا عبارة واحدة: كم مرة قلت لك لا عاد تجيب طاري الموت

+



        
          

                
الجد غاضب وموجوع: دقي على امهاب خله يأتي ذا الحين

+



كاسرة برجاء عميق: حلاص يبه فديتك.. موضوع وانتهى.. وقلت لك إنه حن اللي غلطانين وخذنا المقسوم

+



الجد بإصرار غاضب: قلت لش دقي عليه الحين.. يعني دقي عليه ذا الحين

+



**************************

+



مستشفى حمد

+



غرفة جميلة

+



زايد الموجوع أبدا الظالم والمظلوم ذهب ليحضر الشيخ ليملك خليفة في أسرع وقت.. ليستخرج عقد الزواج في الغد قبل سفر جميلة

+



مزون وصلت لتصدم بالاخبار التي روعتها

+



وهاهي تجلس صامتة في الزاوية تشعر بغثيان حقيقي وعيناها زائغتان..

+



بينما عفراء تهمس بحزم في أذن ابنتها: جميلة.. أنتي عارفة وش سويتي؟؟

+



اخترتي واحد ما تعرفينه على علي.. علي ياجميلة

+



عـــلـــي

+



هذا زواج يا بنتي.. زواج وبتملكين الحين ولا تقدرين تراجعين عقبها

+



زواج يا بنتي زواج مهوب لعبة..

+



جميلة بصوتها المبحوح المتقطع وهو تحاول تركيز النظر لوالدتها بنظرها الذي ضعف مع المرض:

+



أدري يمه إنه زواج.. وأنا خلاص أبي خليفة

+



عفراء تلقي سلاحها الأخير والأخطر: جميلة لو خذتي خليفة.. ماني برايحة معش فرنسا

+



إذا أنتي مستعدة تروحين معه.. أنا ماعندي استعداد أروح مع واحد ما أعرفه

+



جميلة صمتت للحظة وهي تصارع أفكارها وجنونها: بكيفش يمه

+



عفراء انهارت جالسة على الكرسي.. لم يخطر ببالها أن جميلة قد تختار هذا الخليفة المجهول حتى عليها.. على أمها!!!

+



كيف ستتركها تسافر لوحدها مع رجل غريب وهي بهذا الوضع الصحي المزري؟!!

+



كيف؟؟

+



كــــيــــف؟؟

+



ألقت هذه الكلمة وهي شبه متيقنة أن ابنتها يستحيل أن تسافر دونها

+



كانت متأكدة إن هذا السلاح سيجعل جميلة تتراجع عن جنونها المتمثل في الموافقة على خليفة

+



وإذا بها تتورط مع ابنتها ومع جملتها!!!

+



**************************

+



"أنا ما أبي عبدالرحمن ما أبيه

+



تكفى ما تغصبني

+



ولا تحطها في الشيمة

+



لأنك تدري بغلاك.. فلا تستخدم غلاك سلاح ضد أختك"

+



تنهد مهاب بعمق.. يبدو أنه سيحتاج للكثير من اللف والدوران:

+



ياقلبي يا وضحى

+



ما يصير تقررين مصير في دقايق

+



اخذي وقتش وفكري

+



وما عليش من غلاي.. لأنش عندي أغلى

+



وضحى بحزم رقيق: عبدالرحمن ماينفع لي ولا أنفع له

+



مهما حاولت أنسى أو اتناسى.. شبح كاسرة بيظل بيننا

+



أنا وعبدالرحمن مشروع زواج فاشل

+



والمشاريع الفاشلة الأحسن الواحد ما يناقش فيها

+



طول عمري حاطة في بالي عبدالرحمن وقباله كاسرة

+



مايصير أحطه قبالي أنا.. والله العظيم مايصير ولا حتى تركب الصورة

+



مهاب يستعد للمغادرة وهو يلتقط هاتفه الذي يرن.. سينهي الجولة ولكن ليس الحرب.. يهمس بحزم:

+



إذا بغيتي الصورة تركب..

+



بتركب يا وضحى

+



بتركب!!

+



************************

+



"خليفة يأخوي من جدك هاللي سويته؟!!

+



أنت في كامل قواك العقلية

+



البنية يقولون لك تعبانة ويمكن تموت

+



كان خليت ولد خالتها هو اللي ياخذها

+



السالفة مافيها لعب"

+



"جاسم اسكت عني

+



الله يلعنك يا أبليس

+



والله ما أدري وش هببت

5



وش هببت؟!!"

+



انتهى عقد القران

+



انتهى

+



أصبحت جميلة زوجة لخليفة المصدوم الذي لابد أن يبدأ بالتجهيز للسفر معها غدا

+



فقط هو وهي

+



هـــــو

+



و

+



هــــــــي

+



فقط

+



#أنفاس_قطر#

+



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close