اخر الروايات

رواية انت وحدك الامل الفصل الخامس 5 والاخير بقلم ملك عبدالله

رواية انت وحدك الامل الفصل الخامس 5 والاخير بقلم ملك عبدالله




وأنـت… صحيح ما مددتش إيدك عليّا زيهم، بس نفسيًا كسرتني.
تاني يوم جوازنا مشيت.
مشيت وسايبني لِدُوّامة لسه بحاول أستوعبها، وسايبني
لوحدي في وش أهلك وأهلي.
_ أمـك…
أمك كانت بتهينّي كل يوم، كل ثانية، كل لحظة.
كنت بقع قدّامها من التعب وهي تكمل قسوتها عادي، كإن ولا حاجة حصلت.
ولما حاولت أهرب؟
اتمسكت نزلت بوّختني وجرّمتني.
سألت نفسك ليه هربت؟
جربت مرة تيجي تسمعني؟
ولا أنت برضه بدأت تعنفني بكلمتين زيهم، من غير ما تفهم ولا حتى تحاول تفهم.
وبعدها…
عملت إيه يا سليم؟
سيبتني تاني.
سيبتني أواجه لوحدي.
خلّيتني أعيش نفس الرواية كل يوم… كل يوم!
هو واقف قدّامها، مش قادر يلومها، ومش قادر يتحمّل يسمع أكتر.
حاسس إنه اتخنق من كتر الوجع اللي خرج من كلامها، وهي لسه بتطلع جرح ورا التاني
إزاي استحملت؟
إزاي فضلت صامدة؟
وإزاي شافته في آخر الطريق زيهم
لا، أسوأ.
خانها في اللحظة اللي كانت محتاجة فيها تحس إنها متشالة على كتفه، مش متروكة.
جرحها بكلمة، بغياب، بخذلان، وبيرجع النهارده يسأل… بأي حق؟
قَرّب منها، العجز ظاهر في ملامحه مهما حاول يخبيه.
الحزن مالي صوته ونظراته، وبيحارب جواه ألف مشاعر.
_ليـه؟
ليه مقولتيليش من الأول؟
ليه مخبيّة عني يا روح؟
كنت هجبلك حقّك حتى لو كنتِ لسه مرات أخويا.
تخيّلي وأنتِ مراتي، ملكي
إزاي مجتيش؟
إزاي مقولتيليش؟
كنتِ خايفة مني؟
_ خايفة عليك تفرّق يا سليم بيه!
أنت عارف لو كنت اتكلمت كان إيـه هيحصلك… وإيـه هيحصلي
كنا هنمـ/وت ، زي ما أخـ/وك اتقتـ/ل لمجرد إنه كان عايز يتجوز عليّا.
_ إيــه…؟!!
صدمة سليم اتضاعفت، كأن الكلمات بتقع عليه صاعقة. حقايق كانت مدفونة، تقيلة، ومميتة بدأت تطلع واحدة ورا التانية، وهو مش قادر يستوعب.
_أخويا اتقتـ/ل بسبب أهلك؟! أنتِ بتقولي إيه يا روح…؟
ولأول مرة من سنين، بدأت تطلع الحقيقة من قلبها حقايق موجعة كانت شايلها في صمت، عايشة بخـ/وف ورعـ/ب لكن النهارده قررت تحكي، مهما كانت النهاية.
_ أخـوك اتقتـ/ل مش عشان اتقبض عليه ولا عشان الحكومة ضربته وهو بيهرب ده الظاهر بس
الحقيقية أبويـا هو اللي عمله كمين، سلّمه للحكومة بنفسه.
تنفست بعمق، كأنها بترجع تعيش المشهد تاني.
_ راح له وقاله إنه هيساعده، وهيطلّعه من كل اللي كان متورّط فيه أخـوك صدّقه لأنه كان آخر أمـل.
قاله يهرب لمكان مُعيّن، وقاله إن عربية هتكون مستنياه.
أخوك راح والعربية جات فعلاً.
بس اللي كان فيها ظابط… ظابط تابع لأبويا.
وهو اللي أطلق عليه الرصـاصـ/ة في راسه.
القضية اتقفلت على إنها شرطة… وهي كانت شرطة فعلاً، بس شرطة تابعة لأبويا.
سكتت لحظة، بعينين فيها وجع عمره سنين.
_ وعارف ليه أبويا عمل كده؟
عشان أخوك كان ناوي يتجوز عليّا… يخلف من غيري.
وأبويا مش ممكن يسمح إن أملاك اخـوك—اللي كلها د. م ناس—تروح لحد مش من ولادي.
فعمل اللي عمله عشان يحافظ على اللي شايفه مـلكه مستقبلاً.
رجّع سليم راسه لورا، بيحاول يستوعب يحاول يفهم بس.
طلع عايش في غابة، غابة حقيقية مش مبالغة.
أخـوه اتقتـ/ل، ومـراته كانت بتتعـ/ذّب على إيد أمه وأهله، وهو؟
هو كان بعيد… بعيد عن كل ده.
إزاي؟
إزاي ساب كل حاجة ومشي؟
ولو كان موجود… هل كان كله هيتغيّر؟
هل كان أخـوه هيعيش؟
هل كانت هي هتنجو من العـ/ذاب؟
مجرد التفكير هدّه، لكن غصب عنه حمد ربنا إنها دلوقتي بين إيده… معاه.
بس السؤال اللي قتله من جواه
إزاي يشيل عنها الوجع؟
إزاي يمسح آثار السنين اللي اتعذّبت فيها؟
إزاي ترجع تتطمن له من جديد؟
التفكير كان مدمّر، لكن أول خطوة كانت واضحة
لازم يتخلص منهم.
لازم يقضي على كل اللي أذوها، واللي قتلوا أخـوه—حتى لو أخوه كان غلطان، ليه حق… وهي ليها ألف حـق.
لازم تتطمن، لازم تحـس بالأمـان اللي اتسلب منها
بالراحة، بالحنية… بس هل ممكن تعيش معاه بعد كل اللي حصل؟
هل هترضى؟ هل هتحـبه؟
هو بيتمنى، ألف مرة بيتمنى…
لكن وجعها واقف قدام حلمه، صلب، زَي جدار.
وجعها كفيل يخليها تبعد… عن الدنيا كلها، وعنّه قبل أي حد.
" أَعطِني يدَكَ لأمسحَ بها حنايا قلبي،
فأنتَ الهوى يا حبيبتي،
وأنتَ عينٌ إذا هَوِيَتْ… عَشِقَت."
شهرين عدّوا عليها بشكل مُسالم.
الأحزان قلّت، الوجع خف، والراحة والحنية بقوا زيادة عن الحد.
الأمان والطمأنينة بقوا محور حياتها، وهي شايفة قدّامها راجل بيعمل كل حاجة عشان يرجّع ليها ثقتها… عشان يخليها تتطمن.
مجهوداته لا يمكن تنكرها ولا تقدرها كفاية.
شافِت معاه الأمـان والحـب—الحب اللي من يوم ما عرفته ما عرفتش شكله ولا طعمه.
أمان اتسلب منها في عز احتياجها.
طمأنينة اتمحت من حياتها في وقت كان الخوف بينهشها.
ستين يوم… ستين شمس وستين ليل عاشِتهم في جنة كانت مفقداها.
وأول مرة في حياتها تحس بالراحة الحقيقية
لا إهـانة، لا خـوف، لا ذل.
عاشت فيهم طفولة كانت محرومة منها.
كانت بتتمنى تكون طفلة ليوم واحد بس… يوم تعيش فيه ببراءة طفلة.
لكن في الشهرين دول الأمنية اتحققت.
وعنيها كانت شايفة إنها هتكمل طفولتها سنين…
معاه هو.
معاه هو وبس.
_جـاهزة؟
رفعت عينيها له… عيون بتلمع، مش من دموع ولا خوف، لكن من حب وامتنان وفرحة مش لاقية كلام يشرحها.
ملامحها لوحدها كانت بتتكلم.
_جاهزة يا سليم… وإنت جاهز؟
ضحك بخفة وغَمَز لها:
_ بتشكي في قدرات جوزك ولا إيه؟ عيب.
وبعدين… الحلوة معايا يبقى أكيد جاهز وسلاحي متعمر، متخافيش.
ضحكت، ضحكة خفيفة دافية.
في الأول كانت دايمًا بتصده، كانت فاكرة إنه بيشفق عليها
لكن مع الوقت اكتشفت إنه بيحبها، ومش هتكدب لو قالت إنه متيّم بيها.
اخدت نفس طويل، بس الخوف اللي جواها بدأ يتسرب من جديد، ورجع صوتها مهزوز:
_ بس… أنا خايفة يا سليم.
قرب منها، ومسَك كف إيدها بحنية تطمن:
_ليـه يا قلب سليم؟
إنتِ بس هتشهدي بكلامك.
الظالم لازم ياخد عقوبته… أياً كان مين
أنا معاكِ. متخافيش.
ومتقلقيش اتفقنا؟
بصّت له بنظرة كلها أمـل…
أمل متجدد، ويقين ثابت.
دعَت ربنا في سرّها إنه يبارك في يومهم ويعديه عليهم بعفو وعافية.
هي مش عارفة إذا اللي بتعمله صح ولا غلط
لكن لازم تحقّق العدالة.
لازم تواجه الحقيقة.
لازم تخلّص نفسها من ذنب إنها كانت بتتستر على مجرم حتى لو كان أبـوها.
علشان تنهي الخوف…
تقضي عليه.
علشان ترتاح—راحة تستمر باقي عمرها.
قاعة المحكمة كبيرة، هادئة بشكل يخوّف…
أول مرة تتعرض للموقف ده، كلمة "خايفة" قليلة جدًا لوصف شعورها.
هي دلوقتي هتشهد على أبـوها… أبوها اللي كان أول سبب في عـ/ذابها، دفنـ/ها وهي لسه حية.
خطواتها هي و سليم وهما داخلين بتدوّي في الصمت.
هي واقفة قدام باب القاعة، نفسها مضطرب، وإيدها ماسكة إيد سليم كأنها تستمد منه قوة آخرها.
نادي الحاجب بصوت رسمي:
_ القضية رقم ٢١٤…
المتهم: "سالم غانم سالم أحمد"
الشاهدة: "روح سالم غانم سالم."
أول ما سمعت الاسمين، قلبها وقع.
دلوقتي هي هتقف قدام أبوها… عيونهم هتتقابل، لكن المرة دي مختلفة.
مش هي الضحية، مش هتتهان، مش هتتظلم، ومش هتنجرح.
هي هتقول شهادة حق.
شهقات كل اللي موجودين كانت كفيلة إنها تتراجع.
أول ما سمعوا إن البنت هتشهد على أبـوها، انذهلوا… لكن هما عارفين هي كانت عايشة إزاي معاه.
الكل شايف إنه الضحية وهي الظالمة، لكن الحقيقة إنها هتفضل طول عمرها الضحية.
سليم قرب منها وهمس لها بحنية:
_ أنا هنا...متخافيش، وكل كلمة هتقوليها هي الحق.
مشيت بخطوات بطيئة لحد منصة الشهود.
حست كل العيون عليها، كل الوجوه، كل النظرات، وكل الذكريات اللي كانت بتحاول تهرب منها… رجعت دلوقتي.
القاضي رفع عينه لها، بنبرة هادئة لكن قوية:
_اسمك الكامل.
بلعت ريقها وحاولت تثبّت صوتها:
_ "روح سالم غانم سالم."
القاضي:
_ حضرتك مدركة إن شهادتك دي هتتسجل رسمي، وإن أي معلومة غير صحيحة هتعرّضك للمساءلة القانونية؟
هزّت راسها وهي بتحس إيدها بتتعرّق:
_ أيوه… مدركة.
وقف الحاجب جنبها وقال:
_ قولي:
" أُقسم بالله العظيم أن أقول الحق، كل الحق، ولا أقول غير الحق."
اتهزّت، لكن نظرات سليم كانت كفيلة تطمّنها وتشجعها.
قالت بصوت واضح:
_ أُقسم بالله العظيم أن أقول الحق، كل الحق، ولا أقول غير الحق.
بعدها القاضي سمح لها إنها تبدأ الكلام:
_تفضلي… احكي للمحكمة إيه اللي حصل؟
تنفست نفس طويل، مؤلم.
عنيها بتهرب للحظة ناحية سليم، تستمد منه القوة وهو بيومئ لها إنها تتكلم.
رجعت تبص للقاضي… وتحس وكأن سنين من القهر واقفة وراها.
**_ مش عارفة هل أنا مش خايفة وأنا بتكلم دلوقتي ولا بتظاهر بالشجاعة.
مش عشان واقفة في مكان ليه رهبة زي ده ولا عشان بشهد على الراجل ده اللي هو أبـويا.
خـايفة عشان أنا هتكلم عن معاناة عشتها عشرين سنة
عشرين سنة بعيش في سجن مليان ذل وإهـانة ووجـع وضـرب.
عشرين سنة كنت محرومة فيها من يعني إيه طفولة وحريّة.
مفتقدة كل مشاعر الحب والأمان.
عشرين سنة عشتها وكأني عندي أربعين ضعف عمري.
كبرت… والخوف كبر معايا.
كنت عايشة في خوف، في رعـ/ب
كنت بسمع تهديـ/دات، وكنت شايفة بعيني حاجات غلط حاجات مؤذية.
حاولت أهرب مرة اتنين وتلاتة وعشرة… لكن كنت بتمسك، وبعدها بمـ/وت من العـ/ذاب اللي كنت بشوفه.
أبشع أنواع العـ/ذاب الجسدي والنفسي.
اتعـ/ذبت وكنت بتمنى المـ/وت ألف مرة وأنا بتألم.
لما حسّ إن أنا مش هبقى زيهم قرر يجوزني لشخص شبهه، تاجر مخدرات، عشان يتحكم فيّا ويذلّني دايمًا.
ماكنش عندي أي اختيار أو حرية للرفض.
لو رفضت… كنت هتـ/ذبح، وده مش جديد على عيني للأسف.
عمتي "فاطمة غانم سالم أحمد"، اندبـ/حت قصاد عيني وعيون العيلة كلها، لأنها حبّت شخص وقررت تهرب معاه بعيد عن قرف وكذبة عيلتها… لكن فشلت.
اندبـ/حت على إيد الراجل ده" سالم غانم سالم أحمد"، بكل د. م بارد، ومفيش حد من اللي موجودين قدر يتكلم أو يهتز له جفن.
أنا كنت عايشة في مذبـ/حة… اللي بيتكلم فيها بحق، بيختار طريقة مـ/وته بأبشع الطرق.
مش عارفة هل أنا لسه خايفة عشان افتكرت كل ده… ولا خايفة إني أول ما أطلع منها هتقتـ/ل زي ما تم تهديـ/دي، من أخـويا "عمر سالم غانم سالم"، وعمي" أحمد غانم سالم أحمد"، و جوز أختي "عمار أحمد غانم سالم" ابن عمي.
إني لو فتحت أي كلمة… هتـ/ذبح زي عمتي فاطمة.
كنت شايفة إن شهادتي هتضيع حياتي… لكن السكوت ضيع قلبي قبل حياتي.
ده كل اللي عندي.**
صمت تقيل في القاعة…
القاضي يبص لروح لمدة ثواني، ملامحه ما بين الصدمة والجدية.
ثم قال بصوت ثابت، لكنه مش قاسي:
_ شهادتك سُجّلت كاملة في المحضر يا مدام روح.
المحكمة تقدّر شجاعتك في الإدلاء بما لديك… رغم الظروف اللي ذكرتيها.
رفع عينه على هيئة الدفاع والنيابة:
_ هيئة المحكمة ستتأكد من كل ما ورد في الشهادة، وسيتم استدعاء الشهود الآخرين، ومراجعة التقارير والتحقيقات.
بص لروح تاني بنظرة فيها احترام:
_ تقدري تنزلي يا مدام… ودورك في الشهادة انتهى حالياً.
وحرص المحكمة على سلامتك… أمر مضمون.
ثم يضرب بالمطرقة:
_ترفع الجلسة للاستراحة… خمس عشرة دقيقة.
قاعة المحكمة صامتة بالكامل…
الكل واقف، منتظر القرار النهائي.
روح قاعدة على مقعدها، إيدها ماسكة إيد سليم عشان تستمد منه قوة.
القاضي رفع عينه، صوته ثقيل وثابت:
_ بعد استعراض الأدلة، وسماع شهادة الشاهدة "روح سالم غانم سالم" ومراجعة التحقيقات، وجدت المحكمة الآتي:
المتهم الأول، سالم غانم سالم أحمد، مذنب في:
القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد،
التعذيب الجسدي والنفسي المستمر،
التزويج بالإكراه،
التهديد بالقتل للسيطرة على ابنته.
القاضي أومأ برأسه وأكمل بحزم:
وعليه، وبناءً على قانون العقوبات، المحكمة تحكم على المتهم الأول بالإعـ/دام شنـ/قًا.
صدمة، صراخ، همسات… مكنش مش قادر يحرك ساكن.
روح دموعها ملت عينها، بس قلبها انفجر داخليًا بالارتياح.
سليم قبض على إيدها وضمها بخفة.
القاضي رفع صوته مرة ثانية:
_ المتهمون الآخرون عمر سالم غانم سالم، أحمد غانم سالم أحمد، وعمار أحمد غانم سالم… مذنبون في تهديد شاهد وإعاقة سير العدالة، ومشاركتهم في أعمال عنف أسري ممنهجة.
وبناءً عليه، تحكم المحكمة عليهم بالسجن المشدد لمدة خمسة عشر سنة.
همس أحد المحامين:
_الحماية للشاهدة خلال وبعد تنفيذ الأحكام.
القاضي ختم:
_ترفع الجلسة… المحكمة تضمن سلامة الشاهدة، ويُبلغ التنفيذ فورًا.
المطرقة تُضرب.
صمت رهيب يعم القاعة.
روح نظرت لسليم، دموعها أخيرًا انسكبت… دموع الحرية والعدالة.
سليم حضنها، والابتسامة أخيرًا رجعت على وجوههم بعد كل سنوات الرعب.
همس لها بحنية:
_ مبارك عليكِ… مبارك يا كل عمري.
أخذها بعيدًا عن كل العيون اللي كانت عليهم.
معظمها كان مليان حقد وكراهية.
شاف أمه واقفة، والغِل ماليها وهي شايفة ابنها بيعمل المستحيل عشانها.
قرب منها بجمود وثبات وقال:
_ حق ابنِك الظالم رجع ادعي ربنا يتوب عليه رغم إني أشك.
وادعي لنفسِك ربنا يتوب عليكِ قبل فوات الأوان، عشان زي ما أنتِ شايفة
مصير كل ظالم نار جهنم… سواء في الدنيا أو الآخرة.
وادعي اللي ظلمتيهم يسامحوكي.
عن نفسي أنا مش مسامح في حق مراتي.
واتمنى دي تكون آخر صِلَة تجمعنا.
بعد فترة من الوقت، كانوا قاعدين في مكان خالي من البشر،
قدّام البحر، وقدّامهم مكان مجهز مليان ورد وشموع…
جو رومانسي مش معتاداه، لكنه كان خفيف عليها
مرفرف قلبها، وإحساسها معاه كان فريد ومميّز.
قال بابتسامة دافية:
_ إيه رأيك؟ اتجهز بكل حب لعيون الحلوة بتاعتي.
ردت وهي تضحك:
_ شكلك واقع.
غمزلها وقال:
_ واقع من زمان والحلوة عارفة بس بتتدلّع
بس مش مهم… ادلّعي على جوزِك.
ابتسمت باتساع، ورفعت إيدها على خدها:
_ طب الحلوة فعلاً حقها تتدلّع… معاها راجل يا بختها بيه.
فيه كل اللي كانت بتحلم بيه
أب، أخ، رفيق، زوج… وحبيب.
رفع حاجبه بدهشة خفيفة:
_ إيــه؟!! عيدِي تاني بعد زوج إيه؟
عيونها لمعت، ودقات قلبها زادت، وابتسامة على وجهها خلّتها تقول بحب:
_ حبيب… وأغلى حبيب.
سليم أنا كنت مفتقدة كل أنواع الشعور
الحب بالنسبة ليّ ولا مرة دق قلبي لأي شخص
إنتَ أول واحد أحبه قلبي... يتشدّ له، أحب كلامي معاه
أحب إنه يسمعني.
إنتَ الأمان اللي افتقدته من أول صرخة في طفولتي
أول خوف… أول ضربة… أول إحساس بالعجز.
إنتَ الأول… في كل حاجة.
قرب منها، مسك كفّ إيدها بحنية
وبحُب واصل لأعمق نقطة في قلبه وقال:
_ والأخير في كل حاجة يا حلوة… بحبك.
وهنا كانت لأول مرة يتم تجسيد كلمات كانت تسمعها وتتمنى للحظة أن تتحق عكسها
أن يزورها الزمن مرةً ويعطها الراحة والأمان.
كان ياما كان، كان ياما كان
كان ياما كان الحب مالى بيتنا
و مدفينا الحنان،
زارنا الزمان مرةً وأعاد لنا فرحتنا،
و الرّاحة و الأمان.
حبيبي كان هنا، مالى الدنيا عليّا.. بالحب و الهنا،
حبيبي يا أنا، يا أغلى من عينيّا..
واليوم، وهي تنظر في عيون أمنتها،
تعلمها جيدًا،
تعلم مدى الوصال والحب والصبابة،
تعلم بأن عمرها معه هو العشق، كظلٍ أصبح معها.
أنتَ وحـدك الأمـل.
تمـت.
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close