رواية اكرهك الفصل الثاني 2 بقلم ميريام عريفه
لحلقة 2
رفعت نظرها متجاهلة نظراته نحوها، فوجِئت برجل لا يتجاوز العقد الثالث يقف عند الباب ونظراته تكاد تفتك بما أمامه ، أرعبتها نظراته كثيرا. قطع تفكيرها إبتعاد "حسام" عنها المفاجئ وعاد إليها شعورها بالطمأنينة . ولكن ما إن غادرتها نظراته حتى حلّ صوته مزمجرا ضيفا على أذنيها.
" إنت ايه جابك لأوضتي ؟! وبأي حق تدخل ماغير ماأديلك الإذن ؟"
" والله قلت أساعدك ، شكلك مش قادر تستمتع لوحدك ." قالها ببساطة، بنبرة مستهترة وكأن ما قاله شيء طبيعي و عادي.
إعتلت عينا "رشا" نظرة مرعبة لم تعدها إن كان "حسام" وحش فماذا يكون هذا ؟؟! قاطعها "حسام " بصوت مازح " عيب يا "نبيل" ، دا أنا أخوك برضو ! بشرّفك ههههه" وغمز له.
لم يعره "نبيل " أي إهتمام وإنما تقدم خطوات و أمسك "حسام " من ذراعه قائلا " يلا بينا الشباب مستنيينا تحت . ومحضرينلك مفاجأة ولا في الأحلام "
إبتسم "حسام " ملأ شدقيه و وضع ذراعه حول رقبة أخيه وقال " تصدق ولا يمكن ألاقي حد متلك لو لفيت الدنيا كلها، "
ثم خرجا معا هكذا گأنّ ما دار بينهما من حديث لم يكن. إرتمت "رشا" على السرير گأنها وقفت دهرا وبدأت دموعها تنساب ، بكت وبكت وبكت كأنها لم تعرف الدموع قبلا . مضى ما يقارب الساعة وهي تبكي . ثم توقفت فجأة ، مسحت دموعها و أخذت تلملم فستانها من السرير. نظرت الى اللون الابيض والأحمر وكيف إمتزجا ليعطيان لوحة فنية رائعة ثم تذكرت ، رأته يقبل نحوها مترنحا و نظرات الرغبة تشع من عينيه ، تذكرت إرتجاف جسدها عند إقترابه منها . تذكرت رائحة عطره الممزوجة برائحة المشروب، كل شيء يصور كأنه يحدث الأن. غرفة مظلمة و ضجيج عال و موسيقى ، ثم ضحكاته الشهوانية. وضعت يديها على أذنيها تمنع صوته من الوصول إليها . لكنه تواصل وتواصل حتى سمعته يهمس في أذنها " إنت الليلة دي بتعتي " رمت نفسها من فوق السرير و مازالت في يدها قطعة الزجاج قربتها من معصمها ، الجرحان السابقان لا نفع منهما ، فلتجرب جرحا ثالثا ، جرحا يسكت الأصوات و يُذهبُ أنفاسه عنها ، جرحا بعده تشفى كل الجروح. بدأت تغرسه رويدا رويدا في شريانها حتى أتاها صوت ينادي وگأنه يقصدها ينادي عليها أنّ هناك من هو بجانبها معها ، لم ولن يتركها . رمت قطعة الزجاج من يدها ورددت " الله أكبر ، الله أكبر على كلّ من طغى وتجبّر " وقفت ، مسحت دموعها التي لم تعد موجودة و سارت نحو الحمام ، نظرت إلى المرأة ، رأت وجها شاحبا و سيولا سوداء تغطي وجنتيها. لم تكن هي في المرآة كان إنعكاس فتاة أخرى " رشا " القديمة لم تكن تعرف الحزن من بين السواد تنظر الى بصيص أمل وتتشبث به. تذكرت صديقتها " سارة " حينما شاكستها قائلة " والنبي ما تبطلي شغلانة الأمل دي ، في حزن في العالم يا " رشا " حسي بيه و بطلي تشوفي الدنيا وردي و بانبي و ورود وحب إلخ إلخ هههههه" إبتسمت رغما عنها ، تأكدت الأن أن الحزن موجود وأنها إستنفدت مخزونها من الفرح قبل أن يبتدي عمرها .
خلعت عنها الفستان بقرف واضح وكأنها تسلخ عنها وباءً حلّ بها . ارتمت في حوض الإستحمام و فتحت صنبور المياه ووقفت تحته . سيلان الماء كان يُنضّف جروحها الجسدية والنفسية بعد الربع ساعة تكلمت " مش أنا اللي واحد وحش زيو يدمرلي حياتي و يخليني مسجونة في بيتو و في أضتو ، مش أنا اللي وحش زيو يدمرني و يخليني أتمننى الموت وماطلهاش ، أنا خلاص ، دموع اليو م هي أخر دموع عندي ولا يمكن أبكي ، إنت سمعاني يا "رشا " خلاص البنت البريئة العبيطة ماتت و إدفنت جوة " وضعت يدها على صدرها " هنا دفنتها وهنا هخليها تشوف إنو الوحش حيدفع تمن اللي عملو تاني وتالت ورابع، و حقي حخدو منو ومن الناس ومن الدنيا كلّها . " أغلقت صنبور المياه و خرجت من الحوض إرتدت ثوب الإستحمام و تركت لشعرها العنان ، وقطرات الماء تتخلله. وقالت في نفسها وهي ترتدي ملابسها " اليوم إبتدينا اللعبة وخليها تكون لعبة فيها إنصاف، إنت وَحْشْ وأنا مابسكتشي عن حقي ، حدمّرك يعني حدمرك وخلي الدنيا تنصفك "
-------------------------------------------
أخذ أخاه و سارا معا نحو الدرج حين قاطعهما صوت رجل في العقد السادس يرتدي ثوب النوم و في يده كأس من الماء " إنت رايح فين إنت وهو ؟ هو أنا بيتهيألي ولا الليلة انت عريس ! " نظرا معا و في نفس الوقت الى مصدر الصوت. قال "نبيل " مازحا " خوفتني يا بابا قول حجة و كبست على حرامي ههههههه هو حضرتك ليه مانمتش لحد دلوقتي !" ،
"وبيردّ عليا كمان ! ياإبني الساعة ثلاثة الفجر وانت وهو رايحين فين ؟ إيه يا "حسام " بيه خلصت سهر مع مراتك قلت تنزل تسهر كمان ! "
"ليه بتقول كدة يا بابا هو أنا عملت إيه " قالها "حسام " بصوت مخمور متلعثم .
"شوفو يا ناس ! إبني ، "حسام مراد " بيسألني هو عمل إيه ؟ وليك عين تسأل يا واطي .؟ دا انت خليت إسمي على لسان اللي يسوا واللي ما يسواش من عمايلك السودا ! وإنت ناوي تعمل حاجة زيادة عاللي عملتو ؟ والله ، أقسم بالله يا "حسام " لو ماخليتكش تمشي عالسراط المستقيم مش هكون أنا "مراد حسين" "
نظر "حسام " لوالده مطولا يحاول فهم ما قاله ، سحقا للخمر مجددا ، ماذا يقصد بالسراط المستقيم ؟! قاطعه صوت "نبيل " قائلا
" بابا لو سمحت أجّل محاضرتك لبعدين ، أصل كتفي إتخلعت من البغل إبنك وأنا حملو ، خلينا نتكلم بعدين ، أساسا ماضنش "حسام" فهم حاجة ماللي انت قلتهالو ولا إيه يا "حسام " ؟
" هو السراط المستقيم في أنهو شارع بالظبط ؟ " قالها "حسام " و علامات الحيرة على محياه .
" مش قلتلك يا بابا خلي محاضراتك لبعدين "
"إمشو من قدامي إنت وهو ! يا رتني ما خلّفت و لا يوم فرحت فيكم ، انتو إيه عقاب ربنا ليا في الدنيا . نهايتي هتكون على إيدك إنت و أخوك. " تملكته غصة والدموع غي عينيه " روحوا ، أنا غلطت ولازم أتحاسب على غلطتي "
نظر كل من "حسام " و"نبيل " الى بعضهما و ضحكا مطولا ثم نزلا الدرج خطوة تلو أخرى .
جلس " مراد " على كرسي بجواره وتنهد " أنا إزاي سمحت لنفسي أخلق تنين وحوش وربيهم و خليهم يحرقو الأخضر واليابس ، يا ترى حناني وخوفي عليهم كان غلط ؟! انا كنت بعوضهم خسارة الحضن الحنين.
رفعت نظرها متجاهلة نظراته نحوها، فوجِئت برجل لا يتجاوز العقد الثالث يقف عند الباب ونظراته تكاد تفتك بما أمامه ، أرعبتها نظراته كثيرا. قطع تفكيرها إبتعاد "حسام" عنها المفاجئ وعاد إليها شعورها بالطمأنينة . ولكن ما إن غادرتها نظراته حتى حلّ صوته مزمجرا ضيفا على أذنيها.
" إنت ايه جابك لأوضتي ؟! وبأي حق تدخل ماغير ماأديلك الإذن ؟"
" والله قلت أساعدك ، شكلك مش قادر تستمتع لوحدك ." قالها ببساطة، بنبرة مستهترة وكأن ما قاله شيء طبيعي و عادي.
إعتلت عينا "رشا" نظرة مرعبة لم تعدها إن كان "حسام" وحش فماذا يكون هذا ؟؟! قاطعها "حسام " بصوت مازح " عيب يا "نبيل" ، دا أنا أخوك برضو ! بشرّفك ههههه" وغمز له.
لم يعره "نبيل " أي إهتمام وإنما تقدم خطوات و أمسك "حسام " من ذراعه قائلا " يلا بينا الشباب مستنيينا تحت . ومحضرينلك مفاجأة ولا في الأحلام "
إبتسم "حسام " ملأ شدقيه و وضع ذراعه حول رقبة أخيه وقال " تصدق ولا يمكن ألاقي حد متلك لو لفيت الدنيا كلها، "
ثم خرجا معا هكذا گأنّ ما دار بينهما من حديث لم يكن. إرتمت "رشا" على السرير گأنها وقفت دهرا وبدأت دموعها تنساب ، بكت وبكت وبكت كأنها لم تعرف الدموع قبلا . مضى ما يقارب الساعة وهي تبكي . ثم توقفت فجأة ، مسحت دموعها و أخذت تلملم فستانها من السرير. نظرت الى اللون الابيض والأحمر وكيف إمتزجا ليعطيان لوحة فنية رائعة ثم تذكرت ، رأته يقبل نحوها مترنحا و نظرات الرغبة تشع من عينيه ، تذكرت إرتجاف جسدها عند إقترابه منها . تذكرت رائحة عطره الممزوجة برائحة المشروب، كل شيء يصور كأنه يحدث الأن. غرفة مظلمة و ضجيج عال و موسيقى ، ثم ضحكاته الشهوانية. وضعت يديها على أذنيها تمنع صوته من الوصول إليها . لكنه تواصل وتواصل حتى سمعته يهمس في أذنها " إنت الليلة دي بتعتي " رمت نفسها من فوق السرير و مازالت في يدها قطعة الزجاج قربتها من معصمها ، الجرحان السابقان لا نفع منهما ، فلتجرب جرحا ثالثا ، جرحا يسكت الأصوات و يُذهبُ أنفاسه عنها ، جرحا بعده تشفى كل الجروح. بدأت تغرسه رويدا رويدا في شريانها حتى أتاها صوت ينادي وگأنه يقصدها ينادي عليها أنّ هناك من هو بجانبها معها ، لم ولن يتركها . رمت قطعة الزجاج من يدها ورددت " الله أكبر ، الله أكبر على كلّ من طغى وتجبّر " وقفت ، مسحت دموعها التي لم تعد موجودة و سارت نحو الحمام ، نظرت إلى المرأة ، رأت وجها شاحبا و سيولا سوداء تغطي وجنتيها. لم تكن هي في المرآة كان إنعكاس فتاة أخرى " رشا " القديمة لم تكن تعرف الحزن من بين السواد تنظر الى بصيص أمل وتتشبث به. تذكرت صديقتها " سارة " حينما شاكستها قائلة " والنبي ما تبطلي شغلانة الأمل دي ، في حزن في العالم يا " رشا " حسي بيه و بطلي تشوفي الدنيا وردي و بانبي و ورود وحب إلخ إلخ هههههه" إبتسمت رغما عنها ، تأكدت الأن أن الحزن موجود وأنها إستنفدت مخزونها من الفرح قبل أن يبتدي عمرها .
خلعت عنها الفستان بقرف واضح وكأنها تسلخ عنها وباءً حلّ بها . ارتمت في حوض الإستحمام و فتحت صنبور المياه ووقفت تحته . سيلان الماء كان يُنضّف جروحها الجسدية والنفسية بعد الربع ساعة تكلمت " مش أنا اللي واحد وحش زيو يدمرلي حياتي و يخليني مسجونة في بيتو و في أضتو ، مش أنا اللي وحش زيو يدمرني و يخليني أتمننى الموت وماطلهاش ، أنا خلاص ، دموع اليو م هي أخر دموع عندي ولا يمكن أبكي ، إنت سمعاني يا "رشا " خلاص البنت البريئة العبيطة ماتت و إدفنت جوة " وضعت يدها على صدرها " هنا دفنتها وهنا هخليها تشوف إنو الوحش حيدفع تمن اللي عملو تاني وتالت ورابع، و حقي حخدو منو ومن الناس ومن الدنيا كلّها . " أغلقت صنبور المياه و خرجت من الحوض إرتدت ثوب الإستحمام و تركت لشعرها العنان ، وقطرات الماء تتخلله. وقالت في نفسها وهي ترتدي ملابسها " اليوم إبتدينا اللعبة وخليها تكون لعبة فيها إنصاف، إنت وَحْشْ وأنا مابسكتشي عن حقي ، حدمّرك يعني حدمرك وخلي الدنيا تنصفك "
-------------------------------------------
أخذ أخاه و سارا معا نحو الدرج حين قاطعهما صوت رجل في العقد السادس يرتدي ثوب النوم و في يده كأس من الماء " إنت رايح فين إنت وهو ؟ هو أنا بيتهيألي ولا الليلة انت عريس ! " نظرا معا و في نفس الوقت الى مصدر الصوت. قال "نبيل " مازحا " خوفتني يا بابا قول حجة و كبست على حرامي ههههههه هو حضرتك ليه مانمتش لحد دلوقتي !" ،
"وبيردّ عليا كمان ! ياإبني الساعة ثلاثة الفجر وانت وهو رايحين فين ؟ إيه يا "حسام " بيه خلصت سهر مع مراتك قلت تنزل تسهر كمان ! "
"ليه بتقول كدة يا بابا هو أنا عملت إيه " قالها "حسام " بصوت مخمور متلعثم .
"شوفو يا ناس ! إبني ، "حسام مراد " بيسألني هو عمل إيه ؟ وليك عين تسأل يا واطي .؟ دا انت خليت إسمي على لسان اللي يسوا واللي ما يسواش من عمايلك السودا ! وإنت ناوي تعمل حاجة زيادة عاللي عملتو ؟ والله ، أقسم بالله يا "حسام " لو ماخليتكش تمشي عالسراط المستقيم مش هكون أنا "مراد حسين" "
نظر "حسام " لوالده مطولا يحاول فهم ما قاله ، سحقا للخمر مجددا ، ماذا يقصد بالسراط المستقيم ؟! قاطعه صوت "نبيل " قائلا
" بابا لو سمحت أجّل محاضرتك لبعدين ، أصل كتفي إتخلعت من البغل إبنك وأنا حملو ، خلينا نتكلم بعدين ، أساسا ماضنش "حسام" فهم حاجة ماللي انت قلتهالو ولا إيه يا "حسام " ؟
" هو السراط المستقيم في أنهو شارع بالظبط ؟ " قالها "حسام " و علامات الحيرة على محياه .
" مش قلتلك يا بابا خلي محاضراتك لبعدين "
"إمشو من قدامي إنت وهو ! يا رتني ما خلّفت و لا يوم فرحت فيكم ، انتو إيه عقاب ربنا ليا في الدنيا . نهايتي هتكون على إيدك إنت و أخوك. " تملكته غصة والدموع غي عينيه " روحوا ، أنا غلطت ولازم أتحاسب على غلطتي "
نظر كل من "حسام " و"نبيل " الى بعضهما و ضحكا مطولا ثم نزلا الدرج خطوة تلو أخرى .
جلس " مراد " على كرسي بجواره وتنهد " أنا إزاي سمحت لنفسي أخلق تنين وحوش وربيهم و خليهم يحرقو الأخضر واليابس ، يا ترى حناني وخوفي عليهم كان غلط ؟! انا كنت بعوضهم خسارة الحضن الحنين.
