رواية حبيسة قصر الوحش الفصل التاسع والعشرين 29 بقلم رحاب عمر
البارت التاسع و العشرون
..............
مر اسبوع كان ملئ بالضيوف و الاحباب الذي هلوا علي فيلتهم ليهنئوهم بزواجهم , وتعرفت فيه حسناء علي الكثير من عائلة والدها , واكتشفت انها من عائلة شامخه طيبة الأصل , اغلبهم من الطبقه المتعلمة من الاطباء و المهندسين و الاساتذة و غيرها , فقد كانت بنات عمها يزورونها يوميا برفقه احد اقاربها ليتعرفوا عليها , بالأضافه لسناء و حنانها و نرمين و نور الذين ارتبطت بهم حسناء اكثر و اكثر
حتي أتي موعد سفرهم إلي مكه لقضاء العمرة ثم إلي تركيا برفقه سميرة زوجه عمها و انجي و تسنيم , وفي الليله الاخيرة لهم قبل صباح اليوم الذين سيسافرون فيه , وبعد مغادرة الضيوف
بدأت حسناء في تجهيز حقائبهم , واثناء وضعها بعض الملابس الخاصه بحازم و جدت كيسا مغلقا جيدا مخبأ خلف ملابسه التي بالخزانه ,أ مسكته بتعجب وقلبته بيديها , انحنت شفتيها للأسفل دلاله علي عدم الفهم ثم وضعته مكانه ثانية دون ان تفتحه احتراما لخصوصياته , ولم تلحظ حازم الذي كان آتيا من الخارج وقف يراقب ماذا ستفعل
وعندما و ضعته مكانه , دخل و جلس علي طرف السرير وظل يتأملها بنظرات توحي انه سيسخر منها او يبدأ معها حديث يغيظها به
قالت له / بتبصلي كده ليه ؟
قال لها وهو يرفع احد حاجبيه / هسألك سؤال و تجاوبيني بصراحه
نظرت له بإستنكاروغضب / ليه ؟ هكذب يعني يا حازم؟
حازم / اكيد لا و اكيد هتجاوبيني بكل صدق , مع اني اشك في انك تجاوبي اساسا ,امممم انتي بتحبيني من امتي؟
تبدلت نظرت غضبها في الحال لنظرة متوتره خجوله , ثم ألتفتت تتظاهر بإنشغالها و قالت له / بعد ما اتجوزنا بيوم
قام من مكانه و هو يقترب منها ويقول / يا بت يا بكاشه , ده انتي لسه بتقولي انك مش هتكدبي
قال / خلاص يبقي بعد ما اتخطبنا الخوطبه الغريبه
قال / ما تجاوبي كويس بقي , هو انا بسألك سؤال و لا باخد رأيك في حاجه و بتعطيني اراء متعدد علشان اختار اللي يناسبني
قالت / لا ده اخر جواب عندي
اتجه للخزانه الخاصه به و هو يهز رأسه , ثم اخرج الكيس الذي وقع رهينه يدها من قليل ثم اخرج منه شيئا و هو يقترب منها و يضحك بجانب شفتيه و ينظر لها نظرة مستفزة
و عندما أصبح امامها مباشره أخرج ما في الكيس , كانت تلك الوقه التي طبع عليها وجهه و خطت عليه كلمات بيد حسناء بدماء قلبها و حروف حبها
رفعها مقابل وجهها و ابتسامته تتزايد , نظرت لها حسناء بصدمه و عينيها تتسع بشده , خبأت حسناء وجهها بكفيها و هي تقاوم خجلها الشديد و ابتسامتها التي تكشف عن تلك الجريمة ثم استندت برأسها علي صدره الفسيح الذي طالما سمح لها االعيش بداخله و النهل من حنانه و الدفئ بين ضلوعه
لفها حازم بكلتا ذراعيه بشده ثم قال لها بعد ان طبع قبله علي رأسها / انتي هتبطلي تتكسفي مني امتي؟ ده انا بقيت جوزك ولا لسه مأخدتيش بالك؟
ولكنها ظلت مختبأه داخله تخفي وجهها الدموي , انتظر قليلا ثم ابعدها عنه و قال لها و هو ينظر داخل عينيها / علي فكره انا كمان كنت بحبك من زمان ,
رفعت عينيها له و نظرت له نظره مكذبه فقال / والله بحبك من زمان , وكنت بتعذب زي ما انتي كنتي بتتعذبي, بس كنت خايف اني اعترفلك فتتحرجي مني و تضطري توافقي علي الارتباط بيا و انتي مش بتحبيني
قالت له بغيظ شديد / ليه مش بتحس خالص
قال لها و هو يميل شفتيه للأسفل و يهز رأسه / لا أعمي علي رأي واحده
انفجرت حسناء ضاحكه علي تذكرها لذلك الموقف وقالت له / انت اصلا حرام عليك ضيعت عليا فرحتي بالبحر , وبدل ما كنت عامله حسابي ان هقضي يومين ترفيه قضيتهم يومين نكد و عياط
نظر لها نظره مستنكره و قال بلهجه لازعه / يا خراشي علي ام قلب اسود , انت لسه فاكره
قالت و هي تتمالك ضحكاتها / ايوا لسه فاكرة و مش هنسي ابدا
قال حازم / حسناء ماتيجي نتمشي شويه في الجنينه
قالت / ماشي
أحضر حازم بعض المفاتيح بيده ثم خرج برفقه حسناء يتجولون بالحديقة التي تغيرت معالمها كثير عن ذي قبل , اضف لها العديد من الاشجار و الاعشاب و نافورة مائيه و اضاءات متعدده
قالت حسناء/ ايوا كده بقيت جنينه و قبل كده كنت بحس اني في الادغال , بس ايه الاوضه اللي جنب السور دي
قال لها حازم و هو يتجه نحوها / تعالي لما افتحهالك و تشوفي بنفسك
تبعته حتي وصلا , فتح حازم الباب و دخلا
فوجئت بصيدلية كبيرة تحت الانشاء , تطل من سياج الحديقه للطريق ولها باب ينفذ داخل الحديقه
نظرت له نظرة مليئة بكل شئ –تعجب – عدم استيعاب – متفاجأه – شكر – حب ...-
فقال لها / انتي من كتر اللي بتمري بيه نسيتي تصنعي لنفسك حلم تحققي فيه ذاتك ووانشغلتي بحلمي و شركتي و ساعدتيني في افكارها و تصميمها ورأس مالها وكفايه تشجيعك ليا – فدي صيدليه الدكتوره حسناء, علشان تحققي ذاتك و انتي في البيت لأني مش حابب بهدلتك و انك تيجي معايا الشركة
لم يكمل كلامه الا ووجدها تندفع نحوه و تطوق رقبته بشده و تبكي من شدة فرحتا
ضمها و ظل يربت علي ظهرها وقال للها / دي اقل هديه اقدر اقدمهالك مقابل وقوفك معايا في شركتي يا حسناء
ابتعدت قليلا وقالت وهي تمسح دموعها بأطراف اناملها / بس انت جبت الفلوس دي كلها منين , تكاليف الفرح و تشطيب الفيلا و الصيدليه
حازم / اولا الحمد لله الشركة الجديده ماشة افضل ما كنت اتخيل ثانيا انا صفيت الشركة التانية مع ابراهيم
قالت حسناء/ شكرا يا حازم
قال لها / واعمل ايه بشكراً دي , انا مش بوافق بالشكر اللفظي
فقالت وهي تبتسم وبقايا االدموع معلقه علي جفونها / عاوز ايه يعني؟
أشار بأصبعه علي خده لها فأقبلت ثم طبعت قبله خفيفه عليه
فقال لها بتبويخ مصطنع / هو عادي كده , اي حد يشاورلك بسهوله تبوسي كده
ضربته غي كتفه وقالت / اي حد ؟ ليه هو انت اي حد
ربت علي ظهرها وهو يبتسم وقال لها , طيب يلا علشان نلحق نتمشي شويه قبل ما نجهز الشنط وننام
خرجا من الصيدليه و اكملوا تجولهم , اتجهوا نحو المنزل الذي كانت تقيم به حسناء من قبل
قالت بطريقه طفوليه / مش معاك المفتاح ندخل نشوفه
قال / عامل حسابي, ندخل بيت السعد
قالت / ده بيت الدموع
حازم / دموع ؟
حسناء/ ياما بكيت فيه ليالي
فتح حازم و دلف للداخل ثم تبعته هي
وعندما دخلت تذكرت موقفها عندما ترك ملابسه و ذهب لإجراء مقابله , فقالت له وهي تضحك بشده / استني هحيكلك موقف فظيع
ثم جلسا متقابلان و بدأت حسناء في سردها و ظلت تخبره كيف ظلت تعارك ملابسه و تضربها و تعنفها ,وحازم يضحك بشده
وبعد ان انتهت قال لها / لو اعرف انك مجنونه كده و بتتكلمي مع الاقمشة مكنتش اتجوزتك
وقفت تنظر له بعينين تبعثان شررا فقال وهو يضحك بشدة / خلاص خلاص , ويلا نروح علشان ننام شويه
................................
كان يجلسان متجاورين ينظرون للكعبه بوجل و هدوء , يرددون بعض الاذكار و الأدعيه , قالت حسناء برجاء يخرج من قلبها / حازم , ادعي ان ربنا ميفرقناش ابداً
التفت لها حازم بتعجب وقا ل / ونفترق عن بعض ليه يا حسناء
نظرت امامها وقال بقلق مبالغ/ خايفه من ردة فعل مامتك لو عرفت بموضوع جوز ماما
التفت حازم امامه وقال بقلق وشرود/ ربنا يستر
صمت قليلا ثم تابع / خلاص يا حسناء , خلي باقي اليوم دعاء ان ربنا مش يفرقنا ابدا , بس عاوزك تعرفي ان لا يمكن استغني عنك ابدا ابدا و لا يمكن اتخلي عنك
قالت برجاء/ اوعدني يا حازم
قال بعينن متحديتين / اوعدك يا حسناء
..............................
كانوا يقضون ايام جميلة بتركيا بين التنزه و اوقات السمر و الترفيه , وكان حازم يتابع سير شركته عبر الانترنت , ما ساعده علي ذلك هو وجود الموظفسن القدامي الذين زاولوا العمل معه منذ سنين في شركته القديمة و بنيت بينهم مساحة كبيرة من الثقه و الاطمئنان بالاضافه إلي البرنامج المطور الذي اضافه حازم للشركة الذي يتم به تسجيل كل شئ بدقه و يبعث عبر الانترنت له
كانوا يجلسان في أحدي القوارب السياحيه , تتأمل حسناء البحر و مياهه الذين تعشقهم بشده , كانت تستعيد بعض ذكرياتها , من يوم مقابلتها لحازم و كيف جذب انتباهها و استرعي اعجابها به و كيفيه مقاومتهاالفاشله لحبه , ومن ثم حبه الغير واضح لها, وصدمتها يوم معرفتها بأنه زوج والدتها و كيف عثر عليها و صمم علي بقاءه علي عهده و خطبته لها بشكل غريب
تذكرت شئ حدث يوم الخطبه , تحسست رقبتها و هي تلتفت له و قالت / حازم , صحيح انت جبت السلسلة بتاعتي ازاي بعد ما انا بعتها
حازم / اولا شكرا علي موقفك في خطوبة نور و انك بعتي الحلق بتاعك علشان تشاركي من ورانا
اتسعت عيني حسناء بتعجب و قالت / عرفت منين
حازم/ نرمين شافت الفاتورة , فأنا لماانت مشيتي و مش معاكي فلوس و الاستاذ شوقي قال انك ماشية بمزاجك قلت اكيد هتبيع السلسله علشان تعرف تتصرف و خدت الفاتورة ورحت للمحل و فعلا لقيتك بعتيها نفس يوم ما مشيتي المغرب
حسناء بشرود / الحمد لله , انا كنت مقهورة و انا بابعها , شكرا يا حازم
........................
وبعد ان انهي حازم مراجعته لبعض الجداول , اغلق جهازه الحاسوب ثم اتجه نحو الفراش الذي كانت تستلقي عليه حسناء, جلس بجوارها و مرر يده علي رأسها بحنان ثم قال لها / قومي يلا يا حببتي , معدتش الا 3 ايام و نرجع مصر, تعالي نتمشي شوية و نتعشي بره
نظرت له حسناء بعينين مرهقتين / مش قادره النهارده يا حازم , خلينا بكره
قال لها حازم / طيب قومي نتعشي هنا
قالت / انا مش هقدر اتعشي معدتي تعبانه
ثم اكملت و هي تنهض بتعب / هعملك سندوتشات احسن تعبانه
قال حازم بقلق/ طيب قومي نروح لدكتور نكشف
قالت / لا ده شكله ارهاق من كتر الخروج و الفسح
ثم قامت من الفراش فقال لها / خلاص خليكي و هعملي انا لنفسي سند......
وقبل ان يكمل كلامه كانت حسناء طريحة الأرض فاقدة للوعي
قام بذعر و حملها بين يده و وضعها علي الفراش برفق و هو يردد بصوت مختنق/ حسناء , اوعي تروحي مني , حببتي فوقي , اصحي
اسرع بتوتر و رعب واحضر عطرا و نثر قطراته علي انفها , بدأت تستفيق تدريجيا
نثر بعض العطر حتي تستفيق اكثر فقالت بإشمئزاز وهي تبتعد بأنفها / اوف , بلاش الريحه مش طيقاها , هجيب اللي في بطني
نظر لها حازم بتعجب وقال / ده البرفان بتاعي اللي انتي بتحبيه
ولكنها و ضعت يدها علي فمها و اشارت له كي يساندها و اتجهت نحو الحوض تفرغ ما ببطنها
وبعد ان انتهت قال حازم بخوف / هتصل علي مرات عمك او انجي و لا تسنيم و نروح نكشف
اومأت بوهن فأسرع و اتصل علي سميرة فردت / السلام عليكم ازيك يا حازم
حازم وصوته يمتليء بالخوف و القلق / وعليكم السلام ازيك يا طنط
سميرة / الحمد لله , مالك صوتك قلقان كده ليه
حازم / حسناء تعبانه قوي, وكنت عاوز عنوان دكتور نروحله
سميرة بقلق/ خير ياربي , طيب انا هتصل علي دكتوره مصريه صاحبتنا و هاجيبها بالعربية و هاجي حالا
أغلق حازم الهاتف و اسرع نحو حسناء بقلق , ربت علي ظهرها بحنان و قال / حببتي حاسه بإيه
أومأت حسناء بوهن و هي مغمضة العينين فقال حازم بذعر/ ربنا يستر , حسناء انا قلقان عليكي قوي , طيب اعملك ايه علي ماالدكتوره تيجي, اعملك كوبايه مايه وسكر
ربتت علي كفه بحنان و اشارت له بلا
فقال / اومال هسيبك تروحي مني و انا واقف اتفرج
ابتسمت حسناء ثم قالت بوهن / متقلقش يا حازم , دي شوية دوخه
سمع صوت هاتف حسناء فأسرع نحوه و هو يقول / اكيد الدكتوره و طنط سميره
ولكنه وجد انجي المتصله فرد عليها / السلام عليكم
انجي / وعليكم السلام , حسناء مالها يا استاذ حازم
حازم بقلق / مش عارف تعبانه قوي
انجي / اوك انا و تسنيم جايين في الطريق حالا
اغلق حازم الهاتف و اتجه ثانية لحسناء و ظل يمرر يده علي رأسها و يردد بعض الادعيه حتي سمع صوت سيارة تقف بالخارج و من بعدها صوت قرع الجرس
اسرع يفتح الباب فوجد سميرة و معها الطبيبة
دخلت الطبيبة غرفة حسناء ثم قال / ازيك يا جميل مالك؟
حسناء بوهن / دايخة و علطول عاوزة اتقئ و مش طايقه ريحة حاجه و عندي مغص بيروح و يجي
ابتسمت سميرة فسألتها الطبيبه / ده فجأه و لا بقاله ايام
حسناء / من 10 ايام بس بسيط و زاد تدريجي لحد ما اغمي عليا النهادرده
ابتسمت الطبيبة و التفتت لحازم الذي يقف بقلق شديد وقالت / مبدئياً ألف مبروك احتمال كبير يكون حمل , لكن عاوزين التحليل ده علشان نتأكد و بعد كده هتابع مع طبيب نسا لو فعلا فيه حمل
امنلأ وجه حازم بالبشري و انفرجت شفتيه بإبتسمة عريضه وقال لها / ماشي يا دكتورة
وبعد ان غادرت الطبيبة و استأذنت سميرة كي توصلها بالسيارة و تعود لاحقا
اغلق حازم الباب و انطلق يجري كالاطفال من شدة فرحته , استلقي بجوار حسناء و ادخلها بين ذراعيه و هو يقول / الحمد لله الحمد لله
حسناء بفرحه و وهن / قوم يا حازم صلي ركعتين حمد و شكر
حازم / و هنطلع فلوس كمان , ده اجمل خبر سمعته في حياتي
ثم قام مسرعا و وقف بين يدي الله يحمده علي عطاياه , وبعد ان انتهي قال لحسناء/ ألأحق اعملي سندوتشين قبل ما بنات عمك يجوا احسن انا جعان
ابتسم حسناء وهي مازالت مغمضة العينين فقال لها / اجيبلك معايا سندوتشين
هزت رأسها نافيه فقال لها / لا عاوزك تاكلي علشان الواد بؤلظ يطلع واد حلو ومربرب
ضحكت بوهن و قالت / افضل اتكلم لحد ما يجوا
فتركها و اتجه مسرعا و لكنه قبل ان يصل سمع صوت الجرس, عاد ينظر لحسناء ببكاء مازح و اتجه بفتح لهم
دخلت الفتاتان و علي وجههم ابتسامة فرحه ثم قالتا لحازم / الف مبروك يا حازم
حازم / الله يبارك فيكم اتفضلوا
وعندما دخلتا لحسناء , اسرع حازم للمطبخ و قدم لهم علبتان من المياة الغازية ثم عاد سريعا ليعد لنفسه سدوتشا و هو يتصل علي سناء
حازم / السلام عليكم
سناء/ وعليكم السلام ازيك يا حازم
حازم / الحمد لله , باركيلي يا ماما , حسناء حامل
سناء وهي تزعد / الف مبروك يا حازم ربنا يتمملك علي خير يا ابني, ويقومها بالسلامة و يرزقك طفل سليم معافي و يجعله من الذريه الصالحه
حازم / احنا هنروح نعمل تحليل علشان نتأكد
سناء/ ان شاء الله حامل انا بدعيلكم في الصلاه علطول
حازم/ ربنا يخليكي
سناء/ بإذن الله يا ابني , انتوا هتيجوا امتي
حازم/ كمان يومين كده
سناء/ تيجوا بالسلامه و خلي حسناء براحه كده علشان ربنا يكمل علي خير
حازم/ ان شاء الله يا ماما
..................
خرجت سناء من المنزل تشتري بعض حاجيتها لكي تعد وليمة كبيرة احتفالا بعودة حازم و حسناء و حفيدها المنتظر
دخلت أحد محلات بيع الخضار بالحي , وعندما دخلت فوجئت بأكثر شخص لا تحب ان تراه في حياتها , زوجها الخائن بيومي
كان يقف يوليها ظهره و يتكلم مع صاحب المحل
استدارت وهمت بالرحيل و لكنها فوجئت بصاحب المحل يقول له / اهي , ام حازم اهي , كنت بتسأل علي بيتهم و هي جاتلك بنفسها
اسرعت سناء الخطي بإتجاه منزلها , تبعها بيومي بخطي مسرعه , مما جعلها تزيد في سرعتها اكثر
لحقها بعد عدة مترات وقال لها / حسناء فين يا سناء ,متخافيش مش عاوز من خلقتك حاجه , انا عاوز حسناء عاوزها تمضي علي حاجه
صعقت سناء مما سمعت , من اين له معرفته بأمورهم الشخصية وزوجة ابنه و هو تركهم منذ مده طويله لا يعرف عنهم شئ
استدارت وقالت له / سيبنا في حالنا , انت مالك ومال حسناء , انت تعرفها منين
ثم تابعت سيرها ثانية
وقف بيومي وقال لها بلهجة توضح مدي سخريته من سذاجتها / اه يعني متعرفيش بالموضوع بقي , ولا تعرفي ان حسناء بنت مراتي
توقفت سناء بصدمه , وتوقفت دمائها بعروقها , بل وتوقف العالم كل حولها
استدارت له بصدمه عارمة وقالت بصوت يكاد يسمع / بتقول حسناء ايه؟
قال بسخرية اكبر/ اه , هي و ابنك مستغفلينك ,...
لم تسمع ولا حرف اضافي مما قاله و اسرعت خطاها نحو منزل جارتها كي لا يعلم مكان منزلها و يهاجمها وهي وحدها
...............
خرجت حسناء برفقة حازم من المطار , بأرض الوطن بعد غيابهم عنه أكثر من شهر , عادوا حاملين معهم شخص اضافي سينتظر بأحشاء حسناء شهور ثم يأتي لدنياهم ليزيدهم بهجه و يضيف لأيامهم لون جديد من ألأوان الفرحه لم يعهدوه من قبل
قال حازم / براحه يا حسناء و انتي نازله السلم
حسناء / انا معدتش قادره خالص , دوخه فظيعه
حازم / انا هتصل علي ماما اعرفها اننا وصلنا
اتصل حازم علي سناء فلم ترد , فأعاد اتصاله ثانية فردت عليه نرمين/ السلام عليكم
حازم / وعليكم السلام نرمين ؟
نرمين بلهجه بارده / ايوا يا حازم
حازم بتعجب/ احنا وصلنا المطار و جايين في الطريق
نرمين / لا روح حسناء و تعالي حالا
حازم وبنبره يحاول جعلها طبيعيه حتي لا تقلق حسناء , فقد اكتشف كل شئ من صوت نرمين / ليه
نرمين / هتعرف لما تيجي
حازم / ماشي
وبعد ان اغلق المحادثه قال لحسناء/ ايه رأيك نروح الفيلا بتاعتنا الأول نريح شوية من السفر , احسن هنروح مش هنعرف ننام هتلاقي نرمين و نرو وسلامات و الذي منه
حسناء/ والله كنت عاوزة اطلب منك كده
........................
ادخل حازم حسناء الفيلا و اطمئنها انها نامت ثم كتب لها ورقه انه سيذهب لشراء بعض المستلزمات و الطعام و اتجه بقلب مكتظ بالقلق نحو والدته و لسانه لم يفتر عن ترديد الدعاء بأن يمر الموقف بسلام دون خسائر
وعندما دخل وجد نرمين تجلس تحمل ابنها بريسيبشن الفيلا و ملامحها تحمل الكثير من الغضب و العتاب
اقبل عليها و سألها بصوت منخفض / في ايه يا نرمين
نظرت له شذرا و قالت له / ادخل شوف ماما عاوزة منك ايه
قال لها و قلقه بدأ يتزايد / هي فين؟
نرمين / في اوضتها
اتجه حازم نحو غرفة والدته , وجدها تجلس علي السرير و تطوي الملابس
دخل بتوتر ظهر في نبرة صوته / ازيك يا ست الحبايب يعني مفيش حمد الله علي السلامة
قاطعته بصراخ / انت بتستغفلني انت و بنت الحرامية يا حازم , بتستغفلني ورايح تتجوز بنت اللي خطفت جوزي وسابتني زي الارمله و جوزي عايش و اكلت في بطنها ورثي يا حازم
حازم بصدمه / استغفلناكي ازاي , انت استفسرتي الاول وشفتي الحقيقه
قاطعته بصراخ / هتحكيلي الحدوته البايخه اللي مألفها انت وهي عليا , حازم مش عاوزة اسمع كلمة , ولو مطلقتش الحرامية دي هبقي غضبانه عليك ليوم القيامة ,ولا تدخلي بيت
حازم / ازاي اطلقها , واللي في بطنها
سناء/ لما تولد خده , انما والله والله يا حازم , هفضل غضبانه عليك , ولا ابني ولا اعرفك ان مطلقتهاش
حازم برجاء/ طيب اسمعي الأول
قالت بصراخ / مش هسمع و لا عاوزة اسمع , كفاية استغفال لحد كده
حازم / طيب وقوفي جنبك و شغلي من وانا طالب علشان محسسكيش بهم الدنيا و اربي اخواتي مش كفيل انك تسيبيني اختار اللي بحبها
سناء بصراخ / كل الخير اللي انت فيه ده بسبب رضايا عليك ودعائي ليك ليل ونهار وفي كل صلاة , ولو مطلقتهاش و غضبت عليك هتخسر أخرتك و دنيتك و هتشوف الفقر بعينك
وقف حازم مكبل اللسان , لا يعرف ماذا يقول حتي يهدأ والدته و يتفاهم معها
هم بالانصراف فقالت سناء / حازم , بعيد كلامي تاني لو مطلقتهاش هغضب عليك و هتخسر دنيتك و اخرتك
حازم / ماما , انا مش هرمي ابني , انا مش هروح الفيلا علشان متغضبيش عليا بس مينفعش ارميها علشان خاطر ابني
سناء/ استني لما تولد وطلقها , بس من النهارده تمشي ومش تعيش في خيرنا , كفايه اللي كلته هي وامها من خيري , حسبي الله ونعم الوكيل
حازم / همشي انا من الفيلا و هسيبها فيها
سناء بغل / لو ممشتش هروح اطردها بنفسي
حازم لينقذ حبيبته / تطرديها ازاي و الفيلا مكتوبه بإسمها
ضربت سناء بيدها علي صدرها و هي تصرخ عاليا / يا نهار اسود , مش كفايه اللي خدته , جايه تفقرنا تاني
حازم و هو يحاول تهدئة والدته حتي تجلس و تكف عن الصراخ / يا ماما , انا كتبت الشركة كلها بأسمي و بدلت فيلتي بفيلا ورثتها من عمها في تركيا علشان افتح فرع لشركتي هناك
ظلت سناء تردد / حسبي الله و نعم الوكيل مما اثار غضب حازم بشده وخرج و سكاكين تمزق بقلبه حزنا علي موقف زوجته المسكينه
اتجه لنرمين و قال لها برجاء/ نرمين , حاولي تتفاهمي مع ماما
نرمين بضيق / اتفاهم علي ايه يا حازم , علي ان ماما تتقهر كمان مره في حياتها علشان الست حسناء جايه تعمل علينا فيلم و احنا صدقناها بسذاجتنا و اتعاطفنا معاها
حازم / والله ما كذبت و لا عملت فيلم ,ولما عرفت مشيت و انا اللي دورت عليها و جبتها , وانتوا نفسكوا عرفتوا
نرمين / كان المفروض عرفتنا مش تسيبنا نعرف بعد فوات الأوان
حازم / ما هي عرفتني
نرمين / حرام عليك يا اخي , اومال لو مكنتش كبير و واعي ايام ما بابا سبنا ومشي , حرام عليك امك
حازم / طيب و هي حسناء ذنبها ايه
نرمين/ مش معقوله ان اللي دمرت حياتنا احنا ناخد بنتها ونعيشها في وسطنا و تعيش من خيرنا
خرجت سناء و قالت ببكاء / يعني انت عرفت و خبيت علشان تقهرني , امشي يا حازم و مدخليش هنا االا و في ايدك ورقة الطلاق
حازم برجاء / ماما أرجوكي اسمعيني
قالت بصراخ / امشي من وشي , امشي بدل ما ادعي عليك ,ولو رحتلها ولا كملت حياتك معاها والله لأكون غضبانه عليك , اشهد يارب قلبي غضبان عليه لو راح لها من ورايا , انا مش هطلع عليه بس انت مطلع
خرج حازم بقلب ممزق منكس الرأس بأسي شديد علي المسكينه زوجته و حبيبته التي لزم عليها الظلم من كل من تقابله في حياتها ظل يسير بالسياره لا يعرف له وجه , حتي تذكر شوقي , فإتجه مباشرة لمكتبه
وبعد ان اذن له دخل عليه بوجهه المكفهر / السلام عليكم
شوقي وهو ينهض ليصافحه / وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته , ازيك يا عريسنا
صافحه حازم بفتور وجلس مطأطأ الرأس فقال شوقي / تشرب ايه يا حازم
حازم بشرود / ولا حاجه , شكرا
شوقي وهو يتمعن بوجه حازم / خير يا حازم , مالك
رفع حازم عينينه الحزينتين و قال / ماما و اخو اتي عرفوا موضوع حسناء
ارتد شوقي بصدمة و قال / يا الله , ورد فعلهم كان ايه
حازم / ماما مصممه اني اطلقها , ومش راضيه حتي تسمعلي , والصدمة اني اختي نفس موقفها
شوقي / طيب سبني اروح اتفاهم معاها
حازم / مش دلوقتي , انا بس عاوز حضرتك تروح تتفاهم مع حسناء و تعرفها بالراحه و تقولها اني مش هتخلي عنها بس تستحمل شوية علي ما ماما تمتص صدمتها و احاول اتفاهم معاها , معلش ماما حالفه هتكون غضبانه عليا لو كلمتها
شوقي / وهتسيب حسناء لوحدها
حازم / ما تقلقش يا استاذ شوقي هتصرف , وعاوز حضرتك تكتب الفيلا بإسمها لأن ماما حالفه تطردها
شوقي و هو ينهض / طيب هقوم اروحلها , وهروح لمامتك اخر النهار
حازم / ماشي , ومعلش تعبينك معانا
شوقي / متقولش كده يا حازم , حسناء بنتي
وعندما هم شوقي بالرحيل وجد احد العملاء بإنتظاره بالخارج فأستأذن من حازم ان ينهي حديثه معه و يتجه لحسناء
........
خرج حازم من المكتب و توجه لمكتب توظيف عماله
طلب منهم حارسا و سائقا و ممرضه و خادمة و مربية , وألح علي صاحب المكتب ان ينتقي له اناس اصحاب ثقه
ثم خرج واتجه لأحد المولات و ابتاع الكثير من المأكولات و المشروبات و عاد ثانية للمكتب ظل منتظر حتي تم تجميعهم و أوصلهم بسيارته للفيلا
حدد لهم راتبهم ومكان بياتهم و حدد عمل السائق الذي سيجلب الطلبات و يقضي حاجياتهم و الحارس والذي يعرفه جيدا بسبب عمله معه اكثر من مره
ثم طلب من السيدات الدخول و التحدث مع حسناء و أوصاهم عليها جيدا خاصة الممرضه التي تربطها صلة قرابه بإبراهيم زوج نرمين مما أسار بقلبه بعض الطمئنيه
أعطي للممرضة ورقه مطوية مكتوب بها بعض الكلام و طلب منها ان توصلها لحسناء
ثم ترك الفيلا و توجه للأقامة بالشركة و تحويل غرفة مكتب حسناء لغرفة نوم و تعديل جدرانها بطلائها و اضافة الستائر الداكنة الثقيلة
.......................................
استيقظت حسناء علي صوت قرع الجرس , قامت تنظر بجوارها فلم تجد حازم , رأت الورقه المكتوب عليها انه خرج لقضاء بعض الحاجيات
وقامت بخطي مترنحه و قالت / شكله نسي المفتاح
فتحت الباب , فوجئت بالسيدات , سيدة في سن والدتها و اخري و اخري تظهر عليها ملامح الجنسية الفلبينيه و شابة
نظرت بتعجب و قال / خير ؟
قالت الممرضة هالة / احنا جايين علشان نشتغل هنا , تقريبا حضرتك حامل و تعبانه , فأنا الممرضة و الحاجة نجوي المربية و دي الخدامة
ابتسمت حسناء بهيام بسبب حرص زوجها علي راحتها وقالت / تعالوا اتفضلوا
قالت الممرضه و هي تتجه للداخل / اتفضلي دي ورقه الاستاذ حازم اعطهالي
التقطتها حسناء بتعجب , ثم تابعت سيرها معهم لتحدد لهم مكان بياتهم و تريهم المطبخ واجزاء المنزل
وبعد ان انتهت اتجهت لفراشها كي ترتاح , وتكمل نومها , وقبل ان تواصل نومها فتحت الورقه
وجدت خط حازم
تعجبت بشدة و بدأت تقرأ
" حببتي , اسف جدا , وقبل ما اشرحلك اي حاجه بوعدك و بجدد عهدي مع ربنا اني عمري ما هتخلي عنك لحظة , لكن ماما و اخواتي عرفوا الموضوع , وطبعا لسه تحت تأثير الصدمه , وانتي عارفه ان الموضوع صعب خاصة ان بابا كان واخد ورث ماما , فأعذريني مضطر ابعد علي ما ماما تهدي و اتفاهم معاها هرجع تاني , مش علشان بتخاذل معاكي لكن خوفا من غضب الأم , وأمانه عليكي خدي بالك من نفسك و من ابننا اللي في بطنك"
كانت دقات قلب حسناء تتزايد مع كل حرف تقرأه , حتي انهت من القراءه و قد بدأت تلهث بشدة , ثم انفجرت ببكاء شديد , لا تعرف ماذا تفعل و كيف تتصرف و قد بدأت الدنيا تعذيبها ثانية , كأنها اقسمت ان تذيقها كل انواع العذاب و كل مره تقسو عليها اكثر من سابقتها
ظلت ملقاه علي السرير علي وجها تبكي و تكتم صوتها داخل الفراش حسرة علي حالها , و تنعي نفسها شوقا مرير ستتجرعه الفتره القادمة لحبيبها الذي سيبتعد عنها لأجل غير معلوم
و اثناء بكائها سمعت طرقات علي باب الغرفة
اعتدلت و قامت مسرعه ظنا منها ان يكون حازم , فتحت بسرعه فوجدت المربية تقول لها / في واحد اسمه الاستاذ شوقي علي البوابه
قالت حسناء و هي تحاول ارتشاف دموعها داخل عينيها / خليه يدخل الصالون
ثم دخلت استعدت بلبس حجابها و اتجهت لأستقباله
دخلت و قالت / السلام عليكم
حازم و الأسي بادي علي صوته و وجهه / وعليكم السلام , تعالي يا حسناء اقعدي
جلست حسناء مقابله , دخلت الخادمة تحمل بعض المشروبات و الفواكهه
وبعد ان خرجت قال شوقي لحسناء / طيب عرفتي ان مامة حازم عرفت الموضوع
انفجرت عيون حسناء بدموع مصاحب لشقات مريره تخرج من صدرها و هي تخبأ وجهها بكفيها و تنحني للأمام
انتظر شوقي حتي هدأت قليلا ثم قال لها / حسناء لازم تبقي اقوي من كده , انتي كنتي عارفه ان الموقف ده هيحصل في يوم ,ويكفي ان حازم خايف عليكي وجايبلك جيش ياخد باله منك و كمان هيكتب الفيلا بإسمك علشان محدش يقدر يجي عندك و يزعلك
حسناء من بين تشنجاتها / ملحقتش افرح
شوقي بحزن / معلشي يا حسناء قدر الله , وهنسيب حماتك تهدي شوية و هنروح نتفاهم معاها لأنها رافضة النقاش تماما
مسحت حسناء دموعها و قالت / وحازم هيروح فين
شوقي / مش عارف , بس المهم انتي خدي بالك من نفسك لحد ما ربنا يسهل , ويلا تعالي علشان اكتب الفيلا بإسمك
حسناء / مش هينفع يا استاذ شوقي اضيع تعبه سنين
شوقي / طيب قومي بس اكتبها صوري كده علشان يوري الورقه لمامته
قامت حسناء طاعة لطلبه و قلبها يكاد يفتت لأشلاء من شدة حزنها
وبعد ان غادر شوقي قامت حسناء بدوار شديد و اتجهت لغرفة نومها لتبدأ اقامة دائمة داخلها , زاهدها حياتها , بإنتظار من سيعيد لها روحها حتي يمكنها مواصلة حياتها ثانية
..............
كان حازم يجلس بشركته امامه كومة كبيرة من الاوراق ولكنه لا يستطيع علي مزاولته لعمله بسبب نيران قلبه المستعره بسبب عناد امه و اصرارها علي انهاء زيجته بحسناء و عدم سماحها له بدخول فيلتها ثانية بدون ورقة الطلاق و فشل شوقي في فتح معها اي حوار و اتهامها له بالنصب بسبب عدم اخبارهم بحيقة الأمر من البداية
قام بفتور و اغلق غرفته و اتجه للغرفة المجاورة و استلقي علي الفراش ثم فتح هاتفه و ظل يشاهد صور حبيبته التي افتقدها بشدة و لم يعد بإمكانه بمزاولة حياته بعيدا عنها بالإضافه لكم القلق الذي يأكل بصدره من اجلها
وجد اسم نور يظهر امامه علي الشاشة قال / هي ناقصه لسانك الطويل يا نور
لم يرد فأعادت الاتصال عليه فرد مضطرا/ ايوا يا نور
نور / ازيك يا حازم , حمدالله علي السلامة
حازم / الله يسلمك
نور/ علي فكرة , انا معاك يا حازم , اوعي تتخلي عن حسناء, حسناء بجد طيبة ووقفت معايا كتير و مش هناخدها بذنب مامتها
حازم / ده مش ذنب مامتها , ده ذنب بابا
ثم بدأ يشرح لها كذب والدهم علي زوجته ان زوجته و ابناءه توفوا بحادث و انه اسرف في لعب القمار و المخدرات و نفذ ماله في ذلك و مآساه حسناء بسببه و بعد ان انتهي قالت نور/ انا عارفه ان حسناء ملهاش ذنب وكنت متأكده انها مشيت لما عرفت بس معرفش انها اتظلمت كده , ده اتظلمت اكتر مننا بكتير
حازم / ارجوكي يا نور حاولي تتفاهمي مع ماما و نرمين
نور/ والله يا حازم حاولت كتير بس بيقولولي انا محستش بغياب بابا علشان سابنا و انا صغيرة و كمان انت كنت موفرلي كل حاجه فمحستش بقهر ماما انما نرمين كانت مدركه و برضه اشتغلت و هي في الجامعه
حازم بحسرة / والله مش عارف اعمل ايه
نور/ اصبر شوية يا حازم , الموقف صعب و شويه وماما هتهدي و بس اهم حاجه عاوزة اروح لحسناء و ابقي جنبها , وصحيح مبروك علي الحمل
حازم / الله يبارك فيكي
نور/ طيب هي حسناء فين و انت فين
حازم / حسناء في الفيلا و انا بنام في الشركة
نور/ طيب تعالي خدني لو فاضي واروحلها شويه , انا في الجامعه
حازم / طيب هنزلك حالا
نزل حازم و اتجه مع نور لفيلته التي حبست بها حبيبته بها وحيده ثانية و كأن الوحده شئ لا يتجزأ من حياتها
قال حازم لنور / بالله عليكي يا نور خليكي جنبها , انا قلقان عليها قوي
نور/ حاضر متقلقش هجيلها علطول , كتر خيرها كنت بعاملها وحش ووقفت معايا في كل ازماتي و يكفي اني كنت باخد رأيها في كل حاجه و عمرها ما نصحتي الا بالخير لولاها كنت متجوزتش محمد
وصل حازم ونور للفيلا فنزلت و قبل ان تدخل قال لها / نور و انا هقف هنا شوية , اطلعي و خلي حسناء نبصلي من البلكونه
نور / حاضر
ظل حازم منتظر بعض الوقت حتي ظهرت له نور ومن بعدها حبيبته تتلفت بلهفه بحثا عنه
خرج من السياره و ظل ينظر لها بشوق فظيع , حتي رأها تنظر له و تكاد تقفز من الاعلي لتصل له و يديها ترتفع و تنخفض لعينيها بإستمرار لتمسح دموعها المتواصله
اقتربت منها نور وظلت تربت علي ظهرها بحنان
شعر حازم بدموعه ستغلبه أمام الماره بالطريق , فنظر أسفو دخل سيارته , ثم انطلق و هو يختطف لها اخر نظره يمكن ان يراها فيها
دخلت حسناء و هي تنتحب بشدة و نور تساندها , جلست علي سريرها و جسدها يهتز بعنف أثر تشنجاتها العنيفه
نور وهي تربت علي ظهرها / اهدي يا حسناء , صدقيني هنلاقي حل , متعمليش في نفسك كده
توقفت حسناء بصعوبة عن البكاء ثم وقفت و هي تقول / انا لازم اروح لمامتك و افهمها علي كل حاجه و هي طيبة و متفاهمه و اكيد هتعذرني , وانا و الله اتظلمت اكتر منكم , حرام اتظلم بسبب باباكم مرتين
قامت نور وقالت لها / اوك و انا هاجي معاكي ,وربنا يهدي ماما , معلش استحملي عصبيتها شوية
حسناء ببكاء/ هستحمل , مستعدة استحمل اي حاجه , اهم حاجة حازم ميضعش مني
.......................
اتجهت نور و حسناء بسيارة السائق لفيلا سناء , كانت حسناء تردد الدعاء و التوسل لله منذ ان خرجت من منزلها إلي ان وصلت
نزلت من السياره , شعرت بلحظة توتر و كادت تتراجع , ولكنها قالت بتحدي داخل نفسها / مش هسيب حازم يضيع مني ,ولا هسيبه يبعد عني ولو ليلة واحده
وتبعت نور للداخل , رأت نرمين تجلس بريسيبشن الفيلا , همت ان تتجه لها ولكنها فوجئت بها تنهرها بنظرة حارقة وتركتها و دخلت الغرفة و اغلقت الباب خلفها
وقفت لحظة تستوعب صدمتها من فعلة نرمين التي لم تكن تتوقعها , عندما وجدت نور علام الارتباك ظهرت علي ملامحها و يديها التي بدأت تفركهم ببعضهما استحثها علي المتابعه و قالت / تعالي يا حسناء , ماما زمانها فوق
ولكن جاءت الصدمة الكبري , اذ سمعوا صوت صراخ سناء يسبقها و هي في اتجاهها إليهم بعدما سمعت نور تنادي بإسم حسناء/ اخرجي , اخرجي بره بيتي , حرام عليكي ,امك سرقت جوزي و فلوسي و انت جايه تكملي عليا , اخرجي
تماسكت حسناء و قالت لها بصوتها المهتز / طيب ارجوكي اسمعيني الأول و ابقي احكمي
سناء و هي تشير لها بأصبع السباب لبوابه الفيلا / مش عاوز اسمع , و لا عاوزه حاجه في الدنيا انك تخرجي , تخرجي من بيتي ومن دنيتي , كفايه اللي عملتيه انتي و امك , لسه هسمع ايه تاني
حسناء و بدأ البكاء يتخلل طبقات صوتها / طيب بس خمس دقايق , هقولك كلمتين و بعدها احكمي ,ولو قلتيلي اخرجي هخرج
سناء/ ولا دقيقه و اخرجي من بيتي و من دنيتي و من حياة ابني
نور و هي تشير لوالدتها بأن تهدأ / يا ماما اهدي بس..
قاطعتها سناء و هي تولول / اسكتي , قلبي هيبقي غضبان عليكي لو اتكلمتي في الموضوع تاني يا نور
لم تستطع حسناء الوقوف أكثر و خرجت و بكائها يعلو بشدة
لحقتها نور وقالت لها / معلش يا حسناء , صدقيني يومين و العمل هيبقي اهدي و هنحاول معاها تاني
حسناء / ماشي يا نور , انا هروح لحازم الشركة
نور / طيب يا حسناء و انا كل ما هفضي هجيلك
ركبت حسناء السياره و طلبت من السائق التوجه لشركة حازم
صعدت للطابق العلوي , كان قلبها يسبقها عبر الطوابق المتتاليه شوقا لزوجها و حبيبها , كان عقلها يقلب الافكار ,كيف سيكون لقاءه لها و ماذا ستقول له و كيف سيكون رد فعله
, فوجئت به يجلس بالغرفه التي كانت تخصها و قد امتلأت بأساس غرفة نوم
ما ان رآها حتي قام وجلس علي مكتبه , تبعته للغرفه المجاورة , وقفت علي باب الغرفه تنظر له بعيون دامعه , منتظرة منه ان يتحدث و لكنها وجدته يستند بمرفقية علي المكتب و يجبأ وجهه داخل كفيه و يحاول كتم صوت بكاءه
ألتفت حول المكتب و انحنت عليه , قبلت رأسه و احتضنته بذراعيها
قال لها و هو مازال يخبأ وجهه / اقعدي يا حسناء , احنا في مكان عمل
عادت حسناء ثانية و جلست علي الكرسي مقابله , ظلت تنظر له و هي تمسح دموعها المتتاليه و تنظر له بإنتظار ان يتكلم
بدأت تشنجاته تهدأ ولكنه مازال مختبأ خلف كفيه , فقالت له / اتكلم يا حازم
قال له / كل اللي عاوز اقوله كتبتهولك في الورقه
قالت و بكائها بدأ يزيد / ورقة, في لحظة كده يا حازم, في لحظة حياتنا اتبدلت و اتخليت عني , امال فين وعودك ليا , فين عهدك اللي اخدته علي نفسك قدام الكعبه
قال / انا متخلتش عنك يا حسناء, انا بعتلك خدامة و ..
قاطعته / واعمل بيهم ايه , انا مش محتاجه حد في الدنيا غيرك , لو بعدت عني يبقي الدنيا كلها اسودت , طيب علشان خاطر اللي في بطني يا حازم
حازم وبدأ يزيد في بكائه بعدما هدأ / حسناء , انا عمري ما هقدر استغني عنك ,وبعدي ده بقتلني من كتر قلقي عليكي , بس والله غصب عني, خايف من غضب امي عليا , خايف من ربنا يا حسناء
ثم بدأ نحيبه يعلو
قامت حسناء و قالت له / عامة انا هروح , بس علشان تكون عارف , انا كده مش هقدر اعيش ,واعتبرني بدأت اموت تدريجي
ثم ألتفتت تجر خلفها قلبها المكدث بخيبة الأمل و الحسرة و الألم
وبعد ان غادرت ظل جسد حازم الضخم يهتز بشدة , ثم قام و ظل ينظر عبر الجدار الزجاجي , بإنتظار نزولها من الشركة ,حتي رأها تركب السياره و تبتعد , وضع كفيه علي جانب رأسه و نفضهما بحسره و ترك الغرفه و دخل لفراشه يخبأ قلة حيلته و قهره بين الأغطية
.................
تتابعت الايام و سناء متمسكة بموقفها الصلب رغم محاولة الجميع لها , وبقيت نور تواصل زيارتها الشبه يوميه لحسناء تواسيها و تطمئن عليها و تطمأن حازم عليها , ايضا كي تسنح الفرصة امامهم ان يروا بعضهما عبرالاسوار
تدنت حالة حسناء الصحية و تدهورت بشدة , واصبحت لا تستطيع وضع اي طعام ببطنها و تابعت الممرضه زيارتها للطبيبة النساء برفقة حسناء بسبب حالتها المرضية الشديدة
كانت بنات عمها تتصلن بها من وقت لآخر حتي يطمئنوا عليها فكانت تتظاهر بأنها بخير و كل شئ علي ما يرام , فكل شخص عنده ما يكفيه من انشغالات و مسؤليات و ايضا حتي لا يحملن اي ضغينه في قلبهن لحماتها , كي لا تتغير معاملتهم لها ان تم الصلح يوما و سامحتها حماتها ولكن اصبحت الحياة بالنسبه لها مستحيلة التحمل خاصة بمعرفتها ان ام حازم مصممه علي طلاقها عندما اعادت محاولتها ثانية وذهابها لها تطلب منها التريث و السماع لها
و أيضا ساءت حالة حازم النفسية كثير بسبب بعده و حرمانه من حبيبته وقلقه عليها بسبب تدهور صحتها كما تخبره نور بالإضافة إلي رسائل والدته له بغضبها عليه ان لم يطلقها وعدم اتاحة لأحد فرصه بالتحدث معها بالموضوع وتوضيح الأمر
كانت حسناء في الفتره الاخيرة تبعث بالكثير من الرسائل لحازم بأن ينهي القطاع و انها لا تقدر علي المزيد مما ضاعف حزنه و احساسه بالألم و الحسرة , وجعله غير قادر علي متابعة عمله بالشركة و ترك الامر برمته للموظفين
واثناء جلوسه يوما جاءه أحد المسؤلين بالشركة و قال له / يا فندم في عجز كبير في ماليات ماركة..... وشاكين ان حد بيهرب اجهزة او بيبعها لصالحه
قام حازم بغيظ و نزل للطابق الذي به تلك الماركة و ظل يصيح بالموظفين و يفرغ بهم غضب متراكم بقلبه ما يقرب من شهر كامل , حتي تبادل معه الصياح احد الموظفين و تطور بينهم الشجار حتي ضربه حازم وتسبب بنزف في أنفه و خرج الموظف متوعد لحازم بأن يكون سبب في غلق شركته
صعد حازم بغضب لحجرته و اثناء شروده بذلك الموقف وجد رسالة من والدته
فتحها فوجده بها كلمات " لو مطلقتهاش في خلال يومين هكون غضابنه عليك , اللي انت فيه ده استغفال ليا اكتر و اكتر علشان استسلم"
قذف بالهاتف بعنف أرضا و قال بغضب و هو يضرب بيده بعنف علي رأسه / ياربي , ايه اللي انا فيه ده , ايه اللي بيحصلي
...................
كانت حسناء تجلس مستنده علي وسادتها بغرفتها و التي لم تخرج منها منذ اسبوع بعدما انقطعت نور عن المجيئ و اعتذارها بسبب امتحاناتها , وايضا انشغال بنات عمها بإختبارات ابنائهم و وظائفهم المختلفه
سمعت صوت عالي بالخارج , قامت بقلق و اتجهت للردهة , وجدت سناء أتت لها ,وقفت متحجره تنظر بعينين خائفتين لها و هي مقبلة
وقفت سناء مقابلها وقالت / انتي لسه قاعدة في بيت ابني ليه , مش قلتلك تبعدي عن حياتنا و تنسي ابني خالص , انتي لسه قاعده هنا ليه , علشان تكوني عارفه هتطلقي من ابني يعني هتطلقي, فأمشي بكرامتك بدل ما اطلع عليكي اللي امك عملته فيا
تضاربت افكار حسناء و هي في مواجهة تلك المرأة , وجدت كل من يعمل بالفيلا يقفون و ينظرون له بتعجب , تلجم لسانها داخل فمها
تابعت سناء / اخر انذار ليكي يا حسناء, يا تطلبي الطلاق بنفسك و تبعدي عن ابني وتخرجي من هنا ,يا إما هتخرجي مطروده
قالت حسناء محاوله التماسك و جعل صوتها طبيعيا / الفيلا دي بإسمي, مش همشي منها
اشتعلت نيران سناء و هاجت بها قائلة / صحيح بنت الحرامية هتكون ايه غير حرامية زيها , حسبي الله و نعم الوكيل , منك لله
ثم خرجت من الفيلا تاركة خلفها بقايا حسناء المهدمة , وقلبها الذي لم يعد به سوي بعض الفتات
دخلت حجرتها و اغلقت الباب علي نفسها , ثم دفنت نفسها داخل الفراش وظلت تنتحب علي تعقد الأمور مع مرور الوقت
قالت بنفسها , انا هتصل علي تسنيم هي اكتر واحدة بعرف اتكلم معاها
رنت عليها و لكنها لم ترد , فعاودت الاتصال و ايضا لم ترد
فوضعت الهاتف بجوارها و جلست بشرود , دخلت عليها الممرضة و ثبتت لها الجلكوز بيدها و اعطتها دوائها ثم خرجت
وجدت تسنيم ترد علي الهاتف , فردت بسرعه / السلام عليكم
تسنيم و صوتها مختنق / وعليكم السلام , ازيك يا حسناء
حسناء/ الحمد للله , مال صوتك متغير
تسنيم / مفيش, عادي شوية دربكه كده , انتي عارفه الحياه الزوجيه شوية كده و شويه كده
حسناء/ معلش يا تسنيم
تسنيم / يلا الحمد لله , لازم شوية كده وشوية كده
شعرت حسناء بالحيرة , فتسنيم لم تصارحها بمشاكلها , فكيف تضع هي هم علي همها
فغيرت مجري الحديث / طنط سميرة عاملة ايه؟
تسنيم / والله تعبانه بقالها كام يوم و مش عارفه اروحلها و انجي عندها ابنها دايما بتعب ايام الامتحانت محدش بيعرف يكلمها الايام دي
سمعت حسناء صوت نداءات عبر الهاتف ثم قالت لها تسنيم بتوتر/ طيب يا حسناء , هكلمك بعدين , معلش هقفل دلوقتي
حسناء / ماشي يا تسنيم ربنا معاكي و يهديلك الأمور
أنهت حسناء المكالمة ثم ارجعت رأسها و اغمضت عينيها بألم و حسرة و ضياع
تنهدت بحرقه ثم ظلت تقلب برسائلها الراجية التي كانت تبعثها لحازم في الأونه الاخيرة و لم يرد علي واحده منهم
قالت بصياح مكتوم / لا كفايه , حرام انا عملت ايه علشان يحصلي ده كله , انا كده معلقه , لازم ياخد موقف ايجابي شويه مع مامته و يفهمها
قامت بكل ما لديها من قوة و انتزعت سن الحقن المثبت بأوردتها بعنف ثم قالت للمربيه
خلي السواق يجهز , وعاوزاكي معايا
ارتدت اسدالها و نقابها و استقلت السياره بإتجاه شركة حازم حتي تنهي تلك القطيعه اما بالعيش طبيعيا , اما كل منهم في طريقه
وصلوا للشركة فصعدت بمفردها للطابق الذي يجلس به حازم والذي كان مثل الثور الهائج
عندما رأها قال لها / حسناء , روحي دلوقتي
وقفت مقابله / مش هروح الا و انت معايا , لازم نتكلم ضروري
قال لها / ارجوكي مش ناقص , روحي روحي
زادت في اصرارها مما اضطره للذهاب معها
وعندما وصل للفيلا قال لها /ممكن تدخلي دلوقتي بقي
قالت له / انت ليه موقفك سلبي , ليه مش بتواجه مامتك, هنفضل زي المنفصلين لحد امتي
حازم / مش راضيه تواجه و لا بتسمح لحد يكلمها
حسناء / والمفروض بقي افضل كده زي المعلقه مرمية لوحدي
حازم بعصبية / ايوا , قلنا اصبري
حسناء بعصبية مشابهه / لا مش هصبر , حرام كده كتير قوي
قال حازم بنفاذ صبر / عاوزه ايه دلوقتي يعني يا حسناء
وقفت حسناء منتصبة و قالت بلهجه صلبه / طلقني
لم يشعر حازم بنفسه الا و يده ترتفع بشده ثم تطبع علي وجه حسناء صفعه شديدة افقدتها التوازن و قعت ارضا
ظل حازم ينظر لها بعدم استيعاب و عينيه مصدومتين و صدره يعلو ويهبط بشدة
قامت بضعف و دخلت داخل الفيلا
جلس حازم علي احد الكراسي الحجرية الملاصقه للفيلا و خبأ وجهه بكفيه بحسرة وحزن
واثناء جلوسه وجد ورقه تلقي أمامه , التقتطها ثم فتحها فوجد مكتوب بها بحروف مرتعشه " ما دام الحياه من غيرك صعبه يبقي الموت اهون"
طواها بعنف وفرمها بأصبعيه و هم ان يقذفها و هو يقول / ارجوكي متصعبيش عليا الدنيا يا حسناء , ولكنه فوجئ بشئ اسود كبير يسقط أمامه
وقف متصلبا يحدق بذعر غير مسوعبا لما حدث , احقا سيفقد حبيبته
هرول لها و كشف عن وجهها فوجد وجهها شاحبا و عينيها مغمضتين و جسدها منساب تماما و قطرات الدماء تسيل من فمها , احتضنها لصدره و هو يزأر بصوته الذي دوي بالمنطقه كلها / لااااااااااااااااااااا
ابعدها ثانية ينظر لوجهها الذي لا يوحي بالأطمئنان , احقاً ماتت حسناء , هل ستخلو حياته منها منذ اللحظة , ظل يهزها بشده وهو يهتف بجنون بأسمها كي تستفيق , ولكنها كانت كمنديل ورقي بين ذراعيه , منسابه تماما , وكأن عظامها انتزعت من داخل جسدها
تركها حازم و ظل يحوم كالمجنون , يضرب بيده كل شئ حوله و يصيح , صدمته التي ختمت مدة شوقه الطويله لها جعلته يفقد صوابه و يتصرف بالطريقه الاصح بعدما تخيلها فارقت الحياه و تركته وحيدا
اجتمع الحارس و الخادمه و الممرضة مسرعين علي صوت صراخه , افزعهم مظهر حسناء و هي ملقاه عي الأرض
هرولوا تجاهها , تحسست الممرضة نبض قلبها ثم قالت لحازم تحاول تهدأته / هي حيه , متقلقش , بس عاوزين عربية بسرعه
لم يكن وضع حازم يسمح له بالقيادة , فإتصل بسرعه علي ابراهيم
ابراهيم / السلام عليكم
حازم وصوته غير مفهوم من شدة البكاء/ تعلالي بالعربية بسرعه الفيلا
ابراهيم / بتقول ايه مش فاهم
حازم و هو يصيح / تعالالي بالعربية الفيلا بسرررعه
ابراهيم بفزع / ليه , ومالك في ايه
حازم بصراخ و قهر / حسناء انتحرت , حسناء ماتت علشان ماما ترتاح
صاحت الممرضة / انت لسه هتستناه و تشرحله , اتصل علي اسعاف بسرعه
سمعها ابراهيم فقال له / طيب هتصل علي اسعاف , و هبقي اتصل اشوفك رحت مستشفي ايه
اغلق حازم الهاتف ثم اسرع لحبيبته التي لا يعلم موقفها من الحياه , اتبقي معه تكمل معه حياته ام انها ستستأذن للرحيل و تبقيه فاقد لروحه و هو علي ظهر الأرض
جسا بجوارها , ومسك يدها و ظل يضربها برفق و هو يقول/ حسناء, قومي يا حببتي, حسناء
حتي سمع صوت الاسعاف يقترب فخرج بسرعه مع الحارس ليرشدوها علي مكانهم
حمل رجال الاسعاف حسناء و انطلقوا بها لأقرب مشفي
....................
خرج ابراهيم من شركته مسرعاً , اتصل علي نرمين
ابراهيم بعصبية / ايوا يا نرمين , انتي عند مامتك و لا رحتي الشقه
نرمين / لسه عند ماما , انت مالك بتزعق كده ليه
ابراهيم / حسناء انتحرت يا نرمين , ولو ماتت ذنبها في رقبتك انتي ومامتك
خبطت نرمين علي صدرها و قالت بصدمة / انتحرت ؟ امتي, وفين , وازاي, مين قالك
ابراهيم / زيي زيك , معرفش اي حاجه , حازم اتصل عليا من شويه بيصرخ و يعيط و يقول انها انتحرت في فيلتهم و عاوزني اروحله فأتصلت علي اسعاف راحتله و انا في طريقي ليه
نرمين و بدأت تبكي/ تعالي عدي علينا خدنا , ربنا يستر يا إبراهيم
ابراهيم بإستنكار/ دلوقتي ربنا يستر و بتعيطي, وكنتي فين من شهر
نرمين / والله صعبان عليا قهرة ماما بس
ابراهيم / قهرة مامتك تقومي تظلمي واحده و تخلوها تنتحر
نرمين / خلاص يا ابراهيم , الحكايه مش ناقصة , تعالي علينا الأول
اغلقت نرمين الهاتف و اسرعت ترتدي ملابسها بإنتظار عودة والدتها من المتجر
جلست بالحديقه تبكي و تهتز بخوف و ابنها الصغير بيدها يبكي هو الأخر
دخلت سناء و علامات الغضب كالعادة تكسو ملامحها بما تركت للشيطان الفرصه كي يساعدها في التعامل مع موقفها ضد حسناء و يغذي عقلها بالأفكار السامة طوال الوقت
