رواية وكر الملذات الفصل السابع والعشرين 27 بقلم ياسمين عادل
~ وكر الملذات ~
+
( الفصل السابع والعشرون )
+
_ لمحتها عثمت تقف بأحد الزوايا ومسلطة البصر علي ولدها وزوجته .. فنظرت للمحيطين بريبه خوفا من أن تفسد تلك السيده هذه الليلة السعيده عليهم ، فتوجهت ناحيتها بنفس الوقت الذي تحركت فيه راندا صوبها حتي ألتقيا في نقطة الوسط .. فحدجتها بنظرتها المهينه المعهوده بها ثم رددت قائله بلهجه مستنكره
+
عثمت : جاية لحد بيتي يابجحه ، أيه اللي جابك هنا وأزاي تجرؤي تخطي جوه بيتي ؟
راندا بنبره بارده جافه : أنا جايه أبارك لأبنك، بقيتي جده ياعثمت
+
_ ألقت عباراتها ثم تركتها بمفردها قبل أن تحاصرها بالحديث وذهبت بإتجاههم وهي تتأملها عن كثب كلما أقتربت حتي أنتبهت لها '' رغد '' ولنظراتها الغير مطمئنه ، وما أن لمحها فارس حتي تقلصت عضلات وجهه وكاد يتحرك عن وقفته ولكن كانت قبضة آمير هي الحاكمه لها حيث بث له فيها أمراً بعدم التسرع في أفعاله
+
آمير بلهجه حكيمه متريسه : أهلا راندا هانم ، خير
راندا وهي تسلط نظرها علي رغد : جيت أباركلك ، ولا بلاش!؟
فارس وهو يمط شفتيه بعدم تصديق : أممم
آمير وقد طوق خصر زوجته التي شعر بتغيير مزاجها للأسوأ : شكرا ، عقبالك
+
_ أبتلعت ريقها بصعوبه شديده حيث أستشعرت من كلماته أنه قد يعلم بالأمر وقد يكون يلقي أمامها بالكلمات متعمدا ذلك .. فتوترت نظراتها ثم مدت يدها بترقب لتصافح رغد ، ولكن أسرع فارس وأمسك كفها حتي لا تلمس راحة يدها البريئه وهو يهتف
+
فارس : نورتي الحفله ياراندا هانم
راندا مبتسمه بحذر : Thanks for you ، مش هتعرفني ؟
فارس متأففا بحنق : دي مراتي ، رغد
راندا وقد أتسعت إبتسامة وجهها : أهلا بيكي ، لايقين علي بعض أوي يافارس
رغد وقد شعرت بمعرفه سابقه تجمعها بتلك السيده : شكرا
+
_ تفحصت ملامحها التي لا تشبهها البته في حين لاحظ فارس ذلك وخشي أن تضمر لها هذه السيدة إي نية سوء قد تؤذيها .. لذا قرر الأنسحاب بزوجته بهدوء وهو يهتف
+
فارس : أنا هشوف حاجه وراجع ياآمير ، عن أذنكوا
راندا :........
آمير وقد رسم بسمه مزيفه على وجهه : نور ، روحي أستريحي ياحبيبتي بدل ماأنتي واقفه كده ، وأنا هوصل راندا هانم وراجعلك
نور متوجسه : حح حاضر
+
_ ذهبت نور تجلس علي أحد المقاعد وهي تضم وليدها لصدرها بحنو ، تشعر بالسوء إذا أبتعد عن أحضانها ، في حين قرر آمير ضبط الأمور لتسير في مسارها الصحيح عقب شعوره بالريبه من تواجد راندا بقصره في هذه الليلة
+
آمير وقد خلت ملامحه من التعبيرات : لو جايه عشان حاجة تخص نور أحب أبلغك إن أمها عرفت كل حاجة ومفيش سبب يخليكي تيجي هنا .. أما بالنسبة لنظراتك اللي عارفها كويس واللي منزلتيهاش عن مرات أخويا فاأحب أبلغك بشئ مهم جدا ، فارس مش هادي زيي ولا أعصابه بارده .. وإي حاجه تخص مراته بالذات مش بيعديها ، يعني لو نيتك زباله أنصحك بلاش .. لأنه مش هيسامح في حقها
راندا وقد شعرت بالراحه قليلاً : أنت فسرت زيارتي غلط ياآمير ، عموما أنا باركت ولازم أمشي
آمير بعدم إكتراث : هيكون أفضل .. نورتي
+
_ عادت بخطواتها نحو باب القصر وقد آلمها قلبها ولاتعلم ما السبب ، هل أستيقظت أمومتها التي ضربت بها عرض الحائط منذ سنوات !؟ لا تعلم .. كل ما تعلمه أن الراحه سكنت عقلها قليلاً عقب أن رأت الحب بعين فارس لأبنتها ، إذا فسيكون خير حامي لها ولن تخشي شيئا عليها ، ولكن لابد من إيجاد حل لتلك المعضله التي أنحشرت بها .. وهي ظهور إبنه لها بعد كل تلك السنوات ، فقررت اللقاء بهذا الرجل الذي كان سبباً في تخليها عن قطعه من روحها لعل قلبه يشفق ويلين ولكن ....
+
( بأحد المقاهي الشهيره )
+
_ جلست قرابة الساعة في أنتظار حضوره حتي حضر وكأن شيئا ما أرغمه علي الحضور.. فكان محتقن الوجه غير مكترث بها حتي شرعت بالقص عليه ما حدث معها
+
هادي وقد تجبر وجهه : أنتي هتهزري معايا ولا أيه!! بنت أيه وبتاع أيه اللي بتتكلمي عنها
راندا وهي تجاهد للنطق : اا ان انا مكنتش أعرف ، صدقني أتفاجئت و.....
هادي بلهجه متوعده : أسمعي ياراندا ، أنا مش هسمحلك تهدي الأسم والكيان اللي بنيته لنفسي .. ولا هسمح أنك تهدي الأسرة اللي رجع شملها تاني بعد ما بعدت عنك .. أنا ماصدقت علاقتي بعيالي رجعت تتحسن بعد الفضايح اللي حصلت
راندا وهي تهز رأسها بعنف : أنت فاهم غلط!! أنا جايه أقولك اللي حصل عشان تتصرف معايا و....
هادي وهو يتلوي بشفتيه : أت.. أيه ، أتصرف !! وأنا مالي بالحوار اللي قولتيه ده .. انا مش مصدق ولا حرف من اللي قولتيه ولا داخل دماغي بقرش ساغ .. وحتي لو كان كلامك صح وده أحتمال ضعيف ، عايزاني أعمل إيه !! ؟ أروح أقولها تعالي في حضني وأعرفها علي أخواتها ولا أعملها أيه
راندا وهي تغرز أصابعها في خصلاتها بتوتر : دي بنتي ، أنا حسيت بيها لما شوفتها
هادي وهو يرمقها بنظرات محتقره : مش مسؤليتي ، أنا ماليش عيال غير من مراتي .. وإي نذوه عشتها معاكي رميتها في الزباله عشان أكمل مع الأسرة اللي بنيتها تاني بعد ما أتهدت بسبب وجودك في حياتي ، وأحذري تلعبي معايا اللعبه دي لأني عمري ماهعترف ببنت جت من ... جت منك ، ويوم ما تفكري تجيبي سيرتي مش هسمح لنفسك يخرج تاني
راندا وهي تطبق علي جفنها بقوه : شكلي غلطت لما قابلتك
هادي بنظرات مشمئزه : فعلا غلطتي
+
_ نهضت عن مكانها ثم ألتقطت حقيتها وأورت عينيها بالنظارة الشمسيه وصارت في طريقها في حين لمح هادي من يقف خلف جزع أحد الأشجار الضخمه وكأنه يراقبهم .. فتحرك من مقعده بهدوء حتي لايلفت أنتباه هذا المجهول الذي سلط بصره علي راندا وتوجه صوبه ليأتي من الخلف ويصتدم بإنها فتاه
+
هادي ممسكا بذراعها بعنف : بتعملي أيه هنا يابت؟
رنيم وقد أصابعها الذعر : هااا ، مم مش ب بع.. بعمل حاجه .. اا ن
هادي بنبره متوعده : لو كدبتي عليا هيكون تصرفي معاكي عنيف
رنيم وقد سيطر الرعب علي كيانها : والله ياسعات البيه ما عملت حاجه أرجوك تسيبني والله ماعملت حاجه
هادي مشيراً بأصبعه : ششششش ، أنتي تعرفي الست اللي لسه ماشيه دي؟
رنيم بلهجه متعلثمه : لل لاا لا ، معرفهاش
هادي بنظرات ثاقبه : يبقي تعرفيها !! متخافيش وقوليلي الصراحه وأنا هساعدك ولو أذيتك هجيبلك حقك منها
رنيم بعيون زائغه :......
+
_ أستطاع هادي أن يستنبط سبب مراقبة '' رنيم '' لها ، فهو يعلم جيدا ما كانت تفعله بالفتيات وأستغلالها لهن للإيقاع بفرائسها من الرجال والزج بهم داخل مصيدتها بكل سهوله .. ولعل تلك الفتاة ضمن من أستخدموا لتحقيق أغراض دنيئه متدنيه فقرر نصب الفخ لها '' راندا '' بدون أن يظهر بالصورة وبإستخدام هذه الفتاه التي يبدو عليها الأنكسار
+
هادي : أحكيلي كل حاجه وأنا هساعدك، ولو ليكي طار عندها هخليكي تاخديه كمان
رنيم :............
+
.................................................................
+
_ وطبقاً لرغبتها التي ألحت عليه في طلبها كثيرا قام بالتنازل عن المحضر الذي رفعه ضد والدتها لمحاولة قتلها ومن ثم قررت زيارة والدتها لكي تقص عليها ما مرت به طيلة السنتين الماضيتين وخداعها من قبل تلك السيده التي كانت تعمل لديها .. كانت موافقة آمير علي ذهابها ووليدها لتلك الزياره أمر شاق للغايه ، حيث خشي علي طفله أن يصيبه مكروه من هذه المجنونه كما دعاها
+
نور وقد أستشاطت غيظا : آمير أحترم نفسك ، مين دي اللي مجنونه ؟
آمير وهو يحدجها بنظراته الجامدة : لأ مش أنا اللي أتجننت ، أمك هي اللي دماغها ضربت وكانت عايزه تموت إبني وهو لسه في بطنك
نور وقد أصابتها الدهشه : يعني كل اللي همك أبنك مش أنا !
آمير متفرسا النظر لشفتيها متعمداً توترها : أكيد أمه كمان فرقت معايا
نور بنظرات زائغه :...........
+
_كانت خصلات شعرها تتدلي علي كتفيها لتحجب الرؤيه عن نحرها .. فمد أصبعيه السبابه والوسطي لأزاحتهم للخلف ثم مرر أصبعه علي العرق النابض بنحرها ليقشعر بدنها وتطبق علي جفنيها في إستسلامٍ له .. في حين علت الأبتسامه ثغره وهو يقترب من أذنيها ليردد
+
آمير : هقولك حاجه مكنتش هعرفها لولا اللي حصل
نور بصوت هامس مستسلم : أيه ؟
آمير مطلقاً أنفاسه لتلفح عنقها : بحبك
+
_ أرتجفت بنشوة بين يديه ، تلك الكلمة المكونه من أربع حروف كم تمنت أن تسمعها منه .. كانت رغبتها بمثابة الحلم الذي تمنته في منامها وصحوها وها قد تحقق الآن ، أبتعدت خطوة للوراء ثم تمعنت النظر في عينيه لتستشف فيهما الصدق فلم تتردد في التعلق برقبته والألتصاق بأحضانه فبادلها نوبة الحب التي غمرته بها .. بينما صرخ الوليد الصغير وظل يركل بقدميه في الهواء فأنتزعت نور نفسها من بين أحضانه وركضت لفراشه الصغير .. فألتقطه بحنو وظلت تقبله كثيراً وهي تدلله في حين أقترب هو لينظر له بحب ثم هتف بنبره مرحة
+
آمير : من أولها كده هنقطع علي بعض ياعم فارس
نور بقهقهه خفيفه : أبني حبيبي يعمل اللي هو عايزه
آمير ممسدا علي رأسها : لو عايزه تروحي لمامتك معنديش مشكله ، بس بشرط
نور قاطبه جبينها بتساؤل :...........
+
..............................................................
+
_ أجتمع فارس بالمحامي الخاص به '' مكرم '' والمحامي الخاص بالسيدة '' زيزي '' والذي جاء نيابة عن موكلته كما حضر عامر أيضاً في منزله .. كان شاغله الأكبر هو القضاء علي شهاب قبيل أن يفكر هو في رد الصفعه له
+
أنور : مدام زيزي لغت التوكيل اللي كانت عملاه لشهاب وعندها أستعداد تحولك أنت الوكاله دي
مكرم : بشمهندس ، الوكاله دي لو أتحولت ليك هيكون حقك تقاضيه وتحاسبه علي كل الفلوس اللي حولها لحسابه
فارس وهو يخط بشكل كروكي علي الورق الموضوع أمامه : يعني الوكاله دي هتسهل علينا كتير !! جميل جدا ، أنت تبلغها بموافقتي ياأستاذ أنور
أنور بإبتسامه معجبه : يبقي متفقين ، من بكره هتكون الوكاله من حقك
عامر ممكسا بهاتفه علي أذنيه : وأنا هبلغ المستشار المالي دلوقتي أنه هيتولي مهمة فرز الحسابات اللي هتحولهاله عشان ننجز في الوقت
فارس بنبره مؤكده : عايزين كل واحد يقوم بدوره علي أكمل وجه وبسرعه
عامر : سيبها علي الله وعلينا ياأبو فراس
+
.................................................................
+
_ أسترخت علي الفراش مسلطة البصر لأعلي ثم مدت يدها لتمسح علي بطنها برفق .. ثم بدأت تتحدث لطفلها الذي تحمله بداخلها وكأنه يسمعها ، كانت تتودد له في الحديث وتقص عليه ما مرت به في سنوات طفولتها الضائعه حتي دخل فارس للحجرة في هذه اللحظة ثم أبتسم لها بعذوبه وهو يتقدم نحو الفراش ثم أردف
+
فارس : بقيتي أحسن ولا لسه دايخه ؟
رغد وهي تعتدل في جلستها : أنا كويسه ياحبيبي .. المهم أنت خلصت الأجتماع بتاعك
فارس وهو يفرك وجهه بكفيه : ايوه ، رغد عايز أسئلك عن حاجه ، فاكره يوم سبوع فارس الصغير
رغد : اه فاكراه ، ماله! ؟
فارس مطقطقاً أصابع يده بتفكير منشغل : الست اللي جت سلمت علينا وفضلت بصالك كتير دي فاكراها
+
_ حاولت أستجماع عقلها ثم رفعت حاجبيها فجأه وكأنها تذكرت ذلك اليوم ، ثم بادرته قائله
+
رغد : اه اه ، فاكراها .. كنت عايزه أسئلك مين دي بس نسيت
فارس جاذباً أنفاسه بعمق : دي business women ( سيدة أعمال ) معروفه أسمها راندا رشيد ، بالتحديد تعتبر ضل شهاب الفتره اللي فاتت و....
+
_ شردت أثناء حديثه لها عقب سماع أسمها الذي لم يكن غريباً علي أذنيها.. لقد أستمعت لهذا الأسم من قبل ولكنها لا تعلم أين .. ضغطت علي عقلها لتتذكر ولكنها لم تستطيع ، ثم أفاقت علي ملمس راحة يده لوجنتيها وأنتبهت له وهو يقول
+
فارس : روحتي مني فين ياماستي!
رغد وهي تهز رأسها : معاك معاك ، كنت بتقول أيه؟
فارس بترقب : كنت بسألك شوفتيها قبل كده أو تعرفيها؟
رغد وقد أنتابها الذهول من سؤاله : وأنا أعرفها منين؟
فارس بحيره شديدة : نظراتها ليكي مش مريحاني .. حاسس كأنها تعرفك أو بتوصلك رسالة ، وعشان كده أستغربت وفضلت اننا نمشي
رغد : أحسن برده أنك فكرت كده ، انا كمان حسيت بحاجه مش طبيعيه بس مش عارفه هي ايه
فارس وهو يضغط علي كفها برفق : رغد ، مش عايزك تخطلتي بحد منعرفهوش ولا تتواصلي مع حد ملناش علاقه بيه .. ولو حسيتي بحاجه غريبه زي دي لازم تبلغيني
رغد وهي تهز رأسها موافقة : حاضر ، انت عارف اني مش بحب الاختلاط عموما
فارس ببسمه دافئه : ربنا يبعد عنك شر الناس ياماستي
+
................................................................
+
_ كانت تعلم والدتها جيداً ، فكان موعد صحوها مبكراً في العاده لذا قررت الذهاب إليها بوقت مبكر حتي تتسني لها الفرصه للحديث معها بأريحيه ، فأصطحبها زوجها لهناك وكان هذا شرطاً له حتي يشعر بالراحة لوجوده بالقرب منها في حالة حدوث إي شئ .. كانت خطواتها مترددة ولكن لابد من اتخاذ هذه الخطوة لتكتمل حياتها السعيده الآمنه .. وبأحد المناطق الشعبيه القديمة صف آمير سيارته أسفل أحدي البنايات العتيقة التي تظهر عليها أثار مرور الزمن .. فهبطت نور عن السيارة ومعها طفلها الصغير بينما رفضت صعود آمير معها حتي لا يتأزم الوضع أكثر معها
+
آمير متأففا : ليه مصممه كده يانور
نور بلهجه حكيمه : حبيبي مش لازم تشوفك دلوقتي .. أصبر بس أهيألها الجو من نحيتك شوية
آمير ناظرا للبنايه بتوجس : طب لو أتأخرتي هطلعلك ، ماشي! ؟
نور : متقلقش ، أن شاء الله هعرف أتناقش معاها وأكيد لما تشوف فارس الصغير قلبها هيحن شوية
آمير ممسكا بأصابع الرضيع : طب خلي بالك منه
نور : حاضر
+
_ ترجلت عن السيارة فأنتبهت لنظرات المّاره لها.. منها نظرات الفضول والتساؤل ومنها نظرات مستحقره وأخري مشفقه ، لم تعبأ بهم بل صارت لداخل العقار القديم وبدأت تصعد الدرج الغير متساوي بحذر شديد حتي لا يتأذي الطفل .. حتي وصلت للطابق الثاني ووقفت أمام باب المنزل ، تأملته لبرهه ثم أزدادت ضربات قلبها وقررت العدول عن قرارها ولكن لا يجوز .. طرقت الباب بأصابع مرتجفه ثم أنتظرت ثوانِ معدوده حتي فتحت لها والدتها .. حملقت بها بقوه ثم أجفلت بصرها علي الصغير الذي يلوح بيده الصغيره في الهواء .. أرادت أن تغلق الباب بوجهها ولكن شيئاً ما منعها عن ذلك لاتعلم ماهيته .. بينما أغرورقت عيني نور بالدموع وهي تقول
+
نور : مش هتقوليلنا أتفضلوا
فاطمه بنظرات معاتبه حزينه : ........
نور وهي تشير ببصرها علي الصغير : طب مش هتشوفي فارس الصغير
فاطمه وقد شعرت بالشغف لحمل ذلك الصغير :........
+
_ تقدمت خطوه واحده دون عبور عتبة المنزل ثم مدت يدها بطفلها الرضيع لكي تحمله عنها ، نظرت له '' فاطمه '' نظرات متلهفه معبئه بالشوق ثم مدت أذرعها بتردد وحملته عنها لتقربه نحو صدرها بحنو
+
فاطمه بنبره معاتبه : أيه اللي جابك يانور !؟
نور : ............................
+
...........................................................
+
_ أشتد عليها المرض وزحف عليها الوهن زحفاً ، كانت تشعر بسكرات الموت تقترب منها لتستخوذ علي روحها التي هي أمانة ملك العباد لديها .. فشعرت بالرجفه تسري بجسدها والخوف من مواجهة الجبار لها ، كان أخفاء الحقيقه لسنوات ليس بالأمر الهين عليها ولكنها أُجبرت علي ذلك لحماية هذه البريئه ، ولكن يبدو أن الوقت قد حان لتفيض بما لديها لعلها تعرف طعم الراحه وتذهب للعالم الآخر بنفسِ غير آثمه
+
راضي : يعني خلاص قررتي ياصباح
صباح بنبره ضعيفه أستهلكها المرض : اا ايوه ، خ خل اص مش ق قادره يا راض ي ( ايوه، خلاص مش قادره ياراضي)
راضي مسيطراً الحزن علي ملامحه : طب أهدي ومتتكلميش كتير .. الدكتور قال لازم ترتاحي
صباح وهي تهز رأسها : مين فعش ، لازم أقول اللي عندي .. يمكن أرتاح ياراضي .. روحلها ب بسرعه قبل ما يجرالي حاجه ااه
راضي : حاضر ، متقلقيش هجيبها لحد عندك ، متقلقيش
صباح بنبره هامسه : لازم أتخلص من ذنبها اللي عاش معايا سنين ياراضي ، عشان أقابل ربنا مرتاحة .. لازم أحكي لرغد علي كل حاجه
راضي وهو ينهض عن مكانه ببطء : هروح أجيبها هنا حالاً ، متقلقيش .. حالا ياصباح ، بس أستحملي شويه بالله
صباح : ياااااارب ، ارجوك تمد في عمري لحد ما أتخلص من السم اللي جوايا وأعرفها كل حاجه .. ارجوك يارب ..........
+
