رواية وكر الملذات الفصل السادس والعشرين 26 بقلم ياسمين عادل
~ وكر الملذات ~
+
( الفصل السادس والعشرون )
+
_ وصل أسفل البنايه ثم ترجل عن السياره حاملاً بيده باقة من الزهور البيضاء ذات الرائحه الذكيه، أقترب برأسه نحو الباقه ثم أشتم رائحتها وهو يردد
1
آمير : ياريت تعجبها
+
_ صعد لأعلي ليجد باب منزله مفتوح فقطب جبينه وتقدم نحوه ليجدها ملقاه علي الأرضيه تلطخ الدماء ملابسها وجانبها والدتها تبكي وتنتحب وهي تقول
+
فاطمه : سامحيني يابنتي ، كان لازم أطهرك من ذنوبك .. سامحيني ، ليه يابنتي تعملي في نفسك كده وفيا ليه ، ليه كده يابنتي ، ياريتني كنت موت ولا عرفت وشوفت بعيني
+
_ ألقي باقة الزهور أرضا ثم ركض نحوها والفزع يتقافذ من عينيه ، شعر وكأن الظلام قد غمر داخله والسواد أنتشر حوله .. أمسك برأسها ثم هزها عدة مرات عسي أن تتحرك بين يديه ولكن دون جدوي .. تفحص نبضها الغير منتظم ليجد الروح ما زالت بداخلها فصرخ بذعر وهو يقول
+
آمير : أنتي عملتي فيها أيه ، لييييييه تعملي كده ليه
فاطمه بصراخ شديد صدح بالمكان : أنت السبب ، أنت اللي غويتها وجرتها لسكتك ، انت اللي مفروض تموت مش هي أنا هقتلك وأخد حق بنتي منك
آمير بنبره متوعده وقد تجمعت الدموع بعينيه : ده انا هوديكي في داهيه ، هسجنك ورحمة أبويا لأسجنك
+
_ ركض آمير للخارج ثم صاح مناديا علي حارس البنايه ليصعد الأخير مسرعاً إليه
+
الحارس : تحت أمرك ياآمير باشا
آمير مشيرا بيده : أتصل بالبوليس حالا ، الست دي حاولت تقتل مراتي ، اتصل حالاً وخليهم ييجوا يخدوها لحد ما أروح للمستشفي ، أوعي تهرب منك أحسن والله أدفنك مكانك
الحارس وقد أنتابه الخوف : حح حاضر ياباشا
فاطمه وهي تضرب علي كفها بحسره : سامحيني يابنتي ، كان هو اللي المفروض يموت .. سامحيني
1
_ أنحني بجسده ليحملها ثم أنطلق سريعا للأسفل حيث أسندها علي صدره ليفتح بابا السيارة الخلفي ثم أجلسها به ونظر إليها مره أخيره قبيل أن يغلق الباب ويستدير ليستقل مكانه خلف المقود .. أنطلق بسيارته بسرعة البرق نحو أحد المستشفيات المعروفه بالتخصص في امراض النساء والتوليد ، كان ينظر إليها في المرآه وقد غمرت الدموع وجهه وهو يهتف بندم
+
آمير : قومي يانور، قومي ياحبيبتي ، أرجوكي متعمليش فيا كده .. متعيشنيش بندم طول عمري ، قومي عشان أبننا اللي في الطريق أوعي تستغني عننا أرجوكي .. أنا بحبك ، عارف إني أول مره أقولها وانها أتأخرت اوي بس سامحيني .. أول مره أحس بجد إني بحبك .. سامحيني يانور.. قومي عشان خاطري مش هستحمل فراقك أرجوكي
+
_ وصل أخيراً بعد معارك مروريه ومخالفات أُخذت عليه إلى المشفي حيث ترجل عن السيارة ثم ركض للداخل وهو يصرخ بهم طالباً المساعده لأنقاذ زوجته وطفله حتي لبي الجميع ندائه وأنتقلوا بالسرير النقال للخارج ليقلوها لأقسام الطوارئ والتي تفحصتها جيدا و.....
+
آمير وهو يهز بذراع الطبيب : أرجوك طمني عليها
الطبيب بنبره متعجله : لازم تدخل عمليات فوراً ، ويأما هنلحق ننقذ الجنين ونحاول ننقذ حياتها ياأما.....
آمير بذعر جلي : ياأما ايه !! أنت لازم تتصرف وتنقذها ده انا هوديكوا في داهيه لو جرالها حاجه
الطبيب : الأعمار بيد الله ياأستاذ، والمدام جايه حالتها متدهوره خالص .. المهم ان حضرتك هتمضي علي أقرار موافقه بدخولها العمليات قبل ما نتخذ إي خطوه
آمير بتوتر شديد ممزوج بالحيره والتوتر : اا ا انا .. موافق ، بس أتصرفوا أرجوك
+
_ أقر آمير بمسؤليته الكامله والموافقه علي دخول زوجته لحجرة العمليات .. في هذا الحين وصلت والدته عقب أن هاتفها لمشاركة همه معها .. حيث جاهدت لتحمل عنه تلك الحاله التي وصل لها
+
عثمت : ياحبيبي أهدي وهي هتقوم بالسلامه صدقني
آمير محاولا السيطره علي شلال الدموع الذي أنفتح بعينيه : مش هسامح نفسي لو جرالها حاجه ياماما هي وأبني
عثمت مطرقه رأسها بأسف : مش هيحصلها حاجه إن شاء الله ، سيبها علي الله ياحبيبي
آمير رافعا بصره للسماء : ياااااارب، أرجوك يارب لو ده عقاب بلاش هي وأبني ، أتوسل إليك
عثمت : لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ، ربنا ينجيها يارب
+
.................................................................
+
_ أطاح بالمزهريه بطول ذراعه ثم ألتفت وهو يردد بنبره ثائره منفعله
+
شهاب : أنتي شكلك كبرتي وخرفتي ، من أمتي وأنتي بتدخلي في الأمور دي ياهانم
زيزي واضعه يدها في خصرها : أنت عارف كويس السبب ، أنت عملت معاه كده عشان عرفت ان هو اللي كشفك قدامي
شهاب رافعا أحد حاجبيه مدعيا عدم العلم : يعني بتعترفي ان هو اللي جه وقالك
زيزي بعدم أكتراث : ايوه هو، وزي ما وقعته في المصيده بتاعتك هتطلعه تاني منها ياشهاب
شهاب مرددا بنبره خشنه : ده لما تشوفي حلمة ودنك ياحياتي
زيزي بنبره واثقه : خلاص متطلعهوش ، ساعتها بقي أنا هبيع نصيبي في شركتك لآمير .. زي ماأنت أشتريت نصيبه بالنصب في الشركه بتاعت أبوهم
شهاب محملقا بها : أنت بتهدديني أنا يازيزي! ؟
زيزي وهي ترفع رأسها بتعجرف : أنت مبتجيش غير بالأسلوب ده ، وانا هنفذ كلامي لو مطلعتوش
شهاب محاولا التملص منها : مش هعرف ، خلاص الحكايه لبساه
زيزي ببرود : عادي ، أشتري المعمل الجنائي بالدكاتره والممرضين بتوعه ، أنت مش هتغلب في السكك الشمال ياشهاب .. وأنا مستنيه .. ماشي
شهاب وهو يجز علي أسنانه :..........
+
..............................................................
+
_ ظل واقفا علي قدميه لساعات عديده أبىَ فيها أن يهنأ بالجلوس .. حيث ظل ناظرا لعقارب الساعة التي تتحرك بثبات وتوازن منتظراً خروج الطبيب بفارغ صبر ، حتي خرج أخيراً وهو يزيل الكمامه المعقمه عن أنفاسه فتوجه نحوه بسرعه وهتف بعجاله
+
آمير : طمني أرجوك قول أي حاجه
الطبيب مبتسماً بعذوبه : الف مبروك ، جالك ولد ربنا يحفظه والمدام نقلناها لأوضتها في الدور التاني
آمير ملتقطا أنفاسه : طب وهي جرالها حاجه!؟
الطبيب قابضا علي شفتيه : ممكن مع الأسف الجرح اللي اتصابت بيه يتسبب في عدم قدرتها علي الخلفه تاني
آمير متعلثما : ا اا....
الطبيب واضعا يده على كتفه ثم هزه بخفه : انا بقول ممكن ، يعني مش أكيد ، وبعدين حتي لو ده حصل أحمد ربنا انها قامت بالسلامه هي والجنين
عثمت بتلهف : طب والجنين فين !؟
الطبيب : أتنقل للحضانه لأنه محتاج رعايه مكثفه ، متنسوش أنها ولدت في السابع
آمير وقد تنفس الصعداء : الحمد لله يارب
الطبيب :عن أذنكوا
عثمت مربته علي كتفه : الف مبروك ياحبيبي ، انت لازم تدبح حاجه لله
آمير : أكيد ياماما ، أكيد إن شاء الله
+
................................................................
+
_ لقد حشرته بالزاوية ولن يستطيع التخلص من سلطتها ، فهي تملك أكثر من نصف شركته بحكم ميراثها من والدها مما يعني أن الجبهه القوية هي جبهتها وليست جبهته.. لذا وإن أراد مرور الأمر مروراً كريما سيضطر أسفاً للخضوع لرغباتها التي تكاد تقتل غروره أو بالفعل قد قتلته
+
شهير محملقا به : معقول اللي بتقوله ده ياباشا !! بعد كل اللي عملناه وما صدقنا خلصنا منه عايز تخرجه بأيدك!؟ .. طب أزاي أفهمها دي
شهاب متأففا بضيق : أنت هتفتحلي تحقيق ولا أيه خلصني وأتصرف مع الرجاله بتوعنا .. خليهم يبدلو العينات اللي خدوها ويظهر أنها صالحه للأستخدام
+
_ قوس فمه مستنكرا أفعال رئيسه ولكن ليس بيده حيله ، فعليه الأنصياع له وبدون تردد حتي لا يكون الحساب من نصيبه في نهاية الأمر .. وبالفعل أستطاع فعل ما أمره به ، فأن بعض الأوراق النقديه الملونه كفيله بفعل المعجزات في زمننا هذا .. أجل! ، أشتري ضمائرهم وباعوا له بعض النتائج المزيفه الغير صحيحه حتي يعود الوضع لأصله .
+
.................................................................
+
_ جلس علي المقعد المعدني المقابل لها يتأمل ملامحها التي شحبت ووجهها الذي طغي عليه الأصفرار والضعف ، فرك كفيه بتوتر ثم ذفر أنفاسه التي أستنشقها بعمق ليراها قد شرعت في الأفاقه .. أندفع نحوها ثم أمسك كفها المغروز به أبره طبيه تنقل إليها بعض المحاليل المنشطه في حين بدأت هي تستجمع عقلها لتتذكر ما حدث
+
نور وقد أمتلئت نبرتها وهناً : في أيه !
آمير ممشطاً خصلاتها المبعثره : مفيش حاجه ياحبيبتي ، حمدلله علي سلامتك
نور وقد بدأت في الأستذكار : ماما ، ماما فين .. وأيه اي ...
+
_ تقطعت نبرتها لتبتلع ريقها الجاف بصعوبه ثم حاولت الأعتدال في جلستها ولكنها لم تستطع بفعل الألم الذي أجتاح أسفل معدتها فجأة .. ضغط علي كتفها بخفه و...
+
آمير : نور ، أهدي وخليكي مكانك وأنا هعملك اللي أنتي عايزاه
نور وقد تجمعت الدموع بعينيها: ماما كانت عايزه تموتني ، مم م ما....
آمير ماسحا علي بشرتها بدفء : ششششش ، أهدي عشان خاطري .. أنتي كويسه وبخير
+
_ تحسست بطنها التي تؤلمها بشده فشعرت أن حجمها قد تقلص ولم يعد كما كان.. مر بمخيلتها فكرة فقدان طفلها فتشنجت علي حين غره ثم هتفت صارخه
+
نور : أبني ، أاا
آمير : نور أهدي أرجوكي وكفايه حركة ، البيبي في الحضانه متقلقيش عليه هو كويس
نور وقد شعرت بالراحه بعض الشئ : عايزه أشوفه ، أرجوك خليهم يجيبوه ياآمير
آمير وهو يهز رأسه أسفا : مش هينفع يانور ، متنسيش أنه أتولد قبل معاده ومحتاج رعايه
نور بنبره مشتاقه متلوعه : طب وديني انا ليه ، عشان خاطري
+
_ كانت عاطفة الأمومة هي المسيطره عليها ، لم يستطيع التأثير عليها بل الأحري أنه أيضاً أراد أرضاء عينيه برؤية طفله .. القطعه البشريه التي تحمل دمه وأسمه ، فأنصاع لرغبتها وبمساعدة الممرضه تم نقلها عن طريق المقعد المتحرك للحجره التي يمكث بها الطفل .. وما أن حملته وتحسست بشرته الناعمه والصافيه حتي أتسعت أبتسامتها وأغرورقت عيناها بالدموع .. ما هذا الشعور الذي يجعلك وكأنك تطير عن الأرض فاقداً للجاذبيه لتحلق بالسماء ، في حين نظر له هو بأعين مشتاقه قد أنهكها الحرمان .. فأمسك بأصابعه الصغيره ليزقزق قلبه فرحاً ، فمدت له يدها به ليحمله ولكنه تراجع للوراء عدة خطوات وهتف بذعر
+
آمير : لالا ، خليكي أنتي شيلاه أنا مش هعرف
نور : متخافش ياآمير ده حلو أوي
آمير مبادلا نظراته بينهما : ما انا عارف ، بس خليكي شيلاه أضمن أحسن يقع ولا يجراله حاجه
نور بلهجه مُلحه : عشان خاطري شيله ، أمسكه بقي مش قادره أناهد
+
_ حمله برفق متوجساً ثم راح يحركه بهدوء شديد والأبتسامه تغزو مبسمه .. فهتفت قائله
+
نور : هتسميه أيه؟
آمير وقد تلاشي الخوف من عينيه : فارس ، هسميه فارس
نور متمعنه النظر إليه : ليه الأسم ده بالذات؟
آمير بنبره حانيه : عشان غالي عليا ، ميستهلوش غير أبني
نور وقد باغته بأبتسامه راضيه : وأنا موافقه ، حلو أسم فارس
+
................................................................
+
_ بعد قرار النيابه بالأفراج عن فارس ، كانت ملامحه لا توحي بالأنهاك فقط ، بل أمتلئت عينيه بالغيظ وأكتظ عقله بالمكائد الذي سيعدها من أجل ذلك الرجل .. كانت لحيته قد نبتت وملابسه تأثرت بالجلوس عدة أيام بالحجز ، في حين كانت رغد ملازمه له وعامر ووالدته بجانب المحامي
+
مكرم : حمدلله علي سلامتك يابشمهندس
فارس بلهجه جافه : الله يسلمك
عامر وقد قرأ ما يدور بخلده : فارس ، خلصنا وخلينا نفكر في شغلنا
فارس بنبره محذره : لو مش عايزنا نخسر بعض ياعامر متقوليش كده تاني ، أنا هدفعه تمن الأيام والليالي اللي قعدتها جوه الحجز ده
عثمت بلهجه راجيه : ياحبيبي المره دي كان في أيدك الكارت اللي هتمسكه بيه ، لكن مش كل مره هتعرف تطلع منها
فارس بنفاذ صبر : .......
+
_ شبكت أصابعها بأصابعه ثم قبضت علي كفه وهتفت بنبره مهتزه
+
رغد : فارس ، أنا محتاجاك أنا وأبنك اللي جاي ، أرجوك كفايه
فارس مطبقا علي جفنيه : حاضر
+
_ لاحظ غياب آمير وعدم وجوده فأعتراه الفضول حول غيابه ، لعله مازال غاضبا منه لأتهامه بأنه المتسبب بذلك أو ربما قرر الأبتعاد عن ساحته حتي لا يتم الأحتكاك بينهم.. جاهد لمنع نفسه من السؤال عنه ولكنه لم يستطع و......
+
فارس : أمال فين آمير؟
عثمت وقد أشرقت ملامحها : في المستشفي مع مراته
فارس منقبضا بخوف : ليه جرالها حاجه؟
عثمت وهي تهز رأسها نافيه : لالأ ، دي مراته ولدت الحمدالله
عامر مربتا علي كتفه بحده : مرات آمير خلفت فارس الصغير
+
_ هز رأسه بعدم إدراك ما قيل للتو فأقرت والدته المعلومه التي تلقاها وقالت له
+
عثمت : أيوه ياحبيبي ، سمي أبنه علي أسمك
فارس وقد أمتلئ قلبه فرحا ليتناسي ألمه : بجد
عثمت وهي ترمق رغد بنظرات متفحصه : عقبال ما أشوف ولادك ياحبيبي
+
_ طوق زوجته بذراعه وضمها لصدره ثم قبُل رأسها بحنو وهو يشتم عبيرها الذي أشتاق إليه ثم همس
+
فارس : إن شاء الله قريب
+
................................................................
+
_بعد مرور العديد من الليالي ، أنتقلت نور للمكوث في القصر تحت رعاية والدة زوجها ، وعندما علمت ما فعله آمير نزعجت وتلون وجهها بالحُمره بعد أن علمت منه بسجن والدتها وهي علي قيد التحقيقات لمحاولة قتلها ، فهدرت به بنبره مرتفعه أشبه للصراخ
+
نور : أنت أكيد بتهزر ، أزاي تعمل في أمي حاجه زي دي؟
آمير بنظرات مستنكره : دي كانت هتقتلك وتقتل أبني اللي لسه مشافش الدنيا
نور بعنف : بردو مكنش ينفع تبلغ عنها وتخليهم يحبسوها .. أنت لازم تخرجها ياآمير
آمير مشيحاً بصره عنها : مش هطلع حد ، وياريت تقفلي علي الموضوع
نور بنبره ممزوجه بالأختناق : ليه عايز تضيع فرحتي ياآمير وتخليها ناقصه
آمير بنظرات مستنكره : .......
نور موجهه بصرها نحو طفلها : مش هكون فرحانه وأمي في السجن ياآمير .. أرجوك بقي تبطل أنانيه وتعمل حاجه واحده عشاني
آمير بتنهيده : طيب
نور بترقب : هتطلعها ! ؟
آمير : حاضر يانور ، خلاص بقي
نور محاوله التهدئة من روعه : شكراً ، ربنا يخليك لينا
آمير بنظرات صامته معبرة : .................
+
..................................................................
+
_ بداخل قصر مهران السيوفي_ تم أقامة حفلاً بسيطاً مبهجاً بمناسبة أول حفيد لعائلة مهران .. حيث مر أسبوع علي ميلاد الصغير فارس وقررا الأحتفال به بشكل يليق بحفيد آل مهران ، كانت ملامح الصغير قد بدأت تتشكل وتظهر يوما عن يوم .. فسبحان من أبدع خلقه ، وقد شددت عثمت علي ضرورة وجود أبنها الأصغر التواجد جانب أخيه بفرحه ولم يرفض فارس ذلك ولو لبرهه .. حيث أصطحب زوجته بعد محاولات عديده لأقناعها وذهبا سويا إلي القصر .. كانت الفرحة مزدوجه لكليهما '' فارس، آمير '' ولكل منهما أسبابه ، فعندما لمحه آمير ترك الجميع وتوجه إليه
+
فارس باأبتسامه مشبعه بالحب : الف الف مبروك ياآمير ، إن شاء الله يتربي في عزك
آمير ضاربا على كتفه بخفه : عقبالك يافارس
+
_ أحتضنه وشد علي ضلوعه بشوق في حين ربت الأخير علي ظهره بخفه وكان المشهد مراقب من والدتهم التي حمدت الله أخيراً علي عودة صفو النفوس وهدوئها لهم .. تقدمت نور وهي تحمل وليدها بين ذراعيها ثم مدت يدها به نحو فارس لينظر له بفرحه ثم حمله عنها وهو يقول
+
فارس : بسم الله الرحمن الرحيم ، جيبت الحلاوه دي منين ياواد ، أبوك وأمك مش حلوين خالص علي فكره
رغد وهي تلكزه بخفه : حرام عليك يافارس ، مامته زي القمر
+
_ صافحتها نور بحراره ثم تبادلا القبل والأحضان لأول مره وكأنهما تعارفا حديثاً ، بينما حضرت تفيده من وسط الحشد لتأتي جوارهم وتحمل الطفل وهي تقول
+
تفيده : شوفت فارس الصغير يافارس ، صوره طبق الأصل منك وأنت صغير
فارس بلهجه مرحه : حرام عليكي ياعمتو لأ ، ده أحلي مني بكتير
تفيده وهي تهز رأسها نافيه : لأ ، أنا عندي الصور بتاعتك وانت صغير نفس العينين الخضرا ونفس تقاطيع الوش ركز كده في عينه
+
_ دقق فارس النظر بالصغير ثم مسح علي وجنته بحنو وهو يهتف
+
فارس : لا ياعمتو لأ ، وبعدين ملامحه لسه هتتغير كمان
تفيده وهي توجه حديثها لرغد : هشهد عليك مراتك اللي عينها الحلوه شبه عينك بالضبط ، وبكره أفكركوا كلكوا لما فارس الصغير يكبر هيطلع شبه مين
آمير بأبتسامه عذبه : هو أحنا نطول يطلع لعمه
فارس مربتا علي كتفه : حبيبي ياكبير
+
_ في هذه اللحظه خطت '' راندا '' بقدميها بهو القصر لتتفحص الحفل المقيم بمناسبة مولود العائلة الجديد .. جابت بعينيها المكان جيداً وكأنها تبحث عن شئ ما حتي لمحته أخيراً .. أجل كانت تبحث عن فارس وبالتالي ستري زوجته ، وعندما وقعت عينها علي تلك الفتاه تفحصتها بعينيها جيداً لتشعر تجاهها بشعوراً غريبا لا تعلم ماهيته .. كانت تفاصيل وجه رغد بعيده كل البعد عن ملامحها .. فهي أكثر جمالاً وبساطه من والدتها ، تقدمت بخطي حذره نحوهم ثم ........................
+
