رواية عشقت ذكراها الفصل الخامس والعشرين 25 والاخير بقلم مروة امين
الفصل الخامس والعشرون
********* *********
تحير القلب فى الهوا أيختار قلبًا إلتاع لفراقه، أم قلبًا خبا سعير نيران حزنه..
شهقة فزعة تبعها إرتسام ملامح التوتر على وجه نيفين الأمر الذى أثار حفيظة مراد فتساءل قائلا :
فيها إيه الرسالة اللي جاتلك دي؟ إتخضيتي كدا ليه؟
ردت بتلعثم قائلة:
ها، لا دا واحدة صحبتي عندها مشكلة كدا متشغلش بالك؛ هقوم أكلمها وأشوف إيه اللي حصل بالظبط.
مط شفتيه ورفع كتفيه بإستسلام قائلا :
صحباتك أهم حاجة فى حياتك إتفضلى كلميهم.
هرولت لغرفتها دون مبالاة لحديثه وسخريته منها فهمها أكبر، سر إكتشافه مدمر لإستقرار أسرتها
إصطدمت بريم فرمقتها بحزن وعيناها ترقرقت بالدموع وقالت :
حرام عليكى عملت فيكى تطرديها هتروح فين من غير فلوس ولا تليفون ولا أى حاجة.
تأففت نيفين وردت بتبرم قائلة :
إنتى عاوزانى أسيب فى بيتى واحدة من الشارع وعاملة عليا تمثيلية إنها خطيبة إبنى، وعاملة طيبة وغلبانة وإنتى ومالك مش فاهمينها عشان إنتو أغبيا
تساقطت دمعاتها بغزارة وإقتربت منها وقالت بصدمة إحتلت نبرتها :
إنتى إزاى كدا كنت فاكره إنك حنينة إزاى كنت مخدوعة فيكى كدا؟ بس تعرفى كويس إنك مشيتي سفر برا أأمن ليها عن هنا؛ أحسن متقتليها هى كمان زى سمر.
جحظت عين نيفين من هول حديثها، إتسعت حدقتها بعنف أثرًا لصدمتها حركت رأسها بإنفعال وإستنكار قائلة :
إيه التخريف اللى بتقوليه دا؟ إنتى الحمل مأثر على مخك!
إقتربت بشفتاها من أذنها وقالت بصوت كفحيح أفعى إتخذت وضع الهجوم :
أنا سمعت كلامك مع سيللين اللى سممتى دماغها وفكرها، بس خلاص مشيتها بعيد عنك عشان تفوق
أزاحتها نيفين بعنف عن طريقها وأردفت بضيق :
إنتى غبية متضيعيش وقتى فى جنانك.
إبتعدت عنها ودلفت لغرفتها غير مبالية بتغير ملامحها ومعالم الألم المحتله لمحياها وشحوب وجهها وغزارة تعرقه،
أغلقت الباب بحدة معبرة عن غضبها
رفعت هاتفها بلهفة وإحتدم توترها مع صوت رنينه حتى أتاها صوت المنشودة من المكالمة فقالت بتعصب :
إنتى يا غبية أنا مش بعتك تعمليلها ميكب وقلتلك إعملى أى حاجة ومتخليهاش تخرج وتشوف الظابط ولا يشوفها.
صمتت برهة وأردفت بحدة :
يعنى إيه مقدرتيش عليها كنتى من الأول تقفلى الباب عليكم وتعملى أي حوار، إنتى عملتى مصيبة، انا اعتمدت عليكى وعلى عقدتها من الطريق اقفلى مش طايقه أسمع صوتك.
لوت قبضة يدها ودفستها بفمها تعضها بأسنانها، تكتم بها صرخات رهبتها وخوفها
لا يمكنها المراهنة على سليم فالأمر أصعب من صمته عليه.
ألقت بجسدها على فراشها وتجمدت الأفكار بعقلها وسربت الجمود والوجوم لوجهها.
أخرجها منه صوت صراخ مدوى؛ خرجت مسرعة صوبه؛
أبصرت ريم صارخة بفزع وألم وقد أفضت ماء رحمها
هرع الجميع إليها بخوف تسلل إلى قلوبهم
نطقت من بين أوجاعها بوهن موجهة حديثها لزوجها وقالت :
محمد إلحقنى هموت آااه بولد.
أَبِيَ الفزع أن يتركه إرتعدت أوصاله وإقترب منها برعشة يحملها بصعوبة وتطلع لها قائلا برعب :
إنتى فى التامن هتولدى إزاى
واجهت بعيناها نيفين وعاتبتها بقوة وألم، أرخت رأسها على صدره وبكت بألم وقالت:
وقعت يامحمد بسرعة أبوس إيدك هموت من الوجع.
تحرك بها مسرعًا وتوسل لله وناجاه بحفظهما معًا.
**************marwa Elgendy
لاحظ (مراد) التوتر على وجه نيفين، إقترب منها، أحاطها بزراعيه وطمأنها قائلا :
متقلقيش هتقوم بالسلامة
أومأت برأسها بخفة وقالت :
إن شاء الله خير.
هدوءها منافى للغاية مع غليان يلتهم دواخلها
بمكتب مالك
إنسدر مالك ملتهما الطريق، لحقه صلاح والآخر المكلف بمتابعة القضيه (حسام)
أوقفه صلاح أمسك معصمه قائلا :
إستنى يامالك مينفعش دا مش عيل صغير دا عنده جيش.
تدخل حسام قائلا :
صلاح معاه حق يامالك أمر القبض عليه مش هياخد ساعة من دلوقتى.
أفلت مالك يده بقوة وقال ببأس :
مش هستنى ثانية واحدة دى سفر إنتوا مش فاهمين؛
إبتلع ريقه وتحرك مسرعًا قائلا بداخله :
مش هتحمل روحى تغيب عنى تانى
رعونة وحماقة إلا أنه القلب وأحكام هواه فلا قوة لأحد عليه ولا مناص من إتباع أوامره
صوت صلاح يعلو مناديا عليه مرة أخرى، رفض مالك التطلع إليه، إقترب منه صلاح ولهث من سرعة الركض قائلا :
إستنى جاى معاك، كلمت الشباب عملوا تتبع لآخر مكالمة وهتجيلى إحداثياتها على تليفوني.
أضاءت شاشة الهاتف وأصدر صوت رسالة رفعها وإبتسم قائلا :
تمام المكان إتحدد يلا بينا
سَعِدَ مالك برفقة صديقة وشعر بالأمان جواره وإشتدت ثقته بقدرته على تخطى الموقف وإنقاذها.
بمكان آخر أمام دار المسنين
الموقف مربك للجميع، سليم فاض صبره ونفذ يدق الأرض بقدمه والضيق ينهشه إلتفت إليهم يحثهم علي الإسراع قائلا :
ياجماعة مينفعش كدا فى إيه يامدام سمر مش هتتاكلى فى الشارع معانا.
كريم أمسك يديها وتطلع لها بحب يتمنى لو تتخطى خوفها المرضى.
حاول أن يشجعها؛ رفع يديه لكتفيها وراقب نظرات عينيها وقال باثثا بداخلها القوة :
أنا معاكِ متخافيش
تطلعت له بحزن ودموعها تتحدث عن إحساسها إرتعشت شفتاها قائلة:
مش قادرة أتحرك أكتر من كدا مش هقدر أخرج وأركب عربية تانى، تعالت شهقاتها وارتفع نحيبها وأردفت بتوسل:
خليني هنا أبوس إيديك مش قادرة أخرج للشارع.
تنهد كريم بحزن ويأس تملك منه مبددًا لأمله فى حل عقدتها النفسية،
تلفت بتوسل لسليم وقال:
نخليها هى هنا لو ضغطنا عليها بتنهار ومش هنقدر نهديها.
ضغط سليم على فكيه، زفر بضجر وقال:
طيب خليها هى وإتفضل معايا نقفل الزفت المحضر ونرجعلها
نسمة خفيفة من الراحة تسللت إليها من بين رياح الوجل المحيط بها؛
تنهدت براحة وعادت خطوة للخلف ودعت كريم قائلة :
متتأخرش عليا
أغمض عينيه لثانية بتوتر وقال أثناء تحركه :
متقلقيش إن شاء الله خير.
بالمشفى أمام غرفة العمليات
مرت ساعة على دخول ريم العمليات مرت دقائقها كسنوات يحترق بداخله بلهيب القلق الحارق ويوجعه الإنتظار بعلقمة فتجرعه بدوره، أهلك الأرض تحت أقدامه ذهابًا وإيابًا، إن توقف لسانه عن الدعاء؛ أكمل قلبه السبيل.
إقترب والده منه وشدّ على كتفه قائلًا :
ياحبيبى متقلقش دى مش أول واحدة تولد فى الشهر التامن.
تطلع له بترجى محاولا بجهد أن يستمد منه القوة وقال :
بجد يابابا يعنى هتكون كويسة هى والبيبي.
أومأ (مراد) برأسه وقال :
أيوا بإذن الله حتى إسأل أمك،
رنا إليها فلاحظ توجمها وتيهتها، أشار لها بيده لتنتبه
تلفتت له متسائلة بلا فهم :
فى حاجة ولا إيه.
عقد مراد حاجبيه وقال :
ياه دا إنتى مش معانا خالص.
تنهدت بقوة وقالت :
لا معلش مش مركزه
بُتِرَ الحديث بقدوم الطبيب برفقته مازن والفرحة على وجهه طمأنتهم تنهد محمد براحة وأزاح من عينه قرة فرحة بسلامة أحبابه
إحتضنه والده قائلا :
قلتلك هتعدى على خير
إقترب مازن منه قائلا بسعادة :
مبروك ياحبيبي أخيرا بقيت عمو، إحتضنه محمد وهمس بأذنه قائلا :
إنت عمو من سنتين و٩ شهور بس مكناش نعرف.
إبتعد عنه وراقب ملامح الدهشة على وجهه وتركه بضحكة رنانة وتوجه إلى ريم للإطمئنان عليها.
إقترب مازن من والده وهمس بتساؤل :
بابا هو يقصد إيه إنى عم من سنتين
إبتعد به عن نيفين وقص عليه ماحدث والدهشة على وجهه تتزايد وتحتدم حتى كست ملامحه
وقال من بين دهشته مشيرا على والدته :
عشان كدا ماما مسهمة ومش معانا خالص
مط مراد شفتيه ورفع كتفه وقال :
مش عارف مالها بصراحة ربنا يستر.
تنحنح مازن وقال :
بابا أنا عاوز أفاتحك فى موضوع مهم
إبتسم مراد وغمز بطرف عينيه قائلا :
لو بنت حلال موافق
رد بلهفة:
أوى يابابا بنت حلال أوى وعيلتها كبيرة؛ يعنى المرة دى ماما ملهاش حجة ترفض
تبدلت ملامح سعادته بحزن وتذكر رفضها لحبيبته وكيف فرقت بينهما
ربت مراد على كتفه وقال :
نطمن على مرات أخوك وإبنه ونروح نشوفها.
إبتسم مازن قائلا :
لا مهى هنا
رفع مراد حاجبه وتساءل :
دكتورة بئا ولا مريضة
ضحك مازن ومن بين ضحكاته قال :
تصدق يابابا الأتنين.
تبادلا الضحك بسعادة
تنهد مراد قائلا:
مش فاضل غير أطمن على مالك.
توتر مازن قليلا وتمالك نفسه قائلا:
إن شاء الله خير
تمتم بداخله شكل نيفين هانم مسهمة كدا بسبب سفر
فيلا متطرفة بعيدة عن العمران توقفت السيارة بالقرب منها تطلع مالك وصلاح إلى عدد حراسها
اتسعت قرنية صلاح من عددهم وتطلع لمالك قائلا :
إيه دا يامالك دا أكتر من توقعنا بكتير
تنهد مالك بقوة وقال:
إسمع إنت خليك هنا وحاول تطلب دعم وأنا هتسحب وأدخل من غير محد يحس بيا
قبل أن يخرج أمسكه صلاح من يده قائلا :
هو أنا جاى أستناك هنا يلا ياعم أنا جاى معاك
تطلع له مالك بفخر وزهو بصداقته وطرق على كفه بإمتنان وتحركا بحذر شديد مقتربين من الباب الخلفى للفيلا
قبل الوصول رفع صلاح هاتفه وارسل لحسام رسالة بموقعهم وتوقعه بعدد الحرس
حراس الخلف إثنان أشار مالك لصلاح لتولى أمر أحدهم بينما يتولى هو أمر الأخر
إقتربا منهما بغتة وبسرعة غير متوقعة لويا عنقهما وأسقطاهما جثتين هامدتين؛ إبتسما بثقة وتحركا بخفة داخل الفيلا باحثين عن سفر وريهام التي تورطت بسببهم
وصل سليم برفقة كريم إلى قسم الشرطة، صعد سليم مسرعا ليبحث عن مالك ويخبره بما وجده،
أخبره عسكرى حراسة الباب لغرفته عدم وجوده
بحث عن صلاح بغرفته ولم يجده أيضا،
إصطدم بحسام أثناء إستعداده سأله إذ رآه فقال مسرعًا :
حصل كارثه حسن السيوفى خاطف خطيبته وراح يلحقها.
توجس سليم وقال بقلق :
إمتى دا؟
رد حسام بلهفة وإنشغال بالإستعداد للخروج قائلا :
مالك وصلاح هناك والمكان ملغم بحرس كتير.
خفق قلب سليم ومر على رأسه طفولته مع مالك حركته فطرته وسجيته ونحى غيرته وسخطه جانبًا، أعطى أوامر للعساكر بوضع كريم بمكتبه وعدم السماح بخروجه حتى يصل
وتحرك مسرعا مع حسام لنجدة مالك
بالمشفى
ظهر على وجوه الجميع السعادة إلا نيفين إتخذت من الجميع طرفا بعيدًا، لا يشغل بالها سوى ما ستقوله لمالك تبرر له جرمها،
بتر سعادتهم مكالمة على هاتف مراد من الحرس المخصص لحراسة مالك
إرتعد مراد وصرخ فؤاده بين ضلوعه رعبًا على ولده بعد أن علم منهم خطاه بعرين وحش تجرد من قلبه مذ زمن
تحرك مسرعًا وطلب كل حراسه وهرع هو الآخر ليفدى ولده بروحه إذا لزم الأمر.
****Marwa Elgendy
بدار المسنين
جلست سمر بغرفتها والحزن يعتصر قلبها ويدميه ألمًا، تحاول بجهد أن تتذكر عبثًا فليس بقدرتها ولا تملك على ذاكرتها وعقلها سلطان
أخرجت ميدالية قديمة من خزانتها على وجهها صورة تشبهها فى الملامح وعلى ظهرها كتب (سفر)
تذكرت أن هذا سبب تسميتهم لها بهذا الإسم
تسابقت دموعها وتخبطت مشاعرها بين فرح لمعرفة عائلتها وحزن على فراقها لحبيب وصلت بعشقها له حد إلتئام الروح بروحه،
تنهدت بحزن وتحدثت لمرآتها قائلة :
كنت حسة إن فى مانع كبير بس هو مش عارفاه متوقعتش أبدًا إنى متجوزة، بس دا هيقدر يتحملنى إزاى؟ كريم بيحبنى ومتحمل إنى مبقدرش أخرج للشارع لكن دا هيتحمل إزاى الله أعلم بيحبنى ولا لا
تطلعت لأعلى مناجية لربها وقالت :
يارب تحلهالى من عندك يارب
أزاحت دمعاتها بأنمالها ولم تجد بلسمًا لألمها سوى أداء فريضتها؛ توضأت وصلت وتضرعت بالدعاء للخالق الوهاب.
تسللت الطمأنينة إلى قلبها عكس قريبتها وقرينتها المرتعشة من فرط الرعب والخوف،
تراقب بصمت نظراته الشرهه لجسدها وتلاعبه بأعصابها،
تلغمت الغرفة بعدد ليس بقليل من الرجال لم يردعه أحدهم من الإقتراب المقزز منها
إقتربت أنفاسه من وجهها تراجعت بإشمئزاز للخلف، حاولت التملص من قيدها بلا هوادة،
تلاعبت أنامله المقززه بوجهها مثيرة بداخلها الهلع وبداخلة رغبة للظفر بها، أزاح لازقة لُثِمَ بها فمها،
واقترب من شفتاها؛ بصقت مابفهما بوجهه وأشاحت وجهها بعيدا عنه
إبتعد عنها بسخط وأمر رجاله بغضب قائلا :
فكوهالى واخرجوا برا
إرتعدت أوصالها رعبا وشهقت ببكاء تتوسلهم بالرحمة عبثًا فمن يكونوا ليقفوا أمام أوامره.
مالك يتحرك بخفة متوارى عن أنظارهم يزيح من أمامه كل من يعترض طريقه بصمت ويسانده فى مهمته الشاقه صلاح ببسالة وإستماتة مصرين بداخلهم على إنقاذ الفتاتين من براثنهم،
شرع رجاله بالخروج من الغرفة إتباعًا للأوامر
قبل خروجهم تلقى كبير حرسه وقائدهم رساله فحواها وجود مالك ودخيل بالفيلا.
إقترب من أذن حسن وهمس بالخبر
؛ إبتسم بثقة وقال بنبرة يحتلها شر :
عاوزه عايش
تطلع لها ورمقها بغيظ قائلا :
عاوز أشوف حرقة قلبه عالسنيورة اللي فضلته عليا.
وأشار له بالخروج بحدة.
تسارعت دقات قلبها حتى كاد ينخلع من بين ضلوعها
بكت بصدمة منتظرة مصيرهم المحتوم،
إقترب منها بشدة؛ فزعت وصرخت وتوسلت له قائلة :
حرام عليك سيبنى فى حالى أنا معملتش فيك حاجة
أمسكها بعنف من شعرها؛ مالت برأسها صوب يده ودموعها تتسارع وتوسلاتها لا تنتهى
تحدث بصوت خفيض من بين أسنانه بغضب شديد وقال :
كنت عاوزك مراتى معجبكيش، لو وافقتى كنت هخليكي ملكة لكن إنتى زبالة ومكانك الزبالة اللى جيتي منها
قذفها على الفراش بعنف واقترب منها
زحفت بظهرها مستندة بذراعيها وقدماها تبتعد ويقترب
تتوسل لأصم وتبكي عيناها لكفيف؛ لا يرى حزنها ولا يستمع لتوسلاتها
تملك من جسدها وأحكم قبضته عليه
تقاوم بيديها وتضرب جسده بقوتها؛ لا حول لها عليه ولا قوة
صحته وقوته فاقت عمره وتخطته،..
********* *********
تحير القلب فى الهوا أيختار قلبًا إلتاع لفراقه، أم قلبًا خبا سعير نيران حزنه..
شهقة فزعة تبعها إرتسام ملامح التوتر على وجه نيفين الأمر الذى أثار حفيظة مراد فتساءل قائلا :
فيها إيه الرسالة اللي جاتلك دي؟ إتخضيتي كدا ليه؟
ردت بتلعثم قائلة:
ها، لا دا واحدة صحبتي عندها مشكلة كدا متشغلش بالك؛ هقوم أكلمها وأشوف إيه اللي حصل بالظبط.
مط شفتيه ورفع كتفيه بإستسلام قائلا :
صحباتك أهم حاجة فى حياتك إتفضلى كلميهم.
هرولت لغرفتها دون مبالاة لحديثه وسخريته منها فهمها أكبر، سر إكتشافه مدمر لإستقرار أسرتها
إصطدمت بريم فرمقتها بحزن وعيناها ترقرقت بالدموع وقالت :
حرام عليكى عملت فيكى تطرديها هتروح فين من غير فلوس ولا تليفون ولا أى حاجة.
تأففت نيفين وردت بتبرم قائلة :
إنتى عاوزانى أسيب فى بيتى واحدة من الشارع وعاملة عليا تمثيلية إنها خطيبة إبنى، وعاملة طيبة وغلبانة وإنتى ومالك مش فاهمينها عشان إنتو أغبيا
تساقطت دمعاتها بغزارة وإقتربت منها وقالت بصدمة إحتلت نبرتها :
إنتى إزاى كدا كنت فاكره إنك حنينة إزاى كنت مخدوعة فيكى كدا؟ بس تعرفى كويس إنك مشيتي سفر برا أأمن ليها عن هنا؛ أحسن متقتليها هى كمان زى سمر.
جحظت عين نيفين من هول حديثها، إتسعت حدقتها بعنف أثرًا لصدمتها حركت رأسها بإنفعال وإستنكار قائلة :
إيه التخريف اللى بتقوليه دا؟ إنتى الحمل مأثر على مخك!
إقتربت بشفتاها من أذنها وقالت بصوت كفحيح أفعى إتخذت وضع الهجوم :
أنا سمعت كلامك مع سيللين اللى سممتى دماغها وفكرها، بس خلاص مشيتها بعيد عنك عشان تفوق
أزاحتها نيفين بعنف عن طريقها وأردفت بضيق :
إنتى غبية متضيعيش وقتى فى جنانك.
إبتعدت عنها ودلفت لغرفتها غير مبالية بتغير ملامحها ومعالم الألم المحتله لمحياها وشحوب وجهها وغزارة تعرقه،
أغلقت الباب بحدة معبرة عن غضبها
رفعت هاتفها بلهفة وإحتدم توترها مع صوت رنينه حتى أتاها صوت المنشودة من المكالمة فقالت بتعصب :
إنتى يا غبية أنا مش بعتك تعمليلها ميكب وقلتلك إعملى أى حاجة ومتخليهاش تخرج وتشوف الظابط ولا يشوفها.
صمتت برهة وأردفت بحدة :
يعنى إيه مقدرتيش عليها كنتى من الأول تقفلى الباب عليكم وتعملى أي حوار، إنتى عملتى مصيبة، انا اعتمدت عليكى وعلى عقدتها من الطريق اقفلى مش طايقه أسمع صوتك.
لوت قبضة يدها ودفستها بفمها تعضها بأسنانها، تكتم بها صرخات رهبتها وخوفها
لا يمكنها المراهنة على سليم فالأمر أصعب من صمته عليه.
ألقت بجسدها على فراشها وتجمدت الأفكار بعقلها وسربت الجمود والوجوم لوجهها.
أخرجها منه صوت صراخ مدوى؛ خرجت مسرعة صوبه؛
أبصرت ريم صارخة بفزع وألم وقد أفضت ماء رحمها
هرع الجميع إليها بخوف تسلل إلى قلوبهم
نطقت من بين أوجاعها بوهن موجهة حديثها لزوجها وقالت :
محمد إلحقنى هموت آااه بولد.
أَبِيَ الفزع أن يتركه إرتعدت أوصاله وإقترب منها برعشة يحملها بصعوبة وتطلع لها قائلا برعب :
إنتى فى التامن هتولدى إزاى
واجهت بعيناها نيفين وعاتبتها بقوة وألم، أرخت رأسها على صدره وبكت بألم وقالت:
وقعت يامحمد بسرعة أبوس إيدك هموت من الوجع.
تحرك بها مسرعًا وتوسل لله وناجاه بحفظهما معًا.
**************marwa Elgendy
لاحظ (مراد) التوتر على وجه نيفين، إقترب منها، أحاطها بزراعيه وطمأنها قائلا :
متقلقيش هتقوم بالسلامة
أومأت برأسها بخفة وقالت :
إن شاء الله خير.
هدوءها منافى للغاية مع غليان يلتهم دواخلها
بمكتب مالك
إنسدر مالك ملتهما الطريق، لحقه صلاح والآخر المكلف بمتابعة القضيه (حسام)
أوقفه صلاح أمسك معصمه قائلا :
إستنى يامالك مينفعش دا مش عيل صغير دا عنده جيش.
تدخل حسام قائلا :
صلاح معاه حق يامالك أمر القبض عليه مش هياخد ساعة من دلوقتى.
أفلت مالك يده بقوة وقال ببأس :
مش هستنى ثانية واحدة دى سفر إنتوا مش فاهمين؛
إبتلع ريقه وتحرك مسرعًا قائلا بداخله :
مش هتحمل روحى تغيب عنى تانى
رعونة وحماقة إلا أنه القلب وأحكام هواه فلا قوة لأحد عليه ولا مناص من إتباع أوامره
صوت صلاح يعلو مناديا عليه مرة أخرى، رفض مالك التطلع إليه، إقترب منه صلاح ولهث من سرعة الركض قائلا :
إستنى جاى معاك، كلمت الشباب عملوا تتبع لآخر مكالمة وهتجيلى إحداثياتها على تليفوني.
أضاءت شاشة الهاتف وأصدر صوت رسالة رفعها وإبتسم قائلا :
تمام المكان إتحدد يلا بينا
سَعِدَ مالك برفقة صديقة وشعر بالأمان جواره وإشتدت ثقته بقدرته على تخطى الموقف وإنقاذها.
بمكان آخر أمام دار المسنين
الموقف مربك للجميع، سليم فاض صبره ونفذ يدق الأرض بقدمه والضيق ينهشه إلتفت إليهم يحثهم علي الإسراع قائلا :
ياجماعة مينفعش كدا فى إيه يامدام سمر مش هتتاكلى فى الشارع معانا.
كريم أمسك يديها وتطلع لها بحب يتمنى لو تتخطى خوفها المرضى.
حاول أن يشجعها؛ رفع يديه لكتفيها وراقب نظرات عينيها وقال باثثا بداخلها القوة :
أنا معاكِ متخافيش
تطلعت له بحزن ودموعها تتحدث عن إحساسها إرتعشت شفتاها قائلة:
مش قادرة أتحرك أكتر من كدا مش هقدر أخرج وأركب عربية تانى، تعالت شهقاتها وارتفع نحيبها وأردفت بتوسل:
خليني هنا أبوس إيديك مش قادرة أخرج للشارع.
تنهد كريم بحزن ويأس تملك منه مبددًا لأمله فى حل عقدتها النفسية،
تلفت بتوسل لسليم وقال:
نخليها هى هنا لو ضغطنا عليها بتنهار ومش هنقدر نهديها.
ضغط سليم على فكيه، زفر بضجر وقال:
طيب خليها هى وإتفضل معايا نقفل الزفت المحضر ونرجعلها
نسمة خفيفة من الراحة تسللت إليها من بين رياح الوجل المحيط بها؛
تنهدت براحة وعادت خطوة للخلف ودعت كريم قائلة :
متتأخرش عليا
أغمض عينيه لثانية بتوتر وقال أثناء تحركه :
متقلقيش إن شاء الله خير.
بالمشفى أمام غرفة العمليات
مرت ساعة على دخول ريم العمليات مرت دقائقها كسنوات يحترق بداخله بلهيب القلق الحارق ويوجعه الإنتظار بعلقمة فتجرعه بدوره، أهلك الأرض تحت أقدامه ذهابًا وإيابًا، إن توقف لسانه عن الدعاء؛ أكمل قلبه السبيل.
إقترب والده منه وشدّ على كتفه قائلًا :
ياحبيبى متقلقش دى مش أول واحدة تولد فى الشهر التامن.
تطلع له بترجى محاولا بجهد أن يستمد منه القوة وقال :
بجد يابابا يعنى هتكون كويسة هى والبيبي.
أومأ (مراد) برأسه وقال :
أيوا بإذن الله حتى إسأل أمك،
رنا إليها فلاحظ توجمها وتيهتها، أشار لها بيده لتنتبه
تلفتت له متسائلة بلا فهم :
فى حاجة ولا إيه.
عقد مراد حاجبيه وقال :
ياه دا إنتى مش معانا خالص.
تنهدت بقوة وقالت :
لا معلش مش مركزه
بُتِرَ الحديث بقدوم الطبيب برفقته مازن والفرحة على وجهه طمأنتهم تنهد محمد براحة وأزاح من عينه قرة فرحة بسلامة أحبابه
إحتضنه والده قائلا :
قلتلك هتعدى على خير
إقترب مازن منه قائلا بسعادة :
مبروك ياحبيبي أخيرا بقيت عمو، إحتضنه محمد وهمس بأذنه قائلا :
إنت عمو من سنتين و٩ شهور بس مكناش نعرف.
إبتعد عنه وراقب ملامح الدهشة على وجهه وتركه بضحكة رنانة وتوجه إلى ريم للإطمئنان عليها.
إقترب مازن من والده وهمس بتساؤل :
بابا هو يقصد إيه إنى عم من سنتين
إبتعد به عن نيفين وقص عليه ماحدث والدهشة على وجهه تتزايد وتحتدم حتى كست ملامحه
وقال من بين دهشته مشيرا على والدته :
عشان كدا ماما مسهمة ومش معانا خالص
مط مراد شفتيه ورفع كتفه وقال :
مش عارف مالها بصراحة ربنا يستر.
تنحنح مازن وقال :
بابا أنا عاوز أفاتحك فى موضوع مهم
إبتسم مراد وغمز بطرف عينيه قائلا :
لو بنت حلال موافق
رد بلهفة:
أوى يابابا بنت حلال أوى وعيلتها كبيرة؛ يعنى المرة دى ماما ملهاش حجة ترفض
تبدلت ملامح سعادته بحزن وتذكر رفضها لحبيبته وكيف فرقت بينهما
ربت مراد على كتفه وقال :
نطمن على مرات أخوك وإبنه ونروح نشوفها.
إبتسم مازن قائلا :
لا مهى هنا
رفع مراد حاجبه وتساءل :
دكتورة بئا ولا مريضة
ضحك مازن ومن بين ضحكاته قال :
تصدق يابابا الأتنين.
تبادلا الضحك بسعادة
تنهد مراد قائلا:
مش فاضل غير أطمن على مالك.
توتر مازن قليلا وتمالك نفسه قائلا:
إن شاء الله خير
تمتم بداخله شكل نيفين هانم مسهمة كدا بسبب سفر
فيلا متطرفة بعيدة عن العمران توقفت السيارة بالقرب منها تطلع مالك وصلاح إلى عدد حراسها
اتسعت قرنية صلاح من عددهم وتطلع لمالك قائلا :
إيه دا يامالك دا أكتر من توقعنا بكتير
تنهد مالك بقوة وقال:
إسمع إنت خليك هنا وحاول تطلب دعم وأنا هتسحب وأدخل من غير محد يحس بيا
قبل أن يخرج أمسكه صلاح من يده قائلا :
هو أنا جاى أستناك هنا يلا ياعم أنا جاى معاك
تطلع له مالك بفخر وزهو بصداقته وطرق على كفه بإمتنان وتحركا بحذر شديد مقتربين من الباب الخلفى للفيلا
قبل الوصول رفع صلاح هاتفه وارسل لحسام رسالة بموقعهم وتوقعه بعدد الحرس
حراس الخلف إثنان أشار مالك لصلاح لتولى أمر أحدهم بينما يتولى هو أمر الأخر
إقتربا منهما بغتة وبسرعة غير متوقعة لويا عنقهما وأسقطاهما جثتين هامدتين؛ إبتسما بثقة وتحركا بخفة داخل الفيلا باحثين عن سفر وريهام التي تورطت بسببهم
وصل سليم برفقة كريم إلى قسم الشرطة، صعد سليم مسرعا ليبحث عن مالك ويخبره بما وجده،
أخبره عسكرى حراسة الباب لغرفته عدم وجوده
بحث عن صلاح بغرفته ولم يجده أيضا،
إصطدم بحسام أثناء إستعداده سأله إذ رآه فقال مسرعًا :
حصل كارثه حسن السيوفى خاطف خطيبته وراح يلحقها.
توجس سليم وقال بقلق :
إمتى دا؟
رد حسام بلهفة وإنشغال بالإستعداد للخروج قائلا :
مالك وصلاح هناك والمكان ملغم بحرس كتير.
خفق قلب سليم ومر على رأسه طفولته مع مالك حركته فطرته وسجيته ونحى غيرته وسخطه جانبًا، أعطى أوامر للعساكر بوضع كريم بمكتبه وعدم السماح بخروجه حتى يصل
وتحرك مسرعا مع حسام لنجدة مالك
بالمشفى
ظهر على وجوه الجميع السعادة إلا نيفين إتخذت من الجميع طرفا بعيدًا، لا يشغل بالها سوى ما ستقوله لمالك تبرر له جرمها،
بتر سعادتهم مكالمة على هاتف مراد من الحرس المخصص لحراسة مالك
إرتعد مراد وصرخ فؤاده بين ضلوعه رعبًا على ولده بعد أن علم منهم خطاه بعرين وحش تجرد من قلبه مذ زمن
تحرك مسرعًا وطلب كل حراسه وهرع هو الآخر ليفدى ولده بروحه إذا لزم الأمر.
****Marwa Elgendy
بدار المسنين
جلست سمر بغرفتها والحزن يعتصر قلبها ويدميه ألمًا، تحاول بجهد أن تتذكر عبثًا فليس بقدرتها ولا تملك على ذاكرتها وعقلها سلطان
أخرجت ميدالية قديمة من خزانتها على وجهها صورة تشبهها فى الملامح وعلى ظهرها كتب (سفر)
تذكرت أن هذا سبب تسميتهم لها بهذا الإسم
تسابقت دموعها وتخبطت مشاعرها بين فرح لمعرفة عائلتها وحزن على فراقها لحبيب وصلت بعشقها له حد إلتئام الروح بروحه،
تنهدت بحزن وتحدثت لمرآتها قائلة :
كنت حسة إن فى مانع كبير بس هو مش عارفاه متوقعتش أبدًا إنى متجوزة، بس دا هيقدر يتحملنى إزاى؟ كريم بيحبنى ومتحمل إنى مبقدرش أخرج للشارع لكن دا هيتحمل إزاى الله أعلم بيحبنى ولا لا
تطلعت لأعلى مناجية لربها وقالت :
يارب تحلهالى من عندك يارب
أزاحت دمعاتها بأنمالها ولم تجد بلسمًا لألمها سوى أداء فريضتها؛ توضأت وصلت وتضرعت بالدعاء للخالق الوهاب.
تسللت الطمأنينة إلى قلبها عكس قريبتها وقرينتها المرتعشة من فرط الرعب والخوف،
تراقب بصمت نظراته الشرهه لجسدها وتلاعبه بأعصابها،
تلغمت الغرفة بعدد ليس بقليل من الرجال لم يردعه أحدهم من الإقتراب المقزز منها
إقتربت أنفاسه من وجهها تراجعت بإشمئزاز للخلف، حاولت التملص من قيدها بلا هوادة،
تلاعبت أنامله المقززه بوجهها مثيرة بداخلها الهلع وبداخلة رغبة للظفر بها، أزاح لازقة لُثِمَ بها فمها،
واقترب من شفتاها؛ بصقت مابفهما بوجهه وأشاحت وجهها بعيدا عنه
إبتعد عنها بسخط وأمر رجاله بغضب قائلا :
فكوهالى واخرجوا برا
إرتعدت أوصالها رعبا وشهقت ببكاء تتوسلهم بالرحمة عبثًا فمن يكونوا ليقفوا أمام أوامره.
مالك يتحرك بخفة متوارى عن أنظارهم يزيح من أمامه كل من يعترض طريقه بصمت ويسانده فى مهمته الشاقه صلاح ببسالة وإستماتة مصرين بداخلهم على إنقاذ الفتاتين من براثنهم،
شرع رجاله بالخروج من الغرفة إتباعًا للأوامر
قبل خروجهم تلقى كبير حرسه وقائدهم رساله فحواها وجود مالك ودخيل بالفيلا.
إقترب من أذن حسن وهمس بالخبر
؛ إبتسم بثقة وقال بنبرة يحتلها شر :
عاوزه عايش
تطلع لها ورمقها بغيظ قائلا :
عاوز أشوف حرقة قلبه عالسنيورة اللي فضلته عليا.
وأشار له بالخروج بحدة.
تسارعت دقات قلبها حتى كاد ينخلع من بين ضلوعها
بكت بصدمة منتظرة مصيرهم المحتوم،
إقترب منها بشدة؛ فزعت وصرخت وتوسلت له قائلة :
حرام عليك سيبنى فى حالى أنا معملتش فيك حاجة
أمسكها بعنف من شعرها؛ مالت برأسها صوب يده ودموعها تتسارع وتوسلاتها لا تنتهى
تحدث بصوت خفيض من بين أسنانه بغضب شديد وقال :
كنت عاوزك مراتى معجبكيش، لو وافقتى كنت هخليكي ملكة لكن إنتى زبالة ومكانك الزبالة اللى جيتي منها
قذفها على الفراش بعنف واقترب منها
زحفت بظهرها مستندة بذراعيها وقدماها تبتعد ويقترب
تتوسل لأصم وتبكي عيناها لكفيف؛ لا يرى حزنها ولا يستمع لتوسلاتها
تملك من جسدها وأحكم قبضته عليه
تقاوم بيديها وتضرب جسده بقوتها؛ لا حول لها عليه ولا قوة
صحته وقوته فاقت عمره وتخطته،..
الأخيرة
لقوة الشر حدود لا تتخطاها أما الخير فقوته فى السماء مرساها..
إلتهم سليم الطريق بسرعة مهلكة، تتقافز فى رأسه أفكار تؤلم قلبه فلو أنه شعر يوما بالحقد والغيره لظفره بحب من رغب دوما فى قلبها إلا أن بأعماق قلبه يعرف أنه لاذنب له بحبها له، حتى أنه لا يطق عليه شر.
فى المشفى
قتل التوتر لنيفين راحتها وأهلك وجدانها تتطلع حولها بصمت كلص ينتظر تنفيذ حكم الشريعة عليه
تسارعت نبضاتها وازدادت سرعة ضخ الدم بعروقها حتى وقعت مغشيا عليها، مسببة بذلك بلبلة وتوتر للجميع
صرخ محمد بفزع مناديًا لها :
ماما!!
إقترب منها وحملها ودخل بها لغرفة مجاورة لغرفة ريم، أنزلها على الفراش بتروى وأفسح مكانا لمازن الملهوف خوفًا عليها بدوره ليقوم بما يستدعيه عمله
بعد قليل إستعادت وعيها ببطئ، تطلعت لوجوههم وبكت بشدة أدهشتم
إقترب مازن بحنو قائلا :
فى إيه بس ياماما مالك؟
عبراتها تتحدث ولسانها صامت مضرب عن الحديث
إلتفت لجهة السرير الأخرى (محمد) أمسك كف يديها وقبله بحب وقال :
طب قولي إيه بس مزعلك! يعني جايلك حفيد قمر كدا وتزعلى
ربتت على كف يديه، تنهدت بحرارة ملتهبة حزنًا
تناقلت عينيها بينهم ومن صمت بكاءها وحدته أخرجت كلمات فهموا مغزاها بصعوبة:
سمر عايشة.
تطلع الأخوان لبعضهما وقفزت الدهشة محتلة لوجوههم
رد مازن بتلعثم :
يعنى إيه وحضرتك عرفتى إزاى
تطلع لها محمد بذهول وأضاف على مقال أخيه :
إنتى ليكِ يد فى الحادثه؟
هزت رأسها بعنف ولهفة منفية لقوله وأردفت :
أنا مليش يد فى الحادثة ولا حاجة هى صدفة مش أكتر
زفر مازن بحنق وضيق وقال:
يعنى إيه صدفة هى عملت حادثة وطلعت عايشة ليه كلنا فكرناها ماتت انا مش فاهم حاجة أرجوكى وضحى
تطلعت أمامها مبتعدة عن نظرات عتابهم القاتلة وقالت :
قبل الحادثة بيومين سمعت بالصدفة مكالمة بين أبوكم وواحد كان شريكه زمان بس كان شغله مشبوه وفض الشراكة معاه، إسمه حسن السيوفى
قُطِبَ حاجب محمد وردد بخفوت :
حسن السيوفى كان شريك لبابا!
أشار له مازن ضامما أنامله للصبر والإستماع لها وقال :
كملى ياماما وبعدين حصل إيه والمكالمة دى كانت إيه
شردت قليلا تتذكر المكالمة وإلتفتت لمازن تتوسل تفهمه وقالت :
كان بيهدد يقتل مالك لو مبعدش عن سمر واللى فهمته إنه كان خاطبها قبل مالك ميتجوزها
ارتسمت ملامح الرعب على الجميع وبدأ اللين يظهر فى حديثهم
تطلع لها محمد قائلا :
يعنى دبرتى الحادثة دى عشان توهميه انها ماتت ويسيب مالك فى حاله؟
زفرت بضيق عنيف وقالت بحدة :
قلتلك مدبرتش حاجة كل حاجة حصلت صدفة
أردف مازن بحدة قائلا :
ياماما فهمينا إيه اللى حصل
ردت نيفين بصوت خفيض :
يوم الحادثة كان فى بنت تانية مع سمر تقريبًا صحبتها دي اللي ماتت، مالك لما جه سأل الممرضة قالتله ماتت وقع من طوله وفضل يومين على مهدئات فى المستشفى؛ إبتلعت ريقها بتوتر وأردفت : طلبت منهم يزودوله المهدئ شويه عشان يفضل فى المستشفى لحد مبعد سمر،
خصوصا لما فاقت مش فاكره إسمها حتى وأما أهل البنت اللى ماتت إستلموها عامل المشرحة باعلى جثة بنت متشوهه ودفناها
إبتعد محمد للخلف وقدماه ترتعش ألقى بجسده على أقرب مقعد وقال بحزن :
يعنى دفن واحدة غريبة وفضل حزين كل السنين دى من غير داعى!!
رد مازن بتقطب :
وإزاى محدش خد باله من الورق ولا من أى حاجة
أطرفت بعينيها قائلة :
كل حاجة خلصت بالفلوس المجهولة بقت سمر وسمر بقت هى المجهولة.
تنهد مازن بأسى وحزن على ما آل إليه حال أخوه بسبب قرار إتخذته أمه بفجع قلبه دون مبالاة بشعوره وقال :
ليه بتعترفى دلوقتى؟
صمتت قليلا وقالت:
عشان مالك خلاص زمانه عرف انها عايشة
تقابلت وجوهم وتبادلوا نظرات الفزع الممتزج بحزن ودهشة مما يحدث مترقبين رد فعل مالك على ماحدث
**********Marwa Elgendy
إلتف عدد من الرجال مدججين بالأسلحة مباغتين لمالك وصلاح بعنف وإجتذبوهم أمام الغرفة ليستمع بنفسه توسلات سفر وتنهش بقلبه وتدميه
تعالت صرخاتها مع إقترابه لهدفه تحاول التملص من قبضته بكل قوتها
صراخها يزيده إثارة وإصرار على تنفيذ ما شرعه،
قاربت قواها على النفاذ وبدأت تستسلم لمصيرها المرعب،
صرخت صرخة أخيرة ودموعها كتمت نصفها وصوتها يتحشرج وتوسلت قائلة:
حرام عليك ابعد عنى
صوتها طعن مالك بقلبه طعنان تمزق اوصاله صرخ بحدة قائلا:
هقتلك لو لمستها ياحيوان
صوته بث بداخلها طمأنينة ولو لثوان جدد طاقتها وقاومته أكثر
بدأت لكماتها تؤلمه؛ إبتعد بيده عن جسدها وإهتم بتوثيق يديها،
كلتا يديها بيد وشعرها باليد الأخري واقترب من أذنها وقال بفحيح كأفعى :
هقتلهولك قدام عنيكي بس أما أكسره قدام نفسه.
افلت شعرها بعد أن سرق أمانها وإزدادت ضربات قلبها بعنف مخافة عليه وعلى نفسها،
أشاحت بوجهها بعيدا عن رأسه متقززه منه؛ لمحت دبوس شعر سقط من شعرها مع جذبه
علمت إنه ربما خلاصها؛ افلتت يدها من بين يديه وبسرعة إلتقطته وبجام عزمها وقوته طعنته به بداخل عينه،
صرخات ملأت الغرفة أربكت من خارجها
هو يصرخ بألم ويلتوى منه،
وهى تملكها الفزع لرؤية الدماء بيدها وعلى وجهه
تطلع الرجال لبعضهم متسائلين حتى قال أحدهم:
نفتح نشوف فى ايه! الحاج بيصرخ أوى شكلها عملتله حاجة!
أشار له الآخر ليفتح
مارآه مالك من مكانه أثلج قلبه وأراحه؛ إبتسم بثقة وباغت من جواره وسحب بندقيته منه بخفه
إحتدم الموقف بتصويب أحدهم فوهة سلاحه إلى رأس صلاح
إبتلع مالك ماء حلقه متجرعًا معه علقمًا لرعبه على صديقه، حتى إستمع صوتًا لم يتوقع سماعه أبدًا
طلقات بالهواء وصوت أجش قال :
نزلوا السلاح اللى فى ايديكم لو عاوزين تعيشوا
إرتبك المرتزقة فعدد الوافدين أكثر من عددهم وبدأ كل منهم يلقى سلاحه تلو الآخر ويرفع يده للأعلى بإستسلام
إبتسم مالك بإمتنان لوالده الذى إندهش لوجوده
بتر إبتسامته صرخة سفر
إندفع إليها بسرعة وجدها منزوية بجانب فى الغرفة ترتعش وتصرخ تنظر ليدها وتثير الدماء رعبها؛
أمسك يديها وأخفاها بيده وإحتضنها بقوة حتى إستكانت بحضنه، هدأت رعشة جسدها وتبدل الحال بقلبها من وجيف الرعب لرجيف العشق
أبعدها عن حضنه قليلا وواجه بعينه عينيها وقال متوسلا لإجابة مطلبه :
تتجوزيني؟
تنهدت بضعف وقالت :
مش عاوزه أكون مجرد ذكرى لحبك القديم.
رفع أنامله على شفتاها وقال :
بحبك ولعلمك محبتش حد قدك
إبتسمت لحديثه وإبتعدت بعينيها عن عينه وقالت بخجل:
موافقة
توالت المفجآت على مالك وإناس لم يتوقع مجيئهم بعد سماعه لصوت سليم مع قوة الشرطة القادمة لنجدتها،
حملها بين ذراعيه وتوجه للخارج وترك رجال الشرطة يقومون بعملهم
إقترب منه سليم وتنهد براحة قائلا :
حمدالله عالسلامة يابن عمى
إبتسم مالك وأومأ برأسه قائلا :
الله يسلمك ياسليم بيه.
تنحنح سليم بخجل وقال :
فى حاجة مهمة لازم تعرفها
تململت سفر بخجل وحاولت النزول للأرض؛ تفهم مالك خجلها وأنزلها برفق
تطلع لسليم بدهشة قائلا:
حاجة إيه اللي أعرفها ومالك كدا مش على بعضك!
ربت سليم على كتفه وقال :
تعالى بس عالقسم وإنت تعرف كل حاجة
زم مالك شفتيه وحرك رأسه بموافقة وتحرك جوار سفر حتى خرجا من الفيلا.
أشرف سليم على القبض على كل من فى الفيلا وطلب سيارة إسعاف لنقل حسن إلى مشفى يتبع الشرطة
وقبل خروجة من الفيلا توصل لأذنه أنين خفيض يأتى من غرفة أسفل الدرج؛
فتحها بسرعة ودخلها مسحها بعينيه بلهفة حتى وجدها قابعة بركن من أركانها يبدو عليها أثر التعذيب
إقترب منها وفك وثاقها وطلب المسفعين لها بسرعة على جهازه اللا سلكى
تمسكت بيده ملتمسة الأمان وهمست بوهن:
متسبنيش أموت هنا
ربت على يدها ورجف قلبه لها سحرته ببرائتها وضعفها لا يدرى ماحل به
إقترب منها قائلا بتوتر :
متتكلميش كتير دلوقتى يجيلك المسعفين وهتبقى كويسه
حملها المسعفين برفق وخرجوا بها؛ أوقفهم سليم قائلا بنبرة آمرة:
دي تروح مستشفى العمري
فتح مالك باب سيارته وأدخل سفر برفق وجلس جوارها،
إلتفت لها متسائلا :
إنتِ كويسة؟ تحبى نروح المستشفى الأول نطمن عليكِ قبل منقفل المحضر؟
نفت بهدوء قائلة :
لا أنا كويسة خلينا نخلص المحضر دا عشان أرتاح
إبتسم لها، غمزها بطرف عينيه وقال :
هنخلص المحضر ونطلع عالمأذون علطول
شهقت بدهشة وقالت :
بسرعة كدا طب كام يوم أجهز نفسى حتى
زفر بضيق قائلا بنفاذ صبر :
كام يوم إيه إنتي آخرك معايا بكرة فاهمة ولا لا
هزت رأسها بضحكة قائلة :
تمام يافندم
ضحك بسعادة وتحرك بسيارته لمجهول قد يحطم حياته مرة أخري.
وصلا للقسم ودلفا إلي مكتبه والراحة احتلت محل القلق بقلوبهم فاليوم تخلصوا للأبد من شر أنغص هدوء حياتهم..
توقف سليم أمام المكتب وتردد بالدخول وبعد برهة من التفكير طرق الباب ودخل ملامح وجهه توحى بوجود أمر مهم
طالعه مالك بدهشة وحاول تفسير وجوم وجهه وقال :
شكرا إنك جيت تنقذني ياسليم الأصل غلاب فعلا
إقترب منه وإحتضنه شاكرًا
تنحنح سليم قائلا :
برغم أى خلاف حصل بينا إنت بردو لسه أخويا ومقدرش أعيش من غير مغلس عليك
إبتسم مالك وهز رأسه بإستسلام وقال :
يعني مفيش فايدة فيك
تبدلت ملامح سليم، تطلع لسفر وأعاد بصره لمالك قائلا بتوتر :
فى حاجة مهمة لازم تعرفوها
تطلعت سفر بإهتمام، وتساءل مالك قائلا :
فى إيه ياسليم إنت شكلك مش على بعضك
ألقى سليم عليهم ما بجوفه وصدم لحديثه الإثنان بشدة،
أمسكه مالك من كتفه بكلتا يديه وهزه بعنف قائلا بحدة :
إنت وصلت للدرجة دى معايا ياسليم بتعمل حوار وسخ زى دا
أنزل سليم يديه وإبتعد عنه قائلا بعنف :
أنا غلطان إنى قلتلك عالعموم خطيبها موجود فى مكتبى والمفروض إنى كنت رايح أقبض عليه عشان جوازته متكملش؛
تنهد بقوة وأضاف :
أصله مينفعش يتجوز واحدة متجوزة أصلا.
تضاربت المشاعر بداخلهم سفر تحطم قلبها ، وتألمت
لفقدانها حبيب تعلق قلبها به،
بجانب مشاعر سعادة لمعرفتها بوجود سمر التى أحبتها دومًا كأخت لها وجرح فقدها لم يندمل بقلبها أبدًا..
مالك عصفت الرياح بمركبه المتهالك وسط المحيط تخبط بالأمواج وتحطم شراعه يقاوم الألم ويسقط للقاع مرة أخري، تأتيه الطعنات من حيث لا يحتسب
الآن طُعِنَ من أقرب الناس إليه
إنصب تفكيره كله فى قدرة والدته على رؤية جرحه لسنين طوال دون شفقة أو رحمة
خانت عبرة سجانها بمقلتيه محطمة قيود قريناتها
فتسارعت العبرات بالنزوح عن مقلتيه محرقة لقلبه ومهلكة لكبريائه
خرج من فمه كلمات تقطعت مع أنفاسه :
هى فين؟ عاوز أشوفها
رد سليم بوجوم قائلا:
هبعتلك الموقع على التليفون.
أسعرت كلمات مالك النيران بقلب سفر وشعرت بضرورة الإنسحاب تطلعت له لآخر مرة وإلتفتت بوجهها تخفى دمعها، كفكفته بسرعة وأعادت وجهها إليه ترسم ملامحة بعقلها لتحتفظ بصورته بداخلها
إستلم مالك الرسالة وخرج مسرعًا متوجهًا لها
خطا خطوتين خارج مكتبه
اطلقت سفر لعبراتها العنان وعلى حافة إنهياره شعرت بربتة حانية على كتفها تلفتت بسرعة
إبتسم بألم وأزاح دمعها بأنامله، أمسك وجهها بين يديه وقال بنبرة بثت الراحة بقلبها :
مش هتيجى معايا؟
إبتلعت ريقها، هزت رأسها بنفى وتغلب على راحتها الحزن، تنهدت بحزن قائلة :
معدش ليا مكان خلاص حتى إنى أكون ذكرى ليها مش هينفع دلوقتى لازم أبعد
بتر حديثها بحزم قوله :
مين قالك إنك ذكرى ليها، ومين قالك هسيبك وأرجعلها؟
سحب نفسًا طويلا وأخرجه ببطئ وقال :
أنا عاوز أعرف هى كمان سابتني بمزاجها ولا كان غصب عنها! وبعدين أنا إتأكدت دلوقتى إنى إتخطيتها خصوصًا لما عرفت إنها كانت هتتجوز ومتضايقتش حتى
تبدلت ملامح حزنها وإبتسمت بخفة ورقة
أمسك يدها وتحرك بها لرؤيتها
قبل خروجة مر بغرفة سليم وطلب منه إطلاق سراح كريم
وقف كريم أمام سفر مشدوها والدهشة إرتسمت على ملامح وجهه
عقد حاجبيه وقال :
معقول إنتى سفر!
هزت رأسها بالإيجاب وردت بخجل :
أيوه أنا
تطلع له مالك بغضب قائلا :
لو فى حاجة كلمنى أنا.
تنحنح كريم بحرج وأردف :
لا مفيش حاجة أصل سفر أقصد سمر مكانتش تعرف إسمها إيه ولقت فى جيبها ميدالية عليها صورة إفتكرتها صورتها وهى صغيرة وفى ضهرها إسم (سفر) فكرته إسمها.
تطلع مالك لسفر وقال:
هما فعلا شبه بعض
توجه بحديثه لسليم وقال :
لسه محتاجه ياسليم بيه؟
رد سليم بنفى وقال :
لا يامالك بيه إتفضل إنت وأنا كمان رايح المستشفى
قطب مالك حاجبيه وتسائل :
رايح المستشفى ليه؟
تسارعت نبضات سليم وتوتر قبل أن يجيب :
أصل.. البنت اللي كانت محبوسة فى الفيلا خليت الإسعاف توديها المستشفى بتاعتكم
خبط مالك على رأسه وقال:
ريهام دا أنا نسيتها خالص، هى حالتها إيه
رد سليم بلهفة قائلا :
كدمات بس الحمد لله
تنهد مالك براحة وقال:
الحمد لله
أشار برأسه لسفر وقال :
يلا بينا؟
تحركت معه بصمت متلهفة للقائها وبقلبها لذلك رهبة قوية
توقفت السيارة أمام دار المسنين
سحب مالك عدة أنفاس تهدئ من روعه
وخرج متوجهًا إليها بخطوات مرتعشة وأنفاس متقطعة
تشجع قليلا بعد ملاحظته لتوتر سفر
ربت على كفها وخرج من السيارة طلب منها ومن كريم الإذن بالحديث معها وحدهم
تفهم الإثنان برغم نيران الغيرة الناهشة لقلوبهم
وقف أمام غرفتها ومشاعر جمة باغتته وهزمت وجدانه
إستجمع شجاعته وطرق الباب بخفة، وصل لأذناه صوتها المميز إبتسم وترقرقت بعينيه الدموع ودلف بتروى :
وقفت تستقبلة والتوتر ملأ جوارحها
سقطت من عينيه دمعة وازاحها وتحدث بحزن قائلا :
إنتِ نسيتي فعلا؟
تطلعت له بتحفظ تفرك كفيها ببعضهما تجمع على جبهتها حبيبات العرق وتلعثمت بالحديث قائلة:
كريم قالي في التليفون إنك هتطلعلي
تنهدت بحزن وأردفت :
فكرت هفتكرك أول مشوفك بس للأسف مش قادرة أفتكر
مفيش في دماغى غير الحادثة، الصريخ فى ودانى دم كتير وإزاز متكسر غير كدا مفيش حاجة
إقترب منها ببطئ؛ توترت لقربه إبتلعت ريقها برعب وتطلعت له بتحفظ لاحظه إبتسم وأكمل قربه، وقف أمامها إحتضنها رغمًا عنها وهمس بجانب أذنها :
آسف إنى مكنتش معاكى
تملمت فى حضنه أبعدها وأردف قائلا :
أنتى من النهارده حرة إنتى طالق، بس هتفضلى فى حمايتي طول عمرك ومش هخلى حد يضايقك أبدا
إبتسمت براحة وتسللت السعادة لقلبها صمتت حتى أكمل حديثه قائلا :
أنا هتجوز سفر أختك
تطلعت له بدهشة، قطبت حاجبيها وقالت بتساؤل :
أختى؟ أنا ليا أخت!
إبتسم قائلا :
بنت عمك بس بتعتبرك أختها وملهاش حد غيرك، وأنا دلوقتي جوز أختك يعني أخوكى
إبتسمت قائلة :
دى حاجة تسعدنى جدا
زفر ببطئ وقال :
فى حاجة مهمة لازم أعملها
تساءلت بلهفة:
حاجة إيه؟
رد قائلا :
لازم تخرجى من هنا فى مشوار مهم لازم تروحيه
أنا وإنتي حياتنا كانت هتكون مختلفة أوي لولا تدخل أمي فيها
ومش معنى ان ربنا عوض كل واحد فينا إني هسيب حق السنين اللي فاتت دي
تطلعت له بحزن وقالت :
مقدرش أخرج الشارع الطريق بيفكرنى بالحادثة
وقف أمامها وأمسك كتفها يبث بداخلها الشجاعة وقال :
أنا معاكُ وخطيبك كمان وسفر مستنياكِ فى العربية، ومش هسمح لحاجة وحشة تحصل لواحدة فيكم
إبتلعت ريقها بتوتر وشرعت بحديث بتره بحدة وجذبها من يدها قائلا :
ثقى فيا متخافيش كلنا معاكِ
تحركت جواره بإستسلام والخوف يلهب قلبها والرعشة تتملك من جسدها
وقفت خلف الباب الخارجى تتردد فى الخروج، تطلعت له بتوسل وقالت :
مش قادرة بجد خايفة أوي
مد يده لها وجذبها برفق، أشار صوب سفر وكريم
تطلعت لسفر وسحرت بإحساسها تجاهها٢ تحركت معه دون أن تعى
بعد قليل وصلت إليها
تناست سفر غيرتها من ملامستها ليده وتطلعت لها بشوق وحب وإقتربت منها بلهفة وإحتضنتها بقوة وبكت بشدة
أبعدتها تنظر لوجهها مرة أخرى وإحتضنتها مرة أخرى
إقترب كريم منها وربت على كتفها قائلا :
سمر إنتِ فى الشارع
تطلعت حولها غير مصدقة بكت، لفت حول نفسها، تقافزت بسعادة وضحكت بعفوية قائلة :
أنا مش مصدقة ياكريم أخيرًا قدرت أخرج
تطلع لها كريم بحزن ونهشت الغيرة قلبه وقال :
يظهر مالك بيه له تأثير كبير عليكِ
توجمت سفر بكلماته
تفهمها مالك وقال بإبتسامة:
طبعًا مش أخوها وجوز أختها.
أثلجت جملته قلوبهم إقتربت سمر من كريم وقالت بسعادة :
مالك طلقنى ياكريم
أطرفت بعينيها وقالت بدلال :
يعنى لو لسه عاوز تتجوز
تطلع لها بدهشة وقال :
لو!! دا أنا هتصل بالمأذون حالًا
إقترب مالك من سفر وقال :
إيه رأيك نجيب المأذون إحنا ونسبقهم
تطلعت له بحب وقالت :
يعنى أنا دلوقتى مش ذكرى سمر؟
إحتضن رأسها وقبل جبينها وقال :
أنا بعشقك من أول مشفتك وعمرك مكنتى مجرد ذكرى
تنحنح بخجل قائلا :
طب ياجماعة معلش فى مشوار مهم لازم نروحه بعد إذنك يادكتور
تطلع له كريم، ضيق عينيه وتساءل :
هنروح فين؟
رد مالك بحزن قائلا :
عاوز أعرف أمى عملت فيا ليه كدا
تطلع له كريم بدهشة ورد مسرعاً:
لا معلش دى حاجة خاصة بيكم ومينفعش حد غريب يتدخل
أكدت سفر على قوله قائلة :
معاه حق يامالك مينفعش حد يدخل بينكم
تنهد مالك بحزن وهز رأسه بإستسلام موافقًا على مضض
إقترب من سمر وقال :
لو زعلك فى يوم بيت أخوكِ مفتوحلك
إبتسمت سمر وقالت :
شكرًا على كل حاجة، شكرا إنك رجعتلى سفر وخرجتنى للحياة تانى
بادلها البسمة وقال برفق :
ياريت كنت أقدر أعمل أكتر من كدا، بس انا مطمن عليكِ مع كريم
تطلع لسفر وأشار برأسه قائلا :
يلا بينا
توترت قليلا وترددت فى الذهاب لوالدته
شدّ على يدها وقال مطمئنًا :
متخافيش من حد وإنتِ معايا
تشجعت من حديثه وتحركت معه
وصلا للمشفى..
ترجلا من السيارة وعلم مكانهم من الإستعلامات
وقف يسحب أنفاس عدة قبل مواجهته أسند رأسه على الحائط، إقتربت منه سفر وربتت على كتفه؛
تطلع إليها وتذكر مانالته من رعب بسببها
دخل الغرفة والغضب مرتسم على ملامحه
تطلعت له والدته بخوف ممتزج بحزن، علمت بداخلها أنها فقدته للأبد
هز رأسه بحزن وتطلع لها قائلا :
هاتيلى سبب واحد يخليكِ تعملى فيا كدا ٥ سنين بتعذب قدامك وانتِ إيه مصعبتش عليكِ يوم؟
توسلت بعينيها وبنبرة صوتها قائلة :
كنت خايفة عليك
زم شفتيه وفتح عينيه بقوة، رفع حاجبيه وقال:
خايفة عليا!! إنتي قتلتيني بإيدك
ولما جيت افوق حاولتى تقتلينى تانى
تطلع ناحية سفر وقال :
تعرفى جرالها إيه بسببك، متخيلة رعبها وهى بين إيدين الحقير اللي طردتيها وإنتِ عارفة أنه عاوز يطولها بأي شكل
ردت بلهفة قائلة:
هي متهمنيش أنا خفت عليك إنت
هز رأسه بحزن وأسى وقال :
أنا للأسف مقدرش أعملك حاجة لأنك أمى بس كل اللي هقولهولك إنى مش هسامحك أبدًا
أنهى كلماته وخرج برفقة سفر دون التطلع خلفه تركهها لندم يلتهم قلبها ويعتصره بكت بمرارة وحرقة توسلت له بأعلى صوت إمتلكته
توصل لأذنه صوتها ولم ينفذ لقلبه الذى غلفته أفعالها بالغضب
تمسك بيد سفر وخرج من المشفى وركبا السيارة للبدأ برحلة حياتهما معًا
تمت
