رواية وكر الملذات الفصل الثالث والعشرين 23 بقلم ياسمين عادل
~ وكر الملذات ~
+
( الفصل الثالث والعشرون )
+
_ كان يقود سيارته بسرعة البرق لا يري ولا يسمع ولا يشعر ، فقط ثورته هي التي تطغي عليه وتقود تفكيره .. وصلت رأسه لدرجة الغليان من كثرة الغضب ، فا أخذ يضرب علي المقود لينفث عن غضبه ولم يدري بزوجته التي كانت تصيح به وهي جالسه جواره ليهدئ من سرعة القياده فقد سيطر عليها الذعر والخوف
+
رغد : عاااااااا ، ابوس ايديك يافارس تبطأ ، هنموت كده ارجووووووووك .. ياااافارس فووووق ارجوك
+
_ أفاق أخيرا علي أثر هزها لذراعه بقوه وحاول السيطره علي المكابح والتهدئه من سرعة السياره حتي توقف بها جانبا وجاهد ليصل بنفسه لحاله من الهدوء حتي يستطيع بث الطمأنينة بداخلها .. فأمسك كفها براحتيه وظل يمسد عليه بحنو وهو يردف
+
فارس : انا اسف ، خلاص أهدي عشان خاطري
رغد بشهقات عالية :..........
فارس بتنهيده : خلاص يارغد أديني وقفت
رغد وهي تومأ رأسها بأضطراب : حاضر
+
_ أعتدل في جلسته ثم شرع بأدارة المقود مره أخري متجها صوب منزله .. في هذا الحين كان آمير بحجرة مكتبه يصيح بصوته كالمجنون وهو يتحدث بهاتفه
+
آمير : بقولك تتصرف ياغبي ، لازم أعرف نصيب فارس راح أزاي للزفت ده
ربيع بنفاذ صبر : حاضر ياأستاذ آمير ، حاضر
+
_ ألقى بالهاتف علي سطح المكتب ثم ضغط علي رأسه بقوه شديده وكأنه يريد إفراغ السم الذي علق بها بشأن أخيه وما ينتوي فعله معه .. أستدار بجسده ليجد زوجته تجلس على الأريكه القابعه بأحد زوايا الحجره وهي ترمقه بنظرات ذات مغذي .. ضيق عينيه ثم حدجها بحنق وهو يهتف
+
آمير : هتفضلي تتفرجي عليا كتير؟!
نور وهي تلوي شفتيها بإستهزاء : النهارده شوفت ليك وش جديد ، وش مشفتوش قبل كده ولولا اللي حصل مكنتش هشوفه
آمير بتأفف : أنا معنديش خلق لمحاضراتك
نور وهي تنهض عن الاريكه بتثاقل : مش محاضره دي حقيقه .. الوش اللي شوفته منك النهارده خلاني أخاف علي نفسي وعلي ابني من الايام الجايه
+
_ صُدم من عبارتها ثم نظر لها وهو يصب جام تركيزه لها ، فيبدو أن ما حدث قد أثر عليها بصوره عكسيه .. بينما أستكملت هي تقول
+
نور : متبصليش كده، انا بقول اللي جوايا .. لتاني مره محسش بالأمان وانت جمبي ، اول مره لما عرفت اني حامل وتاني مره النهارده.. انا عارفه من زمان ان روحك في فارس ، اللي يخليك تقلب عليه بالصوره دي يخليك تقلب علي اي حد تاني ياآمير.. ربنا يستر من اللي جاي
+
_ تحسست بطنها المنتفخه أمامها ثم تركته لتصعد حيث غرفتها ، بينما ظل هو مسلط النظر عليها حتي أختفت عن أنظاره .. تنفس بعمق ثم جلس يفكر فيما سيفعله للتأكد من صحة ما قيل
+
..............................................................
+
_ بعد أن وصلا لمنزلهم بسلام ، بدأ فارس يشعر بالآم متفرقه بأنحاء جسده علي أثر العراك العنيف مع أخيه .. حتي أن زوجته شعرت به يأن بخفوت ويتحرك بخطي بطيئه وضعيفه .. فأصطحبته لحجرتهم وهو في حالة أستسلام تام لها ، جعلته يجلس علي الفراش ثم ركضت تحضر حقيبة الأسعافات الأوليه لتعالج بعض الكدمات التي برزت في وجهه .. أتت أليه مسرعه ثم جلست علي الأرضيه أمامه وبدأت بوضع قطع الثلج علي وجهه أولا وتمريرها علي الكدمه ثم أفرغت بعض معجون المستحضر الطبي ( مرهم) ودهنت به وجهه .. كانت ملامحه خاليه من التعبيرات .. تقف عبره علي طرف جفنه تأبي السقوط في حين شعرت هي بالضعف يجتاح كيانه ليهد من قوته ، ضمت كفه ليهدر بصوته صائحا من الألم
+
فارس : ااااه
رغد وهي تتراجع للوراء : اا اسفه ، معرفش ان ايدك وجعاك
فارس وهو ينظر لعظمات يده التي بدت له متورمه زرقاء اللون : محصلش حاجه
رغد بفزع : أنا هربطلك أيدك برباط ضاغط
+
_ لفحت كفه برباط ضاغط طبي ثم لملمت الأشياء المبعثره حولها ثم نهضت تاركه أياها علي منضدة الزينه .. توجهت نحوه ثم عاونته لنزع ملابسه وبعد أن أنتهي من ذلك مدد جسده علي الفراش وما زال الحزن مخيماً فوق رأسه ، كانت تشعر بفؤادها ينفطر آلما من رؤيته هكذا ولا تستطيع مساعدته، يؤذيها ضميرها أحيانا عندما تشعر أن ما يحدث هو بسبب أقتحامها لحياته .. فشعر هو بها أيضا وقرر ألقاء الآمه فوق صدرها .. حيث أستند برأسها فوق صدرها وطوقها بذراعيه وراح يبكي في صمت لتراه بهذه الحاله لأول مره .. أحتضنت رأسه بقوه ثم راحت تخلل أصابعها بفروة رأسها وتمسح علي وجهه بحنو بالغ ..
+
فارس بصوت متحشرج : أنا تعبان ، مكنتش عايز حاجه من اللي حصلت تحصل .. كنت راسم حياه تانيه لكن ممشيتش زي ماكنت راسم
رغد وقد طبعت قُبله علي رأسه : دنيتنا متخلقتش للراحه
فارس بلهجه غير راضيه : بس في ناس كتير مرتاحين!
رغد وهي تقبض علي جفنيها : متهيألك يافارس ، اللي يشوفنا من بره يقول أننا أسعد زوجين ومفيش اي مشكلة في حياتنا .. رغم أننا بنعاني أكتر مما يتصوره ، كل الناس كده ، مشاكلهم أغلبها مستتره ومتغطيه عشان كده بنحقد علي بعض وكل واحد يشوف غيره مرتاح يفتكر انه أسعد خلق الله .. ومع ذلك أحنا أحسن من غيرنا ياحبيبي
فارس وقد خانته دموعه لتنهمر بقوه : أخويا بقي عدوي ، اللي وقفني علي رجلي وحطني علي أول الطريق أصبح مشكله من مشاكلي .. اللي كان مبيستحملش الهوا يمسني
رغد بنبره نادمه : أنا أسفه
فارس وهو يطيح بدموعه عن وجهه بقوه : انتي مش السبب ، آمير كان عايزني تحت طوعه وآمره دايما ولما شافني بعمل اللي دماغي وهبتدي أبقي لوحدي معجبوش الوضع ، حب يحطني تحت سيطرته لكن لأ.. مش هينفع
رغد وهي تربت علي ذراعه : مش هتنام ، النهارده كان يوم مرهق جدأ ليك
+
_ هز رأسه بهدوء ثم ترك عينيه تنغلق وأنفاسه تسبح علي صدرها في حين كان وجوده ملاصقا لقلبها هو الشعور التعويضي لها .. تشعر بأن الله يعوض عليها شقاء ما تراه برؤية الحب بعينيه .. فهو النعمه التي تعوضت بها في دنيا تلغمت بالملذات
+
.................................................................
+
_نهض عن نومه بتثاقل وقد شعر بحبات دموعه قد جفت علي وجهه ، فرك وجهه بحده ثم نظر جواره ليجدها تغط في نوم عميق .. فمد يده بهدوء نحو الكومود ثم أمسك هاتفه وضغط عليه عدة ضغطات ووضعه علي أذنه ، نظر جواره متمعن النظر لوجهها ثم مسد علي رأسها برفق شديد وأعتدل في جلسته عندما جاءه الرد.. فهتف بنبره خشنه غير متوازنه
+
فارس : عامر ، عايزك تعرفلي أزاي نصيبي في الشركه راح لشهاب .. هاتلي أصل الموضوع ياعامر
عامر جاحظا عينيه وقد أثرت الصدمه علي حواسه : شهاب مين ونصيب أيه اللي راحله؟
فارس بتأفف : بقولك أيه ياعامر ، ركز الله يرضي عليك .. دلوقتي شهاب بقي معاه نص الشركه مع آمير.. أنا بقي عايز أعرف أزاي قدر يوصل للنص ده
عامر وهو يحك جبينه بقوه : أكيد أشتري من المالك الجديد ، ياإما أحنا اللي خدنا علي قفانا والمالك ده أصلا تبعه
فارس بلامبالاه : مش مهم ، المهم تعرف ازاي ده حصل وبسرعة البرق
عامر : حاضر ياأبو فراس ، عندي أنا الحكايه دي
فارس بنبره متوعده : والله لأخليه يندم
+
.................................................................
+
_ بعد مرور يومان.. ترأس آمير طاولة الأجتماع بحجرة الأجتماعات حيث أراد الأفصاح عن وجود شريك جديد بالشركه ورأي أن يجمع الأراء حوله وله حتي يكون له الجذر الأكبر بالشركه عن طريق موظفيها .. ولقد نجح بفعلته تلك بكسب الكثير من رؤساء الأقسام الأداريه والفنيه ..
في هذه الأثناء ، كان فارس منشغلا بأستكمال مشروع المدينه السكنيه بجانب أهتمامه بمعرفة كيفية حصول شهاب علي نصيبه بالشركه حتي استطاع عامر الأتيان بالخبر الصحيح
+
فارس بنبره يسودها البرود وعدم الأهتمام : انت متأكد من الكلام ده ياعامر
عامر بنبره واثقه : عيب عليك يافارس ، انا أتأكدت بنفسي إن ابن الأبلسه ده هو اللي زق المشتري عشان ياخد نصيبك بأعلي سعر وبعدها سلمه لشهاب وخد الحسنه بتاعته
+
_ استدار فارس حول المكتب ثم جلس علي المقعد بأريحيه حيث ظهرت علي وجهه تقاسيم ماكره لاتنوي الخير أبدا .. كما بدأ ثغره يتوسع بإبتسامه تحولت لقهقهه عاليه ، رمقه عامر بنظرات مستفهمه ثم جلس قبالته مذهولا وهو يهتف
+
عامر : أنت بتضحك!! يبقي ناوي علي نيه سودا
فارس وهو ينزح عبراته التي ترقرقت علي أثر الضحك : نيه سودا بس ، ده أنا كأني كنت مستني الغلطه اللي هتخليني أدمر شهاب وبصراحه جاتلي علي الطبطاب
عامر وهو يحك طرف ذقنه : وهتعمل أيه؟
فارس وهو يتحرك بمقعده يمينا ويسارا : هعمل عمايل سووووده .. أتفرج عليا
عامر بضحكه ساخره : طب أبقي بلغني البث المباشر أمتي
+
...............................................................
+
_ وقفت أمام أحدي ضفتي النيل ، وعلي مبسمها ابتسامه واسعه ويشع من عينيها فرحة غير معلوم سببها ، تأملت المكان حولها جيدا وتذكرت كل التفاصيل التي كانت تجمع بينهم في هذا المكان ثم أخرجت هاتفها من الحقيبه وأرسلت له رساله نصيه '' أنا في المكان بتاعنا ، تعالي أقعد معايا ''
وما أن أستلم رسالتها حتي شعر داخله بحاله من العشق وكأنه مُحب جديد بعالم المُحبين .. أمسك بحقيبته الجلديه ثم جمع اشيائه علي عجاله وقرر التوجه إليها علي الفور.
وعندما وصل للمكان المطلوب هبط الدرجات الصخريه المتعرجه ثم جلس جوارها ملاصقا بها .. لم تنتبه لوقع خطواته بسبب شرودها بعالم آخر هو فقط من فيه ، وعندما شعرت بوجوده نظرت له بأعين مملوءه بالشوق ثم أستندت برأسها علي صدره ليبادرها بتطويقه لها .. كانت لحظات معدوده ينعمون بها بعيدا عن زُئف العالم الآخر ، وبعد العديد من الدقائق قررت رغد كسر حاجز الصمت وهي تردف
+
رغد : نفسك في أيه يافارس؟
فارس مستندا برأسه علي رأسها : كفايه أنك معايا
رغد وقد رفعت رأسها قليلا لتنظر إليه : طب فكر كويس ، أنت كان نفسك في حاجه تانيه
فارس وهو ينظر لها بنصف عين : امممم ، كل أحلامي مرتبطه بيكي ياماستي .. يعني مفيش أمنيه انتي مش جواها
رغد باأبتسامه عذبه : زي أيه مثلا!؟
فارس : زي اننا نخلف كتاكيت صغننين كده شبهك، تربيهم علي طريقتك أنتي .. عايزهم ياخدو كل تفاصيلك
رغد وهي تدقق النظر لعينيه : طب ولو قولتلك حصل؟
فارس قاطبا جبينه : هو أيه ده!
رغد بنبره هامسه لامست أوتار قلبه : أنا حامل
2
_ أنتفض من مكانه ثم ظل برهه علي هذا الحال ثم توجه للمياه الراكده ومد يده لها حيث ألتقط بعضا منها وأخذ يمسح علي وجهه ليفيق من ذهوله.. ثم عاد مره أخري ليجلس أسفل قدميها وبعينيه نظره غريبه لن تنساها هي أبدا
+
فارس بتلهف ونبره مشتاقه : قولي تاني كده عشان مسمعتش
رغد وهي مطرقه برأسها لأسفل وقد تورد وجهها : أنا حااامل
+
_ كاد قلبه ينفجر فرحاً مما سمع.. لقد كان شعورا لا يقاوم أن تعلم بأن نصفك الأخر أجتمع معك لأنتاج كائن ثالث لعائلتكم الصغيره .. كائنا سيضفي علي منزلكم البهجه والحب ، شعر وكأنه ملك الدنيا وما عليها ، فاليحدث ما يحدث بعد الآن لن يهتم .. ماذا سيريد أكثر من ذلك .. يبدو أن القدر أشاء له الفرحه ، ظل يضحك ببهجه حتي دمعت عيناه ثم أحتضن رأسها بكفه وهو يهتف
+
فارس : حامل ، يالله علي ده خبر .. أنا مش مصدق نفسي
رغد ممسده علي كفه الممسك بوجهها : لأ صدق ، ربنا هيرزقنا بروح أتجمعت مني ومنك
فارس بقهقهه عاليه :ميكفيش الشكر ليك يارب ، شكرا يارب شكرا اللهم لك الحمد
+
_ نهض عن مكانه ثم أمسك بذراعيها وجذبها لتقف ثم أشار لها نحو الدرج وهو يردف
+
فارس بعجاله : يلا يلا عشان نروح ، لازم تستريحي الفتره الجايه وانا هشوفلك أكبر دكتور من بكره تتابعي معاه
رغد بقهقهه عاليه : اهدا يافارس أهدا
فارس وقد تعمرت نبرته باللهفه: أهدا أيه بس ، أنا مش فرحان ده أنا طاير عن الأرض.. أطلعي برررراحه خالص مش مستعجلين
+
_ أصر علي مساندتها وهي تصعد الدرج الصخري حتي وصل بها لسيارته .. جعلها تستقل مقعدها بهدوء ثم ألتف حول السياره سريعا وجلس جوارها .. ظل محدقا بها بعض الوقت وما زال تعبير وجهه السعيد كما هو بل ويزيد
رغد بنبره عذبه : روحت فين؟
فارس بنبره فرحه : بفكر في لبس البيبي والأوضه اللي هنجهزاله من دلوقتي وسريره ولعبه .. كل حاجه تخصه
رغد : طب مش لما نعرف ولد ولا بنت الأول
فارس : تؤتؤتؤ ، ميهمنيش جنسه أيه ، اللي يهمني أنه منك أنتي
+
_ طبع قبله مطوله ببطن كفها وكأنه يحتضن عروقها ، ثم نظر إليها وكأنه تذكر شيئا
+
فارس : تصدقي نسيت خالص الحكايه دي ، آمير مراته كمان حامل
رغد وهي ترفع حاجبيها بذهول : مراته! هو متجوز؟ ؟
فارس بإبتسامه ساخره : تصوري، ومراته حامل برده بس أنا معرفش أمتي وأزاي
رغد وقد تذكرت تلك الفتاه التي رأتها بذلك اليوم : اااه ، البنت الغريبه اللي كانت موجوده ، حتي دافعت عني قدام مامتك
فارس وهو يدير محرك السياره : ايوه هي ، لو مكنش في خلافات كان زمانكوا أصحاب ، شكلها بنت طيبه
رغد بتنهيده : ربنا قادر يصلح بينكوا الأمور
فارس لاويا شفتيه : .................
+
...........................................................
+
_ كانت تدبيراته ومخططاته تظهر منذ اليوم الأول ، وكأنه جاء لتلك الشركه لخرابها والوقوف علي بقاياها .. لكن كان آمير يصب جام تركيزه وشاغله معه لتفادي إي من هذه المخططات .. في هذه الأثناء كان فارس قد أحكم خطته ودبرها لكي يحصل علي ما أخذه ذلك المحتال '' شهاب '' بأساليبه المنحدره ، حيث بدأ بتنفيذ مخططه من حيث....
+
زيزي وهي تجلس علي المقعد بشكل متعالي : أهلا وسهلا
فارس بوجه جاد خالي من التعابير : أهلا بيكي ، أنا جاي أنورلك طريق مش شايفاه من زمان
زيزي عاقده حاجبيها بعدم فهم : مش فاهمه تقصد أيه يابشمهندس ، طريق أيه ونور أيه .. متهيألي أنك واحد من أهم الأعداء لشهاب مش كده !؟
فارس وقد فهم ما تلمح إليه : متقلقيش يازيزي هانم، أنا مش صغير ولا أنتي عيله هضحك عليها عشان أوقع بينها وبين جوزها .. أنتي أكبر من كده وهتقدري توزني الأمور بنفسك وأنا هرضي بميزانك
زيزي وقد أنتابها الفضول : ياريت تقول بسرعه وإيجاز
فارس بنظرات مغزيه : جوزك بيخونك يازيزي هانم وبقاله سنين بيعمل ده
زيزي بنظرات متمعنه : بيخوني أنا ؟! أنت مقدر خطورة كلامك ده؟
فارس وقد أرتسم علي ثغره ابتسامة خبيثه : ومعايا الدليل ، ده غير أنه ناوي يلغيكي .. يعني ببساطه كل شغلك اللي هو بيديره هتلاقيه قريب أتحول ليه من غير ما تحسي وهو بدأ فعلا
+
_أمسك فارس بحقيبته ثم شرع بإخراج عددا من الأوراق والملفات ووضعها علي المنضده الزجاجيه الموضوعه أمامهم ثم هتف بلهجه خشنه قليلا
+
فارس : أنا جاي بالإثبات والمستندات ، دي أخر مناقصات أتعملت بأسم شركتك وبعدها أتحولت لحساب شركة شهاب اللي أنتي متعرفيش عنها حاجه ، وعندك كمان حسابات الشهور اللي فاتت لو دققتي فيها هتلاحظي السرقه اللي تمت بدون شعورك لملايين الجنيهات وبرده لحساب شركته
+
_ كانت زيزي تطالع المستندات بأعين مذهوله غير مصدقه ماتراه ، فأنها تعلم نوايا زوجها السيئه ولكنها لم تتخيل أن يصل به الأمر للتخطيط لأنهائها .. لاحظ فارس تأثير كلماته عليها فقرر التزويد من حدة الأمر ، فإنه يري فيما قدمه غير كافيا ويريد تدعيم الموقف عن طريق أضافة شعور الغيره لديها .. لذا أخرج مظروف أبيض اللون ثم مده لها وهو يقول
+
فارس : ودي هديه ليكي ، عشان تكتشفي باقي حقيقة جوزك
+
_ أمسكت المظروف بتردد ثم تفحصت محتوياته لتجد صوراً فوتوغرافية تجمع زوجها بالسيدة اللعوب '' راندا رشيد '' بأوضاع مُخله تستحي منها العين ، فرت شفتيها بعدم تصديق ثم وجهت بصرها له وهي تهتف بنبره مشتعله
+
زيزي وقد تغيرت نبرتها للحده : وأنت بتعمل كل ده ليه وعايز أيه
فارس : أنا جاي أساعدك وأشيل السحابه من فوق راسك ، مصلحتنا هتكون واحده
زيزي مضيقه عينيها : أزاي؟
فارس شابكا أصابع كفيه سويا : هترجعي حقك وتديني حقي ولو عايزه تنتقمي منه معنديش مانع
زيزي وقد بدأت رأسها بالتفكير : مش فاهمه عايز توصل لأيه؟.
فارس : ببساطه كده هتعملي زي ما هو عمل ، مش جوزك خانك .. خلاص انتي كمان خونيه
زيزي وهي تنهض عن مكانها منتفضه : أييييييييه!!!!
2
.................................................................
+
_ كانت بغرفتها تقف أمام النافذة وتضع الهاتف علي أذنيها منتظره رد المتصله به ولكن لم يتم الرد.. أبعدت الهاتف عن أذنيها وهي تتأفف متذمره ثم هتفت بنبره منفعله
+
عثمت : بقي بتتهربي مني ، طيب والله لأروح لحد عندك يابنت ال.......
+
_ توجهت صوب خزانتها ثم شرعت بأرتداء ملابسها .. كما أصرت علي عدم أصطحابها للسائق الخاص بها وأكتفت بإستقلال سيارة للأجره وأنطلقت بها نحو مسكن تلك السيده
وبعد عدة طرقات علي الباب الرئيسي ل '' الفيلا '' فتحت لها الخادمه ثم رمقتها بنظرات متفحصه وهي تهتف
+
فاطمه : أؤمري ياهانم
عثمت بلهجه محتده : الهانم بتاعتك موجودة
فاطمه وهي تهز رأسها : أيوه أقولها مين
+
_ دفعتها عثمت بهدوء ثم دلفت وهي تنظر يمينا ويسارا ثم هتفت بنبره ساخره
عثمت : لسه المكان زي ما هو وكأن معداش واحد وعشرين سنه
فاطمه بلهجه متذمره : حضرتك مين ياهانم!؟
عثمت بنظرات متعاليه : روحي للي مشغلاكي وقوليلها عثمت هانم الباز تحت
راندا بصوت مرتفع : خير ياعثمت جايه ليه ، جايه تكملي تمثليتك البايخه هنا ولا أيه؟
+
_ هتفت بكلماتها وهي تهبط علي الدرج فحدجتها الأولي بنظرات محتقره ثم التفتت ل '' فاطمه '' وهي تردف
+
عثمت : سيبينا لوحدنا
فاطمه وهي تنظر نحو راندا : حاضر
+
_ وقفت راندا أمامها وهي تنظر لها بإستعلاء ثم عقدت ساعديها أمام صدرها وقالت بصوت ناعم
+
راندا : خير
+
_ قبضت عثمت علي ذراعها بقوه ثم جذبتها خلفها نحو أحد الزوايا المبتعده عن المطبخ في حين تلوت الأخيره لتتملص من قبضتها وهي تهتف
+
راندا بصوت حاد : أنتي أتجننتي ياعثمت ولا أيه؟
عثمت بنبره متوعده ونظرات مشبعه بالتهديد : لو ملقتيش صرفه أنا هفضحك وأوديكي في داهيه .. وهقول أن بنتك عايشه مماتتش في كل مكان وكل حته ، وأولهم الحيوان اللي شاركك في الجريمه دي
راندا وقد طغي الغضب علي وجهها : بنت مين ياوليه ياخرفانه انتي ، أنا معنديش بنات وأنتي عارفه ده كويس
عثمت وقد أرتسم الخبث علي ملامحها : رغد ، بنتك اللي أتولدت من 21 سنه!
راندا وقد ظهر الذهول علي ملامحها : رغد !!
4
