رواية الوعد والرحيل الفصل الحادي والعشرين 21 بقلم حمدي محمد
قفلت هناء الباب.
وسندت ضهرها علي الباب. وفضلت باصه ل اسد.
ومش مصدقه نفسها انه معاها.
اسد كان واقف وبيبص في الدار.
وبص وراه وشاف نظرتها ليه. وكانت السيجاره في ايده
هناء شالت عنها العبايه السمرا.
وكانت لابسه تحتها قميص احمر شفاف
وكان شعرها ناعم جدا ومفرود.
وكانت في كامل زينتها.
اسد فضل يبص لها من فوق لتحت.
هناء قربت منه. لعند ما وقفت قدامه بالظبط
وعلشان اسد اطول منها. كانت واقفه ودماغها لفوق بتبص عليه.
واستمرت في القرب منه. حتي اصطدمت بصدره.
ومررت ايديها علي عضلات بطنه المفتوله.
صعوداً حتي لفت ايديها حوالين رقبته.
اسد كمان لقي ايديه لوحدها بتتلف حوالين وسطها الناعم جدا.
وبيبص عليها للاسفل. باصص في عنيها الواسعه اللي فيها عطش ليه.
وبترمقه بنظرات دباحه. كلها رغبه.
ورمت راسها في حضنه. حتي اصطدم شعرها بوجهه
فضل اسد يشم في ريحته العطره.
ومرر ايده الناشفه علي رقبتها الفائقة النعومه.
وفجأه شالها من علي الارض علي دراعاته
لتتنهد هناء بتغنج
وتقول:- اي انا مش قدك يا متوحش
يبتسم اسد ويقول:- اااه منك انتي. برغم قصرك ده. الا انك جامده قوي.
تقول هناء بشغف:- وانت اسد يا اسد. وانا خايفه منك قوي
يضحك اسد ويقول:- هي اوضة النوم منين
ترد هناء بضحكة مثيره:- اطلع بيا فوق كده وانت شايلني
يتقدم اسد ناحية السلم. ويبدء في الصعود.
وهناء متعلقه فيه وعنيها هتاكله
صعد بيها الدور التاني وقالها فين بقي
هناء شاورت له بدماغها علي الاوضه
اتقدم ناحيتها. وفتح بايده الباب.
ودخل وهو شايل هناء.
وقفل الباب برجله.
وشاف اوضتها اللي كانت فيها شموع. والسرير كان عليه ورود ولون فرشته احمر.
نزلها من علي ايديه.
وقعد علي حافة السرير
وهناء فتحت دولابها. وقلعت دهبها وحطته في علبته
ورشت من البرفام بتاعها.
وراحت ناحية اسد. ووقفت قدامه وهو قاعد علي حافة السرير.
ومدت ايدها. لقميصه. بدئت بفك الزراير.
كان اسد لا يرتدي شئ تحت القميص.
هناء شافت عضلات بطنه اذدادت اشتعال
وقربت منه وطبعت قبله علي رقبته.
واستمرت في ذلك حتي ارهقته.
اسد قام يوقف.
اتفاجئ بهناء دفعته بقوه
جعلته يتفرد علي السرير.
وصعدت واضعه كلتا يداها علي جنبيه.
وعنيها اصبحت في عينه.
وفضلت تقترب منه
حتي قبلته
اسد اهتز وانتفض وعمل حركة سريعه
جاب هناء بيها مكانه
واصبح هو في الاعلي.
وبدء اسد في الاستجابه لبحور رغبتها.
تستدرجه هناء شيئا. فشيئا.
حتي وقع اسد معها بالكامل.
متلذذا بصوتها الجهوري الملهب للمشاعر
واهاتها وتنهيداتها التي تذده نارا علي نار
وفجأه يُفتح باب غرفة النوم بقوه
وتدخل فاطمه. ويدخل الحاج اسماعيل.
قفز اسد من فوقها صارخا.
ولكن سرعان ما هدء روعه. عندما رأي ابوه. جابر معهم. فشعر انه يحلم
ولكن وبرغم ذلك فظل اسد يبكي ويصرخ ويتأسف
ولكن كان النظر اليه بغضب كاف لاعلامه بعدم الرضا. وفضل جابر يضرب بالعصايه اللي ماسكها
فجأه استيقظ اسد. لقي نفسه وسط الغيط راحت عليه نومه
وكان الظابط وليد بيراقب ارض اولاد صابر
وشاف اسد نايم. وكان وليد معاه عصايه.
وفضل يصحي اسد بيها.
صحي اسد متوتر وانفاسه متسارعه.
وليد قعد جمبه. وقال بصوت خافت:- ايه منومك هنا.
اسد:- راحت عليا نومه.
وليد:- ومالك كده زي ماتكون شفت كوابيس. اهدي وخد اشرب ميه
التقط اسد منه القله. وشرب منها.
وقال لوليد:- وانت جيت هنا ليه
وليد:-فيه عمال بيشتغلو في ارض عمك صابر وبيمشو قبل الفجر.
لازم اراقبهم علشان باين الموضوع قرّب
قوم انت روح. نام في البيت.
وانا بكره باليل هاجي لك البيت علشان عاوزك في موضوع مهم.
قام اسد وكانت دمعته علي خده من اللي شافه في المنام. ولما وصل بيتهم. وقبل ما يدخل.
شاف هناء في الحقيقه في الشباك
ولابسه القميص الاحمر الشفاف. وبتشاورله
وكأن الحلم بينعاد.
اسد بص عليها. ورفع وشه للسما.
ورفع اصبعه للسماء.
ففهمت هناء ما يقصد. وامسكت طرحتها ورمتها علي رأسها. ودخلت واغلقت النافذه.
ودخل اسد. وراح علي اوضته.
كانت وبرغم افعاله فاطمه بترتب له اوضته كل يوم
وتحط له الاكل والميه علشان اما يرجع ياكل.
قعد اسد علي سريره. يحاسب نفسه علي اللي بيعمله
ويسال نفسه ايه وصله لكده.
وبعد تفكير عميق. عرف اسد السر.
ومسك اسد كتاب كان في اوضته للشيخ راتب النابلسي وسبحان الله فتح علي صفحه بالصدفه
وبدء يقرأ
فالانغماس في المباحات قد يجر إلى بعض المعاصي ، وقد يجر إلى ترك مجالس العلم ، الانغماس في الشيء الذي أحله الله عز وجل ، والمبالغة به ، قد يجر إلى حب الدنيا ، وإلى الطمأنينة لها ، فالتقيُّ لا يدع الحرام فقط كالعدل ، ولا يدع الشبهة فقط كالصالح ، ولكن يدع الحرام ، ويدع الشبهة ، ويدع المباحة ، ليس كل المباح ، يدع بعض المباح مخافة أن يصل به هذا المباح إلى محرم ، لذلك صحَّ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، لَمَّا بَعَثَ بِهِ إِلَى الْيَمَنِ قَالَ :
((إِيَّاكَ وَالتَّنَعُّمَ فَإِنَّ عِبَادَ اللَّهِ لَيْسُوا بِالْمُتَنَعِّمِينَ)
وترك الصلاة هو اساس كل البلاء الذي يصيب الانسان في نفسه وفي دينه.
وبالتمادي فيه فأنه يقع في الكبائر
وهنا عرف اسد السبب في اللي هو فيه.
فقام اسد واغتسل. واتوضي.
ولبس جلابية ابوه.
وخرج من اوضته لما سمع ادان الفجر
وهو طالع شافته فاطمه قلبها انقبض.
قربت منه لقته اسد.
قالت:- رايح فين يا استاذ. !
ولابس ليه جلابية ابوك. ؟
اسد اقترب منها. وقبل يديها. ونزلت من عينه دمعه علي كفة ايدها وقال سامحيني ياما.
ضحكت فاطمه وقالت:- لازم يعني ابوك يضربك بالعصايه علشان تفوق لنفسك
اسد ارتعش وبص لها بتمعن
فاطمه هزت دماغها ليه وضمته ليها. وقالت روح يا ولدي صلي ربنا ما يبعدك عن جواره طول مانت عايش
اسد:- انا غلطت ياما.
فاطمه:- كلنا بشر. بس الجدع اللي تعلم من غلطه.
واللي يفوق قبل ما يفوت الاوان
اديك شفت البعد عن ربنا وداك لفين.
وشفت طريق ربنا قبل ما تتغرب ووقت حياة ابوك
والسعاده اللي كنا فيها.
عموماً. روح الحق الفجر في الجامع.
خرج اسد.
وخرجت زينب علشان تصلي الفجر مع فاطمه شافتها مبسوطه
زينب قالت؛-مين اللي خرج ده ياما
ردت فاطمه بفخر:- ولدي اسد
زينب بتعجب:- راح فين دلوك
فاطمه:- راح لطريقه الصح.
اسد وصل الجامع. وصلي واطال السجود.
ودمعت عنيه. ندما وتوبه
ولما فرغ من الصلاه
لقي الحاج اسماعيل قاعد جمب منه.
فضل يبص في اسد ويبتسم.
اقترب منه اسد وقال:- سامحني ياحاج اسماعيل.
الحاج اسماعيل:- انا مسامحك من وقت ما قومت من النوم
اصلي شفت المرحوم ابوك في المنام. وضحك الحاج اسماعيل بعد الكلمه ده.
وخد اسد في حضنه. وقال:- زمان كان سيدنا عمر بن الخطاب ماشي ورايح لأمر مهم. وكان ماشي بسرعه وفي عجله.
وكان فيه اطفال بيلعبو. لما شافوه بدئو يجرو
الا غلام صغير منهم.
وقف سيدنا عمر أمام الغلام ونزل على ركبتيه بكل تواضع للغلام الصغير، وقال له: "يا بني لماذا لم تنصرف مثلما انصرف باقي الأطفال؟"، فقال له الطفل البالغ من العمر ست سنوات: "يا أمير المؤمنين ليست الطريق ضيقة حتى أوسعها لك ولست جانيًا حتى أخاف منك".
فتبسم سيدنا عمر للباقة وبلاغة الطفل وسأله عن اسمه قائلًا من أنت ؟ فقال الطفل أنا عبد الله ابن الزبير ...فقال له سيدنا عمر:- ابن العوام ؟ فقال الطفل:- نعم
فقبل سيدنا عمر يد الصبي ورأسه ودعا له بالبركة
وقال ذرية بعضها من بعض
ونظر الحاج اسماعيل الي وجه اسد وهو يضحك ويقول. ذرية بعضا من بعض يا اسد.
....
نانا روحت البيت.
وباليل. دخلت نبيله غرفتها. وقالت لها. امجد واخته قاعدين بره قومي البسي علشان تقابليهم
نانا بنرفزه:- طبعا جايب اخته يشكيلك علشان اللي حصل امس.
نبيله :- والله يابنتي ماتكلمو في حاجه. دول جايين زياره عادي وبيتطمنو علي باباكي
نانا:- ماما. بابا في المستشفي وهم عارفين ومافيش حد كلف نفسه وراح زاره.
نبيله:- يعني اقولهم روحو زوروه في المستشفي.
ولا اطردهم علشان ترتاحي. انتي ماعندكيش دم
قومي بطلي لماضه يلا.
وبالفعل قامت نانا. وغيرت هدومها.
وخرجت سلمت عليهم. وقعدت.
امجد:-هديتي يا خالتي ولا لسه متنرفزه
نانا:- لا طبعا انا هاديه ومش متنرفزه.
وهنا تقولي ياخالتي. ياماما. اكيد مش هزعل
انما في الشغل. مافيش الكلام ده.
بصت اخت امجد لنانا. من فوق لتحت.
لان نانا. بتتكلم معاه بتكبر شويه.
وقالت بابتسامه مصطنعه :- اول مره اشوف شركاء متناقضين زيكم كده.
اتعصبت نانا من طريقتها في الكلام
وقالت:- مافيش تناقض يا حبيبتي.
انا شغلي ده ماقبلش فيه اي اخطاء
ولما بيحصل مش بعديها. علشان اللي عمل الغلط مش يتمادي فيه.
وانا برضك من طبعي اني اعدي مره واتنين وتلاته
وبعدها بشيل اي معوق يعيق شغلي مهما كان هو مين. ولو حتمت اني اغير الطقم بالكامل في المصنع.
شغلي ما بقبلش بالهرتله فيه.
ولازم اعود كل اللي شغالين فيه علي النظام.
شعرت نبيله بحدة الموقف
وتصاعده. وخافت من رد اخت امجد. وان الموضوع يتطور
وكانت عارفه نانا مش هتسكت لها.
فطلبت من اخت امجد تدخل معاها المطبخ
وفعلا راحت معاها.
اما نانا. بصت ل امجد وقالت:- هقوم ادخل انا كمان اوضتي.
ماينفعش اقعد مع حضرتك لوحدنا.
وانصرفت نانا دخلت اوضتها .....
..
حسين اخد مهاب والنسر وراحو المستشفي
ودخلو عند علي
وقعدو. حسين قال:- النسر بيه ومهاب بيه جايين من القاهره مخصوص يتطمنو عليك يا علي.
علي كان خس خالص. ووشه بقي اسمر من التعب. وتحت عنيه كان اسود غامق.
بص عليهم والحزن بان عليه
وقال بصوت خافت:- جايين عايزين ايه
رد النسر:- احنا جايين نتطمن عليك يا علي.
دانت حبيبنا وصحتك تهمنا.
في اللحظه دي علي. كانت عنيه علي مهاب
عمال يبص في وش مهاب بتعمق
وعمال يتأمل فيه
الشئ اللي خلي مهاب يرتبك.
اكمل النسر كلامه وقال:- بص يا علي. احنا ماقصرناش معاك. بالعكس احنا وقفنا معاك وقفة الاهل. لكن اللي حصل ده كان عباره عن طمع طبيب فاسد
وربنا اداه جزائه وعمل حادثه ومات هو واهل بيته.
وعند ربنا هيقتص لك منه.
ولو كان عايش ما كناش هنسيب حقك.
ودلوقت ياعلي احنا جايين نديك حقك.
ونراضيك باللي يرضيك.
لأن اسد ابن عمك. مش عارف ايه اللي غيره
جالنا عند دوار العمده وعاوز يساومنا علي قفاك
عايز ياخد ارض وفلوس علشان حقك. زي ما بيقول
ولكن الحقيقه انه عايز كل ده لنفسه
ونظر النسر ل حسين وقال:- مش حصل الكلام ده يا حسين؟
حسين:- ايوه يا علي. اسد ود عمك راجع من بره متغير واكيد انت ياواد عمي لاحظت ده
دا جالنا الدوار عاوز ياخد تمن اللي حصل فيك
ولما بنقوله علي احنا هنتصافي معاه
يقول لا انا الوصي عليه.
فاحنا جايين نتفاوض معاك. علشان تتعالج.
اسد بيهددنا انه هيبلغ.
طيب يبلغ في مين
الدكتور اللي هو المتهم ومات.
ومهاب دفعه لفلوس المستشفي مش جريمه تدينه
بالعكس دي خدمه انسانيه هيشكروه عليها
النسر:- ماتسمعش كلام اسد يا علي
وبص لمصلحتك. وشوف عاوز ايه واحنا هنعملهولك
حسين:- طيب علشان اثبت لك انك بالنسبه ل اسد جسر هيوصله للي عاوزه
اسد طلب مقابل اللي حصل لك الفدانين الورث اللي جمب ارضه
شفت بقي انت ايه بالنسبه ل اسد
مهاب:- احنا هنمشي دلوقت
وبعد اسبوع هنيجي ننفذ كل طلباتك
في سبيل انك تبعد اسد والحاج اسماعيل عن موضوعك وهمو بالانصراف
النسر بص وراه وقال ل علي:- وعلي فكره. انا قولت ل حسين يبني لك بيت.
وتنقل فيه انت واولادك. علشان ما يلعبوش علي حتتة وجودك عندهم. ..... وخرجو جميعا
