رواية بين الامس واليوم الفصل التاسع عشر 19 بقلم انفاس قطر
بين الأمس واليوم/ الجزء التاسع عشر
+
لا يعلم ما الذي دفعه لهذا الجنون؟؟ ولهذا التصرف غير المعقول؟؟
+
فليس مقبولا مطلقا في عرفهم ولا عاداتهم أن يرى زوجته أو حتى يحادثها قبل الزواج فعلا
+
ولكنه شعر أنه يريد أن يراها.. يحادثها.. وخصوصا أن المكان هنا مكان محايد عام..
+
لذا قرر أن يترجم هذه الرغبة إلى قرار يتم تنفيذه فورا
+
فهل كانت هي مجرد الرغبة أن يرى المخلوقة التي أصبحت تنتمي له؟!
+
أم فعلا أراد أن يراها في مكان عملها الذي أصرت عليه؟؟
+
أو ربما أراد أن يشعر بأدنى اهتمام بهذه المرأة التي يشعر بعدم الاهتمام بها رغم ارتباطهما بالرباط الأكثر قدسية
+
أو ربما أراد أن يرى المخلوقة التي قدم والده كل هذه التنازلات من أجل أن يوافق على الزواج منها؟؟
+
أو ربما يرى ابنة الانثى الجبارة التي من مازالت تحتل تفكير والده؟؟
+
لا يعلم أيها هو الأهم... أو كلها مهمة..
+
دخــــــــــل ..
+
دخل بخطواته الواثقة وحضوره المتحكم الصارم.. وكأنه بخطواته التملكية هذه يترجم إحساسه بأنه يملك المكان وصاحبته
+
كانت منكبة على أوراق تقلبها بين يديها.. ولم تنتبه مطلقا لدخوله.. تنحنح بفخامة معلنا عن وصوله العاصف..
+
لتقفز حينها بغضب هادر وهي ترى رجلا غريبا يقترب منها بخطوات مفرطة في ثقتها بدأت تُضيّق المسافة الفاصلة بينهما
+
والباب مغلق... ولا وجود لأي شخص ثالث معهما..
+
شعرت كاسرة فعلا بالخطر.. الخطر بمعناه المعنوي وليس المادي..
+
الخطر النفسي المتزايد وهي تنظر للرجل المتقدم ناحيتها وحضوره الرجولي العاتي المتدفق كأعاصير أستوائية صاخبة بدا كما لو كان يعبث بها..
+
ويوقف عقلها -الذي يكون عادة حاضرا في كل موقف- عن التفكير في هذا الموقف
+
وهي تشعر فورا بمشاعر أنثوية غريبة ثقيلة الوطأة..
+
مشاعر بدت لضميرها الحي غير سوية أبدا (يا ترى شكلي مرتب.. لا يكون نقابي معفوس)
+
حضوره الغامض الفخم المتأنق لأبعد حد.. لنخاع النخاع.. أوحي لها بالرغبة في الظهور أمامه بأفضل صورة لسبب لم تتيقنه أبدا
+
كاسرة انتفضت في داخلها بجزع كاسح: أعوذ بالله منك يا أبليس.. عمري ما فكرت ذا الأفكار المريضة
+
أفكرها الحين عقب ما صرت مرة في ذمة رجّال..
+
صحيح إن أبليس يجري من الإنسان مجرى الدم.. وما أجتمع رجل وامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما
+
دارت كل هذه الأفكار في رأسها خلال ثانيتين...استعاذت بالله من الشيطان الرجيم.. وضيق عميق يطبق على نفسها لتصرخ بعدها بحزم:
+
لو سمحت يأستاذ أنت اطلع برا.. لحد ما يجون سكرتيراتي..
+
بدا له صوتها ساحرا عذبا عميقا دافئا.. ومؤثرا لأبعد حد وبصورة غريبة.. كأنه صوت طيفي ينقلك لمستوى آخر من الإحساس..
+
ومع ذلك استمر في التقدم بذات الثقة المتسلطة بينما كاسرة التقطت الهاتف وهتفت بحزم شديد: لو سمحتي فاطمة تعالي انتي وسماح بسرعة
+
فاطمة تكتم ضحكاتها: اقري الكرت اللي قدام عيونش أول
+
كاسرة رفعت الكرت لمستوى عينيها بينما كسّاب جلس وهو يهتف ببرود ساخر:
+
وانا أقول من وين الغباء جاء لسكرتيرش.. أثره عدوى من الرئيسة
1
رفعت كاسرة عينيها له والإعجاب العميق به كرجل قبل دقائق.. يتحول لمشاعر متبلدة ملتبسة أشبه بالنفور..
+
مشاعر أشعرتها بالراحة أنها لم ترتكب ذنبا قبل ثوان بإعجابها المؤقت به..
+
ومن ناحية أخرى أشعرتها بالتحفز.. وهي ترد عليه بذات البرود الساخر:
+
كفارة.. السجن للجدعان.
+
ما توقعت إنك تطلع بذا السرعة.. لا وتطلع علي مباشرة..
+
حينها مال كسّاب على المكتب لينظر لها بشكل مباشر..
+
ولتخترق رائحة عطره المركز الثمين كل حويصلاتها الهوائية رغم كثافة قماش النقاب الذي ترتديه
+
وعيناه تتعلقان بالشيء الوحيد الظاهر منها بغير وضوح لشدة ضيق فتحات النقاب.... عيناها !!!
+
(نعنبو وش ذا العين وإلا ذا الرموش طبيعي ذي والا تركيب!!!)
+
ولكنه رد عليها بذات برودهما المشترك.. الساخر المحترف وغير المصطنع إطلاقا:
+
أول شيء أنا مادخلت السجن حتى.. وبعدين وش ذا الثقة اللي عندش إني جاي على طول على حضرتش.. أنا طالع من أمس
+
ردت عليه باحتراف جاهز: بس توك لقيت فرصة اليوم.. وما فوتتها أبد
+
حينها هتف بسخرية حادة: صحيح كنت بأموت لو فوتت شوفتش يا قلبي..
+
كاسرة ببرود محترف: قلبي على طول.. ماعندك وقت.. يظهر قلبك معلقه في مخباك..
+
كساب ببرود أشد احترافا: القلب اللي معلق في المخبا لناس يعرفون قدرهم
+
والقلب الثاني يعجزون ما وصلوه..
+
كاسرة تضايقت من وقاحته الجريئة وهو يوجه لها حوار حميم مثل هذا.. وفي مكان عملها..
+
حتى وإن كانت متأكدة إن أخر ما يقصده هذا الكساب من حواره هو "الحميمية"..
+
لذا هتفت بحزم: يا أستاذ كسّاب..
+
أنت جايني في مكان شغلي.. ومكان الشغل للشغل مهوب للقاءات الأسرية
+
حينها رد عليها كسّاب بسخرية واثقة مباشرة: ليه احنا صرنا أسرة خلاص..؟؟
+
فردت عليه بذات مباشرته الساخرة: تصدق المأساة ذي؟؟ يا حرام..
+
استشعر فورا ذكائها الخطر.. فهو ابن سوق بالفطرة .. اعتاد على سبر أغوار محدثيه قبل اتخاذ القرارات..همس بنبرة متلاعبة :
+
إيه والله حرام.. خلاص عندش شهر تعودين على فكرة المأساة ذي
+
وإلا تكونين ما تدرين إن زواجنا تحدد بعد شهر..؟؟
+
كاسرة ردت عليه بذات نبرته المتلاعبة كما لو كانا في مبارة كرة قدم يتقاذفان الكرة بينما على ذات المستوى من القوة والندية:
+
وش ظنك؟؟ إنه ممكن يتحدد موعد عرس وانا ما دريت فيه..
+
بس بصراحة..
+
ما تخيلتك مأساة بذي الطريقة.. يعني شهر ما أدري تكفيني أتاقلم معها وإلا لا
+
رد عليها بنبرة أكثر تلاعبا فيها رائحة خبث شاسع: ترى كلمة مأساة أحيانا تحتمل الإيجابية فوق مضمون الإيجابية نفسه
+
عشان كذا ترا مضمون الغزل وصلني خلاص وفهمته..
+
حينها ردت عليه بخبث كخبثه: تدري وش هي مشكلة أصحاب الذكاء المحدود؟؟
+
يفهمون اللي يبون على كيفهم عشان يريحون عقولهم الصغيرة اللي فهمها على قدها
+
حينها ابتسم كسّاب ولا تعلم لما شعرت في داخلها باستغراب ما.. بدا لها منذ رأته للوهلة الأولى.. أنه مخلوق لا يعرف الابتسام
+
فإذا به يبتسم.. وابتسامته رائعة أيضا.. كسّاب هتف بتهكم مع ابتسامته:
+
تدرين إنش عجبتيني .. ردش جاهز على طول.. وش ذا اللسان اللي عندش..
+
ردت عليه كاسرة بالبرود الساخر ذاته: ما عليك زود..
+
إلا قل لي..أيش تتوقع يوم تقول أني عجبتك..؟؟؟ انتحر من الوناسة مثلا لأني نلت الرضا السامي
+
كسّاب بسخرية واثقة مغلفة بالغرور: ليش لأ.. شرف ما كنتي تحلمين به..
1
أنا واحد لازم أجلس مع الواحد أكثر من مرة قبل أحكم عليه
+
السوق علمني كذا.. وكون أنش تعجبيني ومن أول مرة.. لازم رأسش يكون بين السحاب الحين
+
كاسرة بثقة مغلفة بغرور أكثر استحكاما: ترا رأسي بين السحاب من زمان.. عشان أنا هي أنا..
+
كسّاب يرفع حاجبا ويهتف بسخرية: يه يه يه.. على مهلش لا ينقطع عرق في رقبتش بس!!
+
كاسرة بسخرية مماثلة: لو كان انقطع في رقبتك عرق قبل شوي.. يكون انقطع في رقبتي مثله
+
كسّاب ينظر لها بشكل مباشر: ليه أنتي تبين تقارنين نفسش فيني.. ترا بتتعبين..
+
كاسرة تضع عينيها في عينيه وتهتف بثقة: أكيد بأتعب ما دمت بأحاول أوصلك أنت مستوى مستحيل أنت توصل له ولا في أحلامك..
+
كسّاب نظر لها باستهزاء أقرب للاحتقار: ما تشوفين إنش مغرورة زيادة عن اللزوم...
+
كاسرة استرخت في مقعدها: بعض ما عندكم...
+
كسّاب يتلفت حوله ثم يهتف بثقة ساخرة: طيب يامغرورة هانم..
+
أنا طالع من البيت حتى قهوة ما شربت.. وانتي معدومة ذوق حتى فنجان قهوة ما عزمتي فيه علي
+
كاسرة بهدوء حازم: والله هذا مكان شغل.. تبي تتقهوى روح أي كوفي وعليك بالعافية
+
كسّاب رسم ما يشبه ابتسامة: صدق إنش معدومة ذوق.. وأنا جاي في شغل.. وإلا سكرتيرتش الغبية ما قالت لش
+
كاسرة بنبرة غضب حازمة محترفة: ما أسمح لك تسبها ولا تتطاول على أي حد قدامي
+
وشغل من وراك الله الغني عنه.. تفضل تراك عطلتني عن شغلي
+
حينها رد عليها كسّاب بنبرة غضب حاد يتخللها تحكم كاسح: صوتش ما ترفعينه علي مرة ثانية
+
وإلا والله ثم والله لا تشوفين شيء ما يسرش..
+
حينها وقفت وهي تهمس من بين أسنانها بغيظ غلفته ببرود بارع: أنا أساسا ما رفعت صوتي لأني احترم نفسي قبل أي شيء ثاني
+
عشان حضرتك تجي تتهمني بكذا.. لا وتهددني و الحبر اللي وقعنا به عقد زواجنا مابعد نشف..
+
حينها هتف لها ببرود مستفز: ومهوب لازم ينشف.. ولو تبين ألغيناه وحطينا جنبه عقد ثاني ويجفون عقب سوا...
+
حينها ابتسمت وهي ترد عليه بسخرية مقصودة: والله إني دارية إن هذي أخرتها..
+
وإلا وش أتوقع من بزر.. عقله أخر شيء يفكر يستخدمه
+
كساب توسعت عيناه بدهشة وغضب: من البزر؟؟
+
كاسرة ببرود: حضرتك طبعا..بزر وستين بزر بعد..
+
وأثتبت إنك بزر بتفكيرك اليوم..
+
جايني لمكتبي بكل وقاحة وبدون تفكير... ونافش ريشك.. ثم تهدد بالطلاق..
+
فيه مبزرة أكثر من كذا..
1
كسّاب وقف وهو يهتف بثقة كاسحة مقصودة: تدرين إني دريت إنه ما ينشره عليش عقب ذا الهرجة.. هرجة خبلان فعلا
+
سحبنا الإعجاب بلسانش خلاص..
+
عندي اجتماع عقب نص ساعة وإلا كان قعدنا نكمل كلامنا مع إنه أنتي بصراحة تقرفين الواحد يكمل حواره معش..
+
بس شركتي بالفعل بتسوي رعاية لأنشطة قسمكم
+
وطبعا هذا نوع من الدعاية لشركتي و في نفس الوقت دعم لأنشطة الحكومة
+
كاسرة بحزم: أولا.. أنت وإعجابك ما تهموني.. سحبته أو خليته.. لأني ماني بمحتاجته ولا محتاجة شهادتك فيني
+
ثانيا شكرا.. ماني بمحتاجة إن حد يقول إن الرعاية هذي جات مجاملة لي
+
كسّاب بثقة: قلت لش إنش غبية.. لأنه أولا لازم أنا عندش في المقام الاول وغصبا عنش.. ورأيي لازم يكون الأهم عندش
2
وثانيا ياحرمنا المصون وش فيها لو كانت مجاملة لش.. ذا الشيء بيثبت أرجيلش في المكان
+
كاسرة بثقة متمكنة: أرجيلي ثابتة بجهدي ويميني.. وما أسمح لك أبد تعيد غبية هذي..
+
أو تدري حتى لو تبي تعيدها.. عيدها مثل ما تبي..عادي.. ما يهمني ظنك فيني..
+
كسّاب ابتسم بسخرية: وعندش إني صدقتش الحين؟! داري إنش بتموتين تبين تنالين الرضا السامي على قولتش
+
كان يستعد للخروج بينما كاسرة تلجأ لقوة سيطرتها على تصرفاتها حتى لا تلتقط شيئا وتقذف به رأسه الفارغ.. الفارغ كما هي تراه..
+
ولكن كسّاب التفت لها وهو يهتف لها بتجبر متعاظم:
+
اليوم ترا عديت لش واجد بمزاجي..بس اعرفي إنه ترا مهوب كل يوم مزاجي رايق مثل اليوم واستحمل وأعديها
+
ترا بالعادة نفسي في طرف خشمي..
+
لم يسمح لها أن ترد الرد الذي أصبح يعلم يقينا أنه جاهز على طرف لسانها لأنه كان قد وصل الباب...
+
وهو يفتحه سمع فاطمة تترجى في أحدهم:
+
يأستاذ سعود.. أستاذة كاسرة الحين مشغولة.. قلت لك عندها ضيف.. والقرار نهائي ولازم التنفيذ
+
سعود كان صراخه يتعالى بغضب: إيه علينا مسوية شريفة مكة وهي قاعدة مع رجال بروحهم والباب مسكر
+
بنت اللذينا أنا أنا تنقلني من قسمني اللي أنا فيه من قبل هي ماتشتغل هنا حتى..
+
كان سعود مازال سيتكلم لولا أنه فوجئ بيد قوية متجبرة بالغة القوة والتجبر تمسك بجيبه وترفعه لأعلى وقدماه ترتفعان عن الأرض
+
ويأتيه فحيح كسّاب المرعب من بين أسنانه: شريفة مكة غصبا عن طوايفك يا ابن الــ
+
تشهد على روحك.. اللي يدوس على طرف ثوب محارمي أدهسه هو بكبره..
+
كاسرة كانت خرجت خلف كسّاب فورا حين سمعت صوت سعود..
+
وهاهي تمسك بمعصم كسّاب الحر.. لأنه كان يرفع سعود الذي بدا وجهه يحمر بيد واحدة
+
وهي تهتف برجاء عميق: كسّاب تكفى هده.. واللي يرحم والديك هده
+
تكفى كسّاب بس كفاية.. الرجال بيموت في يدك..
+
حينها ألقى به على الأرض بقوة..
+
بينما سعود زحف للزاوية وهو يمرر يده على عنقه مكان ضغط جيب الثوب ويلتقط غترته وعقاله اللذين سقطا أرضا
+
حينها انحنى كسّاب عليه وهو يصر على أسنانه بتهديد حقيقي مرعب:
+
والله ثم والله لو شميت ريحة إنك وطوطت عند مكتب مرتي وإلا ضايقتها بكلمة
+
إنه يكون آخر يوم في عمرك..سامعني!
5
الغريب أن كاسرة خلال كل هذا وحتى بعد أن ألقى بسعود وهي ممسكة بمعصمه.. وأناملها الزبدية تحيط بعروق معصمه النافرة
+
لم تشعر بنفسها أبدا.. كانها تنفصل لعالم آخر
+
وإحساسها بقوته من هذا القرب يسكرها بإحساس غير مسبوق.. غير مفهوم.. غير مفسر
+
بينما كسّاب لم يشعر بشيء إطلاقا ولم يتحرك بداخله شيء سوى رغبته في التنفيس عن غضبه الدائم
+
حتى في دفاعه عن كاسرة هو يدافع عن نفسه ومكانته وصورته
+
وكاسرة ليس لها وجود سوى لأنها شيء ينتمي له كشيء وليس كأنسان حتى
+
لذا همس ببرود دون أن ينتبه حتى لملمس الحرير الاستثنائي الذي كان يمسك بمعصمه:
+
لو سمحتي فكي يدي.. الرجّال طلع خلاص ليش ماسكتها..
+
كاسرة انتفضت وهي تفلت يده.. وتتراجع دون أن تتكلم بكلمة.. وتعود لمكتبها
+
بينما كسّاب غادر متوجها لشركته
+
فاطمة توجهت لكاسرة وهي تجلس مقابلا لها تضع يدها على قلبها وتهمس بنبرة انبهار:
+
سوسو.. ماشاء الله ماشاء الله رجالش يجنن يهوس.. الله يهنيش يا قلبي
+
حينها قالت كاسرة بضيق حقيقي: من جدش؟؟ والا تطيبين خاطري بس؟؟
+
فاطمة باستغراب: ليه أنتي ماعندش عيون؟!!
+
كاسرة بضيقها الفعلي الذي بدأ يتأزم فعلا والذي أخفته خلف حزم صوتها المعتاد:
+
عندي عيون قالت لي إني مقبلة على حياة وكسة.. اللهم أني أسألك اللطف والثبات
+
اللهم لا اعتراض على حكمك ..بس أنا وش سويت في حياتي تبلاني بواحد مافيه عقل مثل هذا..
3
قبل يومين ذبح له واحد.. واليوم كان بيذبح الثاني..
+
حلفتش بالله فطوم رجّال مثل ذا أشلون ينعاش معه.. أنتظر لين يصير عندنا عيال ويذبح له حد ويعدمونه
+
فاطمة بغضب: ما أشين فالش.... والرجال ظروفه جات كذا وورا بعض
+
يعني قبل يومين واحد يسرق بيته وتهجم عليه.. يخليه ويقول روح الله يسامحك
+
واليوم واحد طول لسانه على مرته.. سعود باقي يتهمش في شرفش.. مافيه رجال فيه خير يسمع ذا الكلام ويسكت
+
ولو هو سكت يكون مهوب رجال أساسا
+
كاسرة بثبات: بس مهوب كل شيء ينحل بالعنف..
+
فاطمة بثبات مماثل: بس مواقف مثل ذي ما تنحل الا بالعنف...
+
************************************
+
"يا فشلتي والله أني منحرجة من أم امهاب من البارحة..
+
تخيلي المرة جايتني بشبكتي.. أقوم أعقر في بنتها وهي تسمع!! "
+
شعاع تمسح على كتف جوزاء المتضايقة من البارحة والتي كانت تزفر بحرارة إحراجها وضيقها المتزايد:
+
ياجوزا.. ترا الاعتراف بالغلط أول خطوة..
+
دامش شايفة إنش غلطانة حاولي تصلحين الخطا
+
يعني كاسرة بتكون اخت رجالش وعمة عيالش عقب.. ما يصير حاطة دوبش من دوبها وهي ما سوت لش شيء أساسا
+
وأنتي مافيش قصور.. عشان تتعقدين منها بذا الطريقة
+
حينها هتفت جوزاء بغضب: وش قصدش؟؟ قصدش عشانها أحلى مني أنا غيرانة منها؟!
+
شعاع تنهدت بعمق: لا حول ولا قوة إلا بالله.. تعوذي با الله من الشيطان الرجيم
+
وافتحي صفحة جديدة في حياتش كلها.. أدري شيء صعب بس مهوب مستحيل
+
جوزاء تحمل حسن على ساقيها وتحتضنه برقة وهي تطبع قبلاتها على رأسه.. ثم تهمس بألم عميق:
+
والله ما كنت كذا.. ما كنت كذا!!!
+
حسبي الله ونعم الوكيل... عقدني من نفسي ومن حياتي
+
الله يرحمه.. هو راح وارتاح.. مادرى باللي خلاه وراه
+
اللهم أني أسألك الثبات من عندك.. اللهم اشرح لي صدري ووفقني لما تحب وترضى..
+
حينها ابتسمت شعاع: يا الله خلينا نبدأ الحين نغير شوي شوي.. خلينا نبدأ باللي برا ثم نغوص للي داخل. نبدأ بالسهل..
+
خاطري نبدأ با اللوك.. تبين قصة جديدة وصبغة جديدة.. خلنا نجرب قبل موعد عرسش.. عشان لو ما ناسبت نغيرها
+
صدقيني تغيير الشكل يغيير في النفسية شوي..
+
جوزاء بتردد: ما أدري يمكن امهاب يحب الشعر الطويل..
+
حينها وضعت شعاع يدها على قلبها: ياويل قلبي على اللي تفكر من الحين في اللي يعجب سي امهاب!!
+
************************************
+
حوار محتدم بالإشارات يدور بين وضحى وتميم حول قضايا اليوم والساعة حول العالم... وهم في انتظار البقية للتجمع للغداء
+
يقاطعهما دخول مزنة من الخارج وهي تخلع عباءتها وتجلس.. ليشير لها تميم وعلى وجهه تعابير غامضة:
+
ها يمه أشوف عقب ما كنتي تلحين علي تخطبين لي وحدة سليمة.. إنش سكتي عن الموضوع بالمرة
+
الظاهر ما لقيتي بنت تناسب تصوارتش العالية وفي نفس الوقت توافق علي..
1
يعني يا الغالية.. السليمة اللي بتوافق علي لازم فيها عيب خلى السليمين اللي مثلها يخلونها
+
مزنة أشارت له وهي ترسم ابتسامة النصر: ومن قال لك سكتت عن الموضوع
+
أنا خطبت.. وأهل البنت وافقوا.. والحين ابيها ينتظركم تخطبون رسمي...
+
تميم بدهشة أقرب للصدمة الموجوعة: مسرع.. ومن ذولا؟؟
+
مزنة بسعادة: سميرة بنت راشد
+
تميم لم يستوعب إشارتها للاسم ولم يستطع حتى قراءة شفتيها ليستنتج الاسم
+
وأفكاره تتشتت من المفاجأة..
+
لذا سارعت وضحى التي قفزت بفرحة وهي غير مصدقة إلى ترجمة الاسم بالإشارات له
+
لتتعاظم دهشة تميم أو صدمته أو ربما يأسه.. وهو يشير: سميرة ما غيرها رفيقة وضحى..؟؟
+
وضحى تشير له بسعادة حقيقية : هي نفسها .. ياحظك يا تميم.. والله سميرة ما فيه منها اثنين..
+
تميم لم يشر بشيء مطلقا.. وهو يقف وعلائم غموض حزين ترتسم على وجهه.. ليتجه للأعلى
+
" وهل أستطيع أنا التساؤل هل هي محظوظة
+
أم أقول ما أتعس حظها!!
+
ما الذي يدفع فتاة مثلها للموافقة على الارتباط بمثلي؟؟
+
لماذا يا أمي أردتِ أن تجبريني على الإحساس بالنقص الذي أرفض الاعتراف به؟!!
3
هذه الفتاة النابضة بالصوت والحياة حتى أقصى حدود التفجر ما الذي يدفعها للموافقة علي؟؟
+
سامحكِ الله يا أمي.. أدخلتِ الوساوس اللعينة لقلبي قبل أن أرتبط بها حتى
+
فأي سر تخفيه دفعها للموافقة على الأصم الأبكم؟؟
+
ما الذي يدفع فتاة ممتلئة بصخب الحياة على الارتباط بشخص لن يرد على صخبها يوما بحرف واحد؟؟
+
لن يهمس لها يوما في أذنها بتدفق مشاعره.. لن يغرقها في كلمات الغزل التي قد تكون حلمت بها
+
لن تسمع اسمها بلسانه يوما وهو يناديها دلالا وولعا..
+
لن يسامرها في لياليها الطويل سوى بصمت أشبه بالموت..
+
هل سيصبح الزواج الذي حلمت به سكنا لروحي وتقصيرا لليالي وحشتي الطويلة هو بذاته الوحشة الأشد؟؟
+
هل تتحول العلاقة الأسمى التي تمنيتها بين روحين محض علاقة بين جسدين؟!
+
وإلا أي علاقة ستكون بيننا غير ذلك؟؟
+
أ يكتب علي أن أعيش ما تبقى من حياتي عاجزا عن السكنى إلى روح تحتويني وروحي هائمة في غربة صمتها الأبدي؟؟
+
ولماذا هي وافقت علي؟؟ لماذا فعلت هذا الجنون؟؟ لماذا؟؟ لماذا؟؟
+
.
+
.
+
لا أستطيع إلا أن أقول سامحكِ الله يا أمي.. سامحكِ الله!!
+
واللهم ألهمني الصواب.."
+
بعد أن صعد.. همست وضحى بضيق: شفتيه يمه.. شكله تضايق..
+
مزنة بهدوء عميق: الموقف صعب عليه يأمش... عطيه وقت يتأقلم
+
تميم كان حاط في رأسه إنه مهوب متزوج الا بنت مثل حالته
+
ولو تزوج وحدة سليمة بيكون فيها عيب معين يخليها توافق عليه
+
كأن تكون كبيرة أو بشعة.. شيء يخليها توافق عليه وهي مبسوطة
+
لكن وحدة مثل سميرة يتمناها أحسن واحد.. سوت له صدمة شوي
+
شوي ويتأقلم...
+
ثم أردفت بحنان عميق: ليته بس يشوف نفسه مثل ما أنا أشوفه..
+
كان شاف إنه حتى أحسنها بنت صحيحة ما تسوى مواطي أرجيله الله يخليه لي
+
وهما مستمرتان في حوارهما دخلت عليهما كاسرة قادمة من عملها
+
مزنة عقدت حاجبيها: توش تجين..؟؟
+
أنا أحسبش في البيت.. لأني كنت عند أم غانم.. صليت عندها الظهر وعقبه رحت أجيب أغراض البيت
+
كاسرة بهدوء وهي تخلع عباءتها: شوفي كم اتصال داقة عليش.. عشان أقول لش بأتاخر..
+
رحت أوصل فاطمة... رجّالها مسافر..
+
مزنة تستخرج هاتفها وتجده على الصامت.. تعدل وضعه للعام وتضعه على الطاولة أمامها.. بينما كاسرة تسألها باهتمام:
+
وش ردت عليش أم غانم؟؟
+
مزنة بابتسامة: أبشرش وافقوا..
+
بأقول لامهاب يستعجل في خطبتها لأخيه..
+
والحين بأقوم أخليهم يغرفون لكم الغدا.. امهاب رايح المطار عنده شغلة سريعة وعقب بيتغدا مع عبدالرحمن برا
+
كاسرة بهدوء باسم: مبروك.. وعله خير إن شاء الله.. تميم يستاهل كل خير..
+
وسميرة تجنن ماشاء الله.. أطيب من قلبها ماشفت
+
ثم أردفت وابتسامتها العذبة تتسع: لو أنه تميم كان يسمع كان صدعته سميرة بالهذرة.. الله باغي له الخير..
+
مزنة تقف وهي تردف بحزم: ترا خالة رجّالش وأخته متصلين يقولون بيجون قبل صلاة العشاء.. تجهزي تقابلينهم..
+
كاسرة بحزم: مسرع صار رجّالي.. مابعد تعودت على الكلمة.. أظني اسمه واجد عليه.. قولي خالة كساب وأخته..
+
مزنة بحزم أشد وهي تغادر المكان: الاحسن تعودين عليها.. عندش في كل شيء رأي خلف خلاف..
+
وضحى همست بهدوء متردد: مهوب من الأحسن تبدين تجهزين.. لأني ظني الليلة إن هم جايبين مهرش.. مافيه وقت...
+
كاسرة تسترخي وتغمض عينيها: هذا الشره في الشراء أعتقد إنه مرض.. السوق مليان.. والتجهيز والتسوق ما ياخذون يومين..
+
مهيب قضية الشرق الأوسط يعني!!
+
وضحى بذات التردد: ما تبين على الأقل تشوفين لش فستان من بدري..
+
كاسرة بحزم واثق: خير.. خير..
+
وضحى بخجل: تمنيت أكون معش وأنتي تختارين و....
+
ثم بترت عبارتها بتردد حزين: أو يمكن تبين فاطمة بس؟؟؟
+
حينها فتحت كاسرة عينيها وابتسمت برقة: وليش ما تنفعين أنتي وفاطمة... رأيين أحسن من رأي واحد..
+
حينها أشرق وجه وضحى بابتسامة طفولية: أي شيء تلبسينه بيكون حلو عليش.. لأنه أنتي اللي بتحلين الفستان..
+
حينها همست كاسرة بغموض خافت: ليت شين الحلايا يستاهل بس..!!
2
***********************************
+
"مبروك.. يقولون ناسبتوا آل كسّاب؟؟"
+
مهاب ينظر لصاحب الصوت المتهكم وعيناه العسليتان تلمعان ببريق إبتسامة
+
ليرد عليه بهدوء: الله يبارك فيك
+
غانم بنبرة ذات مغزى: وش إحساسك وأنت تزوج أختك لأخ اللي أنت نشبت في حلقها من كثر ماكنت تهينها..؟؟
+
مهاب انقلب هدوء صوته لصرير غاضب يصدر من بين أسنانه: غانم توك قبل كم يوم.. تقول ماعادنا طلاب في الكلية
+
وإلا أنت مشتاق لطقم أسنان جديد؟؟
+
غانم يرفع حاجبا وينزل آخر: وإلا أنت يمكن تبي كتفك الثاني ينخلع؟؟
1
مهاب يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم: غانم اقصر الشر..
+
غانم يهز كتفيه بهدوء: أنا قاصر الشر من زمان.. بس متعجب من تدابير ربي.. البنت اللي حرقت أعصابها بإهاناتك قبل 4 سنين
+
ربي ينصرها عليك ويصير إخيها نسيبك..
+
حينها مال مهاب على غانم ونظر له بنظرة مباشرة: وأنا متعجب من 4 سنين لين الحين وأنت حارق دمك بالدفاع عنها.. ما تعبت..
+
غانم بحزم: أنا ممكن أتقبل أي شيء إلا إهانة مرة.. لأن المرة ما يهنيها إلا الرخيص..
+
حينها تصلبت يدا مهاب بغضب وهو يوشك على الإطباق على جيب غانم بدون تفكير...
+
لأنه شعر أن غانما يوجه له إهانة مباشرة وبشكل مقصود..
+
لولا فوج كبير من (سكاي تراكس) دخل للتو لاستراحة الطيراين.. جعل مهاب يبتلع غضبته قسرا..
+
فزيارة السكاي تراكس التفقدية حدث كبير يتم انتظاره بحماس لأنه على ضوءه يتم تقييم درجة خطوط الطيران على سلم من خمس نجوم..
+
ولن يكون هو من يفسد هذه الزيارة.. لذا استرخى في مقعده وذكرى العراك السابق قبل أربع سنوات تعود لذاكرته...
1
*********************************
+
"تبي تشرب شيء ياقلبي؟؟"
+
كسّاب بهدوء: لا خالتي.. تدرين إني ما أشرب شيء عقب الغدا.. الحين تعالي أبيش في سالفة
+
عفراء جلست وهي تقول بحرج ودود: سامحني يأمك.. أدري المفروض رحت أجيب شبكة مرتك.. بس الظروف عاكست شوي
+
اليوم فديتك حول لي الفلوس.. وأروح أشتريها..
+
أنا أساسا كلمتهم وقلت لهم بجيهم الليلة عقب العشا
+
كسّاب عقد ناظريه: ياااااااه خالتي... بالش راح بعيد.. وش همني أنا من ذا الموضوع..
+
بعطيهم فلوسهم وهم يشترون شبكتهم بروحهم وإلا بالطقاق
+
عفراء بعتب: وش ذا الكلام يامك..عروسك تستاهل أحلى شبكة.. إيه ولا تنسى تحول لي المهر بعد أعطيهم إياه بالمرة
+
أربكتوا العرب بذا العرس المستعجل... قاعد ذا السنين كلها وعقبه تبي تعرس في شهر..
+
كسّاب هز كتفيه: والله أوامر أبو كساب.. وإلا أنا وش مستعجل عليه ؟؟
+
على الغثا وطولة لسانها اللي متبري منها..
+
عفراء عقدت حاجبيها: وانت وش عرفك إن لسانها متبري منها تتهمها.. صحيح أنا ما شفتها إلا في مناسبات شوي
+
وما تكلمت معها إلا مجرد سلامات.. بس أنا أشهد إنها ذربة ومنطوقها زين وعليها صوت.. صوت ماشاء الله ماشاء الله
+
حينها ابتسم كسّاب دون أن يشعر وهو يتذكر بالفعل رنين صوتها الكرستالي الحريري ولكنه هتف بسخرية:
+
وقولي بعد إنها مهيب مغرورة؟!!
+
عفراء عقدت حاجبيها مرة اخرى: شكل حد صاب العلوم في أذنك.. أنا بصراحة ما أعرفها عدل.. بس هيئتها تعطي على الغرور
+
ثم أردفت وهي تبتسم: ولا جيت للحق يلبق لها الغرور... إذا وحدة مثلها ما تغتر.. فالغرور ماخلق إلا لها
+
الله يهنيك يامك مابعد شافت عيني أزين منها..
+
كسّاب ضغط صدغيه بأطراف أصابعه ثم هتف بسخرية: الزين من زانت أفعاله ياخالتي..
+
وش أسوي بزينها لو كانت ما تنتعاشر
+
وعلى العموم هذا كلام سابق لأوانه.. خلينا الحين فيش
+
خالته باستغراب: ليه أنا وش فيني؟؟
+
كسّاب بحزم: جايش معرس..
+
عفراء بضيق: يأمك قلت لك قبل ذا الموضوع أنا شالته من بالي
+
كسّاب بحزم: مهوب على كيفش يا خالتي..
+
حينها انتفضت عفراء بغضب: نعم يا ولد.. وشو اللي مهوب على كيفي.. لا تكون بتزوجني غصبا عني
+
كسّاب بحزم أشد: لو حديتيني أسويها بأسويها
+
حينها وقفت عفراء وهي تهتف بحزم: الكلام انتهى.. قوم قيل شوي قبل الصلاة
+
حينها شدها كسّاب بلطف وهو يهتف بحنان مدروس : اقعدي جعل يومي قبل يومش (يعرف أن خالته لا يمكن أن تقاومه حين يخاطبها بهذه الطريقة)
+
تنهدت عفراء وهي تجلس: إلا يومي قبل يومك أنت وأخوانك.. يأمك اللي فيني مكفيني.. جاي تقول لي معرس
+
كسّاب بهدوء عميق مسيطر: خالتي وضعش عايشة بروحه ماعاد ينسكت عليه..
+
عفراء تنهدت: يأمك اللي صار ممكن يصير لأي وحدة حتى لو كانت متزوجة وزوجها مسافر وإلا طالع..
+
يعني مهوب الزوج هو اللي بيحمي.. الله هو الحامي...
+
كسّاب بهدوء: ونعم بالله.. بس توقعين لو كنتي متزوجة وفي بيت رجالش.. كان كلب مثل ذا تجرأ يسوي اللي هو سواه
+
صمتت عفراء والذكرى الطرية المؤلمة تقتحمها بكل القسوة..
+
تحاول أن تلغي هذه الذكرى من حياتها.. ولكنها مازالت طرية وجرحها ينزف في تفكيرها
+
فهل تحتاج وقتا لتنسى؟؟ وهل هو مجرد الوقت ما تحتاج له؟؟
+
البارحة رغم أن كسّاب كان ينام في غرفة مجاورة لها إلا أنها لم تستطع النوم
+
وكل حركة تسمعها تبعث في داخلها ألما وتوترا لا تستطيع تفسيرهما
+
كانت عفراء غارقة في تفكيرها بينما كسّاب يكمل حديثه بهدوء حازم:
+
خالتي ذا المرة العريس غير.. وإن شاء الله إنش بتوافقين..
+
صمتت ولم ترد عليه.. ليكمل هو: عمي منصور متقدم لش.. وملزم عليش بعد
+
حينها انتفضت عفراء بدهشة: من؟؟ منصور؟؟
+
ثم أردفت بغضب: لا يكون طاري على باله يستر على اللي شافه قبل يومين
+
كسّاب بغضب: خالتي الله يهداش هو صار أي شيء أساسا عشان يستر عليش.. محشومة خالتي من ذا التفكير
+
عفراء بذات الغضب: أجل وش نطط عمك يبيني.. وأنت بروحك كنت تقول إنه حرّم العرس خلاص..
+
كسّاب يحاول التحدث بمنطقية: غير رأيه وعرف مصلحته.. وقرر ذا المرة يقوم بخيار مناسب وسليم
+
ثم أردف بمرح: واسمعيني عدل خالتي عمي ملزم عليش ويبيش..
+
وهددني يكفخني لو ما رضيتي.. يهون عليش كسّاب حبيبش يتكفخ
+
عفراء بغضب: بكيفك أنت وعمك.. خله يكفخك
+
حينها تغيرت ابتسامة كسّاب لحزم شديد: خالتي تخيري.. ما تبين عمي تأخذين ابي..
+
لكن إنش بتقعدين بدون رجّال.. انسي.. انسي
+
حينها تنهدت عفراء بعمق أفكار عديدة تمور في ذهنها المتعب الموجوع المستنزف من كل شيء..
+
ومع ذلك همست بهدوء: زايد مستحيل وذا السالفة خلصنا منها..
+
أما عمك فهو رجّال ما عمروا عنده النسوان.. ثلاث طلاقات ما بين كل طلاق وزواج إلا حول السنة.. وأكثر وحدة قعدت عنده قعدت عشر شهور
+
مهوب معقول إن العيب في النسوان.. وأنا يأمك ماني بحمل طلاق عقب ذا العمر.... ترضاها لي يأمك؟؟..
+
كسّاب بهدوء: أنتي عاقلة يا خالتي وكبيرة وفاهمة.. وأعتقد إنش ممكن تحاولين تقبلين عيوب عمي اللي طفشت نسوانه
+
عفراء بنبرة مقصودة: يعني المشكلة سببها عمك..؟!!
+
كسّاب بحذر: مهوب بالشكل اللي أنت متصورته
+
عفراء تنظر له بشكل مباشر: أجل بأي شكل ياولد أختي؟؟
+
كسّاب بهدوء: عمي رجال حار .. بس هذي مهيب مشكلة لأنه يوم يكون مروق مافيه أطيب منه
+
المشكلة في إن نسوانه وقتها كلهم يعتبرون صغار في السن.. وعمي كل ليلة وقبل حتى ما يترقى.. مجلسه مليان ضباط ما يفضى لها..
+
وفي الليل ممكن يجيه استدعاء أو حتى أي حد من ربعه يصير له شيء ويتصلون فيه لأنهم يدرون انه بيزعل لو ما كلموه
+
المشكلة المسكينة تسأله وين رايح؟؟ يقول لها: مهوب شغلش.. أو رايح في شغل خاص
+
فالمسكينة تولع غيرة.. وتفكيرها يروح فورا لشيء ثاني..
+
وهو مستحيل يريحها ويعطيها خبر عن شيء
+
عفراء بعدم اقتناع: بصراحة ما أشوفه سبب يخلي المرة تخرب حياتها وتطلب الطلاق.. كان صبروا عليه وتفاهموا معه بالعقل
+
حينها ابتسم كسّاب: شفتي خالتي هذا الفرق بينش وبينهم... وصدقيني هذا السبب مع اختلاف التفاصيل..
+
يعني أحيانا تصير هوشة كبيرة على سبت الموضوع.. والمرة تشيل قشها تبي عمي يراضيها.. فهو يعند ويقول خلها تقعد مكان ماراحت
+
ولو جيتي للصدق.. عمي ماحب ولا وحدة منهم ولا حتى ارتاح معهم.. لو كان حب المرة كان ريح بالها ومشى الموضوع
+
لكن عمي بالفعل ما أرتاح للزواج قيوده.. وكل مرة كان يتزوج عنده إن مرته ربي بيهديها ذا المرة
+
ويمكن لولا إلحاح خالته عليه الله يرحمها.. ماكان كرر التجربة..
+
وشوفي الموضوع على بساطته.. عمي يشوفه موضوع كبير واجد..
+
لأنه يشوفه يتقصد نظام حياته كله
+
يعني هو في ظنه إن المرة يوم جات.. جات تبي تعفس حياته وتمشيه على كيفها.. فالقضية عنده صارت قضية مبدأ.. أكون أو لا أكون
+
عفراء بحذر: بصراحة أنا توقعت السبب ممكن يكون له علاقة بالانجاب.. لأنه 3 حريم ولا وحدة منهم تحمل..
+
كسّاب بحذر أكبر: وأنتي قربتي.. لكنه مهوب سبب لأنه مافيه وحدة منهم درت بشيء
+
عفراء رفعت حاجبا: أشلون؟؟
+
كسّاب يتنهد: الأولى قعدت عنده أربع شهور.. يعني ما شكو بشي أساسا ولا فحصوا
+
لكن الثانية قعدت عنده عشر شهور.. وعمي فعلا كان يبي يكمل معها
+
وفعلا سوو فحوص عشان يشوفون ليش الحمل تأخر لكن قبل مشكلة الطلاق على طول.. والنتيجة طلعت عقب ما طلقها
+
أما الثالثة (حينها ضحك كسّاب) تذكرينها خالتي.. كانت مرجوجة.. جننت عمي.. وحتى شهر ما قعدت..
+
فعمي ماقال لها شيء أساسا لأنهم في مشاكل من أول يوم
+
عفراء بحذر: وذا الشيء هو؟؟
+
كسّاب بنبرة حاول تحميلها بأكبر قدر من الطبيعية: إنه عمي فعلا عنده مشاكل في الإنجاب.. لكن هي مشكلة بسيطة جدا
+
والدكتور قال له إن العلاج بسيط جدا ومتوفر.. لكنه لو ما استخدمه مستحيل يصير حمل وكله بيد الله
+
عفراء صمتت .. بينما كسّاب أكمل بحذر وهو يسب نفسه على موافقته على قول ما سيقوله:
+
والحين نوصل للنقطة الثانية.. عمي يقول لش إنه ماراح يتعالج وهذا قرار نهائي
1
لأنه ما يبي عيال.. يقول ماعاد من العمر مثل ماراح... وماعاد له حتى مزاج على تربية بزران وغثاهم وإزعاجهم
+
حينها همست عفراء بغيظ من بين أسنانها: تدري إنك قليل أدب أنت وعمك
2
أنا الحين وافقت عليه هو ووجهه عشان يتشرط أبي عيال وإلا ما أبي..
+
كسّاب يحاول كتم ابتسامته: والله ماعلى الرسول الا البلاغ المبين..
+
حينها رفعت عفراء حاجبا وأنزلت الآخر وهمست بغضب: مادام أنت مجرد رسول
+
أشرايك تقول لعمك.. دامه رجال قصده الشريف أنه يحميني.. وما يبي عيال.. أشرايه لو أنا وافقت عليه نعيش أنا وياه مثل الأخوان... مهوب اقتراح أحسن؟؟
+
ويا الله قوم.. ما أبي أشوفك الحين..
+
استح على وجهك وأنت جايب لخالتك معرس عقب ذا السنين وفي ذا الظروف
+
قوم لا بارك الله في عدوينك..
+
كسّاب كان يمنع نفسه أن يقهقه بصوت مسموع وهو يصعد الدرج ليتمدد في غرفة الضيوف التي أصبحت مخصصة له
+
وهو يلتقط هاتفه ويتصل وهو يكتم ضحكاته: عمي..ترا خالتي عندها اقتراح أحسن من اقتراحك بواجد
+
منصور باستفسار فخم: اللي هو؟؟
+
كسّاب يحاول التكلم بطبيعية وهو يكتم رغبته في الضحك: تقول دامك رجال شهم.. وقصدك الحماية وما تبي بزران...
+
وأشرايك تعيشون خوش أخوان في بيت..أخ وأخته وش حليلاتكم..
+
حينها قال منصور من بين أسنانه التي تكاد تتحطم لشدة ضغطه عليها: كسّاب احمد ربك إنك ماوصلت لي ذا الاقتراح وجه لوجه
+
وإلا كان ذا الحين تجمع سنونك من القاع يالرخمة
+
فارق.. فارق لا بارك الله فيك من ولد!!!
+
حينها انفجر كسّاب بالضحك: شوف ياعمي.. ترا عيب عليك أنت وخالتي
+
هي تقول لي قوم ما أبي أشوفك
+
وأنت تقول لي فارق..
+
خلاص حرمت أصير وسيط..
+
أنت وإياها منتو بزارين.. هاك خذ رقمها.. وتفاهم أنت وياها
+
وأنا طلعوني من بينكم... وتراها ما تبيك ياسيادة العقيد..ولو أنت ما اقنعتها فيك تراني بازوجها ابي خلال ذا الأسبوع
+
حينها هتف منصور بغضب حازم: طلع زايد من السالفة..
+
وهات الرقم.. ومالك شغل.. وخالتك ذا الاسبوع اللي تشقق حلقك وأنت تقولها
+
بتكون في بيتي أنا.. ومرتي..
1
#أنفاس_قطر#
+
.
+
