رواية انتي عشقي الوحيد الفصل الحادي عشر 11 بقلم فاطمة حمدي
أسرع تامر إلي زوجته ثم جثي علي ركبتيه ليقول بقلق وخوف: هنا ..هنا حبيبتي فوقي
لم تستجيب له فضمها إليه وقلبه يخفق بشده خوفاً عليها فيما قال موجها حديثه لإسلام: شوفلي عربيه بسرعه عشان أوديها المستشفي
أسرع إسلام متجهاً بعيدا ليري أي سياره للأجره فيما قال أحمد وهو يربت علي كتف رفيقه :
نهض تامر حاملا زوجته بين ذراعيه يضمها إليه بشده يخشي عليها فيما إتجه إليه الضابط وهو يقول: لازم تيجي معانا عشان تفتح المحضر وناخد أقوالك
حرك رأسه بالنفي قائلا بجديه: أما أطمن علي مراتي مش دلوقتي
تفهم الضابط الأمر وقال بجديه: تمام ! بس ياريت متتأخرش
أومأ تامر برأسه دون أن يتفوه ثم نظر إلي زوجته الساكنه بين يديه ثم أغمض عيناه متنهدا بقوه وبعد قليل كان يقف في المستشفي بجانب هنا الممدده علي الفراش والطبيب يفحصها فيما قال الطبيب بهدوء: إن شاء الله تكون كويسه ده بس إرهاق وكمان هي صحتها ضعيفه جدا ومن الواضح إنها إتعرضت للضرب فكل ده أثر عليها إديتها حقنه مهدئه وبإذن الله سليمه
أغمض تامر عيناه وهو يومئ برأسه ثم خرج الطبيب وجلس تامر بجانب زوجته ممسكاً بكف يديها بين راحتيه ثم رفعه إلي فمه يقبله ببطئ قائلا بهدوء: كنت هموت لو كان جرالك حاجه كنت خايف عليكي وكأن روحي بعيده عني مقدرش أتخيل الحياه من غيرك بحبك أكتر من أي حاجه في الدنيا دي كلها ،تنهد بقوه ثم تابع وهو يبتسم لملامحها البريئه الساكنه ،بس الحمدلله ربنا حفظك ليا وحماكي من الندل ده المهم دلوقتي تفتحي عيونك عشان وحشتيني تنهد بحراره ثم مال بجزعه عليها ليقبل جميع أنحاء وجهها ببطئ وتمهل بحب وهمس بكلمات عاشقه حتي أغمض عيناه دافناً وجهه في عنقها ليستنشق عبيرها وقال بخفوت: بعشقك يا هنا
رفع وجهه لينظر إلي وجهها ولكن ثوانِ وتحولت ملامحه إلي الحزن لتلك الكدمات التي بوجهها وشفتاها المتورمه آثر الصفعات المتتاليه القويه التي تلقتها من ذلك الحقير تحسس وجهها بأنامله وهو يقول بغضب: حيوان ابن ***
قاطعته مريم شقيقته وهي تدلف إلي الداخل قائله: إيه يا تامر هنا عامله ايه دلوقتي
تنهد تامر قائلا: الحمدلله
جلست مريم بجانبها من الجهه الأخري وقالت: طب هي نايمه ليه ؟؛
رفع تامر حاجبه ليقول بغيظ: كان كابس عليها النوم يامريم فقالت تريحلها شويه !
مريم بغيظ: أنت بتهزر ياتيمور ؟
تنهد تامر قائلا بنفاذ صبر: أعملك ايه مش شايفه الي حصلها وبتسألي نايمه ليه ياهبله !
حكت مريم رأسها لتقول بإحراج: طيب ياباي علي الرخامه صحيح صحابك قعدين بره يلا أخرجلهم
نهض تامر وهو يقول: طيب خليكي مع هنا وأنا بره لو في حاجه إندهيلي
أومأت مريم برأسها قائله: أوك
إتجه تامر إلي الخارج وما ان خرج حتي قال أحمد بتساؤل: ها يا تامر إيه أخبار مراتك؟
تامر بهدوء: الحمدلله
ربت أحمد علي كتفه وقال: ربنا يطمنك عليها ويحفظكم لبعض
تنهد تامر قائلا: اللهم امين
تحدث إسلام وقال: طب يلا بقا عشان تتمم المحضر
أومأ تامر برأسه قائلا بأيجاب: تمام هدخل أقول لمريم إني ماشي وجاي .....
دلف تامر إلي الغرفه ليقول سريعا: مريم أنا رايح القسم وشويه وجاي ماشي !
إتسعت حداقتيها لتقول بشهقه: يالهوي ليه في حاجه حصلت ؟
أغمض تامر عيناه وأعاد فتحها سريعا وقال بنبره مغتاظه: إستهدي بالله بطلي أم الفزع بتاعك ده رايح عشان المحضر والحيوان الي هناك ده
تنهدت مريم بٱرتياح وقالت: أوك أوك هاتلي أي حاجه معاك تتاكل وإنت جاي الله يكرمك
عض تامر علي شفتيه وخرج من الغرفه فيما ضحكت مريم قائله: عندوش صبر أبدا بس عسل أتيمور !
تحدثت نسمه بتساؤل وهي تنظر إلي والدتها قائله:هو أنتي بتلبسي كده وراحه علي فين يا ماما ؟
هندمت نجاح من ملابسها وهي تنظر إلي إبنتها لتقول ببرود: رايحين المستشفي
عقدت نسمه حاجبيها وقالت: مستشفي ؟ ومين دول الي رايحين
نجاح بنفاذ صبر: رايحين أنا وأنتي يا نسمه الله في ايه عشان نزور مرات ابن خالتك ونطمن عليها
هبت نسمه واقفه وقالت بصرامه: نعم ؟ أنا أروح أزور البتاعه دي ده لا يمكن أبدا وبعدين إحنا مالنا بيها ما تتفلق ولا تموت حتي أنا عارفه ليه مموتهاش وخلصنا منها
نظرت والدتها في عيناها مباشرة وقالت: إفهمي يا عبيطه لو كان موتها كنا إرتحنا وخلصنا لكن دلوقتي لازم نزورها عشان نبين لتامر إننا بنحبها وقلبنا عليها عشان بعد كده ميشكش فينا
زفرت نسمه بضيق قائله: بس أنا مبقبلهاش مبطيقهاش يا ناس أروح أشوفها إزاي
إبتسمت نجاح لتقول بمكر: أعصري علي نفسك لمونه يلا بقا إلبسي بسرعه وٱتشيكي كده عشان تبقي قمر
تنهدت نسمه قائله: أوك .....
"في مخفر الشرطه"
وقع تامر علي أقواله وبناءا عليه تم حبس حامد أربعة أيام علي ذمة التحقيق لحين ترحيله إلي النيابه بتهمه الخطف والشروع في جريمه الإغتصاب ومن ثم إتجه تامر إلي الخارج وهو يقول موجها حديثه لأصدقائه:
-أنا بشكركم جدا علي وقفتكم معايا
وكزه أحمد بخفه ليقول مبتسما: عيب عليك ده أنت أكتر من أخويا ياتمور
فيما تحدث إسلام قائلا: متقولش كده يا صاحبي ده إنت جمايلك مغرقاني وبعدين احنا معملناش حاجه ده واجب علينا
إبتسم تامر لهما ليقول: ربنا يديم المحبه.....
"في المستشفي"
بعد مرور ساعه من الزمن إبتدت هنا تفيق وترمش بعينيها عدة مرات حتي فتحتهما وزاغ بصرها في أنحاء الغرفه بينما أسرعت إليها مريم لتقول بلهفه:
- هنون أنتي صحيتي حمدلله علي السلامه
نظرت لها ثم قالت بصوت مرهق للغايه: آآ أنا فين وفين تامر
إبتسمت مريم قائله: في المستشفي وتامر راح يخلص شويه حاجات كده وجاي
أغلقت عيناها مره ثانيه بتعب ومن ثم أعادت فتحها وقالت بخفوت: بيخلص ايه أوعي يكون حصله حاجه
حركت مريم رأسها بالنفي قائله: يابنتي متخافيش زمانه جاي المهم أنتي عامله إيه دلوقتي طمنيني عليكي
أومأت هنا برأسها قائله: الحمدلله هو أنا جيت هنا إزاي
مريم بهدوء: أنتي أغمن عليكي و تامر جابك هنا
ضحكت هنا رغم ما فيها لتقول : أغمن إزاي؟
ضحكت مريم قائله: يوه متركزيش معايا يابت تصدقي وحشتني ضحكتك يا مضروبه
إبتسمت هنا وقالت: أنا فعلا مضروبه ومش أي ضرب أنا كنت هموت
تنهدت مريم قائله بحزن: سلامتك ألف سلامه يا هنا منه لله حسبي الله ونعم الوكيل فيه
وضعت هنا يدها علي مقدمه رأسها قائله: يلا الحمدلله إن ربنا نجاني منه !
قاطعتهم طرقات الباب فقالت مريم بصوت عالِ: أدخل
إنفتح الباب ومن ثم دلف والدها منعم ومن معه تحيه حتي إقتربا منها وقال منعم:
-حمدلله علي السلامه يا هنا
إبتسمت هنا قائله: الله يسلمك يا بابا
بينما قالت تحيه بحقد يغلفهُ الحنان الذائف:
- حمدلله علي سلامتك ياحبيبتي ده الواحد قلبه كان بيتقطع عشانك والله
تحدثت هنا قائله بهدوء: الله يسلمك تسلمي
لوت فمها ومن ثم جلست بجانب زوجها لتقول بخفوت: أومال فين بسلامته جوزها؟
نظر حوله ثم قال: مش عارف
تابعت تحيه قائله: أول ما يجي تاخده علي جنب وتجيب منه الي تقدر عليه وبالنص فاهم؟
أومأ برأسه قائلا بنفاذ صبر: خلاص يا تحيه أسكتي للبت تسمعك الله
فيما همست مريم في آذن هنا قائله: هو أبوكي ومراته بيقولوا ايه ؟
هنا بخفوت: معرفش
بعد ما يقارب النصف ساعه طرق تامر الباب ودلف إلي الداخل قائلا بخشونه: السلام عليكم
رد الجميع قائلين: وعليكم السلام
إبتسم عندما وجد زوجته تبتسم له بإشتياق تقدم نحوها علي الفور وأمسك بكف يديها قائلا:
- عامله ايه ياحبيبي ؟
قشعر بدنها من لمسته لها وقالت بخفوت: الحمدلله كويسه
فيما قاطعه منعم وهو يقول: بقولك ايه يا تامر تعالي عايزك
عقد تامر حاجبيه بإستغراب وكذلك هنا فنهض تامر وقد علم ما يريد وتوجه معه إلي الخارج حتي قال:
-خير ؟
تلعثم منعم قليلاً وقال: آآ فين الي إتفقنا عليه ياعم تامر !
ضيق تامر عيناه وهو ينظر له بحده غير مستوعب أن ذلك يسمي أب يأخذ ثمن راحة إبنته التي تكون منه لحمه ودمه
أدخل تامر يديه في جيب بنطاله وأخرج منها بعض النقود وأعطاها له علي مضض وقال :
اتفضل ياعم منعم والله أنا عندي أرمي الفلوس دي في الزباله ولا أديها لواحد زيك لكن كله لعيون هنا وبس
رفع حاجبيه ليقول مندهشا: طب ليه كده ما كنا كويسين
صر تامر علي أسنانه قائلا: عموما خلاص أنا هخدها قريب أوي هخليها ترتاح منكم ... ودلوقتي تدخل تاخد مراتك ومع السلامه بقا عشان مش ناقص أنا ماشي ؟
نظر له ليقول بنبره مغتاظه: الله مش أما أطمن علي البت الأول
تامر بنفاذ صبر: اطمن هي كويسه طول ماهي بعيد عنك أنت ومراتك .....
أقبلت عليهما نجاح بصحبة إبنتها نسمه قائله بقلق مصطنع:
-خير يا تامر هنا عامله ايه دلوقتي ياحبيبي
نظر تامر لها وقال بوجه خالي من اي تعبير : كويسه الحمدلله... ثم دلف إلي الغرفه وإتبعته هي وإبنتها فيما قامت تحيه بصحبه منعم زوجها متجهان إلي الخارج بعد أن ودعوا هنا وألقوا السلام علي الموجودين
إقتربت نجاح من هنا لتقول بإبتسامه: حمدلله علي سلامتك ياحبيبتي
أصاب هنا الإستغراب من طريقتها الغير متوقعه فقالت بهدوء: الله يسلمك شكرا
فيما قالت نسمه بتأفف: حمدلله علي السلامه
ردت هنا بهدوء: الله يسلمك
بينما إتجه تامر إلي مريم وقال بصوت خافض: بت يامريم بقولك ايه ما طرقي الاتنين دول الله يكرمك عشان عايز هنا في كلمتين كده
رفعت بصرها إليه لتقول بمزاح: تدفع كام ياتيمور؟
خبطها في رأسها ليقول بغيظ: مش وقت ظرافه خلصي
وكزته في ذراعه بخفه ثم قالت موجهه حديثها لنجاح ونسمه: آآ إحم بقولكوا ايه ينفع تيجوا معايا أصل تامر عايز يتكلم مع هنا شويه.... ثم صمتت لتضع يدها علي فمها بصدمه وهي تنظر إلي أخيها الذي كان في حالة زهول من تصرفها وقال وهو يصر علي أسنانه: ينهارك أسود ينهارك أسود
تنحنحت مريم بحرج وقالت : آآ قصدي هجيب حاجه نشربها بقولكوا ايه في كافتيريا حلوه أوي جنب المستشفي ماتيجوا معايا نشرب فيها كابتشينو وكده عشان أنا بصراحه إتخنقت من جوه المستشفي وكده ها اه يلا بينا
إحتقن وجه كل من نجاح ونسمه بالدماء وإشتعلت النيراين بداخلهما لعلمهما أنهما غير مرغوب في وجودهما فنهضت نسمه قائله: يلا نمشي يا ماما يلا
نهضت نجاح هي الأخري وحاولت أن تبدو طبيعيه: حمدلله علي السلامه احنا كده كده كنا ماشيين
إبتلعت مريم ريقها قائله: طب ليه كده ايه الي حصل
تحدث تامر قائلا بجديه: هو في حاجه حصلت في ليه ما انتوا قاعدين !
صرت نجاح علي أسنانها قائله: لا معلش يلا سلامو عليكو ومن ثم أخذت إبنتها متجهن إلي الخارج فيما إقترب تامر من شقيقته وقال بغيظ: يخربيت الي يقولك علي حاجه ياشيخه ده أنتي طينتي الدنيا علي الأخر
ركضت مريم ثم جلست بجانب هنا قائله: الحقيني يا هنا والله هو الي قالي طرقيهم
ضحكت هنا قائله: خلاص يا تيمو قلبك أبيض
أمسكها تامر وجذبها إليه وهو يتجه بها إلي الخارج: طب خمسه بقا كده عشان متغباش عليكي ها متدخليش إلا أما أقولك سامعه
ضحكت مريم وهي تقول: طيب يخربيت الي يزعلك هروح أشوف أي سندوتش سلاموز
ضحك تامر وأغلق الباب وإتجه إلي هنا التي كانت تضحك بهستيريه ثم جلس جوارها يتأمل ضحكاتها بإبتسامه ترتسم علي ثغره حتي هدأت هنا أخيرا وإبتلعت ريقها بتوتر وهي تراه محدق بها
فيما إقترب هو منها أكثر ليقول هامساً: إيه سكتي ليه بحب أشوفك وأنتي بتضحكي
توردت وجنتيها سريعا أثر إقترابه منها وحدقت به دون أن تتفوه
ضحك هو وقال: شوفتي البت مريم طينت الدنيا إزاي
أومأت برأسها وهي تضحك بخجل بينما تنهد هو بحراره لينظر في عيناها مباشرة قائلا بهمس: وحشتيني...
إبتلعت ريقها لتقول بتلعثم: آآ
لم يمهلها فرصه حيث قال : بحبك
صمتت وهي ترمش بعيناها عاجزه عن الحديث إقترب منها ليطبع قبله علي وجنتها المتورده وهمس قائلا ': وبعشقك
أغمضت عينيها من تصرفه ودفعته بيديها المرتعشه برفق ليتراجع قليلاً للخلف وقالت: آآ تامر عيب كده أنت قليل الأدب علي فكره
إنفجر تامر في الضحك ثم قال من بين ضحكاته: أنا قليل الادب يا هنا ؟ أومال لو عرفتي الي عملته وأنتي نايمه هتعملي ايه
إتسعت عيناها لتقول : عملت ايه؟
ضيق عيناه ليقول بمكر: عايزه تعرفي ؟
أومأت برأسها قائله: ايوه طبعا
إقترب منها مره ثانيه ليقول هامساً: يعني مش هتزعلي مني ؟
عقدت حاجبيها قائله ،: إنت عملت ايه بالظبط ؟
مال بوجهه علي شفتيها ليأخذها بين شفتيه في قبله طويله عميقه لتشعر هي بخفقان قلبها الذي إزدادت دقاته سريعا فيما لف تامر ذراعيه حولها ثم إبتعد عن شفتيها أخيرا وهو يقول بصوت لاهث: عملت كده ....
