اخر الروايات

رواية سليم والمراهقة الفصل السادس 6 بقلم خضراء القحطاني

رواية سليم والمراهقة الفصل السادس 6 بقلم خضراء القحطاني

البارت السادس _ سليم والمراهقة _
وهي فاقدة الوعي، والوقت كله وقف للحظة.
سليم الجندي وهو قاعد على الكرسي الجلدي، عينه ثبتت على وش سلسبيل وهي ممددة على السرير، خدها مت*خدش، فيه ج*رح صغير بينزل د*م، وعيونها مغمضة كأنها في حلم بعيد.
سليم سكت لحظة، وبعدين رفع عينه لفارس وقال ببرود غامض:اسمها إيه؟
فارس رد بسرعة:ماعرفش يا بيه بس سمعت حد بيناديها جوه المدرسة، اسمها سلسبيل.
سليم كرر الاسم كأنه بيدوقه:سلسبيل.
صوته كان واطي، فيه حاجة غريبة ما بين استغراب واهتمام.
وقف من مكانه بخطوة تقيلة، مشي ناحيتها، قعد جنب السرير وبص على وشها، ابتسامه صغيرة باهتة ظهرت في طرف شفايفه:دي البنت اللي كنت شايفها قبل فترة مع الغريب.
قرب إيده، مسك خصلة من شعرها اللي كان ملزوق في جبينها من العرق، وبعدها قام بسرعة كأنه رجع يتمالك نفسه لف وشه لفارس وقال بنبرة أوامر:هتجيب دكتورة حالاً ما يتقالش كلمة لحد إنها هنا فاهم؟
فارس أومأ بسرعة وخرج، والباب اتقفل وراه.
سليم رجع يبص لسلسبيل، الملامح البريئة على وشها كان فيها حاجة مش مفهومة بالنسبة له حاجة مش شبه العالم اللي عايشه قلبه اتخبط خبطتين سريعين، بس ملامحه فضلت جامدة.
في اللحظة دي سلسبيل شهقت نفس قصير وهي لسه مغمضة، كأنها بتحلم بك*ابوس سليم وقف مكانه متجمد، عينه مثبتة عليها.
تصحو سلسبيل فجأة، تتصبب عرقًا وكأنها كانت تركض في ك*ابوسٍ طويل قلبها يخفق بع*نف، وعيناها تتلفتان في الغرفة الصغيرة التي ما زالت يملؤها صمت الفجر تحاول أن تستعيد أنفاسها، أن تفصل بين ما رأته في الحلم وما تعيشه في الواقع.
تضع يدها على صدرها، تشعر بارتجافٍ غريب يزحف في أوصالها همست لنفسها:مش ممكن يكون مجرد حلم كان حقيقي أوي.
وقفت ببطء، اقتربت من النافذة، وسحبت الستار قليلًا. الهواء البارد لامس وجهها، لكن عقلها ظل مشغولًا بالصورة الأخيرة التي لم تفارقها ظلّ الرجل الذي كان يلاحقها في الحلم وصوته الذي ما زال يتردد في أذنها.
سلسبيل، وهي لسه تحت تأثير الخوف من الحلم، قررت تخرج من الغرفة بسرعة يمكن تلاقي أي أمان بعيد عن الوحدة اللي بتحاصرها خطواتها كانت مترددة، بس قلبها بيقولها إن البقاء مش حل.
بمجرد ما فتحت الباب بخفة، سمعت أصوات واطية جاية من بعيد وقفت مكانها، تحاول تركز الأصوات اتضح إنها حوار بين شخصين.
شدّت أنفاسها، قلبها وقع لما وضّح الكلام أكتر:ما تسيبوش على قيد الحياة حتى لو قط*عتوه ورم*يت ج*ثته للكلاب أنجز المهمة من غير أي خطأ.
جسمها كله اتجمد حسّت إن رجليها مش قادرة تشيلها، وعينيها اتسعت من الرع*ب صوت الد*م في ودانها بقى أعلى من أي شيء.
حاولت ترجع الورى بهدوء لكن الأرضية أصدرت صرير خفيف تحت قدمها.
سلسبيل وقفت متجمدة مكانها، تحاول تلتقط أنفاسها من غير ما يبان صوتها، والأصوات لسه بتتردد في الممر المظلم قلبها بيخبط في صدرها كأنه هين*فجر.
وفجأة، حسّت بيد ق*وية تمسك ذراعها وتس*حبها بسرعة للوراء شهقت بصوت مكتوم، وعينيها اتسعت بالرع*ب لما استدارت لتواجه اللي خطفها.
كان رجل ضخم، جسده كالجدار، عضلاته بارزة تحت قميصه الأسود، ملامحه وسيمة بشكل يثير الدهشة لكن تعبير وجهه وهيبته كانوا مرعب*ين نظراته قاس*ية، عيونه كأنها ن*ار متوهجة، وفيها حدة تخترق أعماقها.
همست بصوت متقطع:إنت إنت مين؟! سيبني بترجاك سيبني!
لكنه ما ردش، بس شدها أكتر، صوته غليظ وهو يهمس:اسكتي قبل ما يسمعوك.
ارتجفت أكتر، دموعها بدأت تلمع في عينيها، وهي مش عارفة إذا كان بيحاول يحميها ولا بيقودها لله*لاك.
سلسبيل حاولت تبعد ذراعها، لكن قبضة فارس كانت من حديد عجزت حتى عن الصراخ، كأن الخوف جمّد صوتها.
سحبها في ممرات طويلة مظلمة، خطواته تقيلة لكنها ثابتة، وهي مش عارفة رايحين على فين قلبها بيخبط بقوة، وكل ثانية بتمر كانت بتتخيل نهايتها قربت.
وفجأة كل حاجة اسودّت في عينيها، كأن الدنيا لفت بيها واختفت الأصوات.
فتحت عينيها ببطء، تتنفس بصعوبة، تتلفت حواليها لقت نفسها في غرفتها! السرير تحتها، والستارة بتتهز من نسمة هواء الليل لم يكن هناك أي أثر للرجل المخيف.
شهقت، قامت بسرعة، فتشت الغرفة كلها، حتى فتحت باب الشقة مفيش حد.
حطّت يدها على قلبها، دموعها سالت من الرعب:إزاي إزاي رجعت هنا؟! هو مين ده؟!
كل اللي حصل كان غامض بشكل جنوني هل فارس أنقذها؟ خطفها؟ ولا بيتلاعب بيها من بعيد؟
في اللحظة دي، باب الشقة اتفتح فجأة.
دخل أبوها شايل كيس بسيط من البقالة، وعينيه مرهقين من الشغل.
وقف مصدوم لما شافها قدامه.
سلسبيل؟!
وقع الكيس من إيده، وجري عليها بسرعة.
ض*مها لحض*نه كأنه خايف تختفي من بين إيديه، ودموعه نزلت غصب عنه.
الحمد لله يا بنتي والله كنت هم*وت من خوفي عليكي.
سلسبيل فضلت ساكتة، بس عينيها غرقت دموع وهي متشبثة بحض*نه كطفلة صغيرة، قلبها بيرجع يهدى لأول مرة بعد ساعات من الرع*ب.
ابتسمت وسط دموعها:أنا عرفت دلوقتي إنك بتحبني يا بابا.
هو شدها أكتر، وبصوته المبحوح قال:إنتي روح*ي يا سلسبيل، إزاي ما أحبكيش؟
لحظتها حسّت بسعادة غريبة، كأن الدنيا كلها اتحولت لمكان آمن بمجرد إنها جوه حضن أبوها.


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close