اخر الروايات

رواية غزالة في صحراء الذئاب الفصل الاربعون 40 بقلم رحمة سيد

رواية غزالة في صحراء الذئاب الفصل الاربعون 40 بقلم رحمة سيد





غزالة في صحراء الذئاب

الفصل الأربعـون :

ومن مجـرد نظـره تليـق بشيطانـه الدنيئ جعلت عرش قوتها المزيفة كاد يختل !!
نظـرة شعرت منها أنه كاد يختلـع روحها وهو يبعد عيناه عنها !!!!!
وزفـرة قويـة عودةً للهواء النقي الذي سلبها إياه، لتغمض عيناها متشبثه بأمانها الحتمي والأبدي !
وبالطـبع لم يتغاضى مالك عن سؤاله الباغض :
- نعم !! هو إية ده اللي مش معقول
وبالطـبـع خلال ثواني معدودة تبدل التعجب لسخريـة على هيئة ابتسامة، بجوار رده اللاذع :
- حاجة ماتخصكـش
واقتـرب منه مالك قليلاً يزمجـر فيه كأسد لا يرحـم من يختص غزالته ولو بنظـرة مُختلعة :
- لأ، أي حاجة تخص مراتي يبقى تخصني، ونظرتك دي حتى ماتهوبش نحيتها
وبالطـبع كانت مماطلته متهكمة :
- بتغير على مراتك من أبـوك ولا إية !؟
ولأول مـرة يُخـرج حروفه دون المرور على منبـع الكذب، فخرجت صادقة هذه المـرة !!
هو لا يغـار منه فقط ..
بل يغـار من ملمس الهواء الذي يتلمس شفتاها الوردية، وهو قد لا يفعلها احيانًا !!!!!
هو شخـص تعدى مراحـل الغيـرة، فأصبحـت هووس عاشق .. !
و رده لم يخلـو من شحنان غاضبه لو خرجت لأمـاتت " جمال " :
- بغير عليها من الهوا الطاير مش منك بس
وقهقـه باستفـزاز متعمـد، ليصفق بيـده مرددًا بما جعـل الدماء تفور بين أوردة " مالك " المحتقن :
-لا طلعت راجل تصدق !
أصبـح أمامـه تمامًا، وحتى تلك اللحظة - للأسف - تُقيـده كلمة " والده " بشهادة ميلاده اللعيـنة !
تقيـده ولو كـره، ويبدو أنه لن يتخلص من ذاك القيـد لطالما كان على قيـد الحياة !!
ضغـط بقبضتـه يغلق عيناه عل إختفاء صورته عن محض عقله قليلاً تجعله يسترجع مالك المتحكم ..
وبالفعل بعد ثواني سأله بما أذهـله:
- فين ماما و زينـة يا جمال بيه ؟
رفـع كتفيـه وقال ببـرود لا يتصنـعـه:
- مش عارف، وبعدين هو أنا من امتى بسأل حد أنت رايح فين وجاي منين !؟
كـز " مالك " على أسنانـه بغيظ للمرة التي لا يذكـر عددهـا، ثم أردف:
-اممم، بس على حد علمي ماما ماكنتش بتخرج كتير أخر فتـرة
وإبتلـع ريقـه كحركة واضحـة جداً للتعبيـر عن التوجس الذي أحاط هالا وجهه ..
ثم أستطـرد بثبـات ظاهري:
- مـ معرفش يا مالك أنا لسة جاي من شويـة
وبالطـبع راوده القلق من توتره الذي كان شفافًا له، ورغم ذلك قـال بجمود :
_ ماشي
ثم أستـدار ليمسـك يد " شمس " التي شعر ببرودتهـا، وكان خير دليل على الخوف من تواجـد الشيطـان بهيئته المستفزة امامهـا .. وهمسـة مُطمئنـة بجوار أذنها يبث فيها الهدوء والحنان منه:
- أهدي يا شمسي
اومأت بخفـوت، ليلقي هو نظـره أخيــرة على " جمال " الذي كان يتابعـهم بغيظ فطـن، والذي إزداد لأضعاف وهو يسمـع "مالك" يقـول ببرود ثلجي مستفـز :
- أنا طالع أوضتي أنا ومراتي، لو احتاجـت مني حاجة أبقى تعالى ماتتكسفش
وضحك باستفزاز، ولم يمنحـه فرصة أخرى ليغادر متجهًا للأعلى !!
فيما همـس " جمال " لنفسـه بغل حقيقي يلتمـع من عينــاه :
- بس المرة دي مش هعوز منك أنت يا مالك، لكن من زوجتك العزيزة !!!!!!!!!!!

************

وصـلت " زينـة " الكافيـة الذي سيشهـد على لقاؤوهم الغـريب، لقاؤوهم الذي حمـل رغبـات تتوارى خلف أسوار جيدتهـم المزيفـة !!!
ولكنها رغبـات دون مصـدر !!
وهل يُعقـل ؟!!
زينـة التي يحسب لها أي شخص مائـة مرة، الان وبكل بساطة هي خاضعة لتصرفـات طائشـة .. ورغبات مكبوتـه !!!!
جلسـت على احدى الطاولات منتظـرة ذاك الغريب الذي دعاها لمكـان أغرب .. !
وبعـد قليل كانت لها الصدمـة وهى تـرى ذاك الخبيـث أصبـح المرض من يتخابث عليه فأهلكـه !!!!
وفغـرت فاهها وهي تلاحـظ سيـره البطيئ، والذي كان خير دليل على محاربته لفسه ليستطـع المجيئ ..
فأبعدت له الكرسي الخشبي بهدوء هامسة :
- أتفضل اقعد على مهلك
اومأت مغمغمًا بوهـن في صوتـه الرجولي:
- متشكـر جدًا
وبمجـرد أن جلـس سألتـه بلهفـة :
_ مالك كدة في إية ؟ وشكلك مش طبيعي
إرتسمـت ابتسامة ساخـرة مُتألمة على فاهـه موازاة لتألم ملامحـه :
- أصلي لسة خارج من عملية من يومين
ومن دون تردد سألته باتـزان :
- لية ؟ وعملية إية دي ؟
وتنهيـدة سبقت اجابتـه الحزينـة :
- كنت بستأصل ورم، ونسبة النجاح ماكنتش مضمونـة
شهقـت بصدمة وحـزن .. حزن لم يكن سوى إنسانيًا !!
لشـاب في زهـرة شبابـه .. ولكن أي زهرة تلك، فما تـراه امامها يجعلها تقول
" زهـرة ماتت محروقة يا حضرت ! "
سألتـه مرة أخرى مستفسـرة :
- قصدك إنها فشلت يعني ولا إية ؟
هـز رأسه نافيًا بامتنـان إلهـي لمن يرجـع له الفضل بأكمـله :
- لأ، نجحت، ولحد دلوقتي مُش مصدق إنها نجحت
ثم ابتسم متابعًا بهيستريـا سعيدة :
- مش مصدق إن بعد كل ده ربنا عطاني فرصة تانية للحيـاة !! أنا عملت كل اللي يعصيـه بس هو سامح، هو فعلاً غفور رحيم، كان زماني في القبر، والله اعلم مضلم ولا منور !!! كان زماني بتجازى على كل اللي كنت بعمله وهاعملـه
صمت برهه ثم عاد يكمل بخوف :
- الله اعلم المصحف كان هيكون رفيقي في القبر ينورلي في ضلمتي ولا لا، الله اعلم لما الملكين يسألوني من ربك وما دينك هاقدر ارد ولا لا، الله اعلم هيكون الثعبـان الأقرع بيضربني كل اذان جامد وبتعذب ولا هكون هانئ .. بس الأكيد بكل اللي كنت بعمله في حياتي لا
وللعجـب هي كانت كُلها أذانْ صاغية له !!!!
تستقبـل همومـه وكلامـه الذي قد يكون غير مفهـوم على وتيرة القبول والتفهم ..
لم تغضب ولم تتعجب من أخطـاؤوه التي لا تعلمهـا، بل كان صدرها رحب فسـاع من اخطاؤوه ما قد لا يتحمله اخر !!!!!
ربمـا لأن هناك رابط يجعلهم متصلين ببعضهـم .. وقد يكون ذاك الرابط مصائبًا لا تنتهي !!!!!!!!
ولم تتكفـل سوى برد هادئ :
- جتلك فرصة تانية، أمسك فيها بأديك وسنانـك، وخلي عندك صلة دايمة بربنـا، يمكن تروح عنده في أي لحظة !
وتقريبًا كلامهـا كان موجـه لشخصهـا .. كلامها كان دعـوة واضحة لنفسها الثائرة لتهدئ !!!!
دعـوة لشيطانهـا الأنسي بالرحيـل ..
و لكل فعل رد فعل .. ولكن كلاً منهم رُد عليه بفعلاً شنيعًا على أفعالهم كان بمئات الأفعال !!!!!
فسمعـته يقـول بحبور :
- إتكلمي يا زينة، خرجي كل اللي جواكِ
ونظـرت له ببلاهه على كلامًا مكبوتًا خلف جدار روحها فكان شفافًا امامه !!!
ولكنها لم تعاند وبالفعل سمحت له بالخروج :
- أنا تقريبًا هاعمل نفس اللي أنت هتعمله، كل واحد فينا اخد جزاؤوه في الدنيـا عشان يتعـدل، يمكن ربنا بيدينا عقابنا في الدنيا عشان نرجع له
اومأ يحيى مؤكدًا على كلامهـا المتزن :
_ أحسن ما يكون العقـاب في الأخرة، وأحنا مش أده
وبحركه مباغتـه مد يـده لها كدعوة صريحة لصداقة نقيـة لا يشوهها نوايا مختفية، بجوار ابتسامة لازالت متهالكـة :
_ زينـة، هنبدء من جديد .. مع بعـض
وتقريبًا وجـدت نصفها الأخر المُشابـه فطارت له بلا تردد تومئ بنفس الابتسامة :
_ مع بعـض !!!!!!!

***********

تنهـد " تامـر " وهو يقتـرب من والدتـه التي كانت تنظـر له بترقـب متفحص، تتلهف لشيئ يُبرئ تلك المسكينة فتركض لأحتضانهـا !!!
نعم .. القسوة والجمود لم يكونوا سوى قنـاع مزيـف للأشتياق الهائل الذي كان يحتلها !!
وبعد صمـت كانت قلوبهـم فيه أسيرة للأنتظـار الثقيل على قلوبهم ...
قال بخشـونة مُحترقـة موجهًا نظره لــ خلود :
- أنا اسف يا خلود
ضيقـت ما بين حاجبيها بعدم فهم، فهمست متساءلة ببلاهه :
- مش فاهمة ! أسف على إية يا تامر ؟
وداخلـه .. شيطانـه الأهـوج كان يتردد صوته مطالبًا إياه بعدم الأفصاح !!!
ألا يستسلم فيسقط في بئـر الخائنين لا يخرج منه !!
نظـر للأرضية هروبًا من نظراتـهم التي كادت تلقي به صريعًا، ثم تـابع :
- أنا أسف ليكم كلكم على اللي عملتـه !
سألته خلود بنفاذ صبـر من تلك الألغاز التي اصبحت تحاوطها من كل اتجـاه :
_ ما تقول يا تامر في إية، وبعدين أنت ماتعتذرليش خالص، أنت الكبير مهما عملت، وأنت ابويا التاني وسندي في الدنيـا
ولم تكـن تدري أن تلك الكلمات لا تدفـعه نحو الأعتراف والتشجيـع ..
بل تسحبـه نحو حافـة التراجـع السريع !!!
كيف له أن يحطـم تلك الثقة المصاحبه ببريق عينيها البريئة !
كيف له أن يُكمل تحطيم قلب صغيرته !!
ولكنه أستطـرد بأسف حقيقي تجلى في نبراتـه :
- أسف لأني كنت سبب رئيسي في كل اللي بيحصل
ونـال شهقة مكتومة من كلاهم، عادا مراد الذي هدئ قليلاً من حمل اعتراف قوي أنزاح من فوق كتفيه !!!
تتبعـها صرخة خلود ووالدته المتساءليت في آنٍ واحد :
_ أنت السبب إزاي يا تامر ازاااي ؟!
أطرق رأسـه ارضًا ليعتـرف بحـزن لم يتجزء من نبرته :
_ أنا اللي عملت كل ده، وأنا اللي خليت مراد يحتجز خلود عنده بالقوة
سألتـه خلود بحروف ثقيلة على لسانهـا المصدوم :
-أزاي ... ولية ؟
اجابهـا بصوت مختنـق ؛
- كنت آآ كنت مفكر إن إنتِ فرقتينـا أنا وصافي حقد وغيظ منك بس، أنا وصافي كنا بنشوف بعض وبنتقابل، لحد ما دخلت في دماغي فكرة الأنتقـام منك، بحجة إنك إنتِ اللي اجبرتيها تبعد عني
قاطعتـه خلود بقوة مفاجأة :
- أنا فعلاً اجبرتها تبعد عنك يا تامر
صُدمـت والدتهم من حقيقة لم تراها يومًا في أولادها ولم تكن تتوقـع أن تراها !!!

فتـابـع تامر بخزي :
- وأنا كنت موجـوع، قولت أزاي هونت على اختي الوحيدة، قررت أنتقم، وانا كنت مراقبك، وصدفة وقـع مراد في طريقـك، كان مفكـرك تبـع العصابة اللي انا معرفهاش حتى الان، بس أنا اوهمتـه إنك فعلاً تبـع العصابة دي برسالة مجهولة مني، بعدها مكالمات تليفون، بس بغبائي كلمته اول مرة من تليفوني ومانتبهتش إنه ظابط وطبيعي هيوصلي، المهم أنا اتهيألي ان مراد صدق عشان كدة حب ينتقم منك، وكدة هو انتقم لي انا وصافي

وصفقـت بيدهـا بقوة وهي تضحـك ساخرة :
- لا تصدق أنا كـ بهيرة إنبهـرت
وفجأة تحول ضحكها لصراخ متبـوع بدموع متحجرة في عينيها :
- طلعت أنت السبب، طلعت أنت السر، أنت يا أبويا بتنتقم مني !!!! أنت يا سندي بتهد فيا !!!؟ أنت يا حمايتي بترميني في النار
وإنفجـرت دموعها كشلالات .. إن استطاعت تلك الدموع أن تعبر عن مدى احتراق روحها الان من الأساس !!!
بالطـبع لن تعبر، أي دمـوع هذه ولا كلمات ولا صـراخ !!!!!!
صـدى الألم يتردد بداخلها بقوة فلا يوجد له مضاد ....
ألم يزداد ويزداد كلما أجبرتها ذاكرتها اللعينة على تذكر أن ذئابهـا لم تكن تتمثل سوى في أقرب الناس لها !!
ثم إلتفتت لمراد تضربـه على صـدره بقوة ضعيفة واهنة، وأحبالها الصوتية اُرهقت بالفعل من كثرة الصراخ الذي ذبحها تضامنًا مع روحها المذبوحة :
_ وأنت خبيت عني ليييية ؟ سبتني أعيش ولو دقايق وأنا وخداه مثل أعلى ليا لية ؟؟
ثم نظـرت لأخيها الذي اصبحت تكره أن تُطلق عليه - أخ - فتُسيئ للكلمة :
_ أنت حتى ماجتش تسألني، إنتِ عملتِ كدة لية، فرقتينا لييية، أو حتى يا اخي اسألني إنتِ خااينة لييييييية !!
ثم أبتسمت بسخرية قطعـت قلوبهم المتلهفة :
_ بس لااا، أنت ماعندكش وقت، أنت كنت القاضي والجلاد
ثم صفقـت بيدهـا مرددة باشمئزاز :
_ بس براڤوووووو يا تامر، إنتقام تم تمام اووي اوي وماراحش تعبك أنت والحرباية بتاعنك هدر
حاول الأقتـراب منها قليلاً، ثم همس :
_ خلود أنا عرفت غلطتي
عادت للخلف بسرعة وكأنه ثعبانًا تخشى لدغته !!!
ولمَ كأنه ؟! هو بالفعل ثعبان .. من تهون عليه الدماء والأيام، يصبح هكذا بلا شك !!!!!!
فزمجـرت فيه :
_ بس، أنت عرفت غلطتك بس أنا كمان عرفت غلطتي، إني اعتبرتك في يوم شخص طبيعي
نظـرت لوجهه بكـره لأول مرة في حياتـه يـراه يتدفق من بين عيناها، ثم قالت :
_ أنا من النهاردة مليش أخوات، بس أقولك حاجة اخيرة عشان تعرف غلطك بالمرة بقاا، أنا بعدتها عنك وهددتها عشان سمعتها بتتفق مع واحد إنها هاتتجوزك تاخد منك كل ما تملك وتهج مع الموز
وسمعت همسـه النادم :
_ ما هي هجت خلاص من البلد
ضحكت مقهقه بسخرية واضحة ازعجته :
_ اه عشان كدة عرفت غلطك يعني، بس سوري خلاص شطبنـا
إلتفتت لتجد مراد يحاول تهدأته مردفًا :
_ خلود حبيبتي ممكن تهدي عشان آآ
قاطعتـه بأشارة من يدها، ومن دون مقدمات سقطت مغشية عليها بين ذراعيه !!!!!!!

***********

كانـت " شمس " تتسطـح بجـوار مالك على فراشهم الجديـد، فراش اخر ومكان اخر يشهـد على حبهـم الأفلاطـوني !!
وكالعادة يُقيدهـا بذراعيـه وكأنه يخشى أن تفر هاربة منه فيموت زهقًا !!!!
شدهـا نحوه ينظـر في عيناهـا .. لؤلؤتيها التي تعكس له صورته في عينيها هي ... عشقـه الأساسي والأول فيها !!
تنهـد بقـوة قبل أن يهتـف بصوت أشبه للهمس :
_ أنا خايـف أوي يا شمس
سألته مسرعة بتوجس ظهر بين حروفها المتلهفة :
_ خايف لية يا عيـون شمس ؟
قبل باطن يدهـا، وبشيئ من الخوف الذي لم تعرف شكله على مالك يومًا قال :
_ زينة كانت متصلة بيا كتير أوي، وباينها مكنش في شبكة، ودلوقتي بتصل بيها لقيتها مابتردش
اومأت وبعقلانيـة ردت مطمأنة اياه :
_ طب يمكن مشغولة أو في الطريق وزمانها جاية وهاتفهم منها براحة
اومأ هو متابعًا بخفوت :
_ صح، والمشكلة انها حتى يوم ما كلمتني مافهمتنيش في إية !! قالتلي إنها محتاجاني أوي
ابتسمت زينة هامسـة بحنين ؛
_ فكرتني بـ ماما و بـ خلود صحبتي
شدد من أحتضانهـا، ليهمس بجوار أذنها بما جعـل الفرحة تتخل خلاياها :
_ متقلقيش مهو اكيد هاخليكِ تزوري مامتك، وصحبتك كمان لو تحبي
صفقت بسعادة مرددة :
_ ياااس، بحبك اوووي ربنا يخليك ليا
قبل جبينها بحنـان واضح في قبلته الهادئة الرقيقة، ليستطرد :
_ بس هاتطمن وأشوف اخرة الحاج جمال، لإن الخطوة اللي انا اخدتها بأني اقعد معاه في نفس البيت، بس مضطر، وبعدها هناخد راحتنا في كل حاجة
صما برهه ليفاجئها بقولـه الجاد :
_ أصل انا قررت أنزل اشغل املاك ماما بنفسي
إتسعت ابتسامة مهللة بفرحة :
_ بجد يا حبيبي ؟
اومأ مؤكدًا :
_ أيوة لأن اصلاً إدارة الاعمال ده تخصصي بس انا كنت مستهتر زيادة عن اللزوم وبصرف من الكريدت كارت
اومأت مؤيدة بتشجيع :
_ صح يا ملوكي، أنت كدة تمام
وفجأة نظـر لعنقهـا يسألـها بفضـول وهو يتلمس تلك السلسلة :
_ جبتيها منين دي يا شمسي
وابتسامة حزينة شقت وجهها الأبيض كخيطًا من الحزن وسط خيوطًا من الفرح وردت :
_ دي بتاعت بابا الله يرحمه
اومأ بتفهم :
_ الله يرحمه، بس أصل دي اول مرة اشوفك لابساها فيه
هـز رأسها نافية بهدوء جـاد مناسب :
_ لأ انا كنت بلبسها من يوم وفاة بابا كذكرى تفكرني بيه مع اني مش بنساه اصلاً، بس كنت بحطها تحت التيشرت، يمكن النهاردة خرجت غصب عني
اومأ وهو يشـرد في نظـرات ابيه التي كانت تُحاصر شمس وخاصةً ناحية عنقها، وبداخله سؤال يخشى اجابته
" هل لوالده علاقة بوالد شمس الراحل " ؟!!!!!
ولا يرغب في سماع الاجابة التي ستزيد من الفجوة !!!!!!!

***********

وصـل شخصًا ما لمكان مقابلة تلك العصابة المعتاد، الحلقة التي تضم جميع شياطين الأنس فتجمـع أفكارهم الخبيثة في دمار لشخصًا واحدًا .. او ربما الأمة كلها !!!
وقـف ذاك الرجل يعطيهم ظهـره وهو يصيح بغضب كعادتـه :
_ كدة خلاص جه وقت التنفيذ
سأله شخصًا اخر مستفسرًا :
_ قصدك اية بالظبط يا باشـا ؟؟
فانفجـر فيه مزمجرًا بغضب :
_ أنت غبي مابتفهمش امال احنا بنفكر ده كله في اية يا حمار ؟!!!
وتهامس الاخرون بخوف :
" البووص شكله قرفان النهارد جدًا، يا ويله اللي هيقـع تحت ايده " !!!!!!
وسمعـوه يكمـل بجمـود ؛
_ اكتشفت إن البت اللي احنا بنراقبها ومتأملين انها عارفة مكان الفلاشة قريبة مني جدًا، يعني التنفيذ هيبقى سريع
سأله الاخر مستفهمًا :
_ بجد يا باشا ؟ بس ازاي
فرد الاخر عليه بسذاجـة :
_ يا غبي بما ان ابوها مات، اكيد راحت تشتغل عند الباشا خدامة
وإستـدار الرجل لينظر له بحبال غضبه التي كانت في نظراته، والتي كانت كأنها تُميتهم حرفيًا ...
ليظهـر أن ذاك الرجل والرئيس لتلك العصابة العالمية لم يكن سوى " جمال السُناري " والد مالك !!!!!!!!!!!

*************

يتبــع


الحادي والاربعون من هنا 
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close