رواية وعد نزار الفصل السابع والعشرين 27 والاخير بقلم زينب سمير
الفصـل السابع والعشـرون ' الأخير ':
' لية الوجع طايلني وطايلك؟ مهما نبعد عني وعنك ما يفارق؟ '
بدأت تتلملم نازلي في نومتها، فتحت عيناها بسبب الاضاءة الخفيفة الموجودة بذاك المكان واغلقتها عدة مرات حتي فتحتها اخيرًا وهي تتطلع الي المكان حولها بعدم استيعاب، كان ك مخزن تحت الارض! كبير به اشياء كثيرة يظهر عليها القدم، واثار تخريب وتكسير ودماء مجلطة.. وهناك رجلين يقفان غير واضح ملامحهم وفتاة جوارها غافية انها رحمة!
شهقت وهي تستوعب اين هي اخيرًا، التفتت تبحث حولها وهي تهمس:-
_رشوان!
جاءها صوت من جوارها يهمس بهفوت.. شديد:-
_عيونه..
انتغضت تتطلع له بخوف ورعب، قبل ان تحاول التماسك وهي تقول بقوة مصطنعة:-
_احنا فين؟ ورحمة بتعمل اية هنا، خليها تروح
ابتسم وهو يقف خلفها تماما، هبط بجسده حتي صارت رأسه تجاور رأسها، هتف وهو ينظر حوله ويلف رأسها بيده لجعلها تتحرك يمينًا ويسارًا لتطلع الي ذلك المكان القذر:-
_احنا فين؟ في نفس المكان اللي امك اتحبست فيه وهي حامل فيكي.. اوعي متكونيش تعرفي؟ شايفة الدم دا
واشار الي اثار دماء متجلطة علي الارض متابعًا:-
_دمها وانا بضربها وهي حامل فيكي، هناك في الحتة دي، ايوة الكرتونة دي كانت بتنام هي.. ياعيني شافت مني كتير بينار هانم بنت الحسب والنسب
اسودت عيناه وهو يهتف:-
_بس تستاهل.. ايوة تستاهل، لانها فضلته عني، اختارته مكاني.. لية؟ علشان فاروق احلي ولا اغني مني؟ اهو بسببه شافت العذاب الوان
صاحت وهي تحاول ان تبعد يداه عنها:-
_بس.. اخرس، اخرس
لم يبدو لها انه استمع لحديثها، حيث تابع:-
_فاروق لدلوقتي ميعرفش هي شافت اية علي ايدي، بل دا قالي عاملها ملكة لحد ما تولد، كان عايز فرصة تانية علشان يرجعلها بس مين هيسمح؟ انا.. دا انا ما صدقت جتلي الفرصة علشان انتقم منها، رميتها بعد ما ولدت عند اقرب مستشفي حكومي وقولتله انها هربت وهو خاف يدور عليها يتمسك، وانتي مكنش فاضي ليكي، قالي ربيها ولا اتخلص منها، ربيتك وكبرتك وصرفت عليكي من فلوسي، فين وفين لما سأل عليكي، فين وفين لما افتكرك وقال بنتي، انا اللي كبرتك وشوفتك وانتي بتكبري قدام عيني، مقدرتش اشوفك بنتي.. لا.. انتي بنت بينار اللي طلعتي شبهها واحلي منها كمان، اللي نسيتيني مين بينار اصلًا.. اللي حلفت مهخسرهاش زي ما خسرت امها.. انتي هتبقي ليا.. ليا وبس
ظل يردد تلك الكلمة وهو يبتعد عنها ويلف حول نفسه في المكان بجنون بينما هي تصرخ وتبكي بطريقة مفزعة وهي تشعر ان تلك هي نهايتها، ودياب يسمع من الخارج كل شئ وهو يغمض علي عيناه بقوة ويضغط علي يداه بعنف، لم يتخيل ان ذلك الرجل قذراته تصل الي ذلك الحد؟
عاد ليقف امامها:-
_ابوكي عايزك وجاي علشان يشوفك، بس انا مش هسمحله ياخدك.. ولا هسمح لنزار دا ياخدك، هو خسرني كل حاجة بس انتي لا مش هسمحله ياخدك
وبدأ يقترب منها، يلمس وجهها بيداه ببطء شديد وعيناه تتلأملها بنظرات لا تستطيع وصفها، كأنها اخر ما سيراه في ذاك العالم، لم يحيض بأنظاره عنها يراقبها كأنها اخر الاشياء الموجودة علي الارض، اقترب واقترب حتي لفحت انفاسه بشرتها
حاولت ان تبعده عنها لكنها لم تفلح، كان يحاوطها من كل اتجاه، بدأت دموعها تهبط بدون ارادة منها وهي تهمس:-
_نزار..
والان تطلب نجدته! وهي من خرجت دون طوعته!
وكأن القدر أستمع لها، حيث ها هي أصوات عراك ناشب تملئ المكان وصياحه باسمها يصل لها، ابتسمت بسعادة وعدم تصديق وهي تردد اسمه، بينما ابتعد عنها رشوان وخرج ليري ما يحدث
حاولت ان تفك نفسها، قبل ان تجد يد تساعدها، التفتت بفزع فرأت ان الفاعلة رحمة التي همست بتسرع وهي تفك يداها:-
_كنت صاحية من اول ما جيت بش مرضيتش اتكلم علشان ميحسش بيا
اؤمات بنعم وهي تفك قدماها المربوطتان بعد ان فكت رحمة يداها، امسكت رحمة يدها بين يداها وهي تقول:-
_تعالي..
وسارتا بحذر حتي وصلا الي باب ذلك المكان، نظرا منه فوجدا حراس نزار يتشابكا مع حراس رشوان وتلك المرة الغلبة من نصيب رشوان ورجاله الاشداء، كان نزار يقاتل بغضب وهو يتخيل ماذا كان سيفعل لولا اتصال دياب به بعدما ارسل له رسالة يخبره فيها ان يحاول ان يصل لـ موقع المكان عن طريق الهاتف والاتصال الذي بينهم، شكر الله كثيرًا انه استطاع الوصول لهم قبل فوات الاوان..
لكن الان والامور تزداد تعقيدًا، لا يعلم ماذا سيحدث!
*****
وصلت سيارة دفاعية الشكل لمكان التشابك، توقفت علي مقربة منهم فتوجهت حميع الانظار عليها، وبأبسط صورة انفتح الباب وطل منها رجل اربعيني العمر، وسيم الشكل.. عندما رأته نازلي شهقت رغم عدم معرفتها به، لكنها علمت هويته حتي رغم ذلك!
همس يامن وهو يتطلع له:-
_بابا..
وما كان ذلك سواء فاروق الزاهر، الذي تطلع الي الجميع ببسمة لا تليق بما يحدث حوله الان..
توقفت يدا نزار القابضة علي رشوان عن الضرب، وهو يتطلع له بعيون فيها نظرات لا توصف..
بينما نازلي.. وكأنها تجمدت وهي تراه.. ذلك الرجل الذي كان سبب لتدمير حياتها، هي وكل من حولها، سـاد صمت قاتل علي الجميع..
قطعه فاروق وهو يتقدم نحو نازلي بخطوات بطيئة وقد ارتسم علي ملامحه الحنين والتمعت عيناه بالدمع! بينما نزار اخذ وضع الدفاع اذا ما لزم الامر
كان يعلم الجميع ان تلك اللحظات يجب ان تأتي وان تلك المقابلة يجب ان تجمع بينهم، تقدم حتي وصل لها اخيرًا، همس بخفوت شديد:-
_نازلي!
ومـد يده ليلمس وجهها لكنها ابتعدت خطوة للخلف وهي تؤمي بالنفي، دمعت عيناه بعاطفة جياشة لم يتوقع ان يمتلكها يومًا وهو يقول:-
_سامحيني..
لم يبدو عليها التأثر وحاولت الابتعاد والفرار منه لكنه تلك المرة لم يسمح لها بل اندفع يحتضنها ويغمرها بين احضانه وهو يهمس بأسمها بحب ابوي.. صادق!
حاولت الفرار والابتعاد.. جاهدت لتبعد يداه عنها، لكنها لم تفلح.. ظلت تتحرك بين احضانه برفض وهي تصيح فيه، لم يحاول احد ان يقترب حتي نزار الذييضغط علي يداه بعنف، حتي استكانت بين يداه فجأة.. ثم لحظات وانفجرت في البكاء بقوة.. لم تتوقع ان تكون رد فعلها ذلك، لكنها لا تصدق انها بين يداه حقا ولم تتوقع ان تجد كل ذاك الحنان بين يداه وان يكون هذا رد فعله اتجاهها!
همس بدون شعور منها:-
_بابا..
فهمس والدموع تغمره:-
_ايوة بابا يانازلي، بابا ياروح قلبه..
وضع يامن يداه علي وجهه يخفي عن عيناه ذلك المظهر حتي لا يتأثر، فهو يعلم ان ذلك المشهد لن يتكرر ولن يستمر كثيرًا، النظر الي ملامح نزار الواجمة خير دليل علي ذلك..
بعد كثير من الوقت..
ابتعدت نازلي عن احضانه ومحت دموعها وهي تقول بقوة:-
_كنت محتاجة دا يحصل ولو مرة في حياتي علشان اعرف اصحابي زمان لما كانوا بيحكوا عن حضن ابهاتهم كانوا يقصدوا اية..
همس ببهوت:-
_نازلي..
قاطعته بجمود:-
_نازلي اية؟ متزقع مني اية بعد اللي حصل واللي عرفته، بعد اللي عملته واللي بتعمله، انت لحد اخر لحظة كنت عايز تخطفني، انا عمري ما هسامحك ابدًا علي حياتي اللي اتدمرت
_انا عندي استعداد اخدك ونسافر ونصلح كل حاجة
_ومين هيسمحلك بكدا؟
كان هذا صوت نزار الساخر، التف له فاروق وكأنه قد استوعب وجوده هنا اخيرًا لم يكاد يتحدث حتي تفاجئ بنزار يلكمه وهو يقول بكراهية شديدة:-
_لو تعرف قد اية استنيت اللحظة دي
لكمه وهو يقول:-
_اني اشوف اللي دمر حياتي
فـ لكمه و:-
_اللي قتل ابويا.. وحسر امي عليه
فـ لكمه أسفل عيناه و:-
_اللي دمر عمتي ودمر عيلتي كلها
وتابع ضربه والاخر يحاول ان يبعده عنه لكنه لم يستطيع ان يفعل امام غضب نزار الكبير، ويامن يري ويستمع دون حديث وتدخل، هو يري ان اباه يستحق وان كان قلبه يؤلمه عليه قليلا.. ونازلي تتابع ما يحدث بجمود كبير!
أستغـل رشوان ما يحدث وانشغال الجميع بما يحدث وابتعد عنهم، بعد كثير من الوقت تـرك نزار فاروق يقع ارضًا وهو يتنفس بعنف من المجهود الذي بذله، بينما اقتربت منه نازلي ومسكت يداه هاتفة:-
_كفاية كدا.. خلينا نسلمه للشرطة وهي تاخد حقنا منه، ارجوك.. متوسخش ايدك بدمه يانزار ارجوك
نظر لها لـ لحظات ثم لفاروق الملقي علي الارض امامه كالجثة الهامدة ثم عاد ينظر لها وهو يؤمي بالنفـي..
وقبل ان يستوعب احد شئ كان يخرج سلاحه ويوجهه لرأس فاروق، شهقت نازلي وهي تؤمي بالنفي بينما تمسك ذراعه:-
_نزار.. ارجوك متعملش كدا
واقترب عدي منه مبعد؟ا اياه عنه هاتفًا:-
_متخسرش نفسك علشانه
ولكن.. كأنه لا يسمع لهم! حيث رفع السلاح وعمره، ولكن قبل ان يضغط علي الزناد وصلت لهم اصوات سرينات الشرطة التي ابد؟ا ما تأتي في موعدها، نظر الجميع لـ السيارات بتعجب فلم يطلبها احد
ابتسم دياب وهو يقول بمزاح مصطنع:-
_حاولت اعمل حاجة صح
واقترب من نزار هاتفًا:-
_باشا.. اهو انا معنديش حاجة اخسرها وقولت انضف واحاول اعيش، انت عندك كتير مستنيك وعايش علشانه، هتخسر دا كله علشان لحظة غضب!
نظر له نزار مطولًا مفكرا في حديثه حتي اؤما بنعم كأنه يقول معك حق..
وتم القبض علي فاروق الزاهر اخيرًا..
وغادر الجميع عائدين بعدما وعد الضابط نزار بأن الاعدام سيكون من نصيبه لنصبه واحتياله وانتحاله لشخصية غيره.. ثم قتله لحاتم الرشيد..
وهكذا ينتصر الحق بأبسط الجهود.. بعد كثير من السنين والصبر.. فلا تبتئس
فيه خاتمة.. بس دي احتمال تنزل بكرة، ممكن نكون سرعنا الاحداث شوية بس مكنش في جديد هيضاف وانا قعدت يومين قدامها عاجزة عن اني اكمل ف ماصدقت ان الوحي رجع وقولت اكتب قبل ما يمشي تاني
' لية الوجع طايلني وطايلك؟ مهما نبعد عني وعنك ما يفارق؟ '
بدأت تتلملم نازلي في نومتها، فتحت عيناها بسبب الاضاءة الخفيفة الموجودة بذاك المكان واغلقتها عدة مرات حتي فتحتها اخيرًا وهي تتطلع الي المكان حولها بعدم استيعاب، كان ك مخزن تحت الارض! كبير به اشياء كثيرة يظهر عليها القدم، واثار تخريب وتكسير ودماء مجلطة.. وهناك رجلين يقفان غير واضح ملامحهم وفتاة جوارها غافية انها رحمة!
شهقت وهي تستوعب اين هي اخيرًا، التفتت تبحث حولها وهي تهمس:-
_رشوان!
جاءها صوت من جوارها يهمس بهفوت.. شديد:-
_عيونه..
انتغضت تتطلع له بخوف ورعب، قبل ان تحاول التماسك وهي تقول بقوة مصطنعة:-
_احنا فين؟ ورحمة بتعمل اية هنا، خليها تروح
ابتسم وهو يقف خلفها تماما، هبط بجسده حتي صارت رأسه تجاور رأسها، هتف وهو ينظر حوله ويلف رأسها بيده لجعلها تتحرك يمينًا ويسارًا لتطلع الي ذلك المكان القذر:-
_احنا فين؟ في نفس المكان اللي امك اتحبست فيه وهي حامل فيكي.. اوعي متكونيش تعرفي؟ شايفة الدم دا
واشار الي اثار دماء متجلطة علي الارض متابعًا:-
_دمها وانا بضربها وهي حامل فيكي، هناك في الحتة دي، ايوة الكرتونة دي كانت بتنام هي.. ياعيني شافت مني كتير بينار هانم بنت الحسب والنسب
اسودت عيناه وهو يهتف:-
_بس تستاهل.. ايوة تستاهل، لانها فضلته عني، اختارته مكاني.. لية؟ علشان فاروق احلي ولا اغني مني؟ اهو بسببه شافت العذاب الوان
صاحت وهي تحاول ان تبعد يداه عنها:-
_بس.. اخرس، اخرس
لم يبدو لها انه استمع لحديثها، حيث تابع:-
_فاروق لدلوقتي ميعرفش هي شافت اية علي ايدي، بل دا قالي عاملها ملكة لحد ما تولد، كان عايز فرصة تانية علشان يرجعلها بس مين هيسمح؟ انا.. دا انا ما صدقت جتلي الفرصة علشان انتقم منها، رميتها بعد ما ولدت عند اقرب مستشفي حكومي وقولتله انها هربت وهو خاف يدور عليها يتمسك، وانتي مكنش فاضي ليكي، قالي ربيها ولا اتخلص منها، ربيتك وكبرتك وصرفت عليكي من فلوسي، فين وفين لما سأل عليكي، فين وفين لما افتكرك وقال بنتي، انا اللي كبرتك وشوفتك وانتي بتكبري قدام عيني، مقدرتش اشوفك بنتي.. لا.. انتي بنت بينار اللي طلعتي شبهها واحلي منها كمان، اللي نسيتيني مين بينار اصلًا.. اللي حلفت مهخسرهاش زي ما خسرت امها.. انتي هتبقي ليا.. ليا وبس
ظل يردد تلك الكلمة وهو يبتعد عنها ويلف حول نفسه في المكان بجنون بينما هي تصرخ وتبكي بطريقة مفزعة وهي تشعر ان تلك هي نهايتها، ودياب يسمع من الخارج كل شئ وهو يغمض علي عيناه بقوة ويضغط علي يداه بعنف، لم يتخيل ان ذلك الرجل قذراته تصل الي ذلك الحد؟
عاد ليقف امامها:-
_ابوكي عايزك وجاي علشان يشوفك، بس انا مش هسمحله ياخدك.. ولا هسمح لنزار دا ياخدك، هو خسرني كل حاجة بس انتي لا مش هسمحله ياخدك
وبدأ يقترب منها، يلمس وجهها بيداه ببطء شديد وعيناه تتلأملها بنظرات لا تستطيع وصفها، كأنها اخر ما سيراه في ذاك العالم، لم يحيض بأنظاره عنها يراقبها كأنها اخر الاشياء الموجودة علي الارض، اقترب واقترب حتي لفحت انفاسه بشرتها
حاولت ان تبعده عنها لكنها لم تفلح، كان يحاوطها من كل اتجاه، بدأت دموعها تهبط بدون ارادة منها وهي تهمس:-
_نزار..
والان تطلب نجدته! وهي من خرجت دون طوعته!
وكأن القدر أستمع لها، حيث ها هي أصوات عراك ناشب تملئ المكان وصياحه باسمها يصل لها، ابتسمت بسعادة وعدم تصديق وهي تردد اسمه، بينما ابتعد عنها رشوان وخرج ليري ما يحدث
حاولت ان تفك نفسها، قبل ان تجد يد تساعدها، التفتت بفزع فرأت ان الفاعلة رحمة التي همست بتسرع وهي تفك يداها:-
_كنت صاحية من اول ما جيت بش مرضيتش اتكلم علشان ميحسش بيا
اؤمات بنعم وهي تفك قدماها المربوطتان بعد ان فكت رحمة يداها، امسكت رحمة يدها بين يداها وهي تقول:-
_تعالي..
وسارتا بحذر حتي وصلا الي باب ذلك المكان، نظرا منه فوجدا حراس نزار يتشابكا مع حراس رشوان وتلك المرة الغلبة من نصيب رشوان ورجاله الاشداء، كان نزار يقاتل بغضب وهو يتخيل ماذا كان سيفعل لولا اتصال دياب به بعدما ارسل له رسالة يخبره فيها ان يحاول ان يصل لـ موقع المكان عن طريق الهاتف والاتصال الذي بينهم، شكر الله كثيرًا انه استطاع الوصول لهم قبل فوات الاوان..
لكن الان والامور تزداد تعقيدًا، لا يعلم ماذا سيحدث!
*****
وصلت سيارة دفاعية الشكل لمكان التشابك، توقفت علي مقربة منهم فتوجهت حميع الانظار عليها، وبأبسط صورة انفتح الباب وطل منها رجل اربعيني العمر، وسيم الشكل.. عندما رأته نازلي شهقت رغم عدم معرفتها به، لكنها علمت هويته حتي رغم ذلك!
همس يامن وهو يتطلع له:-
_بابا..
وما كان ذلك سواء فاروق الزاهر، الذي تطلع الي الجميع ببسمة لا تليق بما يحدث حوله الان..
توقفت يدا نزار القابضة علي رشوان عن الضرب، وهو يتطلع له بعيون فيها نظرات لا توصف..
بينما نازلي.. وكأنها تجمدت وهي تراه.. ذلك الرجل الذي كان سبب لتدمير حياتها، هي وكل من حولها، سـاد صمت قاتل علي الجميع..
قطعه فاروق وهو يتقدم نحو نازلي بخطوات بطيئة وقد ارتسم علي ملامحه الحنين والتمعت عيناه بالدمع! بينما نزار اخذ وضع الدفاع اذا ما لزم الامر
كان يعلم الجميع ان تلك اللحظات يجب ان تأتي وان تلك المقابلة يجب ان تجمع بينهم، تقدم حتي وصل لها اخيرًا، همس بخفوت شديد:-
_نازلي!
ومـد يده ليلمس وجهها لكنها ابتعدت خطوة للخلف وهي تؤمي بالنفي، دمعت عيناه بعاطفة جياشة لم يتوقع ان يمتلكها يومًا وهو يقول:-
_سامحيني..
لم يبدو عليها التأثر وحاولت الابتعاد والفرار منه لكنه تلك المرة لم يسمح لها بل اندفع يحتضنها ويغمرها بين احضانه وهو يهمس بأسمها بحب ابوي.. صادق!
حاولت الفرار والابتعاد.. جاهدت لتبعد يداه عنها، لكنها لم تفلح.. ظلت تتحرك بين احضانه برفض وهي تصيح فيه، لم يحاول احد ان يقترب حتي نزار الذييضغط علي يداه بعنف، حتي استكانت بين يداه فجأة.. ثم لحظات وانفجرت في البكاء بقوة.. لم تتوقع ان تكون رد فعلها ذلك، لكنها لا تصدق انها بين يداه حقا ولم تتوقع ان تجد كل ذاك الحنان بين يداه وان يكون هذا رد فعله اتجاهها!
همس بدون شعور منها:-
_بابا..
فهمس والدموع تغمره:-
_ايوة بابا يانازلي، بابا ياروح قلبه..
وضع يامن يداه علي وجهه يخفي عن عيناه ذلك المظهر حتي لا يتأثر، فهو يعلم ان ذلك المشهد لن يتكرر ولن يستمر كثيرًا، النظر الي ملامح نزار الواجمة خير دليل علي ذلك..
بعد كثير من الوقت..
ابتعدت نازلي عن احضانه ومحت دموعها وهي تقول بقوة:-
_كنت محتاجة دا يحصل ولو مرة في حياتي علشان اعرف اصحابي زمان لما كانوا بيحكوا عن حضن ابهاتهم كانوا يقصدوا اية..
همس ببهوت:-
_نازلي..
قاطعته بجمود:-
_نازلي اية؟ متزقع مني اية بعد اللي حصل واللي عرفته، بعد اللي عملته واللي بتعمله، انت لحد اخر لحظة كنت عايز تخطفني، انا عمري ما هسامحك ابدًا علي حياتي اللي اتدمرت
_انا عندي استعداد اخدك ونسافر ونصلح كل حاجة
_ومين هيسمحلك بكدا؟
كان هذا صوت نزار الساخر، التف له فاروق وكأنه قد استوعب وجوده هنا اخيرًا لم يكاد يتحدث حتي تفاجئ بنزار يلكمه وهو يقول بكراهية شديدة:-
_لو تعرف قد اية استنيت اللحظة دي
لكمه وهو يقول:-
_اني اشوف اللي دمر حياتي
فـ لكمه و:-
_اللي قتل ابويا.. وحسر امي عليه
فـ لكمه أسفل عيناه و:-
_اللي دمر عمتي ودمر عيلتي كلها
وتابع ضربه والاخر يحاول ان يبعده عنه لكنه لم يستطيع ان يفعل امام غضب نزار الكبير، ويامن يري ويستمع دون حديث وتدخل، هو يري ان اباه يستحق وان كان قلبه يؤلمه عليه قليلا.. ونازلي تتابع ما يحدث بجمود كبير!
أستغـل رشوان ما يحدث وانشغال الجميع بما يحدث وابتعد عنهم، بعد كثير من الوقت تـرك نزار فاروق يقع ارضًا وهو يتنفس بعنف من المجهود الذي بذله، بينما اقتربت منه نازلي ومسكت يداه هاتفة:-
_كفاية كدا.. خلينا نسلمه للشرطة وهي تاخد حقنا منه، ارجوك.. متوسخش ايدك بدمه يانزار ارجوك
نظر لها لـ لحظات ثم لفاروق الملقي علي الارض امامه كالجثة الهامدة ثم عاد ينظر لها وهو يؤمي بالنفـي..
وقبل ان يستوعب احد شئ كان يخرج سلاحه ويوجهه لرأس فاروق، شهقت نازلي وهي تؤمي بالنفي بينما تمسك ذراعه:-
_نزار.. ارجوك متعملش كدا
واقترب عدي منه مبعد؟ا اياه عنه هاتفًا:-
_متخسرش نفسك علشانه
ولكن.. كأنه لا يسمع لهم! حيث رفع السلاح وعمره، ولكن قبل ان يضغط علي الزناد وصلت لهم اصوات سرينات الشرطة التي ابد؟ا ما تأتي في موعدها، نظر الجميع لـ السيارات بتعجب فلم يطلبها احد
ابتسم دياب وهو يقول بمزاح مصطنع:-
_حاولت اعمل حاجة صح
واقترب من نزار هاتفًا:-
_باشا.. اهو انا معنديش حاجة اخسرها وقولت انضف واحاول اعيش، انت عندك كتير مستنيك وعايش علشانه، هتخسر دا كله علشان لحظة غضب!
نظر له نزار مطولًا مفكرا في حديثه حتي اؤما بنعم كأنه يقول معك حق..
وتم القبض علي فاروق الزاهر اخيرًا..
وغادر الجميع عائدين بعدما وعد الضابط نزار بأن الاعدام سيكون من نصيبه لنصبه واحتياله وانتحاله لشخصية غيره.. ثم قتله لحاتم الرشيد..
وهكذا ينتصر الحق بأبسط الجهود.. بعد كثير من السنين والصبر.. فلا تبتئس
فيه خاتمة.. بس دي احتمال تنزل بكرة، ممكن نكون سرعنا الاحداث شوية بس مكنش في جديد هيضاف وانا قعدت يومين قدامها عاجزة عن اني اكمل ف ماصدقت ان الوحي رجع وقولت اكتب قبل ما يمشي تاني
الخاتمـة:
' مهلًا أيها الحب علي قلوبنا.. إنها جُرحي '
وصلت السيارات امام مزرعة الرشيد، التي كان يقف جميع سكانها امام الباب الذين عرفوا كل ما حدث منذ ساعات ومن وقتها وهم في قلق مستعر حتي طمنهم نزار بأتصال ان كل شئ علي ما يرام، هبط الجميع من السيارات وبدأت حفلة احضان في المكان وبكاء ووعيل واشياء من ذلك القبيل.. استغل عدي تلك الضجة واقترب من زهراء يثني ركبتيه امامها وهو يقول بينما يمسك يداها بين يداه:-
_اخيرا هنتجوز يابت
ضحكت زهراء وهي تقترب منه لتحضتنه بينما تقول:-
_حمدلله علي السلامة
شدد من احتضانه لها وهو يردد بحب:-
_الله يسلمك ياحبيبتي
بينما بينار كانت تأخذ ابنتيها بين احضانها وهي تبكي بلا توقف، وراجي يقف جوارها يضحك عليها قائلا:-
_خي بينار كدا مهما تمر السنين هتفضل عندها فائض دمعي متعرفش تعيش من غيره
قالت بحزن وهي تنظر له:-
_راجي!
اقترب ليحتضنها هاتفا بغزل:-
_عيون راجي
فأبتسمت وهي تستكين بين احضانه الدافئة، بينما همست رحمة لنازلي بخفوت ضاحك:-
_هيفضل طول عمره بيعرف يضحك عليها بكلمتين
ضحكت نازلي وهي تنظر لهم وتبتسم بحنان واعجاب بمظهرهم ذاك، همس نزار لهم اثنتيهم:-
_زياد جوه
ظهر الحزن علي وجه رحمة وهي تتذكر كا فعلته به، والذي رغم حبها له لم تستطيع ان تتوقف عن اذيته، فهم نزار ما تمر به فربت علي يدها وهو يقول:-
_متقلقيش كل حاجة هتبقي كويسة
نظرت له بتمني بينما نازلي تحرك عيناها بينهم بعدم فهم، قبل ان تقول:-
_ممكن اشوفه؟
اؤما بنعم واخذها ليدخلا لزياد، بينما كوثر التي اتت لتطمئن علي الفتيات المختطفات كانت تأخذ ركن بعيد تقف فيه وتراقب ما يحدث حتي لمحت جسد احدهم يقف بجوار سيارة ما يراقب ما يحدث ببسمة صافية وحزن، همست بعيون متسعة:-
_عصام..
حاز همسها علي انتباه زهراء التي تطلعت الي ما تنظر له والدتها حتي جحظت عيناها ايضا وهي تقول:-
_يعني مكنتش بتخيل..
تقدمت كوثر من دياب بخطوات بطيئة وهي تردد الاسم بدموع فقالت زهراء:-
_لا ياماما عصام مات
توقفت وكأنها تذكرت ذلك الامر اخيرًا فكادت تعود ادراجها لكن قالت زهراء:-
_بس.. ممكن يكون توأمه؟!
قالتها بخفوت وتسأل، فأشتد بكاء كوثر عن ذي قبل وهي تنظر له بأشتياق وحب، حتي لم تفكر ان تحصل علي دليل، بل تركت لدموعها العنان وهي تهمس بأسمه حتي حاز بكاءها علي انتباه الجميع واقتربت حتي وصلت له، اخذته بين احضانها وهي تردف:-
_عاصم.. ابني حبيبي
كان جسده متخشب بين احضانها، لا يعرف مَن تلك التي تناديه بأبني! ولما تبكي؟ حاول ان يبعد لكنه لم يستطيع، هناك شئ يمنعه، ويجعله يود لو يتمسك بأحضانها هو الاخر
بينما ظلت هي تهتف بكلمات فيما مفداها انه ابنها الذي كان تائه عنها و.. اشياء من ذلك القبيل، كاد يعترض ويقول انه ربما لم يكن هو، لكن تأكيدها واصرارها لم يترك له الفرصة..
وبالاخير استسلم لموجة الحنان تلك والتي حتي وان لم تتكرر يكفي انها ادفئت روحه الان قليلا
*****
أنتهت نازلي من قص كل شئ علي مسامع زياد الذي كان يستمع لها والجمود يرتسم رويدا.. رويدا علي ملامحه حتي انتهت اخيرا من القص عليه كل الحياة وهي تزفر بأرهاق، فقال وهو ينهض:-
_بما انك خلصتي، و رشوان بتدور عليه الحكومة فاروق اتقبض عليه وانا مليش ذنب.. اقدر امشي.. صح؟
_وتسيبني؟
قالتها بحزن، فأؤما بنعم هاتفًا بجمود:-
_انتي بقي عندك عيلة واهل.. مش محتجاني خلاص
اؤمات بالنفي وهي تمسك يده بكلتا يدها:-
_مين قال كدا؟ يمكن بقي عندي تلك اخوات بس انت هتفضل اول اخ عرفته واكتر واحد حبيته يازياد، ارجوك متسبنيش لوحدي انا محتجاك
ظهر الارتباك علي وجهه قبل ان يلمح رحمة التي اقتربت وهي تنظر للارض بخجل قائلة:-
_انا اسفة، بجد اسفة.. مهما اعتذرت عارفة ان الاسف مش هيخليك تسامحني واللي عملته ميتغفرش بسهولة بس اتمني انك..
ابعد وجهه عنها كأنه لم يسمع لها وقال بينما يربت علي رأس نازلي بحنان:-
_طيب انا بس هبعد لفترة علشان محتاج ابقي لوحدي ووعد هرجع تاني
كادت تعترض لكن عيناه الراجية لأن تفهم حالته جعلتها تؤمي بنعم.. فقبل جبينها بحب قبل ان يلتف ويغادر غير عابئًا بتلك التي تنظر له ببكاء..
*****
' المشهــد الأخيــر '
اليـوم.. يوم انتظره عدي كثيرًا، رسـمه وتخيله منذ ان وقعت عيناه علي زهراء، اليوم يوم زفافه هو زهرته، ويوم زفاف نزار ونازلي..
كانت حديقة منزل الرشيد الذي تقرر حدوث الحفل فيها، بها جميع مباهج ومظاهر السعادة، وبينار تنتقل ك الوردة بين الضيوف تسلم عليهم وترحب بهم، وعلي بُعد منها يقف راجي يفعل المثل، ونغم مع رحمة توزع الضيافات، بينما عدي ونزار يقفان امام الباب الداخلي بأنتظار العرائس والشوق قد اخذ منهم ما اخذ والتوتر بلغ مبلغه..
لحظات حتي ارتفعت الزغار معلنة عن اقتراب ظهور احدي عرائس اليوم، لحظات اخري وانفتح الباب وطل عاصم حاليًا.. دياب سابقًا يمسك بيده زهراء الواقفة علي قدميها!
نظر لها عدي لـ لحظات بصدمة قبل ان يخر باكيًا بين احضان نزار صديقه الذي يقف جواره، يبكي بسعادة وفرح بالغ وهو يراها تقف امامه علي اقدامها مرة اخري، ابتسمت زهراء التي التمعت الدموع في عيونها ايضًا وهي تقترب منه حتي وصلت له، وضعت يداها علي كتفه فالتف لها وبدون سابق انذار احتضنها..
واخيرًا ابتعد عنها واخذها الي المكان الخاص بهم..
لحظات اخري وظهر يامن يمسك بيداه نازلي التي كانت جميلة بطريقة خطفت قلب نزار، حيث وقف يتطلع لها بزهول وانبهار ك المسحور، وقد كان ذلك الحجاب الذي ارتدته اليوم ك مفاجأة له.. له سحر خاص، فقد جعلها تظهر اكثر ملائكية وجمال عن المعتاد
اقترب منها واخذها بين احضانه وهو يهمس:-
_زي القمر.. زي القمر
وظل يرددها بدون ارادة منه واخذها متوجهًا بها الي المكان الخاص بهم..
وبدأ حفل الزفاف..
كانت رحمة تتنقل بين الضيوف ك الفراشة توزع ابتسامتها هنا وهناك حتي لمحت من يقف علي بعض منها يتطلع لها.. توقفت هي ايضًا تنظر له دون حراك، اقترب منها حتي وصل لها، هتف وهو ينظر ارضًا:-
_حاولت اهرب بعيد.. حاولت اكرهك بس.. مقدرتش!
ابتسمت وهي تقول بدموع:-
_يعني بتحبني..
اؤما بنعم بدون ارادة..
كررت:-
_سامحتني
اؤما بنعم دون ارادة ايضًا.. فبدون شعور منها القت نفسها بين احضانه
اقترب عاصم من نغم ووقف جوارها، هتف بحرج:-
_كنت عايز اقولك حاجة
تطلعت له بأهتمام فقال بأرتباك:-
_انتي حلوة اوي انهاردة..
قالت برفعة حاجب:-
_انهاردة بس
اؤما بالنفي سريعًا:-
_لا والله.. علطول حلوة، بس انهاردة..
قالت وهي تلاحظ ارتباكه ضاحكة:-
_فهماك فهماك.. بهزر معاك بس ياسيدي علي العموم شكرًا..
هتف عدي وهو يراهم من علي بُعد:-
_شكلنا هنشهد قصة حب جديدة قريب
نظرت الي حيث يقصد قبل ان تؤمي وهي تقول بتمني:-
_ياريت
غمز لها بعيناه متابعًا:-
_بس طبعا عمرها ما هتكون بحلاوة قصة حبنا
ضحكت عليه وهي تؤمي بنعم
بينما بالجوار منهم هتف نزار وهو ينظر لنازلي بـ ولة:-
_لسة مش قادر اصدق كل اللي حصل دا وحاسس انه حلم..
مسك يداها بين يداه متابعًا:-
_بس لو حلم فهو احلي حلم عدي عليا في حياتي كلها.. نازلي انتي احلي حاجة حصلتلي في حياتي، انا بحبك اوي انت...
قاطع حديثه وهو يتطلع خلفها بصدمة وتوجس، خافت من نظراته تلك خاصة وهي تسمع جلبة وضجة ملأت المكان فجأة، التفتت تنظر الي حيثما ينظر وجدت رشوان خلفها يقف وعلي وجهه نظرات مختلة وعلي شفتيه ضحكة جنون ويمسك بيداه سلاح ناري يوجهه لنازلي..
توقفت نازلي ببطء ونزار، تسيطر علي جسدهم حالة من التيبس، كان مختفي وظنوا انه سيحاول الهرب خارج البلاد فكان لدي جميع المطارات خبر بذلك، لكن لم يتوقع احد ان يأتي الي هنا بقدمه!
قال وهو يقترب منهم خطوتين:-
_مفاجأة مش كدا..
اقترب منه نزار خطوة و:-
_رشوان متتهورش وتزود عقابك.. انت..
قاطعه بصراخ:-
_متقربش.. لو قربت هقتلك وبعدها هقتلها..
ونظر لنازلي:-
_ايوة هقتلها، انا قولتلك مش هتبقي لغيري.. لو مبقتيش ليا مش هتبقي لغيري يانازلي
حاول نزار الحديث لكنه صاح فيه بالابتعاد والصمت، فعاد نزار بخطواته الي الخلف بينما اخذ رشوان يقترب من نازلي وهو يقول:-
_سيبيه دلوقتي وتعالي معايا وانا هعيشك ملكة.. تعالي معايا يانازلي
اؤمات بالنفي والدموع تنزل من عيناها وتقول من بينهم:-
_الموت عندي ارحم من العيش معاك
نظر لها لـ لحظات بجمود قبل ان يؤمي بنعم وهو يرفع السلاح بأتجاة قلبها و:-
_انتي اللي اخترتي..
لحظات فاصلة توقف فيها قلب الجميع قبل ان تخرج صوت رصاصة قطعت ذلك السكون مع صراخ نازلي:-
_زياااد..
الذي توجه لهم سريعًا ووقف امام شقيقته دون لحظة تفكير منه، ساد الهرج والمرج في المكان.. احدهم يطلب اسعاف واخر يطلب الشرطة، بينما هبط رشوان علي قدميه وهو يري ابنه ملقي امامه وسط دمائه وهو يهمس بعدم تصديق:-
_زياد.. ابني
قبل ان تتعالي صرخاته بشكل جنوني وهو يضرب نفسه بعنف وقوة مرددًا انه قتل ابنه بنفسه، حالته لم تسمح لهم ان يخبروه ان الرصاصة فقط اصابت كتفه!
جائت الشرطة وقبضت عليه، واخذت الاسعاف زياد ومعهم راجي الذي رفض ان يأخذ اي احد معهم مطمنهم ان كل شئ سيكون علي ما يرام
ومـر اليوم.. وبالصباح كان العشاق في طريقهم لباريس لقضاء شهر الحب والعسل بعدما اطمئنوا علي صحة زياد ونقل رشوان الي المصحة النفسية.. وفارق ما زال في السجن حيث قريبًا سيتم الحكم عليه بالأعدام
وهكذا تحققت العدالة السماوية بدون تدخل من البشر..
' تمت بحمدلله
' مهلًا أيها الحب علي قلوبنا.. إنها جُرحي '
وصلت السيارات امام مزرعة الرشيد، التي كان يقف جميع سكانها امام الباب الذين عرفوا كل ما حدث منذ ساعات ومن وقتها وهم في قلق مستعر حتي طمنهم نزار بأتصال ان كل شئ علي ما يرام، هبط الجميع من السيارات وبدأت حفلة احضان في المكان وبكاء ووعيل واشياء من ذلك القبيل.. استغل عدي تلك الضجة واقترب من زهراء يثني ركبتيه امامها وهو يقول بينما يمسك يداها بين يداه:-
_اخيرا هنتجوز يابت
ضحكت زهراء وهي تقترب منه لتحضتنه بينما تقول:-
_حمدلله علي السلامة
شدد من احتضانه لها وهو يردد بحب:-
_الله يسلمك ياحبيبتي
بينما بينار كانت تأخذ ابنتيها بين احضانها وهي تبكي بلا توقف، وراجي يقف جوارها يضحك عليها قائلا:-
_خي بينار كدا مهما تمر السنين هتفضل عندها فائض دمعي متعرفش تعيش من غيره
قالت بحزن وهي تنظر له:-
_راجي!
اقترب ليحتضنها هاتفا بغزل:-
_عيون راجي
فأبتسمت وهي تستكين بين احضانه الدافئة، بينما همست رحمة لنازلي بخفوت ضاحك:-
_هيفضل طول عمره بيعرف يضحك عليها بكلمتين
ضحكت نازلي وهي تنظر لهم وتبتسم بحنان واعجاب بمظهرهم ذاك، همس نزار لهم اثنتيهم:-
_زياد جوه
ظهر الحزن علي وجه رحمة وهي تتذكر كا فعلته به، والذي رغم حبها له لم تستطيع ان تتوقف عن اذيته، فهم نزار ما تمر به فربت علي يدها وهو يقول:-
_متقلقيش كل حاجة هتبقي كويسة
نظرت له بتمني بينما نازلي تحرك عيناها بينهم بعدم فهم، قبل ان تقول:-
_ممكن اشوفه؟
اؤما بنعم واخذها ليدخلا لزياد، بينما كوثر التي اتت لتطمئن علي الفتيات المختطفات كانت تأخذ ركن بعيد تقف فيه وتراقب ما يحدث حتي لمحت جسد احدهم يقف بجوار سيارة ما يراقب ما يحدث ببسمة صافية وحزن، همست بعيون متسعة:-
_عصام..
حاز همسها علي انتباه زهراء التي تطلعت الي ما تنظر له والدتها حتي جحظت عيناها ايضا وهي تقول:-
_يعني مكنتش بتخيل..
تقدمت كوثر من دياب بخطوات بطيئة وهي تردد الاسم بدموع فقالت زهراء:-
_لا ياماما عصام مات
توقفت وكأنها تذكرت ذلك الامر اخيرًا فكادت تعود ادراجها لكن قالت زهراء:-
_بس.. ممكن يكون توأمه؟!
قالتها بخفوت وتسأل، فأشتد بكاء كوثر عن ذي قبل وهي تنظر له بأشتياق وحب، حتي لم تفكر ان تحصل علي دليل، بل تركت لدموعها العنان وهي تهمس بأسمه حتي حاز بكاءها علي انتباه الجميع واقتربت حتي وصلت له، اخذته بين احضانها وهي تردف:-
_عاصم.. ابني حبيبي
كان جسده متخشب بين احضانها، لا يعرف مَن تلك التي تناديه بأبني! ولما تبكي؟ حاول ان يبعد لكنه لم يستطيع، هناك شئ يمنعه، ويجعله يود لو يتمسك بأحضانها هو الاخر
بينما ظلت هي تهتف بكلمات فيما مفداها انه ابنها الذي كان تائه عنها و.. اشياء من ذلك القبيل، كاد يعترض ويقول انه ربما لم يكن هو، لكن تأكيدها واصرارها لم يترك له الفرصة..
وبالاخير استسلم لموجة الحنان تلك والتي حتي وان لم تتكرر يكفي انها ادفئت روحه الان قليلا
*****
أنتهت نازلي من قص كل شئ علي مسامع زياد الذي كان يستمع لها والجمود يرتسم رويدا.. رويدا علي ملامحه حتي انتهت اخيرا من القص عليه كل الحياة وهي تزفر بأرهاق، فقال وهو ينهض:-
_بما انك خلصتي، و رشوان بتدور عليه الحكومة فاروق اتقبض عليه وانا مليش ذنب.. اقدر امشي.. صح؟
_وتسيبني؟
قالتها بحزن، فأؤما بنعم هاتفًا بجمود:-
_انتي بقي عندك عيلة واهل.. مش محتجاني خلاص
اؤمات بالنفي وهي تمسك يده بكلتا يدها:-
_مين قال كدا؟ يمكن بقي عندي تلك اخوات بس انت هتفضل اول اخ عرفته واكتر واحد حبيته يازياد، ارجوك متسبنيش لوحدي انا محتجاك
ظهر الارتباك علي وجهه قبل ان يلمح رحمة التي اقتربت وهي تنظر للارض بخجل قائلة:-
_انا اسفة، بجد اسفة.. مهما اعتذرت عارفة ان الاسف مش هيخليك تسامحني واللي عملته ميتغفرش بسهولة بس اتمني انك..
ابعد وجهه عنها كأنه لم يسمع لها وقال بينما يربت علي رأس نازلي بحنان:-
_طيب انا بس هبعد لفترة علشان محتاج ابقي لوحدي ووعد هرجع تاني
كادت تعترض لكن عيناه الراجية لأن تفهم حالته جعلتها تؤمي بنعم.. فقبل جبينها بحب قبل ان يلتف ويغادر غير عابئًا بتلك التي تنظر له ببكاء..
*****
' المشهــد الأخيــر '
اليـوم.. يوم انتظره عدي كثيرًا، رسـمه وتخيله منذ ان وقعت عيناه علي زهراء، اليوم يوم زفافه هو زهرته، ويوم زفاف نزار ونازلي..
كانت حديقة منزل الرشيد الذي تقرر حدوث الحفل فيها، بها جميع مباهج ومظاهر السعادة، وبينار تنتقل ك الوردة بين الضيوف تسلم عليهم وترحب بهم، وعلي بُعد منها يقف راجي يفعل المثل، ونغم مع رحمة توزع الضيافات، بينما عدي ونزار يقفان امام الباب الداخلي بأنتظار العرائس والشوق قد اخذ منهم ما اخذ والتوتر بلغ مبلغه..
لحظات حتي ارتفعت الزغار معلنة عن اقتراب ظهور احدي عرائس اليوم، لحظات اخري وانفتح الباب وطل عاصم حاليًا.. دياب سابقًا يمسك بيده زهراء الواقفة علي قدميها!
نظر لها عدي لـ لحظات بصدمة قبل ان يخر باكيًا بين احضان نزار صديقه الذي يقف جواره، يبكي بسعادة وفرح بالغ وهو يراها تقف امامه علي اقدامها مرة اخري، ابتسمت زهراء التي التمعت الدموع في عيونها ايضًا وهي تقترب منه حتي وصلت له، وضعت يداها علي كتفه فالتف لها وبدون سابق انذار احتضنها..
واخيرًا ابتعد عنها واخذها الي المكان الخاص بهم..
لحظات اخري وظهر يامن يمسك بيداه نازلي التي كانت جميلة بطريقة خطفت قلب نزار، حيث وقف يتطلع لها بزهول وانبهار ك المسحور، وقد كان ذلك الحجاب الذي ارتدته اليوم ك مفاجأة له.. له سحر خاص، فقد جعلها تظهر اكثر ملائكية وجمال عن المعتاد
اقترب منها واخذها بين احضانه وهو يهمس:-
_زي القمر.. زي القمر
وظل يرددها بدون ارادة منه واخذها متوجهًا بها الي المكان الخاص بهم..
وبدأ حفل الزفاف..
كانت رحمة تتنقل بين الضيوف ك الفراشة توزع ابتسامتها هنا وهناك حتي لمحت من يقف علي بعض منها يتطلع لها.. توقفت هي ايضًا تنظر له دون حراك، اقترب منها حتي وصل لها، هتف وهو ينظر ارضًا:-
_حاولت اهرب بعيد.. حاولت اكرهك بس.. مقدرتش!
ابتسمت وهي تقول بدموع:-
_يعني بتحبني..
اؤما بنعم بدون ارادة..
كررت:-
_سامحتني
اؤما بنعم دون ارادة ايضًا.. فبدون شعور منها القت نفسها بين احضانه
اقترب عاصم من نغم ووقف جوارها، هتف بحرج:-
_كنت عايز اقولك حاجة
تطلعت له بأهتمام فقال بأرتباك:-
_انتي حلوة اوي انهاردة..
قالت برفعة حاجب:-
_انهاردة بس
اؤما بالنفي سريعًا:-
_لا والله.. علطول حلوة، بس انهاردة..
قالت وهي تلاحظ ارتباكه ضاحكة:-
_فهماك فهماك.. بهزر معاك بس ياسيدي علي العموم شكرًا..
هتف عدي وهو يراهم من علي بُعد:-
_شكلنا هنشهد قصة حب جديدة قريب
نظرت الي حيث يقصد قبل ان تؤمي وهي تقول بتمني:-
_ياريت
غمز لها بعيناه متابعًا:-
_بس طبعا عمرها ما هتكون بحلاوة قصة حبنا
ضحكت عليه وهي تؤمي بنعم
بينما بالجوار منهم هتف نزار وهو ينظر لنازلي بـ ولة:-
_لسة مش قادر اصدق كل اللي حصل دا وحاسس انه حلم..
مسك يداها بين يداه متابعًا:-
_بس لو حلم فهو احلي حلم عدي عليا في حياتي كلها.. نازلي انتي احلي حاجة حصلتلي في حياتي، انا بحبك اوي انت...
قاطع حديثه وهو يتطلع خلفها بصدمة وتوجس، خافت من نظراته تلك خاصة وهي تسمع جلبة وضجة ملأت المكان فجأة، التفتت تنظر الي حيثما ينظر وجدت رشوان خلفها يقف وعلي وجهه نظرات مختلة وعلي شفتيه ضحكة جنون ويمسك بيداه سلاح ناري يوجهه لنازلي..
توقفت نازلي ببطء ونزار، تسيطر علي جسدهم حالة من التيبس، كان مختفي وظنوا انه سيحاول الهرب خارج البلاد فكان لدي جميع المطارات خبر بذلك، لكن لم يتوقع احد ان يأتي الي هنا بقدمه!
قال وهو يقترب منهم خطوتين:-
_مفاجأة مش كدا..
اقترب منه نزار خطوة و:-
_رشوان متتهورش وتزود عقابك.. انت..
قاطعه بصراخ:-
_متقربش.. لو قربت هقتلك وبعدها هقتلها..
ونظر لنازلي:-
_ايوة هقتلها، انا قولتلك مش هتبقي لغيري.. لو مبقتيش ليا مش هتبقي لغيري يانازلي
حاول نزار الحديث لكنه صاح فيه بالابتعاد والصمت، فعاد نزار بخطواته الي الخلف بينما اخذ رشوان يقترب من نازلي وهو يقول:-
_سيبيه دلوقتي وتعالي معايا وانا هعيشك ملكة.. تعالي معايا يانازلي
اؤمات بالنفي والدموع تنزل من عيناها وتقول من بينهم:-
_الموت عندي ارحم من العيش معاك
نظر لها لـ لحظات بجمود قبل ان يؤمي بنعم وهو يرفع السلاح بأتجاة قلبها و:-
_انتي اللي اخترتي..
لحظات فاصلة توقف فيها قلب الجميع قبل ان تخرج صوت رصاصة قطعت ذلك السكون مع صراخ نازلي:-
_زياااد..
الذي توجه لهم سريعًا ووقف امام شقيقته دون لحظة تفكير منه، ساد الهرج والمرج في المكان.. احدهم يطلب اسعاف واخر يطلب الشرطة، بينما هبط رشوان علي قدميه وهو يري ابنه ملقي امامه وسط دمائه وهو يهمس بعدم تصديق:-
_زياد.. ابني
قبل ان تتعالي صرخاته بشكل جنوني وهو يضرب نفسه بعنف وقوة مرددًا انه قتل ابنه بنفسه، حالته لم تسمح لهم ان يخبروه ان الرصاصة فقط اصابت كتفه!
جائت الشرطة وقبضت عليه، واخذت الاسعاف زياد ومعهم راجي الذي رفض ان يأخذ اي احد معهم مطمنهم ان كل شئ سيكون علي ما يرام
ومـر اليوم.. وبالصباح كان العشاق في طريقهم لباريس لقضاء شهر الحب والعسل بعدما اطمئنوا علي صحة زياد ونقل رشوان الي المصحة النفسية.. وفارق ما زال في السجن حيث قريبًا سيتم الحكم عليه بالأعدام
وهكذا تحققت العدالة السماوية بدون تدخل من البشر..
' تمت بحمدلله
