رواية الخطيئة والغفران الجزء الثاني الفصل الحادي عشر 11 بقلم جني محمد
الفصل الحادي عشر........"دهاء"
+
وقعت عليه كلماتها الاخيره كنصل سكين حاد انغرس داخل صدره ليمزقه على الفور منذ متى وكان بهذا التغفيل ؟ هز رأسه بعدم تصديق وكأنه لا يستطيع أن يتحمل هذا الصدمه وحده ،هل يمكث داخلها طفل منه وهو لا يعلم سقط على المقعد دون أن يشعر ولم يتحدث بكلمه واحده ظل دقائق مشدوهاً لا يتفوه بشئ فرك بكفيها وجهه عده مرات حتى يثبت لنفسه أنه على أرض الواقع وبالطبع واقع مرير بالنسبه إليه اغرورقت عينيه بالدموع فتماسك حتى لا تسقط أمام الماره حتى لا يرى أحد ضعفه وقله حيلته أمام نفسه تنفس بهدوء عندما دلفت هي إلى غرفه العمليات وتركته على هذه الحاله ،انتبه على أصابع شقيقه التي استقرت على كتفه فرفع عينيه الضائعتين إليه كم بدت ملامحه شاحبه فهمس إليه شقيقه بتساؤل
+
_انت ....هنا وأنا قلبت المستشفى كلها عليك بتعمل ايه هنا يا "خالد "
+
نهض من مكانه وكأنه قد ضل الطريق لا يعلم إلى أين يتجهه وبما سيخبرهم بأنه آخر من يعلم لم يصدقه أحد بالطبع لقد استكثرت عليه فرحته بهذا الحمل والذي انتظره كثيراً أشار بيديه إلى غرفه العمليات وهو يقول دون وعي أو إدراك منه
+
_"اميمه "........ في العمليات يا "خيري "
+
انكمشت ملامح "خيري " وهو يربت على صدره بهدوء قائلا
+
_يا ساتر .......مالها يا "خالد " حادثه دي والا ايه ؟
+
حانت منه بسمه متهكمه لا تقارن بإشتعال قلبه من الداخل وقال بسخريه وهو يشير إلى نفسه
+
_لا ....الموضوع غير كده،كل الحكايه أنها حامل في ابني وحالتها حرجه
+
على ما يبدو أنه لم يستمع إلى حديثه جيداً فأخفض إليه اذنه وهو يقول له بتساول
+
_انت .....بتقول ايه ؟ واضح اني مسمعتش كويس عالي صوتك
+
ابتسم اليه ابتسامه ساخره أثارت دهشته إذا كانت الصدمه انتابت شقيقه فما واقع هذه الصدمه عليه شعر بإنسحاب روحه وبدأ يختنق بالفعل لمعت عينيه مره أخرى وقال بإحتراق
+
_اللي سمعته ....الحقيقه اللي مش قادر استوعبها لحد دلوقتي تخيل هنت عليها الشهور دي كلها ،خبت عني ان ده ابني علشان تنسبه لغيري عمرك شفت كل الانانيه دي بتتجمع في شخصيه ،وكأنها بتوجه لي رساله اني مستهلش ابقى أب من الأساس
+
استدار بجسده يمنع دموعه من التساقط فسقطت بالفعل فأنهار أمام أخيه الذي وقف عاجزاً أمام دموعه والتي كانت صادقه نابعه من قلب جريح التقطه شقيقه في صدره وضرب بقبضته على ظهره عده مرات ليحثه على الثبات وقال له ليقنعه بحديثه
+
_اجمد ....يا" خالد " مينفعش كده قدام الناس انت لازم تقف جنبها دلوقتي دي مهما ان كان شيله جواها ابنك ،انت ادها وهتقدر تتحمل وبعد كده خد القرار اللي يريحك
+
مسح دموعه وهز رأسه نافياً ان يستمع إلى حديثه وقال له بعينين جامدتين
+
_لو كنت .....مكاني كان هيبقى ده رأيك ؟ معتقدتش
+
ابتسم إليه بهدوء وربت على خده وأخذ يهز رأسه عده مرات وقال له بثبات
+
_لو كنت مكانك .......اكيد كنت هعمل بأصلي كل واحد فينا بيعمل بأصله وأنت عارف اننا من أصل طيب ،خلي الكلام ده لحد غيرك يا "خالد "
+
اطبق على جفونه وهو يستمع إلى حديثه لقد ضغط عليه بكل قوته كما فعلت هي في السابق لم يعد يحتمل المزيد فيكفي فعلتها الحمقاء ضرب على قلبه بشده وهو يقول بتساؤل
+
_والكدب ......والاهانه .....والتجريح كل ده أتعامل معاه ازاي ؟ وكأني مش واخد بالي رد عليه أنا هتجنن ،ببساطه تمحيني من حياه ولادي وكأني مش موجود
+
ضغط على ذراعيه حتى يتسنى له التماسك اكثر من ذلك وهمس إليه بخفوت
+
_اهدا ......علشان خاطري بلاش تعمل في نفسك كده انا عارف ان الصدمه شديده عليك بس انت أشد منها وأنا اتعودت منك على كده ،بلاش غضبك يعميك ويخليك تتهور
+
جلس مره أخرى على المقعد وفرك بكفه جبينه يحاول أن يبدو متماسكاً من الخارج وهو مازال مهتزاً من الداخل خرجت "سهام " وعلى وجهها اسارير السعاده فقفز من مكانه متسائلاً
+
_هي .............عامله ايه دلوقتي ؟
+
ابتلعت ريقها بهدوء وابتسم إليه ابتسامه واسعه وقالت بخفوت
+
_الحمد لله .....الخطر زال وهي دلوقتي هتتنقل من العمليات لغرفه عاديه
+
تنفس الصعداء عندما أنهت حديثها رفع حدقتيه الثائرتين ينظر إليها فوجدها تنظر إليه بعينين ماكرتين وكانه يريد أن يتسائل عن شئ آخر وبالفعل قال لها
+
_ وابني ......وضعه ايه دلوقتي يا دكتوره
+
دارت حوله في دائرة مغلقه وهي تتطلع إليه لتفقده صوابه وقالت مدعيه الصدمه
+
_طبعا ....أنت عارف ان حملها صعب وطبعا زي ما انا عارفه ان حياتها هي تهمك اكتر علشان كده كان لازم يعني .........
+
اومأ برأسه فلقد علم إنها قد تخلت عن الطفل مقابل حياتها فهمس بخفوت
+
_قدر الله وما شاء فعل ..........المهم هي كويسه
+
رفعت حاجبها لأعلى بخبث وعقدت ذراعيها أمام صدرها قائله
+
_طبعا ....هي والجنين حالتهم مستقره والحمدلله النزيف وقف بأعجوبه والا كنا اضطرينا لإجهاض الجنين بس رعايه ربنا فوق كل شئ ،ياريت تفضل جنبها هي محتاجه ليك دلوقتي
+
نظر إليها ببلاهه عندما أخبرته بأنهما على ما يرام فأحتضنه شقيقه على الفور وهو يقول
+
_ يلا .....يا "خالد " خليك جنبها واعمل باصلك معاها يلا يا ابني اتحرك
+
_______________________________________
+
رفعت أصابعها تتحسس جسدها والذي تطوق إليه كثيراً احتياجها إليه جعلها لاتغلق جفناها وخاصه انها متزوجه من شخص يكبرها بعشرون سنه يبدد طاقتها ولا يشبع رغبتها والفضل يعود إليها فلقد اختارت المال مقابل السعاده شئ مقابل شئ آخر هكذا هي صوت ضحكاتهما بالأعلى يثير اختناقها بل ويجعلها تكره علاقتها بزوجها ،أما هو فكان يعلم جيداً كيفيه احتوائها نهضت من فوق الفراش وهي تنظر إلى نفسها عبر المرآه نعم رأت نفسها هي أولى بهذه السعاده والتي لم تشعر بها إلى في لحظاتها المحرمه معه فقط ، ارتدت فستانها القصير والذي يظهر عن أنوثتها وجمال جسدها أطلقت العنان لشعرها فانسدل على ظهرها وارتدت حذائها العالي وتحركت إلى الطابق الثالث حيث اخباره بأنها تود الخروج الآن كما أمرها زوجها قبل سفره وقفت على الباب تتنصت عليهما كما اعتادت فأستمعت إلى طرقاته العاليه على الباب وهو يقول لها بإصرار
+
_قولتلك افتحي ......يا "دينا " والله لو مافتحتي مش هيحصل كويس
+
أطلقت ضحكه صاخبه ورفعت منكبيها لأعلى وهي تغلق باب المرحاض عليها جيداً وقالت بمداعبه وهي تستند بظهرها على الباب
+
_لا ......مش هفتح بقى خليك كده مش انت عايز تسبني علشان تروح المحكمه مش هيحصل
+
نقر باصابعه على الباب مره أخرى وقال لها بنبره خافته
+
_غصب عني والله .....عارفه انا مش عايز اسيبك أبدا بس مش بايدي صدقيني
+
ارتفعت أنفاسها للحظات وهي تحتضن نفسها وقالت بإشتياق
+
_ عارف انا كنت بخاف من قربك بس دلوقتي لا أنا محتاجه وجودك جنبي وقربك مني
+
لم يصدقه اذنه واهتزت نظراته وهو يستمع إلى حديثها النابع من أعماق قلبها واستند بظهره على الباب وهمس بهدوء قائلا لها وهو يتنهد تنهيده خافته
+
_كنت خايف .....اوى لتكوني لسه بتخافي مني ، أو أن قربي منك يخنقك بس كلامك طمني
+
تفننت نبرته في انتفاضها فأرتعش جسدها وهي تقول بنبره خافته لا تكاد تسمع
+
_ده مش كلام ......ده احساسى بيك أول مره اقوله ومش خايفه أنا محستش اني ست غير معاك يا "أكمل " انت عرفت ازاي تطمني يكفي صبرك عليه أنا عايزه أسعدك بأي طريقه
+
كم شعر بالارتياح بعد اعترافها لم يشعر بهذا الشعور من قبل لمس حديثها فؤاده فهمس إليها
+
_انتي وجودك جنبي منتهى السعاده ، انتي الدعم والسند والملجأ لكل همومي ومشاكلي بعدك محبتش وقبلك معرفتش ايه هو الحب لازم تتاكدي انك مسيطره على قلبي وعقلي حتى وانتى على وضعك ده ،اوعى تفتكري ان حبي ليكي شفقه لأن قلبي ميعرفش الكدب
+
فتحت الباب بعد أن تحدث بهذه النعومه وجدها قد غرقت وجهها بدموعها الساخنه احتضنها إلى صدره وهو يقول لها بمعاتبه وهو يكفكف دموعها
+
_ليه .....دموعك دي ؟ أنا آسف اني كنت السبب بس بحاول افهمك انتي بالنسبه لي ايه لازم تفهمي اني اللي بيني وبينك أكبر بكتير مما تتخيلي
+
لمست بشفتيها قسماته التي تشوقت إليها وخاصه عينيه وبريقهما الساحرين أغمض عينيه الحالمتين عندما تسارعت أنفاسها وهي تقول له متسائله
+
_نفسك في ايه يا "أكمل " ؟ في اللحظه دي وايه ممكن أحقق ليك ؟
+
لف ذراعه حول خصرها ووضع أصابعه فوق بطنها وهو يقول ضاغطاً على ذقنها
+
_نفسي في طفل منك ياخد ملامحك كلها وخاصه طابع الحسن ده
+
اهتزت في وقفتها فأسندها قبل أن تسقط وزاغت نظراته وهو يتطلع إليها وقال
+
_مالك ....يا حبيبتي انا قولت شئ يزعلك أو يضايقك
+
جلست على أقرب مقعد وهي تحاول أن تبدو ثابته وقالت
+
_مافيش أنا بس حاسه ان الدنيا بتدور بيه ومش قادره أقف
+
شهقت بصوت خافت ووضعت يدها على ثغرها تلقائياً غير مصدقه ما أشار إليه عقلها جزت على أسنانها وطرقت على الباب بطريقه مندفعه فنهض "أكمل " يفتح الباب ليتفاجئ بها بهذه الملابس المثيره ابتلع ريقه ببطء شديد وضيق عينيه وهو يقول بتساؤل
+
_خير .......يا مدام على فين كده بالفستان ده ؟
+
ألقت نظره على فستانها ثم ألقت نظره على عينيه المسلطتين عليها وقالت
+
_هخرج ........ دلوقتي وجيت ابلغك علشان يبقى عندك خبر
+
التوي فكه ببسمه هازئه وقال بنبره متهكمه وهو يقترب منها
+
_فيكي............ الخير بصراحه ده كرم أخلاق منك احنا مش اده خالص
+
علمت أنه يسخر منها ولكن لن يهم طالما ستنفذ ما في رأسها المتيبس استدارت بجسدها تفتح الباب فتفاجئت به يديرها إليه مره أخرى ويدفعها خلف الباب بقسوه ويقترب منها قائلا لها
+
_انتي مش هتخرجي من هنا .....ولو فاكره نفسك ان ابويا غايب وهتفضلي تدوري على حل شعرك تبقى غلطانه أنا ادفنك مكانك واضح انك لسه ماتعرفنيش كويس
+
أثارت استفزازه بفعلتها فانتفضت" دينا " من مكانها تتمسك بالمقعد وقالت
+
_سيبها يا "أكمل " دي بتستفزك ،علشان الموقف يبقى في صالحها بعد كده
+
لمعت عيناها الماكرتان عندما أصبح بمقربه منها وانفاسه قريبه من أنفاسها فقالت بخبث
+
_واضح فعلا اني مكنتش اعرفك كويس والسنين اللي فاتت دي محدش فينا قدر يقرب من التاني علشان نفهم بعض بس قربك مني بالطريقه دي دلوقتي مينفعش يا "أكمل "
+
صدمه احتلت ملامحه حينما علم بذكائه إنها تريد إفساد حياتهما الزوجيه بدهائها ومكرها ابتعد عنها ليجدها تلوي المقبض وهي تقول بإصرار
+
_أنا ......هخرج يا "أكمل " علشان انت عارف انى محدش يضغط عليه إلا بمزاجي
+
لم يصدق أنها أفسدت عليهما اللحظه بالفعل فأقترب من "دينا " ليجد ملامحها قد تبدلت وأصبحت غير التي كانت عليها في السابق فقال لها بعدم تصديق
+
_دي كدابه .......أنا معملتش حاجه يا "دينا " والله .. ...
+
لم يكمل حديثه فصرخت به وقد شعرت بالاختناق فوضعت يدها على طول عنقها وقالت
+
_أخرج ........من فضلك أنا مش قادره اتكلم دلوقتي
+
______________________________________________
+
خوفها الدائم عليها جعلها لاتسطيع تجاهل مشاعرها أكثر من ذلك ولما لا وهي فلذه قلبها ارتدت روبها واتجهت إلى غرفتها لتجدها موصده من الداخل علمت أنها تريد البقاء بمفردها فعادت إلى غرفتها مره أخرى ،كانت تطل من شرفتها بالطابق الثاني تنظر إليه فقد كان مرتدياً حلته السوداء عيناه تدوران يمينا ويسارا بالأسفل واضعاً سلاحه الناري بجانب خصره مرتدياً نظارته السوداء لم يعط لها اهتمام دائما يعلم بأن نظراتها تخترق ظهره الآن ،ضغطت على اسنانها وهي تلتقط أحدي النقود المعدنيه وتقذفها به في ظهره لم يمنع نفسه من الابتسامه فأبتسم بالفعل على طريقتها والتفت برأسه ينظر إليها ثم أعاد النظر أمامه ثانيه رده فعله دائما تثير ضيقها لم تستطع الصمود أكثر من ذلك فهرولت إليه حافيه القدمين مرتديه منامتها الحريريه ، وما ان وصلت إليه اصطدمت به و حاولت التقاط أنفاسها بصعوبه استدار إليها قائلا
+
_ ازاي ........ تقطعي المسافه دي كلها مره واحده انتي قلبك ميتحملش المجهود ده
+
ادمعت عيناها وهي ترى لهفته الواضحه عليها و سقطت على ركبتيها فسقط معها هو الآخر ممسكاً بيديها الباردتين فقد كانت بشرتها شاحبه للغايه أشار لها بخفوت قائلا
+
_الاقراص ....معاكى .....مش كده ؟
+
هزت رأسها بوهن شديد وضغطت على صدرها حتى تستطيع التنفس أخرج الاقراص من جيب منامتها ووضع قرص أسفل لسانها حتى تهدأ نوبتها القلبيه أمسكت بيديها جانبي سترته تتشبث به تطلب منه المكوث بجانبها والبقاء معها فتره طويله أخذ يتلفت برأسه يخشى أن يراه والديها بهذا الوضع يحدث مالا يحمد عقباه همست بخفوت لتطمئنه
+
_متخااافش .....طول ما انا عايشه محدش هيقدر يأذيك أبدا يا "زين "
+
مسد على يديها بهدوء وأخذ يتأمل ملامحها البريئه وهو يقول
+
_انا مش خايف، ان مش عايز حد يفهمني غلط او يقول اني بستغلك يا "سيرين "
+
ابتسمت ابتسامه خافته وهي تتأمل بحوره الواسعه وقالت وهي تتحسس خصلاته الناعمه
+
_تستغلني !! ياريت الاستغلال كله يبقى بالشكل ده انا عندي اموت بين ايديك والا انك تبعد عني ثانيه واحده لو الدنيا كلها فهمت كدا انا لا يمكن افهمك غلط أبدا
+
نهض من مكانه وساعدها على النهوض فتمسكت بأصابعه وكأنها قد وجدت طوق النجاه في تشبثها به رفعت رأسها لأعلى تنظر إلى صدره العريض والذي كان متسعاً لها هي فقط
+
_ أول ما عيني وقعت عليك لقيت فيك اللي كنت بتدور عليه، الهدوء ،الوقار ، الرزانه، العقل لقيت نفسي بتشد ليك وخايفه يكون في حد في حياتك ووقتها يبقى ماليش مكان جواك
+
لا يعلم كيف ضمها إليه وكأنه يريد الأمان الذي لم يحصل عليه في يوم من الأيام تخشبت مكانها عندما قال لها وهو يقرب شفتيه بجانب اذنها
+
_انا مقدرش أرفض كل الحب ده يا "سيرين " واعمل نفسي مش شايفه
+
كادت أن تسقط من بين يديه لولا أنه قبض على خصرها لم تصدق نفسها أنها الآن بين احضانه الدافئه بل والاحري من ذلك كلماته التي بخل عليها في السابق يرددها الآن دون أن يخجل
+
استمعا إلى صوت أقدام في الخارج فأختبئا تحت ظل شجره كبيره رفعت ذراعها لتكتم أنفاسه وقالت له وهي تضع سبابتها أمام شفتيها
+
_هش .......شكل كده دادي جه انا لازم اسيبك حالا لأنه اكيد هيسال عليه
+
ضغط على مرفقها بشده فأستدارت إليه ليقول لها بتحذير
+
_مش لازم تجري وتعرضي نفسك للخطر علشان خاطري
+
ابتلعت ريقها بهدوء وابتسمت إليه ابتسامه واسعه ووقفت أمامه تنظر لكل انش في وجهه غمز لها بعينيه اليسرى فلم تستطع الصمود أكثر من ذلك وضعت يدها على رأسها فانحني بجسده ينظر إليها بعدم تصديق يخشى أن يكون هناك مكروه قد أصابها ولكن تفاجئ بها تقترب بشفتيها ورغبه جامحه بها في تقبيله والارتواء من هذا القرب ،تراجع بجسده في الوقت المناسب فنظرت إليه بعدم تصديق فقال لها بهدوء وهو يمسد على كفها
+
_آسف ........مقدرش أسمح لنفسي أخد شئ مش من حقي
+
الجمها حديثه ورمشت باهدابها عده مرات وقالت بخفوت
+
_بس .....انا حابه أخوض التجربه دي معاك يا "زين "
+
هز رأسه نافيا وقال لها وهو يستدير بجسده ليعود إلى نوبته مره أخرى
+
_لو كنت عملت كده كنتي هتكرهي نفسك وتكرهيني يا "سيرين "
+
لقد أحسن قلبها الضعيف الاختيار هذه المره اجفلت وهي تقول له بصدق
+
_ أنا مش ممكن أكرهك ابدا لأن نبض قلبي الضعيف ميتحملش غير حبك
+
ارضي حديثها غروره الذكوري فسارت بخطوات متمهله إلى الداخل لتستمع إلى حديث والدتها إلى ابيها وهي تقول بإنفعال وبنبره آمره
+
_الولد ده لازم يمشي من هنا فوراً ، أنا بنتي بتضيع يا "معتصم " ده خطر وممكن يدمرها
+
نفخ بضيق وهو يربت على كتفها وقال لها بهدوء
+
_اهدي ......يا "ملك " الانفعال مش هيجيب نتيجه ، ولو مش حابه وجود "زين " خلاص يمشي
+
لم يحتمل عقلها هذا الحديث فدلفت إليهما وقبل أن تتفوه بكلمه واحده سقطت مغشياً عليها في الحال فلطمت "ملك "على خدها وهي تقول صارخه
+
_الحقني ......يا "معتصم " بالدكتور بسرعه "سيرين " مبتنطقش
+
صوت الضجيج بالداخل أثار فضوله فتحرك بخطوات واسعه وجدها متخشبه مكانها خلع سترته وقام بطي قميصه إلى مرفقيه وضغط على كفها ليراقب نبضها وقال لهما صارخاً
+
_النبض ضعيف........ لازم تتنقل المستشفى فوراً
11
__________________________________
+
كان ينظر إليها من الحين للآخر يمسح جبينها المتعرق بأطراف أصابعه يراقب أنفاسها الهادئه وعينيها المغمضتين جعلت قلبه يرتجف من الداخل دائما ابدأ كانت قوتها اقوى من ضعفها الحالي أين كبريائها و عزه نفسها إذا ؟ لم يتبق غير كذبتها التي تمكث داخل احشائها والتي كشفت له مصادفهً اهتزت نظراته وهو يتأمل ملامحها التي افتقدها كثيراً ثم وقعت عينيه على حلقته الفضيه التي تزين بنصره فسحب نفسه وتوجهه ناحيه الشرفه الصغيره المطله على حديقه المشفى وأخرج لفافه التبغ ووضعها بين شفتيه ليشعلها كأشتعال روحه من الداخل نفث دخانها دفعه واحده لم يكن يعرف التدخين من قبل أما الآن فالفضل يعود إليها انتبه على أصابع جامده تستقر فوق كتفه فألتفت برأسه ليجد والدها يقف أمامه متسائلاً
+
_"اميمه " عامله ايه.........؟ ووصلت أمتي من السفر يا بشمهندس ؟
+
ضم جبينه بتعجب واستدار بجسده ينظر إليه بعينين واسعتين و قال
+
_هي كويسه يا عم "عبدالحميد " وعدت مرحله الخطر بس" انس " اللي حالته حرجه
+
هز رأسه بالإيجاب وربت على كفه وقال له بإيمان
+
_ربنا بيديك على اد الصبر ، وأن شاء الله يحفظهم من كل شر ، اصبر على قضاء الله
+
زفر أنفاسه بهدوء وألقى نظره عليها ثم أعاد النظر إليه وهو يقول
+
_ونعم بالله ،أنا خايف على "أنس "اوى انا معنديش غيره
+
ابتسم إليه ابتسامه طفيفه وأشار إليها وهو يقول مؤكداً له
+
_ازاي ..بقى معندكش غيره ده ربنا من عليك تاني وجعل صبركم خير طب دي "اميمه "مكنتش مصدقه نفسها لما عرفت انها حامل بعد ما انت سفرت على طول واضح إنها كانت مفاجأة ليك
+
ضم قبضته جانباً يتوعد لها فعلتها لقد اتضح له بأنه هو وحده من كان يجهل هذا السر جز على اسنانه وهو يقول بسخريه ونبره هازئه ولكن بدت إليه طبيعيه
+
_يا سلام ......دي مفاجأه مكنتش متوقعه يا عم "عبد الحميد " أنا حاسس ان ربنا اداني ملاك من السما لا بيعرف كدب ولا غش ولا لوع تخيل أنا حاسس اللي بيحصلي ده كتير عليه والله
+
ابتسم الرجل ملئ شدقيه وقال له وهو يستأذن منه للصلاه
+
_اسيبك مع مراتك شويه واروح أصلي فرض ربنا ،ربنا يصلح الحال يا ابني
+
تركه لافكاره تعصف به انتبه على سيجارته وجدها قد أوشكت على الانتهاء فأشعل سيجاره أخرى لينفث بها عن غضبه فتحت عيناها ببطء لم تصدق نفسها عندما لمحته نهضت هي بتثاقل واضعه يدها أسفل بطنها فالالم يفوق احتمالها استندت على حافه السرير وقالت بخفوت
+
_"خالد " انت هنا ...............؟
+
تسمر مكانه عندما استمع الى صوتها كيف نهضت بهذا الشكل أسرع إليها وهو يحاوط خصرها بذراعه وتوجه بها حيث الفراش مره أخرى وقال ناهراً إياها
+
_ايه .....اللي عملتيه دي بس ؟انتي بالشكل ده بتعرضي نفسك وابننا للخطر
+
توقف الزمن بها لابد أن كذبتها الشنعاء قد كشفت وعلم ما كانت تواريه خلف زواجها المزعوم زاغت نظراتها يميناً ويساراً وقالت بإرتباك
+
_انت .......بتقول ايه ؟ أنا مش فاهمه حاجه !!
+
عقد ذراعيه أمام صدره ورفع حاجبه لأعلى بصدمه وهو يقول متسائلاً
+
_مش فاهمه حاجه !! لسه هتستمري في كدبتك لحد امتى عايز اعرف!!
+
انكمشت على نفسها وضمت منكبيها لأعلى وقالت بخفوت
+
_أنا مكدبتش إلا علشان احافظ على كرامتي بعد ماطلقتني
+
لو كانت حالتها تسمح بصفعها لصفعها بالفعل ولكن لن تتحمل وهي بهذه الهشاشه من الخارج أخذ نفس عميق من سيجارته وأخرج سحابه رماديه في وجهها ففتحت عيناها على وسعهما بعد أن شهقت بصوت مسموع قائله بتطفل
+
_انت................ من امتى بتشرب سجاير يا "خالد "
+
رفع لفافه التبغ إلى عينيه ثم حانت منه بسمه ساخره أثارت ضيقها وقال لها بتهكم
+
_ أظن دي حياتي مش حياتك واكيد مش هتخافي على نفسي اكتر مني
+
شعرت بالتعب يشتد عليها فعضت على شفتها السفلي لتكمل بألم
+
_لوكنت بتخاف على نفسك مكنتش تشرب السموم دي انا ولادي محتاجينك
+
علت ضحكته حتى ادمعت عيناه واقترب منها لينظر إليها بعينين جامدتين وهو يقول
+
_ولادي محتاجينك ......؟ لا تصدقي أنا فعلا اتصدمت طيب انا اصلا موجود في حياه ولادي طيب انا اساساً بمثل في حياتهم حاجه انتي لغيتي وجودي وخلتيه بقى تحصيل حاصل
+
تراجعت بجسدها ووضعت يدها على صدرها واهتزت حدقتيها بالدموع فسقطت علي الفور وهي تقول بعدم تصديق وهي تشهق بصوت مسموع
+
_أنا اقدر الغي وجودك ......انا لا عشت ولا كنت يوم مااعمل كده
+
أشار لها بسبابته وضغط على كلماته وهو يقول بنبره عاليه
+
_لا..... عشتي وكنتي وعملتي يا "اميمه " ودوستي عليه بكل قوتك وكل ده علشان مشيفاني راجل قدامك ووصلت بيكي الجرأه انك تخبي ابني جواكي وتنسبيه باسم واحد تاني
+
كان حديثه يقسم روحه إلى شطرين بداخله حرب مشتعله خرجت السنتها لتحرقها تمسكت بقميصه من الخلف ودفنت رأسها به وقالت من بين دموعها
+
_انت فاهم غلط ....... انا لو مكنتش عايزاه كنت نزلته من أول ما عرفت بس اتمسكت به علشان منك انت ،انا مقدرش اسلم جسمي وروحي لواحد تاني وقلبي وعقلي معاك ،لكن انت قدرت ومش بس كده انت اتجوزت ولمست غيري نسيتني بسرعه رغم اني عمري مانسيتك
+
استدار بجسده وقد اغرورقت عينيه بالدموع وهو يقول ليذكرها
+
_قربت منك اد ايه وكنتي بتبعدي ،قفلتي على نفسك كام مره وكام مره حسستيني بالرفض اترجيتك اد ايه علشان نفتح صفحه جديده ونمحي كل اللي فات،اصريتي على الطلاق وطلقتك بناءا عن رغبتك ،داريتي ابني جواكي شهور وأنا معرفش نسبتيه لواحد مدمن وفي الاخر مطلعش المدمن أفضل من خاين يا "أميمه "جايه دلوقتي بتلومني اني اتجوزت
+
ضربته بقبضتها في ظهره عده مرات وقالت ببكاء
+
_مكنش لازم تطلقني أبداً ، وتسبني كده انا تايهه مش عارفه اعمل ايه
+
توجه ناحيه الباب وما ان هم بفتحه قال لها بنبره قاسيه أجاد التحدث بها
+
_اعملي اللي انتي عايزاه ،انسبي ابني لشخص تاني وباسم تاني ،اعملي اي شئ يرضي غرورك وكبريائك بس ياريت تنسيني وتنسى اسم "خالد "للابد
+
سقطت فوق الفراش تبكي وتنعي حظها لقد انسحب من حياتها وبدون رجوع لم يعد يؤثر به شئ وقف يستمع إلى صوت بكائها من الداخل أغمض عينيه بشده وهو يقول بخفوت
+
_صعبتيها اوى................ يا "اميمه "
+
______________________________
+
نهضت من مكانها تنظر حولها فقد كان الهدوء يسود المكان لم تعتاد هذا الهدوء من قبل والذي كان يسبق العاصفه دلفت إلى غرفته بخطوات واثقه نقرت باصابعها على الباب فكان منهكاً أمام شاشه الحاسوب جلست أمامه ووضعت كفها أسفل ذقنها فلم يلحظ وجودها تنحنحت بخفوت وكأنه في عالم آخر خاص به هو رفعت المنفضه لأعلى وضربت بها الطاوله فأنتفض في مكانه وهو ينظر إليها بعدم استيعاب قائلا لها بخفه
+
_خضتيني ....يا "ميلا " مش تقولي انك هنا !!
+
ارتفعا حاجباها لأعلى بعدم تصديق وقالت بخجل
+
_انت اللي شكلك مش هنا أبدا .......يا "مراد "
+
أغلق الحاسوب ووضعه جانباً وأخذ ينظر إلى امواجها الثائره وقال بغزل
+
_سبحان من خلق فأبدع ........حقيقي عينيكي مالهمش وصف
+
كانت في قراره نفسها تشعر بالاستغراب من هذا الإطراء تنفست بهدوء وهمت بالوقوف فامسك أصابعها التفتت تلقائياً إلى الباب ثم اعاده النظر إليه فقال لها بتهكم
+
_ايه ده .....؟ خايفه من "يوسف " والا ايه !!
+
أطاحت بيديها أصابعها ودفعته بكل طاقتها قائله وهي تتوجه ناحيه الخارج
+
_أنا مش خايفه منه .........انا خايفه ل "براء " يضايق من وجودي معاك
+
ضم جبينه بإستغراب واعتدل في جلسته وهو يقول بخفه
+
_غريبه .......خايفه ل "براء" يفهمك غلط معايا انا ،طيب مع أبوه ماشى إنما أنا ليه
+
اتجهت إليه مره أخرى ووكزته في صدره بخفه وهي تقول بإصرار
+
_الولد ....ده ذكي جدا وبيفهم بسرعه لازم ناخد بالنا من تصرفاتنا قدامه
+
حك بسبابته ذقنه بشك وقال لها بتساؤل غامزاً إليها بعينه اليسرى
+
_اممممممم ......يبقى في حاجه حصلت علشان تقولي الكلام ده
+
زاغت نظراتها يميناً ويساراً و قالت وهي تشيح بوجهها بعيداً عنه
+
_هااااا .....لا طبعا مافيش ،ويلا علشان تساعدني داده" مجيده" تعبانه النهارده
+
قفز من مكانه بسرعه البرق وقال لها وعيناه لاتحيدان عن عيناها الواسعتان
+
_ اؤمري وأنا أنفذ يا أميرتي ،نبدأ بإيه بقى ؟
+
وضعت يدها في خصرها وتوجهت إلى الممر المؤدي إلى المطبخ ليتبعها هو قافزاً خلفها أصدرت ضحكه عاليه وهي تراه بهذه الخفه ،أشارت إلى الأواني والأطباق وهي تقول له
+
_الأطباق دي تجبها و تيجي ورايا علشان عايزه "براء " يأكل كويس هو ضعيف جدا
+
وما ان خرجت إلى الحديقه تبعها هو حاملاً الأطباق دفعه واحده التقطتها منه بحذر ودلف إلى الداخل ليقظ ابن أخيه من نومه ،كانت ترصف الأطباق بحرص شديد فوق الطاوله سقط منها أحد الأطباق دون أن تشعر فجثت على ركبتيها تلملم ما تبقي منه وصدق من قال لا شئ يعود كالسابق ،فالذي ينكسر لن يلتئم مره أخرى إلا ويترك اثر غائر في النفس كتمت صرخه كادت أن تخرج من بين شفتيها حينما انجرحت أصابعها وأصبحت الدماء تسيل على الأرض شهقت حينما قبض على أصابعها وضمها بين كفيه وأخرج من جيبه منشفه ورقيه ومسح دمائها التي كست أصابعها حاولت سحب أنامله ولكنه كان قابضاً عليها بأصابع جامده همس إليها بنبره بارده متسائلاً
+
_مش تاخدي بالك ........ من نفسك ؟
+
ارتبكت نظراتها حينما وقعت عينيها على قميصه المفتوح وعضلات صدره البارزه حاولت النهوض ولكنه ثبت بيديه كفها واليد الأخرى أغلق بها أزرار قميصه لأول مره يشعر بخجلها فأزال عنها هذا الحرج همست إليه بخفوت وكأنها تقدم إليه الشكر والامتنان وهي تنهض من مكانها
+
_متشكره ................ على المساعده
+
ابتسم إليها بهدوء واقترب منها لتتراجع هي إلى الخلف ومازال محتفظاً بأناملها بين قبضته
+
_العفو .......انتي كنتي مع "مراد " بتعملي ايه ؟ قالها بشك
+
تراجعت بجسدها أكثر وهي تنظر إليه بعدم ارتياح وقالت بخفوت
+
_كنت عايزاه .....يساعدني مش اكتر وهو متاخرش بصراحه
+
هز رأسه بتفهم و تقدم منها لتتراجع أكثر وأكثر وما ان وجدت نفسها على حافه السقوط داخل المسبح تمسكت به وأصبحت بمقربه منه فحاصرها بسؤاله
+
_ليه مطلبتيش مني المساعده يا ........."ميلا " ؟
+
اتسعت عيناها على وسعهما وابتلعت ريقها ببطء منذ متى وهو يتحدث معها هكذا والاحري من ذلك كيف تطلب منه المساعده وهو ابن "القاضي " وجدت الفرصه سانحه لتقول له بدهاء
+
_أنا وفرت على نفسي الاحراج .....لأني عارفه انى طلباتي مش مجابه عندك
+
رفع حاجبه لأعلى بخبث وقال لها بعينين باردتين
+
_ جربي مش هتخسري حاجه على فكره
+
شعرت بسخونه وجنتيها وقالت بإرتباك وهي تشير إلى الداخل بأصابع مرتعشه
+
_"مرااااد " ..........يا "يوسف " لازم تراضيه وكمان "براء " ده مهما ان كان ابنك
+
لم يكن يتوقع هذا الأمر وأنه يخص أقرب الناس إليه ،كانت تراهن نفسها بأنه سيرفض لا محاله ولكن خابت ظنونها حينما قال لها بهدوء
+
_وايه .......كمان يا "ميلا " ........!!
+
هزت رأسها نافيه ان تطلب منه شئ آخر رفع كفها إلى شفتيه وطبع قبله دافئه وهو يقول
+
_أنا عارف انك مستغربه طريقتي معاكى ومش متعوده عليها بس انا وعدتك اني مش هأذيكي تاني وانا عند وعدي يمكن متصدقيش كلامي بس ا لأيام هتثبتلك ده انا مش وحش زي ما انتي فاكره ،يمكن أكون شخصيه بارده أو أكون لا اطاق كمان بس معاكى ببقى حاجه تانيه
+
جاءت إليها الفرصه الآن على طبق من ألماس لن يكفيها غيرالاعتذار والتوسل إليها ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن
+
لمعت فيروزتاها بوميض من الحقد كيف أتت إلى هذا المكان بل والأدهى من ذلك كيف تحدث معها بهذه النبره الخافته والتي لا تكاد تسمع وكأنه طفل صغير يعاقب أمام معلمته وتعيد تأهيله بطريقه محترفه سحبت كفها بهدوء من بين يديه فأزاحتها هي جانباً بشراسه ودنت منه وصفقت بكفيها عالياً وكأنها تتصنع طريقته البارده في التعبير عن سخطه بنبرتها الهازئه
+
_الله كمان يا فنان ده ايه المشاعر الملتهبه دي كلها !!
+
رفع رأسه لأعلى وتجمد مكانه عندما ظهرت إليهما بقوامها الممشوق وعيناها الساحرتان لا يعلم كيف شدها من ذراعها وسار بها بخطوات مسرعه فأخذت تتعثر في خطواتها والتفتت برأسها لتجدها تنظر إليها بعينين متشفيتين وعلى وجهها ابتسامه واسعه
+
أثارت ضيقها دون أن يشعر دفعها بكل قوته جهه الداخل وولج بها إلى مكتبه وأغلق الباب ،وقفت هي مشدوهه من ظهورها وغادرت إلى غرفتها على الفور دون أن تتحدث بكلمه واحده ،ألقت نظره على أنفاسه المتسارعه وضربات قلبه المضطربه والتي أشعلت حسها الماكر داهمتها نظراته المسلطه عليها لتقترب هي منه وعلى وجهها شبه ابتسامه هادئه ليقول لها ببرود متسائلاً
+
_جايه ......ليه وعايزه ايه بالظبط ؟
+
رفعت حاجبها لأعلى بمكر ووضعت كفها في خصرها
+
قائله بوقاحه ما اثار دهشته وجعله يتخشب مكانه
+
_عايزاك ..............!!
+
ابتلع ريقه ببطء شديد وضيق نظراته الحاده قائلا لها
+
_ مش وقته ........ولا مكانه على فكره
+
حانت منها بسمه ساخره جعلت تفكيره يختل وقالت من بين شفتيها بهدوء وثبات اجادت التحدث بهما وهي تداعب أزرار قميصه المغلق والذي أثبت إليها صواب حسها الماكر بأن هناك خطباً ما قد اصابه
+
_كنت عارفه ان ده هيبقى ردك ومش مستغربه خالص ، بس لسه متخلقتش اللي تقدر تاخدك مني
+
ضغط على اسنانه بغل شديد وصفعها على خدها بشراسه جعلها تشهق بصدمه وزعق بها قائلاً
+
_وانتى فكراني عيل يا بنت ال *** فوقي وشوفي نفسك بتتكلمي مع مين، قبل ماتتعدي حدودك معايا
+
اعتادت صفعاته المهينه من قبل ولكن لم تكن بهذه الشراسه فكانت تعلم مبرراته الواهيه الغيره ،التملك أم الآن فما هو مبرره إذااستفاقت على صوته الساخر
+
_ زمان كنتي بتجري ورا "أكمل "علشان نفوذه وجريتي ورا "حسين "علشان الفلوس ودلوقتي بتجري ورايا ليه علشان ايه ؟
+
وضعت كفها على خدها وأخذصدرها يعلو ويهبط من اثر الصدمه وقالت من بين اسنانها
+
_علشان مزاجي ..اللي مبقاش على مزاجك دلوقتي ضغط على قبضته بغل واستدار بجسده يلعن وجودها في حياته واللحظه التي جمعت بينهما وقال لها بنبرته الساخره وهو يؤكد لها حديثها
+
_كويس انك عرفتي ده لوحدك ودلوقتي ياريت تمشي من هنا أنا أبني هنا ومش لازم يشوفك معايا
+
علت ضحكتها لتصل إلى عنان السماء وادارته إليها بسخريه وأخذت تتطلع إليه بعينين ماكرتين قائله
+
_يا حرام ......؟ من أمتي بتعمل حساب لاي حد والا خايف الأموره اللي بره دي تفهمك غلط فوق يا بيبي أوعى تكون فاكر اني ممكن اسيبك ليها تبقى بتحلم أنا عليه وعلى أعدائي و"أكمل السمري" موجود
+
رفع ذراعه لأعلى وصفعها على وجهها مره أخرى وقال لها بعصبيه
+
_انتي بتهدديني يا بنت ال*** "أكمل " مين ده اللي بتعملي له حساب
+
حاولت اغاظته فنجحت بالفعل بإخراجه عن طوره الهادئ اقتربت منه وقالت محذره إياه
+
_ايوه بهددك يا "يوسف "سالي نصار " بتهدد " يوسف مختار "
+
لوي ذراعها خلف ظهرها ولم تعد تحصي عدد الصفعات التي تلقتها منه دفعها بكل قوته لتسقط على الارضيه البارده تبكي وتصرخ في أن واحد ، تعالت أنفاسه وهو يركلها بحذائه ، كان صوت صراخها يصل إلى مسامعها ارتجفت ودلفت إلى غرفه ابنه وجدت شقيقه جالساً ولم ينظر إليها همست إليه بخفوت وهي تشير جهه الأسفل
+
_علشان خاطري يا ....."مراد " تخلصها من ايده ده ممكن يموتها بالشكل ده
+
لوي فكه وزمجر وهو يحذرها من الاقتراب منهما قائلا
+
_لا متخافيش عليها ،دي مش سهل بس متتجننيش انتي وتنزلي أفضل لك
+
ثم توجه إلى غرفته وهو يحذرها من الهبوط إليهما فهزت رأسها بتفهم ،ولكن ما ان اختفى عن الأنظار اخذها الفضول إلى الأسفل حيث غرفه المكتب سارت بخطوات بطيئه لكي يمكنها معرفه ما يحدث بينهما ، زحفت على ركبتيها وهي تتمسك بساقه قائله
+
_نسيت "سالي " وحبها ليك انت بقيت قاسي اوى يا "يوسف "
+
اقترب منها مشيراً إليها بعصبيه وهو يقول من بين اسنانه
+
_انتي اللي استفزتيني بكلامك كان لازم تعرفى اني غير ما انت فاكره
+
نهضت من مكانها بتثاقل لتقف أمامه تنظر إليه بعينين متعلقتين به تتحسس وجهه بلهفه وتمرر أصابعها على طول عنقه قائله له بخفوت
+
_أنا .....اسفه مش هعمل كده تاني ،بس مكنتش اتوقع انك تقابلني بالبرود ده رغم انك مش بارد أبدا ، انت مش متخيل الوقت اللي بقضيه معاك بعمري كله ، بسرق من الدنيا لحظات وعارفه إنها مش هتتكرر تاني لأنك كل مدى بتقسي عليه
+
حاصرته بنعومتها ولم يستطع أن يقاوم حسها الأنثوي وطريقتها التي أشعلت كيانه من الداخل والذي افتقده بالفعل علمت بدهائها كيف تعيده إليها مره أخرى حاصر خصرها بذراعيه فتعلقت بعنقه ومزقت قميصه فتناثرت الأزرار في كل مكان خلعت عنه قميصه وهي تلتهم شفتيه في قبله بادرت بها اولاً فأزاح بذراعه جميع الأغراض التي تمكث فوق سطح المكتب ليضعها فوق السطح الزجاجي واعتلي جسدها بجرأته التي اعتادت عليها ليخمد من نيران ثورتها المشتعله لم تصدق عيناها وهي ترى ما يحدث من ثقب الباب شهقت وهي تتراجع إلى الخلف ليكتم بيديه شهقاتها فأستدارت بجسدها وقالت بإرتجاف
+
_ايه اللي بيحصل ده ........احنا فين ،ايه ده ؟
+
أغمض عينيه وهو يجيب بمراره على سؤالها المذعور
+
_ حاولي تنسى كل اللي شوفتيه لأنه مالوش تفسير غير أنه شئ مش طبيعي
+
يتبع
+
سيتم النشر على الواتباد وذلك احتراماً لرغبه الفانز الكرام دمتم سالمين💗💗
1
