رواية بلقيس وأنا الفصل الثامن 8 بقلم هيام شطا
بلقيس وأنا
البارت الثامن
صرخ عزيز وهو يحتضن جسد عم جلال بين يديه
فكرى انت و الرجاله غطوا عليا
وضع جسد عم جلال أرضا وانطلق وهو يحمل سلاحين فى يديه الاثنين يطلق الطلقات بلا رحمه أو هواده
الى أن وقع أحد أفراد الهجوم أرض
صرخ وهو يعود مره اخرى لحارس المخازن
فكرى هات الكلب ده عايش وافتح العربيه بسرعه وهات دكتور شريف بسرعه على بيت المزرعه عم جلال هيموت
قال فكرى والمخازن يا ملك
قال بلهجه أمره انقل كل البضاعه للمخازن اللى فى الفيوم
ومحدش ياخد خبر حتى عمى
اجابه فكرى بطاعه عمياء
أوامرك يا ملك
ساعة أو اقل وكان عزيز يحمل جسد جلال على قدمه بينما السائق ينطلق بالسياره بسرعه فائقه حتى وصلوا إلى أرض شاسعه زراعيه فى احد القرى المصريه الجميله وكان الفجر قارب على البزوغ
و صل معه الدكتور شريف
صعد عزيز وهو يحمل جلال بسرعه
هتف بصوت غاضب
حصلنى بسرعه يا شريف الراجل بيموت
دلف خلفه الطبيب
أجرى عليه كشف مبدأى وقال بصوت
حزين
الراجل ميت يا عزيز
صرخ عزيز بغضب فى الطبيب
أكشف تانى وتالت اتصرف
دفعه شريف بحده وقال بصوت غاضب
اتصرف ازاي. الراجل ميت
وربنا بس هو اللى بيحيي ويموت
أهدى يا عزيز وأمسك نفسك مش
كدا ومش اول حد يموت
فى عمليه
جلس عزيز أرضا بينما اهلكه الغضب وتمكن منه تأنيب الضمير وقال وحلقه به غصة مريره.
الراجل ملوش ذنب ده كان بيفدينى
كل ذنبه أنه اشتغل عندى وحارس على مخازن مش عارف فيها ايه
قال شريف بإقرار حقيقه
ده وارد أنه يحصل ووارد برضو يحصل له وانت مش معاه لأن مخازن معدات الزراعه يا عزيز انت حاطة معاها السلاح
ثم قال الطبيب بغضب وهو يدفع عزيز الذى فقد كل تركيزه ما عدا تركيز سمعه مع الطبيب
ضميرك جاى يصحى دلوقتى
ضميرك بيأنبك دلوقتى
ليه مصحاش وانا بترجاك تسيبنى ومتورطنيش فى شغلك القذر
ثم نظر لعزيز بستحقار وتركه وتأنيب ضميره الذى استيقظ فجأه ولا يعلم لماذا
........ ... رواية بلقيس وانا بقلمى هيام شطا..........
وقفت فى منصف الغرفه تفرك يديها وعلامات التوتر ظاهره على وجهها
نعم بالأمس كانت تطير فرحا
وهى تضع اللمسات الاخيره فى جناحها هى ويوسف فارس أحلامها
ولكنها الآن تشعر بغصة قهر فى قلبها بعد أن قهرت ابيها وتخلت عنه للمره الثانيه
نظرت إلى يوسف الذى جلس على المقعد المقابل لها.
سألها ببرود وصوت غير مبالى
هتفضلى واقفه كدا كتير
نظرة له وعيناها تتسائل قبل لسانها
اعمل ايه
قال وصوته تملأه نبرة السخريه
هتعملى ايه يعنى.
غيرى هدومك يلا انا عاوز انام
لم تنظر له ولم تتحدث ولم تظهر له نظرة الحزن التى احتلت عيناها
كل ما فعلته أن دلفت إلى الحمام المرفق بغرفتها وحمدت ربها أن فستان زفافها استطاعت أن تفك سحابه
ووجدت زينب وضعت لها ذلك الثوب الابيض المثير التى نظرة له بحزن ولم تهتم أن ترتديه امام يوسف لانه وبكل صراحه ادركت الان من طريقة تعامله معاها منذ أن دلفوا إلى غرفتهم أنه لا يبالى بها أو بتلك الزيجه ويبدو أن ابيها على حق وأنها سوف تندم
خرجت بعد أن ارتدت ثوب النوم وفوقه روب مماثل له
كانت فتنه بجمالها الهادئ وجمال لونها الخمرى الهادئ المتشبع بجمال حمرة الخجل على وجنتيها
ورغم أنها نشأت معه ورغم أنه ابن خالتها إلا أنها تخجل منه وكأنها لاول مره تراه
لا ينكر يوسف أنه حين رآها
اهتز جبل رجولته كيف لتلك الفتنه أن تكون رحيل ابنة خالته
نظر لها بشهوه ولكنه لن يحقق لها أو لأبيه مراده ولن يقترب منها كما عزم بينه وبين نفسه ولن تفرض عليه أو يفرضها ابيه عليه
ولن يخضع لفتنتها حتى أن امتلكت فتنة بنات حواء كلهم
ذهب إلى طرف الفراش الآخر وقال لها
بغضب
هتنامى كدا
قالت ببلاهه امال انام ازاى
قال بقلة لياقه
نامى زى ما تنامى ده شئ ميخصنيش
نام وجذب طرف الفراش عليه لكى لا يفتن بتلك الحوريه ذات الشعر الاسود والعينين البريئتين
بينما هى انكسر خاطرها من كلمات يوسف التى ظنته بالامس القريب مثلها يتلهف لكى يغلق عليهم باب واحد
وهاهى تصتطدم بالواقع المرير وأنها كما قال ابيها مجرد سيتار أو وجهه اجتماعيه لتكتمل صورة الشاب المتزوج المستقيم يوسف التهامى
نامت على طرف الفراش الآخر ولكن عيناها لم تنام وايضا دموعها وشهقات
بكائها تكتمها أو لا تكتمها فهى لن تفرق كثير مع ابن خالتها الجاحد المسمى بزوجها
.............................
كاد الخوف أن يقف قلب خليل بينما يخبره أحد رجاله الذى اوصاهم ودفع لهم مبالغ كبيره حتى يسطوا على مخازن السلاح ويسرقوها رغم انف عزيز وشدد خليل عليهم أن لا يصاب عزيز بأى اذى.
ولكن منفذ العمليه كان له رأى آخر وهو أن يقضى على عزيز ويسرق الشحنه ويحتفظ بها ويضرب عصفورين بحجر واحد
وهو التخلص من اكبر تاجر سلاح ويقطع الذراع الأيمن لخليل التهامى وايضا يستولى على شحنة الاسلحه
ولكن الأمر لم يسر على هواه إذ قفز عم جلال فى لحظه ليفدى عزيز وتفشل خطة راجح و خليل
صرخ خليل بغضب
يعنى ايه ياراجح العمليه باظت كدا
انا قولت تاخد الشحنه
قال راجح بندم زائف
عملت كدا يا باشا
هدر خليل بغضب
لاء معملتش انا قولت بعد ما عزيز يمشى ولو لقيت عزيز هوش عليه بس واقتل رجالته وخد الشحنه
انما انت يا غبى لا اخدت الشحنه ولا قتلت حد من رجالة عزيز
اتشطرت على الحارس ولا البضاعة جبتها ولا خلصت على فكرى الراجل بتاعه ودراعه اليمين
ساله راجح وقد اتقد الشر فى عينيه والخبث فى كلمات
ايه حصل يا باشا يخليك تقلب على ملك الليل والسلاح
هدر خليل والغضب صرخ من عينيه
حصل اللى حصل ملكش فيه
أصر راجح أن يعرف السبب
الذى جعل خليل يتفق على يده اليمين
قال بخبث
مترسينى على الدور يا باشا وانا افيدك
قال خليل وهو. يفكر بصوت عقل ذلك الشيطان
عزيز هيشارك ابراهيم الحديدى علشان ينفذ المستشفى وسمعته
قال ساله راجح بخبث.
وفيها ايه دى حاجه تفرحك الفلوس والشركات هتزيد فوقها مستشفى
ضغط خليل على أسنانه وتحدث بحقد لم يستطع اخفائه
عزيز معملش كدا علشان يزود املاكنا ولا حتى حب فيا ولا فى العيله
عزيز اتغير من اخر صفقه للادويه اتغير بعد اللى حصل للدكتور ده
وانا متاكد أن فيه حاجه اتغيرت حاجه خلته لاول مره يقف قصادى علشان يكون جنب العيله دى.
قال راجح بخبث.
مش يمكن طمعان فى الدكتوره
ضحك خليل بسخريه.
ممكن يا خد الدكتوره والف زيها لو عاوز
عزيز قلبه فيه حاجه صحت ولو عزيز ندم أو خاف على حد قول علينا كلنا يا رحمان يا رحيم
الان فهم راجح قال بعد أن وصل إليه هدف خليل
انت قولت تسرق الصفقه وتخلى الملك يلف حولين نفسه و تشغله مين اخد الصفقه وخسروا فلوس التجار اللى هيدفعها لهم تانى ويرجع فى دائرة الانتقام
وينسى المستشفى والدكتوره
قال خليل بعد أن اندهش بذكاء راجح
برافو عليك يا راجح يعجبنى دماغك
قال راجح لخليل والشر يتقد فى عينيه فلطالما كره عزيز واراد أن يزيحه من أمامه ليكون هو المتحكم فى سوق السلاح
طب ايه رايك فى اللى يريحك خالص من الموضوع ده وتاخد الجمل بما حمل
ساله خليل بلهفه.
هتعمل ايه
اجاب بكره
نقتل الملك
ارتعب خليل وهدر بخوف
لاء
انا قولت نهوش عليه علشان ميخرجش من ايدى انما اموت عزيز لاء يا راجح اوعى تفكر
قال راجح بخبث عندما وجد انزعاج
خليل من الفكره ولكنه بدا يلعب على تلك الفكره ولن يتراجع الا بعد أن يأمره خليل بنفسه بالقضاء على عزيز
أهدى يا باشا دى مجرد دردشه
قال خليل وقد تملك الغضب منه
خلاص يا خفيف أخفى انت واياك حد يعرف عن الموضوع ده
اجابه بطاعه اوامر يا باشا
ساله للمره الثانيه
الولا اللى اتصاب عندك يعرف اى حاجه عنك
قال بغرور
ابدا يا باشا دول شوية عيال شمال اخدتهم نخلص المصلحه ولا يعرفونى ولا يعرفوا اسمى
قال خليل بأمر
اختفى انت اليومين دول لحد ما الحكايه تهدى
أوامرك يا باشا
جلس خليل يفكر فى طريقه جديده ليعيد عزيز اليه مره اخرى قبل أن ينغمس فى طريق الخير الذى بدأ يخطوا فيه ويعجب بجمال أنواره الساطعه
.......بلقيس وانا بقلمى هيام شطا......
وقف عزيز يرتدى نظارته السوداء تحجب عينيه الممتلأه بنظرات الندم أمام المقابر بجانب ابن عم جلال يوارى جثمانه إلى مثواه الأخير بعد أن اقنعهم أن والدهم تعرض إلى ازمه قلبيه أثناء عمله وأخرجه من مشفى شريف مكفن ولم يعلم أحد سبب موت ذلك الرجل الطيب الذى خسر حياته ليفدى عزيز وكان ذلك اليوم
نقطة تحول أخرى فى شخصية عزيز.
سلم عزيز على ابن الرجل الطيب الذى دفع حياته مقابل حياة عزيز
قال بحزن وهو يجلس معهم بعد أن انقضى العزاء
البقاء لله يا محمود
اجابه الشاب بحزن وعينان دامعه على فراق السند والظهر لهم فى الحياه ومن اغلى من الاب
ولله الدوام يا عزيز بيه
اخرج عزيز ذلك الشيك من جيبه وأعطاه لام محمود وقال والحزن يخيم على صوته
دى مكافئة عم جلال
وله كمان كل شهر المعاش بتاعه
نظرة ام محمود إلى الشيك وقالت بدهشه بس ده كتير يا عزيز بيه
أجابها بصوت حزين
مش كتير ولا حاجه عم جلال مات وهو فى الشغل وده أقل من حقه
سالته بلهفة ام تخشى مرارة الايام
وذل الحوجه
كل اللى انا عوزاه منك يا عزيز بيه
تشغل محمود عندك
أجابها بتأكيد
اكيد محمود مكانه موجود بس يخلص الكليه واى حاجه هتحتاجوها انا دايما موجود
أعطى لهم ذلك المبلغ الكبير وذالك الميعاش الشهرى لكى يرضى ضميره أو يعطى لضميره مسكن ليصمت قليلا
عن جلده بسوط الندم
..............................
خرج بكل غضب الدنيا وضمير يصرخ فيه بعد أن شاهد حال تلك الاسره المنكوبه فى ابيها.
وذهب مباشرتا إلى مكان الذى احتفظ فيه فكرى بذلك الرجل الذى سقط فى ايدى رجال عزيز
دلف إليه وخلع جاكت بذلته
وشمر عن ساعديه القويين سال فكرى
الكلب ده فين.
قال فكرى بطاعة
جوه يا باشا
عرفتوا مين اللى كان معاهم ومين اللى هجم علينا
قال فكرى بجديه
الولا ده متأجر ساعه يقضى الشغلانه وخلاص يا باشا ميعرفش حاجه
هدر بغضب
فكرى انت هتخيب ولا ايه
طلع منه الكلام غصب عنه طلعه بطلوع روحه
ثم دلف إلى ذلك الرجل يضربه بكل غل وغضب
حتى كاد أن تزهق روحه أبعده فكرى عن الرجل وقال وهو يحاول أن يهدأهأهدى يا ملك الراجل هيموت فى ايدك قبل ما نوصل للى عامل الهجوم علينا.
طلع الكلام منه يا فكرى
قال الرجل الذى كاد أن يموت
انا اعرف شكل الراجل اللى اتفق معانا لو شوفت صورته
هدر عزيز
وريه كل صور اللى شغالين ضددنا وكمان اللى معانا ميخرجش من هنا الا لما اعرف
اطاعه فكرى وهو انصرف والفكر يكاد يطيح برأسه من تجرأ وفعل هذا مع ملك الليل عزيز التهامى
...........................
مر اسبوع على. الحادث وهو لا يتوانى عن استجواب وعرض الصور على ذلك المجرم حتى يصل الى الحقيقه
جلس فى سيارته واخد يدور بلا هدى وجد نفسه أمام المشفى مره اخرى
نزل وصعد مباشرتا إلى مكتبها وكأنه يعلم أنها به
من اين أتى بهذا اليقين ولكنه كان يتمنى أن يجدها لا يعلم لماذا يحل السلام فى قلبه عندما ينظر اليها والى عيناها الثائره دايما
وقف أمام مكتبها وسمع صوت ورده تغنى اغنيه جديده ويبدوا أنها مغرمه مثله بأغانى ورده
مالى طب وانا مالى وانا مالى بالاحزان وانامالى وانا مالى بالاحزان انا مالى
عائشه احلا ليالى ويا حبيبى الغالى وبحبك اوى يا عيونى وبحبك مهما لمونى ما يلوموا طب وانا مالى
عندما انتهى من الاستماع غضب من تخيله وسؤال صدح فى رأسه
ترى هل تحب وتستمع تلك الاغنيه من أجل حبيبها
هل تحن لطليقها
ترى لماذا اختلفت معه وانفصلت عنه
هل تحن له
دلف إلى المكتب مباشرتا دون أن يطرق الباب وكانت هى متكأه على المقعد ويبدو أنها مندمجه مع الاغنيه
قال بصوت غاضب لم يستطع التحكم فيه
مساء الخير يا دكتوره
انتفضت من مقعدها منزعجه من دخوله الغير لائق
قالت بغضب هى أيضا
مستر عزيز فيه ايه.
ثم أكملت بغضب انت ازاى تدخل كدا
أجابها بتهكم وكذب حتى يخفى حرجه
خبط وانتى مسمعتيش ورده وخداك فى دنيا تانيه
قالت بعناد لأنها على يقين أنه لم يطرق الباب
مسمعتش
أجابها بغرور وهو يعتدل ليجلس على المقعد المقابل لها.
مش مشكلتى المهم أنى خبط
ايه جايبك المستشفى باليل
قالت له وهى تكبح غضبها من ذلك المتعجرف.
كنت بخلص شوية حاجات قبل الافتتاح
سألها بهيمنه
وخلصتى
قالت بعناد
لاء
هتتأخرى
اختلفت الان نبرة صوته وتحولت إلى الاهتمام
خضعت نبرتها إليه وقالت بهدوء
قربت اخلص بس كويس انك جيت علشان عاوزه منك خدمه
ابتسم تلك الابتسامه النادره التى لا تظهر على وجهه الغامض الا فى المناسبات
وقال بهدوء وبحه مخدره للعقل قبل القلب
أوامر مش طلب يا دكتوره
من تلك البسمه الجميله التى زينت وجهه وطريقته فى الحديث الذى يطوعها له وللموقف وكأنه ساحر
ارتبكت بلقيس وتحول وجهها إلى حمرة الخجل لا تعرف لماذا ولكنها تكاد تجزم أن هذا الرجل ساحر يقلب المواقف يغير الحقائق يتلاعب بها وبمشاعرها
قالت بصوت مرتبك
لا ابدا ولا ووامر ولا حاجه انا عوزاك تبلغ يونس أنه ينسى خالص الطلب اللى طلبه من بابا ويشيل موضوع اسيا من دماغه
قال لها بهدوء وتعقل حيث أنه يعرف أخيه حق المعرفه
ويعرف أنه لن يقدم على هذا الطلب الا اذا كان يمتلك مشاعر لآسيا
وليه يشيل الموضوع من دماغه وليه اصلا يصرف نظر عنه.
قالت بنفاذ صبر بينما ترى أن يونس تقدم للزواج بأسيا لمجرد أنه يشفق عليها ولحظة شهامه منه وسيحل الندم بعدها وهى لا تريد لاختها أن تتدمر كليا لو تخلى عنها يونس بعد أن يفيق من نشوة الشهامه.
علشان اختى مش هتتجوز شفقه وقولت الحكايه دى الف مره
قال لها بنفس العقل والهدوء.
مين قال أن يونس هيتجوزها شفقه
اختك معملتش حاجه غلط
ولا هى أقل من اى بنت بالعكس اختك ضحيه ونسب الدكتور ابراهيم يشرف اى حد
قالت بيأس من ان تقنعه بوجهة نظرها
بكره يونس هيندم
أجابها بحكمه
مش يمكن يعالجها وتخف وترجع معاه للدنيا تانى ويبقى كسبنا حياة اختك وكمان زوجه جميله ليونس.
ثم أكمل حديثه بكل حكمه وصوت العقل
الدنيا علمتني. يا دكتوره أن انا لو عاوز حاجه وشايف انى سعادتى فيها أمد ايدى واخدها حتى لو فيها مغامره
لان المغامر بس هو اللى يعرف معنى السعاده
سيبى يونس يعالج اختك ويقرب منها واعتبريها مغامره لأختك مش يمكن تطلع كسبانه هى كمان تكسب حياتها وترجع لها.
وزوج ناجح وبيحبها وهيحميها زى يونس.
سالته بدهشه
بحبها
أجابها وهو يغمز لها بعينه بشقاوه
باعتبار ما سيكون مهو مش هيفضل رائد كدا جمبها فى المصحه الا إذا حبها
قالت بخجل من حديثه
مستر عزيز
وضع اصبعه على فمها وقال بأمر
عزيز بس مش كنا نيسينا مستر دى
تلجمت بل فقدت صوتها لفعلته المفاجئه والجريئه منه
تراجعت للخلف وقالت
عزيز لو سمحت
قال لها بمشاكسه
ايوا كدا كويس عزيز وبلقيس.
ولا اقولك بلا احلا. اصل بلقيس دى تقيله على لسانى
تملك منها الخجل ولم تتحدث أو نجيبه بينما هو غرق لاذنيه فى جمال خجلها
وضربات قلبه كادت تخرج من مكانها من تأثير تلك البلقيس عليه
حمحم ليجلى صوته وقال لها
بتعقل
صدقينى اسيا مش هتخسر وانا مش هقول لك حاجه على اخلاق يونس لانى متأكد انك تعرفيه زيى تمام سبيه يعلجها
وانتى عليك تقنعى الدكتور ابراهيم بده وهستنى تليفون منك بمعاد الخطوبه.
قالت بدهشه
حيلك حيلك يا استاذ عزيز انا لسه مش مقتنعه
قال بغرور وهو يقف ويغلق ازراز جاكت حلته الانيقه
هتقتنعى وهتقنعى الدكتور ابراهيم ويلا علشان اوصلك الوقت اتأخر.
................................
جلس يونس فى اليوم التالى أمام اسيا التى عادت إلى حالتها الاولى بعد تلك الصدمه التى تعرضت لها
جلس أمامها يتأمل صمتها عيناها الحزينه الشارده
سألها بصوت حنون
واخرتها يا اسيا
كنا بقينا كويسين هترجعى تسكتى تانى
لم تجيبه ولم تبدى اى ردة فعل وكأنها ليست معه
أوصى الممرضه أن تعطى لها علاجها بينما هو انتوى أن يذهب إلى الدكتور ابراهيم ولن يعود الا بموافقته فلربما تلك الخطوه تجعلها تتحسن إذا وجدت من يريدها ولا يخجل منها
...........................
دلف اخر الليل ككل ليله مخمور لا يدرى بشئ حوله بترنح من أثر السكر
هبت رحيل حين سمعته يقترب منها
وقال وهو بين الليقظه والسكر وهو يمسك يدها وينظر إلى مفاتنها التى ظهرت أمامه من ذلك الثوب المثير.
رحيل انتى حلوه اوي
قالت بخوف وهى تحاول الابتعاد عنه
يوسف انت سكران.
قال وقد اتقدت نار الشهوه فى عينيه
ايوا سكران بجمالك يا رحيل
تعالى
ثم جذبها له وأخذ يقبلها بعنف دفعته عنها وصاحت بغضب
ابعد عنى يا حيوان انت بتعمل ايه.
قال وهو يعاود الهجوم عليها.
بعمل اللى. نفسك فيه من يوم ما اتنفقتى انتى وخليل بيه عليا انك تتجوزينى
مش ده اللى انتى عوزاه يا رورو
دفعته مره اخرى بعيدا عنها وقالت وقد تملك منها التقزز من حالته المزريه ورائحته الكريهه
لاء مش ده اللى انا عوزاه وابعد بعيد عنى .لم يعير حديثها اى قيمه بينما هو يريد أن يتفنن فى إشباع رغبته من تلك الحوريه التى أمامه وايضا هى بالنسبه له وجبه دسمه ومجانيه.
اقترب منها واحاطها بين جسده العريض والحائط وقال وهو يجذبها إلى صدره ويهجم بضراوه على شفتيها.
لاء يا حلوه انتى مراتى وهاخد اللى انا عاوزه منك
البارت الثامن
صرخ عزيز وهو يحتضن جسد عم جلال بين يديه
فكرى انت و الرجاله غطوا عليا
وضع جسد عم جلال أرضا وانطلق وهو يحمل سلاحين فى يديه الاثنين يطلق الطلقات بلا رحمه أو هواده
الى أن وقع أحد أفراد الهجوم أرض
صرخ وهو يعود مره اخرى لحارس المخازن
فكرى هات الكلب ده عايش وافتح العربيه بسرعه وهات دكتور شريف بسرعه على بيت المزرعه عم جلال هيموت
قال فكرى والمخازن يا ملك
قال بلهجه أمره انقل كل البضاعه للمخازن اللى فى الفيوم
ومحدش ياخد خبر حتى عمى
اجابه فكرى بطاعه عمياء
أوامرك يا ملك
ساعة أو اقل وكان عزيز يحمل جسد جلال على قدمه بينما السائق ينطلق بالسياره بسرعه فائقه حتى وصلوا إلى أرض شاسعه زراعيه فى احد القرى المصريه الجميله وكان الفجر قارب على البزوغ
و صل معه الدكتور شريف
صعد عزيز وهو يحمل جلال بسرعه
هتف بصوت غاضب
حصلنى بسرعه يا شريف الراجل بيموت
دلف خلفه الطبيب
أجرى عليه كشف مبدأى وقال بصوت
حزين
الراجل ميت يا عزيز
صرخ عزيز بغضب فى الطبيب
أكشف تانى وتالت اتصرف
دفعه شريف بحده وقال بصوت غاضب
اتصرف ازاي. الراجل ميت
وربنا بس هو اللى بيحيي ويموت
أهدى يا عزيز وأمسك نفسك مش
كدا ومش اول حد يموت
فى عمليه
جلس عزيز أرضا بينما اهلكه الغضب وتمكن منه تأنيب الضمير وقال وحلقه به غصة مريره.
الراجل ملوش ذنب ده كان بيفدينى
كل ذنبه أنه اشتغل عندى وحارس على مخازن مش عارف فيها ايه
قال شريف بإقرار حقيقه
ده وارد أنه يحصل ووارد برضو يحصل له وانت مش معاه لأن مخازن معدات الزراعه يا عزيز انت حاطة معاها السلاح
ثم قال الطبيب بغضب وهو يدفع عزيز الذى فقد كل تركيزه ما عدا تركيز سمعه مع الطبيب
ضميرك جاى يصحى دلوقتى
ضميرك بيأنبك دلوقتى
ليه مصحاش وانا بترجاك تسيبنى ومتورطنيش فى شغلك القذر
ثم نظر لعزيز بستحقار وتركه وتأنيب ضميره الذى استيقظ فجأه ولا يعلم لماذا
........ ... رواية بلقيس وانا بقلمى هيام شطا..........
وقفت فى منصف الغرفه تفرك يديها وعلامات التوتر ظاهره على وجهها
نعم بالأمس كانت تطير فرحا
وهى تضع اللمسات الاخيره فى جناحها هى ويوسف فارس أحلامها
ولكنها الآن تشعر بغصة قهر فى قلبها بعد أن قهرت ابيها وتخلت عنه للمره الثانيه
نظرت إلى يوسف الذى جلس على المقعد المقابل لها.
سألها ببرود وصوت غير مبالى
هتفضلى واقفه كدا كتير
نظرة له وعيناها تتسائل قبل لسانها
اعمل ايه
قال وصوته تملأه نبرة السخريه
هتعملى ايه يعنى.
غيرى هدومك يلا انا عاوز انام
لم تنظر له ولم تتحدث ولم تظهر له نظرة الحزن التى احتلت عيناها
كل ما فعلته أن دلفت إلى الحمام المرفق بغرفتها وحمدت ربها أن فستان زفافها استطاعت أن تفك سحابه
ووجدت زينب وضعت لها ذلك الثوب الابيض المثير التى نظرة له بحزن ولم تهتم أن ترتديه امام يوسف لانه وبكل صراحه ادركت الان من طريقة تعامله معاها منذ أن دلفوا إلى غرفتهم أنه لا يبالى بها أو بتلك الزيجه ويبدو أن ابيها على حق وأنها سوف تندم
خرجت بعد أن ارتدت ثوب النوم وفوقه روب مماثل له
كانت فتنه بجمالها الهادئ وجمال لونها الخمرى الهادئ المتشبع بجمال حمرة الخجل على وجنتيها
ورغم أنها نشأت معه ورغم أنه ابن خالتها إلا أنها تخجل منه وكأنها لاول مره تراه
لا ينكر يوسف أنه حين رآها
اهتز جبل رجولته كيف لتلك الفتنه أن تكون رحيل ابنة خالته
نظر لها بشهوه ولكنه لن يحقق لها أو لأبيه مراده ولن يقترب منها كما عزم بينه وبين نفسه ولن تفرض عليه أو يفرضها ابيه عليه
ولن يخضع لفتنتها حتى أن امتلكت فتنة بنات حواء كلهم
ذهب إلى طرف الفراش الآخر وقال لها
بغضب
هتنامى كدا
قالت ببلاهه امال انام ازاى
قال بقلة لياقه
نامى زى ما تنامى ده شئ ميخصنيش
نام وجذب طرف الفراش عليه لكى لا يفتن بتلك الحوريه ذات الشعر الاسود والعينين البريئتين
بينما هى انكسر خاطرها من كلمات يوسف التى ظنته بالامس القريب مثلها يتلهف لكى يغلق عليهم باب واحد
وهاهى تصتطدم بالواقع المرير وأنها كما قال ابيها مجرد سيتار أو وجهه اجتماعيه لتكتمل صورة الشاب المتزوج المستقيم يوسف التهامى
نامت على طرف الفراش الآخر ولكن عيناها لم تنام وايضا دموعها وشهقات
بكائها تكتمها أو لا تكتمها فهى لن تفرق كثير مع ابن خالتها الجاحد المسمى بزوجها
.............................
كاد الخوف أن يقف قلب خليل بينما يخبره أحد رجاله الذى اوصاهم ودفع لهم مبالغ كبيره حتى يسطوا على مخازن السلاح ويسرقوها رغم انف عزيز وشدد خليل عليهم أن لا يصاب عزيز بأى اذى.
ولكن منفذ العمليه كان له رأى آخر وهو أن يقضى على عزيز ويسرق الشحنه ويحتفظ بها ويضرب عصفورين بحجر واحد
وهو التخلص من اكبر تاجر سلاح ويقطع الذراع الأيمن لخليل التهامى وايضا يستولى على شحنة الاسلحه
ولكن الأمر لم يسر على هواه إذ قفز عم جلال فى لحظه ليفدى عزيز وتفشل خطة راجح و خليل
صرخ خليل بغضب
يعنى ايه ياراجح العمليه باظت كدا
انا قولت تاخد الشحنه
قال راجح بندم زائف
عملت كدا يا باشا
هدر خليل بغضب
لاء معملتش انا قولت بعد ما عزيز يمشى ولو لقيت عزيز هوش عليه بس واقتل رجالته وخد الشحنه
انما انت يا غبى لا اخدت الشحنه ولا قتلت حد من رجالة عزيز
اتشطرت على الحارس ولا البضاعة جبتها ولا خلصت على فكرى الراجل بتاعه ودراعه اليمين
ساله راجح وقد اتقد الشر فى عينيه والخبث فى كلمات
ايه حصل يا باشا يخليك تقلب على ملك الليل والسلاح
هدر خليل والغضب صرخ من عينيه
حصل اللى حصل ملكش فيه
أصر راجح أن يعرف السبب
الذى جعل خليل يتفق على يده اليمين
قال بخبث
مترسينى على الدور يا باشا وانا افيدك
قال خليل وهو. يفكر بصوت عقل ذلك الشيطان
عزيز هيشارك ابراهيم الحديدى علشان ينفذ المستشفى وسمعته
قال ساله راجح بخبث.
وفيها ايه دى حاجه تفرحك الفلوس والشركات هتزيد فوقها مستشفى
ضغط خليل على أسنانه وتحدث بحقد لم يستطع اخفائه
عزيز معملش كدا علشان يزود املاكنا ولا حتى حب فيا ولا فى العيله
عزيز اتغير من اخر صفقه للادويه اتغير بعد اللى حصل للدكتور ده
وانا متاكد أن فيه حاجه اتغيرت حاجه خلته لاول مره يقف قصادى علشان يكون جنب العيله دى.
قال راجح بخبث.
مش يمكن طمعان فى الدكتوره
ضحك خليل بسخريه.
ممكن يا خد الدكتوره والف زيها لو عاوز
عزيز قلبه فيه حاجه صحت ولو عزيز ندم أو خاف على حد قول علينا كلنا يا رحمان يا رحيم
الان فهم راجح قال بعد أن وصل إليه هدف خليل
انت قولت تسرق الصفقه وتخلى الملك يلف حولين نفسه و تشغله مين اخد الصفقه وخسروا فلوس التجار اللى هيدفعها لهم تانى ويرجع فى دائرة الانتقام
وينسى المستشفى والدكتوره
قال خليل بعد أن اندهش بذكاء راجح
برافو عليك يا راجح يعجبنى دماغك
قال راجح لخليل والشر يتقد فى عينيه فلطالما كره عزيز واراد أن يزيحه من أمامه ليكون هو المتحكم فى سوق السلاح
طب ايه رايك فى اللى يريحك خالص من الموضوع ده وتاخد الجمل بما حمل
ساله خليل بلهفه.
هتعمل ايه
اجاب بكره
نقتل الملك
ارتعب خليل وهدر بخوف
لاء
انا قولت نهوش عليه علشان ميخرجش من ايدى انما اموت عزيز لاء يا راجح اوعى تفكر
قال راجح بخبث عندما وجد انزعاج
خليل من الفكره ولكنه بدا يلعب على تلك الفكره ولن يتراجع الا بعد أن يأمره خليل بنفسه بالقضاء على عزيز
أهدى يا باشا دى مجرد دردشه
قال خليل وقد تملك الغضب منه
خلاص يا خفيف أخفى انت واياك حد يعرف عن الموضوع ده
اجابه بطاعه اوامر يا باشا
ساله للمره الثانيه
الولا اللى اتصاب عندك يعرف اى حاجه عنك
قال بغرور
ابدا يا باشا دول شوية عيال شمال اخدتهم نخلص المصلحه ولا يعرفونى ولا يعرفوا اسمى
قال خليل بأمر
اختفى انت اليومين دول لحد ما الحكايه تهدى
أوامرك يا باشا
جلس خليل يفكر فى طريقه جديده ليعيد عزيز اليه مره اخرى قبل أن ينغمس فى طريق الخير الذى بدأ يخطوا فيه ويعجب بجمال أنواره الساطعه
.......بلقيس وانا بقلمى هيام شطا......
وقف عزيز يرتدى نظارته السوداء تحجب عينيه الممتلأه بنظرات الندم أمام المقابر بجانب ابن عم جلال يوارى جثمانه إلى مثواه الأخير بعد أن اقنعهم أن والدهم تعرض إلى ازمه قلبيه أثناء عمله وأخرجه من مشفى شريف مكفن ولم يعلم أحد سبب موت ذلك الرجل الطيب الذى خسر حياته ليفدى عزيز وكان ذلك اليوم
نقطة تحول أخرى فى شخصية عزيز.
سلم عزيز على ابن الرجل الطيب الذى دفع حياته مقابل حياة عزيز
قال بحزن وهو يجلس معهم بعد أن انقضى العزاء
البقاء لله يا محمود
اجابه الشاب بحزن وعينان دامعه على فراق السند والظهر لهم فى الحياه ومن اغلى من الاب
ولله الدوام يا عزيز بيه
اخرج عزيز ذلك الشيك من جيبه وأعطاه لام محمود وقال والحزن يخيم على صوته
دى مكافئة عم جلال
وله كمان كل شهر المعاش بتاعه
نظرة ام محمود إلى الشيك وقالت بدهشه بس ده كتير يا عزيز بيه
أجابها بصوت حزين
مش كتير ولا حاجه عم جلال مات وهو فى الشغل وده أقل من حقه
سالته بلهفة ام تخشى مرارة الايام
وذل الحوجه
كل اللى انا عوزاه منك يا عزيز بيه
تشغل محمود عندك
أجابها بتأكيد
اكيد محمود مكانه موجود بس يخلص الكليه واى حاجه هتحتاجوها انا دايما موجود
أعطى لهم ذلك المبلغ الكبير وذالك الميعاش الشهرى لكى يرضى ضميره أو يعطى لضميره مسكن ليصمت قليلا
عن جلده بسوط الندم
..............................
خرج بكل غضب الدنيا وضمير يصرخ فيه بعد أن شاهد حال تلك الاسره المنكوبه فى ابيها.
وذهب مباشرتا إلى مكان الذى احتفظ فيه فكرى بذلك الرجل الذى سقط فى ايدى رجال عزيز
دلف إليه وخلع جاكت بذلته
وشمر عن ساعديه القويين سال فكرى
الكلب ده فين.
قال فكرى بطاعة
جوه يا باشا
عرفتوا مين اللى كان معاهم ومين اللى هجم علينا
قال فكرى بجديه
الولا ده متأجر ساعه يقضى الشغلانه وخلاص يا باشا ميعرفش حاجه
هدر بغضب
فكرى انت هتخيب ولا ايه
طلع منه الكلام غصب عنه طلعه بطلوع روحه
ثم دلف إلى ذلك الرجل يضربه بكل غل وغضب
حتى كاد أن تزهق روحه أبعده فكرى عن الرجل وقال وهو يحاول أن يهدأهأهدى يا ملك الراجل هيموت فى ايدك قبل ما نوصل للى عامل الهجوم علينا.
طلع الكلام منه يا فكرى
قال الرجل الذى كاد أن يموت
انا اعرف شكل الراجل اللى اتفق معانا لو شوفت صورته
هدر عزيز
وريه كل صور اللى شغالين ضددنا وكمان اللى معانا ميخرجش من هنا الا لما اعرف
اطاعه فكرى وهو انصرف والفكر يكاد يطيح برأسه من تجرأ وفعل هذا مع ملك الليل عزيز التهامى
...........................
مر اسبوع على. الحادث وهو لا يتوانى عن استجواب وعرض الصور على ذلك المجرم حتى يصل الى الحقيقه
جلس فى سيارته واخد يدور بلا هدى وجد نفسه أمام المشفى مره اخرى
نزل وصعد مباشرتا إلى مكتبها وكأنه يعلم أنها به
من اين أتى بهذا اليقين ولكنه كان يتمنى أن يجدها لا يعلم لماذا يحل السلام فى قلبه عندما ينظر اليها والى عيناها الثائره دايما
وقف أمام مكتبها وسمع صوت ورده تغنى اغنيه جديده ويبدوا أنها مغرمه مثله بأغانى ورده
مالى طب وانا مالى وانا مالى بالاحزان وانامالى وانا مالى بالاحزان انا مالى
عائشه احلا ليالى ويا حبيبى الغالى وبحبك اوى يا عيونى وبحبك مهما لمونى ما يلوموا طب وانا مالى
عندما انتهى من الاستماع غضب من تخيله وسؤال صدح فى رأسه
ترى هل تحب وتستمع تلك الاغنيه من أجل حبيبها
هل تحن لطليقها
ترى لماذا اختلفت معه وانفصلت عنه
هل تحن له
دلف إلى المكتب مباشرتا دون أن يطرق الباب وكانت هى متكأه على المقعد ويبدو أنها مندمجه مع الاغنيه
قال بصوت غاضب لم يستطع التحكم فيه
مساء الخير يا دكتوره
انتفضت من مقعدها منزعجه من دخوله الغير لائق
قالت بغضب هى أيضا
مستر عزيز فيه ايه.
ثم أكملت بغضب انت ازاى تدخل كدا
أجابها بتهكم وكذب حتى يخفى حرجه
خبط وانتى مسمعتيش ورده وخداك فى دنيا تانيه
قالت بعناد لأنها على يقين أنه لم يطرق الباب
مسمعتش
أجابها بغرور وهو يعتدل ليجلس على المقعد المقابل لها.
مش مشكلتى المهم أنى خبط
ايه جايبك المستشفى باليل
قالت له وهى تكبح غضبها من ذلك المتعجرف.
كنت بخلص شوية حاجات قبل الافتتاح
سألها بهيمنه
وخلصتى
قالت بعناد
لاء
هتتأخرى
اختلفت الان نبرة صوته وتحولت إلى الاهتمام
خضعت نبرتها إليه وقالت بهدوء
قربت اخلص بس كويس انك جيت علشان عاوزه منك خدمه
ابتسم تلك الابتسامه النادره التى لا تظهر على وجهه الغامض الا فى المناسبات
وقال بهدوء وبحه مخدره للعقل قبل القلب
أوامر مش طلب يا دكتوره
من تلك البسمه الجميله التى زينت وجهه وطريقته فى الحديث الذى يطوعها له وللموقف وكأنه ساحر
ارتبكت بلقيس وتحول وجهها إلى حمرة الخجل لا تعرف لماذا ولكنها تكاد تجزم أن هذا الرجل ساحر يقلب المواقف يغير الحقائق يتلاعب بها وبمشاعرها
قالت بصوت مرتبك
لا ابدا ولا ووامر ولا حاجه انا عوزاك تبلغ يونس أنه ينسى خالص الطلب اللى طلبه من بابا ويشيل موضوع اسيا من دماغه
قال لها بهدوء وتعقل حيث أنه يعرف أخيه حق المعرفه
ويعرف أنه لن يقدم على هذا الطلب الا اذا كان يمتلك مشاعر لآسيا
وليه يشيل الموضوع من دماغه وليه اصلا يصرف نظر عنه.
قالت بنفاذ صبر بينما ترى أن يونس تقدم للزواج بأسيا لمجرد أنه يشفق عليها ولحظة شهامه منه وسيحل الندم بعدها وهى لا تريد لاختها أن تتدمر كليا لو تخلى عنها يونس بعد أن يفيق من نشوة الشهامه.
علشان اختى مش هتتجوز شفقه وقولت الحكايه دى الف مره
قال لها بنفس العقل والهدوء.
مين قال أن يونس هيتجوزها شفقه
اختك معملتش حاجه غلط
ولا هى أقل من اى بنت بالعكس اختك ضحيه ونسب الدكتور ابراهيم يشرف اى حد
قالت بيأس من ان تقنعه بوجهة نظرها
بكره يونس هيندم
أجابها بحكمه
مش يمكن يعالجها وتخف وترجع معاه للدنيا تانى ويبقى كسبنا حياة اختك وكمان زوجه جميله ليونس.
ثم أكمل حديثه بكل حكمه وصوت العقل
الدنيا علمتني. يا دكتوره أن انا لو عاوز حاجه وشايف انى سعادتى فيها أمد ايدى واخدها حتى لو فيها مغامره
لان المغامر بس هو اللى يعرف معنى السعاده
سيبى يونس يعالج اختك ويقرب منها واعتبريها مغامره لأختك مش يمكن تطلع كسبانه هى كمان تكسب حياتها وترجع لها.
وزوج ناجح وبيحبها وهيحميها زى يونس.
سالته بدهشه
بحبها
أجابها وهو يغمز لها بعينه بشقاوه
باعتبار ما سيكون مهو مش هيفضل رائد كدا جمبها فى المصحه الا إذا حبها
قالت بخجل من حديثه
مستر عزيز
وضع اصبعه على فمها وقال بأمر
عزيز بس مش كنا نيسينا مستر دى
تلجمت بل فقدت صوتها لفعلته المفاجئه والجريئه منه
تراجعت للخلف وقالت
عزيز لو سمحت
قال لها بمشاكسه
ايوا كدا كويس عزيز وبلقيس.
ولا اقولك بلا احلا. اصل بلقيس دى تقيله على لسانى
تملك منها الخجل ولم تتحدث أو نجيبه بينما هو غرق لاذنيه فى جمال خجلها
وضربات قلبه كادت تخرج من مكانها من تأثير تلك البلقيس عليه
حمحم ليجلى صوته وقال لها
بتعقل
صدقينى اسيا مش هتخسر وانا مش هقول لك حاجه على اخلاق يونس لانى متأكد انك تعرفيه زيى تمام سبيه يعلجها
وانتى عليك تقنعى الدكتور ابراهيم بده وهستنى تليفون منك بمعاد الخطوبه.
قالت بدهشه
حيلك حيلك يا استاذ عزيز انا لسه مش مقتنعه
قال بغرور وهو يقف ويغلق ازراز جاكت حلته الانيقه
هتقتنعى وهتقنعى الدكتور ابراهيم ويلا علشان اوصلك الوقت اتأخر.
................................
جلس يونس فى اليوم التالى أمام اسيا التى عادت إلى حالتها الاولى بعد تلك الصدمه التى تعرضت لها
جلس أمامها يتأمل صمتها عيناها الحزينه الشارده
سألها بصوت حنون
واخرتها يا اسيا
كنا بقينا كويسين هترجعى تسكتى تانى
لم تجيبه ولم تبدى اى ردة فعل وكأنها ليست معه
أوصى الممرضه أن تعطى لها علاجها بينما هو انتوى أن يذهب إلى الدكتور ابراهيم ولن يعود الا بموافقته فلربما تلك الخطوه تجعلها تتحسن إذا وجدت من يريدها ولا يخجل منها
...........................
دلف اخر الليل ككل ليله مخمور لا يدرى بشئ حوله بترنح من أثر السكر
هبت رحيل حين سمعته يقترب منها
وقال وهو بين الليقظه والسكر وهو يمسك يدها وينظر إلى مفاتنها التى ظهرت أمامه من ذلك الثوب المثير.
رحيل انتى حلوه اوي
قالت بخوف وهى تحاول الابتعاد عنه
يوسف انت سكران.
قال وقد اتقدت نار الشهوه فى عينيه
ايوا سكران بجمالك يا رحيل
تعالى
ثم جذبها له وأخذ يقبلها بعنف دفعته عنها وصاحت بغضب
ابعد عنى يا حيوان انت بتعمل ايه.
قال وهو يعاود الهجوم عليها.
بعمل اللى. نفسك فيه من يوم ما اتنفقتى انتى وخليل بيه عليا انك تتجوزينى
مش ده اللى انتى عوزاه يا رورو
دفعته مره اخرى بعيدا عنها وقالت وقد تملك منها التقزز من حالته المزريه ورائحته الكريهه
لاء مش ده اللى انا عوزاه وابعد بعيد عنى .لم يعير حديثها اى قيمه بينما هو يريد أن يتفنن فى إشباع رغبته من تلك الحوريه التى أمامه وايضا هى بالنسبه له وجبه دسمه ومجانيه.
اقترب منها واحاطها بين جسده العريض والحائط وقال وهو يجذبها إلى صدره ويهجم بضراوه على شفتيها.
لاء يا حلوه انتى مراتى وهاخد اللى انا عاوزه منك
