رواية انقضاض الاسود الفصل الاربعون 40 بقلم ندي محمود
( انقضاض الاسود )
_ الفصل الاربعون _
ركد نحوها وكانت يديه تطوقها قبل ان تلمس رأسها الارض ... حملها على ذراعيه ووضعها على الفراش ثم هتف قائلاً فى هلع :
_ رؤية ... رؤية !!
حاول افاقتها بكل الطرق ولكن لم ينجح فأجرى اتصال بأحد الاطباء وبعد مرور مايقارب النصف ساعة اتى الطبيب واجرى فحصه عليها ثم خرج ، فلحقه هو وتمتم متسائلاً فى اهتمام :
_ خير يادكتور ايه سبب اللى حصل ده
اجابه الطبيب مبتسماً :
_ خير ان شاء الله.. المدام حامل فى نهاية الشهر الاول تقريباً ، هى واضح انها اجهضت نفسها الفترة اللى فاتت وكمان هى جمسها ضعيف فايريت يبقى فى عناية اكتر من كده والعلاج ده لازم تاخده على انتظام
مصعب بصوت رجولى خشن وهو يتناول من يده الورقة :
_ تمام شكرا يادكتور
غادر الطبيب المنزل بينما هو فارتسمت ابتسامة رائعة على ثغره بمجرد تذكره لجملته " المدام حامل فى نهاية الشهر الاول تقريباً "
دلف اليها بالغرفة وجلس الى جانبها وهو يلمس على شعرها بنعومة فتمتمت هى فى تسائل :
_ ايه قالك الدكتور يامصعب اكيد انميا وضعف مش كده
اجابها بنظرات تكاد تحتضنها :
_ لا حمل !!
حملقت به فى صدمة وتمتمت بعدم تصديق :
_ بتتكلم جد ولا بتهزر !!؟
مصعب بنبرة قوية :
_ انا امتى كنت بهزر فى مواضيع جد زى دى
ارتسمت ابتسامة واسعة على ثغرها ثم ارتمت داخل احضانه فى سعادة بالغة اما هو فشدد من ضمها الى اليه بشدة حتى كادت ان تندمج به ويصبحا شخص واحد !! ... دفن وجهه بين عنقها وهو يمسح على شعرها نزولاً الى ظهرهها ، ظلا هكذا الى مايقارب الخمس دقائق حتى ابتعدت هى عنه لترى ابتسامته التى اشتاقت لها كثيراً ، منذ وفاة عمتهم لم ترى تلك الابتسامة على وجهه ، وجدته ينحنى اليها ويقبل جبينها قبلة مطولة ثم تمتم بنبرة شبه مبتسمة :
_ انا هروح اجبلك العلاج واجبلك اكل وراجع
أومات رأسها له فى ابتسامة صافية فهب هو واقفاً وانصرف .................
***
كان يتمشيان على شاطئ البحر وهو يضمها الى صدره فتمتمت هى فى نفاذ صبر وخنق :
_ ليث انا تعبت من كتر المشى بقى اوف
اجابها فى ضيق واضح :
_ اكتمى خالص يابتول علشان انا رجلى مش حاسس بيها والدنيا شمس وحاجة قرف معرفش الدكتورة بتاعتك دى مين مصلطها علينا دى متخلفة والله تمشى فى الصبح نص ساعة وفى الشمس ليه حد قالها انك عندك الحصبة
عجزت عن كبت ضحكتها فأصدرت ضحكة مرتفعة وهى تتمتم من بين ضحكاتها :
_ يلا بينا نروح وبليل نبقى نتمشى براحتنا
اتسع بؤبؤى عينيه وهو يتمتم قائلاً فى دهشة :
_ وهو لسا فى بليل انا جالى ضربة شمس اصلا ، الدكتورة دى مش هتروحليها تانى فاهمة
اجابته ضاحكة :
_ حاضر ! انا كده كده مكنتش مرتاحة معاها
نظر لها وظهرت ابتسامته على محياها عندما رأى ضحكتها المتأججة وابتسامتها ثم تمتم مداعباً :
_ يلا بينا وانتى قربتى تبقى شبه الكورة الكفر كده
رمقته بنظرة سخط واغتياظ فهتف ضاحكاً :
_ بهزر خلاص
وصلا الى غرفتهم بالفندق فجلست هى على الفراش وامسكت بهاتفها تعبث به بعشوائية وفجأة ظهرت امام عينيه صورة والدتها فترقرقت العبارات بمقلتيها وهبطت غزيرة على وجنتيها ... اقترب هو منها وجلس بجانبها على الفراش وضمها الى صدره وهو يتمتم بحنو :
_ احنا اتفقنا ايه يارؤية مش اتفقنا انك كل ماتفتكريها تقريلها الفاتحة
اجابته ببكاء شديد وهى تجهش باكية :
_ مش قادرة ياليث وحشتنى اوووى نفسى اشوفها ولو لحظة وحدة
ليث بصوت هادئ :
_ اقريلها الفاتحة يابتول واقعدى اقرى قراءن كده هتلاقى نفسك هديتى
أومات رأسها له بالإيجاب وهى تتمتم :
_ حاضر
***
نهضت من فراشها وغادرت الغرفة بأكملها هابطة الدرج ببطئ شديد ، قادت خطواتها نحو ( المطبخ ) ولكن توقفت عندما انتبهت الى باب مكتبه المفتوح !! .. قادتها خطواتها نحوه فوجدت حاسوبه النقال موضوع على سطح مكتبه وهو مفتوح ، تحركت بثقل نحوه وجلست على المقعد ثم امسكت به وعندما نظرت به وجدت احد الصور التى تجمعه مع عمتهم يبدوا انه كان يقلب فى تلك الصور من فرط اشتياقه لها .. ظهر العبوس والحزن على محياها ثم بدأت تقلب فى تلك الصور فوجدت العديد من الصور التى تجمعها به ولفت نظرها احد الصور التى كانت من فترة قريبة جدا عندما دققت النظر بتلك الصور رأت بهم عفوية وابتسامات صافية ، عذبة ، وجدت ايضاً احد الفديوهات الذى يجمعه مع ليث وحياة يبدوا انه كان من فترة زمنية طويلة ! ... قامت بتشغليه وبدأت بمشاهدته فى ابتسامة واسعة سعيدة ، عندما رأت مداعبته ومرحه مع اخوته وكأنه طفل صغير !! .. صوت ضحكاتهم المتأججة وبالاخص ضحكته ... منذ زواجهم لم تراه يضحك مثلما يضحك هكذا !! ... انتشلها من انغماسها فى هيئته ومرحه وضحكته صوته وهو يهتف باستغراب :
_ بتعملى ايه !؟
انتفض جسدها على أثر صوته وسرعان ماقامت بإيقاف ذلك الفديو وهى تتمتم باضطراب :
_ عادى مش بعمل حاجة !!
رفع احد حاجبيه بنظرات ثاقبة ثم تقدم نحوها ووقف بجانبها ليرى ماذا تفعل فاستطاع ان يلمح جزء من ذلك الفديو قبل ان تقف هى وتغلق الحاسوب فوراً فى ارتباك واضح فهتف هو بصوت اجشَّ :
_ مالك مش على بعضك كده ليه !!
رؤية فى تعلثم :
_ هااا عادى !
مصعب فى ابتسامة بسيطة بنظرات لئيمة :
_ ايه هو انا مش مكفيكى ولا ايه بتتفرجى على الصور !
احمرت وجنتيها وازدردت ريقها بصعوبة وهى تستجمع قوتها وتهتف بصوت رزين :
_ لا بس اللى قدامى حاجة واللى فى الصور حاجة تانى
حدجها بنظرها غير مستفهمة يحثها على الاسترسال فى الحديث فتابعت هى متنهدة :
_ انا لما بشوفك فى الصور او الفديوهات بحسك انك واحد تانى انت دلوقتى تقريباً مش بتهزر ولا بتضحك الروح المرحة اللى كانت فيك اختفت مش عارفة ليه بتعمل فى نفسك كده يامصعب !!
ثم اقتربت منه وتمتمت بنظرات ثابتة ونبرة رقيقة :
_ الدنيا مش بتقف على حد عارفة ان انت مريت بظروف صعبة كتير فى حياتك بس زى ما انت اتخطيتها وقدرت توقف على رجلك تانى كنت قادر متتخلاش عن شخصيتك ولا روحك .. الرسول قال تبسموا يامصعب متعقدش الدنيا كده .... صمتت قليلا ثم تابعت فى ابتسامة مرحة :
_ ولا انت عايز بنتك او ابنك لما ياجى يقول على بابا نكدى !!
ابتسم ابتسامة واسعة ثم تمتم بنبرة حانية :
_ ياجى هو بالسلامة الاول بس وبعدين نبقى تشوف موضوع نكدى ده
اصدرت ضحكة بسيطة ثم هتفت سريعاً متذكرة :
_ صح انت شوفت موضوع العمرة ده ولا كنت بتسبتنى !!
مصعب فى هدؤء حانى :
_ لا طبعا انا وعدتك بس الافضل اننا نأجلها دلوقتى لانك تعبانة ومناسك العمرة صعبة لازم الواحد يكون فيه صحة وانتى لوحدك مفكيش صحة مبالك دلوقتى
زمت شفتيه كالاطفال بحزن وهى تتمتم :
_ لا بقى يامصعب حرام عليك انا مش هقدر اصبر خلص الاجراءت ابوس ايدك وخلينا نروح
مصعب بنبرة حادة بسيطة :
_ يارؤية انتى حامل وخطر عليكى ممكن تتعبى جامد
اجابته بتذمر فى عبوس :
_ لا متقلقش مفيش حاجة ان شاء الله بعدين انا هكون رايحة بيت ربنا مستحيل تحصلى حاجة لانى هكون فى حماية ربنا متخافش سيبها على ربنا
اصدر تنهيدة حارة فى ضيق ثم تمتم باستسلام :
_ طيب
ظهر شبح ابتسامتها الواسعة على ثغرها فتابع هو بخفوت هادئ :
_ يلا انا جبتلك العلاج والاكل يلا
اجابته مبتسمة فى مرح بمكر :
_ الاهتمام ده علشانى ولا علشان ابنك !!؟
تمتم بنبرة شبه مشاكسة :
_ علشان ابنى طبعا !!
نكزته فى كتفه بخفة وهى تصدر ضحكة بسيطة ................
***
كان يجلس على الاريكة يباشر اعماله على حاسوبه الخاص فجلست بجانبه وهى تتمتم بتلقائية :
_ فهد
اجابها بخفوت وهو منهمك فى عمله :
_ نعم
حياة فى صوت هادئ :
_ انا مصعب ورؤية وحشونى اوى عايزة اروحلهم وكمان قلقانة على مصعب
لم يجيبها فكان منشغل بشدة فى حاسوبه لكى يقضى عمله فصاحت به فى غيظ :
_ فهد انا مش بكلمك !!
اجابها وهو لم يحول نظره اليها :
_ نعم نعم ياحبييتى
استشاطت غيظاً فأمسكت وجهه وادارته اليها وكأنها ترغمه على سمعاها والانصات لها وهى تهتف باستياء :
_ ركز معايا هنا مش بكلم نفسى انا !!
ابتسم لها وتمتم قائلاً متنهداً :
_ اهينى مركز نعم ؟
حياة فى سخط :
_ انت مسمعتش انا قولت ايه !!
فهد فى نبرة متريثة :
_ سمعت ياروحى حاضر هاخدك النهردا ونروح بس اخلص الشغل اللى فى ايدى ده ممكن
تركته وهى تتمتم بتهكم :
_ ماشى كمل ياخويا
امسك بيدها وقبل باطنها بحنو وهو يتمتم قائلاً بنبرة منهكة :
_ ممكن ياحبيبتى تعمليلى قهوة لانى صدعت اوى
ومش عارف اركز خالص
اجابته برقة :
_ حاضر
طبع قبلة سريعة على وجنته وهو يتمتم بنعومة :
_ ربنا يخليكى ليا ياحبيبتى
***
اجاب على هاتفه قائلاً :
_ الو
تمتم احد الرجل قائلاً بنبرة رسمية :
_ ايوة يامصعب بيه انا جبتلك كل المعلومات عن ابن سامح زى ماقولتلى بس مقدرتش اكلمك واقولك اليومين اللى فاتوا بسبب العزا وكده
مصعب بنبرة شرسة :
_ اخلص اتكلم وادينى المعلومات اللى عرفتها
تمتم الرجل بصوت رجولى صلب :
_ عايش فى ( ........... ) وهو وحيد معهوش اخوات على حسب ماعرفت وامه ميته وشغال مع واحد صاحبه كده شغلانة على قدهم بيعيش منها واسمه اسلام
اجابه مصعب فى إيجاب :
_ تمام اوى
ثم انهى الاتصال معه وارتدى سترته فهتفت رؤية متسائلة فى قلق :
_ فى ايه يامصعب رايح فين !
مصعب فى هدؤء :
_ رايح مشوار نص ساعة وجاى مش هتأخر متقلقيش
ثم رحل فوراً قبل ان ينتظر منها اجابة فأصدرت هى زفيراً حاراً فى خنق ممزوج بالقلق ...................
***
اوقف سيارته فى احد الاماكن العشوائية امام المنزل المقصود ثم ترجل من سيارته ودلف الى ذلك المنزل ، طرق الباب عدة طرقات متتالية بقوة .. ففتح له هو الباب وبمجرد مارأه شحب لون وجهه وظهرت قسمات الزعر على وجهه فهتف مصعب بهدؤء مشجع بنظرات قاتلة :
_ ايه مالك خوفت كده ليه متقلقش مش جاى اسلمك للشرطة ولا حاجة
اجابه بنظرات زائغة :
_ امال جاى ليه !!؟
ازاحه عن طريقه ودلف الى الداخل وهو يتمتم بنبرة متصلبة :
_ جاى علشان اتكلم معاك كده شوية واوعيك علشان متعملش نفسك غلطة ابوك
تمتم اسلام قائلاً باضطراب بسيط :
_ انت عايز ايه !!؟
مصعب ساخراً :
_ اللى يشوفك دلوقتى ميشوفكش وانت بتضرب النار عليا بقلب ميت من غير اى خوف ... المهم ده مش موضوعنا !
اقترب منه بشدة ثم تمتم بنظرات مرعبة ونبرة تحمل فى طيأتها الوعيد :
_ اسمع يا اسلام مش اسمك اسلام برضوا ... اللى هقوله دلوقتى عايز تعتبره نصيحة ماشى عايز تعتبره تهديد مش هيفرق برضوا بس المهم ان اللى هقوله تعمله والا سعتها هتكون انت اللى خسران .. صدقنى لو بس فكرت مجرد تفكير انك تقرب من مراتى او عيلتى سعتها نهايتك مش هتقل عن نهاية ابوك وهتكون اصعب كمان انا لما حاولت تقتلنى اتغاضيت عن الموضوع وعديتها بس هتحاول تقرب من مراتى او عيلتى سعتها متلومش غير نفسك مع انى عارف انك باين عليك كده مش بتاع مشاكل وهتسمع الكلام ومش هتتعبنى
كان يحدق له بنظرات زائغة شبه خائفة ثم صاح به فى انفعال :
_ واديك قولت مش بتاع مشاكل واللى عملته وقتها كان ساعة غضب ابعد بقى عنى وملكش دعوة بيا وكل واحد يبقى فى حاله
صمت مصعب قليلاً فى هدؤء تام ثم رتب على كتفه وهو يتمتم بابتسامة عذبة :
_ حلو اوى اهاا بالمناسبة الشغلانة اللى بتشتغلها دى متأكلش عيش ده كرتى فيه رقمى ومكان شركتى لو حبيت تشتغل معايا اهلا وسهلا
تمتم اسلام فى استغراب شديد :
_ وانت عرفت ازاى انا بشتغل ايه !!؟
مصعب فى نبرة خشنة :
_ اللى خلانى اعرف كل حاجة عنك مش هيخلينى اعرف بتشتغل ايه !
ثم استدار وغادر تاركاً اياه واقفاً مذهولاً اهذا الرجل الذى كان يحدثه ابيه عنه كان يتوقعه انه رجل لا يوجد رحمة فى قلبه حقاً رجل ظالم ! .. ومستبد ، كما صوره له ابيه ولكن ما رأه الان هو شئ اخر تماماً .. نظر الى كرته الذى بيده ودارت بعقله اسئلة كثيرة منهم " أيقبل ان يعمل مع الرجل الذى كان سبب موت ابيه " .. ولكن يعود يجيب على نفسه " ولكن انا اعلم جيداً افعال ابى الدنيئة معه والاذى الذى سببه له جيداً هو الذى دفعه لفعل هكذا به لكى يتخلص من اذاه له " ...................
***
كانت تمسك هاتفها وتحاول الاتصال به ولكن كانت تجد هاتفه مغلق فشعرت بانقباض قلبها وخوفها عليه .. فأتجهت وجلست على احد المقاعد وهى تضع يدها على وجنتها بعبوس ويدور فى عقلها اكثر من سؤال ، وجدت الباب يفتح ويدلف منه فأسرعت نحوه وهى تهتف بقلق :
_ اتأخرت كده ليه يامؤيد وقافل تلفونك
لامس على وجنتيها بحنو وهو يتمتم قائلاً :
_ معلش ياحبيبتى كان معايا اجتماع وقفلته ونسيت ما افتحه
مودة بعبوس شديد وضيق :
_ قلقت خالص يامؤيد متقفلش تلفونك تانى ممكن !
اجابه مبتسماً بمداعبة :
_ بس كده انت تأمر ياجميل من العين دى قبل العين دى
ابتسمت له برقة ثم تمتمت قائلة :
_ روح يلا غير هدومك علشان تتغدى
اجابها فى ابتسامة ماكرة :
_ ايه الاهتمام ده بس مقدرش عليه ده انا !
مودة فى نفاذ صبر مزيف :
_ مؤيد حبة وهتلاقينى بقولك روح اعمل اكل لنفسك !!
اصدر ضحكة مرتفعة وهو يتمتم قائلاً :
_ طيب خلاص اهو سكت الم نفسى احسن
مودة مبتسمة فى عذوبة :
_ ايوة شاطر !
***
استمعت الى صوت طرق الباب فأتجهت اليه وقامت بفتح الباب و بمجرد ما رأت اخيها ابتسمت تلقائى وعانقته فوراً فلف هو يديه حولها وضمها اليه اكثر .... ثم ابتعدت عنه فتمتم هو بصوت هادئ :
_ عاملة ايه ياحبييتى
اجابته فى ابتسامة صافية :
_ بخير الحمدلله
حياة فى نظرات محتقنة :
_ خلصتوا خلاص !!
اصدرت ضحكة بسيطة وعانقتها الاخيرة قائلة :
_ وحشتينى ياحياة عاملة ايه !
حياة فى صوت خافت :
_ الحمدلله كويسة ياحبيبتى
دلفا الى الداخل واتخذ كل منهم مجلس له فهتفت حياة بنظرات متحركة فى المنزل باحثة عن احدهم :
_ امال فين مصعب يارؤية ؟
اجابتها فى نبرة عادية :
_ طلع مشوار قالى نص ساعة وجاى
دقق فهد النظر بأخته ثم تمتم بنبرة شبه قلقة :
_ مالك يارؤية انتى تعبانة ولا ايه وشك اصفر كده ليه !!؟
اجابتهم فى اضطراب بسيط ممزوج بالخجل :
_ لا عادى تعب عادى دور برد !!
فهد بحدة واضحة :
_ انتى مبتبقيش كده لما تبقى ماخدة دور برد يارؤية قولى فى ايه !؟
زمت شفتيها الى الامام بحياة بسيط ثم تمتمت بنظرات زائغة :
_ اصلى انا حامل !
فغرت حياة فمها بدهشة وسرعان ماهتفت بسعادة بالغة :
_ بتهزرى بجد !
أومات رأسها له بالإيجاب فوجدت فهد يضمها الى صدره وهو يتمتم بحنان :
_ مبرووك ياحبيبتى خدى بالك من نفسك .. انتى مكسوفة ماتقوليلى بتقولى دور برد والله وبقيتى تكدبى يارؤية
ابتعدت عنه وهى تنكزه فى كتفه بقوة فى غيظ فتابعت حياة مبتسمة :
_ مصعب عارف ؟
اجابتها رؤية بوجه مشرق :
_ ايوة انا الصبح تعبت واغمى عليا انا افتكرت انها بسبب الضعف وكده والانيميا فجبلى الدكتور وقاله وهو اللى قالى
حياة بنبرة دافئة :
_ ربنا يتمملك على خير ياحبيبتى
وجدوا مصعب يفتح الباب ويدلف منه فتهف فهد مداعباً :
_ اهو جه اهو بابا المستقبلى !!
نظر لهم بنظرات جامدة ثم تمتم شبه مبتسماً موجها حديثه الى رؤية :
_ لحقتى تقوليلهم !
تابع فهد مداعبته وهو يتمتم قائلاً بغرور :
_ هى لو عرفت قبلك هتاجى تقولى انا اول واحد
مصعب باستهزاء واضح :
_ كان زمان الكلام ده دلوقتى مفيش كده !!
شعرت حياة بالارتياح عندما اطمئنت على اخيها ووجدته عاد الى حياته الطبيعية كما كان .........
اتخذ مجلسه على احد المقاعد وتمتم بنظرات دافئة :
_ عاملة ايه ياحياة ؟
اجابته فى ابتسامة ناعمة :
_ بقيت كويسة الحمدلله لما اطمنت عليك
بادلها الابتسامة الحانية فهتفت رؤية قائلة :
_ هقوم اعملكم شاى
اجابتها حياة فى صرامة :
_ اقعدى انتى بلا شاى وانتى مش قادرة تسندى طولك كده انا هروح اعمل
نهضت من مجلسها واتجهت نحو المطبخ فتابعتها هى فغمغم فهد فى نبرة رجولية خشنة :
_ فين ليث امال !
اجابه مصعب بنفس نبرته :
_ سافر اول امبارح واخد بتول معاه
فهد فى نبرة جدية تامة :
_ انت عامل ايه دلوقتى ؟
مصعب بهدؤء مشجع :
_ زى ما انت شايف !!
اجابه فهد فى حزم :
_ شايف انك مش كويس مش شايف شكلك يامصعب بقى ازاى من ساعة موت عمتى !!
اصدر زفيراً قوى فى خنق وهو يتمتم بنفاذ صبر :
_ لا مش شايف يافهد
فهد بحدة شديدة ونبرة مرتفعة قليلاً :
_ يبقى اوريك علشان تشوف كويس رؤية دلوقتى محتجاك جنبها هتقعد كده حزين ، عمتى مش اول ولا اخر واحد يموت والدنيا مش هتقف على حد
مسح على وجهه فى خنق وهو يزفر بقوة ثم تمتم بصراحته المألوفة :
_ انت ايه اللى جايبك هتقرفنى خد بعضك وامشى
اصدر ضحكة مرتفعة قليلاً وهتف من بين ضحكاته :
_ جاى علشان اقرفك ومش همشى
اعتدل فى جلسته اكثر وتمتم يجدية مزيفة :
_ انا بقولك امشى يعنى بطردك !!
جلس بأرياحية اكثر على مقعده وتمتم ببرود مبتسماً :
_ ياعم انا راجل بارد ونطع مش همشى !
بادله الابتسامة الواسعة وهو يهتف :
_ كويس انك عارف نفسك !!
***
فى مساء ذلك اليوم .....................
كانت تجلس على الفراش وتضم ساقيها الى صدرها فى عبوس شديد وملل ، كان هو نائم بجانبها فهتفت بنبرة محتجة :
_ مصعب
اجابها وهو مغمض العينين :
_ نعم
رؤية بنبرة طوفلية :
_ انت نمت !!!؟
تمتم وهو مازال على وضعيته :
_ اممممممم !
رؤية بتهكم :
_ ولما انت نمت ازاى بترد عليا !!
فتح عينه واجابها بغطرسة :
_ قولى لنفسك !
ابتسمت له ثم تمتمت بعبوس واضح :
_ طيب ممكن متنامش وتخليك معايا
اعتدل فى نومته والتفت له وهو يهمهم بتسائل :
_ ليه !
اجابته وهى تزم شفتيها للامام بملل :
_ مش عارفة انام ومش عايزة اقعد وحدى !!
ابتسم تلقائى لطريقتها الطوفلية فى الحديث ثم اعتدل اكثر فى نومته حتى اصبح جالساً وهتف :
_ ليه برضوا !
رؤية بنفاذ صبر :
_ علشان زهقانة ومش عارفة انام
اجابها ببرود قاصداً اغاظتها :
_ لا غمضى عينك وهتنامى !!
صاحت به فى اغتياظ :
_ ايه غمضى عينك وهتنامى دى هو انا طفلة
مصعب مبتسماً :
_ طيب معلش
هتفت فى انفعال :
_ مس قولتلك قبل كده متقولش الكلمة دى بتعصبنى !
تمتم ببرود مستفز وهو يجاهد فى عدم ظهور ابتسامته :
_ حاضر معلش !!!!
تحولت عيناها الى جمرتين مشتعلتان وتمتمت فى سخط شديد :
_ نام يامصعب انا غلطانة اصلا انى بقولك اقعد معايا !
ظهر شبه ابتسامته اخيراً وهو يجذبها الى صدره ويتمتم مبتسماً بنبرة هادئة :
_ معلش انا واحد بارد
رمقته بنظرة مشتعلة وهتفت باغتياظ :
_ برضوا بتقول معلش تانى !!
ارتفع صوت ضحكته وهو يهتف قائلاً :
_ خلاص معلش حقك عليا !
حدجته بنظرات مشتعلة تكاد تنفجر به من الغيظ وتمتمت وهى تصر على اسنانها :
_ انت قاصد تستفزنى يعنى !
شدد من ضمها اليه وهو يهمهم بنظرات عاشقة :
_ اممممم اكيد قاصد !
رؤية بضيق :
_ بارد ! .. يلا احكيلى قصة بقى علشان انام
مصعب ببرود شديد :
_ معلش مش بعرف احكى !!
دفعته بعيداً عنها بغيظ وهى توليه ظهرها وتهتف بخنق :
_ مش عايزة حاجة منك خلاص
ارتفع صوت ضحكته واقترب منها محتضناً اياها من الخلف وازاح بيده خصلات شعرها عن وجهها وهو يتمتم بحنو ويده تحسس احشائها :
_ خلى القصص دى للبيه لما ياجى !
ادارت جسدها له حتى اصبحت بمقابلته وهى تحملق به بنظرات عاشقة احنى هو رأسه لها والتهم شفتيها بعشق !! ..............
***
فى صباح اليوم التالى .............
داخل مكتب مصعب الالفى بشركته .......
مؤيد باندفاع :
_ انت مجنون يامصعب عايز تشغل ابن سامح فى الشركة هنا !!!
اجابه بهدؤء بارد :
_ اه وفيها ايه !
مؤيد فى استياء وهو يجز على اسنانه :
_ مفيهاس حاجة خالص احنا ماصدقنا خلصنا من ابوه تجيبه هو
اعتدل فى جلسته واستند بساعديه على سطح المكتب وهو يتمتم بصوت رخيم ورزين مموزج بنبرة الخبث :
_ ده ولد صغير يامؤيد ممكن يكون معداش العشرين كمان بعدين انا مرتاح فيه متقلقش ولما اخليه يشتغل معايا انا كده بحطه تحت جناحى وكمان هخليه معايا مش ضدى !!
مؤيد بنبرة متهكمة :
_ وانت ايه عرفك ممكن يغدر بيك !
مصعب بنبرة ثقة وفخر :
_ لا اللى زى ده مش بيخون الثقة ولا بيغدر
اجابه مؤيد ساخراً :
_ واثق اوى من نفسك .. وبعدين مين قالك انه هيقبل انه يشتغل معاك ما ممكن ميقبلش
اجابه بابتسامة واثقة :
_ هيقبل ومش بعيد ياجى النهردا كمان !!
سمعا صوت طرق على الباب لتدلف منه السكارتيرة الخاصة به وهى تهتف قائلة :
_ مصعب بيه فى واحد منتظر حضرتك بره
هتف بنبرة صلبة :
_ مين ؟
اجابته قائلة :
_ بيقول ان اسمه اسلام سامح
نظر الى مؤيد بابتسامة افتخار بمعنى " مش قولتلك " ثم اجاب على السكارتيرة قائلة :
_ دخليه
_ امرك يافندم
دلف اليه بنظرات ثابتة فحدجه مؤيد بنظرات محتقنة متفحصة اياه من اسفله الى اعلاه ثم تمتم بضيق واضح :
_ انا همشى يامصعب
ثم غادر المكتب فتمتم مصعب قائلاً بجدية :
_ اقعد يا اسلام
جلس على المقعد المقابل له وتمتم فى نبرة قوية :
_ انا فكرت فى كلامك امبارح واستغربت من عرضك انى اشتغل معاك مع انك عارف انى ابن سامح وممكن فى اى لحظة اغدر بيك بحجة انى باخد حق ابويا
اجابه مصعب فى هدؤء تام :
_ بس انا من مرة وحدة اتكلمت معاك عرفت انك مش من النوع اللى بيغدر ده ... بص يا اسلام انا مش عايز أذيك ولا حاجة بالعكس عايز اساعدك علشان كده عرضت عليك تشتغل معايا ولما تبقى معايا احسن ماتبقى ضدى ، واللى عملته معايا انا نسيته اصلا وكأنه محلصش
اسلام فى حدة بسيطة :
_ عايز الحقيقة انا مش مرتحلك ايه اللى يخليك تعرض عليا عرض زى ده الا لو كان ليك هدف من كده
مصعب فى نبرة خشنة :
_ فعلا ليا هدف وهو انى اساعدك لما حسيت انك مش زى ابوك خالص .. وليك حرية الاختيار عايز تشتغل معايا اهلا وسهلا مش عايز دى حاجة ترجعلك انت برضوا عادى
اسلام بنظرات دقيقة :
_ ولو وافقت هيحصل ايه !!
مصعب بصوت رخيم :
_ ولا حاجة بعدين انت الكسبان من شغلك معايا هتلاقى دخل حلو ليك وفى نفس الوقت هتبقى معايا وانا عليا لو لقيتك موضع ثقة هرقيك كل ماله فى شغلك اكتر وتقدر تعتبرنى اخوك الكبير لو عايز !!
حملق به متعجباً بنظرات غير حاملة اى حقد او كره ثم تمتم قائلاً :
_ ماشى موافق !
مصعب فى جدية بسيطة :
_ تمام قولى بقى انت كلية
أومات رأسه له بالإيجاب .......................
***
استمعت الى صوت رنين هاتفها فأجابت قائلة :
_ الو
اجابها المتصل قائلة :
_ ايوة يامودة كيفك يابتى
هتفت بخنق عندما تعرفت على صوته :
_ كويسة ياعمى خير
اجابها بنبرة جادة :
_ انتى عارفة طبعا زين انك مينفعش انتى واختك تقعدى مع ولاد خالك فى البيت وحدكم
ابتسمت ساخرة وهى تتمتم بغطرسة واضحة :
_ ولاد خالى دول انا اقعدى معاهم فى اوضة وحدة وانا عارفة ان مفيش واحد منهم هيفكر يقربلى بس مش زى ناس انت فاهمنى طبعا بعدين انت بأى اساس بتتكلم انت حتى ما هان عليك انت وعيالك ومراتك تيجو تعزو فى امى !!
هتف منفعلاً فى صوت جهورى :
_ لمى لسانك يابت انا هركب وهاجى اخدك انتى واختك دلوقك
مودة ببرود :
_ تاجى وين !!
هتف عمها قائلاً :
_ بيت خالك
هتفت هى بنبرة قوية :
_ بس بتول مسافرة مع جوزها وانا قاعدة فى بيت جوزى ايه هتاجى تاخدنا من بيوتنا
صاح بها فى غضب :
_ بيوتنا !! .. واااه انتو اتجوزتوا وانا معرفش ولا ايه
مودة بغضب :
_ ونقولك ليه ان شاء الله ولا انت كان عندك امل بقى انى هقبل اتجوز ولدك بعد اللى عمله معايا
صاح بها عمها فى استياء :
_ اه توافجى متوفجيش ليه عاد !!
مودة بنبرة اشمئزاز :
_ عيب عليك والله انا مش عارفة ازاى انت عمى سلام ياعمى انا مش فاضية
ثم اغلقت الاتصال معه دون ان تنتظر منه رداً والتفتت خلفها فشهقت بزعر عندما وجدت مؤيد يقف خلفها ويحدق بها بنظرات ملتهبة ............................
_ يتبع ...............
_ الفصل الاربعون _
ركد نحوها وكانت يديه تطوقها قبل ان تلمس رأسها الارض ... حملها على ذراعيه ووضعها على الفراش ثم هتف قائلاً فى هلع :
_ رؤية ... رؤية !!
حاول افاقتها بكل الطرق ولكن لم ينجح فأجرى اتصال بأحد الاطباء وبعد مرور مايقارب النصف ساعة اتى الطبيب واجرى فحصه عليها ثم خرج ، فلحقه هو وتمتم متسائلاً فى اهتمام :
_ خير يادكتور ايه سبب اللى حصل ده
اجابه الطبيب مبتسماً :
_ خير ان شاء الله.. المدام حامل فى نهاية الشهر الاول تقريباً ، هى واضح انها اجهضت نفسها الفترة اللى فاتت وكمان هى جمسها ضعيف فايريت يبقى فى عناية اكتر من كده والعلاج ده لازم تاخده على انتظام
مصعب بصوت رجولى خشن وهو يتناول من يده الورقة :
_ تمام شكرا يادكتور
غادر الطبيب المنزل بينما هو فارتسمت ابتسامة رائعة على ثغره بمجرد تذكره لجملته " المدام حامل فى نهاية الشهر الاول تقريباً "
دلف اليها بالغرفة وجلس الى جانبها وهو يلمس على شعرها بنعومة فتمتمت هى فى تسائل :
_ ايه قالك الدكتور يامصعب اكيد انميا وضعف مش كده
اجابها بنظرات تكاد تحتضنها :
_ لا حمل !!
حملقت به فى صدمة وتمتمت بعدم تصديق :
_ بتتكلم جد ولا بتهزر !!؟
مصعب بنبرة قوية :
_ انا امتى كنت بهزر فى مواضيع جد زى دى
ارتسمت ابتسامة واسعة على ثغرها ثم ارتمت داخل احضانه فى سعادة بالغة اما هو فشدد من ضمها الى اليه بشدة حتى كادت ان تندمج به ويصبحا شخص واحد !! ... دفن وجهه بين عنقها وهو يمسح على شعرها نزولاً الى ظهرهها ، ظلا هكذا الى مايقارب الخمس دقائق حتى ابتعدت هى عنه لترى ابتسامته التى اشتاقت لها كثيراً ، منذ وفاة عمتهم لم ترى تلك الابتسامة على وجهه ، وجدته ينحنى اليها ويقبل جبينها قبلة مطولة ثم تمتم بنبرة شبه مبتسمة :
_ انا هروح اجبلك العلاج واجبلك اكل وراجع
أومات رأسها له فى ابتسامة صافية فهب هو واقفاً وانصرف .................
***
كان يتمشيان على شاطئ البحر وهو يضمها الى صدره فتمتمت هى فى نفاذ صبر وخنق :
_ ليث انا تعبت من كتر المشى بقى اوف
اجابها فى ضيق واضح :
_ اكتمى خالص يابتول علشان انا رجلى مش حاسس بيها والدنيا شمس وحاجة قرف معرفش الدكتورة بتاعتك دى مين مصلطها علينا دى متخلفة والله تمشى فى الصبح نص ساعة وفى الشمس ليه حد قالها انك عندك الحصبة
عجزت عن كبت ضحكتها فأصدرت ضحكة مرتفعة وهى تتمتم من بين ضحكاتها :
_ يلا بينا نروح وبليل نبقى نتمشى براحتنا
اتسع بؤبؤى عينيه وهو يتمتم قائلاً فى دهشة :
_ وهو لسا فى بليل انا جالى ضربة شمس اصلا ، الدكتورة دى مش هتروحليها تانى فاهمة
اجابته ضاحكة :
_ حاضر ! انا كده كده مكنتش مرتاحة معاها
نظر لها وظهرت ابتسامته على محياها عندما رأى ضحكتها المتأججة وابتسامتها ثم تمتم مداعباً :
_ يلا بينا وانتى قربتى تبقى شبه الكورة الكفر كده
رمقته بنظرة سخط واغتياظ فهتف ضاحكاً :
_ بهزر خلاص
وصلا الى غرفتهم بالفندق فجلست هى على الفراش وامسكت بهاتفها تعبث به بعشوائية وفجأة ظهرت امام عينيه صورة والدتها فترقرقت العبارات بمقلتيها وهبطت غزيرة على وجنتيها ... اقترب هو منها وجلس بجانبها على الفراش وضمها الى صدره وهو يتمتم بحنو :
_ احنا اتفقنا ايه يارؤية مش اتفقنا انك كل ماتفتكريها تقريلها الفاتحة
اجابته ببكاء شديد وهى تجهش باكية :
_ مش قادرة ياليث وحشتنى اوووى نفسى اشوفها ولو لحظة وحدة
ليث بصوت هادئ :
_ اقريلها الفاتحة يابتول واقعدى اقرى قراءن كده هتلاقى نفسك هديتى
أومات رأسها له بالإيجاب وهى تتمتم :
_ حاضر
***
نهضت من فراشها وغادرت الغرفة بأكملها هابطة الدرج ببطئ شديد ، قادت خطواتها نحو ( المطبخ ) ولكن توقفت عندما انتبهت الى باب مكتبه المفتوح !! .. قادتها خطواتها نحوه فوجدت حاسوبه النقال موضوع على سطح مكتبه وهو مفتوح ، تحركت بثقل نحوه وجلست على المقعد ثم امسكت به وعندما نظرت به وجدت احد الصور التى تجمعه مع عمتهم يبدوا انه كان يقلب فى تلك الصور من فرط اشتياقه لها .. ظهر العبوس والحزن على محياها ثم بدأت تقلب فى تلك الصور فوجدت العديد من الصور التى تجمعها به ولفت نظرها احد الصور التى كانت من فترة قريبة جدا عندما دققت النظر بتلك الصور رأت بهم عفوية وابتسامات صافية ، عذبة ، وجدت ايضاً احد الفديوهات الذى يجمعه مع ليث وحياة يبدوا انه كان من فترة زمنية طويلة ! ... قامت بتشغليه وبدأت بمشاهدته فى ابتسامة واسعة سعيدة ، عندما رأت مداعبته ومرحه مع اخوته وكأنه طفل صغير !! .. صوت ضحكاتهم المتأججة وبالاخص ضحكته ... منذ زواجهم لم تراه يضحك مثلما يضحك هكذا !! ... انتشلها من انغماسها فى هيئته ومرحه وضحكته صوته وهو يهتف باستغراب :
_ بتعملى ايه !؟
انتفض جسدها على أثر صوته وسرعان ماقامت بإيقاف ذلك الفديو وهى تتمتم باضطراب :
_ عادى مش بعمل حاجة !!
رفع احد حاجبيه بنظرات ثاقبة ثم تقدم نحوها ووقف بجانبها ليرى ماذا تفعل فاستطاع ان يلمح جزء من ذلك الفديو قبل ان تقف هى وتغلق الحاسوب فوراً فى ارتباك واضح فهتف هو بصوت اجشَّ :
_ مالك مش على بعضك كده ليه !!
رؤية فى تعلثم :
_ هااا عادى !
مصعب فى ابتسامة بسيطة بنظرات لئيمة :
_ ايه هو انا مش مكفيكى ولا ايه بتتفرجى على الصور !
احمرت وجنتيها وازدردت ريقها بصعوبة وهى تستجمع قوتها وتهتف بصوت رزين :
_ لا بس اللى قدامى حاجة واللى فى الصور حاجة تانى
حدجها بنظرها غير مستفهمة يحثها على الاسترسال فى الحديث فتابعت هى متنهدة :
_ انا لما بشوفك فى الصور او الفديوهات بحسك انك واحد تانى انت دلوقتى تقريباً مش بتهزر ولا بتضحك الروح المرحة اللى كانت فيك اختفت مش عارفة ليه بتعمل فى نفسك كده يامصعب !!
ثم اقتربت منه وتمتمت بنظرات ثابتة ونبرة رقيقة :
_ الدنيا مش بتقف على حد عارفة ان انت مريت بظروف صعبة كتير فى حياتك بس زى ما انت اتخطيتها وقدرت توقف على رجلك تانى كنت قادر متتخلاش عن شخصيتك ولا روحك .. الرسول قال تبسموا يامصعب متعقدش الدنيا كده .... صمتت قليلا ثم تابعت فى ابتسامة مرحة :
_ ولا انت عايز بنتك او ابنك لما ياجى يقول على بابا نكدى !!
ابتسم ابتسامة واسعة ثم تمتم بنبرة حانية :
_ ياجى هو بالسلامة الاول بس وبعدين نبقى تشوف موضوع نكدى ده
اصدرت ضحكة بسيطة ثم هتفت سريعاً متذكرة :
_ صح انت شوفت موضوع العمرة ده ولا كنت بتسبتنى !!
مصعب فى هدؤء حانى :
_ لا طبعا انا وعدتك بس الافضل اننا نأجلها دلوقتى لانك تعبانة ومناسك العمرة صعبة لازم الواحد يكون فيه صحة وانتى لوحدك مفكيش صحة مبالك دلوقتى
زمت شفتيه كالاطفال بحزن وهى تتمتم :
_ لا بقى يامصعب حرام عليك انا مش هقدر اصبر خلص الاجراءت ابوس ايدك وخلينا نروح
مصعب بنبرة حادة بسيطة :
_ يارؤية انتى حامل وخطر عليكى ممكن تتعبى جامد
اجابته بتذمر فى عبوس :
_ لا متقلقش مفيش حاجة ان شاء الله بعدين انا هكون رايحة بيت ربنا مستحيل تحصلى حاجة لانى هكون فى حماية ربنا متخافش سيبها على ربنا
اصدر تنهيدة حارة فى ضيق ثم تمتم باستسلام :
_ طيب
ظهر شبح ابتسامتها الواسعة على ثغرها فتابع هو بخفوت هادئ :
_ يلا انا جبتلك العلاج والاكل يلا
اجابته مبتسمة فى مرح بمكر :
_ الاهتمام ده علشانى ولا علشان ابنك !!؟
تمتم بنبرة شبه مشاكسة :
_ علشان ابنى طبعا !!
نكزته فى كتفه بخفة وهى تصدر ضحكة بسيطة ................
***
كان يجلس على الاريكة يباشر اعماله على حاسوبه الخاص فجلست بجانبه وهى تتمتم بتلقائية :
_ فهد
اجابها بخفوت وهو منهمك فى عمله :
_ نعم
حياة فى صوت هادئ :
_ انا مصعب ورؤية وحشونى اوى عايزة اروحلهم وكمان قلقانة على مصعب
لم يجيبها فكان منشغل بشدة فى حاسوبه لكى يقضى عمله فصاحت به فى غيظ :
_ فهد انا مش بكلمك !!
اجابها وهو لم يحول نظره اليها :
_ نعم نعم ياحبييتى
استشاطت غيظاً فأمسكت وجهه وادارته اليها وكأنها ترغمه على سمعاها والانصات لها وهى تهتف باستياء :
_ ركز معايا هنا مش بكلم نفسى انا !!
ابتسم لها وتمتم قائلاً متنهداً :
_ اهينى مركز نعم ؟
حياة فى سخط :
_ انت مسمعتش انا قولت ايه !!
فهد فى نبرة متريثة :
_ سمعت ياروحى حاضر هاخدك النهردا ونروح بس اخلص الشغل اللى فى ايدى ده ممكن
تركته وهى تتمتم بتهكم :
_ ماشى كمل ياخويا
امسك بيدها وقبل باطنها بحنو وهو يتمتم قائلاً بنبرة منهكة :
_ ممكن ياحبيبتى تعمليلى قهوة لانى صدعت اوى
ومش عارف اركز خالص
اجابته برقة :
_ حاضر
طبع قبلة سريعة على وجنته وهو يتمتم بنعومة :
_ ربنا يخليكى ليا ياحبيبتى
***
اجاب على هاتفه قائلاً :
_ الو
تمتم احد الرجل قائلاً بنبرة رسمية :
_ ايوة يامصعب بيه انا جبتلك كل المعلومات عن ابن سامح زى ماقولتلى بس مقدرتش اكلمك واقولك اليومين اللى فاتوا بسبب العزا وكده
مصعب بنبرة شرسة :
_ اخلص اتكلم وادينى المعلومات اللى عرفتها
تمتم الرجل بصوت رجولى صلب :
_ عايش فى ( ........... ) وهو وحيد معهوش اخوات على حسب ماعرفت وامه ميته وشغال مع واحد صاحبه كده شغلانة على قدهم بيعيش منها واسمه اسلام
اجابه مصعب فى إيجاب :
_ تمام اوى
ثم انهى الاتصال معه وارتدى سترته فهتفت رؤية متسائلة فى قلق :
_ فى ايه يامصعب رايح فين !
مصعب فى هدؤء :
_ رايح مشوار نص ساعة وجاى مش هتأخر متقلقيش
ثم رحل فوراً قبل ان ينتظر منها اجابة فأصدرت هى زفيراً حاراً فى خنق ممزوج بالقلق ...................
***
اوقف سيارته فى احد الاماكن العشوائية امام المنزل المقصود ثم ترجل من سيارته ودلف الى ذلك المنزل ، طرق الباب عدة طرقات متتالية بقوة .. ففتح له هو الباب وبمجرد مارأه شحب لون وجهه وظهرت قسمات الزعر على وجهه فهتف مصعب بهدؤء مشجع بنظرات قاتلة :
_ ايه مالك خوفت كده ليه متقلقش مش جاى اسلمك للشرطة ولا حاجة
اجابه بنظرات زائغة :
_ امال جاى ليه !!؟
ازاحه عن طريقه ودلف الى الداخل وهو يتمتم بنبرة متصلبة :
_ جاى علشان اتكلم معاك كده شوية واوعيك علشان متعملش نفسك غلطة ابوك
تمتم اسلام قائلاً باضطراب بسيط :
_ انت عايز ايه !!؟
مصعب ساخراً :
_ اللى يشوفك دلوقتى ميشوفكش وانت بتضرب النار عليا بقلب ميت من غير اى خوف ... المهم ده مش موضوعنا !
اقترب منه بشدة ثم تمتم بنظرات مرعبة ونبرة تحمل فى طيأتها الوعيد :
_ اسمع يا اسلام مش اسمك اسلام برضوا ... اللى هقوله دلوقتى عايز تعتبره نصيحة ماشى عايز تعتبره تهديد مش هيفرق برضوا بس المهم ان اللى هقوله تعمله والا سعتها هتكون انت اللى خسران .. صدقنى لو بس فكرت مجرد تفكير انك تقرب من مراتى او عيلتى سعتها نهايتك مش هتقل عن نهاية ابوك وهتكون اصعب كمان انا لما حاولت تقتلنى اتغاضيت عن الموضوع وعديتها بس هتحاول تقرب من مراتى او عيلتى سعتها متلومش غير نفسك مع انى عارف انك باين عليك كده مش بتاع مشاكل وهتسمع الكلام ومش هتتعبنى
كان يحدق له بنظرات زائغة شبه خائفة ثم صاح به فى انفعال :
_ واديك قولت مش بتاع مشاكل واللى عملته وقتها كان ساعة غضب ابعد بقى عنى وملكش دعوة بيا وكل واحد يبقى فى حاله
صمت مصعب قليلاً فى هدؤء تام ثم رتب على كتفه وهو يتمتم بابتسامة عذبة :
_ حلو اوى اهاا بالمناسبة الشغلانة اللى بتشتغلها دى متأكلش عيش ده كرتى فيه رقمى ومكان شركتى لو حبيت تشتغل معايا اهلا وسهلا
تمتم اسلام فى استغراب شديد :
_ وانت عرفت ازاى انا بشتغل ايه !!؟
مصعب فى نبرة خشنة :
_ اللى خلانى اعرف كل حاجة عنك مش هيخلينى اعرف بتشتغل ايه !
ثم استدار وغادر تاركاً اياه واقفاً مذهولاً اهذا الرجل الذى كان يحدثه ابيه عنه كان يتوقعه انه رجل لا يوجد رحمة فى قلبه حقاً رجل ظالم ! .. ومستبد ، كما صوره له ابيه ولكن ما رأه الان هو شئ اخر تماماً .. نظر الى كرته الذى بيده ودارت بعقله اسئلة كثيرة منهم " أيقبل ان يعمل مع الرجل الذى كان سبب موت ابيه " .. ولكن يعود يجيب على نفسه " ولكن انا اعلم جيداً افعال ابى الدنيئة معه والاذى الذى سببه له جيداً هو الذى دفعه لفعل هكذا به لكى يتخلص من اذاه له " ...................
***
كانت تمسك هاتفها وتحاول الاتصال به ولكن كانت تجد هاتفه مغلق فشعرت بانقباض قلبها وخوفها عليه .. فأتجهت وجلست على احد المقاعد وهى تضع يدها على وجنتها بعبوس ويدور فى عقلها اكثر من سؤال ، وجدت الباب يفتح ويدلف منه فأسرعت نحوه وهى تهتف بقلق :
_ اتأخرت كده ليه يامؤيد وقافل تلفونك
لامس على وجنتيها بحنو وهو يتمتم قائلاً :
_ معلش ياحبيبتى كان معايا اجتماع وقفلته ونسيت ما افتحه
مودة بعبوس شديد وضيق :
_ قلقت خالص يامؤيد متقفلش تلفونك تانى ممكن !
اجابه مبتسماً بمداعبة :
_ بس كده انت تأمر ياجميل من العين دى قبل العين دى
ابتسمت له برقة ثم تمتمت قائلة :
_ روح يلا غير هدومك علشان تتغدى
اجابها فى ابتسامة ماكرة :
_ ايه الاهتمام ده بس مقدرش عليه ده انا !
مودة فى نفاذ صبر مزيف :
_ مؤيد حبة وهتلاقينى بقولك روح اعمل اكل لنفسك !!
اصدر ضحكة مرتفعة وهو يتمتم قائلاً :
_ طيب خلاص اهو سكت الم نفسى احسن
مودة مبتسمة فى عذوبة :
_ ايوة شاطر !
***
استمعت الى صوت طرق الباب فأتجهت اليه وقامت بفتح الباب و بمجرد ما رأت اخيها ابتسمت تلقائى وعانقته فوراً فلف هو يديه حولها وضمها اليه اكثر .... ثم ابتعدت عنه فتمتم هو بصوت هادئ :
_ عاملة ايه ياحبييتى
اجابته فى ابتسامة صافية :
_ بخير الحمدلله
حياة فى نظرات محتقنة :
_ خلصتوا خلاص !!
اصدرت ضحكة بسيطة وعانقتها الاخيرة قائلة :
_ وحشتينى ياحياة عاملة ايه !
حياة فى صوت خافت :
_ الحمدلله كويسة ياحبيبتى
دلفا الى الداخل واتخذ كل منهم مجلس له فهتفت حياة بنظرات متحركة فى المنزل باحثة عن احدهم :
_ امال فين مصعب يارؤية ؟
اجابتها فى نبرة عادية :
_ طلع مشوار قالى نص ساعة وجاى
دقق فهد النظر بأخته ثم تمتم بنبرة شبه قلقة :
_ مالك يارؤية انتى تعبانة ولا ايه وشك اصفر كده ليه !!؟
اجابتهم فى اضطراب بسيط ممزوج بالخجل :
_ لا عادى تعب عادى دور برد !!
فهد بحدة واضحة :
_ انتى مبتبقيش كده لما تبقى ماخدة دور برد يارؤية قولى فى ايه !؟
زمت شفتيها الى الامام بحياة بسيط ثم تمتمت بنظرات زائغة :
_ اصلى انا حامل !
فغرت حياة فمها بدهشة وسرعان ماهتفت بسعادة بالغة :
_ بتهزرى بجد !
أومات رأسها له بالإيجاب فوجدت فهد يضمها الى صدره وهو يتمتم بحنان :
_ مبرووك ياحبيبتى خدى بالك من نفسك .. انتى مكسوفة ماتقوليلى بتقولى دور برد والله وبقيتى تكدبى يارؤية
ابتعدت عنه وهى تنكزه فى كتفه بقوة فى غيظ فتابعت حياة مبتسمة :
_ مصعب عارف ؟
اجابتها رؤية بوجه مشرق :
_ ايوة انا الصبح تعبت واغمى عليا انا افتكرت انها بسبب الضعف وكده والانيميا فجبلى الدكتور وقاله وهو اللى قالى
حياة بنبرة دافئة :
_ ربنا يتمملك على خير ياحبيبتى
وجدوا مصعب يفتح الباب ويدلف منه فتهف فهد مداعباً :
_ اهو جه اهو بابا المستقبلى !!
نظر لهم بنظرات جامدة ثم تمتم شبه مبتسماً موجها حديثه الى رؤية :
_ لحقتى تقوليلهم !
تابع فهد مداعبته وهو يتمتم قائلاً بغرور :
_ هى لو عرفت قبلك هتاجى تقولى انا اول واحد
مصعب باستهزاء واضح :
_ كان زمان الكلام ده دلوقتى مفيش كده !!
شعرت حياة بالارتياح عندما اطمئنت على اخيها ووجدته عاد الى حياته الطبيعية كما كان .........
اتخذ مجلسه على احد المقاعد وتمتم بنظرات دافئة :
_ عاملة ايه ياحياة ؟
اجابته فى ابتسامة ناعمة :
_ بقيت كويسة الحمدلله لما اطمنت عليك
بادلها الابتسامة الحانية فهتفت رؤية قائلة :
_ هقوم اعملكم شاى
اجابتها حياة فى صرامة :
_ اقعدى انتى بلا شاى وانتى مش قادرة تسندى طولك كده انا هروح اعمل
نهضت من مجلسها واتجهت نحو المطبخ فتابعتها هى فغمغم فهد فى نبرة رجولية خشنة :
_ فين ليث امال !
اجابه مصعب بنفس نبرته :
_ سافر اول امبارح واخد بتول معاه
فهد فى نبرة جدية تامة :
_ انت عامل ايه دلوقتى ؟
مصعب بهدؤء مشجع :
_ زى ما انت شايف !!
اجابه فهد فى حزم :
_ شايف انك مش كويس مش شايف شكلك يامصعب بقى ازاى من ساعة موت عمتى !!
اصدر زفيراً قوى فى خنق وهو يتمتم بنفاذ صبر :
_ لا مش شايف يافهد
فهد بحدة شديدة ونبرة مرتفعة قليلاً :
_ يبقى اوريك علشان تشوف كويس رؤية دلوقتى محتجاك جنبها هتقعد كده حزين ، عمتى مش اول ولا اخر واحد يموت والدنيا مش هتقف على حد
مسح على وجهه فى خنق وهو يزفر بقوة ثم تمتم بصراحته المألوفة :
_ انت ايه اللى جايبك هتقرفنى خد بعضك وامشى
اصدر ضحكة مرتفعة قليلاً وهتف من بين ضحكاته :
_ جاى علشان اقرفك ومش همشى
اعتدل فى جلسته اكثر وتمتم يجدية مزيفة :
_ انا بقولك امشى يعنى بطردك !!
جلس بأرياحية اكثر على مقعده وتمتم ببرود مبتسماً :
_ ياعم انا راجل بارد ونطع مش همشى !
بادله الابتسامة الواسعة وهو يهتف :
_ كويس انك عارف نفسك !!
***
فى مساء ذلك اليوم .....................
كانت تجلس على الفراش وتضم ساقيها الى صدرها فى عبوس شديد وملل ، كان هو نائم بجانبها فهتفت بنبرة محتجة :
_ مصعب
اجابها وهو مغمض العينين :
_ نعم
رؤية بنبرة طوفلية :
_ انت نمت !!!؟
تمتم وهو مازال على وضعيته :
_ اممممممم !
رؤية بتهكم :
_ ولما انت نمت ازاى بترد عليا !!
فتح عينه واجابها بغطرسة :
_ قولى لنفسك !
ابتسمت له ثم تمتمت بعبوس واضح :
_ طيب ممكن متنامش وتخليك معايا
اعتدل فى نومته والتفت له وهو يهمهم بتسائل :
_ ليه !
اجابته وهى تزم شفتيها للامام بملل :
_ مش عارفة انام ومش عايزة اقعد وحدى !!
ابتسم تلقائى لطريقتها الطوفلية فى الحديث ثم اعتدل اكثر فى نومته حتى اصبح جالساً وهتف :
_ ليه برضوا !
رؤية بنفاذ صبر :
_ علشان زهقانة ومش عارفة انام
اجابها ببرود قاصداً اغاظتها :
_ لا غمضى عينك وهتنامى !!
صاحت به فى اغتياظ :
_ ايه غمضى عينك وهتنامى دى هو انا طفلة
مصعب مبتسماً :
_ طيب معلش
هتفت فى انفعال :
_ مس قولتلك قبل كده متقولش الكلمة دى بتعصبنى !
تمتم ببرود مستفز وهو يجاهد فى عدم ظهور ابتسامته :
_ حاضر معلش !!!!
تحولت عيناها الى جمرتين مشتعلتان وتمتمت فى سخط شديد :
_ نام يامصعب انا غلطانة اصلا انى بقولك اقعد معايا !
ظهر شبه ابتسامته اخيراً وهو يجذبها الى صدره ويتمتم مبتسماً بنبرة هادئة :
_ معلش انا واحد بارد
رمقته بنظرة مشتعلة وهتفت باغتياظ :
_ برضوا بتقول معلش تانى !!
ارتفع صوت ضحكته وهو يهتف قائلاً :
_ خلاص معلش حقك عليا !
حدجته بنظرات مشتعلة تكاد تنفجر به من الغيظ وتمتمت وهى تصر على اسنانها :
_ انت قاصد تستفزنى يعنى !
شدد من ضمها اليه وهو يهمهم بنظرات عاشقة :
_ اممممم اكيد قاصد !
رؤية بضيق :
_ بارد ! .. يلا احكيلى قصة بقى علشان انام
مصعب ببرود شديد :
_ معلش مش بعرف احكى !!
دفعته بعيداً عنها بغيظ وهى توليه ظهرها وتهتف بخنق :
_ مش عايزة حاجة منك خلاص
ارتفع صوت ضحكته واقترب منها محتضناً اياها من الخلف وازاح بيده خصلات شعرها عن وجهها وهو يتمتم بحنو ويده تحسس احشائها :
_ خلى القصص دى للبيه لما ياجى !
ادارت جسدها له حتى اصبحت بمقابلته وهى تحملق به بنظرات عاشقة احنى هو رأسه لها والتهم شفتيها بعشق !! ..............
***
فى صباح اليوم التالى .............
داخل مكتب مصعب الالفى بشركته .......
مؤيد باندفاع :
_ انت مجنون يامصعب عايز تشغل ابن سامح فى الشركة هنا !!!
اجابه بهدؤء بارد :
_ اه وفيها ايه !
مؤيد فى استياء وهو يجز على اسنانه :
_ مفيهاس حاجة خالص احنا ماصدقنا خلصنا من ابوه تجيبه هو
اعتدل فى جلسته واستند بساعديه على سطح المكتب وهو يتمتم بصوت رخيم ورزين مموزج بنبرة الخبث :
_ ده ولد صغير يامؤيد ممكن يكون معداش العشرين كمان بعدين انا مرتاح فيه متقلقش ولما اخليه يشتغل معايا انا كده بحطه تحت جناحى وكمان هخليه معايا مش ضدى !!
مؤيد بنبرة متهكمة :
_ وانت ايه عرفك ممكن يغدر بيك !
مصعب بنبرة ثقة وفخر :
_ لا اللى زى ده مش بيخون الثقة ولا بيغدر
اجابه مؤيد ساخراً :
_ واثق اوى من نفسك .. وبعدين مين قالك انه هيقبل انه يشتغل معاك ما ممكن ميقبلش
اجابه بابتسامة واثقة :
_ هيقبل ومش بعيد ياجى النهردا كمان !!
سمعا صوت طرق على الباب لتدلف منه السكارتيرة الخاصة به وهى تهتف قائلة :
_ مصعب بيه فى واحد منتظر حضرتك بره
هتف بنبرة صلبة :
_ مين ؟
اجابته قائلة :
_ بيقول ان اسمه اسلام سامح
نظر الى مؤيد بابتسامة افتخار بمعنى " مش قولتلك " ثم اجاب على السكارتيرة قائلة :
_ دخليه
_ امرك يافندم
دلف اليه بنظرات ثابتة فحدجه مؤيد بنظرات محتقنة متفحصة اياه من اسفله الى اعلاه ثم تمتم بضيق واضح :
_ انا همشى يامصعب
ثم غادر المكتب فتمتم مصعب قائلاً بجدية :
_ اقعد يا اسلام
جلس على المقعد المقابل له وتمتم فى نبرة قوية :
_ انا فكرت فى كلامك امبارح واستغربت من عرضك انى اشتغل معاك مع انك عارف انى ابن سامح وممكن فى اى لحظة اغدر بيك بحجة انى باخد حق ابويا
اجابه مصعب فى هدؤء تام :
_ بس انا من مرة وحدة اتكلمت معاك عرفت انك مش من النوع اللى بيغدر ده ... بص يا اسلام انا مش عايز أذيك ولا حاجة بالعكس عايز اساعدك علشان كده عرضت عليك تشتغل معايا ولما تبقى معايا احسن ماتبقى ضدى ، واللى عملته معايا انا نسيته اصلا وكأنه محلصش
اسلام فى حدة بسيطة :
_ عايز الحقيقة انا مش مرتحلك ايه اللى يخليك تعرض عليا عرض زى ده الا لو كان ليك هدف من كده
مصعب فى نبرة خشنة :
_ فعلا ليا هدف وهو انى اساعدك لما حسيت انك مش زى ابوك خالص .. وليك حرية الاختيار عايز تشتغل معايا اهلا وسهلا مش عايز دى حاجة ترجعلك انت برضوا عادى
اسلام بنظرات دقيقة :
_ ولو وافقت هيحصل ايه !!
مصعب بصوت رخيم :
_ ولا حاجة بعدين انت الكسبان من شغلك معايا هتلاقى دخل حلو ليك وفى نفس الوقت هتبقى معايا وانا عليا لو لقيتك موضع ثقة هرقيك كل ماله فى شغلك اكتر وتقدر تعتبرنى اخوك الكبير لو عايز !!
حملق به متعجباً بنظرات غير حاملة اى حقد او كره ثم تمتم قائلاً :
_ ماشى موافق !
مصعب فى جدية بسيطة :
_ تمام قولى بقى انت كلية
أومات رأسه له بالإيجاب .......................
***
استمعت الى صوت رنين هاتفها فأجابت قائلة :
_ الو
اجابها المتصل قائلة :
_ ايوة يامودة كيفك يابتى
هتفت بخنق عندما تعرفت على صوته :
_ كويسة ياعمى خير
اجابها بنبرة جادة :
_ انتى عارفة طبعا زين انك مينفعش انتى واختك تقعدى مع ولاد خالك فى البيت وحدكم
ابتسمت ساخرة وهى تتمتم بغطرسة واضحة :
_ ولاد خالى دول انا اقعدى معاهم فى اوضة وحدة وانا عارفة ان مفيش واحد منهم هيفكر يقربلى بس مش زى ناس انت فاهمنى طبعا بعدين انت بأى اساس بتتكلم انت حتى ما هان عليك انت وعيالك ومراتك تيجو تعزو فى امى !!
هتف منفعلاً فى صوت جهورى :
_ لمى لسانك يابت انا هركب وهاجى اخدك انتى واختك دلوقك
مودة ببرود :
_ تاجى وين !!
هتف عمها قائلاً :
_ بيت خالك
هتفت هى بنبرة قوية :
_ بس بتول مسافرة مع جوزها وانا قاعدة فى بيت جوزى ايه هتاجى تاخدنا من بيوتنا
صاح بها فى غضب :
_ بيوتنا !! .. واااه انتو اتجوزتوا وانا معرفش ولا ايه
مودة بغضب :
_ ونقولك ليه ان شاء الله ولا انت كان عندك امل بقى انى هقبل اتجوز ولدك بعد اللى عمله معايا
صاح بها عمها فى استياء :
_ اه توافجى متوفجيش ليه عاد !!
مودة بنبرة اشمئزاز :
_ عيب عليك والله انا مش عارفة ازاى انت عمى سلام ياعمى انا مش فاضية
ثم اغلقت الاتصال معه دون ان تنتظر منه رداً والتفتت خلفها فشهقت بزعر عندما وجدت مؤيد يقف خلفها ويحدق بها بنظرات ملتهبة ............................
_ يتبع ...............
