اخر الروايات

رواية طفلة في ثوب انثي الفصل الثالث 3 بقلم غادة عبدالرحمن

رواية طفلة في ثوب انثي الفصل الثالث 3 بقلم غادة عبدالرحمن 



                                              
الفصل الثالث
خوفي من ما هو قادم أعظم بكثير من خوفي الحالي وإن كان يشيب له شعر رأسي
هل أيقظ امي أم انتظر إلى الصباح لا أعلم جلست القرفصاء في زاوية غرفتي انتظر استيقاظ امي لصلاة الفجر كعادتها وما أن سمعت صوت جريان الماء حتي هرولت إليها وأنا اتعثر في خطواتي من الخوف
وقفت أمامها بعيون حمراء، شعر أشعث وجسد مرتجف
شهقت أمي في فزع ثم أردفت:- بسم الله الرحمن الرحيم ايه يا بت فزعتيني
لم اجيبها وأجابها صوت بكائي
التفتت إلى في هلع وهي تتسأل:-
 مالك يا بت فيكي ايه انطقي؟
-  حصل يا ماما حصل
لطمت والدتي علي وجنتيها وقد فهمت ما تقصده:- يا مرارك يا فتحيه يا قلة بختك يا دهب يعني مكنتيش قادرة تستني شوية
-  يعني هو بايدي يا ريته كان
ضمتني إلى صدرها وأردفت: خلاص يا بنتي أمر الله أمر الله ونفذ ادخلي غيري هدومك واغسليها اوعي تسبيها ابوكي يشوفها
نظرت في عيني بقوة وأكملت: أنتِ زي ما  أنتِ اوعي أبوكي يعرف أي حاجة عن الموضوع ده
- ازاي ما أكيد هيعرف
-  وهو يعرف منين لو عرف هيجيب يجوزك قبل الشهر ما يخلص كل شهر احفظي ميعادك وتكوني مجهزة نفسك وحاجتك واوعي أبوكي يعلم ولا يحس بحاجة
- حاضر يا ماما حاضر ربنا يستر

+


في الصباح
استيقظ وهو يشعر بمزاج عكر أكثر من أي يوم لينادي علي ابنته: فين الاكل يا مزغودة ؟
-  حاضر يا بابا جاية اهو
أقبلت عليه تحمل صينية الطعام ولكنها شعرت بألم مفاجئ في أسفل معدتها جعلها تتعثر في خطواتها لتسقط الصينية من يدها علي الطاولة أمامه وقبل أن ترفع رأسها معتذرة وقع كوب الماء لينكسر إلى أجزاء صغيرة
هب من مقعده وهو يصرخ: ربنا ياخدك أنتِ ايه عامية مكسحة مش عارفة تمشي خطوتين؟
ليلكزها في كتفها عدة مرات تسقط علي أثرها أرضًا لتغرز أحدي قطع الزجاج في راحة يدها بقوة ولكنها
كتمت صرختها حتي لا يزيد غضبه عليها
لتاتي والدتها من أعلي المنزل وهي تحاول أن تهدئه وتأمر ابنتها بالذهاب لغرفتها:  ولا يهمك يا خويا أنا هبهدلها وانهارده مش هتشوف المدرسة علي عملتها السودة دي
نظر لها في استغراب:  ومن امتي وأنتِ بتقفي في صفي ؟
- غلطت ايوه البت غلطت وتستاهل قطع رقبتها
أجابته وهي تدعو أن يصدقها فابنتها لن تستطيع أن تداوم في المدرسة في مثل هذا اليوم
بعد عدة أشهر
انتهزت فرصة وجود ابنتها قمر وغياب زوجها: بت يا قمر تعالي
- ايوه يا ماما
- معاكي التليفون اللي جوزك كان جبهولك ده
- ايوه معايا اهو
- طيب اطلبي الرقم ده و هاتيه
- رقم مين ده يا ماما
- يوه بلاش كتر كلام وانجزي قبل ابوكي ما يجي
اجابتها وهي تطلب الرقم: حاضر حاضر ..... اهو بيرن
وعندما سمعت صوت رجل أعطت الهاتف لأمها: الو كيف أحوالك يا هاشم؟
- ياه واخيرا افتكرتي اخوكي يا بنت امي وابويا
- انت عارف ظروفي واللي أنا فيه
- اختيارك وبايدك
- خلاص مش وقت عتاب.
اخذت الهاتف ودخلت إلى غرفتها لتعود قمر مرة أخرى للخارج و تجلس مع دهب
- قوليلي يا دهب ... مبسوطة في المدرسة
- اوي اوي يا قمر المدرسة دي أحلى حاجة
سرحت قمر قليلاً وهي تردف
- هتقوليلي هي فعلا حلوة و العلام حلو و الصحاب وكل حاجة  ربنا يجازي اللي كان السبب
- هوني عليكي يا حبيبتي..  أنتِ جوزك مزعلك؟
ضحكت بحزن وأردفت
- بيزعلني ههههه هو لا بيزعل ولا بيراضي أنا عنده ولا حاجة يعني لا بيحبني ولا بيكرهني كله محصل بعضه
-  يعني ايه؟
- إسماعيل مش بيحبني كأنه لسه عايش في حبه مع مراته الأولانيه وهي كانت ونعم الزوجة كنت بشوفها قبل ما يصيبها المرض اللعين وتموت بيه
-  امال اتجوزك ليه؟
اتجوزني عشان يلاقي اللي تخدم عياله وتراعيهم
في غيابه وبالمرة خدامة لأمه الحيزبونة
-  يعني بيضربك زي فضة وجوزها؟
- لا شهادة لله عمره ما مد أيده عليا وطول ما هو موجود أمه ولا بتقرب ناحيتي بس أول ما يسافر أعوذ بالله منها ومن أفعالها
- ربنا يهدي سرك يا اختي
في غرفة فتحية والدة دهب مازالت تتحدث إلى أخيها: هاشم اسمعني كويس الله لا يسيئك
-  في ايه يا فتحية أنتِ بخير؟
- وهيجي منين الخير يا خويا أنا بدفع ثمن تكسير كلامك وجوازي اللي كان مش على هواكم
-  مش عايز اقولك اني قلت لك
- ولو قلت ما خلاص اللي كان كان
-  أنا عايزة عنوانك
-  أنتِ نازلة القاهرة أخيرًا؟
-  لا أنا عايزاه معايا للاحتياط
- طيب القاهرة ش ..... عمارة .......
-  لا مؤاخذة عايزة افكرك بباقي ورثي
تغير أخاها تمامًا بعد سماع تلك الكلمات:- قولي بقي كده عايزة تاخديه تديه لجوزك زي اللي فات وأنا اللي افتكرتك عقلتي أنا .
-  لا لا اسمعني بس لو في يوم بنت من بناتي جاتلك بيني وبينك ربنا تديها حقي لآخر مليم أنا ضيعت اتنين مش هسمح له يضيع الثالثة
- أنا مش فاهم حاجة؟
-  بكره تفهم يا اخويا يلا سلام ده تليفون قمر بنتي خليه عندك
-  حاضر يا فتحية في رعاية الله
خرجت من الغرفة واتجهت إلى ابنتها قمر وناولتها الهاتف وهي تردف: خدي يا قمر وسجلي الرقم ده باسم هاشم
-  هاشم مين يا ماما؟
- ده خالك
-  ولا عمرنا شفناه
- بينه وبين أبوكي مشاكل اوعي تعرفيه
-  حاضر يا ماما . همشي أنا بقي عشان الحق قبل الضلمة
- مع السلامة يا حبيبتي
جالس في أحدي سهرات الفرفشة والمزاج مع أصدقائه
- يعني يا سي فايز قولت لي علي البت ومن ساعتها لاحس ولا خبر
- والله يا مجدي منسيتكش بس مستنيها يتم المراد وتاني شهر هتكون علي ذمتك
- وماله نستني بس حتى اشوفها وأعاين
-  حقك يا باشا حقك
- طب امتي؟
-  بكره هستناك ع العصرية
- خلاص اتفقنا
كانت تتجهز لتذهب لصديقتها نورا لتدرسا معًا قليلًا
ولكنها وجدت والدها يجلس خارج المنزل: علي فين العزم؟
-  رايحة لبيت نورا جنبنا هنا وهرجع علي طول
-لا ادخلي جوه
-  يا بابا ليه والله دي نورا طيبة وأنت تعرف أبوها
- امشي يا بت قلت لا جايلنا ضيوف
-  ضيوف مين؟
- قلت لك امشي انجري من هنا هنقعد نتساير
دخلت إلى المنزل وهي تشعر بالحزن وذهبت لوالدتها تسألها: هو مين جاي يا ماما؟
-  علمي علمك يا بنتي

+


لم تكد تنهي حديثها حتي سمعت صوته ينادي عليهما
خرجتا مسرعتين تلبية لنداءه خوفًا من غضبه إذا تأخروا: ايوه يا سي فايز
-  قربي يا دهب سلمي على مجدي باشا
- اهلا بحضرتك
ضحك ضحكة سمجة تملؤها السخرية: حضرتك هههههههه وماله مش عيب يا جميل
نظرت له دهب بتقزز من هيئته: أنا رايحة اوضتي 
مرت بجواره وهي في طريقها لغرفتها ولكنها فوجئت به يمسك يدها: ما تخليكي شوية معانا
نفضت يده من يدها وأسرعت لغرفتها
ضحك والدها بفظاظة وأردف:
هههههه بتكسف وهنا فهمت والدتها سبب 
تلك الزيارة المفاجئة
مرت سنة ونصف ما بين قلق وتوتر من انكشاف أمرها و معرفة والدها بأمر بلوغها حتي جاءت الامتحانات
في جلسة من جلساتهم التي لا تنتهي: بقولك ايه يا فايز؟
- خير يا نسيبي قولي
- أنا من كام يوم شفت بنتك دهب وهي راجعة من المدرسة
- ها عايزني اقعدها معنديش مانع
- لا مش القصد
- امال ايه؟
- البت جسمها مدور كده وحليانه متاكد إنها لسه؟
- كل ما اسال امها تقولي لسه
- طب ما تسال دكتورة الوحدة وفيها ايه نطمن
- يعني انت شايف كده؟
- ايوه مش عيب ونطمن
عاد والدها إلى المنزل وحديث مجدي يرن داخل رأسه
وظل مستيقظا حتي الصباح رآها ذاهبة إلى امتحانها الاخير وقد عزم أمره فظل ينتظرها أمام المدرسة حتي خرجت لتفاجئ به أمام المدرسة: حصل حاجة يا بابا ماما بخير؟
-  أمك زي القردة في البيت
- طب في ايه
مسك بيدها وأحكم قبضته عليها وسحبها خلفه
- رايحين علي فين طب أنا عملت حاجة
-  ولا حاجة هاخدك الوحدة اطمن عليكي
- بس أنا مش تعبانه والله
-  لا أنا هطمن اشوف اتاخرتي ليه عن اخواتك
ليكون فيكي مرض ولا حاجة
- لا أنا عايزة اروح البيت لماما
-  بس يا بت اهمدي بدل ما اديكي علي عينك
سكتت خوفا من بطشه وهي تحمد ربها في سرها فموعدها متبقي عليه ما يقارب الثلاثة أيام لتمشي معه مستسلمة  وهي تشعر بآلام في معدتها من شدة الخوف
في الوحدة الصحية
- عايز ادخل للحكيمة
- هتدفع ٢ج هناك وتستني دورك
- كمان هندفع ايه القر ف ده؟
جلسوا ينتظروا دورهم في تأفف من والدها حتي نادت الممرضة عليهم ليدخلوا
ومن هنا كانت الطامة الكبري التي لم تكن
 في الحسبان ابدا بعد أن شرح طلبه للطبيبة
وبالرغم من استغرابها طلبه إلا أنها طلبت
من دهب أن تأتي معها من أجل المعاينة
بعد عدة دقائق
-  ها يا دكتورة كشفتي عليها مالها لو الموضوع محتاج أدوية اكتبيها وأنا اجيبها طوالي
- مكشفتش يا حج
-  ليه بقي أنا دافع ٢ج علي الباب
- اهدي بس بنتك أصلًا حالتها متسمحش بالكشف
-  لو خايفة يبقي شغل بنات وأنتِ فهماه
- يا حج بنتك أصلًا عليها عادتها الشهرية يعني لا علاج ولا غيره
-  ده أنتِ سرك باتع
خرجت دهب من خلف الستار وهي تتخبط في مشيتها
كان رعبها الأكثر من والدها وأن يكتشف أنها
قد بلغت من فترة ولكن الطبيبة لم تخبره
لنتذكر حديثهم
- يا دكتورة بلاش تقولي له والنبي
-  يا بنتي مينفعش دي أمانة
- ابوس ايدك حياتي هتنتهي
-  اهدي بس ده شكله قلقان عليكي ده واجبي أنا اسفة
لتعود للواقع علي صوت والدها:- يلا علي البيت يا دهب قبل هدومك ما تتبهدل
لتذهب معه وهي لا تعلم المصير الذي ينتظرها

+



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close