اخر الروايات

رواية اكتفيت منك عشقا الجزء الثالث الفصل الثالث 3 بقلم فاطمة محمد

رواية اكتفيت منك عشقا الجزء الثالث الفصل الثالث 3 بقلم فاطمة محمد 



                                              
اكتفيتُ منكَ عشقًا.
(الجزء الثالث)
بقلمي فاطمة محمد.
الفصل الثالث:

+



                              
'إن لحظة حب تبرر عمراً كاملاً من الإنتظار.'
- أحلام مستغانمي.

2



                              
اليوم التالي…

+



                              
تقف في المطبخ تُعد طعام الأفطار لأخيها...تفكر بذلك الطبيب الوسيم والذي لا يلتزم بمواعيده..ويغيب دون أن يعطيها خبر..

1



                              
رفعت حاجبيها وهى تؤما برأسها تتوعد بعدم النزول اليوم وترك العيادة مغلقة…

+



                              
قطع افكارها وتوعدها لـ أيهم دخول مريم..التي كانت تتثاءب وخصلاتها مبعثرة غير مهندمة:
-بتعملي إيه على الصبح؟؟

+



                              
التفتت لها رحمة معنفة إياها:
-حطي ايدك على بوقك وانتي بتتاوبي..وايه السؤال الغبي ده..ما أنتِ شايفة اني بعمل الفطار لهيما..

+



                              
-هو لسه منزلش؟

+



                              
-لا لسة بس هو صاحي وبيلبس..روحي حضري الت

+



                              
قاطعتها مريم التي حصلت على مجموع قد قام بتأهيلها لدخول كلية خدمة اجتماعية هامسة لها:
-بقولك إيه ما تعملي فيا جميله وتفاتحي هيما اني عايزة اشتغل عقبال ما الدراسة تبدأ…

+



                              
تركت رحمة ما بيديها وقلدت اسلوبها ونبرتها الهامسة:
-طب ما تشتغلي في البيت اللي أنتِ متلقحة فيه بدل ما أنتِ شايلة ايدك من كل حاجة..

+



                              
-يا رحمة بقى..مش وقت هزار..كلميه وقوليله اني عايزة اشتغل و

+



                              
هتفت رحمة بتهكم واضح ونبرة عادية:
-حاضر لما اخوكي يجي هقوله أنه اختك عايزة تشتغل..بس يا ترى عايزة تشتغلي ايه..رقاصة يا بت…

3



                              
-يااااه يا رحمة...ده حلمي...وابقى اشهر راقصة شرقية و

4



                              
-نهارك ملوش ملامح...يا بنت امي وابويا..عايزة تشتغلي رقاصة وماله ابقى اشتغل معاكي بالمرة واحزمك وامسكلك الطبلة والبت رحمة تلم النقطة..

13



                              
برقت عين رحمة ومريم مستمعين لصوت إبراهيم الذي انتشل مريم من ملابسها بعصبية….

+



                              
ازدردت مريم ريقها وحاولت أضافة بعض المرح في ذلك الموقف الحرج:
-يالهوي عليك اخ عايز تشغل اختك رقاصة وتكسب من وراها...مكنش العشم يا عجوة قلبي…

+



                              
هزها ابراهيم صارخًا بهدر وخشونة:
-مـــريــــم متهرجيش عشان وديني همد أيدي عليكي بجد... رقص ايه اللي ترقصيه شيفاني مركب اريل عشان اسيب لحم وعرضي الرجالة تتفرج عليهم وهما بيهزوا.

1



                              
-يا هيما الرقص مش عيب ده فن..اختك فنانة وع

+



                              
برقت عيناها من جديد وهى تراه يخلع الحزام من بنطاله بيده الأخرى…
فقالت بتوتر:
-ايه يا اخويا حد يقلع في الصالة كدة عندك اوضتك غير فيها….

2



         

                
لم يجيبها واستمر في خلع حزامه الجلدي...فتبادلت النظرات مع رحمة المتشفية والتي صاحت مشجعه أخيها:
-جدع حبيب أخته اديها فوق دماغها…المنحرفة دي..

+



نجح هيما في خلع حزامه ضاربًا به على الأرض بقوة جعلت أجسادهم تنتفض..
-بتقولي عايزة تشتغلي ايه بقى…

+



استطاعت التحرر من قبضته وفرت للخارج..و رحمة تلحق بها...خوفًا من بطش أخيها الذي لم يكتفي بضرب الأرضية مرة واحدة بل ظل يضربها ضربات متتالية يصب به جام غضبه…
ثم خرج من المطبخ لاحقًا بهم…
فوجد مريم تختبئ خلف رحمة التي تحاول الابتعاد عنها لكنها لا تتركها وتتمسك بها بقوة:
-خلاص يا هيما بلاش رقاصة..شوفلي اي شغلانة طاه...واهو تكسب فيا ثواب…

+



-يختي اشتغلي معايا في البيت أولى ولا هو الشغل عند الناس الغريبة حلو والشغل مع اختك ك آآآآآآآه بتلسع يا هيما يخربيتك..انا مالي انا..

9



منع رحمة من استرسال حديثها تلك الضربة التي سقطت على فخديها….

+



تلاها صراخ إبراهيم الذي هز ارجاء المنزل:
-انتوا هتتخانقوا قدامي يا كلاب….انا مش عارف أنا عملت ايه لامي وابويا عشان يسبوني لوحدي معاكم…..
بقولكم إيه اخفوا بقى من قدامي مش عايزة المح واحدة فيكم....وأنتِ يا منحرفة تنسي حكاية الرقص دي انتي سامعة…

+



قال الأخيرة وهى يهبط بالحزام على فخد مريم هى الأخرى التي تأوهت بألم وظلت تقفز مكانها:
-اه اه طيب طيب..انا نسيته اصلا..ايه الرقص ده دي اكله بتتاكل…

13



كبحت رحمة ضحكتها وكذلك إبراهيم على ما تفعله…
ثم عاد يرتدي الحزام مجددًا مخشنًا نبرته:
-صحيح ما بتجوش غير بالعين الحمرا…


+



_________


+



-في إيه يا عم أنت..بوزك شبرين قدامك ليه؟

+



هتف سليم تلك الكلمات ساخرًا من هيئة مروان الطفولية...العابسة.. نتيجة لما حدث بالأمس..وهروبها بعد أن اعترف لها بعشقه…

+



لكز بسام سليم بكتفيه غامزًا له بعيناه اليمنى:
-سيبه من امبارح وهو قالب وشه كدة..

2



قطب أيهم حاجبيه مستفسرًا عن السبب:
-لية يعني حصل إيه؟

+



سيطر بسام على بسمته مجيبًا وعيناه مثبته على مروان العابس:
-ابدًا يا سيدي علياء امبارح جت شافته ومن ساعة ما مشيت وهو كدة…

+



تبادل الجميع النظرات وصاح سليم ساخرًا:
-الاه هو مروان وقع ومحدش سمى عليه ولا ايه !!

+



-اظاهر كدة..وباين أنه علياء ص

+



قاطع مروان كلمات بسام متشنجًا:
-بسام بلاش هزار..ومحدش ليه دعوة ولو هتتريقوا كدة كتير يبقى امشوا مش عايز حد معايا..ماما جاية و

+



        

          

                
أوقفته كلمات سليم الذي كانت ضحكته تتسع كلما رآى حالة مروان التي تزداد سوءًا من حديثهم:
-لا مسمهاش ماما جاية اسمها ماما زمانها جاية جايبة علياء و

12



-ما تبس يا عم..في إيه انت وهو 

+



تبادل سليم النظرات مع الجميع ثم انحنى على مروان مضيقًا عيناه متمتم بخفوت:
-بقولك إيه ما نفسكش تكلم علياء وتسمع صوتها…

+



لاحت اللهفة بعيناه ولمعت ببريق العشق متناسيًا غضبه، متمتم ببسمة حلت مكان العبوس:
-نفسي طبعًا…

+



اتسعت بسمة سليم حتى كشفت عن أسنانه..مخرجًا هاتفه من جيب بنطاله عابثًا به قليلًا حتى جاء برقمها ومد يده بالهاتف:
-اتفضل على الله يطمر فيك..يلا يا شوباب نخرج ونسيبه يحب في الفون شوية…

4



تفحص الجميع لهفته وصاح بسام وهو يجلس على المقعد الخشبي القابع جوار الفراش واضعًا قدم فوق الآخرى متحدث بمرح وغرور زائف:
-لا مش خارج رجلي وجعاني شوية فهقعد اريح…

9



علق مروان بضيق:
-ده ايه رخامة امك دي يا شيخ…

+



تفاقم غرور بسام مجيبًا:
-احترم نفسك ياض..ومتشتمش أمنا..

+



-قوم يا بسام متعصبنيش يا اخي انا تعبان…

+



نهض بسام وصاح بكلمات ذات مغزى:
-ما انا عارف انك تعبان...انا هخرج بس مش عشانك لا عشان برطمان الجدعنة ده..

+



تمتم الأخيرة مشيرًا تجاه سليم الذي يسيطر على بسمته وخرج الثلاث من الحجرة تاركين مروان بمفرده…

+



لحظات وكان يضع الهاتف على أذنيه ينتظر سماع صوتها…

+



جاءه صوتها الناعم العذب الذي يجعل ضربات قلبه تتسارع دون إرادته:
-ألو…

+



أغمض عيناه يتلذذ من سماع صوتها….أما هى فرددت كلماتها مرة آخرى عندما لم تجد رد…
-ألو سليم..أنت معايا..

+



فتح جفونه وأجابها بصدق...وما جعل الأحمرار يتسلل لوجهها..
-مروان...اللي معاكي مش سليم..وعلى فكرة دي أحلى الو سمعتها في حياتي…
هو في كدة يا جدعان !!

5



خجلت..كما لم تخجل من قبل...أطرقت رأسها وحاولت الحديث لكن لسانها لم يسعفها...فقط باتت تنصت إليه…

+



تابع مروان حديثه..علها تصدقه...وتدرك مدى عشقه لها..
-مش عايزة تردي عليا براحتك..بس اسمعي الكلمتين اللي عندي...عشان مش هكررهم تاني...انا بحبك..ومدام حبيتك يبقى هتبقى مراتي..وافقتي..موافقتيش انا خلاص قررت يا علياء...حبك دخل قلبي وانا قفلت عليه ومش هسمحله يخرج…
برضو مش هتردي؟!

6



بللت شفتيها التي جفت وقالت بتلعثم:
-و أنا مش بحبك..ومش عايزاك..ومش مصدقة اي حاجة من اللي بتقولها ومتأكدة انك عايز تتسلى لا اكتر ولا أقل ومتفتكرش اني عشان جيت امبارح يبقى انا حسة من ناحيتك بحاجة..وهبقى التسلاية الجديدة بتاعتك أبدًا...مش انا يا مروان…

6



        
          

                
انتهت مغلقة في وجهه تصارع أفكارها ومشاعرها..بينما أومأ برأسه وتمتم مع نفسه:
-أنا هخليكي تصدقي..

+



لحظات وكان بسام وسليم وأيهم يقتحمون الغرفة..
انتشل سليم منه الهاتف واستمرت محاولتهم لإثارة حنقه وكشف حبه لها…
ضاق ذرعًا مما يفعلوه...فصاح بهم وطردهم جميعًا من الغرفة….


+



________


+



انشق ثغر روفان كاشفًا عن بسمة صغيرة...ثم حمحمت قبل البدء في الحديث...تتهرب بعيناها من والدتها…
متحدثة بثبات زائف راغبة في العودة إلى منزل عائلتها كي تراه أكثر…
وتكفي اشتياقها له..
-أنا عايزة اكلم معاكي في قعادنا هنا..يعني شايفة أننا طولنا اووي ولازم نرجع…

+



ارتفع حاجبي خديجة وظهرت شبح ابتسامة على شفتيها...ثم قالت بتلميح:
-معاكي حق انا كمان شايفة أنه لازم نرجع اصل بابا وسليم وحشوني اووووي..وحطي تحت سليم ميت خط..

3



تبخرت بسمتها في الفضاء من فضح أمرها أمام والدتها فنهضت كي تفر من تلميحاتها حول رغبتها في العودة من أجل سليم…
-أنا هقوم اشوف علياء عشان اقولها اننا هنرجع..وبعدين هدخل احضر شنطتي وأنتِ كمان لمي حاجتك عشان نرجع انهاردة…

+



-يااااه ده أنتِ مستعجلة اوى عشان تشوفي سليم...يووه قصدي العيلة…

8



زاد توترها ولم تستمع لشيء آخر وفرت من الغرفة للخارج…
عقب خروجها صدحت ضحكات خديجة عاليًا على ابنتها العاشقة..


+



_________


+



تقف أمام المرآة الصغيرة المتواجدة في دورة المياة تحدق بصورتها المنعكسة..وصياح زوجة أبيها يصل لها...فقد عادت لأفعالها الفظة معها من جديد عندما أخبرتها انها قد صرفت نظرها عن ذلك العريس الثري..وانها لن تتزوج مجددًا…
مما جعل فادية تعود كالسابق معها...تلقي عليها سباب لاذع كلما رآتها وتقم بمعايرتها بما حدث لها وتخلي إسلام عنها…

+



-ما تطلعي يختي إيه هتباتي في الحمام...بقالك سنة جوة إيه ما تخلصي يا بت…

+



خرجت ملك محاولة التماسك أمام هذا الهجوم عليها...متجهه صوب الغرفة مغلقة من خلفها لا تجيب على اي شيء مما تتفوه به…
ابدلت ملابسها لأخرى واستعدت كي تذهب للعمل…
خرجت من المنزل تحت أنظار فادية المسلطة عليها والتي صاحت بكراهيه:
-ابقي تعالي بدري يختي عشان تطبخي ليكي ولابوكي انا مش هقوم من مكاني...مش الشغالة اللي ابوكي جبهالك…

4



اغلقت ملك الباب من خلفها..وسرعان ما بصقت فاديه من خلفها متمتمة بحقد:
-بت فقر زي اللي خلفها...ربنا ياخدك أنتِ واللي خلفك عشان ارتاح منكم…

+



بالخارج..
وبعد خروجها من البناية تقابلت مع إحدى السيدات التي تقطن بذات البناية...رحبت بها المرأة ترحيبًا حارًا على غير عادتها..بادلتها إياه ملك باحترام وهدوء تام…
ثم تحدثت المرأة:
-أنا عارفة انك شغالة في محل الطرح اللي على اول الحارة...وكمان رجعنا نسمع صوت فادية معاكي من تاني... وعشان كدة بقى ليكي عندي شغل ميتقلوش لا…

+



        
          

                
انزوى ما بين حاجبي ملك، واستفسرت من السيدة:
-شغل ايه ده؟

+



-شغلانة هتاخدي فيها قد اللي بتاخديه من المحل اضعافه..وكمان مش هتضطري ترجعي البيت...وهتباتي في مكان الشغل…

+



بدأ الشك يتسلل إلى قلب ملك وسارت التساؤلات بخلدها عن هوية هذا العمل الذي سيجلب لها أضعاف ما تأخذه من راتب شهري…

+



ضاقت ملامح ملك وأدركت السيدة ما دار بذهن ملك لتصحح لها:
-أنتِ قلبتي وشك كدة ليه..اوعي تكون دماغك حدفت شمال..لا ده انا جيبالك شغلانة شريفة كل الحكاية أن فلوسها حلوة شويتين…
كل اللي مطلوب منك انك تقعدي مع عيلين واحد ست سنين والتاني سنتين...هتراعيهم مع امهم..ودي ست الله اكبر عليهم تتحط على الجرح يطيب..وجوزها ممثل معروف ومحترم والفترة دي بيسافر كتير عشان عنده تصوير وهى محتاجة بنوتة تقعد معاها وتساعدها عشان هى حامل ها قولتي ايه…

+



شعرت ملك بالسعادة من هذا العرض الذي سيجعلها تبتعد عن الجميع، وعلقت ببسمة بسطية:
-انا معنديش مشكلة واكيد العرض حلو بالنسبالي..

15



-طب حلو اوي انا هكلم الهانم وهتفق معاها عشان نروح لها وتشوفك وتشوفيها..

2



_________

+



بدأت روفان في تجهيز حقيبتها…وكانت تتحرك بخفة..وبسمة لم تعتاد خديجة عليها...سعيدة لأجلها وتخطيها ما حدث معها…
ممنونه لابن اخيها الذي أعاد البسمة إلى وجهها منذ أن جاء إلى هنا وطلب الزواج منها…

+



تعالى رنين المنزل فهتفت علياء التي كانت تساعدها على الفور:
-هروح أفتح واجي علطول..

+



ذهبت علياء وفتحت الباب..وسريعًا ما وجدت سليم أمامها...يضع يديه بجيب بنطاله...منتظرًا أن يُفتح له…

+



-ازيك…

+



أجابها بمرح:
-احسن منك يا وحشة..بقى بذمتك ادي الواد المتشحتف عليكي التليفون عشان يكلمك تقومي تعكنني عليه اكتر الواد طردنا طرده الكلاب..ده دماغه طقه..بس اقولك برافو عليكي... عايزك تديله على دماغه كمان وكمان..عشان يتعلم الادب..ويبطل صياعة وسرمحة…

16



تجاهلت علياء كلمات سليم وأشارت له بضحكة بسيطة محاولة ألا تشغل ذاتها في التفكير فيه:
-طب تعال متقفش على الباب كدة..

+



نفى برأسه وتمتم:
-مستعجل والله ناديلي بس روفان عايزها في كلمتين..

+



-حاضر..ثانية واحدة..

+



غابت لحظات وجاءت روفان من الداخل بعد أن تفحصت هيئتها وتأكدت من مظهرها قبل الظهور امامه…
قابلته ببسمة جعلته يشعر بأنه لا يريد أكثر من ذلك...يكفيه تلك البسمة وذلك الوجه الذي عادت له الضحكة.
-كدة كتير... اووووفر..ضحكتك دي خطر عليا وعلى قلبي…ما تيجي نتجوز بقى..وحنني قلبك ده عليا…

+



        
          

                
تحاشت النظر في عيناه وعلقت:
-هو أنت معندكش غير نتجوز نتجوز انت علقت يا سليم...

+



-لا وأنتِ الصادقة مسمهاش علقت اسمها اتجننت بيكي...مبقتش شايف ولا عايز غيرك…

+



صمت مضيقًا عيناه بتفكير ثم أضاف بنبرة تغلغلها المرح:
-أنتِ عملالي عمل صح ؟!

+



لم تستطع كتم ضحكتها..فصدحت ضحكتها الانثوية…
مما جعله يهتف بذات المرح:
-لا لا ابوس ايدك ده انا على تكه…

+



زحف الخجل والحرارة لوجهها...مدركة مغزى حديثه الغير برئ...مشيرة للداخل محاولة تغيير مجرى الحديث:
-هناديلك ماما و

+



-ماما ده إيه أنتِ تخشي زي الشاطرة تلمي هدومك وألا والله هدخل المهم أنا...وبعدين خدي هنا اوعي تكوني لسة مفتحتيش ديجا في انكم ترجعوا…

1



ضمت شفتيها واجابته بتوتر زائف:
-بصراحة بصراحة…

+



-أيوة بصراحة ايه بقى أنا عايز بعد بصراحة دي عشان والله لو طلعتي مقولتيش حاجة لهنزل حالًا اجيب مأذون واكتب عليكي….

+



لكزته في كتفه هاتفه بضيق ليس حقيقي:
-ده انت بتتلكك بقى..

+



-ايوة انا بتلكك..

+



-طب الحمدلله أني قولتلها وبنحضر الشنط خلاص..

+



هتفت بنعومة مفرطة...بينما خرج صوته ساخطًا:
-يا خسارة…
بس تعرفي هى مش خسارة اووي برضو...عشان هترجعي البيت أخيرًا وحياة امك اللي هى عمتي اللي جوه دي لهلزقلك في البيت والجدع يكلم انا واحد تعبان وبطني متخيطة..اقعد براحتشي بقى…

4



بعد مرور بعض الوقت…
انتهت روفان وخديجة من لملمة أغراضهم...وحاول سليم حمل الحقائب عنهم لكنهم رفضوا ذلك حتى لا يفتح جرحة مجددًا..فساعدهم في وضع الحقائب بالسيارة…

+



صعدت روفان جالسة بالمقعد الخلفي تحت تذمره
وما لبثت خديجة ان تصعد بالمقعد الأمامي فهمس لها سليم:
-بقولك إيه ما تركبي ورا اريحلك…

+



رمقته خديجة بنظرة خبيثة:
-يا ابو قلب حنين…

+



-خسايه قلبي قلب خساية وعايز راحتك يلا بقى وسيبي بنتك تقعد جمبي..

9



اغلقت الباب ونظرت لابنتها القابعة بالخلف..ثم فتحت الباب قائلة لها:
-بقولك إيه يا حبيبتي انزلي اركبي جمب سليم..

+



-لية ما حضرتك كنتي هتقعدي…

1



-اعمل ايه مش عايزني ابن محمود عايزك انتي اللي تقعدي ج

3



قاطعها سليم بصوت عالي محاولًا تصليح ما أفسدته:
-انا يا بنتي..محصلش..انتي اللي قولتيلي عايزة اقعد ورا يا سليم..رجلي و ظهري وجعني يا سليم…

+



        
          

                
اتسعت عين خديجة وصاحت بقلة حيلة:
-يمكن فعلا يلا يا بنتي قومي اقعدي جمبه قبل ما يأكلني ويأكلك…

2



ترجلت روفان من السيارة وكادت تفتح الباب الأمامي فسبقها وفتحه لها مشيرًا لها بالصعود:
-اتفضلي يا مراتي المستقبلية..

+



حاولت التغاطي عن كلماته كابحة ضحكتها فحقًا بات شخصًا آخر…

+



أغلق خلفها...وما كاد يتحرك حتى وجد عمته تفتح الباب وتمد يدها ضاربة إياه برفق مردفة بمرح:
-يا واد يا واطي ده انت مفتحتش الباب لـ عمتك اللي بتقول ظهرها و رجلها وجعينها…

+



ضرب على وجهه برفق ومرح وتمتم بخفوت:
-بس بقى فضحتيني كفاية هو جدي مسلطك عليا…


5



_______



+



عاد إياس باكرًا اليوم من العمل..فذهنه ظل منشغلًا بها طوال اليوم...يفكر في علاقتها بهذا السائق…
ولجت السيارة من بوابة القصر...مصدرة ضجيجًا عاليًا…
هبط إياس من السيارة ثم اقترب من إبراهيم الذي كان ينظف إحدى السيارات يسلي وقته..وذهنه هو الآخر منشغلًا راغبًا في ترك العمل والعودة لعمله السابق..فلم يحظي شيئًا من عمله هذا سوى وقوعه في عشق من لا تصلح له…

+



شد إياس على أسنانه مراقبًا إبراهيم بنظرة مستحقرة...عقله يخبره أنه يطمع بأبنه عمه من أجل أموالها الطائلة…
انتبه إبراهيم على نظراته فقال بترقب تاركًا ما يفعله مقتربًا منه خطوة واحدة:
-يلزم خدمة يا بيه..

8



ارتفع حاجبي إياس واجابه بهجوم وعدوانية واضحة:
-وأنا هعوز ايه منك يا بتاع أنت..

17



ردد ابراهيم كلماته مستنكرًا ما يتفوه به:
-بتاع؟؟؟
ايه بتاع دي متعرفش اسمي ولا إيه…

+



-ولو اعرفه هتفرق ايه يعني…قولي بقى تاخد كام وتبعد عن مهرة وملمحكش بتحوم حوليها من تاني؟

+



هنا وأدرك إبراهيم مبرر تلك العدوانية والكره تجاهه…
لم يصمت كثيرًا واجابه بصدق مدافعًا عن ذاته رافضًا تلك التهم التي لا صحة لها:
-اولا انا مبحومش حولين حد..ثانيًا وفر فلوسك لأن بنت عمك مش في دماغي أصلًا...ثالثًا لولا أني في بيتك ومحترم جدك كنت مديت ايدي عليك وخرشمت وشك ده…

15



تشنج إياس وقبض على ملابسه مقتربًا منه وكلا منهم بات في مواجهه مع الآخر…
-تمد ايدك على مين ياض يا بن **** هو أنت فاكر أن الشويتين اللي بتعملهم دول هيدخلوا دماغي لا فوق..وكله الا مهرة…. كل اللي في البيت دول عندي في كفة ومهرة ف كفة تانية خالص ومش هسمح لعيل صايع زيك يضحك عليها عشان طمعان في قرشين…

1



نفض ابراهيم يده ودفعه بعيدًا عنه بتشنج معلقًا بعصبية وغضب مكتوم:
-والله كان نفسي اوريك الصياعة بحق وحقيقي بس معلش ملحوقة….ولو على الشغل فـ بالناقص منه ميلزمنيش…..ومتخافش على بنت عمك لاني اصلا مبفكرش فيها….

+



        
          

                
انتهى مغادرًا مكانه تاركًا إياس مكانه يفكر في كلماته والحنق يزداد داخله رويدًا رويدًا مستشعرًا كذبه فقد رآى الغيرة عيناه كلما تلفظ لسانه حروف اسمها…...


38



_________



+



"في منزل ليلى"

2



يجلس على الأريكة أمامها...فقد اشتاقها...لم يراها الفترة الماضية سوى مرات قليلة… فقد خربت مخططاته بأكملها خاصة بعدما أصيب ابنه وتعرض ابن اخيه لحادث أليم…
والآن يحاول التبرير له…
-عارف أننا المفروض نكون متجوزين من بدري..بس اللي حصل مكنش بأيدي...ومكنش ينفع يكون ابني مضروب وفي المستشفى..وابن اخويا في غيبوبة محدش عارف هيفوق منها امتى وأنا اروح اتجوز..كمان مش عايز اعمل حاجة في السر…ومش عايزك تفهميني غلط..وتفتكري اني بماطل في جوازنا...

3



عضت على شفتيها وبأستيحاء جلي نهضت من مجلسها وجلست بجواره على الاريكة محافظة على تواجد بعض المسافة بينهم قائلة بابتسامة هادئة:
-عُمري ما افهمك غلط يا محمود..لو كنت عايزة افهمك غلط كنت فهمت كدة من زمان...بس انا عذراك..وفاهمة اللي انت فيه...ومش مستعجلة ولا بطالبك بأي حاجة...و وقت ما ظروفك تسمح وتيجي تقولي يلا نتجوز يا ليلى هتلاقيني بقولك يلا يا محمود….

+



تخلل الارتياح قلبه الذي يلتاع شوقًا ومد يده ملتقط يدها متمتم بأمتنان لتفهمها له:
-مش عارف اقولك ايه..بس أنتِ حقيقي نعمة من ربنا...لازم اعيش عُمري كله بحمد ربنا عليها…

+



انتهى خاطفًا قبلة سريعة من يديها...مما جعلها ترتبك..وتسحب يديها ببطء مشيرة تجاه غرفة ابنتها:
-أنا هصحي ميرنا وهحضر الغدا عشان تتغدا معانا ومش مسموح انك ترفض...ماشي..

9



اماء لها وابتسامته تزداد:
-اكيد مش هقولك لا…


3



_______


+



يتسامران سويًا تقص عليها ما حدث بينها وبين إياس...كيف غضب وصاح عليها..
وكيف اعترفت له بحبها لإبراهيم…
لا تدرى ماذا فعلت كلماتها البسيطة والتلقائية في قلب صديقتها التي كانت تغار منها سابقًا..
وعادت تلك الأفكار التي حاولت الفترة الماضية طردها ولكن ما أن تحدثت وسردت لها حتى عادت لها تلك الأفكار من جديد..
وتسللها الشك حول وجود بعض المشاعر الكامنة داخله لابنه عمه وصديقتها الوحيدة…
-يعني إياس اتعصب لما عرف انك بتحبي إبراهيم مش كدة..

3



-ايوة يا تقى هو أنا بكلم نفسي...المشكلة دلوقتي مش في إياس..المشكلة اني بحب إبراهيم..مش عارفة ابطل احبه أو افكر فيه، كنت الأول فكراه مبيحبنيش بس هو بيحبني ده اللي أنا فهمته وشوفته في عيونه...عيونه فضحاه…

1



قاومت شعورها بالمقط والغيرة القاتلة الناهشة لفؤداها دون أي رأفة...ممسكة بيديها مشجعة إياها:
-اسمعي يا مهرة..مدام بتحبيه يبقى اوعى تسبيه..اتمسكي بحبك لآخر دقيقة وآخر نفس متسمحيش لحد يفرق بينكم..حتى لو هتضطري تتجوزيه من غير رضاهم…

26



لانت ملامح مهرة صدمة وقالت بدهشة:
-أنتِ بتقولي إيه يا تقى..

+



-بقولك اللي لازم تعمليه لو وقفوا قدام سعادتك..الحب مبيجيش غير مرة واحدة في العُمر..واللي زي إبراهيم بقوا قليلين..عشان كدة امسكي فيه بأيدك وسنانك...انا عايزة مصلحتك..


22



________


+



اختلج قلبها خوفًا من ذلك اللقاء الذي سيحدث مع أفراد عائلتها بعدما قامت بطعن سليم...و رآها الجميع وهى تفترش الأرض جواره وملابسها ويدها ملطخة بدمائه….
أحس سليم بتوترها و خوفها من القادم بسبب عيناها التي كانت تجول على المنزل بنظرات زائغه تتذكر تلك الليلة..
خطف سليم نظرات سريعة مع عمته التي بادلته تلك النظرات وشعرت هى الآخرى بخوف ابنتها…
حمحم سليم بصوته المحب ونظرته العميقة يشجعها:
-يلا يا روفان…

+



حدقت به وقالت بتوتر ملحوظ:
-محدش فيهم هيبقى طايقني ولا حابب رجوعي..اخر مرة كنت هنا مامتك اتخانقت م

+



قاطعها لا يرغب في الاستماع للمزيد:
-متحطيش حاجة في دماغك ده بيتك زيك زيهم…

+



أكدت خديجة على حديث سليم:
-ايوة يا روفان..واصلا محدش ليه يكلم معاكي واللي مش عجبه الباب يفوت ميت جمل مش جمل واحد..

+



سحب سليم نفسًا عميقًا وتحدث بصدق نبع من حبه لها فـ الله وحده من يعلم مدى عشقه لها:
-انا معاكي وطول ما أنا معاكي مش عايزك تخافي أو تقلقي من أي حاجة…

3



__يتبع__

+



بقلمي فاطمة محمد.




+



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close